زهير
12-13-2005, 03:07 PM
علي عشماوى
لقد صدقت الرؤيا حين قلنا أن حجم الإخوان فى المجتمع المصرى لا يزيد على 15 إلى 20 %، وكان تقديرنا سليما، وقد كان الكثيرون يظنون أنهم أكثر من ذلك وكانوا يتمنون ألا يزيد رصيدهم عن هذا الحد، وحين باتت النتيجة شبه مؤكدة حدث ارتباك فى الشارع السياسى فقد قلق من قلق واهتز من اهتز وتصارع الجميع لتحليل الأمر واستشراف المستقبل.. وفى هذه النقطة بالذات سوف نحتاج إلى أحاديث أخرى.
لكن التحليل المبدئى من وجهة نظرى أن الإخوان لا يعرفون كيف يختلفون، وهذا أحد المفاتيح المهمة التى ينبغى أن نحذر منها فتاريخ اختلافهم مع بعض زملائهم فى الجماعة حينما اختلفوا معهم أنهم ضربوهم ضربا مبرحا وعزلوهم عنهم وقاطعوهم ومنعوا إيصال أى خدمة لهم حتى وصل الأمر بأحد الإخوان سنة 58أن ذهب إلى مأمور السجن يطلب الخروج من دين الإسلام واعتناق المسيحية واضطر مأمور السجن إلى إحضار أحد القساوسة للجلوس معه ومحاولة تغيير رأيه وهذه الواقعة مثبوتة فى سجلات السجون فى سنة 58.
هذا هو سلوكهم مع من اختلف معهم من جماعتهم فما بالك كيف يكون سلوكهم مع من يختلف معهم من باقى القوى حتى إن هادنوا لفترة فسيكون لكسب الوقت وحين يتفاوضون مع أى من الجهات فإنهم يعملون على أن يأخذ الطرف الآخر برأيهم فى النهاية. نحن مقبلون على مشاكل كثيرة ونوع جديد من الصراع لابد أن يرتفع الجميع إلى مستواه وأن يعملوا على تحجيم السلبيات منه وقد بدأت المشاكل مبكرة حيث سمعنا صوت الأقباط وهو يدوى مستنكرا متخوفا من نجاح الإخوان وقد أصدر المرشد العام بيانا يناشد فيه قادة المسيحيين أن يجلسوا للتفاوض مع الجماعة حتى يطمئنوا على أنفسهم وأموالهم ودور العبادة والمعاملة الندية وقد صدرت تعليمات المرشد إلى جميع القيادات على جميع مستويات مصر بمحاولة الاتصال بالإخوة الأقباط ومحاولة بث الطمأنينة فى نفوسهم وهى حملة شاملة. وأحسب أن سلوك الإخوان فى تلك المفاوضات كأسلوبهم الدائم فى محاولة إقناع الطرف الآخر برأيهم أو كسب الوقت ما استطاعوا وليس أمامنا إلا انتظار النتائج ولكن كما قلت بذهن مفتوح وحذر دائم لأن ما حدث من اشتباكات فى الأسكندرية وبورسعيد وطنطا وبعض المدن الأخرى واللجوء إلى العنف الذى حدث هو استعمال السلاح الأبيض والخروج إلى الشوارع مسلحين بالسيوف والسنج والخناجر لأن هذا هو الأسلوب الذى يستعمل الآن فى موجات الإرهاب الدولية والتى وصم المسلمون بها من الجزائر وصولا إلى العراق حيث إن السلاح الذى استخدم فى كثير من الحالات، ضد مسلمين عزل ليس لهم ذنب إلا وجودهم فى المكان الخاطئ فى الوقت الخاطئ وهذا يوصلنا إلى نتيجة أن الإخوان مصممون على فرض رؤيتهم على الجميع حتى لو اضطروا إلى ذبح المعارضين على طريقة الزرقاوى فى العراق.
