زهير
12-13-2005, 05:14 PM
توفر الوقت وتدفع المتسوق للشراء أكثر.. وتعمل على الفلسفة المعاكسة لبطاقات الائتمان
http://www.asharqalawsat.com/2005/12/13/images/news.338107.jpg
طوكيو: انتوني فايولا *
توجه تورو ناشيموتو، 36 عاما، الذي لم يكن يحمل أية قطعة نقدية في جيبه، بثقة الى صاحبة الصندوق في مطعم للسوشي من أجل دفع ثمن غدائه البالغ 45 دولارا. أخرج بسرعة بطاقة الكترونية نحيفة ووضعها على جهاز سكانر أعطى وميضاً أزرق قبل ان يطلق صوت «كا ـ تشينغ» بالكومبيوتر.
كان ذلك صوت النقود الالكترونية الجديدة في اليابان. وخلال ثوان دفع ناشيموتو ثمن وجبته من الأغذية البحرية وعاد مسرعا الى عمله. بهذه الطريقة لن تتلقى اية نقود تعاد اليك ولن تكون بحاجة الى انتظار للتأكد من بطاقة الائتمان ولا أي رقم خاص تدخله في الجهاز. وقال مدير تجاري في مجال العقارات «من الذي يحتاج حمل نقود حقيقية؟ غالبا لا أحمل حتى محفظة جيب معي».
وما قام به ناشيموتو يعد آخر صيحة في اليابان، حيث يعيد المجتمع التفكير في التجارة عبر التخلص من مفهوم النقد المبهم على نحو متزايد. ويقول محللو التكنولوجيا ان استخدام النقود الالكترونية يزدهر في عالم التجارة والتسوق. فاستخدام الهواتف الجوالة التي تنقل اشارات الأشعة تحت الحمراء، تشبه حالة البطاقة الذكية التي استخدمها ناشيموتو، حيث توفر البطاقة لصاحبها الحصول على أميال من السفر في كل مرة يستخدمها فيها، حيث يتابع اليابانيون الخطوط ويشترون كل شيء من السوشي الى الأثاث بدون ان يخرجوا محافظ جيوبهم.
ويمكن أن يضيف المستخدمون قيمة لبطاقاتهم او هواتفهم الجوالة في آلاف المحطات والمراكز في مختلف انحاء البلاد، حيث يدخلون اوراقا نقدية ويحصلون على اعتماد للنقد الالكتروني، وبوسعهم ايضا استخدام بطاقات الائتمان للحصول على نقد الكتروني على الانترنت.
وظهرت النقود الالكترونية قبل اربع سنوات وسيلةً مناسبةً للمسافرين على القطارات السريعة. ويقدر معهد الأبحاث في اليابان ان 15 مليون شخص على الأقل في اليابان يستخدمون النقود الالكترونية، وهو رقم مرشح للوصول الى 40 مليونا، أي ما يعادل واحدا من كل ثلاثة يابانيين، بحلول عام 2008. ووصلت التعاملات بالنقد الإلكتروني الى 15.8 مليون شهريا خلال العام الحالي، وهو ما يزيد على الضعف مقارنة مع العام الماضي.
وتقبل النقود الالكترونية في المتاجر الكبرى والمقاهي والمطاعم وأكشاك بيع الصحف ومحلات بيع الأجهزة الالكترونية، مما يمكن المستخدمين من التوجه الى التسوق من دون أن يحملوا شيئا سوى هواتفهم الجوالة. وفي بعض المتاجر، تصل نسبة المبيعات بالنقود الالكترونية الى 40 في المائة. وتوجد الماكينات العاملة بالنقود لتزود الناس بالصودا والوجبات الخفيفة بإشعاع من الهاتف الجوال في زوايا الشوارع او داخل بنايات المكاتب في مختلف أنحاء اليابان. وسيبدأ نظام قطارات الأنفاق في طوكيو، وهو الثاني في العالم بعد نظام موسكو، بقبول النقود الالكترونية العام المقبل. ويستشهد الخبراء بانتشار النقد الالكتروني كسبب في هبوط تداول النقود بالين في يوليو (تموز) الماضي باعتباره اول هبوط منذ عام 1971.
وقال ماكوتو يامادا، المدير التنفيذي في شركة بيتواليت، التي تشغل اكبر خدمة مالية افتراضية في اليابان، والتي تملكها بصورة مشتركة كل من مجموعتي سوني وتويوتا وشركة أول نيبون للطيران، وبنكين كبيرين ومؤسسة «إن تي تي» دوكومو، أكبر مشغل للهواتف الجوالة في اليابان، ان «اليابان تتجه نحو المجتمع الذي تختفي فيه النقود، فالأموال النقدية تسود هناك».
