المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماريكم بالمؤتمر الصحفي للدكتور الجعفري؟



طركاعة
08-21-2003, 05:36 PM
الجعفري: جئنا لنعيد العلاقات إلى مجراها الطبيعي ندرك معاناة الكويت من فعلة صدام ونحن مع سيادتها محمية ومصونة

كتب خليل خلف: نحن مع سيادة الكويت محمية ومصونة، وندرك معاناتها مما فعله صدام حسين، وزيارتنا هي تعبير عن إحساس مجلس الحكم الانتقالي بإعادة العلاقات بين بلدينا الى مجراها الطبيعي.
هذا ما أكد عليه رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق الدكتور ابراهيم الجعفري في مؤتمره الصحافي بمناسبة زيارته البلاد، محذرا من محاولات للايقاع بين الكويت والعراق، ومصمما على ان الحدود بين البلدين لن تغلق «فالكويت ليست في حاجة الى نفط أو سواه».
وعبر الجعفري عن ايجابية عالية سادت لقاءاته ومحادثاته في الكويت، مشددا على ادراك الكويت وشعبها لمعاناة شعب العراق ومشددا على ان حكم علاقة الجوار الجغرافي يؤكد ان الكويت دولة جنوب العراق، والعراق دولة شمال الكويت «ونحن نتعامل مع هذا الأمر باحترام كامل».
ووصل وفد مجلس الحكم الانتقالي الى البلاد قرابة العاشرة صباحا، وكان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف الله شرار ووزير الاعلام محمد ابوالحسن ووكيل وزارة الخارجية بالانابة السفير فيصل المشعان ومدير ادارة المراسم في وزارة الخارجية الوزير المفوض وليد الخبيزي.
وضم وفد المجلس الى جانب الجعفري، ثلاثة من اعضاء المجلس هم الدكتور عدنان الباجه جي والشيخ غازي العجيل الياور واحمد شياع البراك، اضافة الى عضوي الوفد الدكتور روز شاويش والدكتور ابراهيم محمد بحر العلوم، والامين العام لمجلس الحكم محيي كاظم الخطيب، ورئيس اللجنة التوجيهية لوزارة الخارجية السفير غسان محسن حسين، وعضو اللجنة التوجيهية لوزارة الخارجية السفير موفق مهدي عبود.
وقال رئيس المجلس الدكتور ابراهيم الجعفري لدى وصوله انه يحمل «مشاعر الحب والمودة والتقدير من الشعب العراقي الى الشعب الكويتي»، واصفا الشعبين بأنهما «عريقان ومتماسكان ويتبادلان اكثر من مساحة مشتركة في ما بينهما», واضاف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هناك «تطابقا بين الشعبين الشقيقين الكويتي والعراقي مع حفظ سيادة كلا البلدين رغم الحالة الاستثنائىة التي اعترت هذه العلاقة والمتمثلة بقيام رئيس النظام العراقي المخلوع صدام حسين بغزو الكويت في العام 1990».
واضاف ان «نظام صدام حسين احتل العراق كما احتل الكويت واساء الى العراقيين قبل ان يسيء الى الكويتيين، ولذلك فاننا متأكدون من ان الشعب الكويتي وجميع المسؤولين الكويتيين يعون جيدا ان الشعب العراقي هو رصيدهم وعمقهم الاستراتيجي كما اننا نعتقد كذلك ان الشعب الكويتي يمثل عمقا استراتيجيا لنا».
وقال الجعفري «ستبقى دولة الكويت في جنوب العراق وتبقى دولة العراق في شمال الكويت، وهذه الحقيقة نتعامل معها ومع استحقاقاتها ونحمل كامل القناعات بأننا ينبغي ان نعيد العلاقات الى سابق عهدها، مشرقة نقية شفافة من دون أي ازعاج».
