yasmeen
12-11-2005, 09:48 AM
نقطة الضعف السورية الخطيرة: هسام هسام ثانية إلى المونتيفردي
بيروت - نبيه البرجي
«كما في لعبة كرة القدم، في لحظة ما يفترض تغيير اللاعب الاساسي».
هذه هي وجهة نظر رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي غادر بيروت، ودون ان يقول وداعا باعتبار انه سيعود اليها اكثر من مرة، وحتى لدى تعيين خلف له لوضعه في بعض التفاصيل التي تمكنه من المضي في مهمته نحو النجاح.
قال انه سعيد، وكما قالت «القبس» في وقت سابق ان المحققين سيوجهون اسئلة كهربائية الى المسؤولين الامنيين السوريين، اذ تبين ان الذين حققوا مع العميد رستم غزالة والعميد جامع جامع والآخرين اختارهم ميليس بدقة لكفاءتهم العالية، وايضا لقدرتهم على استدراج الاشخاص الذين امامهم الى مواقف حساسة، حصل هذا حسب القاضي الالماني، وهو ما مكنه من الحصول على معلومات مثيرة للاهتمام، والى الحد الذي حمل جهات مقربة من التحقيق على القول ان غزالة وقع في فخ ميليس، وانه لم يكن هناك اعتراف لكن المحققين وضعوا امام المستجوبين معلومات مذهلة حول لقاءات وجلسات واحاديث مع (أو عن) الرئيس الراحل رفيق الحريري استشف منها ان العلاقات وصلت الى ذروة التوتر، والى حد مفاتحته في الدور الذي لعبه في موضوع قرار مجلس الامن رقم 1559.
التوقيف بانتظار «ملحق التقرير»
توقيف مسؤولين سوريين بات امرا حتميا، التوصية قد تصدر بين لحظة واخرى، وان كان المرجح هو انتظار «ملحق التقرير» الذي سيقدمه الى امين عام الامم المتحدة كوفي عنان، لكن جهات قضائية لبنانية قالت لـ «القبس» ان المسألة وان اثيرت في «الملحق» تقتضي توصية مباشرة من المحقق الدولي للمرجع القضائي اللبناني.
هذا مع توقع مفاجأة لافتة، وهي ان ميليس سيطلب من الشاهد السوري هسام طاهر هسام الذي قام بدور مزدوج، الحضور الى المونتيفردي، وليس الى فيينا، وهو ما سيشكل حرجا بالنسبة الى السلطات السورية المعنية، والتي استعادت «الدجاجة الذهبية» بعدما قامت بمهمتها على افضل وجه منذ ان تمكن هسام من التسلل الى تلك الغرفة المعزولة كليا في فندق المونتيفردي.
كيف سترد دمشق على طلب من هذا؟ الاوساط السياسية اللبنانية ترى ان مشكلة ستطرأ، اذ ان هسام قد يكشف الجهة السورية التي طلبت اليه ان يقوم بما قام به، وبعبارة اخرى، فإن مجرد تواجد هسام في المونتيفردي يعني ان كل الاحتمالات ستكون واردة، لتضيف تلك الاوساط ان هسام الذي اعتبرت دمشق ان ما فعله ادى الى تقويض جزء كبير وحساس من التحقيق، قد يتحول في لحظة ما، او هو تحول فعلا الى نقطة خطيرة جدا بالنسبة الى الموقف السوري.
لم يتعرض لأي ضغوط
وتقول تلك الاوساط انه لا ادلة البتة على ان الشاهد المقنع تعرض الى اي ضغوط، حضر بمحض ارادته، وقال ان لديه معلومات على جانب كبير جدا من الاهمية وانه يريد الوصول الى ميليس، تفوه بأشياء مثيرة جدا، تفاصيل تتطابق مع معلومات استخباراتية دقيقة، ثم ذهب الى دمشق ليتحدث امام كاميرات التلفزيون (وقد تحول الى نجم)، عن ضغوط واغراءات تتجاوز المليون دولار، لم يقبض وحافظ على «نزاهته».
ميليس قال ان لديه نصف الصورة، هذا تحديدا ما اشار اليه منذ اشهر، ولكن هناك اساسيات تجعله يقول ان الجناة باتوا شبه معروفين، وانهم لبنانيون وسوريون في التخطيط وفي التنفيذ، ليشير الى انه لا يستطيع ان يضع الادلة التي في حوزته بين يدي الاعلام كون هذا ينعكس بصورة سلبية للغاية على مسار التحقيق، معلنا انه سيطلب من دمشق قريبا استجواب عدد اضافي من المسؤولين السوريين.