وتتضمن البطاقات الذكية والهواتف المستخدمة، هوائيات استشعار وأقراصا صغيرة ذات دوائر متكاملة تتبع الأدوات المعدة لتلقي الإشارات الالكترونية ونقلها. وعندما توضع الأدوات قرب جهاز سكانر في نقطة تدقيق على سبيل المثال، فإن الاشارة تنقل ويجري استقطاع النقود الكترونيا. وتجري محاولة تجريب مبدأ النقود الاكترونية في اميركا الشمالية وأوروبا، لكن محللين يقولون ان النموذج الياباني يتطلب نوعا من التعديل قبل ان يجري تصديره.
ويرى كثيرون ان الفكرة تعمل بصورة جيدة في اليابان، ويعود أحد أسباب ذلك الى ان القلق بشأن الأمن والسلامة ليس كبيرا في اليابان حيث غالبا ما تعاد حتى المحافظ المسروقة الى اصحابها دون المساس بها. ولذا، فان فقدان بطاقة او هاتف جوال به مئات الدولارات من النقد الالكتروني يمثل مخاطرة صغيرة نسبيا.
وتعتمد النقود الالكترونية على الزبائن الذين يرغبون في دفع مشترياتهم مسبقا، وهي الفلسفة المعاكسة لبطاقة الائتمان. ويطبق هذا في اليابان حيث ينفر السكان من الديون، اذ ان تسعة في المائة فقط من تعاملات المستهلكين تجري بواسطة بطاقة الائتمان. لكن هل سيعمل ذلك في بلد مثل الولايات المتحدة حيث 24 في المائة من التعاملات تجري بواسطة بطاقة التأمين؟
ويشير محللون الى ان بعض الاميركيين يستخدمون في الوقت الحالي نموذجا من النقد الالكتروني لدفع ضريبة استخدام الطرق السريعة. وقال شيغيرو تاكامورا، كبير المستشارين في معهد الأبحاث في اليابان: «في الولايات المتحدة يعتبر استخدام بطاقات الائتمان متطورا في الوقت الحالي، ولذا فان من غير الواضح كيف يمكن ان تدخل النقود الالكترونية على نطاق واسع هناك. يمكن البحث عنها في اماكن حيث يهمنا كسب الوقت مثل اماكن وقف السيارات ومحلات البقالة».
وفي اليابان، تتجه النقود الالكترونية لأن تكون جزءا من نسيج الحياة اليومية، خصوصا بالنسبة للموظفين الشباب. وأحد التفسيرات ان استخدام النقود في اليابان يمكن أن يكون متعبا. فالفئة الادنى من العملة هي ورقة الألف ين، والتي تساوي قيمتها حوالي 8.30 دولار، وذلك يعني أن الناس يسحبون ستة أقيام مختلفة من عملات الين النقدية للقيام بشراء حاجات بسيطة.
وانتشرت خدمة النقود الالكترونية بعد أن اضافت مؤسسة دوكومو محولات نقود الكترونية الى آخر نموذج من هواتفها الجوالة العام الماضي، مقدمة ما يسمى محفظة الهاتف الجوال.
وقال ميهوكو ايغوتشي، 43 عاما، وهو صاحب محل للملابس يستخدم الهاتف الجوال من طراز «أورانج» ليشتري مجلة ازياء: «اذا احتجت شراء شيء بسرعة أخرج هاتفي الجوال وأتوجه الى ما اريد. لا حاجة لي للبحث عن العملات النقدية. إنني استطيع أن اشتري كل ما احتاجه».
وتقول احصاءات ان معظم المشتريات بالنقود الالكترونية تقل عن 10 دولارات. ومن المتوقع ان يزيد ذلك المبلغ خصوصا بعد أن تبدأ دوكومو توسيع إعطاء الاعتمادات على الهواتف والبطاقات الذكية، الشهر المقبل، متخلصة من الحاجة الى سحب المال نقدا.
وتساعد النقود الالكترونية سكان المدن على الاستفادة من كسب شيء آخر، هو الوقت. فقد اشارت دراسة اجراها متجر «إي إم ـ بي إم» الى أن المتسوقين المستخدمين النقود الالكترونية يكملون مشترياتهم في وقت اسرع بنسبة 10 في المائة مقارنة بمستخدمي النقود الحقيقية. ويعتبر كسب الوقت اهم عندما يشتري المستهلكون اكثر من سلعة واحدة، وهو أهم حتى بالمقارنة مع من يستخدمون بطاقة الائتمان.
