المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالعربي: مع الأمين العام لهيئة علماء المسلمين



سلسبيل
12-15-2005, 07:29 AM
اسم البرنامج بالعربي
تقديم: جيزال خوري
تاريخ الحلقة: الأحد 11/12/2005

ضيف الحلقة

الشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين

جيزال خوري: مساء الخير، أربعة أيام ويتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 275 شخصية عراقية سيشكلون البرلمان الجديد، البعض يشارك ويتنافس على أعلى المستويات، والبعض الأخير يقاطع، العالم كله ينظر إلى بلاد الرافدين ويوم 15 من الشهر الجاري ربما سيغيّر المعطيات السياسية والميدانية في العراق، الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة العلماء المسلمين ضيف برنامج بالعربي الليلة عبر الأقمار الصناعية من العاصمة السورية دمشق، مساء الخير سماحة الشيخ، نبدأ بتقرير إعداد هاني حطب.

التعليق الصوتي: يمثل السنة العرب نحو 20% من سكان العراق، وقد جرت العادة منذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1920 أن يكون حاكم العراق سنياً عربياً، مع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1968 بدأ التأييد السني العربي للحزب يتزايد لعدة اعتبارات لعل أهمها: الارتباط العضوي بين السنة والأيديولوجيا القومية العربية، مشاكل السنة في العراق بدأت بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، فبالرغم من اختيار غازي الياور السني العربي رئيساً للعراق بعد الغزو إلا أن هذا الأمر لم يحجب الحقيقة المرة التي أفاق عليها السنة العرب بعد سقوط بغداد والتي تتجلى في اتهامهم بأنهم كانوا سنداً للنظام البعثي السابق وعليهم بالتالي أن يدفعوا ثمن مظالم هذا النظام، ومن ناحية أخرى يعترض السنة العرب على أمور ثلاثة تشكل ملامح العراق الجديد اليوم وهي: هوية العراق: حيث يعترضون على ما ينص عليه الدستور من أن الشعب العربي في العراق هو جزء من الأمة العربية، ويعتبرون أن العراق بأكمله جزء من العالميْن العربي والإسلامي، الفدرالية: ويرفضونها على أساس أنها مقدمة لتفتيت العراق، اجتثاث البعث: كونه سيكون وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية بين أبناء الطوائف المختلفة، وبين موقف رافض للمشاركة في الانتخابات من جهة وتحفظات على الدستور من جهة أخرى يتأرجح موقع السنة العرب على خريطة العراق الجديد طارحاً علامة استفهام كبرى حول مستقبل وجودهم السياسي.


جيزال خوري: سماحة الشيخ حارث الضاري أولاً: لماذا أنت في دمشق؟ وبعد أربعة أيام هناك انتخابات عامة في العراق؟
الشيخ حارث الضاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، كنت قد حضرت مؤتمر مؤسسة القدس في صنعاء في اليمن ولدى مروري بدمشق أصابتني وعكة وأجريت فحوصات طبية اضطرتني إلى البقاء إلى هذا اليوم وفضّلت ألا أعود إلا بعد نهاية الانتخابات القادمة حتى لا يقال أن وجودي قد أثّر عليها أو وقف إلى جانب هذا الطرف أو ذاك.
جيزال خوري: سلامتك سماحة الشيخ.
الشيخ حارث الضاري: سلمكم الله.


موقف هيئة علماء المسلمين من الانتخابات

جيزال خوري: بس أنا بدي أعرف تماماً ما هو موقفكم من الانتخابات؟ يعني ليش فيه عنا إحساس أو شعور بأنكم غير متحمسين للانتخابات في العراق حتى لا نقول مقاطعين؟
الشيخ حارث الضاري: نحن طبعاً لنا ثوابت منذ الاحتلال وإلى يومنا هذا وهو أن هيئة علماء المسلمين كهيئة شرعية سياسية تُعنى بالعراق وهمّ العراق الذي جلبه لنا الاحتلال، هي لا تشارك بأي عملية سياسية يشرف عليها الاحتلال إيماناً منها بأن كل العمليات السياسية بالعراق بدءاً بالحكم الانتقالي أو الحكم المحلي ومروراً بالانتخابات السابقة والحكومات المشكّلة المؤقتة الانتقالية، الدستور، وهذه الانتخابات القادمة وهي آخر سلسلة العمليات السياسية التي يشرف عليها الاحتلال، هي لا تقدم لنا حلاً حقيقياً وحاسماً لمشكلة العراق، العراق بالاحتلال سقطت دولته، سُرّح جيشه، هُدّمت معالمه، خُرّب من كل النواحي، أصبح نهباً للناهبين وسلباً للسالبين فأصبح أثراً بعد عين العراق بعد الاحتلال، ونرى أن كل هذه العمليات السياسية لم تقدم حلاً بل العراق يتراجع يوماً بعد يوم من حيث العمار والإعمار وينزل يوماً بعد يوم من سوء إلى أسوأ من حيث الأمن وما إلى ذلك، فالهيئة ترى..

