مرتاح
12-18-2005, 04:09 PM
رجل يتهم امرأتين بالاعتداء عليه وآخر يبلغ عن ملاحقة سيدة له
تحقيق- محمد إسماعيل
العنوان يبدو مثيرا للدهشة عندما يتم الحديث عن نساء يغتصبن الرجال تحت تهديد السلاح في مجتمع مغرق في المحافظة كالدول العربية, ولا يتخيل البعض أن المسألة أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة والبحث إلا عندما يعلمون أن عددا كبيرا من الرجال في الدول العربية يتعرضون للاغتصاب والتحرش الجنسي المستمر من قبل النساء بحسب محاضر الشرطة والشكاوى المقدمة لجمعيات حقوق الإنسان واستطلاعات الرأي.
واللافت للنظر أن بعض النساء في الآونة الأخيرة أصبحن متحررات من كل معاني الأنوثة الراقية حيث يلهثن وراء الرجال ولديهن الاستعداد الكامل والقدرة على الاغتصاب والتحرش. وتعتبر جريمة الاغتصاب من أقبح وأشد الجرائم التي يمكن أن ترتكبها الأنثي وذلك لأن المتهمة في هذه الجريمة تقوم بممارسة فعل إجرامي جنسي فاحش بدون رضا المجني عليه ورغما عنه.
وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من الرجال يتعرضون للاغتصاب من النساء في المجتمعات العربية غير أن البعض فقط هم الذين يلجأون إلى عمل محاضر في أقسام الشرطة بخصوص تلك الوقائع, ويخشي الكثيرون منهم الإبلاغ عن تلك الجريمة, ويعتبرونها "فضيحة" لهم تشوه سمعتهم.
المرأة اذن لم تعد وحدها الطرف المستضعف الذي يقاسي من اعتداءات وتحرشات الرجال المختلفة.. فآخر احصائيات سجلت في أقسام الشرطة أوضحت بأن العشر سنوات الماضية شهدت ازديادا كبيرا في عدد الرجال الذين قدموا شكاوى ضد النساء بتهمة الاغتصاب, ولم تخلو البلاغات المقدمة إلى أقسام الشرطة من الوقائع الطريفة والغريبة والمثيرة التي تعرض لها هؤلاء الرجال على أيدي النساء.
دراسة فرنسية
ومؤخرا كشفت دراسة فرنسية تزايد ضحايا الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الرجال. وأشارت الدراسة التي قام بها المركز الصيدلاني للتقييم والمعلومات من خلال مراجعة السجل الطبي للضحايا أن المواد الطبية المخدرة كانت حاضرة بنسبة 52 في المئة من الحالات, موضحة أن النساء استخدمن المواد المخدرة للإيقاع بالرجال, بالإضافة إلى التهديد بالسلاح وحذرت الدراسة من ارتفاع أعداد النساء المغتصبات اللاتي يفلتن من العقاب لأسباب متعددة من بينها تجنب الرجال للفضيحة وآثارها.
والملاحظ أنه في جميع المجتمعات سواء كانت عربية أو أفريقية أو غربية أو آسيوية ليست النساء فقط اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي, فمن الرجال ضحايا أيضا, فهناك شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة شكوا من أنه بسبب الإهمال في الرعاية الأسرية لهم وقعوا ضحايا لسيدات مطلقات أو عازبات تتراوح أعمارهن بين 20 و40 سنة. علاوة على أن الرجال يتعرضون لتحرشات ومغازلات واعتداءات جنسية من رئيساتهم ويلزمون الصمت خشية أن تطردهم الرئيسة.
ومع أن هناك أنواع عدة للاغتصاب معروفة منذ فترة كبيرة,منها على سبيل المثال اغتصاب الرجل للفتاة القاصر أو المرأة وأيضا اغتصاب الرجل لزوجته وكذلك اغتصاب المرأة للمرأة (السحاقيات), بالإضافة إلى اغتصاب الرجل للغلام, غير أنه لم يكن أحد يعرف عن اغتصاب المرأة للرجل, وهو نوع جديد, ربما لم يكن ليخطر على بال أحد ويمثل ظاهرة غريبة ليس في مجتمعاتنا العربية فحسب, بل عند كل الشعوب.
وفي السطور التالية سوف نرصد مجموعة من الحالات الواقعية لرجال تعرضوا للاغتصاب على أيدي نساء وسجلت بذلك محاضر رسمية بأقسام الشرطة, ونتوقف عند أسباب تلك الظاهرة والعوامل التي ساعدت على انتشارها ونستطلع آراء الرجال والنساء وعلماء الاجتماع والنفس حولها, من أجل التعريف بهذه الجريمة ووقاية المجتمع العربي المسلم من أخطارها.
اعتداء مهين
لا تختلف جرائم اغتصاب النساء للرجل في الدول العربية عما يحدث في دول العالم, وإن تباينت الوقائع والحيثيات, فمن جرائم اغتصاب النساء للرجال سجلت اقسام الشرطة العديد منها, أبرزها حالة هذا الرجل الذي اتهم امرأتين بالاعتداء عليه تحت تهديد السلاح, وبعد التدقيق في بلاغ الرجل تم ضبط المتهمتين والتحقيق معهما لإقدامهما على إكراه (ع.ر) على الجماع تحت تأثير العنف.
