سلسبيل
12-12-2005, 06:59 AM
أبو العيال كان وزيراً وابتعد عن أهله وناسه فكيف أقبل بالحقيبة الوزارية إذا ما أكتسبت الحصانة
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس
أكدت الناشطة السياسية والاجتماعية الدكتورة خديجة المحميد أن الاسرة أولى وأهم لأية امرأة من عضوية البرلمان مشيرة الى انها بدأت الخطوة الأولى إلى مجلس الأمة بنيل ثقة الأسرة أولا فوافق الزوج وشجع واعترض الابن وبرر اعتراضه ودعمت البنتان التوجه والخلاصة أن القرار جاء لصالحها ومثل لها نقطة انطلاق انتقلت منها الي قاعدتها ولم يبق سوى ان تشعرها هذه القاعدة بوجوب قيامها برسالة تستدعي أن تضحي من أجلها وتتخذ القرار.
وقالت الدكتورة المحميد ان نساء كثيرات عرضن عليها ان يكن مفاتيح انتخابية لها وزاحمهن بعض الرجال ونوهت الى ان المجتمع الكويتي من الصعب عليه تقبل امرأة في البرلمان بسرعة وان المعركة الحالية تختلف عن ما كانت عليه في المرحلة السابقة.
وعن ما اذا كانت يمكن أن تقبل بالمنصب الوزاري اذا ما أصبحت نائبة أجابت بالرفض القاطع وقدمت حيثيات رفضها قائلة: أبو العيال كان وزيرا وبسبب التزاماته ابتعد رغما عنه عن أهله وناسه وهذا ما لا أوده لأنني أريد أن أكون قريبة من هموم الناس كما رفضت تماما أن تلجأ الى استهلاك المواقف من أجل تحقيق مصلحة انتخابية مؤكدة ان التوعية هي البديل الناجح لدغدغة مشاعر الناس, وخاضت المرشحة المتوقعة في ملامح برنامجها المزمع وأسلوب الدعاية الذي يوافقها وأيدت نظام الكوتة مرحليا كتعويض عن حرمان 40 عاماً
وفيما يلي تفاصيل الحوار مع د. خديجة المحميد:
في البداية سألتها: إلى أي مدى تعتقدين أن المرأة ناضلت النضال الذي تستحق على محصلته الحق السياسي في التصويت والترشيح لعضوية مجلس الأمة?
/ ما من شك ان المرأة الكويتية استنفدت كل الاساليب الممكنة سلمياً والتي تعتمد على الحوار مع أصحاب القرار الذين يملكون حق اصدار القانون, والمحاولات لم تبدأ منذ وقت قريب بل بدأت قبل ثلاثين عاماً بشكل مبسط وهادئ أتاح النضج رويدا رويدا حتى صار هناك تحرك مع النواب والوزراء أسفر عن محاولات كثيرة تمثلت في مبادرات نيابية على هيئة اقتراحات بقوانين طامحة لاقرار هذا الحق لكن لم يكتب لها النجاح, واستمرت المحاولات الى جاء المرسوم الاميري الذي كان بادرة طيبة للغاية أسعدت المرأة بحق وجعلتها تستعد للانطلاق في المجال السياسي ولكن المرسوم تم اقحامه ضمن حزمة مراسيم كثيرة لكي يصادق المجلس عليها لصدورها خلال فترة غيابه وتم رفضه كمناورة سياسية من النواب ضد الحكومة, وبعد ذلك استمرت المحاولات من دون يأس فكانت أقوى محاولة حين عرض الموضوع على المجلس وكان قريبا من التمرير إلا انه لم يمرر بسبب صوتين فقط كانا محسوبين سابقا من الداعمين لهذا الحق وعليه فقد وضح جلياً أن المسألة سياسية, وأستطيع القول ان نقلة نوعية حقيقية حدثت على هذا الصعيد وقد كان لي تجربة شخصية مع بعض الاخوات حيث فكرنا في اللجوء الى المقار الانتخابية ومحاولة تسجيل أسمائنا في القوائم الانتخابية كمواطنات لنا الحق في ذلك وقد كان رغم ان القانون يمنع مثل هذا التصرف لكن العمل كان بادرة اعلامية وايضا تظلمية للرأي العام هذا فضلا عن خطوة ثالثة تمثلت في لجوئنا للمحكمة الدستورية .
ليس عيبا
\ لكن المحكمة الدستورية لاتقبل لجوء افراد لها?
/ نعم هذا صحيح ولكننا حاولنا الالتفاف فقد كان هناك مقاضاة وعندما وصل الامر للمحكمة الدستورية قالت بان المرافعات من حيث الشكل غير مقبولة باختصار اقول باننا طرقنا كل الابواب .