واستقبل سمو الامير الشيخ جابر الاحمد الوفد الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والاربعين ظهرا في منزله بدسمان، بحضور سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف الله شرار ووزير الاعلام محمد ابوالحسن والمستشار في الديوان الاميري الشيخ فهد سعد العبدالله ووكيل الديوان الاميري بالنيابة عبدالعزيز سعود العبدالرزاق ووكيل وزارة الخارجية بالنيابة فيصل المشعان ووكيل الديوان الاميري لشؤون المراسم الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح.
كذلك استقبل سمو رئيس مجلس الوزراء الوفد العراقي، وتبادل معه وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الوضع في العراق, واكد سمو الشيخ صباح «حرص الكويت على اقامة علاقات اخوية مع العراق الشقيق مبنية على الثقة المتبادلة وقائمة على احترام قرارات الشرعية الدولية والمواثيق والاعراف العربية والدولية وتجسد رغبة البلدين الشقيقين المشتركة لتعاون بناء لما فيه خير الشعبين الشقيقين واشاعة الامن والاستقرار في المنطقة», وتمنى سموه «ان يعم الامن والاستقرار في العراق الشقيق حتى يعود الى ممارسة دوره المأمول على الصعيدين العربي والدولي.
حضر اللقاء شرار ومحمد الصباح والفهد وابوالحسن ووكيل ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء احمد فهد الفهد ووكيل «الخارجية» بالنيابة السفير المشعان ومدير ادارة المتابعة والتنسيق في وزارة الخارجية خالد المقامس.
واقام سمو رئيس مجلس الوزراء مآدبة غداء على شرف الوفد العراق، حضرها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الاحمد والشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك وشرار ورئيس مجلس الامة بالنيابة الدكتور براك النون واعضاء الحكومة ورئيس جهاز الامن الوطني الشيخ صباح الخالد والمستشارون في الديوان الاميري وديوان سمو ولي العهد والمحافظون ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الامة واعضاؤها، ووكلاء الديوان الاميري وديوان سمو ولي العهد وديوان سمو رئىس مجلس الوزراء ووكيل وزارة الخارجية بالنيابة ووكيل وزارة الداخلية بالنيابة ورئيس هيئة الاركان العامة للجيش ومدير الهيئة العسكرية في الحرس الوطني وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
وعصر أمس عقد الجعفري مؤتمرا صحافيا استهله بالترحيب بالحضور قائلا: أرحب بكم مع أعضاء الوفد أجمل ترحيب ونتمنى ان نتداول معكم القضية العراقية من أكثر من زاوية، خصوصا من الزاوية التي دخلنا فيها من الناحية العملية، وهي زاوية العلاقات الكويتية - العراقية، خاصة ان هناك فرقا شاسعا بين ما ينبغي ان تكون عليه طبيعة هذه العلاقات بين البلدين من أكثر من منظور، وما تجاوزت من مقطع استثنائي بسبب سياسة صدام حسين في المرحلة السابقة، وتعريض سيادة الكويت وأرضها وأموالها وكرامتها الى الانتهاك, طبيعة العلاقات العراقية - الكويتية من منظور تاريخي واجتماعي وسياسي بحكم علاقة الجوار الجغرافي التي تؤكد حقيقة ان الكويت دولة جنوب العراق والعراق دولة شمال الكويت، مما يستدعي ان يتم التعامل مع هذا الأمر باحترام كامل، اضافة الى العوامل الاجتماعية والدينية والعرقية والتصاهر، ولقد وقفت الكويت في أكثر من موقع مع الشعب العراقي وأحب العراقيون الكويتيين، هذا الحب المتبادل كان مهما في السابق ويجب ان يدوم ويستمر الآن.
