المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خدعوك فقالوا الليزك يعود بقوة ابصارك 6/6



جمال
12-23-2005, 01:01 AM
عملية معقدة عبارة عن خريطة ثلاثية الابعاد



في صباح يوم نظر »كريستوفر توماس 43 عاما« من نافذة الغرفة وتمكن من قراءة لوحة ترخيص سيارة متوقفة دون الاستعانة بنظارته وكان كريستوفر اجرى في اليوم السابق جراحة لتصحيح البصر في عينيه بتقنية »الليزك« ليصبح واحداً من خمسة ملايين اميركي سعوا للتخلص من نظاراتهم بهذه التقنية في خلال السنوات العشر الماضية وبعد تسعة ايام على اجراء العملية وصف كريستوفر قوة ابصاره بالقول: انها استثنائية وانا سعيد تماما لانني اجريتها.

ومنذ ان بدأ الاطباء الاميركيون تقديم تقنية تصحيح البصر بواسطة »الليزر« عام 1995 تحسنت وسائل السلامة واصبحت التقنيات الجديدة توفر للاشخاص الذين يعانون المزيد من المشاكل في الرؤية الفرصة لاجراء العملية لكن لا توجد حتى الان ضمانات باستعادة قوة الابصار بنسبة »6/6« فلا تزال مسألة السلامة في اجراء العملية على المدى الطويل مجهولة حيث اظهرت دراسة اجريت اخيراً ان نسبة »18« في المئة تقريباً من المرضى يحتاجون الى العلاج بطريقة »الليزك« مرة ثانية كما ان عدم وجود تغطية من التأمين الصحي يبقي العملية عنصر رفاهية لا يقوى على تحمل نفاتها سوى الاشخاص الذين يمكنهم توفير مبلغ يتراوح بين »3« و »5« آلاف دولارواضافة الى ذلك فان سباق اسلحة التكنولوجيا يعني ان بعض عيادات تصحيح البصر تتبجح ازاء معداتها وتقنياتها الجديدة مثل »تقنية الليزك الموجه بالجبهة الموجية- Wavfrort Gnided Lasik« وجراحة تصحيح البصر بتقنية تسمى »بلا نصل« ولعل ذلك يعقد قدرة المستهلك او المريض على اتخاذ القرار اكثر.

الانحراف البصري

يقول الدكتور كولمان كراف وهو جراح متخصص في الانحراف البصري: »تصغي الى محطات الاذاعة وتستمع الى الاعلانات التي يحاول الكثير منها تسويق نفسه لدى المريض لاثارة خوفة قليلا ودفعه باتجاه تفضيل طريقة على اخرى« اما ديف هارمون رئيس شركة »ماركت سكوب« التي تتابع صناعة تصحيح البصر فيقول: يبلغ متوسط اعمار الاشخاص الذين يجرون جراحة الليزك »39 عاما« وبدخل يصل الى نحو »88« الف دولار اما مستوى تعليمهم فهو اعلى من المتوسط, والاشخاص الذين اجروا الجراحة ممن هم في العقد الثالث من العمر قليلون واقل منهم اولئك الذين اجروها وهم في العقد السادس.

ويشير الدكتور هارموت الى ان المرضى يختارون اطباءهم شفاهاً اي عن طريق تناقل الحكايات بين الاصدقاء فقد قادت مباركة الاصدقاء كريستوفر توماس الى عيادة الدكتور كراف وسط شيكاغو.
اذ سئم في النهاية من وضع نظاراته في غير موضعها وهو الذي يرأس شركة متخصصة في انتاج الاعلانات لشبكة الانترنت, ويقول كريستوفر: »من السهل ان تترك نظاراتك على متن طائرة, كنت افقد ثلاثة او اربعة ازواج من النظارات سنوياً في المتوسط, واصبح ذلك يكلفني الكثير من المال«.