الغريب أن القوى الموصلة للأمريكان كانت تضغط لتأييد الإخوان فى الانتخابات والحرص على أن يأخذوا فرصتهم الكاملة والنزيهة حتى يصلوا إلى مجلس الشعب وهذه القوى نفسها التى تنادى بحماية الأقباط والأقليات الأخرى إما أنهم وقعوا فى ورطة كبيرة حيث يناصرون الاضطهاد أو أنهم يلعبون لعبة خبيثة لإذكاء نار الفتنة حيث لا يستطيع أن يطفئها أحد وقد حذرت من ذلك فى المقال السابق. إن مجلس الشعب سيكون فرصة للجماعة أن تكسب أراضى جديدة وأن تكسب قوى جديدة وأن تحيد أطراف أخرى وأن تحاصر الأعداء وإذا استمر الحال على ذلك لمدة طويلة فسوف تكون النتائج فى غاية البشاعة.
إن كثيرا من القوى وخاصة مؤسسة الأزهر وعلى رأسها الشيخ «سيد طنطاوى» أن تحمل على عاتقها حماية هذا الدين بكل فروعه من الانحراف نحو التطرف باسم الدين وأن يقف لهم وقفة صريحة صلبة تعلمهم أن الدين ليس فى أيديهم فقط ولكن الدين لكل الناس البسطاء منهم والعلماء وأن مصير عقيدة البسطاء فى رقبة العلماء.. لهذا قلت إن الصراع سيكون شاقا ومريرا لكنه يستحق العناء وعلى جميع القوى التى تعرف حقيقتهم أن تقف وقفة صلبة دون وهن أو تردد أو ارتعاش فالأمر جد. وعلى الإخوان أن يحددوا موقفهم من اتفاقية كامب ديفيد وخطة السلام بين العرب وإسرائيل، وأن هذا الأمر قد سار شوطا كبيرا وبذلت فيه جهود كثيرة وليس من السهل العمل على تخريب تلك المسيرة وأنا أظن أنهم سيكونون على ر أى منظمة حماس غير مراعين المصالح العليا والحالة الدولية التى تحيط بالأمة، فقد طلبوا منذ مدة قصيرة على صفحات جريدتهم فتح باب الجهاد والسماح بإقامة معسكرات التدريب استعدادا للجهاد ضد إسرائيل وكأنهم لا يعيشون هذا العصر ولا يسمعون ولا يدركون ما يجرى حولهم وهذا ما ينبئ عنه سلوكهم. وعلى الإخوان أيضا أن يوضحوا موقفهم من إقامة الحدود لأن هذا أمر شاق وجدلى فقد أخطأ «النميرى» مع «الترابى» فى السودان ولا أقول أن هذا السلوك قد أضر بالسودان ضررا كبيرا وهم يعلمون أن سيدنا عمر قد أوقف الحدود فى أعوام القحط.
أى إن ولى الأمر له أن يفعل ذلك فى ظروف خاصة وأن الدكتور طارق سعيد رمضان وهو حفيد «الشيخ حسن البنا» مؤسس الجماعة قد أفتى فى دراساته بوقف الحدود فى هذا العصر أما أن نرفض الاجتهاد والتطور فهى الكارثة. إن الإخوان عليهم أن يحددوا موقفهم من المرأة وهل سيلتزمون بالرأى القديم الذى أعلنه حسن البنا فى كتبه من رفض عمل المرأة إلا للضرورة القصوى ورفض تعليمها وأن مكان المرأة الوحيد هو المنزل ورعاية زوجها وأولادها. كل هذه المواضيع تحتاج من الإخوان إلى قرارات سريعة بدءا من موضوع الأقباط نهاية لموضوع المرأة ويقف على قمة تلك العقد موضوع فوائد البنوك ومدى حرمتها مع الأخذ فى الحسبان رأى المشايخ الذين أفتوا فى هذا الأمر وعلى رأسهم شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى وحيث إن الكثير من مصالح الناس ترتبط الآن بالبنوك.. أما المشكلة الكبرى التى تعترضهم فهى مشكلة السياحة التى يقوم عليها اقتصاد مصر فى جزء كبير منه. كانت هذه لمحات سريعة عن الموقف الحالى بيننا وبين الإخوان وأنه لابد من متابعة كل هذا بدون ملل ولا تراجع ولا هرولة.. والله غالب على أمره يختار لمصر الخير إنه سميع مجيب.
