المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مارسيل خليفة "ممنوع" في تونس لإهدائه أغنية للسجناء السياسيين العرب



لمياء
12-20-2005, 09:59 PM
يخالجني إحساس بالحزن الإنساني والخجل الحضاري"


"أهدي موسيقاي لضحايا الاضطهاد"


دبي- العربية.نت

يبدو أن إهداء الفنان اللبناني مارسيل خليفة أغنية "عصفور"، إلى "السجناء العرب في السجون الإسرائيلية، والسجناء العرب في السجون العربية" لم يرق للسلطات التونسية التي كان يحيي حفلاً له فيها، فأصدرت قراراً بمنع تداول موسيقاه وأغانيه، وصولاً لمنع "تداول الاسم على كامل التراب التونسي".

ترافق القرار، الذي جاء على شكل تعميم "شفهي" لرئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزة، مع منع خليفة من دخول تونس، بعدما أحيى فيها الكثير من الحفلات، بدءاً من ثمانينيات القرن الماضي. وكانت آخر حفلاته التونسية أثناء مشاركته في الدورة الـ 41 لمهرجان قرطاج، حين احتشد أكثر من 15 ألف شخص لسماع أغانيه وموسيقاه.

جاء "الإهداء"، سبب المنع، بحسب ما نقلت صحيفة الحياة الثلاثاء 20-12-2005، خلال حفلة حضرها وزير الثقافة التونسي، والشاعر الفلسطيني محمود درويش.وأكد العديد من المذيعين ومنشطي الفترات في الإذاعات القرار الشفهي بالمنع، الذي صدر بعد أيام قليلة من الحفل.

وظهر قرار المنع رسمياً، بعدما تراجعت هيئة جمعية المسرح العربي في حمام سوسة، عن دعوتها للفنان، واعتذارها عن عدم تمكنها من استقباله، دون إبداء الأسباب. وهي أسباب تعود، بحسب المعنيين، إلى "عدم ترحيب" السلطات بدعوته.

ويبدو أن الهيئة، التي لم تكن على علم بقرار المنع، قد دعت خليفة بصفته «فنان الأونيسكو للسلام» إلى افتتاح الأيام الدولية الثامنة لمسرح الطفل وإلقاء كلمة عن الطفولة. وكان الموعد الإثنين 19-12-2005. لكن خليفة لم يشارك في الافتتاح، نتيجة اعتذار الداعين قبل أيام من الموعد المفترض.


"أهدي موسيقاي لضحايا الاضطهاد"

وبعث خليفة بكلمة إلى الهيئة المنظمة قال فيها: «ممنوع من دخول بلدكم ولن أكون وحدي الممنوع من دخول بلد أحببته من كل قلبي، (فالممنوع) أيضاً تراث كثيف من التجربة الإبداعية ماضياً وحاضراً صاغها أكثر من جيل، تجربة تصدر عن توق جارف إلى الحرية ورغبة عميقة في تحرير العقل الإنساني من كل ما يشوهه ويحرفه».

وأضاف: "يخالجني إحساس مروع لا يمكن تفادي فداحته وضغطه الفظيع عن روحي وكياني، إحساس بالحزن الإنساني وبالخجل الحضاري، حزين لأن ثمة قوى تقدر أن تمنع مشاركة فنان تهمته الوحيدة أنه يغني للحب والحرية ويسعى صادقاً إلى التعبير عن مجتمعه. وحزين لأنني سواء في أعمالي الفنية أم في سلوكي الشخصي كنت أنطلق دوماً من الحب وأمضي بلا تردد نحو الحرية من دون أن يخالجني أي شك في نزوع الكائن الإنساني نظرياً إلى الحب والحرية إلا اذا كان هذا الكائن غير سوي".

وتابع خليفة: "أتعهد أن أكمل ما بدأت به منذ سنين طويلة، أي أن أهدي موسيقاي وصوتي نشيد حب إلى ضحايا الاضطهاد أياً تكن أشكاله، وإن كانت لي من أولوية أختارهـا كفنان الأونيسكو للسلام فأنا لن أتردد بحمل هواجسنا وخوفنا على أطفالنا في كامل ربوع وطننا الكبير. واسمحوا لفنان الأونيسكو للسلام، لهذا الفنان الذي صرته جراء تلك الممنوعات التي يعيش فيها الفرد العربي ان يتعهد، ولو من بعيد، بالعمل وبكل ما أوتي من إمكانات لكي لا يحكم بالموت على اطفالنا كل مطلع شمس في بقعة ما من بقاع البشر".