وقال يوشيهسيا أوكوما، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في متجر «إي إم ـ بي إم»: «خلال وقت الغداء المزدحم، غالبا ما تكون لدينا طوابير من 10 اشخاص أو اكثر، لكننا استطعنا تقليص أوقات الانتظار الى حد كبير باستخدام النقود الالكترونية».
وبعد نحو عشر سنوات من تقليص تداول النقد في ثاني اكبر اقتصاد في العالم، فان النقود الالكترونية تؤدي دورا في الانتعاش الاقتصادي باليابان. فالآلاف من المشاريع تشتري الأجهزة الجديدة الضرورية لقبول النقود الالكترونية، والأكثر اهمية ان النظام معد ليشجع المستهلكين اليابانيين على المزيد من الشراء.
فالمتسوقون المستخدمون النقود الالكترونية في متجر «إي إم ـ بي إم»، مثلاُ، يقومون بما يزيد بنسبة 15 في المائة من التعاملات مقارنة بمن يستخدمون النقود الحقيقية. كما أن المشاريع التجارية توفر حوافز على إنفاق النقود الالكترونية بما في ذلك نشر برامج تقدم تخفيضات أو نقاط مكافأة في مجال بطاقات السفر الجوي أو تأجير الأشرطة السمعية أو مشتريات اخرى.
ويحصل ناشيموتو، مثلا، على ميل في شركة أول نيبون للطيران على كل 1.66 دولار ينفقها كنقود الكترونية. كما أنه يتسلم نقاطا مضاعفة عندما يستخدم بطاقته الائتمانية، لزيادة بطاقته الخاصة بالنقد الالكتروني على الإنترنت. وقال ناشيموتو: «ربما أنفق ما هو أكثر قليلا باستخدام النقود الالكترونية». ولكن منذ أن بدأ استخدام هذه الخدمة قبل ثلاث سنوات حصل على نحو 10 آلاف ميل من الرحلات الجوية باستخدام هذا النظام. وأضاف ناشيموتو: «أن الأمر محفز وجذاب بالنسبة لي».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»
http://www.asharqalawsat.com/2005/12/13/images/news.338107.jpg
طوكيو: انتوني فايولا *
توجه تورو ناشيموتو، 36 عاما، الذي لم يكن يحمل أية قطعة نقدية في جيبه، بثقة الى صاحبة الصندوق في مطعم للسوشي من أجل دفع ثمن غدائه البالغ 45 دولارا. أخرج بسرعة بطاقة الكترونية نحيفة ووضعها على جهاز سكانر أعطى وميضاً أزرق قبل ان يطلق صوت «كا ـ تشينغ» بالكومبيوتر.
كان ذلك صوت النقود الالكترونية الجديدة في اليابان. وخلال ثوان دفع ناشيموتو ثمن وجبته من الأغذية البحرية وعاد مسرعا الى عمله. بهذه الطريقة لن تتلقى اية نقود تعاد اليك ولن تكون بحاجة الى انتظار للتأكد من بطاقة الائتمان ولا أي رقم خاص تدخله في الجهاز. وقال مدير تجاري في مجال العقارات «من الذي يحتاج حمل نقود حقيقية؟ غالبا لا أحمل حتى محفظة جيب معي».
وما قام به ناشيموتو يعد آخر صيحة في اليابان، حيث يعيد المجتمع التفكير في التجارة عبر التخلص من مفهوم النقد المبهم على نحو متزايد. ويقول محللو التكنولوجيا ان استخدام النقود الالكترونية يزدهر في عالم التجارة والتسوق. فاستخدام الهواتف الجوالة التي تنقل اشارات الأشعة تحت الحمراء، تشبه حالة البطاقة الذكية التي استخدمها ناشيموتو، حيث توفر البطاقة لصاحبها الحصول على أميال من السفر في كل مرة يستخدمها فيها، حيث يتابع اليابانيون الخطوط ويشترون كل شيء من السوشي الى الأثاث بدون ان يخرجوا محافظ جيوبهم.
ويمكن أن يضيف المستخدمون قيمة لبطاقاتهم او هواتفهم الجوالة في آلاف المحطات والمراكز في مختلف انحاء البلاد، حيث يدخلون اوراقا نقدية ويحصلون على اعتماد للنقد الالكتروني، وبوسعهم ايضا استخدام بطاقات الائتمان للحصول على نقد الكتروني على الانترنت.
