المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في انتظار الخيبة



سياسى
12-21-2005, 11:25 PM
د. أحمد البغدادي - جريدة "السياسة" الكويتية


هل نتذكر المسرحية الانكليزية الشهيرة "في انتظار جودو" للمسرحي البريطاني صمويل بيكيت? الذين كانوا بانتظار "جودو", ظلوا ينتظرون, فـ"جودو" لن يصل.

العرب والديمقراطية كما هي حال الذين ينتظرون "جودو" الذي لن يأتي ابداً, العرب لا يعملون من أجل الديمقراطية, لانهم لا يريدونها في الاصل.

انظروا الى مصر التي عرفت الديمقراطية كنظام حكم منذ اوائل القرن العشرين, وما حدث في الانتخابات الاخيرة, فوضى وقتل واختيار سيئ مضاد للديمقراطية. والكويت التي تأتي بعد اكثر من اربعين عاماً على الدستور وتقدم مشروع قانون المطبوعات والنشر يتناقض مع الدستور, وقانون تجمعات يتناقض مع الدستور, وتمييز بين الناس على اساس الجنس في الفصل بين الذكور والاناث في الجامعة يتناقض مع الدستور, وتغييب الدولة الدستورية من خلال انبعاث الطائفية والقبلية, ماذا حصد المصريون والكويتيون في المسألة الديمقراطية? الخيبة تلو الخيبة لانهم ببساطة حكومات وشعوب لا تؤمن بالديمقراطية.

ما الذي يجعل الشعب العراقي احسن في هذه المسألة? ألا يسيطر المناخ الديني المريض على الحياة العامة في العراق? الا يتحدثون عن المرجعيات الدينية في دستورهم بدلاً من الديمقراطية? الا يسعون الى الفصل بين الجنسين في مدارسهم ضد مبادئ الدستور? الاجابات كلها, نعم, اذن فليحصدوا الخيبة في قادم الايام.

كل الوهم الاميركي بعراق ديمقراطي سيتبدد ويتلاشى حين يرفض العراقيون الديمقراطية الغربية ويعيشون وهم الدستور مثل الكويتيين, ألسنا جيرانهم?! الاميركي الانسان لا يعلم, بل ولا يريد ان يفهم ان الانسان العربي المسلم محصن جينياً "من الجينات الوراثية" ضد الديمقراطية يعني هو استبدادي خلقة ألم يقل شاعرهم منذ قديم الأزل:

والظلم من شيم النفوس فان تجد
فلعلة لا يظلم?!
ألم يقل شاعرهم:
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر?

والعرب المسلمون مرتاحون جداً لحصولهم على "صفر" مدور في كتب الحريات الدينية والفكرية وتقديرهم ضعيف في مجال حقوق الانسان, والتقارير عنهم سواد وجه ومع ذلك يتبجحون ويتشدقون بحقوق الانسان! قسماً بالله, لم أقرأ في حياتي صفاقة مثل صفاقة العرب المسلمين في مجال انتهاك حريات وحقوق الانسان, وفوق هذا لا يخجلون من الحديث في الدين!!

العراقيون اختاروا طريقهم من الآن دولة دينية في الجوهر ودولة دستورية في المظهر, يعني مثل بقية الدول العربية, وللحق لم يعرف العراقي حياة ديمقراطية بالمعنى الصحيح الا نادرا فمن اين يأتي بالديمقراطية? نعم ستكون حالهم من حالنا, دولة قانون ولا قانون, دولة نظام حكم ديمقراطي ولا ديمقراطية مجلس نيابي وفساد سياسي, مؤسسات دولة وفساد اداري جنباً الى جنب مع تنامي الفكر الديني, حتى يصلوا في نهاية المطاف الى نهايتنا في الكويت: الخيبة تلو الخيبة في كل شيء, بنوك اسلامية متخمة بالمال والتنمية صفر, والفقر منتشر, مدارس وجامعات تليها بطالة وعدم كفاءة في الاداء ثم سيجدون ان الوصول الى البرلمان متاح للجميع عن طريق شراء الاصوات وتقديم الخدمات بالوساطة.

كل ما نقوله للاخوة العراقيين:

(أهلاً وسهلاً بكم في نادي الخيبة .. وحياكم الله).

شيماء
12-22-2005, 12:05 AM
كلام صحيح 100 %
لا أرى ما يبشر بالخير في المنطقة في ظل وجود هذه الشعبية الكبيرة للأحزاب الدينية.

فاطمي
12-22-2005, 09:07 AM
ولكن ما هو رد الدكتور البغدادي بشأن رفعه لقضية ضد كاتب اسلامي ، مما ادى الى صدور حكم ابتدائى ضد هذا الكاتب وصحيفة الوطن ، الا يمكن اعتبار هذا محاربة للرأي الاخر بطرق قانونية ؟