المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتيات عنيفات..ولا عزاء للانوثة!



yasmeen
12-11-2005, 08:52 AM
مطلوب وقفة لمنع انتشار الظاهرة بين طالبات المدارس

كتب ماجد نعمة:

« لا عزاء للأنوثة..!» تفرض هذه المقولة نفسها وتتجسد واضحة على أرض الواقع في ظل تنامي عنف «بنات اليوم» والذي يكاد يشكل ظاهرة بين طالبات المدارس والجامعات.

والشاهد ان حواء الرقيقة ذات الدلع والدلال من المفزع ان نراها بحالة من القسوة والغلظة مما يصدم الأرواح المتطلعة إلى رؤيتها كزهرة جميلة تعطر الأجواء بالمحبة والصفو والحنان.

وعلامة الاستفهام الكبرى ازاء هذا الأمر: كيف تتحول الفتاة الرقيقة إلى كائن مختلف يتسم بسلوك قاس وعنيف؟ ومن المسؤول عن عنف فتيات اليوم، وبالاخص طالبات المدارس والجامعات؟

هل هو اسلوب التربية الخاطئ في البيت والذي قد تتسبب فيه القسوة المتبادلة بين الوالدين أمام الأنباء في ذلك؟

أما أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق أساليب التعليم في المدارس والجامعات؟ وأيضاً تنامي العنف وتلاشي الرومانسية في مختلف الظواهر الحياتية، وتضاؤل مساحة الرقة والحنان من المجتمعات والتعاملات اليومية.

ان ظاهرة العنف والتي بدأت تتزايد بين طلاب مدارسنا تتطلب دراسات متأنية وتفرض وقفة جادة من المسؤولين والاكاديميين، وبعد ان كانت هذه الظاهرة في السابق مقصورة على الاولاد ومدارس البنين، انتقلت في الآونة الأخيرة الى مدارس البنات وبدأ العنف ينتشر بين الطالبات وبشكل ينذر بالخطر والذي قد يتطور الى عواقب وخيمة تربويا واجتماعيا وحتى الآن لم تقم وزارة التربية بأي تحركات ايجابية للحد من ظاهرة عنف الطلاب والطالبات، ودراستها بصورة علمية وتربوية.

وبالنظر الى عنف الفتيات نجد ان الاسى يتزايد وهي المخلوق الناعم بطبيعتها، التي تتسم بالهدوء والسلبية وبغريزتها الممتلئة حبا وحنانا الى مخلوق آخر له مخالب وانياب وعيون حمراء مرعبة، والمؤكد ان عنف الطالبات مشكلة مؤرقة تستدعي وقفة جادة من جميع المختصين ويجب ان لا نقف مكتوفي الايدي ازاءها.

وفي هذا التحقيق استطلعنا آراء بعض المعلمات والطالبات حول عنف فتيات المدارس والجامعات.

تعاون وعلاج

في البداية تقول إحسان عبدالسلام الموجهة في التعليم الخاص ان العنف الصادر من الطالبات يحتاج علاجه الى تعاون بين اسرة الطالبة والمدرسة فاحيانا يكون ميل الطالبة الى العنف بسبب بيئها في المنزل، فإذا كان الاب قاسيا ويمارس العنف مع افراد اسرته سواء أكانت الزوجة او الابناء فإن ذلك ينعكس على الجميع وبالتالي سوف ينعكس على سلوك الطالبة وتؤكد إحسان عبدالسلام انه ليس بالضرورة ان يكون الاب فقط هو صاحب السلوك العنيف في الاسرة فيمكن ان تكون الام التي تمارس العنف مع اولادها.

وتضيف «احيانا يكون سبب العنف لدى الطالبة هو سلوك المعلمة في الصف، التي تتعامل بطريقة يشوبها العنف، مما تنعكس بوادره سلبا على اتصاف الطالبات بالغلظة ولكن اغلبية المعلمات في مدارسنا يتسمن باللطف في معاملة تلميذاتهن والمعلمة التي تتسم معاملتها بالغلظة هي في حقيقة الامر غير ملمة بأسس السلوك التربوي ومردوده الايجابي.

وتتفق عالية الجوهرة مدرسة المرحلة المتوسطة مع هذا الرأي وترى ان الابرز في ميل الطالبات الى العنف هو البيئة المنزلية فالاسرة لها دور كبير في بناء شخصية الطالبة فاذا كانت الاسرة تربي الطالبة على احترام المعلمة واحترام كل من هو اكبر منها فان ذلك له مردود ايجابي كبير على شخصية الطالبة، اما اذا كانت الطالبة لا تحترم امها فكيف تقوم باحترام معلمتها؟ واضافت ان بعض المعلمات لا يرتقين الى مستوى التعليم فيقمن بالتلفظ على الطالبات بالفاظ بذيئة وهو ما يجعل تلك الكلمات البذيئة امرا متداولا لدى الطالبات فيما بينهن، وهناك بعض الطالبات يقمن برد الشتم والالفاظ غير اللائقة على المعلمة في حال تلفظها بذلك.