\ اذن برأيك لم يكن قانون المرأة منحة من الدولة?
/ لا ابدا فهذا كلام غير صحيح فضلا عن جهود المرأة كانت هناك ضغوط اقليمية واسلامية ودولية يتعرض لها النواب في جولات وفود الصداقة والضغط عندما يكون لامر ايجابي فانه لايكون عيبا ولا معيبا لانه يقوم مقام النصيحة.
\ بعد اقرار قانون المرأة اتجهت الانظار اليك اتوماتيكيا كمرشحة متوقعة فهل استشعرت ذلك?
\ والله هذا الكلام اسمعه من اطراف كثيرة رغم انني لم آخذ القرار الحاسم للان .
/ لكن النية موجودة?
\ النية موجودة والحسبة موجودة لكن نصيحتي لاي اخت مرشحة ان تضمن لها قاعدة او جماعة منظمة بحيث ألا يكون برنامجها مرسوما بشكل فردي لكي يأتي كجزء من خطة طويلة المدى ذات ستراتيجية تخدم الوطن وقبل كل هذا على من تريد الترشح ان تنطلق من القاعدة الاساسية واعني الاسرة فالمرأة تتحمل عبئا اكثر من الرجل ولهذا يجب تأمين الاسرة اولا كي لا تتأثر .
\لكن هناك من الرجال من وصلوا البرلمان دون الاستناد الى جماعة او تكتل او تيار معين فهل الامر مختلف بالنسبة للمرأة ?
هنا يكون العطاء جزئيا وهذه هي المشكلة ولهذا فانهم يقولون بان في مجلس الامة خمسين حزبا وهذه حالة لا نريدها .
شرط الصدق
\ اعرف انك تنتمين لحركة التوافق التي تعد الناشطات الراغبات في العمل السياسي فهل اصبح لها كجماعة قاعدة في الشارع يمكن ان تنطلقين منها يادكتورة ?
/ حركة التوافق منذ نشأتها حرصت على دعم المرأة والنساء فيها حرصن على المساهمة في رسم ادبيات الحركات الى حد كبير وكنت من بينهن وقد بدأت التوافق بقاعدة رجالية ونسائية لهم خبرة عريقة وطويلة تقدر بعشرات السنين.
\ هل بدأت كبيرة اذن?
/ لا استطيع القول بذلك ان كنت تقصد من حيث العدد لكن كحالة نوعية نعم بدأت كبيرة .
\ ما نهج الدعاية الانتخابية الذي ترين انه يناسب حملتك ?
/ يجب ان تكون الدعاية عبارة مترجم لخطة عمل لمدة اربع سنوات لان هذه الدعاية عبارة عن اعلان صادق لخطة جماعية واقعية مرسومة على اسس علمية وستراتيجية مرشدة سياسيا واجتماعيا ومرتبطة بالحالة المحلية والاقليمية والعالمية وبحيث تكون لخدمة الوطن والامة من خلال شعارات مضغوطة ومركزة شريطة ان تتسم بالصدق.
\ وماذا عن ادوات هذا الدعاية?
/ كل الادوات الممكنة في المجتمع المدني ابتداء من القاعدة الشعبية والتي املكها بفضل الله تعالى بشكل عريض فأنا ناشطة في مجال العمل الدعوي والبحثي والفكري والفقهي والاجتماعي ولدي خط ساخن يوميا لحل مشكلات الناس الاجتماعية سواء عبر الهاتف النقال او هاتف المنزل فضلا عن مجلس اسبوعي عمره يزيد عن 30 عاما التقى فيه بالفاعليات النسائية ويتضمن هذا المجلس حتى تحليلات سياسية عميقة جدا كذلك فان استخدام الاعلام كوسيلة واداة مهم جدا.
مخزون حاكم
\ ونهج التنقل بين الديوانيات كما يفعل المرشحون الرجال الا يناسبك كوسيلة ?
/ ليس بالضرورة فهذا النهج ليس مفروضا علينا كنص قرآني والانسان لديه القدرة على الابتكار.
\ هل تعتقدين بان المجتمع الكويتي جاهز الان لكي يتقبل امرأة في البرلمان?
/ العملية صعبة في البداية ونحن الان امام معركة تختلف في صعوبتها ونوعيتها وموضوعاتها ومشاكلها عن المعركة الاولى فحتى المثقفون الذين يؤمنون بحق المرأة السياسي عند المحك معظمهم لن يدعم المرأة المرشحة الا اذا كان لها تاريخ طويل في العمل وتملك قاعدة منظمة اذان المخزون الثقافي عندنا حاكم على النفسية من الداخل وقد يتعارض حتى مع الافكار.
\المرأة اذن الناخبة هل ستساعد المرأة المرشحة بحر ارادتها ام ستقع تحت ضغط العائلة والقبيلة والطائفة والتيار وماشابه ?