وفي الوقائع تبين أن المتهمتين كانتا تقيمان في العمارة نفسها التي يقيم ويعمل فيها هذا الرجل حيث يعمل بوابا, ويقيم بغرفة على سطوح العمارة, وقد أقدمتا على إكراهه على ترك عمله بحديقة العمارة وأرغمتاه على الدخول إلى شقتيهما وقامتا بالاعتداء عليه بواسطة العنف والإكراه.
وعند إبلاغ السلطات المختصة تم استجواب البواب والمتهمتين حيث تعرف المجني عليه عليهما, وقد أنكرتا إقدامهما على مجامعته, موضحتين أنهما شاهدتاه يركض وهو يبكي, فاعتقدتا بأنه يقوم بعملية سرقة لاسيما أنه ألقي ب¯ "كيس" نايلون فيه أشرطة ومفاتيح منزل, وأصرت المتهمتان على أقوالهما.
وتبين لاحقا من خلال إجراءات الفحص الطبي من قبل الطبيب الشرعي على البواب المعتدي عليه, وعلى المتهمتين أن هناك آثار اعتداء,وأثبت التقرير الطبي أن البواب تعرض لعملية مجامعة عن طريق الإكراه والعنف وأن دعوي المتهمتين بأنه كان يقوم بعملية سرقة جاءت غير صحيحة.
ولم يكن موقف هذا الشاب أفضل حالا من البواب, حيث أنه تعرض لعملية اغتصاب من قبل سيدة تبلغ من العمر 45 عاما, ويذكر أن هذا الشاب دخل على رئيس المباحث وهو في حالة رعب شديد وترتعد قدماه وهو يشكو من ملاحقة سيدة ويتهمها باغتصابه, وقال الشاب في محضر الشرطة إنه يبلغ من العمر 19 عاما, ويعمل سمكري سيارات وأنه منذ فترة تعرف على امرأة تبلغ من العمر أكثر من 45 عاما, كانت عميلة في الورشة التي يعمل بها وكانت تتردد عليها بشكل منتظم, وفي كل مرة كانت تغدق عليه بالمال والنظرات.
وأضاف أنه كان يعتبرها مثل أمه, ولكن يبدو أنها كانت تنظر إليه بشكل مختلف وكلما جاءت إلى الورشة لم تكن ترفع عينيها عنه, وكان يفسر نظراتها بالشفقة عليه أو الإعجاب بقوة عضلاته المفتولة ولكنه فوجئ بها ذات ليلة داخل الورشة تضع يدها فوق كتفه ليصاب بحالة رعشة شديدة ولم يشعر بنفسه إلا وهو دون ملابسه في مكان لا يعرفه من قبل وفي أحضان تلك السيدة التي كانت عارية تماما من ملابسها, وقال إنه أصيب بحالة هستيرية خوفا من أن يكون أحد قد شاهده برفقتها أو خشية أن تكون قد التقطت له بعض الصور.
وأوضح الشاب أنه فور أن وجد نفسه في هذا الوضع, أسرع إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وعلى الفور تم استخراج إذن من النيابة للقبض على تلك السيدة وبعرضها على رئيس النيابة اعترفت بالواقعة فقررت النيابة حبسها على ذمة القضية.
اعتراف قاصر
ويؤكد هذه الحالات اعتراف فتاة قاصر تبلغ من العمر سبعة عشر عاما, بأنها قامت على مدى ثلاثة أشهر -غابتها بعيدا عن أهلها - باغتصاب 13 شابا, وروت علاقاتها المشبوهة وقالت إنها خرجت في بداية الأمر مع صديقها القديم والذي تعرفه من فترة طويلة إلى شقة, ومن ثم عاشرت 13 شابا على فترات متقاربة وتعرف أسماءهم, واعترفت بأنها عاشرتهم مرارا وتكرارا, وعندما سمع والدها كلامها رفض تسلمها وأعلن براءته من أفعالها المشينة وأكدت المباحث أنه جرى تسجيل القضية وسيتم تقديم الفتاة للمحاكمة.
ولم تقتصر حالات اغتصاب النساء للرجال على ذلك, فهذا رجل من أقصى صعيد مصر, جاء للعمل بالقاهرة كبواب عمارة, وبعد فترة من العمل أعجبت به إحدى سيدات العمارة ولم تتوقف عن ملاحقته إلا بعد أن اغتصبته, ونتيجة لبشاعة الجريمة, أسرع البواب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة يتهم فيه إحدى السيدات باغتصابه.
