سمير
12-18-2005, 11:48 AM
خالد القشطيني
توصل العلماء قبل بضعة اسابيع الى اكتشاف يضاهي اكتشاف المكروب وصنع البنسلين. لقد اكتشفوا بعد دراسة مسهبة ان الكذب مضر للصحة. وهذا اكتشاف يهمنا نحن سكان الشرق الأوسط بصورة خاصة. بالطبع النهي عن الكذب شيء قديم، وكان زرادشت من اول من قال ذلك, فبعد ان لاحظ مدى انتشار الكذب في ايران اضاف لدعائه هذه العبارة: اللهم خلص هذه الملة من الكذب. ولكن وكما نعرف لم يعبأ احد بنصيحته.
قلما يصغي احد لوصايا الدين الاخلاقية، لكننا الآن في عصر العلوم وقد قال العلماء قولهم، وهو ان الكذب مضر للصحة. هذه في الواقع حقيقة عرفتها منذ سنين. كلما كذبت توعكت صحتي ووجعتني معدتي، والظاهرة تفسير علمي واضح. فالكذب ينطوي على اجهاد للدماغ والجهاز العصبي في الحصول على كذبة جيدة، ثم يسبب اجهادا للذاكرة في تذكر ما قلته يوم امس. والكاذب طبعا يقلق ويخاف من انفضاح كذبته. والقلق ألد الاعداء على الصحة. ولهذه النقطة علاقتها بدراسة علمية اخرى اوضحت ان الخيانة الزوجية مضرة للصحة. والخائنون لازواجهم يموتون قبل المخلصين لرباط الزوجية. هذه في الواقع بديهيات واضحة. ولا ادري لماذا اضاع العلماء وقتهم فيها.
فلو سألوني قبل سنين لقلت لهم ذلك ووفرت عليهم هذا العناء وصرفتهم لمجهود اجدى بالدراسة، مثلا هل خيانة الوطن مثل خيانة الزوجة مضرة للصحة؟ هل الاكل من الرشوة والمال الحرام يسبب قرحة في المعدة؟ ولكن طبعا لا احد يستمع لي. لم يستمعوا لزرادشت فلماذا يستمعون للقشطيني. ولكننا الآن امام تقرير علمي قائم على دراسة ميدانية وعيادية. الكذب يتلف الصحة. وكما قلت هذا موضوع مهم لنا نحن ابناء الشرق الاوسط. ليس فقط بسبب موضوع الكذب، وانما كذلك لأننا مهووسون بصحتنا وخوفنا من الموت. فلم اجد احدا في العالم يهتم بالصفحة الطبية وآخر أنباء الادوية والعقاقير اكثر منا.
تفتح الراديو فلا تجد احدا يعبأ بما يقوله ويستمر القوم بالكلام وقضم اللوز والفستق. ولكن ما ان يتكلم المذيع عن نبأ لمعالجة السمنة او الأرق او العنة حتى تجد سائر الجالسين ينصتون وكأن على رأسهم الطير. وهذا هو مفتاح الفرج والدواء الناجع للقضاء على الكذب. المطلوب حملة اعلامية لمكافحة الكذب على غرار حملة مكافحة الملاريا والبلهارسيا، قوامها ان الكذب يتلف الصحة ويسبب الوجع ويقصر العمر ويقرب الاجل ويورث العقم والعنة.
شكرا للعلماء على ما انجزوه، ولكن هناك ميدانا آخر جديرا باهتمامهم ودراستهم. فبالاضافة لهوسنا بصحتنا وخوفنا من الموت، هناك موضوع آخر لا يقل اهتماما منا. اجد له صداه في كل جرائدنا ومجلاتنا، الا وهو موضوع الجنس. اذا كان الكذب يسبب القلق والقلق يتلف الصحة، فاعتقد انه ايضا يدمر الباه والشبق. القول الشائع «كل ممنوع مرغوب» قول خاطئ. فكما يرى اصحاب التحليل النفسي ان اقتراف الممنوع يورث عقدة الاثم ومشاعر الاثم تتلف الصحة. والدليل ما سبق واشرت اليه ان من يخون زوجته يموت قبل من يخلص لها رغم كل ما قد تتصف به من قبح الصورة وسوء العشرة.
هذا هو المطلوب الآن من حضرة العلماء الافاضل.. دراسة تثبت ان الكذب ليس مضرا للصحة فقط وانما هو ايضا متلف للشبق ومضعف للباه. اثبتوا لنا ذلك لنتخلص من كل هذا الكذب.
توصل العلماء قبل بضعة اسابيع الى اكتشاف يضاهي اكتشاف المكروب وصنع البنسلين. لقد اكتشفوا بعد دراسة مسهبة ان الكذب مضر للصحة. وهذا اكتشاف يهمنا نحن سكان الشرق الأوسط بصورة خاصة. بالطبع النهي عن الكذب شيء قديم، وكان زرادشت من اول من قال ذلك, فبعد ان لاحظ مدى انتشار الكذب في ايران اضاف لدعائه هذه العبارة: اللهم خلص هذه الملة من الكذب. ولكن وكما نعرف لم يعبأ احد بنصيحته.
قلما يصغي احد لوصايا الدين الاخلاقية، لكننا الآن في عصر العلوم وقد قال العلماء قولهم، وهو ان الكذب مضر للصحة. هذه في الواقع حقيقة عرفتها منذ سنين. كلما كذبت توعكت صحتي ووجعتني معدتي، والظاهرة تفسير علمي واضح. فالكذب ينطوي على اجهاد للدماغ والجهاز العصبي في الحصول على كذبة جيدة، ثم يسبب اجهادا للذاكرة في تذكر ما قلته يوم امس. والكاذب طبعا يقلق ويخاف من انفضاح كذبته. والقلق ألد الاعداء على الصحة. ولهذه النقطة علاقتها بدراسة علمية اخرى اوضحت ان الخيانة الزوجية مضرة للصحة. والخائنون لازواجهم يموتون قبل المخلصين لرباط الزوجية. هذه في الواقع بديهيات واضحة. ولا ادري لماذا اضاع العلماء وقتهم فيها.
فلو سألوني قبل سنين لقلت لهم ذلك ووفرت عليهم هذا العناء وصرفتهم لمجهود اجدى بالدراسة، مثلا هل خيانة الوطن مثل خيانة الزوجة مضرة للصحة؟ هل الاكل من الرشوة والمال الحرام يسبب قرحة في المعدة؟ ولكن طبعا لا احد يستمع لي. لم يستمعوا لزرادشت فلماذا يستمعون للقشطيني. ولكننا الآن امام تقرير علمي قائم على دراسة ميدانية وعيادية. الكذب يتلف الصحة. وكما قلت هذا موضوع مهم لنا نحن ابناء الشرق الاوسط. ليس فقط بسبب موضوع الكذب، وانما كذلك لأننا مهووسون بصحتنا وخوفنا من الموت. فلم اجد احدا في العالم يهتم بالصفحة الطبية وآخر أنباء الادوية والعقاقير اكثر منا.
تفتح الراديو فلا تجد احدا يعبأ بما يقوله ويستمر القوم بالكلام وقضم اللوز والفستق. ولكن ما ان يتكلم المذيع عن نبأ لمعالجة السمنة او الأرق او العنة حتى تجد سائر الجالسين ينصتون وكأن على رأسهم الطير. وهذا هو مفتاح الفرج والدواء الناجع للقضاء على الكذب. المطلوب حملة اعلامية لمكافحة الكذب على غرار حملة مكافحة الملاريا والبلهارسيا، قوامها ان الكذب يتلف الصحة ويسبب الوجع ويقصر العمر ويقرب الاجل ويورث العقم والعنة.
شكرا للعلماء على ما انجزوه، ولكن هناك ميدانا آخر جديرا باهتمامهم ودراستهم. فبالاضافة لهوسنا بصحتنا وخوفنا من الموت، هناك موضوع آخر لا يقل اهتماما منا. اجد له صداه في كل جرائدنا ومجلاتنا، الا وهو موضوع الجنس. اذا كان الكذب يسبب القلق والقلق يتلف الصحة، فاعتقد انه ايضا يدمر الباه والشبق. القول الشائع «كل ممنوع مرغوب» قول خاطئ. فكما يرى اصحاب التحليل النفسي ان اقتراف الممنوع يورث عقدة الاثم ومشاعر الاثم تتلف الصحة. والدليل ما سبق واشرت اليه ان من يخون زوجته يموت قبل من يخلص لها رغم كل ما قد تتصف به من قبح الصورة وسوء العشرة.
هذا هو المطلوب الآن من حضرة العلماء الافاضل.. دراسة تثبت ان الكذب ليس مضرا للصحة فقط وانما هو ايضا متلف للشبق ومضعف للباه. اثبتوا لنا ذلك لنتخلص من كل هذا الكذب.