المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنة صوتوا لشيعي واحد هو علاوي والشيعة صوتوا لسني واحد هو الألوسي



المهدى
12-16-2005, 07:35 AM
بغداد - د. جمال حسين


كانت أول ورقة اقتراع القيت في صناديق الانتخابات العراقية امس كردية في جنوب السليمانية أشّر عليها الرئيس جلال الطالباني الذي فضل التصويت في مدينته كرمز لانتمائه وشد أزر الناخبين في الإقليم الذي رفعه إلى سدة الرئاسة.

وانتهت العملية الانتخابية بنجاح كاف و بدون أن تعكرها حوادث إرهابية أو أخطاء كبيرة، سوى بعض الخروقات التي تكررت للمرة الثالثة واشتركت فيها الأطراف نفسها.

ولأول مرة، شهدت المناطق الوسطى والغربية من العراق والتي يسكنها السنة، إقبالا لافتا، ومشاركة كبيرة، لاسيما بعد الفتوى التي وقعها ألف رجل دين سني قبل يوم من انطلاق الانتخابات.

لكن أكثر الحوادث إثارة التي سجلتها الانتخابات، هو الظهور العلني الأول لمجموعات مسلحة، كانت قبل أيام تعد من أشرس المجموعات المتمردة في المثلث السني وهي الجيش الإسلامي و قسم من «أنصار السنة» المعروفتين بتنفيذ عمليات الخطف والذبح وغيرهما من أعمال إرهابية. وظهورهم كان في محافظة الرمادي وأمام مرأى الأجهزة الأمنية، بل قاموا بأسلحتهم بحماية المراكز الانتخابية.

ولعلها المرة الأولى أيضا، التي تتفق فيها المجموعات المسلحة أو كما أسماها رئيس دائرة الوقف السني احمد السامرائي «المقاومة الراشدة» على إصدار بيان دعوا فيها الناس للتوجه إلى صناديق الاقتراع وإعلانهم «وقف العمليات العسكرية» في يوم الانتخابات. والواضح أن الواجهات السياسية لهذه المجموعات المسلحة استطاعت إقناعهم بضرورة المشاركة في الانتخابات لتحقيق توازن مطلوب في البرلمان القادم الذي ستلقى عليه مهمات جسيمة على المستويات السياسية والدستورية وجميع الجوانب التشريعية الأخرى، بما في ذلك شكل السلطة التنفيذية المنتظرة.

إقبال جيد

وصوت غالبية المسؤولين العراقيين في المنطقة الخضراء لكونهم يسكنون ويداومون هناك، فيما لوحظ أن النسبة الكبرى من الذين بدأت بهم الانتخابات مبكرا كانوا من المسنين والنساء.

وكحال الانتخابات الماضية، فإن تدفق الناخبين في المناطق الشعبية كان أكثر من باقي المناطق في العاصمة العراقية، فيما سجلت ساعات منتصف النهار كأكثر الأوقات زحمة في مراكز الاقتراع.

ويمكن تفسير الإقبال الجيد على مراكز الاقتراع لنجاح الانتخابات الماضية وسلاسة الاستفتاء على الدستور ولإدراك الناس بان الانتخابات حاسمة هذه المرة والتحفيز الذي لعبه رجال الدين والمرجعية الدينية والسياسية وشعور المواطن بضرورة ممارسة هذا الحق الذي حرم منه طول حياته وعدم وجود غير الخيار السياسي لحل مشاكل البلاد (التطور في موقف الجيش الإسلامي وأنصار السنة على سبيل المثال) و الخبرة التي اكتسبتها المفوضية العليا للانتخابات وربما المصداقية التي كسبت فيها ثقة الناس والانتشار والتوزيع الجيد للمراكز الانتخابية وحسن حمايتها، ربما أثر بيان المجموعات المسلحة بأنهم سيوقفون عملياتهم في إشاعة الهدوء.

