سلسبيل
12-10-2005, 07:00 AM
زكي محفوض - الحياة
سيفه قاطع لا يستلّه إلاّ عند الضرورة. حسّه مرهف. عيناه واسعتان. وجهه صريح. زاهد. صوته مطمئن. هادئ في الشدائد. شديد الإيمان بمعتقده. لا ينفعل ويكبت كل شعور بالسوء. يحبّه الصغار والكبار والحيوانات والمخلوقات الغريبة، من أي كوكب كانت.
غايته أن يعود إلى الماضي، من حيث أتى أصلاً. فهناك في الماضي السحيق، وقبل أن يضرب ضربته القاضية، دفعه الماكر «أكوو» نحو كوّة زمنية وصل عبرها إلى عصرنا وشاشاتنا.
لحظة، أو بالأحرى ومضة، فصلته عن القضاء نهائياً على الشر الخالص والفزع المهول اللذين نشرهما «أكوو» على الأرض...
لم يوفّق آنذاك، فصار قدره أن يحارب مخلوقات «أكوو»، الشريرة هي الأخرى. مخلوقات ذكية وفتّاكة... وآلية. روبوتات مختلفة الأشكال والأنواع و»الأجناس»... تباغته في أي وقت، واضعة القضاء عليه، وسائل شتى ، نصب أعينها. ولا تكلّ إلاّ عندما يقضي عليها هو... «ساموراي جاك»! واسمه هذا عنوان لمسلسل كرتون من إبداع جاندي تارتاكوفسكي وإخراجه، يُعرض في محطة «كرتون نتوورك»، للصغار... والكبار أيضاً.
أراد الأميركي تارتاكوفسكي، عبر شخصية «أكوو» الشيطانية المتحوّلة، أن يكون أعداء «ساموراي جاك» روبوتات ولا شيء غير ذلك. آلات فائقة المرونة في الحركة والدقة، في الاستجابة والذكاء وفي الانتقاء. آلات ما زال تطوّرها في مهده، في الواقع الراهن. إلاّ أنها وليدة تقدّم التكنولوجيا. فهل أراد تارتاكوفسكي الربط بين مشتقات العلم وصنائع «أكوو»، بين التكنولوجيا والشر؟
لا شك في أن الذي يشاهد حلقات «ساموراي جاك» تعتريه أسئلة كهذه، فالأمر واضح وجلي. وإذا نظرنا إلى تركيب شخصية «ساموراي جاك» لنفرت أمامنا أوجه الشبه بين الشخصية الكرتون وشخصية الأصولي البشري، (وبما يرِد عنها): الإيمان بالمعتقد (مهما كان)، استدعاء الماضي كهالة تحيط به، والسلوك والتصرف بموجب ما هو قديم... حتى في الملبس أحياناً، والجهوزية الدائمة لمحاربة «الشر». والشر، عند «الأصولي» الكرتون يتجسّد في صنائع «أكوو»، وعند «الأصولي» البشري هو ما يخالف الأصول والتعاليم... ويبقى عند هذا الأخير أمراً معنوياً يثير اعتمالاً داخلياً، إلاّ إذا أصابه التعصّب. عندئذٍ، ينزع نحو «الإرهاب»، على ما يوصف به.
أما أوجه الاختلاف بين «ساموراي جاك» والإرهابي، هذه المرّة، ففي تفاوت انشداد المشاهد إلى كل منهما، عند ظهوره على الشاشة.
«ساموراي جاك» يبقى شخصية محبّبة دائماً، لا تؤذي مهما فعلت (حتى لو أصابها التعصّب)، ربما لأنها كرتون. أما «الإرهابي» عندما يطلّ، بأي لباس كان وأي وضعية كانت وأي فعل كان، فأقل ما يفعله هو أن يشوّش المتابعة ويقطع حوافز التواصل.
... والإرهاب ليس من كرتون!
سيفه قاطع لا يستلّه إلاّ عند الضرورة. حسّه مرهف. عيناه واسعتان. وجهه صريح. زاهد. صوته مطمئن. هادئ في الشدائد. شديد الإيمان بمعتقده. لا ينفعل ويكبت كل شعور بالسوء. يحبّه الصغار والكبار والحيوانات والمخلوقات الغريبة، من أي كوكب كانت.
غايته أن يعود إلى الماضي، من حيث أتى أصلاً. فهناك في الماضي السحيق، وقبل أن يضرب ضربته القاضية، دفعه الماكر «أكوو» نحو كوّة زمنية وصل عبرها إلى عصرنا وشاشاتنا.
لحظة، أو بالأحرى ومضة، فصلته عن القضاء نهائياً على الشر الخالص والفزع المهول اللذين نشرهما «أكوو» على الأرض...
لم يوفّق آنذاك، فصار قدره أن يحارب مخلوقات «أكوو»، الشريرة هي الأخرى. مخلوقات ذكية وفتّاكة... وآلية. روبوتات مختلفة الأشكال والأنواع و»الأجناس»... تباغته في أي وقت، واضعة القضاء عليه، وسائل شتى ، نصب أعينها. ولا تكلّ إلاّ عندما يقضي عليها هو... «ساموراي جاك»! واسمه هذا عنوان لمسلسل كرتون من إبداع جاندي تارتاكوفسكي وإخراجه، يُعرض في محطة «كرتون نتوورك»، للصغار... والكبار أيضاً.
أراد الأميركي تارتاكوفسكي، عبر شخصية «أكوو» الشيطانية المتحوّلة، أن يكون أعداء «ساموراي جاك» روبوتات ولا شيء غير ذلك. آلات فائقة المرونة في الحركة والدقة، في الاستجابة والذكاء وفي الانتقاء. آلات ما زال تطوّرها في مهده، في الواقع الراهن. إلاّ أنها وليدة تقدّم التكنولوجيا. فهل أراد تارتاكوفسكي الربط بين مشتقات العلم وصنائع «أكوو»، بين التكنولوجيا والشر؟
لا شك في أن الذي يشاهد حلقات «ساموراي جاك» تعتريه أسئلة كهذه، فالأمر واضح وجلي. وإذا نظرنا إلى تركيب شخصية «ساموراي جاك» لنفرت أمامنا أوجه الشبه بين الشخصية الكرتون وشخصية الأصولي البشري، (وبما يرِد عنها): الإيمان بالمعتقد (مهما كان)، استدعاء الماضي كهالة تحيط به، والسلوك والتصرف بموجب ما هو قديم... حتى في الملبس أحياناً، والجهوزية الدائمة لمحاربة «الشر». والشر، عند «الأصولي» الكرتون يتجسّد في صنائع «أكوو»، وعند «الأصولي» البشري هو ما يخالف الأصول والتعاليم... ويبقى عند هذا الأخير أمراً معنوياً يثير اعتمالاً داخلياً، إلاّ إذا أصابه التعصّب. عندئذٍ، ينزع نحو «الإرهاب»، على ما يوصف به.
أما أوجه الاختلاف بين «ساموراي جاك» والإرهابي، هذه المرّة، ففي تفاوت انشداد المشاهد إلى كل منهما، عند ظهوره على الشاشة.
«ساموراي جاك» يبقى شخصية محبّبة دائماً، لا تؤذي مهما فعلت (حتى لو أصابها التعصّب)، ربما لأنها كرتون. أما «الإرهابي» عندما يطلّ، بأي لباس كان وأي وضعية كانت وأي فعل كان، فأقل ما يفعله هو أن يشوّش المتابعة ويقطع حوافز التواصل.
... والإرهاب ليس من كرتون!