سياسى
12-15-2005, 12:41 AM
بيروت: «المجلة»
07/12/2005
الحرب امتداد للسياسة بوسائط أخرى
* منذ زمن طويل وحزب الله يمثل وجهين لعملة واحدة الاول المقاومة لمشروع التوسع الاسرائيلي في لبنان والتي تجللت مهمته بطردها من الجنوب بعد ان قررت اسرائيل التراجع عن احتلالها للجنوب اللبناني، عندها حسبت تلك النقطة لصالح حزب الله اللبناني وزاد الطين بلة عندما حاول الحزب ان يكون طريقا للعبور الاعلامي والثقافي الشيعي الى المنطقة العربية وان كان عبورا متوازنا بعض الشيء حاول فيه الحزب الفصل النظري بينه وبين الاجندة الايرانية في المنطقة.اضافة الى قبوله عمليات التفاوض مع الجانب الاسرائيلي عبر الوساطة الالمانية لاطلاق سراح العسكريين الاسرائيليين الذين تم اعتقالهم واختطافهم مقابل اعضاء الحزب الذين جرى اختطافهم من قبل اسرائيل مؤخراً في إطار صفقة شاملة.
دعم لوجستي خارجي
هذا الجانب والذي شد انتباه العديد من الشباب العرب باعتباره الحزب او المنظمة الحقيقية في التعامل مع اسرائيل ندا لند حتى تفوق على التنظيمات الفلسطينية التي تقاتلت فيما بينها في لبنان على خلفيات ومصالح مختلفة، الا ان ما حصل عليه حزب الله من نتائج لم تكن لولا وجود الدعم اللوجستي العسكري والسياسي والامني والمالي الايراني السوري، حيث عد حزب الله الورقة الايرانية والسورية الرابحة لتحريك المنطقة واشعال فتيل الازمات لإطفاء ازمات أخرى.ما حدث من قصف متبادل على الحدود اللبنانية مع اسرائيل وتحديدا حول مزارع شبعا لا يخرج عن هذا النطاق فحزب الله ما زال يعتقد بان وجودة السياسي في لبنان مرتبط اساسا في وجود الازمة والصراع مع اسرائيل والدفاع عن الاراضي اللبنانية والمطالبة باستعادة اراضي شبعا المتنازع عليها في الوقت الذي يطالب فيه لبنان ترسيم حدوده مع سوريا، فيما تطالب اسرائيل بترسيم حدودها مع سوريا ولبنان عندها يفقد الحزب مبرراته لاستعادة الاراضي اللبنانية عندما يقرر الترسيم الدولي ان شبعا ارضا سورية محتلة وليست لبنانية، في الوقت الذي تتبدل فيه معالم المعادلة السياسية الداخلية في لبنان على نحو سريع وعاجل ودراماتيكي عقب خروج الجيش السوري وانقباض ومراقبة الدعم الايراني وعودة التيار المسيحي اللبناني الحاصل على الدعم الفرنسي والاميركي بقوة الى الساحة اللبنانية.
الملاحظ ان حزب الله الوكيل الشرعي للسياسة الايرانية والسورية في لبنان ازاء ما يتعلق بالشأن الاسرائيلي واحيانا في الترتيبات السياسية الداخلية على الرغم من الاختلافات الظاهرية بات يتراجع وينحسر وان خطب نصر الله ولقاءاته الفضائية باتت لا تهم اللبنانيين ولا تلقى قبولا لدى الشارع العربي على اهميتها في فترة ماضية، فالصخب السياسي والايديولوجي لم يعد رائجا في الفترة الحالية التي اختلت فيها المعايير والاوزان والظروف، فموقف حزب الله مما يجري بين بيروت ودمشق يبدو مختلفا ولربما يكاد يكون الاقرب الى دمشق وان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طار الى طهران مستنجدا بها لتطويق الازمة مع سوريا وهو يعلم ان خطوط طهران دمشق حزب الله سالكة وقوية للغاية وان الجميع يتحرك في دائرة سياسية واحدة.القصف المتبادل بين اسرائيل والمقاومة الاسلامية لحزب الله جاء الاخر تعبيرا حقيقيا عما تمر به المنطقة من ازمات وانفجارات داخلية فقد اكدت تقارير اسرائيلية ان حزب الله خطط لتنفيذ عمليات نوعية ضد اهداف اسرائيلية شمال اسرائيل، واشعال الجبهة الشمالية من منطلقات مختلفة اوضحت بانها انعكاس لما يجري من متغيرات في الساحة اللبنانية بات حزب الله فيها يفقد وزنه وثقله السياسي اضافة الى انها تعبير عن الازمات الايرانية والسورية من جانب اخر.
