زهير
12-11-2005, 07:10 PM
ضياء الموسوي
لا أخفي عليكم ان التسامر مع الفنانين التشكيليين وغيرهم له مذاق خاص ونكهة شاعرية وانسانية تختلف عن اي نكهة اخرى.
ولعلهم يكونون هم ضمن الغرباء في هذا العالم لان الناس لاتفهمهم ولا تقدر مضامين رسائلهم لانها تبحث عن من يدجن عليها ويفغر فاهها بالهواء وان كانت النهاية انتفاخ بطن لقلة وجود ارغفة فيه.
الانسان لا بد ان ينتقي اصدقاء يفهمون افقه ،يقرأون الحياة فلسفة امكان لا بيع دلاء اوهام واساطير وشعارات ديماغوجية.
عندما اجلس مع رسام موهوب اوشاعر انساني يفهم الحياة بلغة شعررومانسية طاعنة في الواقعية اشعر ببزوغ امل من ثقب الجاهلية المتفشية في عقول من يفكرون بوعي معكوس.
جلست مع فنانين كثر يشكون هذا الواقع العربي المتخلف وقبل يوم سهرت مع فنان امسية جميلة فشكى لي عدم تقبل الناس لابداعاته وانهم يرمونه بالحجارة فقلت له الناس تكره الابداع وعليك ان ارت رسم لوحة ان لاتبحث عن رضا السلطة ولا تصفيق الجماهير فالجمهور الالماني كان يصفق لهتلر الغبي رغم انه كان يقودهم الى المسلخ وهم يبتسمون لانه كان يعيشهم أوهاما لم يكتشفوا خطأها الا بعد ان اكلت الحرب منهم ملايين البشروطحنت اولادهم وخسروا مصالحهم وضاع مستقبلهم بعد ذلك فهموا ان هتلر قائدغبي قادهم للموت وقديما قيل:الشجاعة اذا اقترنت بالجهل لا تغني شيئا والمثل الانجليزي يقول : ليس هناك اشجع من الحصان الاعمى)هو حصان وشجاع ولكن ماالفائدة وهو أعمى فربما يطأ بحوافره ابناءه وهو لا يعلم.حتى نحن العرب لا نستفيد من آلامنا وأخطاؤنا وكل جيل يسلم اخطاءه السياسيية الى الجيل الاخر، نسلمها لابنائنا جيلا بعد جيل ولا يوجد فينا من يمتلك جرأة النقد ليقول :لماذا لا نعيد قراءة اخطائنا ونعيد حساباتنا؟والاجيال العربية تسمى بأجيال المحارق والاوهام . ذكرت له ماكان يردده نزار قباني ذات يوم اذ كان يقول: (انا عندما اكتب لا احاول ان استرضي احدا فنحن في عالم عربي مطحون بتناقضاته وعقده.انا لا استطيع ان ارضي الجميع ..هذا مستحيل ونحن فينا السلفي والرجعي والشعوبي والعلماني ومااليه.اذا كيف ستسلك القصيدة الى سبيلها في كل هذه الزواريب؟هذا صعب ومن حسن حضي ان قصيدتي هي القصيدة الفضيحة .فلو انني حاولت ان اداري هذا المجتمع المتخلف لما رماني احد بحجر ..ولكنني اعود فأكتشف ان الذي كونني في النهاية هو هذه الحجارة فهي ضربت نحوي الى ان جعلت مني تمثالا.
ولانني اعتبرت الشعر وسيلة للتفجير والتكسير والتغيير .دون ذلك لاشعر واذا ما قبلت بمجتمعي بعاهاته وخرافاته وقناعاته القديمة لا اكون قد فعلت شيئا على الاطلاق) قلت لفناننا : يجب ان ننقل هذا العالم الى الهواء الطلق ،الى الحياة لا ان يصبح كالماعز يضع عقله في ثلاجات الحزب او الحكومة اوالمثقف المسكين.يقول نزار:
وهكذا ياسادتي الكرام
أدور كالحبة في مسبحة الامام
لاعقل لا راس لا اقدام.