/ كل هذا سيكون موجودا لكن يجب علينا ان نخشى هذا او ندعه لان الانسان عادة مايصل الى درجة متقدمة من الكمال والسداد الا بعد ان يتعرض للعثرات والمرأة ستمارس حقها ثم تكتشف اخطائها ثم ان المرأة العربية بشكل عام تتمتع بالقوة في الموقف فان هي اقتنعت بشيء فعلته فان كانت شديدة القناعة بمرشحة ما فستصوت لها خصوصا وان عملية الاقتراع سرية وهذا وارد وان كنت قد اشرت الى حالة التبعية فان هناك ايضا رجالا يتبعون موقف القيادة القبلية ايضا فالحالة اذن عند الرجل والمرأة معا.
مفاتيح مؤنثة
المرأة الكويتية مهيأة برأيك لكي تكون مفتاحة انتخابية لاختها المرشحة?
ممكن جدا وقد عرضت علي مجموعة كبيرة من النسوة ان يكن مفاتيح وحتى من الرجال عرضوا الاستعداد نفسه.
الا يشجعك هذا على اتخاذ القرار وحسم الامر?
الذي يشجعني قرار الاسرة اولا فأنا لن اكون على استعداد لخدمة مجتمعي ان كنت مقصرة في حق اسرتي لان هناك من يمكنها ان تحل محلي في المجتمع لكن ليس هناك من يمكنها ان تحل محلي عند اسرتي, كما يجب ان اخوض الانتخابات بدعم وقناعة من القاعدة بحيث اشعر ان هناك رسالة ينبغي ان اضحي من اجلها فاذا ما اعطاني الناس هذا الاحساس تقدمت فالانسان لا يمكنه ان يقيم نفسه.
لو تقدمت وفزت بعضوية البرلمان وعرضت عليك الحقيبة الوزارية هل توافقين على حملها?
لا فالعمل البرلماني افضل لان النائب يظل هو الاقرب للناس من الوزير خصوصا وقد كان (ابو محمد) وزيرا ورأيت كيف طلع من بيته واهله واسرته بحكم عمله وصار بعيد المنال عن الناس.
هل تودين خوض الانتخابات وفق الشكل الحالي للدوائر ام وفق شكل آخر وما هو?
الشكل الحالي يكرس الطائفية والقبلية وينال من الكفاءات والخمس دوائر هو الشكل الامثل وهذه خلاصة دراسة شاملة قامت بها حركة (التوافق) وفاضلت بين جميع الاشكال.
هل شملت هذه الدراسة جميع فئات الشعب ام على نطاق الطائفة الشيعية فقط?
بل شملت كل فئات المجتمع الكويتي ذلك لاننا في (التوافق) نؤمن بالتعددية
نموذجي أعجبهم
ما سر خروجك من (التحالف الوطني الاسلامي) الذي كنت عضوة فيه?
اولا للعلم فهذا التحالف لم يكن فيه نظام عضوية
بل كنت تنتمين اليه المهم?
لنقل انتماء بحكم العلاقة الاجتماعية كوني ناشطة منذ العام 1972 حيث كنت ولم يكن التحالف فعندما كنت ناشطة بمحض ارادتي لم يكن لي علاقة مع اي طرف فأنا نبتة زرعها وسقاها احمد يعقوب المحميد المؤرخ الكويتي الشهير الذي رباني على حب القراءة والعمل الاجتماعي وفي الطريق التقيت بهذه الجماعة فأعجبهم النموذج وصارت علاقة قوية لكن نظام عضوية لم يكن لانه لا يوجد عندهم مجلس ادارة منتخب ولهذا لا يمكن القول بأن هناك خروجا من التحالف لانه لم يكن هناك دخول.
قلنا بأنه كان هناك انتماء والانتماء يا سيدتي يعني التزام?
الانتماء والالتزام كان بحكم المساحة المشتركة في التطلعات الثقافية والسياسية اذ كان هناك تطابق في كثير من الآراء والافكار وعليه كان هناك تعاون وهذا التعاون كان قائما مع فئات اخرى.
تعارض
سؤالي المباشر: لماذا انقطعت الصلة بينك وبينهم?
خديجة المحميد لم ترفض التحالف الاسلامي الوطني لكن حدث خلاف ثم افتراق في الآراء والافكار.
في اي آراء كان الخلاف الذي نتج عنه افتراق?
انا كنت انادي بشدة بالتعددية وبضرورة التعامل في المساحات المشتركة وهذا الطموح الحمد لله تعالى حققته الآن في حركة التوافق ولم يكن مقبولا في التحالف.
ما قناعتك الآن بولاية الفقيه?
ولاية الفقيه احنا عندنا الولاية والمرجعية.
