yasmeen
12-23-2005, 08:33 AM
نيكولاس كريستوف
لن يمكنك فهم عبارة تخثر الدماء، إلا عندما تشاهد واحدا من أشرطة الفيديو للمتمردين العراقيين، وهم يأخذون شخصا مرعوبا مقيد القدمين ويقطعون رأسه بسكين جزار.
وبالرغم من ذلك، فإن الجهاديين هم الذين يبثون أشرطة «قطع الرأس» على الانترنت في اطار شبكة البروباغندا التابعة لهم، وهم يفعلون ذلك لأنه يؤكد التميز التكنولوجي لهم. وإذا كان هناك مجال يجب ان نحقق فيها التفوق في محاربة الارهاب، فهو الانترنت ـ وبالرغم من ذلك، فإن المتطرفين الاسلاميين يتلاعبون بنا في مجال الفضاء المعلوماتي، ويستخدمونه لتجنيد وتدريب الارهابيين والتواصل مع بعضهم البعض بطريقة متقدمة.
فعندما يشن الإرهابيون هجوما هذه الأيام يصورونه من عدة زاويا لتحقيق بروباغندا افضل، ثم يوزعونه على مواقع الجهاديين وعلى اقراص الفيديو المدمجة. والى جانب شرائط الفيديو الدعائية مثل تلك، فهناك طريقة «كيف تنوع»، مثل برامج الخطوة بخطوة لإعداد حزام ناسف. وفي النهاية، صنع معدو الفيلم حافلة بديلة ووضعوا الحزام الناسف على موديل ونسفوه. ويوضح شريط الفيديو «أن الشخص الذي يرتدي الحزام الناسف، عندما يدخل الحافلة، ويريد نسف نفسه، يجب ان يكون وجهه تجاه مقدمة السيارة وظهره تجاه الخلف». ويرجع ذلك لأن هناك قوة تفجيرية أقل في الجانبين.
كما يستخدم الارهابيون الانترنت أيضا للاتصالات. وهم يعرفون ان قطاع الاستخبارات الأميركية يستخدم برامج الكترونية متقدمة، يمكنها فحص الرسائل الالكترونية، ولذا يشارك العديد منهم في حساب واحد للبريد الالكتروني، ولا يبعث الشخص الذي يكتب الرسالة بها، بل يحتفظ بها في ملف المسودات. ثم يدخل الشخص الأخر الشبكة ويطلع على المسودة بدون إرسالها على الإطلاق. وبالمثل، فإن الارهابيين والمتطرفين يتصلون ببعضهم البعض عبر منتديات الالعاب الالكترونية. وبعض الأحيان يستخدمون «الدردشة على الهواء» في مواقع الالعاب الالكترونية اليابانية، التي لا يتنصت عليها الا المراهقون.
لقد حققت انتخابات العراق في الاسبوع الماضي نجاحا عظيما، ولكنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة نتيجة ذلك. الأمر الواضح هو أن المتطرفين الاسلاميين، ليسوا من سكان الكهوف كما نعتقد، ونحتاج الى اعادة التفكير إذا ما اردنا النجاح.
يجب أن نعلم هنا أن الجماعات الجهادية تغير مواقعها على شبكة الانترنت وعناوينها باستمرار، وغالبا ما تحمي مواقها بكلمات المرور وربما تمنع دخول مواقعها في الدول الغربية. كما ان هذه المواقع محمية لغويا، اذ أن اللغة المستخدمة فيها هي العربية، علما بأن دوائر الاستخبارات الغربية تعاني من نقص حاد في الكوادر، التي لديها مهارات لغوية. وفي بعض الأحيان تكتب هذه الجماعات عناوين مواقعها بالحرف العربية، لكي يدرك العرب العنوان في حين لا يفهمه غير الناطقين بالعربية. ولا يبدي أعضاء هذه الجماعات أي حياء ازاء إثارة الإرهابيين.