الذي اعلمه ان الله خلقنا بشرا لنا عقول نفكر بها وغدا يحاسبنا الله منفردين فرادى لا مجتمعين محتشدين يأخدنا السياق الجمعي.خلقنا بشرا لنا كرامة وعقول والامام على يقول :لا يأبى الكرامة الا حماروالحكومة اذا اخذت كرامة الناس حولتهم الى حمير ورجل الدين والمثقف والمهندس والصحافة ووالخ اذا اخذوا كرامة الناس ووضعوها في ثلاجاتهم جعلهوهم حميرا وهكذا هي العملية والدكتاتورية موزعة بيننا وكل يدعي انه افهم واخلص واحد ونحن مصابون بعقدة الشيزوفرينيا(الانفصام).
ليس فقط امريكا تقول من لم يكن معي فهو ضدي كلنا نقول ونمارس نفس العبارة حكومات واحزاب ومؤسسات ومجتمعات . اقول: لم يخلقنا حميرا اوبغالا مربوطين في عباءة أحد يفكر عنا بالوكالة ويتم اختزال كل المجتمع في الالهة الجديدة البشرية ايا يكن شكلها تريد استعباد الناس لنتحول الى غنم ليس لنا النقد او النقاش اوحتى المساءلة رغم ان أي خطأ سينعكس على الجميع.الم يقل غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير(قد تقاد الجماهير للمسلخ وهي تبتسم؟)ماذا فعلت ثورةيوليو في الناس مع تقديرنا للمرحوم عبدالناصرونحن هنا ننقد اداءه لاشخصه وماذا اكلنا من جنونية صدام ؟اطعمنا الجماهيرالاوهام وعشعشنا في عقولهم المقولات الخاطئة ذات النزعة النرجسية من قبيل(ونحن قوم لاتوسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر)اما نرفع (العلم الاسلامي) على البيت الابيض والا سنشعل الوادي قتلا وخرابا!!اما تعود الخلافة العثمانية ونسبي نساء (الكفار) وتعود الفتوحات والا تدمير كل الدنيا!!ماذا نقول في امة تعلم ابناءها (السيف اصدق انباء من الكتب)؟اذا لانعجب من تكفير مفكرينا.الم يقل الامام على (عدو عاقل خير من صديق جاهل؟)
قلت لصاحبي لا تأسف لهؤلاء المخصيين فكرا والمعاقين وعيا وانظر لماجرى للمبدعين في هذا الزمان. نحن قوم لانقدر عظماءنا الا اذا فقدناهم .والسؤال :ماذا قدم هؤلاء الاغبياء للبشرية.؟ فكر؟ مؤسسة؟الم يرفع الشيخ محمد الغزالى ومحمد عبده على اعواد المشانق؟ نحن العرب كلما رأينا مفكرا مبدعا سعينا الى قتله؟ وعلى شريعتي هذا العملاق الذي صلبوه على اعواد مشانق الشتيمة في حياته ومماته. متى نعلم الناس على احترام الاراء وعلى التسامح وقبول الراي والرأي الاخر؟
قلت لفناني النديم:لاعليك ارسم لوحتك وامش لا تمنح احدا اذنك.اذا ظلمك قومك فكر على المستوى العالمي .دع المجد والشهرة للحمقى واذهب انت بالعظمة كما يقول خالد محمد خالد المفكر المصري.لاعليك احمل قومك على كتفيك للغايات السماوية وان جرحوا عنقك وان لعبوا الورق على قبرك غدا فما انصف نبي بين قومه. عندما اريد ان اتسلى اعيد قراءة كتابين مهمين (النباهة والاستحمار )لعلى شريعتي وكتاب(زمن الحمير) لمحمود السعدني.. وان لم يعدم المخلصون في عالمنا..
موضوع المقال: النباهة والاستحمار وغربة المبدعين.
هل هذه شهادة دكتوراه ؟ أسفي لهذا العالم الذي يبحث عن قتل ماتبقى له من بقية باقية من جمال ادبي او قيمة معرفية!!
