المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غضب اماراتي من وقاحة عمرو موسى



فاطمي
12-19-2005, 08:57 PM
Gmt 15:00:00 2005 الإثنين 19 ديسمبر


سلطان القحطاني - ايلاف


شهدت القمة الخليجية االتي اختتما اعمالها في ابو ظبي اليوم تطورا دراماتيكيا، عندما وجه السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية، طلبا الى قادة دول مجلس التعاون بعدم التطرق الى الملف النووي الايراني ، وهو ما اعتبر بأنه تدخل في أمر ليس في اختصاصه، باعتبار ان الملف النووي الايراني اكثر حساسية من الملف النووي الاسرئيلي الذي طالب موسى ادانته عبر القمة . ورد وزير الخارجية الاماراتي بقوة على كلام موسى، واصفا رسالته المتضمنة هذا الطلب با،ها " رسالة وقحة"، متسائلا في الوقت نفسه عما اذا كان موسى يتكلم بصفته مواطنا مصريا ام امينا عاما للجامعة العربية. ولعل ما جرى يهدد بازمة دبلوماسية جديدة بين عمرو موسى و الحكومة الاماراتية، لا سيما ان هذه النقطة تقارب الهوى الاماراتي، بعد ان كان موسى رفض سابقا الاقتراح الشهير الذي تقدم به رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان بتنازل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عن السلطة مقابل عدم ملاحقته قضائيا.

وكانت أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي اختتمت اليوم ببيان ختامي لم يخلُ من تحولات غير مسبوقة في تاريخ البيانات الختامية للقمم الخليجية منذ أكثر من ربع قرن، خصوصاً تطرقه باستحياء في احد بنوده إلى الملف النووي الإيراني، داعياً إلى أن تكون منطقة دول الخليج خالية من الأسلحة النووية، في حين دعمت دول مجلس التعاون الخليجي ثلاث مقترحات للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بتطوير قوات درع الجزيرة، وإعادة التأكيد على مبادرة الملك عبد الله للسلام التي أطلقها حين كان ولياً للعهد، ومباركة اقتراح الملك السعودي بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.


إلا أن لهجة البيان الختامي كانت أكثر صراحة فيما يتعلق بقضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تقع تحت الاحتلال الإيراني من خلال تأكيده على المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون الخليجي في هذا الخصوص ودعم حق الإمارات السيادي على جزرها، معبرا في الوقت ذاته عن أسفه لعدم حصول تقدم في الاتصالات مع الجمهورية الإيرانية لحل هذه القضية عبر الطرق السلمية، والتي من بينها رفع ملف القضية إلى محكمة العدل الدولية.

ودعا مجلس التعاون الخليجي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خاليةً من السلاح النووي خصوصاً منطقة الخليج، في إشارة واضحة إلى المفاعل النووي الإيراني الذي يُعدُّ الأكثر قرباً إلى الخليج العربي من طهران نفسها، ومازال مبعث قلق لدول الخليج على خلفية التصعيد الإيراني المتصاعد مع المجتمع الدولي منذ تولي الرئيس الإيراني الجديد احمدي نجاد زمام السُلطة بعد نجاحه في إزاحة منافسيه عبر صناديق الاقتراع.


ورحبت دول مجلس التعاون الخليجي بنتائج الانتخابات العراقية ، مؤكدة التزام دول المجلس بإعادة إعمار العراق، وأدانت الانتهاكات اللا إنسانية التي قام بها النظام العراقي السابق بحق المعتقلين الكويتيين والعرب في سجونه عقب الاحتلال العراقي لدولة الكويت في أوائل التسعينات من القرن الميلادي المنصرم، في حين أبدى المجلس ارتياحه للتعاون الكويتي العراقي المتعلق بإعادة الممتلكات الكويتية وعلى الأخص أرشيفها الوطني.

ودعم المجلس مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد في قمة بيروت، والتي تنص على إقامة علاقات طبيعية مع الدولة العبرية مقابل انسحابها من الحدود العربية التي احتلتها في حرب حزيران 67، فضلاً عن مطالبة المجلس إسرائيل بالكف عن ممارستها بحق الفلسطينيين وانتهاكاتها بحق لبنان، مؤكداً ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجولان ومزارع شبعا.


وشجبت دول مجلس التعاون الخليجي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والاغتيالات اللاحقة التي تمت في الآونة الأخيرة على التراب اللبناني وكان آخرها اغتيال النائب والصحافي اللبناني جبران تويني، مرحبة بالتعاون السوري مع القرار رقم 1644 الصادر عن الأمم المتحدة.

واقر المجلس اعتماد وثيقة السياسة التجارية واعتماد المعايير المالية بين الدول الأعضاء.

وأعلن الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أن القمة الخليجية المقبلة ستكون في العاصمة السعودية الرياض، رحب بعدها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بكلمة مقتضبة بنظرائه زعماء دول الخليج في "وطنهم الثاني".