المرجعية معروفة وسؤالي عن ولاية الفقيه?
ولاية الفقيه كنظرية اسلامية اؤمن فيها لكن هذه الولاية في آخر مستحدثاتها والتي يمثلها الامام الخامنئي والتي اطلعت بنفسي عليها ان الولي الفقيه لا سلطة له الا على بقعة الارض التي يحكمها وهي ايران وهي سلطة سياسية تختلف عن المقام الافتائي والامر الآخر من وجهة نظري هو ان الفتوى لا تتبع جغرافية معينة لاننا في تكليفنا الفقهي ان كل مسلم يعود في تقليده لمن يعتقد انه الاعلم باستنباط الفتاوى وهذا عائد لحرية الشخص وللمقاييس الفقهية في اختيار الاعلم فمثلا عندما يحصل اي اشكال على المستوى الفردي أو الجماعي فالفتوى تأتي بشكل غير فقهي من التطبيق الاجتماعي السياسي فالفقيه لا يتدخل في هذه الأمور ويعطي اجابة علمية كما أحصل عليها من الكتاب والسنة فالمسألة حالة فقهية مجردة والمكلف مسؤول عن تطبيق الفتوى أو الاجابة على مشكلته.
قلت ذات مرة إن »التحالف الإسلامي الوطني« ضد كل فئات الشيعة فهل ثبت ذلك لديك?
لم أقل ضد بل قلت عنده منظور معين في العمل بالساحة يختلف عن منظور حركة »التوافق« التي تؤمن بالتعددية والعمل المؤسسي وهم عندهم منظور خاص في العمل ولاحظ التحالفات التي يعملونها مع الآخرين تجدها بناء على تجربتي السابقة معهم تحالفات سياسية موقتة.
حزب سنة وشيعة
هناك تجمعات شيعية على الساحة الآن يضم الواحد منها الكثير من الحركات وان لم تطلق على نفسها وصف (الشيعي) فهل هذه ظاهرة صحية?
اعتبرها ظاهرة صحية لانها ليست تجمعات طائفية كونها دعت الجميع وهذه خطوة أولى نحو اقامة تحالف وطني يجمع كل هذه الفئات التي تجمعت استنادا إلى المساحات المشتركة في الافكار والآراء, أيضا هناك الكتلة الإسلامية في البرلمان كلهم من الأخوة السنة ولم يفكروا في ضم شيعي أو دعوته وذلك لأن المساحات المشتركة فيما بينهم أوسع والمهم ألا يأخذ أي تجمع طابعاً طائفياً ضد الآخرين.
لو أشهرت الأحزاب في الكويت هل يمكن أن نرى حزباً يضم سنة وشيعة?
يجب أن نسعى لذلك.
كيف وبأية وسيلة?
إن أدبيات الاحزاب ونظامها الاساسي كأدبيات ونظام حركة (التوافق) تفسح المجال لأي شخص يرى ان ينضم لها صرف النظر عن دينه أو هويته أو مذهبه ثم مع الوقت عندما يتلمس الناس الواقع ويجدون ان هذا الحزب أو ذاك لا يخدم طائفة محددة بل يستهدف خدمة الجميع, اذن التجربة الميدانية هي الكفيلة بخلق التغيير وعامل الوقت كفيل بذلك.
لتعويض الحرمان
هل توافقين على نظام كوتة نسائية في مجلس الأمة?
أفضل ان تصل المرأة المجلس بكفاحها ولكن ستأخذ بلا شك وقتا طويلا حتى تحقق ذلك فلا مانع من (الكوتة) كتعويض عن حرمان 40 سنة ولمرحلة معينة.
لو كنت نائبة في البرلمان الحالي هل توافقين على اسقاط القروض والفواتير وصرف المنح وما شابه?
موافقة عمياء لا بالطبع بل الدراسة أولا والموازنة بين مصالح الدولة ومصالح الاجيال المقبلة الاقتصادية على المدى البعيد أما أن استهلك المواقف من أجل مصلحة انتخابية وادغدغ مشاعر القاعدة فهذا ارفضه.
ألا يمكن أن تلجئي إلى دغدغة مشاعر الناس ولو أحيانا اذا ما وصلت البرلمان?
أنا أرفض دغدغة مشاعر الناس ولا اريد ذلك وهدفي توعية الناس على مصالحهم الحقيقية الفردية منها والوطنية والقومية.
بعيدا عن قيد السؤال: ما الذي تودين اضافته ?
أقول سواء اتخذت القرار الحاسم وتقدمت للترشيح أو أجلته لمرة مقبلة فسأدعم كل امرأة أراها كفاءة ان شاء الله تعالى وسأبقى كذلك في الحالة السياسية أقدم لها ما استطيع في سبيل ان تصل وتعبر وتشارك في الحياة النيابية والتشريعية من حيث انتهت.
