فاطمي
12-11-2005, 06:53 AM
فؤاد الهاشم
.. قال الديكتاتور العراقي السابق «صدام حسين» - امام القاضي الذي يحاكمه - «على قندرتي أي حكم بالاعدام»!! - والقندرة هي الحذاء باللهجة العراقية - وقبل حوالي خمسين عاما، وفي حكومة «نوري السعيد» التي ضمت وزير خارجيته «صالح جبر»، خرجت تظاهرة بعشرات الآلاف في بغداد تهتف قائلة.. «نوري السعيد.. قندرة، وصالح جبر.. قيطانها»! و..«القيطان» باللهجة العراقية هي خيوط الحذاء!! حين كان «صدام حسين» في عز جبروته خطب - اكثر من مرة - قائلا إن الشعب العراقي عاش «حافيا» - بلا قندرة - وان ثورة تموز «الخالدة» التي جاءت بحزب البعث الى السلطة ألبست كل عراقي.. «قندرة»!! .
في مساء أحد أيام صيف عام 1988، كنت أهم بالخروج من باب المصعد في جريدة «الوطن» لألتقي بالسفير العراقي - آنذاك - «عمر جبار غني» - واسمه الحقيقي عمر جبار عبدالمغني - ومعه المدعو «حامد الملا» المستشار الاعلامي في السفارة العراقية الذي كان يداوم في الصحف اليومية والمجلات اكثر من دوام رؤساء ومديري التحرير انفسهم، فقال لي السفير - مرحبا - «اشلونك آغاتي»؟ فقلت له.. «بخير.. يا عيوني»، فضحك هو و«الملا» ثم اكمل.. «انت ليش هوايا مقل في كتاباتك من ناحية الاشادة بقادسية صدام المجيدة»؟!
ولم ينتظر مني جوابا بل اضاف.. «انت كويتي سني». لازم ما يضحك عليك النظام الايراني المجوسي «القندرة»! وعدته خيرا ثم ودعته واتجهت ناحية سيارتي ولسان حالي يردد القول الشعبي المصري.. «اصبر على جار السوء، اما انه يرحل أو تجيله مصيبة.. تاخذه»!
والحمدلله ان «المصيبة جات وخدته» اخذ عزيز مقتدر والا كان قد اوعز الى زبانيته بوضع بضعة اصابع «كوسة» محشوة بمادة «سي - فور» المتفجرة تحت دعامية سيارتي وارسلني الى الدار الآخرة! كنا شبابا في العشرينات عام 1970 حين توجهنا - نحن الأصدقاء الأربعة - الى البصرة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع، وفي «سفوان» - المركز الحدودي العراقي - شاهدنا جنديا - بمثل اعمارنا - تستطيع ان ترى كل بؤس الدنيا على وجهه، اقترب منا وقال.. «الله يساعدهم»، فقلنا له.. «الله يساعدك»، وبلا مقدمات، طلب منا - في الزيارة القادمة الى البصرة - ان نحقق له حلمه، سألناه «ما هو حلمك»؟
فأجاب.. «اريدن قندرة.. روغان»، اما «روغان» هذه فهي لنوع من الاحذية اللامعة الرخيصة وكانت تباع في «الشارع الجديد».. «بالدرزن» وهي بنفس نوعية احذية المطر القديمة ذات الرقبة العالية التي كنا نلبسها - نحن التلاميذ - «ونخوض» بداخل «خبرات المياه المتجمعة في الفريج»!! في عام 1971، تكررت حكاية «القندرة» ولكن في بغداد هذه المرة حين قال لي صبي عراقي عمره حوالي 15 عاما ويعمل غسالا للسيارات امام احد الفنادق - بعد ان غسل سيارتي واخذ يبحلق في لوحتها المرورية المكتوب عليها آنذاك.. «كويت - خصوصي».. «يا ريتني - قندرة - في رجولك»، فلما سألته عن السبب قال.. «عشان أروح معاك» الكويت واعيشن عيشة أوادم مثلكم»! الصبي «الغسال» - ومن قبله الجندي في مركز «سفوان» - لم يعلم بأن سبب بؤسهم حكم البعث، وسبب راحتنا عدم حكم.. البعث! وسؤالي الآن هو.. «ما سر - القندرة - في التراث العراقي السياسي والاجتماعي»؟! ومنا الى البعثي السابق «إياد علاوي» - رئيس الوزراء العراقي السابق ايضا - بعد ان رجمه العراقيون بـ «القنادر» اثناء زيارته للنجف الاشرف!!
ہہہ
.. قالت شاهدة عراقية في محكمة صدام حسين انها من كثرة التعذيب وطول سنوات الحبس، فقد شاهدت حمارا - اثناء نقلها من سجن «ابو غريب» الى آخر في «الانبار» - في الطريق و.. «حسدته على حريته»! امرأة تحسد حمارا على سيره هائما في الشوارع، وجندي عراقي «حلم حياته» الحصول على «قندرة روغان» وصبي غسال يحلم بأن يصبح «قندره» حتى يخرج من العراق!! ثم يأتي «معن بشور» و«قانصوه» و«عبدالباري دولار»، و«الحمارنة» و«الجحاشنة» و«الخصاونة» و«المطايزة» و«نجيب النعيمي» ليدافعوا عن نظام ورئيسه تسببا في كل هذه الكوارث للشعب العراقي وكأنهم يريدون لمعاناة الجندي في سفوان والغسال في بغداد والمرأة في المعتقل ان تستمر لاجيال.. واجيال حتى «يلحسوا» كوبونات النفط والرشاوى الى آخر.. قطرة!! لكن الشعب العراقي سيلاحقهم حتى آخر «قندرة».. لديه !!