وأضاف ان النظرة من هذه الزاوية تجعل الصورة في العلاقات صورة تتألق وترتفع مع طموحاتنا، ولكن ما حصل في الناحية الاستثنائية هو اقتحام قوات صدام حسين للكويت وتعريض الكويت الى المحن من حيث السيادة وانتهاك الكرامة الكويتية والتعرض لأموال الكويت، واحتجاز عدد من الاخوة الكويتيين الذين أخذهم كأسرى، مما جعل هذه القضية مجهولة حتى الآن، هذا التفاوت والفرق الشاسع في وضع العلاقة، ونحن نعتبر ما حصل استثنائيا وكما تعلمون فإن العراق قبل ان يعرض الكويت الى الاحتلال فقد كان محتلا صدام حسين احتل العراق قبل ان يحتل الكويت، وانتهك حرمة العراقيين قبل ان ينتهك حرمة الكويتيين.
ان السياسة الحمقاء التي اتبعها صدام تعكس تلك النزعة الشريرة فهو لم يترك مجالا الا اشعل فيه الحرب، سواء كانت حروبا داخلية في الكردستان أو محاولة اخماد الانتفاضات التي تعاقبت وتسلسلت في العراق الى حرب ابادة المدن، كما حصل في حلبجة والأهوار والأنفال والديجيل والمحافظات الوسطى والجنوب، والتي تؤكد على حقيقة واحدة هي ان صدام حسين هو عدو للانسان ولا يفرق بين انسان عراقي أو كويتي.
وقال الجعفري ان هذه لمحة سريعة وما أتمناه هو قراءتنا العلاقات السابقة، والحالة الاستثنائية، والأمر المفرح اننا وجدنا تفهما على مستوى عال وقراءة دقيقة لواقع العراق، مما جنبنا مغبة الدخول في التفاصيل في هذه القضية، لقد وجدنا المسؤولين وعلى أعلى المستويات في الكويت يتفهمون الوضع العراقي، وهم يتطلعون الى حالة جديدة لعراق متقدم، يحتل موقعه سواء كان داخل العراق مع شعبه أو على المستويين الخليجي والعربي، كما انهم يعلنون استعدادهم لكل ما من شأنه ان يعيد العراق الى الحظيرة العربية والدولية كما ينبغي أن يكون.
وباختصار فان هناك تصميما جادا من قبل القوى السياسية العراقية المختلفة على بناء العراق الجديد وتجاوز الحالة الموجودة والسعي الى تحقيق الاتفاقات التي تفضي الى حكومة دائمة من خلال ايجاد منافسات لممارسة العملية الانتخابية المنشودة، حتى تولد السلطات الثلاث (القضائية، التشريعية والتنفيذية) كما في عرف الدول المتقدمة.
وأكد الجعفري ان هناك ارادة جادة لتحقيق دستور وان يكون قاعدة للقوانين، وهذا الدستور يراد به ان يعبر عن إرادة الشعب العراقي على صعيد المسارين، مسار تشكيل الوزارات والدستور، ولقد مضى على مجلس الحكم في تنفيذ هذه الخطوات وبالنسبة الى الحكومة فعلى مدى الاسبوعين المقبلين ينتهي تشكيل الوزارات مع تأكيدنا لأهمية التحرك في الأفق العربي والخليجي، ولذلك تأتي هذه الزيارة تعبيرا عن احساس مجلس الحكم عن أهمية توثيق العلاقات وإعادتها الى مجراها الطبيعي، وبدء الصفحة الجديدة التي تلائم وتنسجم مع الصفحات السابقة والغاء هذه الحالة الاستثنائية التي أوجدها صدام حسين في توتير العلاقات بين العراق وبين كافة الاشقاء في المنطقة، وبشكل خاص دولة الكويت، لما يربطنا بدولة الكويت وشعبها من علاقات وطيدة وعميقة.
هذا هو مجمل ما تحرك به مجلس الحكم وما يتطلع اليه والآن نفتح الحوار مع الحضور.