متاعب

ومع ذلك فلم يسر كل شيء بنجاح تام، فقد سجلت العديد من المتاعب الفنية، حيث كانت لا تعتمد على أحد في أغلب الحالات، وقد لا يكون لأحد ذنب فيها، كحال العائلات النازحة من مناطق القتال، وهؤلاء بالآلاف، فلم يتسن لهم الانتخاب لكونهم مسجلين على مراكز انتخابية في مناطقهم (تلعفر، القائم، بلد.. الخ)، والمفوضية لغاية يوم الانتخابات لم يكن لها علم أو مسح بعددهم لكونهم متفرقين في جميع أنحاء العراق وخاصة في بغداد ولم تستطع المفوضية حل مشكلتهم في نفس يوم الانتخابات الذي كانت فيه الساعات العشر من عمر التصويت تسير بكل توتر على العاملين فيها.

ويمكن القول أن المفوضية نجحت في الاستجابة لمطالب الحزب الإسلامي العراقي بعد حدوث تعثر في بعض مراكز الفلوجة وعدم وصول الصناديق إليها، واستطاعوا في المفوضية إيصال الصناديق قبل منتصف النهار، الأمر الذي أتاح الفرصة للناخبين هناك للاقتراع.

حرب الكبار

واستمر التصعيد بين المتنافسين العرب الرئيسيين : جماعة الائتلاف العراقي الموحد للمجلس الأعلى وحزب الدعوة ومجموعة القائمة العراقية لأياد علاوي. فمثلا، عبر عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى وجواد المالكي القيادي في الدعوة عن خشيتهما من حدوث تزوير، فيما أعلن علاوي شجبه للممارسات التي سجلت في مدن الجنوب بكسر الائتلاف «وقت الصمت» بتنظيمه سلسلة من التظاهرات لأنصاره بمساعدة سيارات الشرطة التي كانت تعلن عبر مكبرات الصوت، وتحث الناس على الخروج وانتخاب قائمة الائتلاف، فيما كانت المساجد والحسينيات توجه الناس هي الأخرى للغرض نفسه. وسجلت حالات مثل تعليق بوسترات الكيانات السياسية داخل مراكز الاقتراع وأحيانا على الطاولة التي يؤشر فيها الناخب على استمارة القوائم وهذه مخالفة صريحة ومباشرة جدا.

علاوي اعتبر ذلك خرقا كبيرا وهدد بتقديم شكوى لسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن العاملين في بغداد والاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لإبلاغه هذا الأمر، في حين وجه انتقاده لأشرف قاضي ممثل عنان في بغداد، دون أن يسميه بالاسم وحمل المفوضية مسؤولية ما جرى. ( علاوي نهض في العاشرة صباحا من النوم وصوت في الحادية عشر وقال بنفسه إن هذا أول يوم ينام فيه طويلا وأول ما نهض تحدث عن الخروقات ! ).

والمفوضية ملتزمة بقانون الانتخابات وليست لديها سلطة على الحسينيات والشرطة، وحسب هذا القانون فسيغرمون كل من يخرق «وقت الصمت» بغرامة لا تتعدى 500 دولار ويغلقون القضية.

ونرى ان الطرفين يتحججان بالشكوى، فالناخب العراقي حسم موقفه منذ فترة طويلة ولم ينتظر يوم الانتخاب ليؤثر فيه مكبر صوت هنا أو هناك، كما ان التزوير الذي يتحدثون عنه في الائتلاف، لا يمكن أن يتم بوجود مراقبين وخبراء من الائتلاف نفسه في كل مركز انتخابي في العراق، وكذلك في المركز الوطني للإحصاء التابع للمفوضية، حيث سيجري عد الأصوات.

تكتيك جديد

واستخدمت المفوضية، بنجاح، تكتيكا جديدا وهو : أولا، تعيين 10 مراقبين ثابتين لكل محطة. ثانيا، إرسال مفتشين إلى المحافظات لا ينتمون إلى هذه المحافظات. ثالثا، تشفير الصناديق بأرقام كودية وبطرق إلكترونية يستطيع فيها مركز الإحصاء الوطني التابع لها كشف أي تلاعب يجرى في هذه الصناديق، ومعرفة ما يسمونه «الصناديق غير النظامية». رابعا، عزل الصناديق التي فيها نسبة التصويت من 90 % فما فوق لفحص الأوراق بطرق خاصة لكشف أي تلاعب فيها.

