فاطمي
12-08-2005, 04:35 PM
GMT 8:00:00 2005 الخميس 8 ديسمبر
http://elaph.com/elaphweb/Resources/images/Interview/2005/12/thumbnails/T_1e94510c-ff80-4c58-a188-f66ef4283948.JPG
شيركو شريف من اربيل
حوار مع رئيس البرلمان الكردي عدنان المفتي
والصراع العربي الإسرائيلي أهم مبررات إنتشار المد الإرهابي
الأكراد منشغلون من القاعدة الى قمة الهرم في الحملة الإعلامية لحشد الناس لخوض الانتخابات النيابية القادمة في العراق، وقد وصف الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني تلك الانتخابات بـ(المصيرية)، ودعيا شعبهما الى المشاركة بكثافة عالية لضمان الحصول على العدد الأكبر من مقاعد المجلس القادم بعد دخول العامل السني هذه المرة الى ساحة المنافسة حيث تتوقع الأوساط السياسية الكردية أن تكون تلك المنافسة حامية الوطيس،فلدى الأكراد حسب قياداتهم الكثير من القلق حول مستقبلهم في العراق في ظل الصراعات السياسية والطائفية الجارية على الساحة العراقية،والضمان الوحيد الذي يعلقون عليه الآمال هو الدستور الذي سيقرر المجلس النيابي القادم مصيره أيضا على ضوء الإستحقاقات الانتخابية. ومع هذه التحركات السياسية المكثفة ،فإنهم ينظرون الى تطورات الوضع الأمني في العراق بنفس مقدار قلقهم على العملية السياسية، فبرغم تمتع المنطقة الكردية بشيء من الهدوء النسبي، ولكن للعمليات الإرهابية في بعض الأحيان إمتدادات وشظايا تصيب المنطقة أيضا.
في أول لقاء مع عدنان المفتي رئيس البرلمان الكردي تحدث عن تهديدات الإرهابيين ضد الإسلام تحديدا، وهو بالمناسبة ينتمي الى أحد أبرز العائلات الدينية في المنطقة تخرج في كنفها العديد من علماء الدين والخطباء، وكان والده محمد رشاد المفتي خريج جامع الأزهر تولى القضاء الشرعي في أربيل لمدة تقرب من نصف قرن الى جانب إمامة الصلاة وإلقاء خطب الجمعة في جامع القلعة الكبير. بدأنا معه من محور الإنتخابات النيابية القادمة، خاصة وأن الأكراد يعلقون آمالا عريضة عليها، وسـألناه عن أسباب إيلاء تلك الأهمية القصوى بالانتخابات القادمة، فقال"هذه الانتخابات مهمة جدا لأنها تأتي بعد إقرار الدستور الدائم ستليها تشكيل حكومة دائمة لأربع سنوات قادمة، وهي الحكومة التي نعلق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الأمن والإستقرار،وتدشين عملية البناء والأعمار في العراق الجديد.
كما أن أهميتها تكمن أيضا في كون البرلمان القادم سوف يقر أكثر من 50 قانونا مقترحا على ضوء الدستور الجديد وهي بمجملها تؤدي الى تطبيق وتثبيت مواد هذا الدستور التي أقرت بعضا من حقوقنا القومية المشروعة، فبدون هذا الدستور لا يمكن للعملية الديمقراطية في العراق أن تستمر في الطريق الصحيح.
وتلك القوانين ستحدد معالم العراق الديمقراطي الفدرالي الجديد وحقوق الإنسان وحاجات المواطن العراقي الأساسية من الحرية والكرامة، بالإضافة الى ذلك فالانتخابات مهمة لأنها ستكون بمشاركة جميع التكوينات العراقية،كما أن الكرد يتوقعون أن تكون الانتخابات القادمة خطوة مهمة لإستعادة سيادة العراق،وعودته الى الساحة للعب دوره الأقليمي والعربي".
