فاطمي
12-08-2005, 04:22 PM
من مقويات للانتصاب
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
الدراسات والبحوث الطبية في الآونة الأخيرة وتحديداً ما عرض في الفقرات العلمية للقاء مجمع أميركا الشمالية لطب الجنس الذي عقد في 18نوفمبر بمدينة نيويورك حول علاجات الضعف الجنسي خاصة حالة ضعف الانتصاب، تتركز نحو البحث عن الجديد كي تضع أمام المستهلك أياً كان، مريضاً، أو راغباً في زيادة قوة الانتصاب دونما حاجة طبية لديه وهم كُثر اليوم، وكذلك أمام الطبيب المعالج خيارات أوسع في الأدوية المستخدمة من ناحية بدء قوة المفعول ودوام التأثير وقلة الآثار الجانبية إن أمكن.
كما أن محاولات اكتشاف أدوية جديدة غير تلك التي تعمل بنفس طريقة عمل فياغرا وأخواتها من سيالس أو ليفيترا بدأت تلوح في الأفق اليوم بوادر بعض منها، الأمر الذي يجعل الدراسات الطبية تتجه نحو توسيع استخدام الأدوية القديمة نسبياً وخصوصاً فياغرا في علاج حالات لا علاقة لها بالانتصاب بشكل مباشر بل بأمراض الشرايين وغيرها المسببة لضعفه. وفي نفس الوقت تتجه الدراسات نحو فهم أعمق لمشاكل ضعف الانتصاب لوضع حلول لها بناء على معالجة آلية نشوئها في حالات خاصة كمرض السكري أو السمنة. وفي طرح قضية الأسبوع ضمن فقرات ملحق الصحة بالشرق الأوسط سنحاول ربط خيوط الدراسات الطبية الحديثة بعضها ببعض لرسم صورة عن تطور الجوانب المختلفة في البحوث الطبية الجارية حول أدوية ضعف الانتصاب وآفاقها المستقبلية.
في أواخر الشهر الماضي تناولت وسائل الإعلام الأميركية مستجدات الدراسات الدائرة حول عقار جديد يُؤخذ عن طريق الاستنشاق من قبل الرجال أو النساء لزيادة الرغبة والنشاط في ممارسة العملية الجنسية لمن لديهم اضطرابات تقلل من الرغبة أو حُسن الأداء فيها. العقار المُسمى حتى اليوم باسم بي تي ـ141 هو في مراحل الدراسة المتقدمة التي تسبق نظر إدارة الغذاء والدواء الأميركية في نتائج استخدامه بغية منح الإذن ببدء إنتاجه واستهلاك لمن هم بحاجة إليه له.
وعلقت لورا بيرمان كاتبة «الوصفة العاطفية» بقولها إن النقطة المهمة هي أن النساء ممن لديهن ضعف جنسي ذو أسباب فسيولوجية سيكون لهن خيار علاجي جديد، لأنه حتى اليوم لا يوجد لهن دواء له مفعول مشابه للفياغرا التي يستخدمها الرجال، وعلاج مشاكلهن الجنسية محدود ضمن جلسات العلاج أو المناقشة مع المختصة في معالجة الضعف الجنسي بطريقة نفسية. وتأمل الشركة المنتجة من نيوجيرسي بالولايات المتحدة أن يتم توفر هذا العلاج في الصيدليات خلال ثلاث سنوات على أقل تقدير.
عقار بي تي ـ141 هو نسخة صناعية من الهرمون الطبيعي الذي يوجد في الجسم ويعمل على مناطق معينة في الدماغ وتحديداً مستقبلات ميلانوسايت التي تلعب دوراً هاماً في حصول ونمو الإثارة الجنسية. وبخلاف فياغرا التي تزيد من تدفق الدم الى شرايين العضو التناسلي لدى الرجل فإن العقار الجديد يعمل في الدماغ مباشرة لدى كلا الجنسين، مما يعني أنه يرفع من مستوى الرغبة وهو ما لا تحققه فياغرا في حال من الأحوال بشكل مباشر.