جيزال خوري: بس سماحة الشيخ شو الحل عندكن؟ يعني أنتم عم تقولوا أنكم ما فيكن.. لازم يكون فيه جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية والبريطانية من العراق، طيب من هلأ ليصير الجدول الزمني هذا ممكن أن يأخذ أعوام للانسحاب، ما بيكون فيه حكم في العراق؟ ما بيكون فيه برلمان؟ ما بيكون فيه حكومة؟ ما بيكون فيه رئيس؟ شو الحل الذي أنتم تعطوه؟

الشيخ حارث الضاري: أختي الكريمة نحن لا نعارض بدليل أننا لا نعارض أي عملية سلمية ونحن أصدرنا بياناً كهيئة قلنا: نحن كهيئة لا ندخل الانتخابات لأنها عملية سياسية، ونحن لا ندخل العمليات السياسية في ظل الاحتلال لأنها تعطي الاحتلال الشرعية ولاسيما من هكذا هيئة، اثنين: نحن نحترم خيارات الشعب العراقي كله سواء الداخلون في الانتخابات أو المقاطعون لها ولا نعمل على تعويقها، وندعو إلى عدم العمل إلى تعويقها، ثلاثة: نحن لا نقف إلى جانب أي قائمة من قوائم المنتخبين، نحن في هذه الحالة إيجابيون ولسنا سلبيين، لكن نحن لا ندخل حتى لا نعطي الشرعية للاحتلال.
جيزال خوري: سماحة الشيخ أنتم بالانتخابات الأولى عملتو بيان رسمي لمقاطعة الانتخابات، هل تعتقد أن هيدا هالموقف اللي عم بتقول أننا نحن غير سلبيين بس نحن ما عم نحترم قرار الشعب العراقي هو إعادة النظر بموقفكن الأول في الانتخابات الأولى؟

الشيخ حارث الضاري: لا أبداً حتى موقفنا الأول كنا نناشد ولا نوجب على أحد أن يقاطع أو لا، لن نصدر فتوى بحِل أو بحرمة من يقاطع أو لا يقاطع، وفي الانتخابات نفسها كتبت مقالاً بنفسي في جريدة الهيئة في البصائر أناشد فيه العراقيين أن يحترم بعضهم اختيار بعض، لكن للأسف الإعلام يُشغَل بما هو طافي في الساحة وليس كل ما هو طافي في الساحة هو حقيقي، نحن ناشدنا عندما علمنا أن الشارع الوطني كان محبطاً وكان مزاجه ليس مع الانتخابات لأن الحرب كانت معلنة على مدن العراق على الفلوجة، على النجف، على سامراء على غيرها في رمضان، ولذلك ناشدنا الحكومة ألا تفعل هذا ففعلت ثم ناشدنا مناشدة والمناشدة ليست ملزمة، ولذلك قاطع من قاطع، وأقول لك وبصدق: قاطع أكثر من 50% في المرة الأولى سنة وشيعة وأكراد وغيرهم.

جيزال خوري: بس سماحة الشيخ يعني هو المعروف أنه في الانتخابات الأولى عم تقول أنه قاطع 50%، بس هو المعروف أن النسبة المئوية لمشاركة العراقيين في هذه الانتخابات كان يفوق الـ70%، يعني فيه ناس تحدثوا عن 80%.
الشيخ حارث الضاري: هذه أو السابقة؟
جيزال خوري: في الانتخابات الأولى.

الشيخ حارث الضاري: الانتخابات الأولى أختي المعلن رسمياً 58%، لكن التقارير الأميركية التي أذيعت المشاركة كانت أقل من ال50%، تقرير 46% وتقرير 25% حتى.
جيزال خوري: بس هيدا يعني بيكون نسبة كبيرة من الشعب العراقي، إذا أنت بتشوف حوليك كل الشعوب حتى في الولايات المتحدة أن 58% هي يعني نسبة كبيرة من الشعب أن ينتخب.
الشيخ حارث الضاري: على كل حال المقاطع أيضاً 42% نسبة ليست بالقليلة، وهذا أمر مضى وانتهى ونحن لا نعول لا على ما مضى ولا على ما يأتي، لأن المشكلة هي معروفة، لا تحلها الانتخابات ولا تحلها صناديق الاقتراعات المحمية بسيوف الأعداء وهيمنة المهيمنين في ظلهم..
جيزال خوري: نعم سماحة السيد..