صورة وردية
سألناه" صورت المشهد القادم بشكل وردي من حيث بناء الديمقراطية والإستقرار السياسي والأمني، فهل تعتقد بأن الارهاب سيترك لكم فسحة لتحقيق ما تصبون إليه؟.
أجاب"أعتقد أن المستقبل سيكون ورديا، لأن الديمقراطية ستنتصر في النهاية،الشعب العراقي لم يتعود على الديمقراطية منذ عقود من الزمن وهي جديدة عليه،ولكن برغم كل السلبيات وتراكم الثقافات المشوهة، فان العملية الديمقراطية سائرة في طريقها الصحيح، هناك حرية الأحزاب والصحافة والإعلام وتوفير الحريات الأساسية للانسان،أما محاولات الإرهابيين بوقف هذه المسيرة،فالإرهاب الذي يضرب العراق حاليا والذي نلاحظ أنه بدأ ينحسر شيئا فشيئا، فهو ذو شقين،الإرهاب الداخلي الذي يأتي من بقايا النظام السابق الذين لا يريدون لهذا الشعب أن يستقر ويتجه نحو الديمقراطية، وهم عناصر تحالفوا مع الإرهاب الوافد من الخارج الذي له بدوره مصلحة وأهداف معينة في العراق خاصة المتطرفون الاسلاميون من أنصار القاعدة الذين يحاربون الشعب العراقي والديمقراطية الناشئة في العراق قبل محاربتهم للأمريكان، ولكن مع ذلك فأنا أعتقد أن المسيرة ستستمر من دون توقف مهما كانت الصعوبات والتحديات، وهذا التفاؤل مبني على أساس الإعتقاد بحتمية إنتصار الشعب العراقي في هذه المعركة، فلا التطرف الديني ولا المذهبي يستطيعان أن يعرقلا العملية السياسية والوقوف في وجه تطلعات ورغبات الشعب".
البعثيون
سألناه" وصفت البعثيين بأنهم إرهابيون، ولكن هناك جهات عراقية وعربية تطالب بالدخول معهم في حوار سياسي؟ قال" أنا لا أقول أن جميع البعثيين إرهابيين،كان هناك حزب البعث يحكم العراق انتمى إليه مئات الألوف من العراقيين بسبب بعض مصالحهم، فيهم من كان يبحث عن لقمة العيش أو الوظيفة أو فرصة دراسية وما الى ذلك من حاجات الإنسان الأساسية، أما الإرهابيون من البعث الصدامي فأقصد منهم أولئك الذين أجرموا بحق العراقيين أو شاركوا في حروب الأبادة ضد الشعب الكردي أو الشيعة أو ساهموا في ذبح الآلاف ودفنهم في مقابر جماعية، أما الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين فلهم الحق في المشاركة بالعملية السياسية المتاحة أمام الجميع" . سألناه: أشرت الى إنحسار العمليات الارهابية، هل لهذا علاقة بمؤتمر المصالحة المنعقد في القاهرة مؤخرا؟.
قال" جزء منه يعود الى مؤتمر القاهرة خاصة في شقه السياسي، ولكن فشل الإرهاب يعود الى أنه استهدف الأطفال والنساء، وأصبح الشعب أكثر إستعدادا للتعاون مع الجهات الأمنية لمطاردة الإرهابيين،ثم أن الخطاب السياسي للارهاب الذي يعتبر الشيعة وهم أكثرية الشعب العراقي ( روافض ) والاكراد (أعداء)، هذا الخطاب بدوره قد فشل و أصبح محل تساؤل لدى العراقيين،فهذا الخطاب وتلك العقلية المتخلفة لايمكن لهما أن تعيشا في بيئة كالعراق الذي تعايش فيه المسلمون والمسيحيون وبقية المكونات العرقية والدينية والمذهبية بتآلف وإنسجام منذ عشرات القرون، لهذا إنحسرت عملياتهم الإرهابية و إن شاء الله سوف تنتهي بصورة تامة ولا بد للشمس أن تشرق من جديد في العراق".