الدراسات حتى اليوم أثبتت على إناث الحيوانات جدوى العقار، وضمن مجموعة من النساء والرجال تم اختباره أيضاً، وأظهر بحسب تعبير المشمولين في الدراسة تأثيراً واضحاً وشعوراً عارماً في الرغبة بممارسة العملية الجنسية كما تقول الشركة المنتجة وراعية الدراسات حوله.
وتلوح في الأفق الآخر بوادر عقار جديد يعمل بشكل أسرع ويزول تأثيره في مدة زمنية قصيرة كذلك مقارنة بفياغرا وأخواتها وذلك لعلاج ضعف الانتصاب. والعقار الجديد الذي ما يزال حتى اليوم يُدعى «إس إل إكس ـ2101 هو عبارة عن مركب أفانافيل من إنتاج شركة فيفاس في كاليفورنيا. وعرض ضمن الفقرات العلمية للقاء مجمع شمال أميركا لطب الجنس التي عقدت في مدينة نيويورك إذْ تم إلقاء خمس محاضرات حول هذا العقار وتجاربه حتى اليوم. ويعلق الدكتور جول كوفمان طبيب المسالك البولية من جامعة كلورادو الذي أجرى أكبر دراسة على هذا العقار حتى اليوم وألقاها في اللقاء المذكور قائلاً هو عقار من نفس مجموعة فياغرا يعمل على تثبيط إنزيم بي دي إي ـ5، مما يعني أنه يعمل على وقف نشاط البروتين الذي يمنع الشرايين من التوسع وبالتالي يُعطى فرصة كبيرة لتوسيع الشرايين وامتلائها بالدم، الأمر الذي يُقوي آلية الانتصاب وهيئته، ويمتاز بأن مفعوله يكتمل خلال 30 دقيقة ويتخلص منه الجسم بسرعة كبيرة، ونتيجة لهاتين الميزتين فإن مدة الآثار الجانبية له في الجسم أقل، وبالتالي فإن من الممكن استخدامه يومياً بأمان أكبر من غيره على حد قوله.
الدراسة التي قام بها الدكتور كوفمان تعتبر من نوع دراسات المرحلة الثانية لمتطلبات إدارة الغذاء والدواء الأميركية قبل إقرار إنتاج وتناول العقار كدواء، وتناقش الشركة في هذه الأيام خطط دراسات المرحلة الثالثة والتي من المتوقع أن تستمر حوالي سنة ونصف، ولذا يتوقع المراقبون الطبيون أن يتم توفره للناس إن أثبتت الدراسات نجاحه ونال موافقة الإدارة في حدود نهاية 2007.
والحقيقة أن الحاجة تُملي اليوم توفر عقار سريع بدء المفعول وسريع الزوال من الجسم، لأن حالات كثير من المرضى كمرضى شرايين القلب تتطلب من باب الحيطة استخدام هذا النوع، والسبب في ذلك هو أنه حين ظهور حالات ألم الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية فإن أحد أهم الأدوية المستخدمة للعلاج حينها هي من مجموعة النترات الموسعة للشرايين، فلو كان في الجسم ما يزال نوع آخر من موسعات الشرايين كفياغرا وأخواتها فإن هبوط ضغط الدم بشكل كبير نتيجة لاستخدام النترات حينها يجعل من المتعذر أو الخطر استخدام هذه العلاجات الضرورية في حالات الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية خاصة لو كانت أدوية التنشيط الجنسي طويلة المفعول كسياليس مثلاً.
ونتيجة للمنافسة التي تعاني منها فياغرا ونظراً لأن مفعولها بالأساس هو توسيع الشرايين إضافة الى آثار أخرى في الجسم فإن الاتجاه الطبي أخذ في توسيع نطاق استخدام فياغرا ليشمل الانتفاع ببعض الفوائد التي لوحظت من استخدامها في علاج ضعف الانتصاب ابتداءً.
