فاطمي
12-22-2005, 09:40 AM
http://www.alraialaam.com/22-12-2005/ie5/spec3.jpg
طهران ــ من أحمد امين
يمضي الايرانيون ليلتهم اليوم (ليلة 21 على 22 ديسمبر) وهي الليلة المعروفة بـ «شب يلدا» (ليلة يلدا) بالتزاور والسهر حتى ساعات متقدمة من المساء في تناول الفواكه التي يعتبر البطيخ الاحمر في مقدمتها، الى جانب المكسرات، ومحاولة معرفة الطالع من خلال ديوان الشاعر الكبير حافظ الشيرازي.
ان هذه الليلة تعتبر في الحضارة الايرانية العريقة ليلة المحبة والتآخي، ليلة مباركة، انها آتية من اعماق التاريخ، وهي اطول ليلة في السنة ويطوي الخريف فيها اوراقه فاسحا المجال لفصل الشتاء، كما يغادر القوس ويمنح مكانه للجدي.
الايرانيون القدامى طالما اعتبروا هذه الليلة انها مليئة بالاسرار والخفايا، وابتداء من هذه الليلة وحتى الايام الاربعين المقبلة كانوا ومازالوا يطلقون على هذه الفترة اسم «الجلة الكبرى» وتمتاز عادة ببردها القارس، اما «الجلة الصغرى» فانها تستمر 20 يوما وتبدأ في 30 يناير.
في «شب يلدا» تكون الدولمة (الملفوفة) المعمولة باوراق الكوسة (اللهانة) العنصر الرئيس على مائدة العشاء، وفي بعض الاقاليم الايرانية، لاسيما الكردية يقوم كبار السن بسرد الروايات الحماسية الوارد ذكرها في «شاهنامة فردوسي» والتغني بقصائد للشاعرين الايرانيين الكبيرين حافظ وسعدي شيرازي، اما في اقليمي جيلان ومازندران الشماليين فانه ووفقا للتقاليد التي توارثها الابناء عن الاباء والاجداد يقوم كبار السن بقراءة «الطالع» للبنات والأولاد من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي، وطي العقود الاخيرة لم تبق هذه الظاهرة محصورة في اوساط سكان هذين الاقليمين بل انها اصبحت تقليدا سنويا عند مواطني الاقاليم الاخرى.
وتمثل مبادرات اهداء العوائل الميسورة الحال الفواكه والمكسرات للعوائل الفقيرة في هذه الليلة ظاهرة محسوسة تعكس مفهوم التكافل الاجتماعي والتآخي وتقاسم السعادة التي تعتبر من خصائص «شب يلدا»، ويؤكد المحسنون عادة انهم بهذه المبادرات سوف يحصلون على سعادة دائمة لانهم جعلوا المعوزين لاسيما الاطفال يسهرون هذه الليلة بسعادة كالتي يشعر بها اطفالهم.
أصل يلدا
ويصعب على الإيرانيين في مثل هذه الليلة الحصول على المكسرات والبطيخ الاحمر بسهولة وعليه الانتظار في طوابير طويلة لأن معظم الايرانيين متمسكون بالتقاليد الخاصة بهذه الليلة، وهم يصرون على تناول البطيخ الاحمر لئلا يتعرضوا، وحسب اعتقاداتهم، للاصابة بنزلة برد حتى نهاية العام.
وتعني مفردة يلدا بالسريانية المولد، أي مولد الشمس (مهر أو ميترا)، وكان قدامى الروم يطلقون عليها اسم «ناتاليس انويكتوس» أي يوم مولد مهر الخالد, ويعتقد قدامى الايرانيين انه في هذا اليوم تنجو الشمس من مخالب «شب هاى اهريمنى» أي (الليالي الشيطانية)، لذلك يعتبر هذا اليوم مقدسا لعبدة الشمس.
ويرى باحثون ايرانيون، انه وجراء خطأ في حساب عدد ايام السنة الكبيسة يتم اعتبار 25 ديسمبر مولدا لميترا بدلا من 21 ديسمبر، ويقرر قدامى المسيحيين اعتبار هذا اليوم هو يوم مولد المسيح عيسى بن مريم.
ووفقا لما ورد في موسوعة دهخدا التاريخية فان «مفردة يلدا تعني الميلاد، وان هذه الليلة سميت بليلة الميلاد لتطابقها مع ميلاد المسيح، لكن وفقا للبحث التاريخي فان هذه الليلة تعتبر في الاصل ليلة ميلاد ميترا، وان المسيحيين في القرن الرابع الميلادي اعتبروها ليلة ميلاد المسيح في حين ان ليلة الميلاد هي ليلة 25 ديسمبر».
وتزامنت هذه الليلة العام الحالي مع استئناف المفاوضات النووية الايرانية ــ الاوروبية في فيينا اليوم، فهل ياترى ستكون نتائج هذه المفاوضات جيدة ومباركة للايرانيين كبركة هذه الليلة، ام ان الارادة السياسية لاوروبا واميركا ستكون اقوى من العقائد الايرانية العريقة؟ الجواب سيأتي عاجلا ام آجلا من فيينا.