إشعال الجبهة اللبنانية
هذه التقارير قالت ان اسرائيل حصلت قبل فترة على معلومات استخبارية، تفيد بان الحزب اعد خطة لاشعال الجبهة الشمالية بصورة مفاجئة بالاتفاق مع سوريا وايران، وان خطورة المعلومات وسريتها فرضت على تل ابيب تسريب تلك الانباء الى وسائل الاعلام التي دعتها لتتحدث عن ضرورة اتخاذ الاحتياطات الامنية اللازمة، على طول الحدود وفي المستوطنات، ولوحظ وجود حديث في الاوساط العسكرية عن احتمالية اشتعال قريب للجبهة الشمالية وتسريب اخبار عن ان اسرائيل توجهت بصورة مباشرة عبر قنوات خاصة بانها لن تلتزم ضبط النفس في حال تحققت التحذيرات التي تلقتها اجهزتها الاستخبارية وتحدثت عن ان حزب الله يستعد لتوجيه ضربات عبر الجبهة الشمالية.
وحسب المصادر الاسرائيلية فان حزب الله خطط لعملية صعبة على طول الجبهة الشمالية تهز المنطقة بالكامل، وبعض هذه التقارير تتحدث عن ان حزب الله خطط للسيطرة على احد المواقع العسكرية الاسرائيلية القريبة من الحدود والقيام بخطف عسكريين ومن ثم الانسحاب الى داخل الاراضي اللبنانية.قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية وحسب ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية المقربة من الاستخبارات وبخاصة موقع دبكا الاخباري كانوا راغبين فور وصول المعلومات الاستخبارية في القيام بعملية عسكرية استباقية صعبة ومؤلمة ضد حزب الله قد تشمل عمليات إنزال وقصف مواقع داخل بيروت، وقصف قوات واماكن يتردد عليها قادة حزب الله، لكن، اوامر التنفيذ واصدار التعليمات لم تتخذ من جانب المستوى السياسي، بعدما رفض شارون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق، في الوقت الذي اعدت فيه الاجهزة الامنية خطة للرد على حزب الله تجعله يفكر طويلا قبل القيام بـأي عملية عسكرية ضد اسرائيل. مصادر فلسطينية أكدت ان اسرائيل دفعت قبل اسبوعين بعشرات الوحدات القتالية الخاصة الى الجبهة الشمالية وكثفت حشوداتها العسكرية في تلك الجبهة، واستمرت هذه الحشودات حتى اواسط الاسبوع الماضي، واعلنت حالة الاستنفار بشكل سري وعلى مدار الساعة.تفيد المصادر الاسرائيلية بان حزب الله، تبين لديه بان اسرائيل ربما حصلت على معلومات استخبارية عن خطته لاشعال الجبهة الشمالية والقيام بعمليات نوعية صعبة ضد اهداف اسرائيلية، خاصة وان شعبة الاستطلاع في الاستخبارات الاسرائيلية في تقرير لها اوضحت ان الحزب ارسل خلية عسكرية له لتنفيذ عملية عسكرية وجرت الاشتباكات، ووصلت حد الملاحقة الساخنة من جانب القوات الاسرائيلية لهذه الخلية داخل الاراضي اللبنانية ووقع قتلى وجرحى من الجانبين.
