مشاهدة النسخة كاملة : الفواكه اليابانية تغزو العالم .. بعطورها وأشكالها الهندسية
http://www.asharqalawsat.com/2005/12/18/images/front.338797.jpg
البطيخ الياباني العَطِر يصدر للكويت بـ 170 دولاراً للحبة
هيروساكي (اليابان): انتوني فايولا
بعد غزوهم السوق العالمية بالمنتجات الالكترونية والعربات الصغيرة الحجم العالية الجودة، يركز اليابانيون الآن على تصدير فواكهم التي تتسم بالاشكال الهندسية المختلفة وتفوح منها الروائح العطرة. ويقول المزارع الياباني هيسانوبو كاتاياما، 45 سنة، الذي تباع فاكهته في مخازن «ماركس آند سبنسر» بلندن وقاعات المآدب في تايبيه: «لقد اكتشفنا ان الصينيين الأثرياء مستعدون لدفع مبلغ أكبر من اليابانيين لافضل انواع التفاح. كلما زاد سعرها، رغبوا فيها».
وقد تزايدت صادرات كاتامايا من تفاحه المعروف باسم «الأفضل في اليابان»، الى الصين من طنين الى 20 طنا في السنوات الثلاث الماضية بالرغم من ان الصين تعتبر اكبر منتج للتفاح في العالم. ويباع هذا النوع بسعر 17 دولارا للتفاحة الواحدة، أي نحو 100 أضعاف سعر التفاحة الصينية. وبعض افضل الانواع، التي تحمل تصميم التنين والحروف الصينية، يباع بسعر 100 دولار للتفاحة. وتمثل صناديق التفاح الياباني التي تشحن للخارج جزءاً من سوق تصدير المنتجات الزراعية الفاخرة. وهذا يشمل تصدير البطيخ العطر الى تايلاند بسعر 240 دولارا للبطيخة، والبطيخ المربع الشكل الى الكويت بسعر 170 دولارا للبطيخة، والفراولة الى هونغ كونغ بسعر 3 دولارات للحبة الواحدة.
ويقدر مسؤولون ان تصل صادرات اليابان من الفواكه الى 25 الف طن العام الحالي، او اكثر من ضعف حجم الصادرات عام 1999.
وفي محل لبيع الفاكهة، بحي نيونباشي الفاخر بطوكيو، تابع لشركة «سمبيكيا»، يستقبل الزبائن بالموسيقى الكلاسيكية، ويجدون البطيخ العطر، مثلاً، معروضاً وسط خلفية من الأضواء الخافتة، بأسعار تتراوح بين 100 دولار و350 دولارا، طبقا لمدى دقة خطوط القشرة الخارجية. ويجري اصطحاب الزبائن الذين يريدون اغلى الانواع، الى ركن في المحل لاستكمال عملية الشراء ويقدم لهم مضيفون ومضيفات يرتدون قفازات بيضاء اكوابا من عصير فاكهة. وغالبية الزبائن من اليابانيين، الا ان الشركة شهدت في السنوات الثلاث الماضية زيادة في نسبة الاجانب. وقال اوشيو اوشيما مدير التخطيط التنفيذي في «سمبيكيا»: «هناك اهتمام متزايد من دول في الخليج حيث يحب الناس هناك البطيخ العطر، لكن غالبية الزبائن الاجانب هم من الآسيويين الذين يشاركون الثقافة اليابانية في تقديم فاكهة فاخرة كهدايا».
بعد غزوهم العالم الكترونياً .. اليابانيون يصدرون تفاحا معطرا وفواكه هندسية الشكل
يبيعون البطيخة بـ 170 دولاراً في الخليج و240 دولاراً في تايلاند
هيروساكي (اليابان): انتوني فايولا
داخل مخزن تنتشر فيه روائح عطرة في هذه القرية التي تغطيها الثلوج في شمال اليابان، كان مزارع التفاح هيسانوبو كاتاياما يراقب عماله وهم يعبئون ما يصفه بفخر شديد «رولز رويس التفاح». انه تفاح متوسط الحجم يلمع مثل الاحجار الكريمة، ويذهب محصوله الثمين الى محلات بيع الفاكهة الفاخرة في مدن اليابان الكبرى، حيث يصل سعرها الى 15 دولارا للحبة الواحدة.