مواجهة الارهاب
وحول سبل مواجهة الإرهاب،يقول المفتي"أعتقد ان مواجهة الإرهاب ينبغي أن يتكاتف الجميع شعوبا وحكاما ورجال دين من أجلها، لأن الإسلام هوالمستهدف الأول، لقد أساء الإرهابيون الى الإسلام أكثر من أي جهة أخرى.. حسب بعض الاحصاءات في بعض الدول الأوروبية هناك تراجع بنسبة 95% في إعتناق الإسلام في المجتمعات الغربية، في السابق كان الإسلام ينشر السلام وروح التسامح والتعايش الحضاري ويدعو الى العدالة والمساواة، ولكن عندما أعطت القوى الإرهابية وجها دمويا لهذا الدين أخافت الجميع، لذلك أساء الإرهاب الى الإسلام السمح كثيرا ، وعندما أدعو الى تكاتف الجميع لمواجهته فلأن الإرهاب لم يعد يعرف له حدودا، فما جرى في شرم الشيخ وإسبانيا والاردن ولندن من قتل الناس بشكل عشوائي،خير دليل على إنتشار هذه الآفة التي ستضرب الجميع، ولا أريد أن أقصر الدور فقط على رجال الدين وحدهم، ولكنهم في الحقيقة يتحملون المسؤولية العظمى في هذا المجال،عليهم أن لا يدعوا أحدا يتكلم بأسم الله و يسلب الحياة التي وهبها الله. إنهم يقتلون الشرطة الذين انخرطوا في هذه الوظيفة بحثا عن لقمة العيش لعوائلهم،هم ناس عراقيون ومسلمون، وبقتلهم الشرطة يتسببون في قتل الأطفال. جاؤا يأخذون العمال من الساحات بحجة وجود أعمال بناء وفي الطريق يفجر إرهابي نفسه وسطهم، هؤلاء يخرجون من الصباح الباكر بحثا عن القوت اليومي لأطفالهم وهم من بسطاء الناس لا علاقة لهم بالصراعات الفكرية أو العقائدية"..
سألناه: هؤلاء الذين تصفهم بالإرهابيين هم في معظمهم من الشباب الذين يجهل الكثيرون منهم أمور الشرع وتبرير قتل المسلمين، ألا تعتقد بأن هناك جهات أو دعاة يدفعون بهؤلاء الشباب الى تلك العمليات؟.قال رئيس البرلمان الكردي"هناك بعض الحقائق يجب أن نقر بها، الخطأ كان منذ البداية،فهناك عدة قضايا عادلة بالنسبة للشباب المسلم بقيت غير محلولة لحد الآن وهي تشكل بؤرة لتخريج الإرهابيين، مثل الصراع العربي الاسرائيلي،فمن دون حل هذا الصراع ومن دون تشكيل الدولة الفلسطينية يبقى هذا الصراع مغذيا للإرهاب،في السنوات السابقة كانت أفغانستان هي المحرك الأساسي للإرهاب، وكان إحتلالها يحرك مشاعر المسلمين، ولكن أفغانستان تحررت والسوفيات لم ينسحبوا من أفغانستان فحسب بل الدولة السوفيتية التي إحتلتها انهارت تماما. الإسلام يمنع قتل المسيحي واليهودي ويعطي مجالا رحبا للتحاور والتعامل السلمي مع الأديان الأخرى،فلا يجوز أن تجتمع مجموعة صغيرة في غرفة مظلمة لتقرر كيف تنصر دين الإسلام ، ومن تكفر أو تقتل، فماذا عن مليار مسلم في العالم الذين يريدون أن يعيشوا بسلام في بلدانهم؟.من واجب علماء الدين سنة وشيعة والمؤتمر الاسلامي والأزهر الشريف والحكومات أن يجعلوا مواجهة الإرهاب مهمة مقدسة لهم لإنقاذ سمعة الإسلام التي شوهها الإرهابيون".