الشيخ حارث الضاري: المشكلة العراقية ستبقى دائمة ما دامت المشكلة موجودة في العراق.
جيزال خوري: إذا بتسمح رح نتوقف لحظات ونعود إلى حوارنا.

[فاصل إعلاني]

جيزال خوري: نعود إلى برنامج بالعربي وحديثنا هو مع الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق، سماحة الشيخ ما بتعتقد أن وقت ما بتشاركوا بكثافة في الانتخابات تخرجون نوعاً ما من العملية السياسية وتخرجون من الحكم في العراق؟

الشيخ حارث الضاري: أختي الكريمة أولاً الهيئة مؤسسة دينية عدد أعضائها بالعشرات وهؤلاء يبقون كمراقبين على ما يجري في البلد كأمناء ومسؤولين شرعياً ومسؤولين تاريخياً ومسؤولين وطنياً، فهم من الناحية العملية لا يدخلون الانتخابات، أما غيرهم من أبناء الشعب فهذا خيارهم، من يدخل يدخل ومن لا يدخل لا يدخل، نحن لا نفرض على أحد أن يدخل ولا نفرض على أحد ألا يدخل، وبالتالي إذا تقولين أنه إذا لم تشاركوا ستخرجون من العملية السياسية نحن لم نحرص على العملية السياسية ولم نحرص يوماً أن نكون جزءاً من تركيبة سياسية لا في ظل الاحتلال وحتى بعد الاحتلال تفهمي هذا لأننا مرجعية دينية وشرعية لا تحرص على المساهمة في العمليات السياسية التي تعني المناصب بالذات.
جيزال خوري: بس أنتم ليش تتدخلوا بالسياسة إذا كنتو بس علماء دين؟ يعني ليش عندكن مواقف سياسية إذا كنتو بس تتعاطون شؤون الناس والدين؟

الشيخ حارث الضاري: سؤال جيد جداً، أولاً: نحن من الناس نحن جزء من الشعب العراقي إذا حُسب المثقفون فنحن منهم، وإذا حُسب العلماء فنحن منهم، وإذا قيل أبناء الشعب فنحن منهم، نحن أبناء القبيلة وأبناء المدينة وأبناء البلد، البلد بلد الجميع، بلد العلماء وبلد غير العلماء، بلد السياسيين وبلد غير السياسيين، والبلد حينما يُغزى وتُنتهك حرماته وحينما يُنهب ليس له إلا رجاله وعلماء الدين دائماً هم قادة الأمة هم الذين يتحملون مثل هذه الأمور، انظري إلى التاريخ كله تجدين أن العلماء دائماً هم الذين يعيدون النصاب إذا انفلت، ويعيدون الأمة إلى طريقها المستقيم إذا هي زالت، ويعيدون بناءها إذا هُدم من قبل الأعداء، هذا واجبنا الديني وهذا واجبنا الوطني وحينما يعود بلدنا إلى أبنائه ويخرج أعداؤه فسنسلّمه إلى من نأتمنه عليه وسنعود إلى مهمتنا الأساسية التي هي الدعوة إلى الله بعون الله تعالى.
الضاري: لسنا مشاركين في الكعكة وإنما مشاركين في الهمّ العراقي فقط
جيزال خوري: سماحة الشيخ هي هيئة العلماء المسلمين شُكّلت بعد انهيار نظام صدام حسين.
الشيخ حارث الضاري: بالتأكيد.

جيزال خوري: يعني حتى تأخذوا دور بعض الزعماء السياسيين مع أنه في عهد صدام حسين كان فيه زعيم واحد، ولكن لنقول أنكم تأخذون دور فئة معينة من المجتمع العراقي، هل هذا صحيح؟
الشيخ حارث الضاري: بارك الله فيك..
جيزال خوري: طيب شو تمثلوا..
الشيخ حارث الضاري: إذا أنت حسبت الآن في عهد صدام رجل واحد كما قلت، لكن الآن احسبي الآن كم رجل إلى جانب زلماي خليل زاد، وإلى جانب كايسي قائد قوات الاحتلال، وإلى جانب السفير البريطاني احسبي من العراقيين كم زعيم، وكل واحد يقول: أنا أحكم، رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الخارجية، وزير.. وزير كلٌ يقول: الحكم عندي وأنا أمثل العراق، ولذلك إذا دعوا أو حصل شيء في خارج العراق كل ركب طائرته وذهب يمثل العراق، فهل تحسديننا على أن نكون مشاركين، ولكن لسنا مشاركين في الكعكة كما يقال وإنما مشاركين في الهمّ فقط.
جيزال خوري: يعني إذا أدخلوكم إلى هذه الكعكة تدخلوا ولاّ لأ؟ هل هن اللي أخرجوكن أم أنتو اللي ما بدكن؟