وقال في محضر الشرطة إن جارته المطلقة حديثا, كانت تسعى دائما لدعوته إلى شقتها بحجة أنها تخاف من الإقامة بمفردها, وعلى الرغم من إصرارها وأنها كانت تجزل له في العطاء, غير أنه رفض طلبها حتي فوجئ بها ذات ليلة تتصل به وتخبره بإصابتها بمرض عضال يكاد يقضي عليها وطلبت منه سرعة الحضور إليها لنقلها إلى الطبيب, وعندما وصل إلى شقتها وجدها ملقاة على الأرض وبعد دقائق معدودة وقفت على قدميها وأغلقت باب الشقة وأشهرت في وجهه سكينا وطلبت منه خلع ملابسه وإجباره على ممارسة الجنس معها, وتم بالفعل استدعاؤها فأنكرت الواقعة.
جرائم ممثلة
الواقع يؤكد أن جرائم اغتصاب النساء للرجال لم تتوقف عند هذا الحد, ففي الأردن ودول الخليج وقعت جرائم مماثلة, أبرزها ما حدث منذ سنوات قليلة حينما عثرت الشرطة على رجل عار وملقي على الأرض وكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة, ولكن عناية السماء وقفت له بالمرصاد, حيث تم انقاذه وبعد أن تماثل للشفاء اعترف الرجل للشرطة بأن وراء ما حدث له ثلاث فتيات اختطفنه وقمن باغتصابه قبل أن يلقين به على قارعة الطريق.
أما شكوى هذا الرجل فتعد الأولي من نوعها, حيث اتهم رجل مصري امرأة باغتصابه تحت تأثير المخدر, وقال في محضر شرطة قسم الخليفة إنه لم يتمالك نفسه من هول المفاجأة ولم يصدق أنه فعل الفاحشة مع امرأة, وطالب هذا الرجل بضبط هذه المرأة ومحاكمتها وإنزال أقصي العقوبة بها بسبب ممارستها الجنس مع رجل دون رغبته.
وأضاف الرجل في محضر الشرطة أنه حضر من قريته من أجل العمل وكسب الرزق, وبعد جهد وعناء استطاع العمل في محل كبير لبيع الخضار والفاكهة وكانت تلك السيدة "زبونة" دائمة على المحل, وكانت كلما اشترت حاجة من المحل تطلب منه أن يوصلها لشقتها, وكانت كريمة معه, حيث كانت تعطيه نقودا كثيرة بالإضافة إلى كميات من الطعام.
وبعد فترة بدأت تطلب مشترواتها بالتليفون وتطلب منه أن يحضرها إليها, وبالفعل كان يقوم بذلك, وفي كل مرة كان يذهب إليها كان يجدها بقميص النوم, أو بالملابس الداخلية الشفافة, وعندما كان يرفض دخول الشقة كانت تطلب منه الدخول حتى لا يراها أحد من الجيران بهذا الشكل,وفي اليوم الذي تمت فيه الجريمة طلبت منه الدخول لتعطيه كالعادة ثمن البضائع التي أحضرها فوجدها بملابس النوم.
ويضيف بعد أن دخل الشقة أحضرت له مشروبا غريبا, قالت له إنه عصير من الأعشاب, وبعد أن تناوله لم يدر بنفسه إلا وهو في أحضانها فقام مفزوعا وعندها أدرك أن هذه المرأة اللعوب أوقعته في طريق الرذيلة, قرر عمل محضر بالواقعة اتهمها فيه باغتصابه ومواقعته دون ارداته.
اغتصاب جماعي
وفي تايلاند قامت خمس نساء بعملية اغتصاب جماعي لرجل.. وقالت شرطة بانكوك إن النسوة,تتراوح أعمارهن بين العشرين والأربعين وبينهن مع الأسف متزوجات, قمن باختطاف رجل تحت تهديد السلاح من أمام محل للوجبات السريعة ثم أجبرنه على تناول المواد المخدرة ثم ارتكبن الجريمة.
وبعد أن قامت النساء الخمس بالاغتصاب تركن الرجل وقد أصيب بكدمات وإصابات مختلفة وأسرع الرجل إلى قسم الشرطة وتقدم بشكوى ضد النسوة الخمس واستطاعت الشرطة أن تقبض عليهن, واعترفن بصحة الواقعة ولكنهن عرضن الصلح على الرجل مقابل تعويضه بمبلغ مالي.
ونتيجة لانتشار الظاهرة عربيا وعالميا استطلعنا آراء الرجال والنساء, فجاءت أقوالهم متفقة على أن غياب الوعي الديني وانتشار القنوات الفضائية الإباحية وكذلك تكنولوجيا الاتصالات "الإنترنت" وانعدام الرقابة والتنشئة الخاطئة أهم أسباب انحراف النساء وقيامهن باغتصاب الرجال.
وتقول نرمين طه,مدرسة, إن هذا النوع من الجرائم موجود في كل مكان, ومهما تعددت الأسباب المؤدية إليها, فهي تبقي محصلة كاملة لانعدام التربية المتوازنة والسليمة والفقدان التام والكامل للوازع الديني والأخلاق والقيم وغياب أو تهميش دور الأسرة في الحد منها.