لقد صدقت الرؤيا حين قلنا أن حجم الإخوان فى المجتمع المصرى لا يزيد على 15 إلى 20 %، وكان تقديرنا سليما، وقد كان الكثيرون يظنون أنهم أكثر من ذلك وكانوا يتمنون ألا يزيد رصيدهم عن هذا الحد، وحين باتت النتيجة شبه مؤكدة حدث ارتباك فى الشارع السياسى فقد قلق من قلق واهتز من اهتز وتصارع الجميع لتحليل الأمر واستشراف المستقبل.. وفى هذه النقطة بالذات سوف نحتاج إلى أحاديث أخرى.
لكن التحليل المبدئى من وجهة نظرى أن الإخوان لا يعرفون كيف يختلفون، وهذا أحد المفاتيح المهمة التى ينبغى أن نحذر منها فتاريخ اختلافهم مع بعض زملائهم فى الجماعة حينما اختلفوا معهم أنهم ضربوهم ضربا مبرحا وعزلوهم عنهم وقاطعوهم ومنعوا إيصال أى خدمة لهم حتى وصل الأمر بأحد الإخوان سنة 58أن ذهب إلى مأمور السجن يطلب الخروج من دين الإسلام واعتناق المسيحية واضطر مأمور السجن إلى إحضار أحد القساوسة للجلوس معه ومحاولة تغيير رأيه وهذه الواقعة مثبوتة فى سجلات السجون فى سنة 58.
هذا هو سلوكهم مع من اختلف معهم من جماعتهم فما بالك كيف يكون سلوكهم مع من يختلف معهم من باقى القوى حتى إن هادنوا لفترة فسيكون لكسب الوقت وحين يتفاوضون مع أى من الجهات فإنهم يعملون على أن يأخذ الطرف الآخر برأيهم فى النهاية. نحن مقبلون على مشاكل كثيرة ونوع جديد من الصراع لابد أن يرتفع الجميع إلى مستواه وأن يعملوا على تحجيم السلبيات منه وقد بدأت المشاكل مبكرة حيث سمعنا صوت الأقباط وهو يدوى مستنكرا متخوفا من نجاح الإخوان وقد أصدر المرشد العام بيانا يناشد فيه قادة المسيحيين أن يجلسوا للتفاوض مع الجماعة حتى يطمئنوا على أنفسهم وأموالهم ودور العبادة والمعاملة الندية وقد صدرت تعليمات المرشد إلى جميع القيادات على جميع مستويات مصر بمحاولة الاتصال بالإخوة الأقباط ومحاولة بث الطمأنينة فى نفوسهم وهى حملة شاملة. وأحسب أن سلوك الإخوان فى تلك المفاوضات كأسلوبهم الدائم فى محاولة إقناع الطرف الآخر برأيهم أو كسب الوقت ما استطاعوا وليس أمامنا إلا انتظار النتائج ولكن كما قلت بذهن مفتوح وحذر دائم لأن ما حدث من اشتباكات فى الأسكندرية وبورسعيد وطنطا وبعض المدن الأخرى واللجوء إلى العنف الذى حدث هو استعمال السلاح الأبيض والخروج إلى الشوارع مسلحين بالسيوف والسنج والخناجر لأن هذا هو الأسلوب الذى يستعمل الآن فى موجات الإرهاب الدولية والتى وصم المسلمون بها من الجزائر وصولا إلى العراق حيث إن السلاح الذى استخدم فى كثير من الحالات، ضد مسلمين عزل ليس لهم ذنب إلا وجودهم فى المكان الخاطئ فى الوقت الخاطئ وهذا يوصلنا إلى نتيجة أن الإخوان مصممون على فرض رؤيتهم على الجميع حتى لو اضطروا إلى ذبح المعارضين على طريقة الزرقاوى فى العراق.