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس
أكدت الناشطة السياسية والاجتماعية الدكتورة خديجة المحميد أن الاسرة أولى وأهم لأية امرأة من عضوية البرلمان مشيرة الى انها بدأت الخطوة الأولى إلى مجلس الأمة بنيل ثقة الأسرة أولا فوافق الزوج وشجع واعترض الابن وبرر اعتراضه ودعمت البنتان التوجه والخلاصة أن القرار جاء لصالحها ومثل لها نقطة انطلاق انتقلت منها الي قاعدتها ولم يبق سوى ان تشعرها هذه القاعدة بوجوب قيامها برسالة تستدعي أن تضحي من أجلها وتتخذ القرار.
وقالت الدكتورة المحميد ان نساء كثيرات عرضن عليها ان يكن مفاتيح انتخابية لها وزاحمهن بعض الرجال ونوهت الى ان المجتمع الكويتي من الصعب عليه تقبل امرأة في البرلمان بسرعة وان المعركة الحالية تختلف عن ما كانت عليه في المرحلة السابقة.
وعن ما اذا كانت يمكن أن تقبل بالمنصب الوزاري اذا ما أصبحت نائبة أجابت بالرفض القاطع وقدمت حيثيات رفضها قائلة: أبو العيال كان وزيرا وبسبب التزاماته ابتعد رغما عنه عن أهله وناسه وهذا ما لا أوده لأنني أريد أن أكون قريبة من هموم الناس كما رفضت تماما أن تلجأ الى استهلاك المواقف من أجل تحقيق مصلحة انتخابية مؤكدة ان التوعية هي البديل الناجح لدغدغة مشاعر الناس, وخاضت المرشحة المتوقعة في ملامح برنامجها المزمع وأسلوب الدعاية الذي يوافقها وأيدت نظام الكوتة مرحليا كتعويض عن حرمان 40 عاماً
وفيما يلي تفاصيل الحوار مع د. خديجة المحميد:
في البداية سألتها: إلى أي مدى تعتقدين أن المرأة ناضلت النضال الذي تستحق على محصلته الحق السياسي في التصويت والترشيح لعضوية مجلس الأمة?
/ ما من شك ان المرأة الكويتية استنفدت كل الاساليب الممكنة سلمياً والتي تعتمد على الحوار مع أصحاب القرار الذين يملكون حق اصدار القانون, والمحاولات لم تبدأ منذ وقت قريب بل بدأت قبل ثلاثين عاماً بشكل مبسط وهادئ أتاح النضج رويدا رويدا حتى صار هناك تحرك مع النواب والوزراء أسفر عن محاولات كثيرة تمثلت في مبادرات نيابية على هيئة اقتراحات بقوانين طامحة لاقرار هذا الحق لكن لم يكتب لها النجاح, واستمرت المحاولات الى جاء المرسوم الاميري الذي كان بادرة طيبة للغاية أسعدت المرأة بحق وجعلتها تستعد للانطلاق في المجال السياسي ولكن المرسوم تم اقحامه ضمن حزمة مراسيم كثيرة لكي يصادق المجلس عليها لصدورها خلال فترة غيابه وتم رفضه كمناورة سياسية من النواب ضد الحكومة, وبعد ذلك استمرت المحاولات من دون يأس فكانت أقوى محاولة حين عرض الموضوع على المجلس وكان قريبا من التمرير إلا انه لم يمرر بسبب صوتين فقط كانا محسوبين سابقا من الداعمين لهذا الحق وعليه فقد وضح جلياً أن المسألة سياسية, وأستطيع القول ان نقلة نوعية حقيقية حدثت على هذا الصعيد وقد كان لي تجربة شخصية مع بعض الاخوات حيث فكرنا في اللجوء الى المقار الانتخابية ومحاولة تسجيل أسمائنا في القوائم الانتخابية كمواطنات لنا الحق في ذلك وقد كان رغم ان القانون يمنع مثل هذا التصرف لكن العمل كان بادرة اعلامية وايضا تظلمية للرأي العام هذا فضلا عن خطوة ثالثة تمثلت في لجوئنا للمحكمة الدستورية .
ليس عيبا
\ لكن المحكمة الدستورية لاتقبل لجوء افراد لها?
/ نعم هذا صحيح ولكننا حاولنا الالتفاف فقد كان هناك مقاضاة وعندما وصل الامر للمحكمة الدستورية قالت بان المرافعات من حيث الشكل غير مقبولة باختصار اقول باننا طرقنا كل الابواب .
\ اذن برأيك لم يكن قانون المرأة منحة من الدولة?
