المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقال جلب مشكلات البيت إلى العمل.. ومشكلات العمل إلى البيت



فاتن
12-15-2005, 07:53 AM
ستيفين راينبرغ (هيلث داي نيوز)


الهواتف النقالة التي تشكل جزءا من الثورة التكنولوجية ومن المفترض ان تحرر الجميع، باتت تربط الناس بوظائفهم وتقيد حركتهم الى درجة اصبحت فيها الحياة الاسرية تعاني الكثير.

هذه هي النتيجة المزعجة التي توصلت اليها دراسة جديدة حيث اتضح ان الزيادة في استخدام النقال بدأت تجلب مشاكل العمل الى البيت مما يصيب الحياة الاسرية بالتوتر بالنسبة للرجل والمرأة على السواء.

وقد خصت الدراسة الهواتف النقالة بذلك، ولم تلق باللوم على عاتق الاتصالات التي تتم عبر الكمبيوتر مثل الرسائل الالكترونية. فقد تم ربط الهواتف النقالة بزيادة التوترات النفسية وتقليل شعور الاسرة بالرضا.

غير ان المرأة فقط تتعرض للتأثير العكسي اي جلب مشكلات البيت وهواجس الاسرة الى حياتها العملية، حيث ان الهواتف النقالة تبقيها على اتصال دائم طوال اليوم.
نشر هذا البحث الذي اجرته استاذة علم الاجتماع نويل شيلسي من جامعة ميلواكي الاميركية في عدد شهر ديسمبر من «مجلة الزواج والاسرة». وتقول البرفيسورة شيلسي «ان استخدام الهواتف النقالة تم ربطه بزيادة الشعور بالقلق والتوتر وتقليل الشعور بالرضا ضمن الاسرة مع مرور الوقت. وهناك، كما هو واضح، ارتباط فيما بين استخدام التكنولوجيا وزيادة التوتر».

وعند القيام بهذه الدراسة اجرت البرفيسورة شيلسي مقابلات مع ازواج وزوجات عاملين على مرحلتين: الاولى فيما بين 1998 الى 1999 والثانية من عام الفين الى الفين وواحد.

وقد توصلت الى انه في الفترة ما بين المقابلتين ادى استخدام الهواتف النقالة الى تقليل الشعور بالرضا ضمن الاسرة، وزيادة التوتر ومشكلات التداخل فيما بين ظروف البيت ومكان العمل.

وقالت شيلسي ان «هذه الاجهزة التكنولوجية ارتبطت بحدوث تجارب ومشاعر سلبية تنتقل من مكان العمل الى البيت. فقد اصبح الوصول سهلا الينا في كل وقت وهو امر يجلب امورا سلبية اكثر من تلك الايجابية. والنساء الاكثر تأثرا بذلك. فبالاضافة الى تسرب بعض مشكلات العمل لديها الى حياتها الاسرية، فان الامر يسير ايضا في الاتجاه المعاكس، حيث تتسرب بعض مشكلاتها الاسرية الى مكان العمل».

وترى شيلسي ان هنالك حاجة الى حسن استخدام الهاتف النقال للتقليل من التوترات التي توصلت اليها من خلال دراستها، وانه ربما كان على اصحاب العمل والموظفين وضع حدود فيما يتعلق بالتواصل فيما بينهم، واتاحة الفرصة للمزيد للتواصل الايجابي مع الاسرة. وقالت شيلسي ان «القضية هي اذا ما كانت هذه الاجهزة الحديثة نقمة ام نعمة بالنسبة لحياتنا اليومية، فنتائج هذه الدراسة تشير الى ان التكنولوجيا قد لا تكون تأثيراتها ايجابية دائما». ويرى احد الخبراء ان نتائج الدراسة تدعم الفكرة القائلة ان الهاتف النقال احدث تغييرات في ثقافة المجتمع، وان ذلك ليس تغييرا نحو الافضل بالضرورة.