اختراق معلوماتي اسرائيلي
ثمة ما يشير الى ان اسرائيل استطاعت الحصول على المعلومات من داخل اوساط مقربة لحزب الله مستغلة بذلك الظروف التي يمر بها لبنان من تجاذبات مختلفة واختراقات متعددة سمحت لعناصر من الموساد الاسرائيلي الحصول على معلومات دقيقة عن اجتماع استخباراتي تم بين مبعوث لحسن نصر الله ومبعوث عن الاستخبارات السورية وشخص مكلف من الحرس الثوري الايراني له ارتباط وعلاقة بالرئيس الايراني احمدي نجاد شخصيا والمعلومات التي تم تداولها ناقشت امكانية جر اسرائيل الى مغامرة عسكرية في لبنان تمنح حزب الله الرخصة بالاشتباك العسكري الميداني فيما تقوم سوريا وايران بتقديم الدعم اللوجستي وتم البحث عن امكانية القيام بعمليات عسكرية وتفجيرات على غرار ما تقوم به القاعدة في مناطق مهمة لتفجير الوضع الامني وفرض معادلة امنية وسياسية جديدة بالمنطقة.
في السياق نفسه هناك اتصالات تقوم بها جهات اقليمية لمنع احتمالية انجراف المنطقة الى مغامرة عسكرية مما فرض على شارون شيئا من الحكمة عندما رفض مطالب جهات امنية اسرائيلية بتوجيه ضربة قوية الى لبنان غير ان شارون والذي يجيد اللعب على التناقضات اراد ان يعمل على تسخين الامور وفرض معادلته على الواقع السياسي الاسرائيلي عندما هدد بقصف بيروت وبعث برسائل الى دمشق وطهران وحزب الله مفادها انه لن يترك لهم حرية التصرف في التأثير على امن اسرائيل القومي كما انه لن يمنح الاطراف الثلاثة الفرصة لحل ازماتهم وتداعياتهم الداخلية على حساب امن اسرائيل.
فبالرغم من أن الحكومة الاسرائيلية تمر في ظروف حرجة وانهيارات لعقد الليكود لدرجة تشبيهه من قبل محللين اسرائيليين بانه توسنامي اسرائيلي يعصف بالحكومة الاسرائيلية ويطيح لأول مرة بحزب الليكود بعدما اعلن شارون استقالته من الحزب وتأسيسه لحزب المسؤولية القومية وضمه لعناصر كبيرة من اعضاء الحزب فارضا معادلة جديدة قد تمنح شارون وضعا جديدا في الانتخابات المقبلة والتي من المتوقع المسارعة في تقديمها لتتم في 28 مارس اذار القادم بدلا من 7 نوفمبر تشرين الثاني من العام القادم 2006.انسحاب شارون من حزب الليكود وتأسيسه حزبا وسطيا يقبل بالسلام كان ملفتا للانتباه مما يؤكد ان شارون كان على قناعة تامة بان حزب الليكود اليميني فقد مكانته ودوره وان ليس بمقدوره معاكسة التيار لذلك قرر فعلا ان القفز من مركبة محطمة الى مركبة أخرى تمنحه شرعية وقوة جديدة تكون اكثر حيوية وفاعلية من الممكن ان تكسبه فرصة اخرى لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة وعلى الرغم من ان هذه الخطوة تشكل مغامرة حادة الا ان شارون يملك القدرة على التعامل مع المتغيرات والمغامرات المحسوبة غير ان هذا لا ينفي بان المجتمع الاسرائيلي وحسب الاستطلاعات الداخلية مازال اكثر تطرفا ويمينية من السابق وان هذا سيعزز فرص شارون الذي قد يجد في التحريك على الحدود اللبنانية الاسرائيلية فرصة مناسبة لترتيب الاوراق الداخلية والخارجية ايضا.