الغريب أن القوى الموصلة للأمريكان كانت تضغط لتأييد الإخوان فى الانتخابات والحرص على أن يأخذوا فرصتهم الكاملة والنزيهة حتى يصلوا إلى مجلس الشعب وهذه القوى نفسها التى تنادى بحماية الأقباط والأقليات الأخرى إما أنهم وقعوا فى ورطة كبيرة حيث يناصرون الاضطهاد أو أنهم يلعبون لعبة خبيثة لإذكاء نار الفتنة حيث لا يستطيع أن يطفئها أحد وقد حذرت من ذلك فى المقال السابق. إن مجلس الشعب سيكون فرصة للجماعة أن تكسب أراضى جديدة وأن تكسب قوى جديدة وأن تحيد أطراف أخرى وأن تحاصر الأعداء وإذا استمر الحال على ذلك لمدة طويلة فسوف تكون النتائج فى غاية البشاعة.
إن كثيرا من القوى وخاصة مؤسسة الأزهر وعلى رأسها الشيخ «سيد طنطاوى» أن تحمل على عاتقها حماية هذا الدين بكل فروعه من الانحراف نحو التطرف باسم الدين وأن يقف لهم وقفة صريحة صلبة تعلمهم أن الدين ليس فى أيديهم فقط ولكن الدين لكل الناس البسطاء منهم والعلماء وأن مصير عقيدة البسطاء فى رقبة العلماء.. لهذا قلت إن الصراع سيكون شاقا ومريرا لكنه يستحق العناء وعلى جميع القوى التى تعرف حقيقتهم أن تقف وقفة صلبة دون وهن أو تردد أو ارتعاش فالأمر جد. وعلى الإخوان أن يحددوا موقفهم من اتفاقية كامب ديفيد وخطة السلام بين العرب وإسرائيل، وأن هذا الأمر قد سار شوطا كبيرا وبذلت فيه جهود كثيرة وليس من السهل العمل على تخريب تلك المسيرة وأنا أظن أنهم سيكونون على ر أى منظمة حماس غير مراعين المصالح العليا والحالة الدولية التى تحيط بالأمة، فقد طلبوا منذ مدة قصيرة على صفحات جريدتهم فتح باب الجهاد والسماح بإقامة معسكرات التدريب استعدادا للجهاد ضد إسرائيل وكأنهم لا يعيشون هذا العصر ولا يسمعون ولا يدركون ما يجرى حولهم وهذا ما ينبئ عنه سلوكهم. وعلى الإخوان أيضا أن يوضحوا موقفهم من إقامة الحدود لأن هذا أمر شاق وجدلى فقد أخطأ «النميرى» مع «الترابى» فى السودان ولا أقول أن هذا السلوك قد أضر بالسودان ضررا كبيرا وهم يعلمون أن سيدنا عمر قد أوقف الحدود فى أعوام القحط.
أى إن ولى الأمر له أن يفعل ذلك فى ظروف خاصة وأن الدكتور طارق سعيد رمضان وهو حفيد «الشيخ حسن البنا» مؤسس الجماعة قد أفتى فى دراساته بوقف الحدود فى هذا العصر أما أن نرفض الاجتهاد والتطور فهى الكارثة. إن الإخوان عليهم أن يحددوا موقفهم من المرأة وهل سيلتزمون بالرأى القديم الذى أعلنه حسن البنا فى كتبه من رفض عمل المرأة إلا للضرورة القصوى ورفض تعليمها وأن مكان المرأة الوحيد هو المنزل ورعاية زوجها وأولادها. كل هذه المواضيع تحتاج من الإخوان إلى قرارات سريعة بدءا من موضوع الأقباط نهاية لموضوع المرأة ويقف على قمة تلك العقد موضوع فوائد البنوك ومدى حرمتها مع الأخذ فى الحسبان رأى المشايخ الذين أفتوا فى هذا الأمر وعلى رأسهم شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى وحيث إن الكثير من مصالح الناس ترتبط الآن بالبنوك.. أما المشكلة الكبرى التى تعترضهم فهى مشكلة السياحة التى يقوم عليها اقتصاد مصر فى جزء كبير منه. كانت هذه لمحات سريعة عن الموقف الحالى بيننا وبين الإخوان وأنه لابد من متابعة كل هذا بدون ملل ولا تراجع ولا هرولة.. والله غالب على أمره يختار لمصر الخير إنه سميع مجيب.