لا أخفي عليكم ان التسامر مع الفنانين التشكيليين وغيرهم له مذاق خاص ونكهة شاعرية وانسانية تختلف عن اي نكهة اخرى.
ولعلهم يكونون هم ضمن الغرباء في هذا العالم لان الناس لاتفهمهم ولا تقدر مضامين رسائلهم لانها تبحث عن من يدجن عليها ويفغر فاهها بالهواء وان كانت النهاية انتفاخ بطن لقلة وجود ارغفة فيه.
الانسان لا بد ان ينتقي اصدقاء يفهمون افقه ،يقرأون الحياة فلسفة امكان لا بيع دلاء اوهام واساطير وشعارات ديماغوجية.
عندما اجلس مع رسام موهوب اوشاعر انساني يفهم الحياة بلغة شعررومانسية طاعنة في الواقعية اشعر ببزوغ امل من ثقب الجاهلية المتفشية في عقول من يفكرون بوعي معكوس.
جلست مع فنانين كثر يشكون هذا الواقع العربي المتخلف وقبل يوم سهرت مع فنان امسية جميلة فشكى لي عدم تقبل الناس لابداعاته وانهم يرمونه بالحجارة فقلت له الناس تكره الابداع وعليك ان ارت رسم لوحة ان لاتبحث عن رضا السلطة ولا تصفيق الجماهير فالجمهور الالماني كان يصفق لهتلر الغبي رغم انه كان يقودهم الى المسلخ وهم يبتسمون لانه كان يعيشهم أوهاما لم يكتشفوا خطأها الا بعد ان اكلت الحرب منهم ملايين البشروطحنت اولادهم وخسروا مصالحهم وضاع مستقبلهم بعد ذلك فهموا ان هتلر قائدغبي قادهم للموت وقديما قيل:الشجاعة اذا اقترنت بالجهل لا تغني شيئا والمثل الانجليزي يقول : ليس هناك اشجع من الحصان الاعمى)هو حصان وشجاع ولكن ماالفائدة وهو أعمى فربما يطأ بحوافره ابناءه وهو لا يعلم.حتى نحن العرب لا نستفيد من آلامنا وأخطاؤنا وكل جيل يسلم اخطاءه السياسيية الى الجيل الاخر، نسلمها لابنائنا جيلا بعد جيل ولا يوجد فينا من يمتلك جرأة النقد ليقول :لماذا لا نعيد قراءة اخطائنا ونعيد حساباتنا؟والاجيال العربية تسمى بأجيال المحارق والاوهام . ذكرت له ماكان يردده نزار قباني ذات يوم اذ كان يقول: (انا عندما اكتب لا احاول ان استرضي احدا فنحن في عالم عربي مطحون بتناقضاته وعقده.انا لا استطيع ان ارضي الجميع ..هذا مستحيل ونحن فينا السلفي والرجعي والشعوبي والعلماني ومااليه.اذا كيف ستسلك القصيدة الى سبيلها في كل هذه الزواريب؟هذا صعب ومن حسن حضي ان قصيدتي هي القصيدة الفضيحة .فلو انني حاولت ان اداري هذا المجتمع المتخلف لما رماني احد بحجر ..ولكنني اعود فأكتشف ان الذي كونني في النهاية هو هذه الحجارة فهي ضربت نحوي الى ان جعلت مني تمثالا.
ولانني اعتبرت الشعر وسيلة للتفجير والتكسير والتغيير .دون ذلك لاشعر واذا ما قبلت بمجتمعي بعاهاته وخرافاته وقناعاته القديمة لا اكون قد فعلت شيئا على الاطلاق) قلت لفناننا : يجب ان ننقل هذا العالم الى الهواء الطلق ،الى الحياة لا ان يصبح كالماعز يضع عقله في ثلاجات الحزب او الحكومة اوالمثقف المسكين.يقول نزار:
وهكذا ياسادتي الكرام
أدور كالحبة في مسبحة الامام
لاعقل لا راس لا اقدام.