حرب وتحريك بالوكالة
ما يجري على الحدود اللبنانية الاسرائيلية ليس بعيدا عما تمر به سوريا من ضغوط دولية تجعلها بحاجة ماسة لأثارة التوترات الاقليمية الخارجية مما يخفف من درجة الضغط عليها وبما يوصل رسالة لأسرائيل ان بامكان دمشق في ظل الحصار الاميركي والدولي القدرة على اعادة رسم المعادلة الاقليمية على منحنى جديد، كما ان طهران ترى بانها ايضا حاضرة وفاعلة في الشرق الاوسط وانها ليست مغيبة عما يجري في لبنان وما يجري من ضغوط على دمشق، وان طهران على علم اكيد بما تحيكه الدوائر الاسرائيلية من محاولات جادة لنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي، غير انهما لا يدركان ان ما كان ممكنا في فترات سابقة يبدو غير ممكن هذه المرة واذا كان بمقدور حزب الله ان يكون ورقة طهران ودمشق الرابحة فلربما اصبح الوضع مختلفا بحيث تتبرءا هذه الدول من التنظيمات التي من المتوقع ادراج اسمائها تحت قائمة الارهاب بعدما اصبحت واشنطن من يقرر ذلك علنا.شبعا لم تعد ارضا محتلة بل اصبحت مشجبا تعلق عليه قوى لبنانية واقليمية عديدة ازماتها ومشكلاتها الداخلية، ولهذا يتوقع ان تستمر المناوشات على الحدود الاسرائيلية اللبنانية وان تزداد عنفا كلما ازدادت الضغوطات الاميركية على سوريا وكلما شعر شارون بانه بحاجة ماسة لدعم ومؤازرة الشارع الاسرائيلي.لربما هذه المرة يجتمع الثلاثي في سلة واحدة مشتركة من الظروف والازمات الداخلية والخارجية قد تؤدي الى انهيار أحدهم او اعادة تأهيله من جديد ولكن السؤال اياهم يكون الاول لتنطلق عجلة الترويض، خاصة بعد ان كشف النقاب عن اتصالات ولقاءات سرية سورية اميركية وايرانية اميركية وكذلك المانية مع حزب الله فهل تشهد المنطقة ازمة جديدة يتم منها اجتراح الحلول كما هي النظرية الاميركية .
07/12/2005
الحرب امتداد للسياسة بوسائط أخرى
* منذ زمن طويل وحزب الله يمثل وجهين لعملة واحدة الاول المقاومة لمشروع التوسع الاسرائيلي في لبنان والتي تجللت مهمته بطردها من الجنوب بعد ان قررت اسرائيل التراجع عن احتلالها للجنوب اللبناني، عندها حسبت تلك النقطة لصالح حزب الله اللبناني وزاد الطين بلة عندما حاول الحزب ان يكون طريقا للعبور الاعلامي والثقافي الشيعي الى المنطقة العربية وان كان عبورا متوازنا بعض الشيء حاول فيه الحزب الفصل النظري بينه وبين الاجندة الايرانية في المنطقة.اضافة الى قبوله عمليات التفاوض مع الجانب الاسرائيلي عبر الوساطة الالمانية لاطلاق سراح العسكريين الاسرائيليين الذين تم اعتقالهم واختطافهم مقابل اعضاء الحزب الذين جرى اختطافهم من قبل اسرائيل مؤخراً في إطار صفقة شاملة.