الادلة، وحسب اللهجة التي استخدمها (الى حد ما اصبح وجهه لبنانيا ويقرأ بصورة افضل بكثير من الوجه الألماني)، حساسة جدا وتشير الى اشخاص حساسين جدا. من هم؟ اسماؤهم قيد التداول، والثابت ان ما يعتبره مسرحية هسام هسام ازعجه كثيرا، واشعره بأن الموضوع يتناوله شخصيا والغاية منه هي النيل منه، فهل صحيح ما يقال بأنه تلقى نصيحة من برلين بالعودة لأنه قد يتعرض لما هو اسوأ من الخديعة، بالنظر الى الاجواء الضبابية والمتناقضة التي تسود الوضع اللبناني.
مناخات الاستجواب
قال ميليس ان مناخات الاستجواب في فيينا افضل من مناخات الاستجواب في المونتي روزا وبعدما مازح وزير العدل شارل رزق بأنه شعر بأنه معتقل وان التحقيق يتم معه، على كل رئيس لجنة التحقيق الدولية فوجئ بمستوى ثقافة رزق، وبعيدا عن كونه استاذا للقانون، فثقافته واسعة جدا، وفي اوقات بعيدة عن متاعب التحقيق، تبين ان رزق ملم بالتراث الالماني في الفلسفة والادب والدبلوماسية والتاريخ اكثر من المام ميليس نفسه الذي سيتوارى شيئا فشيئا عن المشهد ليحل محله ضابط بلجيكي وربما ايطالي كما تردد امس.
التحقيق يتقدم إلى الأمام
ولفت الى ان «ما يهم الحريصين على اكتشاف الحقيقة هو ان يعرفوا انه على الرغم من بقاء زوايا غامضة يجري العمل على ايضاحها، فإن التحقيق يتقدم نحو الامام ولا يتقهقر الى الوراء».
واعتبر ميليس ان هناك نقطة ضعف اساسية في لبنان تتمثل بالتعاون غير الكافي بالنسبة اليه من المواطنين اللبنانيين مع التحقيق وقال «ما انصح به هو المزيد من التعاون من الناس في لبنان، عليهم الا يهابوا شيئا او احدا».
حول المخاوف من حصول فراغ في التحقيق بسبب تركه لمنصبه كرئيس للجنة التحقيق، قال ميليس «لن اسمح بفراغ ينتج عن انهائي لمهمتي، سوف اتابع العمل الى ان يتم تعيين بديل عني، حين يتم التعيين ابقى مع خلفي لأنقل اليه المهمة برؤية ووضوح، في آخر الاسبوع أتوجه الى نيويورك وهناك سأناقش مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان المرحلة الانتقالية التي سأكون فيها وبعدها متوافرا».
بيروت - نبيه البرجي
«كما في لعبة كرة القدم، في لحظة ما يفترض تغيير اللاعب الاساسي».
هذه هي وجهة نظر رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي غادر بيروت، ودون ان يقول وداعا باعتبار انه سيعود اليها اكثر من مرة، وحتى لدى تعيين خلف له لوضعه في بعض التفاصيل التي تمكنه من المضي في مهمته نحو النجاح.
قال انه سعيد، وكما قالت «القبس» في وقت سابق ان المحققين سيوجهون اسئلة كهربائية الى المسؤولين الامنيين السوريين، اذ تبين ان الذين حققوا مع العميد رستم غزالة والعميد جامع جامع والآخرين اختارهم ميليس بدقة لكفاءتهم العالية، وايضا لقدرتهم على استدراج الاشخاص الذين امامهم الى مواقف حساسة، حصل هذا حسب القاضي الالماني، وهو ما مكنه من الحصول على معلومات مثيرة للاهتمام، والى الحد الذي حمل جهات مقربة من التحقيق على القول ان غزالة وقع في فخ ميليس، وانه لم يكن هناك اعتراف لكن المحققين وضعوا امام المستجوبين معلومات مذهلة حول لقاءات وجلسات واحاديث مع (أو عن) الرئيس الراحل رفيق الحريري استشف منها ان العلاقات وصلت الى ذروة التوتر، والى حد مفاتحته في الدور الذي لعبه في موضوع قرار مجلس الامن رقم 1559.
التوقيف بانتظار «ملحق التقرير»
توقيف مسؤولين سوريين بات امرا حتميا، التوصية قد تصدر بين لحظة واخرى، وان كان المرجح هو انتظار «ملحق التقرير» الذي سيقدمه الى امين عام الامم المتحدة كوفي عنان، لكن جهات قضائية لبنانية قالت لـ «القبس» ان المسألة وان اثيرت في «الملحق» تقتضي توصية مباشرة من المحقق الدولي للمرجع القضائي اللبناني.
هذا مع توقع مفاجأة لافتة، وهي ان ميليس سيطلب من الشاهد السوري هسام طاهر هسام الذي قام بدور مزدوج، الحضور الى المونتيفردي، وليس الى فيينا، وهو ما سيشكل حرجا بالنسبة الى السلطات السورية المعنية، والتي استعادت «الدجاجة الذهبية» بعدما قامت بمهمتها على افضل وجه منذ ان تمكن هسام من التسلل الى تلك الغرفة المعزولة كليا في فندق المونتيفردي.