الا ان معظم صناديق تفاح كاتاياما المعروف باسم «الأفضل في اليابان» لن تمر عبر منطقة غينزا التجارية في طوكيو بل تتجه الى الصين. وهناك يتخاطف اصحاب سيارات اللمبورجيني الذين يرتدون ملابس «غوتشي» وطبقة الاغنياء الجدد في بكين وداليان، هذا النوع من التفاح بسعر 17 دولارا للحبة الواحدة، أي نحو 100 أضعاف سعر التفاح الصيني. وبعض افضل الانواع، التي تحمل تصميم التنين والحروف الصينية، تباع بسعر 100 دولار للحبة الواحدة.
وقد تزايدت صادرات كاتامايا الى الصين من طنين الى 20 طنا في السنوات الثلاث الماضية بالرغم من ان الصين تعتبر اكبر منتج للتفاح في العالم. وفي الوقت الذي تضغط الدول النامية على نظيراتها الصناعية لفتح أبوابها امام المنتجات الاجنبية الرخيصة خلال اجتماعات منظمة التجارة العالمية في هونغ كونغ، فإن نجاح كاتاياما يؤكد آماله وآمال نظرائه في تحقيق الازدهار في عصر العولمة، بتطوير سوق تصدير لما يعرف باسم «بوتيكات الفواكه».
ويقول كاتاياما، 45 سنة، الذي تباع فاكهته في مخازن «ماركس آند سبنسر» بلندن وفي قاعات المآدب في تايبيه: «لقد اكتشفنا ان الصينيين الاثرياء مستعدون الآن لدفع مبلغ أكبر من اليابانيين لافضل انواع التفاح. كلما زاد سعرها، رغبوا فيها».
وصناديق التفاح التي تشحن للخارج تمثل جزءاً من سوق تصدير المنتجات الزراعية الفاخرة. وهذا يشمل تصدير البطيخ العطر الى تايلاند بسعر 240 دولارا، والفراولة الى هونغ كونغ بسعر 3 دولارات للحبة الواحدة، والبطيخ المربع الشكل الى الكويت بسعر 170 دولارا.
ويقدر المسؤولون ان تصل صادرات اليابان من الفواكه الى 25 الف طن العام الحالي، او اكثر من ضعف حجم الصادرات عام 1999. وفي الوقت الذي وصلت فيه صادرات اليابان الزراعية الى ملياري دولار، فإنها تمثل 2 في المائة فقط من صادرات المزارع. ويطور المسؤولون الحكوميون جهود التسويق بهدف مضاعفة الصادرات خلال خمس سنوات. وقد ذكر رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي في مؤتمر زراعي في طوكيو هذا العام: «ربما هزمت الدول النامية اليابان في مجال منتجات المزارع والاسماك الرخيصة، لكنني اعتقد ان بامكان اليابان المنافسة في السوق الدولية، بتصدير المزيد من المنتجات الغالية ولذيذة الطعم».
وبالرغم من ان اليابان، وهي اكبر مستورد للمواد الغذائية في العالم، مستمرة في فرض واحد من أعلى الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية في العالم، فإن عدد المزارعين اليابانيين انخفض الى 3.6 مليون مزارع فقط في العام الماضي، مقارنة بثمانية ملايين في عام 1975.
ويصدر اليابانيون، عبر الفواكه الفاخرة، جماليات حضارة الطعام اليابانية المميزة. ففي اليابان، يحظى التفاح، مثلاً، بتقدير لطعمه مثلما يحظى بالتقدير لشكله. وفي المزارع اليابانية، ومعظمها صغيرة الحجم، لا تباع أية حبة تفاح بها أية شائبة ولو بسيطة، بل تستخدم في العصائر او المربى.
وليس باستطاعة كل شخص في اليابان شراء حبة تفاح بـ 15 دولارا. ولكن حتى في السوق المحلي، الذي لا يزال يعتبر اهم الاسواق بالنسبة للمزارعين اليابانيين، فإن المنتجات الزراعية والبائعين يركزون بصفة متزايدة على المنتجات الفاخرة.
ففي سمبيكيا، وهو محل لبيع الفاكهة في حي نيونباشي الفاخر بطوكيو، زادت المبيعات بنسبة 30 في المائة في العقد الماضي، وزاد عدد فروع الشركة من 8 الى 13 في جميع انحاء اليابان. ويستقبل الزبائن عندما يدخلون المحل بموسيقى كلاسيكية، يتجولون في «سوبر ماركت» مصمم على شكل معرض فني. فالبطيخ العطر، على سبيل المثال، يعرض وسط خلفية من الاضواء الخافتة، ويتراوح ثمنه بين 100 دولار و350 دولارا طبقا لمدى دقة الخطوط على القشرة الخارجية.