دعم لوجستي خارجي
هذا الجانب والذي شد انتباه العديد من الشباب العرب باعتباره الحزب او المنظمة الحقيقية في التعامل مع اسرائيل ندا لند حتى تفوق على التنظيمات الفلسطينية التي تقاتلت فيما بينها في لبنان على خلفيات ومصالح مختلفة، الا ان ما حصل عليه حزب الله من نتائج لم تكن لولا وجود الدعم اللوجستي العسكري والسياسي والامني والمالي الايراني السوري، حيث عد حزب الله الورقة الايرانية والسورية الرابحة لتحريك المنطقة واشعال فتيل الازمات لإطفاء ازمات أخرى.ما حدث من قصف متبادل على الحدود اللبنانية مع اسرائيل وتحديدا حول مزارع شبعا لا يخرج عن هذا النطاق فحزب الله ما زال يعتقد بان وجودة السياسي في لبنان مرتبط اساسا في وجود الازمة والصراع مع اسرائيل والدفاع عن الاراضي اللبنانية والمطالبة باستعادة اراضي شبعا المتنازع عليها في الوقت الذي يطالب فيه لبنان ترسيم حدوده مع سوريا، فيما تطالب اسرائيل بترسيم حدودها مع سوريا ولبنان عندها يفقد الحزب مبرراته لاستعادة الاراضي اللبنانية عندما يقرر الترسيم الدولي ان شبعا ارضا سورية محتلة وليست لبنانية، في الوقت الذي تتبدل فيه معالم المعادلة السياسية الداخلية في لبنان على نحو سريع وعاجل ودراماتيكي عقب خروج الجيش السوري وانقباض ومراقبة الدعم الايراني وعودة التيار المسيحي اللبناني الحاصل على الدعم الفرنسي والاميركي بقوة الى الساحة اللبنانية.
الملاحظ ان حزب الله الوكيل الشرعي للسياسة الايرانية والسورية في لبنان ازاء ما يتعلق بالشأن الاسرائيلي واحيانا في الترتيبات السياسية الداخلية على الرغم من الاختلافات الظاهرية بات يتراجع وينحسر وان خطب نصر الله ولقاءاته الفضائية باتت لا تهم اللبنانيين ولا تلقى قبولا لدى الشارع العربي على اهميتها في فترة ماضية، فالصخب السياسي والايديولوجي لم يعد رائجا في الفترة الحالية التي اختلت فيها المعايير والاوزان والظروف، فموقف حزب الله مما يجري بين بيروت ودمشق يبدو مختلفا ولربما يكاد يكون الاقرب الى دمشق وان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طار الى طهران مستنجدا بها لتطويق الازمة مع سوريا وهو يعلم ان خطوط طهران دمشق حزب الله سالكة وقوية للغاية وان الجميع يتحرك في دائرة سياسية واحدة.القصف المتبادل بين اسرائيل والمقاومة الاسلامية لحزب الله جاء الاخر تعبيرا حقيقيا عما تمر به المنطقة من ازمات وانفجارات داخلية فقد اكدت تقارير اسرائيلية ان حزب الله خطط لتنفيذ عمليات نوعية ضد اهداف اسرائيلية شمال اسرائيل، واشعال الجبهة الشمالية من منطلقات مختلفة اوضحت بانها انعكاس لما يجري من متغيرات في الساحة اللبنانية بات حزب الله فيها يفقد وزنه وثقله السياسي اضافة الى انها تعبير عن الازمات الايرانية والسورية من جانب اخر.
إشعال الجبهة اللبنانية
هذه التقارير قالت ان اسرائيل حصلت قبل فترة على معلومات استخبارية، تفيد بان الحزب اعد خطة لاشعال الجبهة الشمالية بصورة مفاجئة بالاتفاق مع سوريا وايران، وان خطورة المعلومات وسريتها فرضت على تل ابيب تسريب تلك الانباء الى وسائل الاعلام التي دعتها لتتحدث عن ضرورة اتخاذ الاحتياطات الامنية اللازمة، على طول الحدود وفي المستوطنات، ولوحظ وجود حديث في الاوساط العسكرية عن احتمالية اشتعال قريب للجبهة الشمالية وتسريب اخبار عن ان اسرائيل توجهت بصورة مباشرة عبر قنوات خاصة بانها لن تلتزم ضبط النفس في حال تحققت التحذيرات التي تلقتها اجهزتها الاستخبارية وتحدثت عن ان حزب الله يستعد لتوجيه ضربات عبر الجبهة الشمالية.