التقى كريستوفر مع الدكتور كراف وعلم انه مرشح جيد لاجراء جراحة »الليزك« اختار احدث تكنولوجيا عرضها عليه الطبيب اي تقنية الليزك الموجه بالجبهة الموجية التي تؤدي الى صنع خريطة للقرنية حسب الطلب, وطريقة الجراحة »بلا نصل« وتستند جراحة الليزك التقليدية الخاصة بنظارات المريض وتعمد تقنية الليزك الموجه بالجبهة الموجية على موجات الضوء المرتدة من الجزء الخلفي من العين لصنع خريطة ثلاثية الابعاد تستخدم في توجيه عملية المعالجة بالليزر.

والمحت دراسة صغيرة اجريت على »25« مريضا الى ان هذه التقنية ادت الى تقليص التشوهات في الرؤية في الليل مثل الهالات والوهج بشكل اكثر من جراحة الليزك التقليدية واسفرت عن قدرة افضل على الابصار لدى المزيد من المرضى ولم يكن كريستوفر يعاني من قصر حاد في البصر او من مشكلة »اللا بؤرية« غير انه تمت الموافقة اخيراً على تقنية الليزك الموجه بالجبهة الموجية من جانب ادارة الغذاء والدواء الاميركية لعلاج الحالتين السابقتين مما زاد عدد الاشخاص المؤهلين للجراحة بواقع مليون واحد تقريباً.. كما تمت الموافقة على تلك التقنية لعلاج حالات مد البصر.

استخدام الليزر

اختار كريستوفر كذلك طريقة الجراحة »بلا نصل« بمعنى ان الطبيب استخدم تقنية ليزر جديدة بدلا من استخدام نصل يمكن التخلص منه لصنع طبقة رقيقة ومتدلية في القرنية, وتنطوي كل جراحات »الليزك« على صنع هذه الطبقة الرقيقة المفصلة والتي يتم اعادتها الى مكانها بعد جراحة الليزر لتسريع عملية الشفاء, وفي طريقة الجراحة »بلا نصل« يستخدم الطبيب الجراح ليزر يطلق عليه اسم »انتر ليز« لتكوين آلاف من الفقاعات ضئيلة الحجم تحت سطح القرنية وتتيح هذه الفقاعات للجراح تقشير طبقة رقيقة من القرنية باداة صغيرة يطلق عليها اسم »الملوق« وتستغرق طريقة الجراحة »بلا نصل« بعض دقائق اكثر مقارنة بالطريقة المعتادة وهي اكثر كلفة لكنها ليست افضل بالنسبة الى كل مريض كما يقول الدكتور كراف.

ومع ان الدراسات الوحيدة التي تقارن بين الطريقتين صغيرة او ممولة من جانب صناعة تصحيح البصر, فان النتائج على صعيد تصحيح البصر تبدو متشابهة اذ ابلغ بعض الاطباء عن مزيد من الاحمرار في العينين اذا ما تمت الجراحة بطريقة »بلا نصل« وربما يعود ذلك الى الوقت الاطول الذي يتم الابقاء فيه على سكون عين المريض بواسطة انبوبا لامتصاص لكن يبدو ان كلمة »بلا نصل« تجعل المرضى اكثر راحة من الناحية النفسية كما تقول الدكتورة اليزابيث ديفيس التي تضيف: انهم يشعرون بالقلق والاضطراب تجاه مرور نصل عبر عيونهم« ورغم ان خطته كانت تقضي بالخضوع لجراحة »بلا نصل« فان كريستوفر احس بلحظات من القلق قبل العملية, حدث ذلك عندما قرأ ووقع النماذج التي تورد قوائم بكل المخاطر المترتبة على جراحة الليزك ويقول: كان الامر مروعاً قائمة طويلة بالكثير من التعقيدات خطرت احداها في ذهني على وجه التحديد وتمثل ذلك في احتمال وارد لكنه نادر وهو ان تتعطل الالة قبل الانتهاء من الربع الاخير من عيني, وبالطبع فانه سيكون من الصعب اصلاح ذلك فيما بعد.

احتمالات اخرى نادرة ولكن مخيفة تشمل اصابة تهدد الابصار اي رؤية اسوأ من ذي قبل وخدوش في القرنية وحسب كلام الدكتور دوغلاس كوك استاذ امراض العيون في كلية تايلور للطب هناك حالات نادرة من حالات العمى المثبتة ربما لا تزيد عن اقل من 10 حالات من عدد يزيد عن 10-15 مليوناً من الحالات التي اجريت فيها هذه العمليات« تومز قرر الاستمرار على الرغم من مخاوف اللحظة الاخيرة وهو مسرور لانه فعل ذلك تحدث الى اي طبيب يستخدم تقنية الليزر وسوف تسمع منه عبارة »آمال واقعية«.

اكتشف الاطباء ان تجنب المرضى المستائين يعني شرح نواقص هذه العلميات مسبقا: شخص في الخامسة والثلاثين ممن عولجوا بالليزر ظل بحاجة لاستخدام نظارة القراءة في سن الخمسين, بعض الاشخاص وبعد عمليات الليزر ظلوا يرون هالات حول مصادر الاضاءة.
وبعضهم ظل يشعر بجفاف العين على مدى شهور او بشكل عام, كل من يضمن لك نجاحاً بنسبة 20/20 يجب ان لا تثق بكلامه كما يقول كراف.

ايضا على المرضى ان يختاروا الطبيب الجيد وان يتركوه يختار الادوات كما يقول الجراحون الذين اجريت مقابلات معهم لصالح هذه المقالة.
»انت تعتمد على الجراح صاحب الخبرة وعليه ان يستخدم الاداة التي تعطيه افضل النتائج« يقول: الدكتور روبرت مالوني استاذ طب العيون السريري في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس والمستشار في شركة بوش ولومب لصناعة ادوات العلاج بالليزر.

وينصح مالوني المرضى باستشارة اطباء العيون الذين لا يجرون عمليات الليزر وجراحين يجرون عمليات الليزر في مدن اخرى ويجب ان يكون الجراح مجازاً من البورد الاميركي لطب العيون وان يكون قام على الاقل بألف حالة علاج بتقنيات الليزر يقول مالوني »لست بحاجة لتكون جزءاً من عملية تعلم الاخرين«.

ويقترح مالوني ايضا ان يوجه سؤالاً للجراح حول نسبة مرضاه الذين يحصلون على نسبة رؤية لا تقل عن 20/40 نتيجة هذه العمليات نسبة 95 تعتبر مثالية وان يسأل ايضا عن نسبة الذين يعانون من مضاعفات نسبة 1 في المئة معقولة.
ويقول مالوني: »اتعامل بحذر مع الجهات التي تلجأ للدعاية المكثفة فنفقات الاعلانات باهظة وهذا قد يجعلهم مضطرين للقيام بعدد كبير من العمليات الجراحية لتسديد هذه النفقات«.
هناك خيارات اخرى لمن يريدون التخلص من نظاراتهم.

علاج الانعكاس القرني: هناك العدسات اللاصقة الليلية التي تصلح وضع العين خلال النوم ويقدمها الاطباء مقابل 1000 دولار اميركي وخلافا للعمل الجراحي الليزري يمكن استخدامها على الوجهين.
السنة الماضية اقرت ادارة الاغذية والدواء الاميركية استخدام العدسات اللاصقة المزروعة بمبلغ 6000 دولار مع رعاية خمس سنوات لمتابعة الاثار الجانبية وهي اغلى من العمل الليزري.
بعد تسعة ايام من العمل الجراحي قال تومز الذي اجرى العملية الليزرية في شيكاغو ان قدرته على الابصار صارت احسن من المعتاد ومع انه يرى هالة حول الضوء في الليل وهذا اثر جانبي لدى بعض المرضى يبدو ان هناك شيئاً من التحسن يومياً كما ذكر.