ستعمل المفوضية حسب النظام الذي تم في انتخابات يناير الماضي، بمنح الكتل السياسية ثلاثة أيام لتقديم الطعون ومن ثم مناقشتها وإعلانها، لكن أي طعن جدي أو شكوى يمكنها إعادة أو إلغاء الانتخابات لا يمكن ظهورها وفق المعطيات الناجحة التي انتهت فيها الانتخابات لغاية الساعة الخامسة من مساء يوم الحسم العراقي.


لقطات

> صوت جلال الطالباني في السليمانية ومسعود البرزاني في صلاح الدين وإبراهيم الجعفري واياد علاوي وحاجم الحسني واحمد الجلبي في المنطقة الخضراء.

üüü

> ذهب عبد العزيز الحكيم رافعا علما عراقيا صغيرا إلى أحد المراكز الانتخابية في بغداد وأدلى بصوته مصحوبا بحشد كبير من حمايته وأنصاره مرددين الصلوات في كل خطوة يؤديها وشعار «علي وياك علي».

üüü

> الشيعي الوحيد الذي صوت له السنة هو أياد علاوي والسني الوحيد الذي صوت له الشيعة هو مثال الآلوسي.

üüü

> علاوي سينافس القوائم الشيعية في الجنوب والقوائم السنية في الوسط والغرب.

üüü

> تسبب برنامج الاتجاه المعاكس في تمديد فترة الإنذار القصوى لوزارتي الداخلية والدفاع لثلاثة أيام أخرى علاوة على الأسبوع بسبب انطلاق مظاهرات بعد صلاة الجامعة تندد بقناة الجزيرة لتطاولها على السيد علي السيستاني في البرنامج المذكور.

üüü

> بعض المراكز لم يحضر لها رجال الشرطة وتولت الميليشيات المسلحة لحزب معروف مهمة حراستها، ونفى عضو المفوضية العليا عبد الحسين الهنداوي حصول ذلك لكنه موثق بصورنا.

üüü

> نظرا لتجديد سجل الناخبين لثلاث مرات هذا العام، لم يجد العشرات لكل مركز انتخابي اسماءهم في قوائم الناخبين وحرموا من الإدلاء بأصواتهم.

üüü

> تظاهرات الجنوب المؤيدة للائتلاف صاحبها لطم على الصدور وهوسات رددت شعار : «الزرقاوي اليوم يطم روحه» (يدفن نفسه).

üüü

> القوات الأمنية العراقية كانت مسيطرة جدا على بغداد وكان منظر المدرعات الأميركية وهي تتجول في شوارع بغداد المسالمة والفارغة أكثر من قبيح وغير مبرر ومستفزا في يوم يتوجه الناس لانتخاب أول برلمان عراقي في تاريخ الدولة.

üüü

> في الانتخابات الثانية على التوالي انتشرت إشاعة في كل أطراف بغداد تقول ان الإرهابيين سمموا مياه الشرب وسارع كل المسؤولين العراقيين بنفي هذا النبأ. وفي الحقيقة لا يوجد لا ماء مسموم ولا ماء غير مسموم، فلماذا ينفون؟!

üüü

> تولى نحو 300 - 350 ألف شخص قاموا بحماية المراكز الانتخابية ومؤسسات الدولة والمواطنين في يوم الانتخابات.

üüü

> بعض المراكز أغلقت في الساعة الثالثة عصرا بالرغم من تشديد المفوضية على ضرورة فتحها لغاية الخامسة.

üüü

> فيما المراكز التي تأخر وصول الصناديق اليها تم تمديد الاقتراع فيها لغاية الساعة السادسة مساء.