التيار الاسلامي
سألناه: أظهرت نتائج الإنتخابات الأخيرة في مصر حصول الأخوان المسلمين على نسبة جيدة من المقاعد البرلمانية،وهنا في كردستان خرج الإتحاد الإسلامي الكردستاني( تيار الأخوان المسلمين) من قائمة التحالف الكردستاني، ألا يخيفكم هذا الإنسحاب المفاجيء للإتحاد؟أجاب" لا ، لا يخيفنا ذلك لأن الإتحاد الاسلامي لا يشكل ندا وليس لديه القدرة على منافستنا،أما خلافنا معهم فقد كان بسبب عدد المقاعد المخصصة لهم ضمن حصة التحالف الكردستاني، ففي الانتخابات السابقة حصلنا على 77 مقعدا وكان بالإمكان تخصيص عدد المقاعد التي يريدونها، ولكننا نتوقع أن لا نحصل في الانتخابات المقبلة على نفس عدد المقاعد بسبب دخول العامل السني الذي نرحب به بالطبع، وعندما طالبونا بنفس النسبة شعرنا أن هذا الأمر لا يجوز فصار خلاف بيننا إنسحبوا من القائمة، وهذا حق مشروع لهم،مع ذلك فمن الممكن بعد إعلان النتائج الانتخابية أن ينضموا مجددا الى التحالف الكردستاني كما فعلت الجماعة الإسلامية في كردستان عندما خاضت الانتخابات السابقة بقائمة منفردة فحصلت على مقعدين، ولكنها رأت من المصلحة أن تنضم الى قائمة التحالف للحفاظ على وحدة الصف الكردي، الآن من حق الإتحاد الإسلامي أن يجرب حظه في الانتخابات القادمة بقائمته المنفردة وهذا حقه الطبيعي ضمن العملية الديمقراطية".
http://elaph.com/elaphweb/Resources/images/Interview/2005/12/thumbnails/T_1e94510c-ff80-4c58-a188-f66ef4283948.JPG
شيركو شريف من اربيل
حوار مع رئيس البرلمان الكردي عدنان المفتي
والصراع العربي الإسرائيلي أهم مبررات إنتشار المد الإرهابي
الأكراد منشغلون من القاعدة الى قمة الهرم في الحملة الإعلامية لحشد الناس لخوض الانتخابات النيابية القادمة في العراق، وقد وصف الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني تلك الانتخابات بـ(المصيرية)، ودعيا شعبهما الى المشاركة بكثافة عالية لضمان الحصول على العدد الأكبر من مقاعد المجلس القادم بعد دخول العامل السني هذه المرة الى ساحة المنافسة حيث تتوقع الأوساط السياسية الكردية أن تكون تلك المنافسة حامية الوطيس،فلدى الأكراد حسب قياداتهم الكثير من القلق حول مستقبلهم في العراق في ظل الصراعات السياسية والطائفية الجارية على الساحة العراقية،والضمان الوحيد الذي يعلقون عليه الآمال هو الدستور الذي سيقرر المجلس النيابي القادم مصيره أيضا على ضوء الإستحقاقات الانتخابية. ومع هذه التحركات السياسية المكثفة ،فإنهم ينظرون الى تطورات الوضع الأمني في العراق بنفس مقدار قلقهم على العملية السياسية، فبرغم تمتع المنطقة الكردية بشيء من الهدوء النسبي، ولكن للعمليات الإرهابية في بعض الأحيان إمتدادات وشظايا تصيب المنطقة أيضا.