كتبت إحدى هذه الجماعات في موقع خاص بمجموعة على شبكة الانترنت: «إخواني المسلمين، تعرفون أن أعداء الإسلام يكنون الحقد له، وما يساعدهم على ذلك معرفتهم بالكيمياء والفيزياء والرياضيات ولغات البرمجة، بالإضافة الى معرفتهم في علوم الخرائط والالكترونيات وغيرها. فإذا كان لديكم معرفة في أي من العلوم المذكورة التي ستفيد الإسلام والمسلمين، نرجو إحاطتنا علما». من المؤكد أن هناك من رد مؤكدا ان لديه مهارات في اللغة الانجليزية، ووظائف الخلايا والأحياء الجزيئية والكيمياء والمتفجرات.
ويقول خبير أميركي يعمل في جهة رسمية معنية بمراقبة حركة المعلومات، ان هذه الجماعات لديها إحساس بأنها لا تخضع لمراقبة أو أنها حتى إذا كانت مراقبة، فإنه الكلام المكتوب لن يترجم لفترة ستة شهور. ويتابع الخير قائلا: «للأسف، المتمردون على صواب ـ إنهم كثيرا ما لا يخضعون للمراقبة. أجهزة الاستخبارات ظلت تقلل من اهمية المعلومات الاستخباراتية من المصادر المفتوحة». وأضاف ايضا ان روبرت غيتس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قال له بنبرة لا تخلو من الأسف ان المعلومات الاستخباراتية، ينظر اليها في بعض الأحيان كمعلومات قليلة القيمة، عندما لا تكون مسروقة.
نحن في حاجة ايضا الى المزيد من المرونة. ففي بعض اقسام الاستخبارات تكون هناك صعوبة بالغة في ان يتظاهر الشخص، بأنه جهادي في واحد من هذه المنابر على شبكة الانترنت، علما بأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق أية نتائج.
ويبقى القول إننا إذا أردنا أن نرد بصورة فاعلة، فإننا يجب أن نتخذ خطوة أولى حاسمة تتمثل في مراقبة الفضاء المعلوماتي على نحو أكثر تشددا وصرامة، لأننا نخسر الآن في مواجهة الارهابيين في ساحة فضائنا المعلوماتي بتقنياته المتطورة.
* خدمة: «نيويورك تايمز»
لن يمكنك فهم عبارة تخثر الدماء، إلا عندما تشاهد واحدا من أشرطة الفيديو للمتمردين العراقيين، وهم يأخذون شخصا مرعوبا مقيد القدمين ويقطعون رأسه بسكين جزار.
وبالرغم من ذلك، فإن الجهاديين هم الذين يبثون أشرطة «قطع الرأس» على الانترنت في اطار شبكة البروباغندا التابعة لهم، وهم يفعلون ذلك لأنه يؤكد التميز التكنولوجي لهم. وإذا كان هناك مجال يجب ان نحقق فيها التفوق في محاربة الارهاب، فهو الانترنت ـ وبالرغم من ذلك، فإن المتطرفين الاسلاميين يتلاعبون بنا في مجال الفضاء المعلوماتي، ويستخدمونه لتجنيد وتدريب الارهابيين والتواصل مع بعضهم البعض بطريقة متقدمة.
فعندما يشن الإرهابيون هجوما هذه الأيام يصورونه من عدة زاويا لتحقيق بروباغندا افضل، ثم يوزعونه على مواقع الجهاديين وعلى اقراص الفيديو المدمجة. والى جانب شرائط الفيديو الدعائية مثل تلك، فهناك طريقة «كيف تنوع»، مثل برامج الخطوة بخطوة لإعداد حزام ناسف. وفي النهاية، صنع معدو الفيلم حافلة بديلة ووضعوا الحزام الناسف على موديل ونسفوه. ويوضح شريط الفيديو «أن الشخص الذي يرتدي الحزام الناسف، عندما يدخل الحافلة، ويريد نسف نفسه، يجب ان يكون وجهه تجاه مقدمة السيارة وظهره تجاه الخلف». ويرجع ذلك لأن هناك قوة تفجيرية أقل في الجانبين.