وحسب المصادر الاسرائيلية فان حزب الله خطط لعملية صعبة على طول الجبهة الشمالية تهز المنطقة بالكامل، وبعض هذه التقارير تتحدث عن ان حزب الله خطط للسيطرة على احد المواقع العسكرية الاسرائيلية القريبة من الحدود والقيام بخطف عسكريين ومن ثم الانسحاب الى داخل الاراضي اللبنانية.قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية وحسب ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية المقربة من الاستخبارات وبخاصة موقع دبكا الاخباري كانوا راغبين فور وصول المعلومات الاستخبارية في القيام بعملية عسكرية استباقية صعبة ومؤلمة ضد حزب الله قد تشمل عمليات إنزال وقصف مواقع داخل بيروت، وقصف قوات واماكن يتردد عليها قادة حزب الله، لكن، اوامر التنفيذ واصدار التعليمات لم تتخذ من جانب المستوى السياسي، بعدما رفض شارون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق، في الوقت الذي اعدت فيه الاجهزة الامنية خطة للرد على حزب الله تجعله يفكر طويلا قبل القيام بـأي عملية عسكرية ضد اسرائيل. مصادر فلسطينية أكدت ان اسرائيل دفعت قبل اسبوعين بعشرات الوحدات القتالية الخاصة الى الجبهة الشمالية وكثفت حشوداتها العسكرية في تلك الجبهة، واستمرت هذه الحشودات حتى اواسط الاسبوع الماضي، واعلنت حالة الاستنفار بشكل سري وعلى مدار الساعة.تفيد المصادر الاسرائيلية بان حزب الله، تبين لديه بان اسرائيل ربما حصلت على معلومات استخبارية عن خطته لاشعال الجبهة الشمالية والقيام بعمليات نوعية صعبة ضد اهداف اسرائيلية، خاصة وان شعبة الاستطلاع في الاستخبارات الاسرائيلية في تقرير لها اوضحت ان الحزب ارسل خلية عسكرية له لتنفيذ عملية عسكرية وجرت الاشتباكات، ووصلت حد الملاحقة الساخنة من جانب القوات الاسرائيلية لهذه الخلية داخل الاراضي اللبنانية ووقع قتلى وجرحى من الجانبين.
اختراق معلوماتي اسرائيلي
ثمة ما يشير الى ان اسرائيل استطاعت الحصول على المعلومات من داخل اوساط مقربة لحزب الله مستغلة بذلك الظروف التي يمر بها لبنان من تجاذبات مختلفة واختراقات متعددة سمحت لعناصر من الموساد الاسرائيلي الحصول على معلومات دقيقة عن اجتماع استخباراتي تم بين مبعوث لحسن نصر الله ومبعوث عن الاستخبارات السورية وشخص مكلف من الحرس الثوري الايراني له ارتباط وعلاقة بالرئيس الايراني احمدي نجاد شخصيا والمعلومات التي تم تداولها ناقشت امكانية جر اسرائيل الى مغامرة عسكرية في لبنان تمنح حزب الله الرخصة بالاشتباك العسكري الميداني فيما تقوم سوريا وايران بتقديم الدعم اللوجستي وتم البحث عن امكانية القيام بعمليات عسكرية وتفجيرات على غرار ما تقوم به القاعدة في مناطق مهمة لتفجير الوضع الامني وفرض معادلة امنية وسياسية جديدة بالمنطقة.
في السياق نفسه هناك اتصالات تقوم بها جهات اقليمية لمنع احتمالية انجراف المنطقة الى مغامرة عسكرية مما فرض على شارون شيئا من الحكمة عندما رفض مطالب جهات امنية اسرائيلية بتوجيه ضربة قوية الى لبنان غير ان شارون والذي يجيد اللعب على التناقضات اراد ان يعمل على تسخين الامور وفرض معادلته على الواقع السياسي الاسرائيلي عندما هدد بقصف بيروت وبعث برسائل الى دمشق وطهران وحزب الله مفادها انه لن يترك لهم حرية التصرف في التأثير على امن اسرائيل القومي كما انه لن يمنح الاطراف الثلاثة الفرصة لحل ازماتهم وتداعياتهم الداخلية على حساب امن اسرائيل.