في أول لقاء مع عدنان المفتي رئيس البرلمان الكردي تحدث عن تهديدات الإرهابيين ضد الإسلام تحديدا، وهو بالمناسبة ينتمي الى أحد أبرز العائلات الدينية في المنطقة تخرج في كنفها العديد من علماء الدين والخطباء، وكان والده محمد رشاد المفتي خريج جامع الأزهر تولى القضاء الشرعي في أربيل لمدة تقرب من نصف قرن الى جانب إمامة الصلاة وإلقاء خطب الجمعة في جامع القلعة الكبير. بدأنا معه من محور الإنتخابات النيابية القادمة، خاصة وأن الأكراد يعلقون آمالا عريضة عليها، وسـألناه عن أسباب إيلاء تلك الأهمية القصوى بالانتخابات القادمة، فقال"هذه الانتخابات مهمة جدا لأنها تأتي بعد إقرار الدستور الدائم ستليها تشكيل حكومة دائمة لأربع سنوات قادمة، وهي الحكومة التي نعلق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الأمن والإستقرار،وتدشين عملية البناء والأعمار في العراق الجديد.
كما أن أهميتها تكمن أيضا في كون البرلمان القادم سوف يقر أكثر من 50 قانونا مقترحا على ضوء الدستور الجديد وهي بمجملها تؤدي الى تطبيق وتثبيت مواد هذا الدستور التي أقرت بعضا من حقوقنا القومية المشروعة، فبدون هذا الدستور لا يمكن للعملية الديمقراطية في العراق أن تستمر في الطريق الصحيح.
وتلك القوانين ستحدد معالم العراق الديمقراطي الفدرالي الجديد وحقوق الإنسان وحاجات المواطن العراقي الأساسية من الحرية والكرامة، بالإضافة الى ذلك فالانتخابات مهمة لأنها ستكون بمشاركة جميع التكوينات العراقية،كما أن الكرد يتوقعون أن تكون الانتخابات القادمة خطوة مهمة لإستعادة سيادة العراق،وعودته الى الساحة للعب دوره الأقليمي والعربي".
صورة وردية
سألناه" صورت المشهد القادم بشكل وردي من حيث بناء الديمقراطية والإستقرار السياسي والأمني، فهل تعتقد بأن الارهاب سيترك لكم فسحة لتحقيق ما تصبون إليه؟.
أجاب"أعتقد أن المستقبل سيكون ورديا، لأن الديمقراطية ستنتصر في النهاية،الشعب العراقي لم يتعود على الديمقراطية منذ عقود من الزمن وهي جديدة عليه،ولكن برغم كل السلبيات وتراكم الثقافات المشوهة، فان العملية الديمقراطية سائرة في طريقها الصحيح، هناك حرية الأحزاب والصحافة والإعلام وتوفير الحريات الأساسية للانسان،أما محاولات الإرهابيين بوقف هذه المسيرة،فالإرهاب الذي يضرب العراق حاليا والذي نلاحظ أنه بدأ ينحسر شيئا فشيئا، فهو ذو شقين،الإرهاب الداخلي الذي يأتي من بقايا النظام السابق الذين لا يريدون لهذا الشعب أن يستقر ويتجه نحو الديمقراطية، وهم عناصر تحالفوا مع الإرهاب الوافد من الخارج الذي له بدوره مصلحة وأهداف معينة في العراق خاصة المتطرفون الاسلاميون من أنصار القاعدة الذين يحاربون الشعب العراقي والديمقراطية الناشئة في العراق قبل محاربتهم للأمريكان، ولكن مع ذلك فأنا أعتقد أن المسيرة ستستمر من دون توقف مهما كانت الصعوبات والتحديات، وهذا التفاؤل مبني على أساس الإعتقاد بحتمية إنتصار الشعب العراقي في هذه المعركة، فلا التطرف الديني ولا المذهبي يستطيعان أن يعرقلا العملية السياسية والوقوف في وجه تطلعات ورغبات الشعب".