ويتفق مع ذلك المهندس طه عبد العال, ويري أن اغتصاب الرجال من قبل النساء جريمة شنعاء,وحدها شرعا القصاص أو الرجم (الإعدام) ومع الأسف أحكام القانون في بعض الدول العربية تشجع ضعفاء النفوس من الجنسين الذكور والإناث على هذه الافعال.. والأمر الآخر أن ما يحدث في الغرب وتنقله لنا القنوات الفضائية يؤدي إلى إثارة الغريزة الجنسية, وبالتالي حدوث الاغتصاب من الجانبين, وللحد من ذلك ينبغي العودة لتطبيق الشريعة الإسلامية, ففي المجتمعات التي تلتزم بالدين لم تسجل قضايا اغتصاب أو خطف.
ويلفت خيري عبد اللطيف,موظف,النظر إلى أن أبرز الأسباب لتلك الأفعال هو وجود المؤثرات التي تثير الغريزة الجامحة وأهم هذه العوامل, عدم التزام القنوات الفضائية بالحشمة الدينية ونسيان المسلمين لهويتهم عن طريق فتح الفضائيات المبتذلة ومن ثم فإن حدوث جرائم اغتصاب النساء للرجال أو العكس يحدث بسبب قلة الوعي الديني, فهذه جريمة في حق الإنسانية.
عنف وظلم
وتذكر الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع والخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مسألة اغتصاب النساء للرجال لم تصل بعد لحد الظاهرة, وإنما هي عدة جرائم متفرقة, وأن الجزء الأكبر من جرائم الاغتصاب يقع ضد المرأة, ومهما كانت طبيعة الاعتداء الجنسي وأيا كان ضحاياه يبقي أنه فعل ترفضه الأديان وتقاضيه القوانين.
وتفسر الاغتصاب على أنه أخذ الشئ بالإكراه والقهر والظلم, ولذلك فالاغتصاب سواء قامت به أنثي أو رجل فهو فعل عنف ويفضي إلى قهر الضحية وظلمها جسديا ومعنويا ونفسيا, ولذلك فالاغتصاب من قبل المرأة أو الرجل مرفوض مهما تكون أسبابه النفسية والاجتماعية والدينية الكامنة في اللاشعور.
وأضافت الدكتورة عزة كريم أن هذا الفعل الإجرامي الفاضح الذي أقدمت على ارتكابه النساء يندرج تحت بند هتك العرض ولا يمكن أن نطلق عليه اغتصابا لأن الرجل لا يغتصب وأن أي فعل يحدث ضد رجل سواء كان من قبل امرأة أو رجل مثله يسمي هتك عرض والقانون يجرم هذه الأفعال ويعاقب مرتكبها بالأشغال الشاقة المؤقتة أو المؤبدة.
وتعلل كريم بأن أهم دوافع النساء لاغتصاب الرجال, الرغبة في السيطرة على الضحية أكثر من الحاجة لتفريغ الانفعالات الجنسية والوصول إلى إشباع الحاجة البيولوجية,فالكيفية التي يمارس بها تنحط بالنفس البشرية إلى مدارك الحيوانية.
ويذهب الدكتور أحمد أبو العزايم أستاذ الصحة النفسية إلى أن المرأة التي تقوم بمثل هذا السلوك مريضة وتحتاج إلى العلاج كما العقاب والنساء اللاتي يرتكبن جرائم اغتصاب للرجال يمكن تصنيفهن بأنهن نساء ساديات يتلذذن بإيلام الآخرين لأنهن يعانين عدوانية مكبوتة لأسباب تربوية ونفسية فتتفجر عدوانيتهن في فعل الاغتصاب.
ومما لا شك فيه أن المرأة التي تمارس عملية اغتصاب رجل أو شاب فإنها تعاني من "جوع عاطفي" وهذا الأخير ما هو إلا دافع مع المريضة منذ سنوات الطفولة الأولى, غداة اجتيازها للمرحلة العمرية التي تتبلور فيها الحساسية واللذة الجنسية, وهذه الحاجة تلازم الفرد سواء امرأة أو رجل في الرشد والكبر وتتركز في النهاية على سلوك انحرافي مضاد للمجتمع, ومن ثم يتحول "الجوع العاطفي" إلى جوع جنسي لا تهدأ ناره إلا بالإشباع الجنسي الهمجي المضطرب وهذا ما نسميه سيكولوجية الاغتصاب.
والواضح أن هناك علاقة قوية بين ظاهرة اغتصاب النساء للرجال والحرية الجنسية والانحراف الأخلاقي بسبب غياب الرقابة الأسرية والمدرسية, فضلا عن الإباحية المنتشر على الفضائيات والإنترنت, وقد أثبتت بعض الدراسات النفسية في الآونة الأخيرة أن مشاهدة الأفلام الإباحية تؤدي إلى زيادة معدلات العنف والميول الإجرامية والنزعات العدوانية نحو المرأة والرجل.
ومن هنا فإن وقاية المرأة من الانخراط في هذه الجريمة (الاغتصاب) البشعة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات وعلى رأسها المؤسسات الدينية والتربوية والأسرية من أجل توعية النساء بمخاطر قيامهن بمثل هذا النوع من السلوك غير الأخلاقي.