الشيخ حارث الضاري: لأ إحنا ما بدنا، إحنا نعتبرها ليست كعكة وإنما نعتبرها سماً زعافاً أو جيفاً من جيف الاحتلال، لا نقبلها حتى لو قُطعنا إرباً.
جيزال خوري: سماحة الشيخ عم تقول بهالحالة أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء في العراق هم عملاء للأجانب، هيك عم تقول.

الشيخ حارث الضاري: لا.. لا أبداً لم أقل عملاء، وإنما قلت كل واحد منهم يمثل زعيم للعراق ويتكلم باسم العراق، فهل تحسديننا نحن إذا تكلمنا باسم العراق؟ ولكن باسم شكوى العراق، وليس باسم أخذ وأكل ومناصب ورواتب من مال العراق ويتكلمون باسم العراق، نحن نتكلم باسم العراق بمظلومية العراق فقط، لا نريد أن نشارك في المزايا وفي الكعكة كما تقولين ولا في غير ذلك.
جيزال خوري: كما قلت أنت سماحة الشيخ، أنا ما قلت أبداً عن الكعكة، أنا استعملت التعبير اللي أنت حكيت عنه، أنا بدي أعرف منك شو بتمثلوا..
الشيخ حارث الضاري: يا أختي كوني دقيقة واعرفي من أمامك، أمامك حارث واعي ويعني لا يجامل في الحق.. نعم..
جيزال خوري: سماحة الشيخ معلش خليني أسألك أنت بنسبة مئوية ماذا تمثل في العراق؟ شو بتمثلوا؟ كنسبة مئوية من الشعب العراقي.

الشيخ حارث الضاري: الهيئة؟
جيزال خوري: نعم هيئة العلماء.
الشيخ حارث الضاري: الهيئة تمثل كل أحرار العراق الرافضين للاحتلال والمقاومين له، وافهميها جيداً.
جيزال خوري: هيدا شو يعني؟ أنكم أنتو يعني قريبين وأصدقاء للمجموعات المسلحة الموجودة في العراق؟ المقاومين؟
الشيخ حارث الضاري: هم أولادنا، وهم أقاربنا، وهم من بني دمنا ولحمنا، هم أبناؤنا، نعم نحن قريبون منهم روحاً، نحن قريبون منهم هدفاً، أما إذا تريدين غير ذلك فلا، نحن لسنا قادة لهم ولا موجهين علماً أنني دخلت العراق بعد قيام المقاومة العراقية التي قاومت الاحتلال، نحن نؤيدهم قلباً وقالباً، نحن نشترك معهم في الهدف ألا وهو تحرير العراق وقولي ما شئت.

سلسبيل
12-15-2005, 07:30 AM
جيزال خوري: لأ أنا ما بدي قول، بدي اسمعك سماحة الشيخ إذا بتسمح..
الشيخ حارث الضاري: اسمعي.
جيزال خوري: يعني أنت عم تقول إنك تدعم على الأقل معنوياً هالمجموعات المسلحة، هل أنت مع أعمال هالمجموعات في العراق؟ يعني وين أنت مع العمليات؟ ووين أنت ضد العمليات اللي عم تصير داخل العراق؟
الشيخ حارث الضاري: هناك العمليات نوعان: عمليات تستهدف الاحتلال هذه نعتبرها مقاومة ونؤيدها، وعمليات تستهدف الأبرياء من المواطنين العراقيين هذه نستنكرها ونشجبها، وقد استنكرناها وتكلمنا عليها وأصدرنا بيانات كثيرة إلا أن العربية للأسف الشديد في غالب الأحيان لم تعرض لها كغيرها من الفضائيات الأخرى.

جيزال خوري: يعني نحن عم نقدم لك منبر في برنامج طويل سماحة الشيخ فما بفتكر أن العربية هي تحذف البيانات اللي تعتبرها يعني خبر، أنا بس بدي اسألك بعد سؤال قبل الإعلان..
الشيخ حارث الضاري: أنا لا أقول تحذف وإنما لا تذكرها.