ويتم اصطحاب الزبائن الذين يحصلون على اغلى انواع الفاكهة الى ركن في المحل لاستكمال عملية الشراء ويقدم لهم مضيفون ومضيفات يرتدون قفازات بيضاء اكوابا من عصير فاكهة. وغالبية زبائن الشركة من اليابانيين، الا ان الشركة شهدت في السنوات الثلاث الماضية زيادة في نسبة الاجانب. وقال اوشيو اوشيما مدير التخطيط التنفيذي في سمبيكيا: «هناك اهتمام متزايد من دول في الخليج حيث يحب الناس هناك البطيخ العطر، لكن غالبية الزبائن الاجانب هم من الآسيويين الذين يشاركون الثقافة اليابانية في تقديم فاكهة فاخرة كهدايا».
ولدخول اسواق جديدة ضاعفت الحكومة اليابانية ميزانية تسويق الصادرات الزراعية الى 11 مليون دولار للعام المقبل. غير ان البعض ينتقد ذلك بسبب استمرار اليابان في فرض رسوم جمركية عالية على واردات الاغذية الاجنبية، التي يمكن ان تصل الى 800 في المائة، على سبيل المثال، على الارز، بينما يصل دعم المزارع الى 1.4 في المائة من اجمالي الناتج الداخلي، وهو رقم اكبر من اجمالي ناتج المزارع في اليابان في عام 2004 .
ويخشى البعض من ان جهود اليابان في سوق الاطعمة الفاخرة تعد وسيلة لاخفاء انواع الدعم الجديدة للمزارعين. الا ان بعض منتقدي اليابان يقولون ان التركيز على «بوتيكات الفاكهة» يمكن ان يعتبر وسيلة لتخفيف وطأة تخفيض الرسوم على الواردات الزراعية. وقال فالفيو سوارس داميكو رئيس قطاع الزراعة والتجارة في وزارة الخارجية البرازيلية «ان الاحتمالات ضدهم في ما يتعلق للزراعة على نطاق واسع، فهي مكلفة للغاية بالنسبة لهم». ولاحظ المسؤولون البرازيليون ان تكلفة انتاج طن واحد من السكر في اوكيناوا يصل الى ألف دولار، مقارنة بما يتراوح بين 100 دولار الى 200 دولار للطن الواحد في البرازيل.
ويظهر ذلك بوضوح في هيروساكي، وهي قرية في منطقة اوموري على بعد 370 ميلا شمال اليابان. ففي سفوح جبال القرية المغطاة بالثلوج ازدادت صادرات التفاح من 2000 طن الى 15 الف طن في العقد الماضي. وتعد هذه المنطقة مركز انتاج الفواكه الفاخرة. وكل حبة تفاح «موتسو» توضع في اكياس حتى قبل قطفها بشهر واحد، ثم تفك الاكياس ويجري تعريضها للشمس حتى تصبح زهرية اللون. وبالرغم من اسعارها المرتفعة فإن التفاح الياباني حقق نجاحا في اماكن مثل تايوان، التي كانت خاضعة لسيطرة سوق التفاح الاميركي. واصبحت اليابان تسيطر الآن على 15 في المائة من سوق التفاح المستورد هنا في السنوات الاربع الماضية، بعدما ابدى السكان رغبتهم في دفع المزيد للفواكه اليابانية الفاخرة.
ويعتمد مستقبل زراعة وتصدير التفاح الياباني على قدرة المزارعين بالاحتفاظ بتقدمهم في السوق الداخلي. ففي التسعينات نجح المزارعون الاميركيون، بعد معركة طويلة، في ادخال تفاح red delicious الى السوق الياباني، حيث يباع بأسعار ارخص. واقبل عليه عدد قليل من اليابانيين بسبب طعمه الاقل جودة من التفاح الياباني، الا ان المنتجين الاميركيين انتصروا في معركة في منظمة التجارة العالمية لتوسيع نطاق زيادة صادرات الانواع المختلفة من التفاح الاميركي في الاسواق اليابانية بما في ذلك تفاح «فوجي» الياباني الذي يزرع في ولاية واشنطن.
الا ان كاتاياما على ثقة بنجاح المزارعين اليابانيين، ويقول: «التفاحة التي تباع بدولار طعمها يساوي الدولار، والتفاحة التي تباع بخمسة دولارات مذاقها أحلى وشكلها اجمل. انها فاكهة مختلفة تماما، والمستهلك يعرف ذلك».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir