المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبارات على التاكسي: عادة فرعونية!



سمير
12-18-2005, 11:39 AM
أنيس منصور- الشرق الاوسط

على سيارات التاكسي في مصر، وعلى سيارات النقل عبارات موجهة إلى الذين وراء السيارة، ومعظم العبارات تتحدث عن الحسد، أي أن صاحب السيارة أو سائقها يخاف من عيون الناس «ما تبصليش بعين رضية شوف اللي اندفع فيَّ»، أي لا تنظر إلى منظري وشكلي، وإنما كم تكلفت من الفلوس لكي اشتري هذه السيارة، أو «العين أصابتني ورب العرش نجاني» أو أن السائق يكتب أسماء أولاده أو اسم التدليل للسيارة!

وهذا النوع من الكتابة هو عادة فرعونية عمرها أربعة آلاف سنة، فالفراعنة أول من كتب في غرفة الدفن وعلى التابوت، أدعية وصلوات ولعنات أيضا، ففي الاكتشافات التي ظهرت أخيرا لعمال بناء الأهرام وجدوا على إحدى البوابات هذه العبارة «اللعنة على من يتجاوز هذا الباب» وقد تجاوزه توني بلير زعيم حزب العمال البريطاني.

وانتقلت هذه العادات إلى الحضارات الرومانية والإغريقية فكتبوا على قبورهم؛ إذ كتب الأديب الإغريقي سمونيدس هذه العبارة «يا من يمر إلى جوار قبري قل لهم إن المخلصين قد ناموا هنا»! وعلى اللوحة التذكارية لقتلى الحلفاء في منطقة العلمين «من أجل يومكم وغدكم متنا بالأمس»، وعلى قبر الشاعر الألماني هينه بيتان من الشعر نظمهما الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني:

أيها الزائر قبري أتل ما خط أمامك

ها هنا فاعلم عظامي ليتها كانت عظامك

بل أننا نكتب على قبور الكلاب والقطط التي كانت عزيزة علينا، ففي مستشفى الحيوانات في العباسية بالقاهرة مقابر للكلاب، أشهرها مقبرة كلاب د. هاشم فؤاد عميد كلية الطب، فعلى القبر الصغير نقشت هذه العبارة «إن الحياة بعدك صعبة مؤلمة جدا»، وكتب اسمه واسم زوجته وابنته. واللواء محمد نجيب، أول رؤساء مصر، كانت عنده مقبرة للكلاب كتب عليها «هنا يرقد أعز أصدقائي».

ولما سألني التلفزيون المصري: «وأنت ماذا تكتب على قبرك؟».. قلت: «عاش ونام ليلة واحدة، واستجاب الله لدعائه فأمات أمه قبله، حتى لا تتعذب من بعده، وكانت حياته حول ألف سؤال، لم يتلق إجابة إلا عن واحد منها»!