/ لا ابدا فهذا كلام غير صحيح فضلا عن جهود المرأة كانت هناك ضغوط اقليمية واسلامية ودولية يتعرض لها النواب في جولات وفود الصداقة والضغط عندما يكون لامر ايجابي فانه لايكون عيبا ولا معيبا لانه يقوم مقام النصيحة.
\ بعد اقرار قانون المرأة اتجهت الانظار اليك اتوماتيكيا كمرشحة متوقعة فهل استشعرت ذلك?
\ والله هذا الكلام اسمعه من اطراف كثيرة رغم انني لم آخذ القرار الحاسم للان .
/ لكن النية موجودة?
\ النية موجودة والحسبة موجودة لكن نصيحتي لاي اخت مرشحة ان تضمن لها قاعدة او جماعة منظمة بحيث ألا يكون برنامجها مرسوما بشكل فردي لكي يأتي كجزء من خطة طويلة المدى ذات ستراتيجية تخدم الوطن وقبل كل هذا على من تريد الترشح ان تنطلق من القاعدة الاساسية واعني الاسرة فالمرأة تتحمل عبئا اكثر من الرجل ولهذا يجب تأمين الاسرة اولا كي لا تتأثر .
\لكن هناك من الرجال من وصلوا البرلمان دون الاستناد الى جماعة او تكتل او تيار معين فهل الامر مختلف بالنسبة للمرأة ?
هنا يكون العطاء جزئيا وهذه هي المشكلة ولهذا فانهم يقولون بان في مجلس الامة خمسين حزبا وهذه حالة لا نريدها .
شرط الصدق
\ اعرف انك تنتمين لحركة التوافق التي تعد الناشطات الراغبات في العمل السياسي فهل اصبح لها كجماعة قاعدة في الشارع يمكن ان تنطلقين منها يادكتورة ?
/ حركة التوافق منذ نشأتها حرصت على دعم المرأة والنساء فيها حرصن على المساهمة في رسم ادبيات الحركات الى حد كبير وكنت من بينهن وقد بدأت التوافق بقاعدة رجالية ونسائية لهم خبرة عريقة وطويلة تقدر بعشرات السنين.
\ هل بدأت كبيرة اذن?
/ لا استطيع القول بذلك ان كنت تقصد من حيث العدد لكن كحالة نوعية نعم بدأت كبيرة .
\ ما نهج الدعاية الانتخابية الذي ترين انه يناسب حملتك ?
/ يجب ان تكون الدعاية عبارة مترجم لخطة عمل لمدة اربع سنوات لان هذه الدعاية عبارة عن اعلان صادق لخطة جماعية واقعية مرسومة على اسس علمية وستراتيجية مرشدة سياسيا واجتماعيا ومرتبطة بالحالة المحلية والاقليمية والعالمية وبحيث تكون لخدمة الوطن والامة من خلال شعارات مضغوطة ومركزة شريطة ان تتسم بالصدق.
\ وماذا عن ادوات هذا الدعاية?
/ كل الادوات الممكنة في المجتمع المدني ابتداء من القاعدة الشعبية والتي املكها بفضل الله تعالى بشكل عريض فأنا ناشطة في مجال العمل الدعوي والبحثي والفكري والفقهي والاجتماعي ولدي خط ساخن يوميا لحل مشكلات الناس الاجتماعية سواء عبر الهاتف النقال او هاتف المنزل فضلا عن مجلس اسبوعي عمره يزيد عن 30 عاما التقى فيه بالفاعليات النسائية ويتضمن هذا المجلس حتى تحليلات سياسية عميقة جدا كذلك فان استخدام الاعلام كوسيلة واداة مهم جدا.
مخزون حاكم
\ ونهج التنقل بين الديوانيات كما يفعل المرشحون الرجال الا يناسبك كوسيلة ?
/ ليس بالضرورة فهذا النهج ليس مفروضا علينا كنص قرآني والانسان لديه القدرة على الابتكار.
\ هل تعتقدين بان المجتمع الكويتي جاهز الان لكي يتقبل امرأة في البرلمان?
/ العملية صعبة في البداية ونحن الان امام معركة تختلف في صعوبتها ونوعيتها وموضوعاتها ومشاكلها عن المعركة الاولى فحتى المثقفون الذين يؤمنون بحق المرأة السياسي عند المحك معظمهم لن يدعم المرأة المرشحة الا اذا كان لها تاريخ طويل في العمل وتملك قاعدة منظمة اذان المخزون الثقافي عندنا حاكم على النفسية من الداخل وقد يتعارض حتى مع الافكار.
\المرأة اذن الناخبة هل ستساعد المرأة المرشحة بحر ارادتها ام ستقع تحت ضغط العائلة والقبيلة والطائفة والتيار وماشابه ?