تحقيق- محمد إسماعيل
العنوان يبدو مثيرا للدهشة عندما يتم الحديث عن نساء يغتصبن الرجال تحت تهديد السلاح في مجتمع مغرق في المحافظة كالدول العربية, ولا يتخيل البعض أن المسألة أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة والبحث إلا عندما يعلمون أن عددا كبيرا من الرجال في الدول العربية يتعرضون للاغتصاب والتحرش الجنسي المستمر من قبل النساء بحسب محاضر الشرطة والشكاوى المقدمة لجمعيات حقوق الإنسان واستطلاعات الرأي.
واللافت للنظر أن بعض النساء في الآونة الأخيرة أصبحن متحررات من كل معاني الأنوثة الراقية حيث يلهثن وراء الرجال ولديهن الاستعداد الكامل والقدرة على الاغتصاب والتحرش. وتعتبر جريمة الاغتصاب من أقبح وأشد الجرائم التي يمكن أن ترتكبها الأنثي وذلك لأن المتهمة في هذه الجريمة تقوم بممارسة فعل إجرامي جنسي فاحش بدون رضا المجني عليه ورغما عنه.
وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من الرجال يتعرضون للاغتصاب من النساء في المجتمعات العربية غير أن البعض فقط هم الذين يلجأون إلى عمل محاضر في أقسام الشرطة بخصوص تلك الوقائع, ويخشي الكثيرون منهم الإبلاغ عن تلك الجريمة, ويعتبرونها "فضيحة" لهم تشوه سمعتهم.
المرأة اذن لم تعد وحدها الطرف المستضعف الذي يقاسي من اعتداءات وتحرشات الرجال المختلفة.. فآخر احصائيات سجلت في أقسام الشرطة أوضحت بأن العشر سنوات الماضية شهدت ازديادا كبيرا في عدد الرجال الذين قدموا شكاوى ضد النساء بتهمة الاغتصاب, ولم تخلو البلاغات المقدمة إلى أقسام الشرطة من الوقائع الطريفة والغريبة والمثيرة التي تعرض لها هؤلاء الرجال على أيدي النساء.
دراسة فرنسية
ومؤخرا كشفت دراسة فرنسية تزايد ضحايا الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الرجال. وأشارت الدراسة التي قام بها المركز الصيدلاني للتقييم والمعلومات من خلال مراجعة السجل الطبي للضحايا أن المواد الطبية المخدرة كانت حاضرة بنسبة 52 في المئة من الحالات, موضحة أن النساء استخدمن المواد المخدرة للإيقاع بالرجال, بالإضافة إلى التهديد بالسلاح وحذرت الدراسة من ارتفاع أعداد النساء المغتصبات اللاتي يفلتن من العقاب لأسباب متعددة من بينها تجنب الرجال للفضيحة وآثارها.
والملاحظ أنه في جميع المجتمعات سواء كانت عربية أو أفريقية أو غربية أو آسيوية ليست النساء فقط اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي, فمن الرجال ضحايا أيضا, فهناك شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة شكوا من أنه بسبب الإهمال في الرعاية الأسرية لهم وقعوا ضحايا لسيدات مطلقات أو عازبات تتراوح أعمارهن بين 20 و40 سنة. علاوة على أن الرجال يتعرضون لتحرشات ومغازلات واعتداءات جنسية من رئيساتهم ويلزمون الصمت خشية أن تطردهم الرئيسة.
ومع أن هناك أنواع عدة للاغتصاب معروفة منذ فترة كبيرة,منها على سبيل المثال اغتصاب الرجل للفتاة القاصر أو المرأة وأيضا اغتصاب الرجل لزوجته وكذلك اغتصاب المرأة للمرأة (السحاقيات), بالإضافة إلى اغتصاب الرجل للغلام, غير أنه لم يكن أحد يعرف عن اغتصاب المرأة للرجل, وهو نوع جديد, ربما لم يكن ليخطر على بال أحد ويمثل ظاهرة غريبة ليس في مجتمعاتنا العربية فحسب, بل عند كل الشعوب.
وفي السطور التالية سوف نرصد مجموعة من الحالات الواقعية لرجال تعرضوا للاغتصاب على أيدي نساء وسجلت بذلك محاضر رسمية بأقسام الشرطة, ونتوقف عند أسباب تلك الظاهرة والعوامل التي ساعدت على انتشارها ونستطلع آراء الرجال والنساء وعلماء الاجتماع والنفس حولها, من أجل التعريف بهذه الجريمة ووقاية المجتمع العربي المسلم من أخطارها.
اعتداء مهين
لا تختلف جرائم اغتصاب النساء للرجل في الدول العربية عما يحدث في دول العالم, وإن تباينت الوقائع والحيثيات, فمن جرائم اغتصاب النساء للرجال سجلت اقسام الشرطة العديد منها, أبرزها حالة هذا الرجل الذي اتهم امرأتين بالاعتداء عليه تحت تهديد السلاح, وبعد التدقيق في بلاغ الرجل تم ضبط المتهمتين والتحقيق معهما لإقدامهما على إكراه (ع.ر) على الجماع تحت تأثير العنف.