البعثيون
سألناه" وصفت البعثيين بأنهم إرهابيون، ولكن هناك جهات عراقية وعربية تطالب بالدخول معهم في حوار سياسي؟ قال" أنا لا أقول أن جميع البعثيين إرهابيين،كان هناك حزب البعث يحكم العراق انتمى إليه مئات الألوف من العراقيين بسبب بعض مصالحهم، فيهم من كان يبحث عن لقمة العيش أو الوظيفة أو فرصة دراسية وما الى ذلك من حاجات الإنسان الأساسية، أما الإرهابيون من البعث الصدامي فأقصد منهم أولئك الذين أجرموا بحق العراقيين أو شاركوا في حروب الأبادة ضد الشعب الكردي أو الشيعة أو ساهموا في ذبح الآلاف ودفنهم في مقابر جماعية، أما الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين فلهم الحق في المشاركة بالعملية السياسية المتاحة أمام الجميع" . سألناه: أشرت الى إنحسار العمليات الارهابية، هل لهذا علاقة بمؤتمر المصالحة المنعقد في القاهرة مؤخرا؟.
قال" جزء منه يعود الى مؤتمر القاهرة خاصة في شقه السياسي، ولكن فشل الإرهاب يعود الى أنه استهدف الأطفال والنساء، وأصبح الشعب أكثر إستعدادا للتعاون مع الجهات الأمنية لمطاردة الإرهابيين،ثم أن الخطاب السياسي للارهاب الذي يعتبر الشيعة وهم أكثرية الشعب العراقي ( روافض ) والاكراد (أعداء)، هذا الخطاب بدوره قد فشل و أصبح محل تساؤل لدى العراقيين،فهذا الخطاب وتلك العقلية المتخلفة لايمكن لهما أن تعيشا في بيئة كالعراق الذي تعايش فيه المسلمون والمسيحيون وبقية المكونات العرقية والدينية والمذهبية بتآلف وإنسجام منذ عشرات القرون، لهذا إنحسرت عملياتهم الإرهابية و إن شاء الله سوف تنتهي بصورة تامة ولا بد للشمس أن تشرق من جديد في العراق".
مواجهة الارهاب
وحول سبل مواجهة الإرهاب،يقول المفتي"أعتقد ان مواجهة الإرهاب ينبغي أن يتكاتف الجميع شعوبا وحكاما ورجال دين من أجلها، لأن الإسلام هوالمستهدف الأول، لقد أساء الإرهابيون الى الإسلام أكثر من أي جهة أخرى.. حسب بعض الاحصاءات في بعض الدول الأوروبية هناك تراجع بنسبة 95% في إعتناق الإسلام في المجتمعات الغربية، في السابق كان الإسلام ينشر السلام وروح التسامح والتعايش الحضاري ويدعو الى العدالة والمساواة، ولكن عندما أعطت القوى الإرهابية وجها دمويا لهذا الدين أخافت الجميع، لذلك أساء الإرهاب الى الإسلام السمح كثيرا ، وعندما أدعو الى تكاتف الجميع لمواجهته فلأن الإرهاب لم يعد يعرف له حدودا، فما جرى في شرم الشيخ وإسبانيا والاردن ولندن من قتل الناس بشكل عشوائي،خير دليل على إنتشار هذه الآفة التي ستضرب الجميع، ولا أريد أن أقصر الدور فقط على رجال الدين وحدهم، ولكنهم في الحقيقة يتحملون المسؤولية العظمى في هذا المجال،عليهم أن لا يدعوا أحدا يتكلم بأسم الله و يسلب الحياة التي وهبها الله. إنهم يقتلون الشرطة الذين انخرطوا في هذه الوظيفة بحثا عن لقمة العيش لعوائلهم،هم ناس عراقيون ومسلمون، وبقتلهم الشرطة يتسببون في قتل الأطفال. جاؤا يأخذون العمال من الساحات بحجة وجود أعمال بناء وفي الطريق يفجر إرهابي نفسه وسطهم، هؤلاء يخرجون من الصباح الباكر بحثا عن القوت اليومي لأطفالهم وهم من بسطاء الناس لا علاقة لهم بالصراعات الفكرية أو العقائدية"..