/ كل هذا سيكون موجودا لكن يجب علينا ان نخشى هذا او ندعه لان الانسان عادة مايصل الى درجة متقدمة من الكمال والسداد الا بعد ان يتعرض للعثرات والمرأة ستمارس حقها ثم تكتشف اخطائها ثم ان المرأة العربية بشكل عام تتمتع بالقوة في الموقف فان هي اقتنعت بشيء فعلته فان كانت شديدة القناعة بمرشحة ما فستصوت لها خصوصا وان عملية الاقتراع سرية وهذا وارد وان كنت قد اشرت الى حالة التبعية فان هناك ايضا رجالا يتبعون موقف القيادة القبلية ايضا فالحالة اذن عند الرجل والمرأة معا.
مفاتيح مؤنثة
المرأة الكويتية مهيأة برأيك لكي تكون مفتاحة انتخابية لاختها المرشحة?
ممكن جدا وقد عرضت علي مجموعة كبيرة من النسوة ان يكن مفاتيح وحتى من الرجال عرضوا الاستعداد نفسه.
الا يشجعك هذا على اتخاذ القرار وحسم الامر?
الذي يشجعني قرار الاسرة اولا فأنا لن اكون على استعداد لخدمة مجتمعي ان كنت مقصرة في حق اسرتي لان هناك من يمكنها ان تحل محلي في المجتمع لكن ليس هناك من يمكنها ان تحل محلي عند اسرتي, كما يجب ان اخوض الانتخابات بدعم وقناعة من القاعدة بحيث اشعر ان هناك رسالة ينبغي ان اضحي من اجلها فاذا ما اعطاني الناس هذا الاحساس تقدمت فالانسان لا يمكنه ان يقيم نفسه.
لو تقدمت وفزت بعضوية البرلمان وعرضت عليك الحقيبة الوزارية هل توافقين على حملها?
لا فالعمل البرلماني افضل لان النائب يظل هو الاقرب للناس من الوزير خصوصا وقد كان (ابو محمد) وزيرا ورأيت كيف طلع من بيته واهله واسرته بحكم عمله وصار بعيد المنال عن الناس.
هل تودين خوض الانتخابات وفق الشكل الحالي للدوائر ام وفق شكل آخر وما هو?
الشكل الحالي يكرس الطائفية والقبلية وينال من الكفاءات والخمس دوائر هو الشكل الامثل وهذه خلاصة دراسة شاملة قامت بها حركة (التوافق) وفاضلت بين جميع الاشكال.
هل شملت هذه الدراسة جميع فئات الشعب ام على نطاق الطائفة الشيعية فقط?
بل شملت كل فئات المجتمع الكويتي ذلك لاننا في (التوافق) نؤمن بالتعددية
نموذجي أعجبهم
ما سر خروجك من (التحالف الوطني الاسلامي) الذي كنت عضوة فيه?
اولا للعلم فهذا التحالف لم يكن فيه نظام عضوية
بل كنت تنتمين اليه المهم?
لنقل انتماء بحكم العلاقة الاجتماعية كوني ناشطة منذ العام 1972 حيث كنت ولم يكن التحالف فعندما كنت ناشطة بمحض ارادتي لم يكن لي علاقة مع اي طرف فأنا نبتة زرعها وسقاها احمد يعقوب المحميد المؤرخ الكويتي الشهير الذي رباني على حب القراءة والعمل الاجتماعي وفي الطريق التقيت بهذه الجماعة فأعجبهم النموذج وصارت علاقة قوية لكن نظام عضوية لم يكن لانه لا يوجد عندهم مجلس ادارة منتخب ولهذا لا يمكن القول بأن هناك خروجا من التحالف لانه لم يكن هناك دخول.
قلنا بأنه كان هناك انتماء والانتماء يا سيدتي يعني التزام?
الانتماء والالتزام كان بحكم المساحة المشتركة في التطلعات الثقافية والسياسية اذ كان هناك تطابق في كثير من الآراء والافكار وعليه كان هناك تعاون وهذا التعاون كان قائما مع فئات اخرى.
تعارض
سؤالي المباشر: لماذا انقطعت الصلة بينك وبينهم?
خديجة المحميد لم ترفض التحالف الاسلامي الوطني لكن حدث خلاف ثم افتراق في الآراء والافكار.
في اي آراء كان الخلاف الذي نتج عنه افتراق?
انا كنت انادي بشدة بالتعددية وبضرورة التعامل في المساحات المشتركة وهذا الطموح الحمد لله تعالى حققته الآن في حركة التوافق ولم يكن مقبولا في التحالف.
ما قناعتك الآن بولاية الفقيه?
ولاية الفقيه احنا عندنا الولاية والمرجعية.
المرجعية معروفة وسؤالي عن ولاية الفقيه?