المرحلة التدريسية

تضيف الجوهر ان المرحلة المتوسطة هي اصعب المراحل التدريسية للمعلمات وتكون الفتاة في سن المراهقة ومن ثم تكتسب الفاظا وسلوكيات جديدة ويجب على المعلمة ان تقوم بدراسة نفسية الطالبة والتطورات التي تطرأ عليها جسديا ووجدانيا خلال هذه المرحلة وعليها احترام الطالبة وحتى لو كانت مشاغبة ومعاملتها بصورة تتسم بالذوق والتحضر وعلى المعلمة ايضا ان تعامل تلميذاتها في الصف باسلوب قدسية مهنتها كمعلمة ومربية وتستطرد الجوهرة قائلة إن الغيرة قد تكون سبباً لانتشار العنف بين الطالبات إذ يتنافسن فيما بينهن بصورة تؤدي إلى حدوث المشاكل وتوافقها في الرأي سوسن اللوغاني التي قالت: إن ظاهرة الغيرة منتشرة بشكل كبير بين الطالبات مما يؤدي إلى العنف فيما بينهن وارجعت السبب في الغيرة إلى التربية الخاطئة وإلى حب المظاهر والسباق على التميز بين الطالبات في شراء الكماليات من أغلى الماركات ومحاولة الظهور بمظهر «كشخة».. وترى اللوغاني ان عنف الفتيات مشكلة واقعية نعيشها جميعاً وانعكاساتها خطرة على الطالبات لأنها تنتهي بتدمير أنوثة المرأة في المستقبل وهي التي يفترض أن تربي أولادها على المحبة واللين والحنان، أما نجاة الحبيب مدرسة فتقول إن المدرسة هي مكان التربية الثاني بعد البيت والمدارس ليست مكاناً فقط للتعليم.. بل لغرس الأخلاق والفضائل.

سن المراهقة

ومن هنا تتشكل شخصية الطالبة وتبدي الحبيب أسفها من قيام بعض أولياء الأمور بتعزيز عنف أولادهم وبناتهم فالكثيرون يساعدون على تمرد الطالبة وميلها إلى العنف حين يتسم سلوك الأسرة بالعنف ومن ثم يتم إهمال التنشئة وتشجيعها على احترام المعلمة وجميع الناس.

وتضيف «تفكك الأسرة يؤثر سلباً على الطالبات خاصة ممن هنَّ في سن المراهقة، فعلينا كمعلمين ومربين أن نتعاون مع أسرة الطالبة لكي تتجاوز مرحلة المراهقة وهي المرحلة التي تتشكل فيها شخصية الفتاة.. وترى الحبيب أن الطالبة المشاغبة ميالة بطبعها إلى المشاغبة تؤكد حوراء سليمان الطالبة في المرحلة المتوسطة إن بعض زميلاتها في الصف يتسم سلوكهن بالعنف ويتسابقن على تقليد الشباب في الملابس والمشي والحركات وتبدي استغرابها من الفتاة المسترجلة وتتساءل لماذا تفعل الفتيات ذلك؟ وتشاركها هذا الرأي زميلتها آلاء سالم التي قالت إنها بدأت تخاف من تصرفات بعض الطالبات اللواتي أصبحن كالرجال في تصرفاتهن وتطالب المعلمات بالتصدي لهؤلاء الفتيات حتى يرتدعن عن تقليدهن للشباب!

قصات شبابية

تؤكد الطالبة نور احمد انها اصبحت تميل الى قص شعرها بطريقة تشبه قصات الشباب وترى ان ذلك لا يبعدها عن انوثتها.. وقالت انها مقتنعة تماما بذلك!

كراتيه

ندى سالم قالت انها تتمنى ان يسمح لها والدها بممارسة لعبة الكراتيه، حيث انها تحب العاب الدفاع عن النفس وغيرها من الالعاب التي ظلت قاصرة على الرجال.

البارون: الإحباط والغيرة

قال أستاذ علم النفس د. خضر البارون ان الغيرة ابرز اسباب العنف الحاصل بين الطالبات، مشيرا الى ان هذا العنف يعتبر طبيعيا ويسمى العنف اللفظي لكن اذا زاد على حدوده الطبيعية يتحول الى العنف اليدوي المتمثل بالضرب وشد الشعر.

واوضح ان الاحباط يعتبر من اهم اسباب العنف الحاصل بين الطالبات مشيرا الى ان فترة المراهقة تؤدي إلى زيادة هذه الظاهرة حيث تميل الطالبات إلى حب الذات الذي قد يتطور الى العنف.

ولفت الى ان علاج هذه الظاهرة يكون بالتوعية وتعليم الطالبات احترام الطرف الاخر مشيرا الى ان التربية والتنشئة تلعبان دورا مهما بهذه المسألة فضلا عن دور المدرسة الذي لا يقل اهمية عن دور الاسرة.
__