وظهرت النقود الالكترونية قبل اربع سنوات وسيلةً مناسبةً للمسافرين على القطارات السريعة. ويقدر معهد الأبحاث في اليابان ان 15 مليون شخص على الأقل في اليابان يستخدمون النقود الالكترونية، وهو رقم مرشح للوصول الى 40 مليونا، أي ما يعادل واحدا من كل ثلاثة يابانيين، بحلول عام 2008. ووصلت التعاملات بالنقد الإلكتروني الى 15.8 مليون شهريا خلال العام الحالي، وهو ما يزيد على الضعف مقارنة مع العام الماضي.
وتقبل النقود الالكترونية في المتاجر الكبرى والمقاهي والمطاعم وأكشاك بيع الصحف ومحلات بيع الأجهزة الالكترونية، مما يمكن المستخدمين من التوجه الى التسوق من دون أن يحملوا شيئا سوى هواتفهم الجوالة. وفي بعض المتاجر، تصل نسبة المبيعات بالنقود الالكترونية الى 40 في المائة. وتوجد الماكينات العاملة بالنقود لتزود الناس بالصودا والوجبات الخفيفة بإشعاع من الهاتف الجوال في زوايا الشوارع او داخل بنايات المكاتب في مختلف أنحاء اليابان. وسيبدأ نظام قطارات الأنفاق في طوكيو، وهو الثاني في العالم بعد نظام موسكو، بقبول النقود الالكترونية العام المقبل. ويستشهد الخبراء بانتشار النقد الالكتروني كسبب في هبوط تداول النقود بالين في يوليو (تموز) الماضي باعتباره اول هبوط منذ عام 1971.
وقال ماكوتو يامادا، المدير التنفيذي في شركة بيتواليت، التي تشغل اكبر خدمة مالية افتراضية في اليابان، والتي تملكها بصورة مشتركة كل من مجموعتي سوني وتويوتا وشركة أول نيبون للطيران، وبنكين كبيرين ومؤسسة «إن تي تي» دوكومو، أكبر مشغل للهواتف الجوالة في اليابان، ان «اليابان تتجه نحو المجتمع الذي تختفي فيه النقود، فالأموال النقدية تسود هناك».
وتتضمن البطاقات الذكية والهواتف المستخدمة، هوائيات استشعار وأقراصا صغيرة ذات دوائر متكاملة تتبع الأدوات المعدة لتلقي الإشارات الالكترونية ونقلها. وعندما توضع الأدوات قرب جهاز سكانر في نقطة تدقيق على سبيل المثال، فإن الاشارة تنقل ويجري استقطاع النقود الكترونيا. وتجري محاولة تجريب مبدأ النقود الاكترونية في اميركا الشمالية وأوروبا، لكن محللين يقولون ان النموذج الياباني يتطلب نوعا من التعديل قبل ان يجري تصديره.
ويرى كثيرون ان الفكرة تعمل بصورة جيدة في اليابان، ويعود أحد أسباب ذلك الى ان القلق بشأن الأمن والسلامة ليس كبيرا في اليابان حيث غالبا ما تعاد حتى المحافظ المسروقة الى اصحابها دون المساس بها. ولذا، فان فقدان بطاقة او هاتف جوال به مئات الدولارات من النقد الالكتروني يمثل مخاطرة صغيرة نسبيا.
وتعتمد النقود الالكترونية على الزبائن الذين يرغبون في دفع مشترياتهم مسبقا، وهي الفلسفة المعاكسة لبطاقة الائتمان. ويطبق هذا في اليابان حيث ينفر السكان من الديون، اذ ان تسعة في المائة فقط من تعاملات المستهلكين تجري بواسطة بطاقة الائتمان. لكن هل سيعمل ذلك في بلد مثل الولايات المتحدة حيث 24 في المائة من التعاملات تجري بواسطة بطاقة التأمين؟
ويشير محللون الى ان بعض الاميركيين يستخدمون في الوقت الحالي نموذجا من النقد الالكتروني لدفع ضريبة استخدام الطرق السريعة. وقال شيغيرو تاكامورا، كبير المستشارين في معهد الأبحاث في اليابان: «في الولايات المتحدة يعتبر استخدام بطاقات الائتمان متطورا في الوقت الحالي، ولذا فان من غير الواضح كيف يمكن ان تدخل النقود الالكترونية على نطاق واسع هناك. يمكن البحث عنها في اماكن حيث يهمنا كسب الوقت مثل اماكن وقف السيارات ومحلات البقالة».