ما المحادثات التي جرت بين أعضاء وفد مجلس الحكم والحكومة الكويتية، وشخصيا مع سمو رئيس مجلس الوزراء؟ وهل تم الحديث عن الحدود والتعويضات؟
- الحديث مع سمو رئيس مجلس الوزراء كان عن نقاط عدة، اما عن القضية التي أشرت اليها بشأن الحدود والتعويضات فلم يتم الحديث عنها لعدم تحدثنا عن الأمور الأخرى التي تشكل لنا بعدا وعمقا استراتيجيا، الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق ونظرتنا لما حصل سابقا، وقد أبدى سموه تفهما واضحا، وفي الوقت نفسه تحدثنا عما يمر فيه العراق وما نتطلع اليه من الموقف السامي للكويت، بما تتمتع به من خصوصيات وفهم يمكن ان يسند موقف الحكم في المرحلة الحاضرة، كما ناقشنا الطموحات الخليجية ودعم الكويت لمجلس الحكم والعراق الحالي ومجلس التعاون الخليجي ومؤتمر وزراء الخارجية العرب المزمع عقده في التاسع من الشهر المقبل، وكذلك المؤتمر الداعم في اسبانيا وتبادلنا في الحديث أكثر من افق من الآفاق التي تهم الشعب العراقي، وأبدى الاخوة المسؤولون الكويتيون من طرفهم استعدادا للتعامل معنا.
هل هناك مطلب شعبي ان يوضع في الدستور العراقي عند تولي الحكم في العراق عدم الحديث عن الحدود الدولية أو غيرها من الأمور، حتى لا يتم التسيب والفوضى والتوتر في المنطقة؟
- بشأن دعوة السعودية الى اي عضو من مجلس الحكم,,, أقول ان دعوة السعوديين كانت لمجلس الحكم وليس لأعضاء، وهذا ما طلبته بعض الدول، مصر أشارت على وجه التحديد إلى انها على استعداد لاستقبال أعضاء وشخصيات من مجلس الحكم، ومع ذلك فإن عمل مجلس الحكم ليس بصفة شخصية، بل أكدنا اننا نتكامل كوفد وننتظم على شكل وفد له مهتمة ومساره في التعامل وله صلاحيته عن التعبير عن ارادة مجلس الحكم باعتباره يمثل الحالة العراقية.
اما سلطنة عمان والسعودية فتتعاملان على أساس مجلس حكم، وقد جاءتنا دعوات منهم، ورحبوا باستقبال الوفد على هذا الأساس، ومن دون شك فإن دولا خليجية لها، كما يقولون، قصب السبق ولذا فكرنا ان نبدأ بدول الخليج، وهي باكورة الخطوات الأولى في تحركنا لأنها الأقرب جغرافيا والأقرب اجتماعيا، وهناك الكثير من الأمور تربطنا على مستوى عال، ولذلك نتوقع ان نظل في الزخم نفسه، بالنسبة لبقية الدول العربية، ولذلك كان القاسم المشترك لزيارتنا الدول الخليجية تعزيز الموقف المشترك مع عموم دول مجلس التعاون وعموم مؤتمر القمة العربية ووزراء الخارجية المزمع عقده في 9 سبتمبر المقبل.
أما بخصوص الدستور فنحن بدأنا في تشكيل لجنة واجتمعت يوم الاثنين الماضي وضمت 25 شخصية عراقية كلها من خارج المجلس ولم تتقيد بتصورات مسبقة حتى تنطلق مع الشعب بصدق, انها تبحث عن الآليات المناسبة لولادة دستور عراقي يعبر عن ارادة الشعب العراقي، هذا هو الاتفاق وهو الذي توقف عنده مجلس الحكم كثيرا.
أما فيما يتعلق بسيادة الكويت وأرضها وجيرانها، فنحن كما نتطلع الى حالة لا نريد أحدا ان يمس سيادتنا وأرضنا، كذلك لا نريد للعراق ان يتجاوز على سيادة وأرض أي دولة بما فيها الكويت، ونحن ندرك المأساة التي سببها اقتحام صدام حسين الكويت، ونحن مع سيادة الكويت مصونة ومحمية.