طهران ــ من أحمد امين
يمضي الايرانيون ليلتهم اليوم (ليلة 21 على 22 ديسمبر) وهي الليلة المعروفة بـ «شب يلدا» (ليلة يلدا) بالتزاور والسهر حتى ساعات متقدمة من المساء في تناول الفواكه التي يعتبر البطيخ الاحمر في مقدمتها، الى جانب المكسرات، ومحاولة معرفة الطالع من خلال ديوان الشاعر الكبير حافظ الشيرازي.
ان هذه الليلة تعتبر في الحضارة الايرانية العريقة ليلة المحبة والتآخي، ليلة مباركة، انها آتية من اعماق التاريخ، وهي اطول ليلة في السنة ويطوي الخريف فيها اوراقه فاسحا المجال لفصل الشتاء، كما يغادر القوس ويمنح مكانه للجدي.
الايرانيون القدامى طالما اعتبروا هذه الليلة انها مليئة بالاسرار والخفايا، وابتداء من هذه الليلة وحتى الايام الاربعين المقبلة كانوا ومازالوا يطلقون على هذه الفترة اسم «الجلة الكبرى» وتمتاز عادة ببردها القارس، اما «الجلة الصغرى» فانها تستمر 20 يوما وتبدأ في 30 يناير.
في «شب يلدا» تكون الدولمة (الملفوفة) المعمولة باوراق الكوسة (اللهانة) العنصر الرئيس على مائدة العشاء، وفي بعض الاقاليم الايرانية، لاسيما الكردية يقوم كبار السن بسرد الروايات الحماسية الوارد ذكرها في «شاهنامة فردوسي» والتغني بقصائد للشاعرين الايرانيين الكبيرين حافظ وسعدي شيرازي، اما في اقليمي جيلان ومازندران الشماليين فانه ووفقا للتقاليد التي توارثها الابناء عن الاباء والاجداد يقوم كبار السن بقراءة «الطالع» للبنات والأولاد من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي، وطي العقود الاخيرة لم تبق هذه الظاهرة محصورة في اوساط سكان هذين الاقليمين بل انها اصبحت تقليدا سنويا عند مواطني الاقاليم الاخرى.
وتمثل مبادرات اهداء العوائل الميسورة الحال الفواكه والمكسرات للعوائل الفقيرة في هذه الليلة ظاهرة محسوسة تعكس مفهوم التكافل الاجتماعي والتآخي وتقاسم السعادة التي تعتبر من خصائص «شب يلدا»، ويؤكد المحسنون عادة انهم بهذه المبادرات سوف يحصلون على سعادة دائمة لانهم جعلوا المعوزين لاسيما الاطفال يسهرون هذه الليلة بسعادة كالتي يشعر بها اطفالهم.
أصل يلدا
ويصعب على الإيرانيين في مثل هذه الليلة الحصول على المكسرات والبطيخ الاحمر بسهولة وعليه الانتظار في طوابير طويلة لأن معظم الايرانيين متمسكون بالتقاليد الخاصة بهذه الليلة، وهم يصرون على تناول البطيخ الاحمر لئلا يتعرضوا، وحسب اعتقاداتهم، للاصابة بنزلة برد حتى نهاية العام.
وتعني مفردة يلدا بالسريانية المولد، أي مولد الشمس (مهر أو ميترا)، وكان قدامى الروم يطلقون عليها اسم «ناتاليس انويكتوس» أي يوم مولد مهر الخالد, ويعتقد قدامى الايرانيين انه في هذا اليوم تنجو الشمس من مخالب «شب هاى اهريمنى» أي (الليالي الشيطانية)، لذلك يعتبر هذا اليوم مقدسا لعبدة الشمس.
ويرى باحثون ايرانيون، انه وجراء خطأ في حساب عدد ايام السنة الكبيسة يتم اعتبار 25 ديسمبر مولدا لميترا بدلا من 21 ديسمبر، ويقرر قدامى المسيحيين اعتبار هذا اليوم هو يوم مولد المسيح عيسى بن مريم.
ووفقا لما ورد في موسوعة دهخدا التاريخية فان «مفردة يلدا تعني الميلاد، وان هذه الليلة سميت بليلة الميلاد لتطابقها مع ميلاد المسيح، لكن وفقا للبحث التاريخي فان هذه الليلة تعتبر في الاصل ليلة ميلاد ميترا، وان المسيحيين في القرن الرابع الميلادي اعتبروها ليلة ميلاد المسيح في حين ان ليلة الميلاد هي ليلة 25 ديسمبر».
وتزامنت هذه الليلة العام الحالي مع استئناف المفاوضات النووية الايرانية ــ الاوروبية في فيينا اليوم، فهل ياترى ستكون نتائج هذه المفاوضات جيدة ومباركة للايرانيين كبركة هذه الليلة، ام ان الارادة السياسية لاوروبا واميركا ستكون اقوى من العقائد الايرانية العريقة؟ الجواب سيأتي عاجلا ام آجلا من فيينا.