سألناه: هؤلاء الذين تصفهم بالإرهابيين هم في معظمهم من الشباب الذين يجهل الكثيرون منهم أمور الشرع وتبرير قتل المسلمين، ألا تعتقد بأن هناك جهات أو دعاة يدفعون بهؤلاء الشباب الى تلك العمليات؟.قال رئيس البرلمان الكردي"هناك بعض الحقائق يجب أن نقر بها، الخطأ كان منذ البداية،فهناك عدة قضايا عادلة بالنسبة للشباب المسلم بقيت غير محلولة لحد الآن وهي تشكل بؤرة لتخريج الإرهابيين، مثل الصراع العربي الاسرائيلي،فمن دون حل هذا الصراع ومن دون تشكيل الدولة الفلسطينية يبقى هذا الصراع مغذيا للإرهاب،في السنوات السابقة كانت أفغانستان هي المحرك الأساسي للإرهاب، وكان إحتلالها يحرك مشاعر المسلمين، ولكن أفغانستان تحررت والسوفيات لم ينسحبوا من أفغانستان فحسب بل الدولة السوفيتية التي إحتلتها انهارت تماما. الإسلام يمنع قتل المسيحي واليهودي ويعطي مجالا رحبا للتحاور والتعامل السلمي مع الأديان الأخرى،فلا يجوز أن تجتمع مجموعة صغيرة في غرفة مظلمة لتقرر كيف تنصر دين الإسلام ، ومن تكفر أو تقتل، فماذا عن مليار مسلم في العالم الذين يريدون أن يعيشوا بسلام في بلدانهم؟.من واجب علماء الدين سنة وشيعة والمؤتمر الاسلامي والأزهر الشريف والحكومات أن يجعلوا مواجهة الإرهاب مهمة مقدسة لهم لإنقاذ سمعة الإسلام التي شوهها الإرهابيون".
التيار الاسلامي
سألناه: أظهرت نتائج الإنتخابات الأخيرة في مصر حصول الأخوان المسلمين على نسبة جيدة من المقاعد البرلمانية،وهنا في كردستان خرج الإتحاد الإسلامي الكردستاني( تيار الأخوان المسلمين) من قائمة التحالف الكردستاني، ألا يخيفكم هذا الإنسحاب المفاجيء للإتحاد؟أجاب" لا ، لا يخيفنا ذلك لأن الإتحاد الاسلامي لا يشكل ندا وليس لديه القدرة على منافستنا،أما خلافنا معهم فقد كان بسبب عدد المقاعد المخصصة لهم ضمن حصة التحالف الكردستاني، ففي الانتخابات السابقة حصلنا على 77 مقعدا وكان بالإمكان تخصيص عدد المقاعد التي يريدونها، ولكننا نتوقع أن لا نحصل في الانتخابات المقبلة على نفس عدد المقاعد بسبب دخول العامل السني الذي نرحب به بالطبع، وعندما طالبونا بنفس النسبة شعرنا أن هذا الأمر لا يجوز فصار خلاف بيننا إنسحبوا من القائمة، وهذا حق مشروع لهم،مع ذلك فمن الممكن بعد إعلان النتائج الانتخابية أن ينضموا مجددا الى التحالف الكردستاني كما فعلت الجماعة الإسلامية في كردستان عندما خاضت الانتخابات السابقة بقائمة منفردة فحصلت على مقعدين، ولكنها رأت من المصلحة أن تنضم الى قائمة التحالف للحفاظ على وحدة الصف الكردي، الآن من حق الإتحاد الإسلامي أن يجرب حظه في الانتخابات القادمة بقائمته المنفردة وهذا حقه الطبيعي ضمن العملية الديمقراطية".