وبشأن الأعمال الارهابية، هل تم القاء القبض على أحد من الارهابيين؟
- حتى اللحظة لم اسمع انه تم القاء القبض على المشبوهين في هذه العمليات وماذا ستؤول اليه الأمور في الأيام المقبلة, وأتمنى ان توفق اللجنة الخاصة في الاهتداء الى الامساك بالخيوط الأولية التي أدت الى هذه الأعمال التخريبية، والمسألة هي ان الانسان مستهدف كإنسان وما حدث لممثل الأمم المتحدة البرازيلي سيرجيو دي ميللو، اضافة الى كونه يمثل هيئة شرعية، فهو شخصيا يتمتع بصفات مميزة، وكل من تعامل معه يؤكد على خسارتنا لهذا الانسان، لما له من صراحة وجرأة في شأن العراق.
فالعمليات التي استهدفت هؤلاء أدت الى خسارة انسانية، ومن جانب آخر كشفت النقاب أنها عمليات تخريب بكل ما تعنيه الكلمة.
ان الوضع الأمني ليس على المستوى المطلوب، فلقد جئنا الى تركة ثقيلة, فالمفهوم الأمني في العراق ليس كمفهوم الأمن في العالم، فهو كان أمن الحاكم القمعي الوحشي بسياسة إرعاب الآخرين، والأمن غير ذلك, لا أقول ان ليس هناك كفاءات، لكن الأمر ليس في هذه البساطة، فهناك خلل ونحن في أمس الحاجة الى الامن في ظل وجود فلول النظام السابق وغيرهم من المخربين.
لكن ماذا عن الدول المجاورة، وهل هناك معلومات عن هذه العمليات ودور هذه الدول؟
- نحن ايضا نسمع عن دخول بعض الأفراد من خارج العراق، خصوصا من الحدود التي لا توجد عليها سيطرة ولا توجد شرطة حدود (درك) الحالة موجودة، ونحن نميز ان تكون هناك دولة متورطة، واذا تأكدت هذه الأرقام وتحولت الى حقيقة فإننا نميز بأن تكون دولة ما متورطة وبين ان تكون دولة مستغلة.
ان الأمر يتطلب منا ان نتمتع بحصافة عالية حتى نميز بين مجموعة مخربين يريدون ان يستغلوا اهدافهم لتعكير الأجواء وتوريط هذه الدولة مع العراق، لذلك سنحرص أشد الحرص على ان تثبت ليس فقط عن هوية هؤلاء بل ربط علاقتهم مع أي جهة في حالة القاء القبض عليهم، حتى نتعامل بما يستحقون وحتى لا نتهم بريئا سواء من هذه الدولة أو تلك.
السيد بحر العلوم يتناول بشدة دول الجوار، فهل يمثل موقفه المجلس؟ وهل هناك تمثيل ديبلوماسي بين الكويت والعراق، وهل هناك محتجزون عراقيون في الكويت إبان النظام العراقي السابق طالبتم بهم؟
ـ بالنسبة لتصريح سماحة السيد بحر العلوم لم اسمع عنه، وعن التسلل للدخول الى العراق بهذه الطريقة، وخصوصاً مع وجود الأعمال التخريبية، ومن الطبيعي جداً ان تكون هذه الأمور مرفوضة وأنا اتحدث عن الأمر نفسه ولا تقبل اي دولة ان يأتي متسللون اليها.
أما بشأن المحتجزين العراقيين فلم نطلب من الحكومة الكويتية بحث هذا الأمر.
وعن التمثيل الديبلوماسي بين البلدين فقد طرحنا هذا الأمر والجواب كان ايجابياً وسريعاً ومفاده عدم وجود أي مانع اللهم سوى وجود أمور فنية ونحن ايضاً حريصون على ذلك، وحريصون على ان نوفر المناخ والأمن للسفارة الكويتية وربما يكون التمثيل العراقي في الكويت سابقاً على التمثيل الكويتي في العراق مما يدل على ود ورغبة جادة، ربما تكون هناك بعض العوائق الأمر الذي يتطلب بعض الوقت، خصوصاً فيما يتعلق بالداخل العراقي، وهذه الأمور ليست موجودة في الكويت ولله الحمد.