جيزال خوري: سماحة الشيخ قبل ما أعطي كمان الكلمة مرة ثانية للإعلان إذا بتسمح حكيت عن العمليات التي هي ضد الاحتلال والعمليات التي هي ضد الشعب العراقي، العمليات التي هي ضد الشرطة والجيش العراقي اللي عم يبنوه شو تصنفها؟

الشيخ حارث الضاري: نحن كنا أول من استنكر هذه العمليات ولنا حوالي أربعين بياناً في هذا ومنذ سنة ونصف تقريباً ولذلك لو كنت تعرفين بها لما سألت عنها.
جيزال خوري: أنا عم بسألك هلأ بدي أعرف هلأ فيه مشكلة بين الشرطة العراقية وبعض الناس؟
الشيخ حارث الضاري: نحن نقول نحن ضد كل من يستهدف الأبرياء من مدنيين وعسكريين ومن أي جهة كانت، ومن يستهدف الأبرياء فهو مجرم وهو ظالم وهو لا يخدم القضية العراقية بل هو مسيء إليها هو مخرّب هو عابث هو لا يريد مصلحة هذا البلد ولا مصلحة أهله.
جيزال خوري: إذا بتسمح كمان نتوقف لحظات ونعود إلى حديثنا.

[فاصل إعلاني]
جيزال خوري: سماحة الشيخ إذا بتسمح رح ارجع شوي للانتخابات، هل تتوقع كثافة اقتراع في العراق؟
الشيخ حارث الضاري: والله لا.. يعني عندي صورة واضحة، لكن بكل تأكيد ستكون هذه الانتخابات أوسع من الانتخابات الماضية لأن هناك يبدو رغبة من كل الأطراف من خلال التنافس الشديد للإعلانات وللدعاية وما إلى ذلك، فيبدو أن هناك تنافساً وهذا التنافس ينبئ عن أن هناك رغبة كبيرة في الاشتراك في هذه الانتخابات، ولكن هل تتوفر لهذه الانتخابات الظروف الجيدة الظروف المناسبة لكي تكون نزيهة ولو يعني في غالب أحوالها؟

جيزال خوري: صحيح سماحة الشيخ أن المرشح عبد المطلك هو الأقرب إليكم كهيئة علماء مسلمين؟
الشيخ حارث الضاري: نحن كما قلنا في بياننا نحن لا نؤيد أي قائمة من القوائم، ولذلك ليست قائمة عبد المطلك ولا غيرها من القوائم مدعومة من قبلنا، وما يشاع هناك في بغداد فأعتقد هو مبني على الظنون أو على استغلال غيابنا ربما، لذلك نعلن من هنا أننا لا نقف إلى جانب أي قائمة ضد قائمة أخرى.
جيزال خوري: تعرف سماحة الشيخ هو الخوف أن منطقة الرمادي هي المنطقة اللي ما رح يكون فيها يمكن كثافة اقتراع أكثر من غيرها خوفاً من بعض المسلحين، أنت ماذا تتوقع؟ هل ستنتخب الرمادي؟
الشيخ حارث الضاري: أنا لا أعتقد تكون انتخابات كاملة لا في الرمادي ولا في الموصل ولا في صلاح الدين ولا حتى في ديالا ولا حتى في بغداد أيضاً ولا كركوك، هذه المحافظات الست أعتقد أن الانتخابات فيها لم تكن انتخابات كاملة لأن الأمن فيها كما تعلمين ويعلم الجميع أن الأمن فيها غير مستتب.
جيزال خوري: سماحة الشيخ فيه مظاهرات طلعت في الرمادي، المتظاهرون كانوا عم يقولوا أنهم من القاعدة، ماذا يعني هذا؟

الشيخ حارث الضاري: والله لم أسمع بهذا، ولا أعتقد هذا صحيح لأن القاعدة ليست لها شعبية بين الناس وإنما شعبيتها في أفرادها هم، وأفرادها طبعاً موزعون في المناطق لأن محاربون ومرصودون لا أعتقد أنهم يتجمعون ويتظاهرون، فأعتقد أن مثل هذا الخبر ربما لم يكن دقيقاً.
جيزال خوري: إشاعة، ولكن اعتُقلت شخصية مهمة في الرمادي قريبة من الزرقاوي، هل تعتقد أن العد العكسي بدأ برأيك؟

الشيخ حارث الضاري: يعني كيف؟ صحفية قريبة؟
جيزال خوري: لأ لأ، يعني إرهابي من جماعة الزرقاوي قد اعتقل منذ فترة في منطقة الرمادي، شو تعليقك على الموضوع؟
الشيخ حارث الضاري: والله سمعت في الإعلام ولا أدري هل الخبر صحيح؟ الخبر مفبرك، لا أدري وطبعاً قوات الاحتلال دائماً تعلن أنها قبضت على واحد واثنين وعشرة و15 من القاعدة ومن المقرّبين للزرقاوي فالخبر ليس غريباً يعني.

