المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمازيغيون يتحدثون عن تحرير «أرض تمازغا» الممتدة من المغرب إلى مصر



موالى
12-12-2005, 05:04 PM
الرباط: «الشرق الاوسط»


لم تعد مطالب بعض نشطاء الحركة الأمازيغية في المغرب تقتصر على إحياء التراث الثقافي الامازيغي، وتدريس اللغة الامازيغية في جميع مراحل التعليم بالبلاد، بل أضحت تطالب بتحرير ما يسمى أرض «تمازغا» الممتدة، بحسب اعتقادهم على مساحة خمسة ملايين كيلومتر مربع، من المغرب الى مصر. وفي هذا الشأن لم يعد بإمكان المراقبين التمييز بين المعتدلين والراديكاليين المتطرفين من نشطاء الحركة الأمازيغية الثقافية. وقال الجزائري لونس بلقاسم رئيس المؤتمر العالمي الأمازيغي إن «الأمازيغ من دون حدود» استطاعوا في الفترة الاخيرة لم شملهم بفضل مؤتمرهم العالمي الذي انطلق كفكرة بفرنسا، في إطار تجمع ثقافي عادي، وانتقل الى جزر الكناري بعدما تطور الى ما يشبه الحركة السياسية، وعقد ندوته الثالثة في مدينة الناضور (شمال المغرب) لوضع استراتيجية الحضور في الهيئات والمنظمات الدولية، مما سيؤهل المؤتمر، بحسب اعتقاده لأداء دور بارز في حماية ما سماه «شعب أمازيغ» بعدما كان الحصار مضروباً عليه في السابق». وأعلن لونس، الذي كان يتحدث مساء السبت في ندوة عن دور الأمازيغية في الحماية القانونية والتنمية البشرية، رعته هيئة غير حكومية تدعى جمعية «تخليد ذكرى خطاب أجدير»، وهي المنطقة التي أعلن منها العاهل المغربي الملك محمد السادس إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عن خطة جديدة للنفاذ الى المنظمات الدولية مثل هيئة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، للمطالبة بالاعتراف الدولي بشعب «امازيغ».
ولم يكشف لونس طبيعة الخطة واكتفى بالاشارة الى ضرورة رفع التحديات من قبل شعب «أمازيغ« المقيم على مساحة تمتد من المغرب الى منطقة سيوة في مصر، على حد قوله، واستغلال القوانين الدولية التي تتحدث عن حماية التنوع الثقافي، واحترام حقوق الانسان كما هو متعارف عليه عالميا.

وفي السياق نفسه، انتقد حسن ماعوني، وزير الغابات والمياه المغربي السابق رئيس جمعية «تخليد ذكرى خطاب أجدير»، ضعف عمل المعهد الملكي للأمازيغية، وطالب أعضاءه بالمزيد من الانفتاح على الفاعلين في الحق الأمازيغي، وتأهيله للقيام بدوره الطلائعي في تطوير الثقافة الامازيغية، وإيلاء الاهتمام اللازم لتدريس اللغة الامازيغية في جميع قطاعات التعليم. وقال ماعوني «إن الامازيغية غائبة في سياسة الحكومة وبرامجها وتخطيطاتها وأرقام موازنتها، ولا حضور لها اعلاميا بالموازاة مع ما يتوقعه الأمازيغ»، لذلك يرى أهمية تعميق ما وصفه بـ«تصالح المغاربة مع هويتهم الثقافية» عن طريق فتح حوار وطني جاد لبلورة استراتيجية واضحة المعالم في هذا المجال، وان يتضمن الدستور نصاً يقر الأمازيغية لغة وطنية، وتعميم تداولها في كل المرافق الاجتماعية. بيد أن ماعوني شدد على أهمية التحول الذي شهده المغرب إثر الخطاب الملكي باجدير الذي شكل، بحسب قوله، حدثا تاريخيا بكل المقاييس، خصوصاً أنه أقر تأسيس المعهد الملكي للأمازيغية، واعتبر حرف «تافيناغ» أداة للكتابة بهذه اللغة، اضافة الى إنشاء معهد متخصص لدراسة تاريخ المغرب، مما شكل خطوة جريئة في التعامل مع هذا الملف.

الى ذلك، قال رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، عضو المجلس الاداري للمعهد الملكي للأمازيغية، ابراهيم أخياط، إن الحماية القانونية للأمازيغ يجب ألا تحصر في الحديث عن اللغة، بل يتعدى الامر ذلك الى إثارة قضية الأرض والانسان والحضارة، موضحا أنه «لا يوجد مغربي ناطق بالأمازيغية أو غيرها لا توجد لديه هذه العناصر مجتمعة أبا عن جد، عبر التاريخ»، مشيرا الى ان الهوية الوطنية المغربية هوية أمازيغية في تعددها الثقافي، وأثرت في حضارات وتأثرت بها، في إطار تفاعل مع الفينيقيين والرومان والمسلمين والإسبان، وتعاملت مع جميع الديانات السماوية».