الذي اعلمه ان الله خلقنا بشرا لنا عقول نفكر بها وغدا يحاسبنا الله منفردين فرادى لا مجتمعين محتشدين يأخدنا السياق الجمعي.خلقنا بشرا لنا كرامة وعقول والامام على يقول :لا يأبى الكرامة الا حماروالحكومة اذا اخذت كرامة الناس حولتهم الى حمير ورجل الدين والمثقف والمهندس والصحافة ووالخ اذا اخذوا كرامة الناس ووضعوها في ثلاجاتهم جعلهوهم حميرا وهكذا هي العملية والدكتاتورية موزعة بيننا وكل يدعي انه افهم واخلص واحد ونحن مصابون بعقدة الشيزوفرينيا(الانفصام).
ليس فقط امريكا تقول من لم يكن معي فهو ضدي كلنا نقول ونمارس نفس العبارة حكومات واحزاب ومؤسسات ومجتمعات . اقول: لم يخلقنا حميرا اوبغالا مربوطين في عباءة أحد يفكر عنا بالوكالة ويتم اختزال كل المجتمع في الالهة الجديدة البشرية ايا يكن شكلها تريد استعباد الناس لنتحول الى غنم ليس لنا النقد او النقاش اوحتى المساءلة رغم ان أي خطأ سينعكس على الجميع.الم يقل غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير(قد تقاد الجماهير للمسلخ وهي تبتسم؟)ماذا فعلت ثورةيوليو في الناس مع تقديرنا للمرحوم عبدالناصرونحن هنا ننقد اداءه لاشخصه وماذا اكلنا من جنونية صدام ؟اطعمنا الجماهيرالاوهام وعشعشنا في عقولهم المقولات الخاطئة ذات النزعة النرجسية من قبيل(ونحن قوم لاتوسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر)اما نرفع (العلم الاسلامي) على البيت الابيض والا سنشعل الوادي قتلا وخرابا!!اما تعود الخلافة العثمانية ونسبي نساء (الكفار) وتعود الفتوحات والا تدمير كل الدنيا!!ماذا نقول في امة تعلم ابناءها (السيف اصدق انباء من الكتب)؟اذا لانعجب من تكفير مفكرينا.الم يقل الامام على (عدو عاقل خير من صديق جاهل؟)
قلت لصاحبي لا تأسف لهؤلاء المخصيين فكرا والمعاقين وعيا وانظر لماجرى للمبدعين في هذا الزمان. نحن قوم لانقدر عظماءنا الا اذا فقدناهم .والسؤال :ماذا قدم هؤلاء الاغبياء للبشرية.؟ فكر؟ مؤسسة؟الم يرفع الشيخ محمد الغزالى ومحمد عبده على اعواد المشانق؟ نحن العرب كلما رأينا مفكرا مبدعا سعينا الى قتله؟ وعلى شريعتي هذا العملاق الذي صلبوه على اعواد مشانق الشتيمة في حياته ومماته. متى نعلم الناس على احترام الاراء وعلى التسامح وقبول الراي والرأي الاخر؟
قلت لفناني النديم:لاعليك ارسم لوحتك وامش لا تمنح احدا اذنك.اذا ظلمك قومك فكر على المستوى العالمي .دع المجد والشهرة للحمقى واذهب انت بالعظمة كما يقول خالد محمد خالد المفكر المصري.لاعليك احمل قومك على كتفيك للغايات السماوية وان جرحوا عنقك وان لعبوا الورق على قبرك غدا فما انصف نبي بين قومه. عندما اريد ان اتسلى اعيد قراءة كتابين مهمين (النباهة والاستحمار )لعلى شريعتي وكتاب(زمن الحمير) لمحمود السعدني.. وان لم يعدم المخلصون في عالمنا..
موضوع المقال: النباهة والاستحمار وغربة المبدعين.
هل هذه شهادة دكتوراه ؟ أسفي لهذا العالم الذي يبحث عن قتل ماتبقى له من بقية باقية من جمال ادبي او قيمة معرفية!!