جيزال خوري: سماحة الشيخ أنت بتعرف الزرقاوي؟ يعني فيه اتصال معه مثلاً؟
الشيخ حارث الضاري: أنا أسمع مثلما تسمعون، أما اتصال به أو رؤية له لم يكن بيننا ذلك ولو كان بيني وبينه لقاء لقلت لك وبصراحة لأنني حتى إذا التقيت به سأكون ناصحاً له وأنا لا أحذر من أن ألتقي بكل إنسان هو يعني لاعب في الساحة العراقية، إن كان محسناً أقول له: أحسنت وإن كانت مسيئاً أقول له: أسأت، أنا لست من الذين يخشون في الحق وفي خدمة وطني لومة لائم مهما كان هذا الإنسان.
جيزال خوري: إذا هلأ الزرقاوي أمامك ماذا تقول له؟

الشيخ حارث الضاري: أقول له إذا كنت قد جئت إلى العراق لنصرة إخوانك فاسلك الطريق الصحيح مع إخوانك وتتضامن معهم واسمع مشورتهم ولا تخرج على إجماع العراقيين، وهدف العراقيين هو تحرير بلدهم ليس إلا فإن كنت جئت لهذا فأهلاً وسهلاً بك، وإن كنت لغير هذا فمع ألف سلامة، نحن كعراقيين نكفي أن ندافع عن بلدنا ونعرف كيف ندافع عن بلدنا ونعرف ما هي مصلحة بلدنا.


ساعدنا بإطلاق سراح المخطوفين

جيزال خوري: سماحة الشيخ أنت قمت بدور الوسيط أكثر من مرة مع الجماعات المسلحة التي قامت بخطف بعض الأجانب، يعني كيف يتم هذا النوع من الاتصالات؟
الشيخ حارث الضاري: أختي الكريمة للأسف أنتم صحفيون والصحفيون أصحاب خبرة ولكم سنتان ونصف في الموضوع العراقي، ينبغي أن تكونوا أعرف بالأمر من غيركم، أنا لم أتوسط ولا الهيئة توسطت إلى اليوم في موضوع إطلاق سراح أي مختطف نعم نحن ناشدنا، كنا أول من ناشد في أول عملية اختطاف جرت بعد عملية الفلوجة الأولى والاختطاف لم ينشأ إلا بعد عملية الفلوجة الأولى بعد الهجوم الأول على الفلوجة فناشدنا وأطلق سراح من أطلق وكانوا سبعة سواق شاحنات منهم باكستانيون ومنهم أتراك ومنهم سوريون، واستجاب من ناشدناهم ثم بدأت سلسلة الاختطافات، وبدأ الناس يأتوننا من هيئات دبلوماسية وغيرها كلما اختُطف مختطف جاؤونا إلى الهيئة يتراكضون أنقذونا ناشدوا فنناشد، الأطراف الأخرى المعادية للهيئة المعادية للقوى الرافضة للاحتلال هذه كبّرت المصيبة واعتبرتنا وسطاء وسمّت هيئتنا هيئة المختطفين وهيئة المجرمين وهيئة الدولارات وما إلى ذلك فعملنا حقيقة عمل إنساني وهو مكشوف وهو واضح وقد خدمنا الناس في فترة لم تستطع قوات الاحتلال أن تخدمهم فيها ولا الحكومات المتتالية أن تخدمهم فيها ولا الأحزاب ولا ميلشياتها الأخرى أن تقوم بهذه المهمة، قمنا بها لوجه الله ولا زلنا نقوم بها لوجه الله، وليفهم من يفهم ومن لا يفهم ستفهمه الأيام ما نحن عليه.
جيزال خوري: إذا بتسمح كما رح نتوقف لنرجع نحكي عن حوار القاهرة والدستور في العراق.