فبالرغم من أن الحكومة الاسرائيلية تمر في ظروف حرجة وانهيارات لعقد الليكود لدرجة تشبيهه من قبل محللين اسرائيليين بانه توسنامي اسرائيلي يعصف بالحكومة الاسرائيلية ويطيح لأول مرة بحزب الليكود بعدما اعلن شارون استقالته من الحزب وتأسيسه لحزب المسؤولية القومية وضمه لعناصر كبيرة من اعضاء الحزب فارضا معادلة جديدة قد تمنح شارون وضعا جديدا في الانتخابات المقبلة والتي من المتوقع المسارعة في تقديمها لتتم في 28 مارس اذار القادم بدلا من 7 نوفمبر تشرين الثاني من العام القادم 2006.انسحاب شارون من حزب الليكود وتأسيسه حزبا وسطيا يقبل بالسلام كان ملفتا للانتباه مما يؤكد ان شارون كان على قناعة تامة بان حزب الليكود اليميني فقد مكانته ودوره وان ليس بمقدوره معاكسة التيار لذلك قرر فعلا ان القفز من مركبة محطمة الى مركبة أخرى تمنحه شرعية وقوة جديدة تكون اكثر حيوية وفاعلية من الممكن ان تكسبه فرصة اخرى لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة وعلى الرغم من ان هذه الخطوة تشكل مغامرة حادة الا ان شارون يملك القدرة على التعامل مع المتغيرات والمغامرات المحسوبة غير ان هذا لا ينفي بان المجتمع الاسرائيلي وحسب الاستطلاعات الداخلية مازال اكثر تطرفا ويمينية من السابق وان هذا سيعزز فرص شارون الذي قد يجد في التحريك على الحدود اللبنانية الاسرائيلية فرصة مناسبة لترتيب الاوراق الداخلية والخارجية ايضا.
حرب وتحريك بالوكالة
ما يجري على الحدود اللبنانية الاسرائيلية ليس بعيدا عما تمر به سوريا من ضغوط دولية تجعلها بحاجة ماسة لأثارة التوترات الاقليمية الخارجية مما يخفف من درجة الضغط عليها وبما يوصل رسالة لأسرائيل ان بامكان دمشق في ظل الحصار الاميركي والدولي القدرة على اعادة رسم المعادلة الاقليمية على منحنى جديد، كما ان طهران ترى بانها ايضا حاضرة وفاعلة في الشرق الاوسط وانها ليست مغيبة عما يجري في لبنان وما يجري من ضغوط على دمشق، وان طهران على علم اكيد بما تحيكه الدوائر الاسرائيلية من محاولات جادة لنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي، غير انهما لا يدركان ان ما كان ممكنا في فترات سابقة يبدو غير ممكن هذه المرة واذا كان بمقدور حزب الله ان يكون ورقة طهران ودمشق الرابحة فلربما اصبح الوضع مختلفا بحيث تتبرءا هذه الدول من التنظيمات التي من المتوقع ادراج اسمائها تحت قائمة الارهاب بعدما اصبحت واشنطن من يقرر ذلك علنا.شبعا لم تعد ارضا محتلة بل اصبحت مشجبا تعلق عليه قوى لبنانية واقليمية عديدة ازماتها ومشكلاتها الداخلية، ولهذا يتوقع ان تستمر المناوشات على الحدود الاسرائيلية اللبنانية وان تزداد عنفا كلما ازدادت الضغوطات الاميركية على سوريا وكلما شعر شارون بانه بحاجة ماسة لدعم ومؤازرة الشارع الاسرائيلي.لربما هذه المرة يجتمع الثلاثي في سلة واحدة مشتركة من الظروف والازمات الداخلية والخارجية قد تؤدي الى انهيار أحدهم او اعادة تأهيله من جديد ولكن السؤال اياهم يكون الاول لتنطلق عجلة الترويض، خاصة بعد ان كشف النقاب عن اتصالات ولقاءات سرية سورية اميركية وايرانية اميركية وكذلك المانية مع حزب الله فهل تشهد المنطقة ازمة جديدة يتم منها اجتراح الحلول كما هي النظرية الاميركية .