وفي الوقائع تبين أن المتهمتين كانتا تقيمان في العمارة نفسها التي يقيم ويعمل فيها هذا الرجل حيث يعمل بوابا, ويقيم بغرفة على سطوح العمارة, وقد أقدمتا على إكراهه على ترك عمله بحديقة العمارة وأرغمتاه على الدخول إلى شقتيهما وقامتا بالاعتداء عليه بواسطة العنف والإكراه.
وعند إبلاغ السلطات المختصة تم استجواب البواب والمتهمتين حيث تعرف المجني عليه عليهما, وقد أنكرتا إقدامهما على مجامعته, موضحتين أنهما شاهدتاه يركض وهو يبكي, فاعتقدتا بأنه يقوم بعملية سرقة لاسيما أنه ألقي ب¯ "كيس" نايلون فيه أشرطة ومفاتيح منزل, وأصرت المتهمتان على أقوالهما.
وتبين لاحقا من خلال إجراءات الفحص الطبي من قبل الطبيب الشرعي على البواب المعتدي عليه, وعلى المتهمتين أن هناك آثار اعتداء,وأثبت التقرير الطبي أن البواب تعرض لعملية مجامعة عن طريق الإكراه والعنف وأن دعوي المتهمتين بأنه كان يقوم بعملية سرقة جاءت غير صحيحة.
ولم يكن موقف هذا الشاب أفضل حالا من البواب, حيث أنه تعرض لعملية اغتصاب من قبل سيدة تبلغ من العمر 45 عاما, ويذكر أن هذا الشاب دخل على رئيس المباحث وهو في حالة رعب شديد وترتعد قدماه وهو يشكو من ملاحقة سيدة ويتهمها باغتصابه, وقال الشاب في محضر الشرطة إنه يبلغ من العمر 19 عاما, ويعمل سمكري سيارات وأنه منذ فترة تعرف على امرأة تبلغ من العمر أكثر من 45 عاما, كانت عميلة في الورشة التي يعمل بها وكانت تتردد عليها بشكل منتظم, وفي كل مرة كانت تغدق عليه بالمال والنظرات.
وأضاف أنه كان يعتبرها مثل أمه, ولكن يبدو أنها كانت تنظر إليه بشكل مختلف وكلما جاءت إلى الورشة لم تكن ترفع عينيها عنه, وكان يفسر نظراتها بالشفقة عليه أو الإعجاب بقوة عضلاته المفتولة ولكنه فوجئ بها ذات ليلة داخل الورشة تضع يدها فوق كتفه ليصاب بحالة رعشة شديدة ولم يشعر بنفسه إلا وهو دون ملابسه في مكان لا يعرفه من قبل وفي أحضان تلك السيدة التي كانت عارية تماما من ملابسها, وقال إنه أصيب بحالة هستيرية خوفا من أن يكون أحد قد شاهده برفقتها أو خشية أن تكون قد التقطت له بعض الصور.
وأوضح الشاب أنه فور أن وجد نفسه في هذا الوضع, أسرع إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وعلى الفور تم استخراج إذن من النيابة للقبض على تلك السيدة وبعرضها على رئيس النيابة اعترفت بالواقعة فقررت النيابة حبسها على ذمة القضية.
اعتراف قاصر
ويؤكد هذه الحالات اعتراف فتاة قاصر تبلغ من العمر سبعة عشر عاما, بأنها قامت على مدى ثلاثة أشهر -غابتها بعيدا عن أهلها - باغتصاب 13 شابا, وروت علاقاتها المشبوهة وقالت إنها خرجت في بداية الأمر مع صديقها القديم والذي تعرفه من فترة طويلة إلى شقة, ومن ثم عاشرت 13 شابا على فترات متقاربة وتعرف أسماءهم, واعترفت بأنها عاشرتهم مرارا وتكرارا, وعندما سمع والدها كلامها رفض تسلمها وأعلن براءته من أفعالها المشينة وأكدت المباحث أنه جرى تسجيل القضية وسيتم تقديم الفتاة للمحاكمة.
ولم تقتصر حالات اغتصاب النساء للرجال على ذلك, فهذا رجل من أقصى صعيد مصر, جاء للعمل بالقاهرة كبواب عمارة, وبعد فترة من العمل أعجبت به إحدى سيدات العمارة ولم تتوقف عن ملاحقته إلا بعد أن اغتصبته, ونتيجة لبشاعة الجريمة, أسرع البواب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة يتهم فيه إحدى السيدات باغتصابه.