كما يستخدم الارهابيون الانترنت أيضا للاتصالات. وهم يعرفون ان قطاع الاستخبارات الأميركية يستخدم برامج الكترونية متقدمة، يمكنها فحص الرسائل الالكترونية، ولذا يشارك العديد منهم في حساب واحد للبريد الالكتروني، ولا يبعث الشخص الذي يكتب الرسالة بها، بل يحتفظ بها في ملف المسودات. ثم يدخل الشخص الأخر الشبكة ويطلع على المسودة بدون إرسالها على الإطلاق. وبالمثل، فإن الارهابيين والمتطرفين يتصلون ببعضهم البعض عبر منتديات الالعاب الالكترونية. وبعض الأحيان يستخدمون «الدردشة على الهواء» في مواقع الالعاب الالكترونية اليابانية، التي لا يتنصت عليها الا المراهقون.
لقد حققت انتخابات العراق في الاسبوع الماضي نجاحا عظيما، ولكنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة نتيجة ذلك. الأمر الواضح هو أن المتطرفين الاسلاميين، ليسوا من سكان الكهوف كما نعتقد، ونحتاج الى اعادة التفكير إذا ما اردنا النجاح.
يجب أن نعلم هنا أن الجماعات الجهادية تغير مواقعها على شبكة الانترنت وعناوينها باستمرار، وغالبا ما تحمي مواقها بكلمات المرور وربما تمنع دخول مواقعها في الدول الغربية. كما ان هذه المواقع محمية لغويا، اذ أن اللغة المستخدمة فيها هي العربية، علما بأن دوائر الاستخبارات الغربية تعاني من نقص حاد في الكوادر، التي لديها مهارات لغوية. وفي بعض الأحيان تكتب هذه الجماعات عناوين مواقعها بالحرف العربية، لكي يدرك العرب العنوان في حين لا يفهمه غير الناطقين بالعربية. ولا يبدي أعضاء هذه الجماعات أي حياء ازاء إثارة الإرهابيين.
كتبت إحدى هذه الجماعات في موقع خاص بمجموعة على شبكة الانترنت: «إخواني المسلمين، تعرفون أن أعداء الإسلام يكنون الحقد له، وما يساعدهم على ذلك معرفتهم بالكيمياء والفيزياء والرياضيات ولغات البرمجة، بالإضافة الى معرفتهم في علوم الخرائط والالكترونيات وغيرها. فإذا كان لديكم معرفة في أي من العلوم المذكورة التي ستفيد الإسلام والمسلمين، نرجو إحاطتنا علما». من المؤكد أن هناك من رد مؤكدا ان لديه مهارات في اللغة الانجليزية، ووظائف الخلايا والأحياء الجزيئية والكيمياء والمتفجرات.
ويقول خبير أميركي يعمل في جهة رسمية معنية بمراقبة حركة المعلومات، ان هذه الجماعات لديها إحساس بأنها لا تخضع لمراقبة أو أنها حتى إذا كانت مراقبة، فإنه الكلام المكتوب لن يترجم لفترة ستة شهور. ويتابع الخير قائلا: «للأسف، المتمردون على صواب ـ إنهم كثيرا ما لا يخضعون للمراقبة. أجهزة الاستخبارات ظلت تقلل من اهمية المعلومات الاستخباراتية من المصادر المفتوحة». وأضاف ايضا ان روبرت غيتس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، قال له بنبرة لا تخلو من الأسف ان المعلومات الاستخباراتية، ينظر اليها في بعض الأحيان كمعلومات قليلة القيمة، عندما لا تكون مسروقة.
نحن في حاجة ايضا الى المزيد من المرونة. ففي بعض اقسام الاستخبارات تكون هناك صعوبة بالغة في ان يتظاهر الشخص، بأنه جهادي في واحد من هذه المنابر على شبكة الانترنت، علما بأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق أية نتائج.
ويبقى القول إننا إذا أردنا أن نرد بصورة فاعلة، فإننا يجب أن نتخذ خطوة أولى حاسمة تتمثل في مراقبة الفضاء المعلوماتي على نحو أكثر تشددا وصرامة، لأننا نخسر الآن في مواجهة الارهابيين في ساحة فضائنا المعلوماتي بتقنياته المتطورة.
* خدمة: «نيويورك تايمز»