ما مدى تأثير تفجير مقر الأمم المتحدة؟
ـ خسارة كبيرة وان ينتهي شخص مثل دي ميلو، ونحن نشجب ونستنكر هذه الفعلة، ومصرون على دور الأمم المتحدة وأن تواصل عملها وتساعد الشعب العراقي، وبالأمس ارسلنا رسالة تعزية الى الأمين العام أكدنا فيها ضرورة ان تسير الأمم المتحدة في نفس الاتجاه الذي كان يمثله دي ميلو، فهو رجل كنا مطمئنين اليه ولهذا نطلب من الجميع استتباب الأمن.
هل في زيارتكم الخليجية رسالة واشارات لدول عربية في الجولة الأولى؟
ـ المهمة التي نحن فيها ان نتعامل مع الدولة التي نزورها، اما ان نعكس اشارات فإن هذا أمر جيد، وانما ليس هو الدافع، واذا اردنا اشارات سنصدر بياناً صريحاً وسوف نقولها بكل صراحة ونصدر بياناً ونقول موقفنا من أي دولة.
ومجلس الحكم حريص جداً حتى مع الدول التي ربما ابدت بعض التحفظ في التعامل مع المجلس، ان يتعامل مع هذه الدول بحصافة عالية، ونحن حريصون على مد الجسور، وعلينا ان لا نتلكأ، ومع مرور الزمن فإن منحى التعاون سيكون ايجابياً جداً ونحن سنبقى على هذه السياسة.
ماذا عن الفضائيات العربية والهجوم على العراق والكويت؟
ـ نحن نعاني من الفضائيات، واسمحوا لي ان اوجه رسالة لكم ومن خلالكم، ورغم ان الإعلام الكويتي انصفني الى حد كبير، لكن هناك بعض الفضائيات للأسف الشديد تجتزئ النقل، وهناك اعمال تخريبية، فهل العراق كله تحول الى خراب وأعمال تدمير؟! هناك ترويج مثل هذه الأمور وتكرار في المجتمع، وهذا النوع من الطرح قد يضخم الجانب السلبي، وهناك أمور ايجابية كبيرة هناك تعاطف شعبي، هناك مواطنون يخدمون العسكر والمرور ويقدمون المعلومات عن بعض المشبوهين, أين الإعلام؟ هل الإعلام فقط هو السلبي؟, الإعلام رسالة للبحث عن الحقائق، واطلب من الإعلاميين ان يرتقوا الى مستوى هذه الرسالة المقدسة.
الحكومة الكويتية قامت بعد التحرير بجهود دون منّة، لدعم الشعب العراقي، وتتهم الكويت الان بسرقة الآبار والنفط وحتى النساء العراقيات؟
- ان ما حصل للكويت جرح لكرامتنا والكرامة هي الكرامة تتجسد في امرأة عراقية او كويتية والأموال هي الأموال، السيادة هي السيادة، والذي لا يحترم سيادة الأخرين لا يحترم سيادته.
لقد فوجئت في زيارتي ان الفهم جداً عال، ولذلك كفانا جميع المسؤولين من مغبة الدخول في تفسير هذه الظاهرة، والكل يعرف ان صدام حسين عدو لنا ولكم، وانتهك حرمتنا قبل حرمتكم.
وهناك الآن محاولة لتعكير الأجواء بين الكويتيين والعراقيين والكويت ليست في حاجة الى النفط العراقي ولا الى شيء, لذا أرجو ان نتحلى جميعنا بعقلية واعية، فالعلاقة بين الكويت والعراق كافية ولا أحد يستطيع اغلاق الحدود بيننا.