وقال في محضر الشرطة إن جارته المطلقة حديثا, كانت تسعى دائما لدعوته إلى شقتها بحجة أنها تخاف من الإقامة بمفردها, وعلى الرغم من إصرارها وأنها كانت تجزل له في العطاء, غير أنه رفض طلبها حتي فوجئ بها ذات ليلة تتصل به وتخبره بإصابتها بمرض عضال يكاد يقضي عليها وطلبت منه سرعة الحضور إليها لنقلها إلى الطبيب, وعندما وصل إلى شقتها وجدها ملقاة على الأرض وبعد دقائق معدودة وقفت على قدميها وأغلقت باب الشقة وأشهرت في وجهه سكينا وطلبت منه خلع ملابسه وإجباره على ممارسة الجنس معها, وتم بالفعل استدعاؤها فأنكرت الواقعة.
جرائم ممثلة
الواقع يؤكد أن جرائم اغتصاب النساء للرجال لم تتوقف عند هذا الحد, ففي الأردن ودول الخليج وقعت جرائم مماثلة, أبرزها ما حدث منذ سنوات قليلة حينما عثرت الشرطة على رجل عار وملقي على الأرض وكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة, ولكن عناية السماء وقفت له بالمرصاد, حيث تم انقاذه وبعد أن تماثل للشفاء اعترف الرجل للشرطة بأن وراء ما حدث له ثلاث فتيات اختطفنه وقمن باغتصابه قبل أن يلقين به على قارعة الطريق.
أما شكوى هذا الرجل فتعد الأولي من نوعها, حيث اتهم رجل مصري امرأة باغتصابه تحت تأثير المخدر, وقال في محضر شرطة قسم الخليفة إنه لم يتمالك نفسه من هول المفاجأة ولم يصدق أنه فعل الفاحشة مع امرأة, وطالب هذا الرجل بضبط هذه المرأة ومحاكمتها وإنزال أقصي العقوبة بها بسبب ممارستها الجنس مع رجل دون رغبته.
وأضاف الرجل في محضر الشرطة أنه حضر من قريته من أجل العمل وكسب الرزق, وبعد جهد وعناء استطاع العمل في محل كبير لبيع الخضار والفاكهة وكانت تلك السيدة "زبونة" دائمة على المحل, وكانت كلما اشترت حاجة من المحل تطلب منه أن يوصلها لشقتها, وكانت كريمة معه, حيث كانت تعطيه نقودا كثيرة بالإضافة إلى كميات من الطعام.
وبعد فترة بدأت تطلب مشترواتها بالتليفون وتطلب منه أن يحضرها إليها, وبالفعل كان يقوم بذلك, وفي كل مرة كان يذهب إليها كان يجدها بقميص النوم, أو بالملابس الداخلية الشفافة, وعندما كان يرفض دخول الشقة كانت تطلب منه الدخول حتى لا يراها أحد من الجيران بهذا الشكل,وفي اليوم الذي تمت فيه الجريمة طلبت منه الدخول لتعطيه كالعادة ثمن البضائع التي أحضرها فوجدها بملابس النوم.
ويضيف بعد أن دخل الشقة أحضرت له مشروبا غريبا, قالت له إنه عصير من الأعشاب, وبعد أن تناوله لم يدر بنفسه إلا وهو في أحضانها فقام مفزوعا وعندها أدرك أن هذه المرأة اللعوب أوقعته في طريق الرذيلة, قرر عمل محضر بالواقعة اتهمها فيه باغتصابه ومواقعته دون ارداته.
اغتصاب جماعي
وفي تايلاند قامت خمس نساء بعملية اغتصاب جماعي لرجل.. وقالت شرطة بانكوك إن النسوة,تتراوح أعمارهن بين العشرين والأربعين وبينهن مع الأسف متزوجات, قمن باختطاف رجل تحت تهديد السلاح من أمام محل للوجبات السريعة ثم أجبرنه على تناول المواد المخدرة ثم ارتكبن الجريمة.
وبعد أن قامت النساء الخمس بالاغتصاب تركن الرجل وقد أصيب بكدمات وإصابات مختلفة وأسرع الرجل إلى قسم الشرطة وتقدم بشكوى ضد النسوة الخمس واستطاعت الشرطة أن تقبض عليهن, واعترفن بصحة الواقعة ولكنهن عرضن الصلح على الرجل مقابل تعويضه بمبلغ مالي.
ونتيجة لانتشار الظاهرة عربيا وعالميا استطلعنا آراء الرجال والنساء, فجاءت أقوالهم متفقة على أن غياب الوعي الديني وانتشار القنوات الفضائية الإباحية وكذلك تكنولوجيا الاتصالات "الإنترنت" وانعدام الرقابة والتنشئة الخاطئة أهم أسباب انحراف النساء وقيامهن باغتصاب الرجال.
وتقول نرمين طه,مدرسة, إن هذا النوع من الجرائم موجود في كل مكان, ومهما تعددت الأسباب المؤدية إليها, فهي تبقي محصلة كاملة لانعدام التربية المتوازنة والسليمة والفقدان التام والكامل للوازع الديني والأخلاق والقيم وغياب أو تهميش دور الأسرة في الحد منها.