[فاصل إعلاني]


أحبطنا بتصرفات الأطراف الأخرى التي شاركت في المؤتمر


جيزال خوري: سماحة الشيخ حارث الضاري رحب البيان الختامي لمؤتمر مكة بالمبادرة العربية الوفاق الوطني العراقي وكنت حضرتك أحد أطرافها الرئيسية، ولكن اليوم عم تهددوا بالانسحاب، فلماذا دخلتم يعني هذه المصالحة واليوم تنسحبون؟
الشيخ حارث الضاري: نحن هددنا بالانسحاب وليس ذلك بالضرورة أن ننسحب ما دمنا نأمل في أن يؤدي هذا البيان شيئاً من أغراضه، ولكن للأسف نحن أُحبطنا بتصرفات الأطراف الأخرى التي شاركت في هذا المؤتمر ووقّعت على هذا البيان إذ بدأت تتنصل منه جهة بعد جهة، هذا البيان عملياً تنصلوا منه بشنّ الحرب الطاحنة على المنطقة الوسطى الحكومة متضامنة مع قوات الاحتلال والبيان ينص فيما ينص على إيقاف المداهمات، إطلاق سراح الأسرى، إيقاف التعذيب في السجون، إيقاف الاغتيالات، ونرى أن هذه المعدلات في كل الاتجاهات قد زادت بعد هذا البيان ولا زالت هي مستمرة للأسف الشديد، هذا في المجال العملي، أما في المواقف فنرى الكثير منهم يتنصل من الاعتراف بالمقاومة والكثير منهم يتنصل أيضاً بالمطالبة بجدولة الاحتلال ومنهم من يسمي قوات الاحتلال قوات صديقة وقوات متعددة الجنسيات وهي جاءت لمناصرة العراقيين ولن تخرج إلا بعد أن يُبنى العراق وأن يستتب الأمن فيه وما إلى ذلك، فالآخرون هم تنصلوا منه عملياً، لذلك نحن نذكّرهم به بين آونة وأخرى، وبالتالي إذا لم نرَ منهم إصراراً أو التزاماً بهذا البيان فبالتأكيد البيان سينتهي هو عملياً، وبالتالي نكون غير ملزمين به أيضاً.

جيزال خوري: يعني فينا نقول أن اللقاء الذي صار مع رئيس الحكومة دكتور جعفري اليوم فيه شوية خلل فيه رغم أنه كان فيه كثير لطف وود في لقائكم والذي توسط طبعاً لهذا اللقاء أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى؟

الشيخ حارث الضاري: حقيقة لم يكن له فيه لا لطف ولا ود وإنما كان فيه شيء من بيان الحقائق المزعلة، أنا بيّنت بعض الحقائق وقلت هناك ظلم في أهلكم، هناك اغتيالات، هناك اعتقالات فالسيد رئيس الوزراء انفعل ونفى أن يكون شيء من هذا، ولذلك انتهى اللقاء بعدم اتفاق على شيء، فبالتالي لم يكن لقاء ود كما كنا نتمنى لأن السيد رئيس الوزراء انزعج من قول أن هناك في سجونكم معتقلين وفي سجونكم من يعذبون وفي سجونكم من قُتل وفي وفي، وطبعاً هذا ينبغي أن يكون إذا كان هناك نية حقيقية للمصالحة للوئام للوفاق لأن الصراحة هي ضرورة للمصالحة يعني، فلم أجد لدى السيد رئيس الوزراء قبولاً في هذه الناحية، بل امتعض وبدأ ينفي، ولذلك أنا انسحبت من الحوار بيني وبينه.

جيزال خوري: رغم أنه في صحيفة الشرق الأوسط قالوا أنه قال لك أننا سنرى ماذا نفعل أنا يعني فاعل، على كل حال سماحة الشيخ أنت عم تطلب أنهم يطلقوا سراح الأسرى، عم تطلب أن يوقفوا المداهمات وألا يشنوا حرباً على المنطقة الوسطى وإيقاف الاعتقالات، ألا تعتقد أننا عم ندور بدائرة مفرغة؟ بالنهاية هناك عمليات أنت حضرتك يعني فرّقت بين العمليات اللي عم تضرب الشعب العراقي وبين العمليات التي هي ضد جنود الاحتلال، في هالقد عمليات ضد المدنيين العراقيين إذا كان الشرطة العراقية بمساندة الجيش الأميركي أو جيش التحالف ما بدها تقوم بهذه العملية من المداهمات ومن أسر الناس اللي ممكن أنهم يقوموا بهالعمليات، كيف بدو يصير فيه أمن بالعراق؟