تاريخ النشر: الاحد 11/12/2005
.. قال الديكتاتور العراقي السابق «صدام حسين» - امام القاضي الذي يحاكمه - «على قندرتي أي حكم بالاعدام»!! - والقندرة هي الحذاء باللهجة العراقية - وقبل حوالي خمسين عاما، وفي حكومة «نوري السعيد» التي ضمت وزير خارجيته «صالح جبر»، خرجت تظاهرة بعشرات الآلاف في بغداد تهتف قائلة.. «نوري السعيد.. قندرة، وصالح جبر.. قيطانها»! و..«القيطان» باللهجة العراقية هي خيوط الحذاء!! حين كان «صدام حسين» في عز جبروته خطب - اكثر من مرة - قائلا إن الشعب العراقي عاش «حافيا» - بلا قندرة - وان ثورة تموز «الخالدة» التي جاءت بحزب البعث الى السلطة ألبست كل عراقي.. «قندرة»!! .
في مساء أحد أيام صيف عام 1988، كنت أهم بالخروج من باب المصعد في جريدة «الوطن» لألتقي بالسفير العراقي - آنذاك - «عمر جبار غني» - واسمه الحقيقي عمر جبار عبدالمغني - ومعه المدعو «حامد الملا» المستشار الاعلامي في السفارة العراقية الذي كان يداوم في الصحف اليومية والمجلات اكثر من دوام رؤساء ومديري التحرير انفسهم، فقال لي السفير - مرحبا - «اشلونك آغاتي»؟ فقلت له.. «بخير.. يا عيوني»، فضحك هو و«الملا» ثم اكمل.. «انت ليش هوايا مقل في كتاباتك من ناحية الاشادة بقادسية صدام المجيدة»؟!
ولم ينتظر مني جوابا بل اضاف.. «انت كويتي سني». لازم ما يضحك عليك النظام الايراني المجوسي «القندرة»! وعدته خيرا ثم ودعته واتجهت ناحية سيارتي ولسان حالي يردد القول الشعبي المصري.. «اصبر على جار السوء، اما انه يرحل أو تجيله مصيبة.. تاخذه»!
والحمدلله ان «المصيبة جات وخدته» اخذ عزيز مقتدر والا كان قد اوعز الى زبانيته بوضع بضعة اصابع «كوسة» محشوة بمادة «سي - فور» المتفجرة تحت دعامية سيارتي وارسلني الى الدار الآخرة! كنا شبابا في العشرينات عام 1970 حين توجهنا - نحن الأصدقاء الأربعة - الى البصرة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع، وفي «سفوان» - المركز الحدودي العراقي - شاهدنا جنديا - بمثل اعمارنا - تستطيع ان ترى كل بؤس الدنيا على وجهه، اقترب منا وقال.. «الله يساعدهم»، فقلنا له.. «الله يساعدك»، وبلا مقدمات، طلب منا - في الزيارة القادمة الى البصرة - ان نحقق له حلمه، سألناه «ما هو حلمك»؟
فأجاب.. «اريدن قندرة.. روغان»، اما «روغان» هذه فهي لنوع من الاحذية اللامعة الرخيصة وكانت تباع في «الشارع الجديد».. «بالدرزن» وهي بنفس نوعية احذية المطر القديمة ذات الرقبة العالية التي كنا نلبسها - نحن التلاميذ - «ونخوض» بداخل «خبرات المياه المتجمعة في الفريج»!! في عام 1971، تكررت حكاية «القندرة» ولكن في بغداد هذه المرة حين قال لي صبي عراقي عمره حوالي 15 عاما ويعمل غسالا للسيارات امام احد الفنادق - بعد ان غسل سيارتي واخذ يبحلق في لوحتها المرورية المكتوب عليها آنذاك.. «كويت - خصوصي».. «يا ريتني - قندرة - في رجولك»، فلما سألته عن السبب قال.. «عشان أروح معاك» الكويت واعيشن عيشة أوادم مثلكم»! الصبي «الغسال» - ومن قبله الجندي في مركز «سفوان» - لم يعلم بأن سبب بؤسهم حكم البعث، وسبب راحتنا عدم حكم.. البعث! وسؤالي الآن هو.. «ما سر - القندرة - في التراث العراقي السياسي والاجتماعي»؟! ومنا الى البعثي السابق «إياد علاوي» - رئيس الوزراء العراقي السابق ايضا - بعد ان رجمه العراقيون بـ «القنادر» اثناء زيارته للنجف الاشرف!!
ہہہ
.. قالت شاهدة عراقية في محكمة صدام حسين انها من كثرة التعذيب وطول سنوات الحبس، فقد شاهدت حمارا - اثناء نقلها من سجن «ابو غريب» الى آخر في «الانبار» - في الطريق و.. «حسدته على حريته»! امرأة تحسد حمارا على سيره هائما في الشوارع، وجندي عراقي «حلم حياته» الحصول على «قندرة روغان» وصبي غسال يحلم بأن يصبح «قندره» حتى يخرج من العراق!! ثم يأتي «معن بشور» و«قانصوه» و«عبدالباري دولار»، و«الحمارنة» و«الجحاشنة» و«الخصاونة» و«المطايزة» و«نجيب النعيمي» ليدافعوا عن نظام ورئيسه تسببا في كل هذه الكوارث للشعب العراقي وكأنهم يريدون لمعاناة الجندي في سفوان والغسال في بغداد والمرأة في المعتقل ان تستمر لاجيال.. واجيال حتى «يلحسوا» كوبونات النفط والرشاوى الى آخر.. قطرة!! لكن الشعب العراقي سيلاحقهم حتى آخر «قندرة».. لديه !!
تاريخ النشر: الاحد 11/12/2005