العلاقة مع دول الجوار وايران.
- ننفتح مع الدول شريطة ألا يكون هناك تدخل في سيادة أي دولة، كما لا نسمح لأنفسنا ان نتدخل في شأن أي دولة، والعلاقة الجغرافية جزء لا يتجزأ من واقعنا، ولقد وجهت ايران دعوة لنا وربما نزورها، وسنزور روسيا ورومانيا واسبانيا، حيث تلقينا الدعوات من العديد من الدول.
وماذا عن الاعتراف العربي؟
- الاعتراف العربي مسألة مهمة جدا، فنحن جزء من الأسرة العربية ولا يهون علينا الاعتراف من الأمم المتحدة، ونحن نقفز على الكيان العربي، صحيح في المنظور الدولي ان الأمم المتحدة مظلة اشمل من الجامعة العربية، لكننا ومراعاة للقربى والأقرب فإننا حريصون جدا على ان تكون الجامعة أقرب لنا وليتها تتعاطى معنا، وأجدد تأكيد حرصنا على التعامل مع الآخرين وارساء الارتباط مع الأسرة العربية.
كيفية التعامل مع البعثيين؟
- هناك قائمة طويلة تم القاء القبض على أفرادها وآخرهم طه ياسين رمضان وهو لا يشكل لنا ثروة معرفية ولا ثروة اجتماعية وليست له جذور وليس له موطنون، وكل ما في الأمر ان أحد المجرمين تسلط على رقاب أهل العراق ففتك ودمر، وهؤلاء أصبحوا تاريخا، لا يشكلون قيمة ومن سوء الطالع والقدر ان يعبث مثل طه ياسين رمضان في اقتصاد وأمن البلد.
ماذا عن بناء العراق؟
ـ العراق بلد غني يقوم على بحر من النفط ومداه طويل، ولكن بسبب حماقة النظام السابق فإن العراق يعيش فقراً استثنائياً، وليس قدرنا ان نعيش فقراء، بل ان سوء الإدارة جعلت العراق تعيش هذا الواقع.
هل هناك مطالبة بوزير الإعلام السابق محمد الصحاف؟
ـ بالنسبة لوزير الإعلام السابق باعتباره انه عراقي، وامره منوط بمجلس الحكم وهو ليس مدرجا ضمن قائمة مجرمي الحرب لامتيازات قوات التحالف.
اما بقدر ما هو متعلق بنا، واذا ما وصلت الجهة القضائية وهي سلطة مستقلة عن كل شيء الى هذه القناعة سنخاطب الدول التي تؤويه ونطلب من هؤلاء ان يعودوا وهو امر متفق عليه دولياً للمحاكمة.
ما علاقة السيد مقتدى الصدر بمجلس الحكم، واعلانه عن جيش المهدي؟
ـ بالنسبة للسيد مقتدى الصدر وغيره من الشخصيات بدأت تخاطب الشعب العراقي، وتتحدث,,, ومجلس الحكم يتعامل معها بحكمة عالية وليس شرطاً ان يتفق معها، ونحن نحاول ان نستوعب ابناء شعبنا حتى وإن كنا نختلف معهم، حتى تنزع فتيل الاصطدام ما دام ذلك تعبيراً عن الرأي، واكد السيد الصدر ان جيشه ليس مسلحاً، وانا شخصياً لم التق به ولكن مادام هناك حوار ونقاش وتعدد في الاراء لا بد ان نحترمها لنثبت للجميع اننا نستوعب الكل.
هل الحوزة العلمية تتدخل في شؤون المجلس؟
ـ الحوزة لا تتدخل في شؤون المجلس ولكنها توصي بحقوق الانسان واحترام العقائد، فقد زرت قبل اسبوعين المرجع السيد علي السيستاني وغيره من السادة السنة، وايضاً المسيحيين، وكلهم يعبرون عن الاشتراك في حماية الإنسان وحقوقه.