ويتفق مع ذلك المهندس طه عبد العال, ويري أن اغتصاب الرجال من قبل النساء جريمة شنعاء,وحدها شرعا القصاص أو الرجم (الإعدام) ومع الأسف أحكام القانون في بعض الدول العربية تشجع ضعفاء النفوس من الجنسين الذكور والإناث على هذه الافعال.. والأمر الآخر أن ما يحدث في الغرب وتنقله لنا القنوات الفضائية يؤدي إلى إثارة الغريزة الجنسية, وبالتالي حدوث الاغتصاب من الجانبين, وللحد من ذلك ينبغي العودة لتطبيق الشريعة الإسلامية, ففي المجتمعات التي تلتزم بالدين لم تسجل قضايا اغتصاب أو خطف.
ويلفت خيري عبد اللطيف,موظف,النظر إلى أن أبرز الأسباب لتلك الأفعال هو وجود المؤثرات التي تثير الغريزة الجامحة وأهم هذه العوامل, عدم التزام القنوات الفضائية بالحشمة الدينية ونسيان المسلمين لهويتهم عن طريق فتح الفضائيات المبتذلة ومن ثم فإن حدوث جرائم اغتصاب النساء للرجال أو العكس يحدث بسبب قلة الوعي الديني, فهذه جريمة في حق الإنسانية.
عنف وظلم
وتذكر الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع والخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مسألة اغتصاب النساء للرجال لم تصل بعد لحد الظاهرة, وإنما هي عدة جرائم متفرقة, وأن الجزء الأكبر من جرائم الاغتصاب يقع ضد المرأة, ومهما كانت طبيعة الاعتداء الجنسي وأيا كان ضحاياه يبقي أنه فعل ترفضه الأديان وتقاضيه القوانين.
وتفسر الاغتصاب على أنه أخذ الشئ بالإكراه والقهر والظلم, ولذلك فالاغتصاب سواء قامت به أنثي أو رجل فهو فعل عنف ويفضي إلى قهر الضحية وظلمها جسديا ومعنويا ونفسيا, ولذلك فالاغتصاب من قبل المرأة أو الرجل مرفوض مهما تكون أسبابه النفسية والاجتماعية والدينية الكامنة في اللاشعور.
وأضافت الدكتورة عزة كريم أن هذا الفعل الإجرامي الفاضح الذي أقدمت على ارتكابه النساء يندرج تحت بند هتك العرض ولا يمكن أن نطلق عليه اغتصابا لأن الرجل لا يغتصب وأن أي فعل يحدث ضد رجل سواء كان من قبل امرأة أو رجل مثله يسمي هتك عرض والقانون يجرم هذه الأفعال ويعاقب مرتكبها بالأشغال الشاقة المؤقتة أو المؤبدة.
وتعلل كريم بأن أهم دوافع النساء لاغتصاب الرجال, الرغبة في السيطرة على الضحية أكثر من الحاجة لتفريغ الانفعالات الجنسية والوصول إلى إشباع الحاجة البيولوجية,فالكيفية التي يمارس بها تنحط بالنفس البشرية إلى مدارك الحيوانية.
ويذهب الدكتور أحمد أبو العزايم أستاذ الصحة النفسية إلى أن المرأة التي تقوم بمثل هذا السلوك مريضة وتحتاج إلى العلاج كما العقاب والنساء اللاتي يرتكبن جرائم اغتصاب للرجال يمكن تصنيفهن بأنهن نساء ساديات يتلذذن بإيلام الآخرين لأنهن يعانين عدوانية مكبوتة لأسباب تربوية ونفسية فتتفجر عدوانيتهن في فعل الاغتصاب.
ومما لا شك فيه أن المرأة التي تمارس عملية اغتصاب رجل أو شاب فإنها تعاني من "جوع عاطفي" وهذا الأخير ما هو إلا دافع مع المريضة منذ سنوات الطفولة الأولى, غداة اجتيازها للمرحلة العمرية التي تتبلور فيها الحساسية واللذة الجنسية, وهذه الحاجة تلازم الفرد سواء امرأة أو رجل في الرشد والكبر وتتركز في النهاية على سلوك انحرافي مضاد للمجتمع, ومن ثم يتحول "الجوع العاطفي" إلى جوع جنسي لا تهدأ ناره إلا بالإشباع الجنسي الهمجي المضطرب وهذا ما نسميه سيكولوجية الاغتصاب.
والواضح أن هناك علاقة قوية بين ظاهرة اغتصاب النساء للرجال والحرية الجنسية والانحراف الأخلاقي بسبب غياب الرقابة الأسرية والمدرسية, فضلا عن الإباحية المنتشر على الفضائيات والإنترنت, وقد أثبتت بعض الدراسات النفسية في الآونة الأخيرة أن مشاهدة الأفلام الإباحية تؤدي إلى زيادة معدلات العنف والميول الإجرامية والنزعات العدوانية نحو المرأة والرجل.
ومن هنا فإن وقاية المرأة من الانخراط في هذه الجريمة (الاغتصاب) البشعة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات وعلى رأسها المؤسسات الدينية والتربوية والأسرية من أجل توعية النساء بمخاطر قيامهن بمثل هذا النوع من السلوك غير الأخلاقي.