ولاية الفقيه كنظرية اسلامية اؤمن فيها لكن هذه الولاية في آخر مستحدثاتها والتي يمثلها الامام الخامنئي والتي اطلعت بنفسي عليها ان الولي الفقيه لا سلطة له الا على بقعة الارض التي يحكمها وهي ايران وهي سلطة سياسية تختلف عن المقام الافتائي والامر الآخر من وجهة نظري هو ان الفتوى لا تتبع جغرافية معينة لاننا في تكليفنا الفقهي ان كل مسلم يعود في تقليده لمن يعتقد انه الاعلم باستنباط الفتاوى وهذا عائد لحرية الشخص وللمقاييس الفقهية في اختيار الاعلم فمثلا عندما يحصل اي اشكال على المستوى الفردي أو الجماعي فالفتوى تأتي بشكل غير فقهي من التطبيق الاجتماعي السياسي فالفقيه لا يتدخل في هذه الأمور ويعطي اجابة علمية كما أحصل عليها من الكتاب والسنة فالمسألة حالة فقهية مجردة والمكلف مسؤول عن تطبيق الفتوى أو الاجابة على مشكلته.
قلت ذات مرة إن »التحالف الإسلامي الوطني« ضد كل فئات الشيعة فهل ثبت ذلك لديك?
لم أقل ضد بل قلت عنده منظور معين في العمل بالساحة يختلف عن منظور حركة »التوافق« التي تؤمن بالتعددية والعمل المؤسسي وهم عندهم منظور خاص في العمل ولاحظ التحالفات التي يعملونها مع الآخرين تجدها بناء على تجربتي السابقة معهم تحالفات سياسية موقتة.
حزب سنة وشيعة
هناك تجمعات شيعية على الساحة الآن يضم الواحد منها الكثير من الحركات وان لم تطلق على نفسها وصف (الشيعي) فهل هذه ظاهرة صحية?
اعتبرها ظاهرة صحية لانها ليست تجمعات طائفية كونها دعت الجميع وهذه خطوة أولى نحو اقامة تحالف وطني يجمع كل هذه الفئات التي تجمعت استنادا إلى المساحات المشتركة في الافكار والآراء, أيضا هناك الكتلة الإسلامية في البرلمان كلهم من الأخوة السنة ولم يفكروا في ضم شيعي أو دعوته وذلك لأن المساحات المشتركة فيما بينهم أوسع والمهم ألا يأخذ أي تجمع طابعاً طائفياً ضد الآخرين.
لو أشهرت الأحزاب في الكويت هل يمكن أن نرى حزباً يضم سنة وشيعة?
يجب أن نسعى لذلك.
كيف وبأية وسيلة?
إن أدبيات الاحزاب ونظامها الاساسي كأدبيات ونظام حركة (التوافق) تفسح المجال لأي شخص يرى ان ينضم لها صرف النظر عن دينه أو هويته أو مذهبه ثم مع الوقت عندما يتلمس الناس الواقع ويجدون ان هذا الحزب أو ذاك لا يخدم طائفة محددة بل يستهدف خدمة الجميع, اذن التجربة الميدانية هي الكفيلة بخلق التغيير وعامل الوقت كفيل بذلك.
لتعويض الحرمان
هل توافقين على نظام كوتة نسائية في مجلس الأمة?
أفضل ان تصل المرأة المجلس بكفاحها ولكن ستأخذ بلا شك وقتا طويلا حتى تحقق ذلك فلا مانع من (الكوتة) كتعويض عن حرمان 40 سنة ولمرحلة معينة.
لو كنت نائبة في البرلمان الحالي هل توافقين على اسقاط القروض والفواتير وصرف المنح وما شابه?
موافقة عمياء لا بالطبع بل الدراسة أولا والموازنة بين مصالح الدولة ومصالح الاجيال المقبلة الاقتصادية على المدى البعيد أما أن استهلك المواقف من أجل مصلحة انتخابية وادغدغ مشاعر القاعدة فهذا ارفضه.
ألا يمكن أن تلجئي إلى دغدغة مشاعر الناس ولو أحيانا اذا ما وصلت البرلمان?
أنا أرفض دغدغة مشاعر الناس ولا اريد ذلك وهدفي توعية الناس على مصالحهم الحقيقية الفردية منها والوطنية والقومية.
بعيدا عن قيد السؤال: ما الذي تودين اضافته ?
أقول سواء اتخذت القرار الحاسم وتقدمت للترشيح أو أجلته لمرة مقبلة فسأدعم كل امرأة أراها كفاءة ان شاء الله تعالى وسأبقى كذلك في الحالة السياسية أقدم لها ما استطيع في سبيل ان تصل وتعبر وتشارك في الحياة النيابية والتشريعية من حيث انتهت.