كيف سترد دمشق على طلب من هذا؟ الاوساط السياسية اللبنانية ترى ان مشكلة ستطرأ، اذ ان هسام قد يكشف الجهة السورية التي طلبت اليه ان يقوم بما قام به، وبعبارة اخرى، فإن مجرد تواجد هسام في المونتيفردي يعني ان كل الاحتمالات ستكون واردة، لتضيف تلك الاوساط ان هسام الذي اعتبرت دمشق ان ما فعله ادى الى تقويض جزء كبير وحساس من التحقيق، قد يتحول في لحظة ما، او هو تحول فعلا الى نقطة خطيرة جدا بالنسبة الى الموقف السوري.
لم يتعرض لأي ضغوط
وتقول تلك الاوساط انه لا ادلة البتة على ان الشاهد المقنع تعرض الى اي ضغوط، حضر بمحض ارادته، وقال ان لديه معلومات على جانب كبير جدا من الاهمية وانه يريد الوصول الى ميليس، تفوه بأشياء مثيرة جدا، تفاصيل تتطابق مع معلومات استخباراتية دقيقة، ثم ذهب الى دمشق ليتحدث امام كاميرات التلفزيون (وقد تحول الى نجم)، عن ضغوط واغراءات تتجاوز المليون دولار، لم يقبض وحافظ على «نزاهته».
ميليس قال ان لديه نصف الصورة، هذا تحديدا ما اشار اليه منذ اشهر، ولكن هناك اساسيات تجعله يقول ان الجناة باتوا شبه معروفين، وانهم لبنانيون وسوريون في التخطيط وفي التنفيذ، ليشير الى انه لا يستطيع ان يضع الادلة التي في حوزته بين يدي الاعلام كون هذا ينعكس بصورة سلبية للغاية على مسار التحقيق، معلنا انه سيطلب من دمشق قريبا استجواب عدد اضافي من المسؤولين السوريين.
الادلة، وحسب اللهجة التي استخدمها (الى حد ما اصبح وجهه لبنانيا ويقرأ بصورة افضل بكثير من الوجه الألماني)، حساسة جدا وتشير الى اشخاص حساسين جدا. من هم؟ اسماؤهم قيد التداول، والثابت ان ما يعتبره مسرحية هسام هسام ازعجه كثيرا، واشعره بأن الموضوع يتناوله شخصيا والغاية منه هي النيل منه، فهل صحيح ما يقال بأنه تلقى نصيحة من برلين بالعودة لأنه قد يتعرض لما هو اسوأ من الخديعة، بالنظر الى الاجواء الضبابية والمتناقضة التي تسود الوضع اللبناني.
مناخات الاستجواب
قال ميليس ان مناخات الاستجواب في فيينا افضل من مناخات الاستجواب في المونتي روزا وبعدما مازح وزير العدل شارل رزق بأنه شعر بأنه معتقل وان التحقيق يتم معه، على كل رئيس لجنة التحقيق الدولية فوجئ بمستوى ثقافة رزق، وبعيدا عن كونه استاذا للقانون، فثقافته واسعة جدا، وفي اوقات بعيدة عن متاعب التحقيق، تبين ان رزق ملم بالتراث الالماني في الفلسفة والادب والدبلوماسية والتاريخ اكثر من المام ميليس نفسه الذي سيتوارى شيئا فشيئا عن المشهد ليحل محله ضابط بلجيكي وربما ايطالي كما تردد امس.
التحقيق يتقدم إلى الأمام
ولفت الى ان «ما يهم الحريصين على اكتشاف الحقيقة هو ان يعرفوا انه على الرغم من بقاء زوايا غامضة يجري العمل على ايضاحها، فإن التحقيق يتقدم نحو الامام ولا يتقهقر الى الوراء».
واعتبر ميليس ان هناك نقطة ضعف اساسية في لبنان تتمثل بالتعاون غير الكافي بالنسبة اليه من المواطنين اللبنانيين مع التحقيق وقال «ما انصح به هو المزيد من التعاون من الناس في لبنان، عليهم الا يهابوا شيئا او احدا».
حول المخاوف من حصول فراغ في التحقيق بسبب تركه لمنصبه كرئيس للجنة التحقيق، قال ميليس «لن اسمح بفراغ ينتج عن انهائي لمهمتي، سوف اتابع العمل الى ان يتم تعيين بديل عني، حين يتم التعيين ابقى مع خلفي لأنقل اليه المهمة برؤية ووضوح، في آخر الاسبوع أتوجه الى نيويورك وهناك سأناقش مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان المرحلة الانتقالية التي سأكون فيها وبعدها متوافرا».