الشيخ حارث الضاري: أختي الكريمة 90% ممن يُقبض عليهم هم أبرياء في بيوتهم، لم يزاولوا العمل العسكري أو العمل المسلح أو العمل الجهادي أو العمل الإرهابي كما يصفونه، هذا واحد، اثنين: إلى متى تبقى هذه المداهمات؟ لأن هذه المداهمات نرى أنها أسهمت في زيادة التوتر وفي زيادة العمليات الإرهابية والمضادة وما إلى ذلك، وهذا العمل سيطيل أمد هذا ما يسمونه هم الإرهاب وما نسميه نحن اختلال الأمن أو فقد الأمن أو ما إلى ذلك، نقول الحل العسكري ليس هو الحل الصحيح، هناك حلول أخرى الحلول التفاوضية الحلول الحوارية والحلول التفاوضية والحوارية تكون مع المقابل مع العدو، هذا العدو إما أن تعتبره شيئاً فتحاوره أو لا تعتبره شيئاً فطبعاً تستمر على قتاله وهو يستمر على مقابلتك ويستمر الفعل ورد الفعل إلى ما لا نهاية ونبقى في هذه الدوامة إلى أجل غير منظور، نحن نقول: القوة لا تكفي، القوة لا تحل الإشكال، وقد قالها أكثر من شخص من العسكريين الأميركان أنفسهم، قالوا: العمليات العسكرية لا تحل الإشكال.

جيزال خوري: والعمليات الانتحارية كمان لا تحل الإشكال، يعني بالنهاية هناك نوع من..
الشيخ حارث الضاري: طبعاً هي.. أختي الكريمة العمليات الانتحارية وغيرها بصرف النظر عن أننا مؤيدون لها أو غير مؤيدين، العمليات الانتحارية هي مرهونة بالعمليات العسكرية، جدوا حلاً لهذا وذاك، الحل معروف يا أختي..

جيزال خوري: كيف بيصير الحوار؟
الشيخ حارث الضاري: والحل يعرفه الكل، لكن لا توجد شجاعة، لا توجد شجاعة لدى الأطراف المهيمنة على البلد في أن تقول الحق وأن تشخص الداء وأن تبحث له عن الدواء الناجع.
جيزال خوري: نعم إذا شكلوا لجنة للحوار في العراق يتمثلوا فيها السنة والشيعة والسنة العرب والأكراد وإلى آخره، كل الإثنيات والطوائف في العراق، هل تشارك في هذه اللجنة؟

الشيخ حارث الضاري: شاركنا إحنا في مؤتمر القاهرة وكانت فيه هذه الأطياف وما هي النتيجة؟ الأمر ليس لهم، جلسنا معهم ثلاثة أيام، نحن بجانب وهم كلهم بقضهم وقضيضهم الدولة وأحزابها ورموزها كلهم يتكلمون بكلام واحد، وأعتقد أن كلامهم موقوف على كلام السيد الحاكم في العراق، فلذلك..
جيزال خوري: شو بدو السيد الحاكم، يعني هو يوافقه أن يكون فيه أمن في العراق بالنهاية إذا كان..
الشيخ حارث الضاري: نعم؟

جيزال خوري: يعني عم نحكي عن الأميركيين هل لا يوافق الأميركيون أن يكون هناك أمن في العراق؟
الشيخ حارث الضاري: يريدون أمن على ذوقهم هم، تنتهي العمليات العسكرية ينتهي المقاومون ويستقر الأمن وتعطي أميركا الحكم لمن يدفع أكثر لها أو يخضع لخدمتها أكثر ثم تبدأ بتنفيذ خططها في العراق..
جيزال خوري: سماحة الشيخ بعد في بس دقيقة وحدة في شغلة بحب يعني اسألك ياها، كيف عم تشوف محاكمة صدام؟ وفي حال حكم بالإعدام شو بيكون موقفكم؟

الشيخ حارث الضاري: أختي الكريمة ينبغي أن تعلمي ويعلم الجميع أن صدام قد انتهى دوره واحد، اثنين: صدام اليوم بيد أعدائه وليس بيد غيرهم، أعداؤه الحقيقيين هو بيد الأميركان، ثلاثة: ينبغي ألا نزايد على هذه القضية وعلينا أن نبحث عما ينفعنا في بلدنا، صدام انتهى والكلام فيه يُعتبر من قبيل له أو من قبيل التسلية ليس إلا.

جيزال خوري: سماحة الشيخ حارث الضاري أنا تشكرك لوجودك معنا الليلة عبر الأقمار الصناعية من دمشق، شكراً للمشاهدين لوفائهم وإلى اللقاء الأسبوع المقبل.