وفي اليابان، تتجه النقود الالكترونية لأن تكون جزءا من نسيج الحياة اليومية، خصوصا بالنسبة للموظفين الشباب. وأحد التفسيرات ان استخدام النقود في اليابان يمكن أن يكون متعبا. فالفئة الادنى من العملة هي ورقة الألف ين، والتي تساوي قيمتها حوالي 8.30 دولار، وذلك يعني أن الناس يسحبون ستة أقيام مختلفة من عملات الين النقدية للقيام بشراء حاجات بسيطة.
وانتشرت خدمة النقود الالكترونية بعد أن اضافت مؤسسة دوكومو محولات نقود الكترونية الى آخر نموذج من هواتفها الجوالة العام الماضي، مقدمة ما يسمى محفظة الهاتف الجوال.
وقال ميهوكو ايغوتشي، 43 عاما، وهو صاحب محل للملابس يستخدم الهاتف الجوال من طراز «أورانج» ليشتري مجلة ازياء: «اذا احتجت شراء شيء بسرعة أخرج هاتفي الجوال وأتوجه الى ما اريد. لا حاجة لي للبحث عن العملات النقدية. إنني استطيع أن اشتري كل ما احتاجه».
وتقول احصاءات ان معظم المشتريات بالنقود الالكترونية تقل عن 10 دولارات. ومن المتوقع ان يزيد ذلك المبلغ خصوصا بعد أن تبدأ دوكومو توسيع إعطاء الاعتمادات على الهواتف والبطاقات الذكية، الشهر المقبل، متخلصة من الحاجة الى سحب المال نقدا.
وتساعد النقود الالكترونية سكان المدن على الاستفادة من كسب شيء آخر، هو الوقت. فقد اشارت دراسة اجراها متجر «إي إم ـ بي إم» الى أن المتسوقين المستخدمين النقود الالكترونية يكملون مشترياتهم في وقت اسرع بنسبة 10 في المائة مقارنة بمستخدمي النقود الحقيقية. ويعتبر كسب الوقت اهم عندما يشتري المستهلكون اكثر من سلعة واحدة، وهو أهم حتى بالمقارنة مع من يستخدمون بطاقة الائتمان.
وقال يوشيهسيا أوكوما، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في متجر «إي إم ـ بي إم»: «خلال وقت الغداء المزدحم، غالبا ما تكون لدينا طوابير من 10 اشخاص أو اكثر، لكننا استطعنا تقليص أوقات الانتظار الى حد كبير باستخدام النقود الالكترونية».
وبعد نحو عشر سنوات من تقليص تداول النقد في ثاني اكبر اقتصاد في العالم، فان النقود الالكترونية تؤدي دورا في الانتعاش الاقتصادي باليابان. فالآلاف من المشاريع تشتري الأجهزة الجديدة الضرورية لقبول النقود الالكترونية، والأكثر اهمية ان النظام معد ليشجع المستهلكين اليابانيين على المزيد من الشراء.
فالمتسوقون المستخدمون النقود الالكترونية في متجر «إي إم ـ بي إم»، مثلاُ، يقومون بما يزيد بنسبة 15 في المائة من التعاملات مقارنة بمن يستخدمون النقود الحقيقية. كما أن المشاريع التجارية توفر حوافز على إنفاق النقود الالكترونية بما في ذلك نشر برامج تقدم تخفيضات أو نقاط مكافأة في مجال بطاقات السفر الجوي أو تأجير الأشرطة السمعية أو مشتريات اخرى.
ويحصل ناشيموتو، مثلا، على ميل في شركة أول نيبون للطيران على كل 1.66 دولار ينفقها كنقود الكترونية. كما أنه يتسلم نقاطا مضاعفة عندما يستخدم بطاقته الائتمانية، لزيادة بطاقته الخاصة بالنقد الالكتروني على الإنترنت. وقال ناشيموتو: «ربما أنفق ما هو أكثر قليلا باستخدام النقود الالكترونية». ولكن منذ أن بدأ استخدام هذه الخدمة قبل ثلاث سنوات حصل على نحو 10 آلاف ميل من الرحلات الجوية باستخدام هذا النظام. وأضاف ناشيموتو: «أن الأمر محفز وجذاب بالنسبة لي».
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»