وفي لقاء مجمع شمال أميركا لطب الجنس المتقدم عرض الباحثون من جامعة نورثويست في شيكاغو نتائج دراسة حول استخدام فياغرا لتحسين جريان البول لدى من يعانون من تضخم البروستاتا ـ الأمر الشائع لدى الرجال ممن تقدم بهم العمر ـ إضافة الى تحسين الانتصاب عندهم. فالدكتور كيفن ماكفاري يقول معلقاً على دراسته إن فياغرا في الحقيقة أفضل من بعض الأدوية المستخدمة اليوم لهذه الحالات، وتأثيرها ذو مفعول مؤثر بدرجة غير متوقعة.
وكانت الدراسات السابقة قد أشارت الى أن وجود ضعف في الانتصاب يصاحب 70% من حالات التضخم الحميد للبروستاتة الأمر الذي يُملي توفير علاج لكلتا الحالتين إن أمكن، وهو ما أظهرته نتائج متابعة الاستخدام العشوائي لما يربو على 300 شخص لفياغرا لمدة ثلاثة أشهر بشكل يومي مقارنة باستخدام دواء مزيف. وكما كان متوقعاً فإن الانتصاب لديهم تحسن وكذلك النظرة الى الذات والثقة بالقدرة على إتمام العملية الجنسية، كما أن الإحساس بالتوتر والصعوبة أثناء التبول خف بشكل كبير، وهو ما عبر عنه الدكتور ماكفاري أنه ضرب عصفورين بحجر واحد لأن ضعف الانتصاب وصعوبة التبول هما مظهران لحالة مرضية واحدة وهي التضخم الحميد للبروستاتة، واضطراب نفس الأنزيم يؤدي إليهما.
ونتيجة لهذه النتائج المشجعة فإن من المهم إجراء مزيد الدراسات الأوسع حول تضخم البروستاتا الحميد وغيرها من حالات صعوبة التبول لدى الرجال، والأهم كما يقول الدكتور ماكفاري بحث تأثير فياغرا على حالات اضطرابات التبول لدى النساء.
ومن جهة أخرى يتم اليوم استخدام فياغرا في تخفيف حدة ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية سواء لدى الأطفال أو البالغين، والذي ينشأ نتيجة لعدد من الحالات المرضية في الرئة أو القلب أو دونما سبب أيضاً، مما يهدد سلامة حياة المُصاب ويعيق الى حد بالغ قدراته على أداء المجهود البدني بأنواعه. ففي عدد 17نوفمبر من مجلة نيوأنغلند الطبية الأميركية نشرت نتائج دراسة للباحثين من جامعة بلوغنا في إيطاليا حول تحسن قدرات المجهود البدني باستخدام فياغرا ثلاث مرات يومياً لمدة ثلاثة أشهر مقارنة باستخدام دواء مزيف، وكانت النتيجة تحسن في مقدار المسافة التي يقطعها المريض خلال ست دقائق من المشي، والمرضى الذين تناولوها لمدة سنة بلغت المسافة لديهم أكثر من 50 مترا كما قال الدكتور نازارينو غالي في بحثه.
وما يزال من الضروري كما يرى المراقبون الطبيون أن يتم فحص تأثيرها على نسبة الوفيات بينهم وهو الأهم لأنها عالية نتيجة هذا المرض في شرايين الرئة.
إن المنطق يقول زوال عرض أو مظهر من مظاهر مرض معين أو تحسنه وتخفيف حدته على أقل تقدير نتيجة لاستخدام دواء ما هو علامة على تحسن حالة المرض ككل والتحكم بآلية تطور المرض، فحينما يقال أن ضعف الانتصاب يحصل نتيجة مرض في الشرايين بشكل عام في الجسم وعدم قدرتها على التوسع الطبيعي حين الحاجة الى ذلك فمن المنطقي أمران، الأول علامة تحسن المرض تخفيف حدة أعراضه، وضعف الانتصاب أحدها لأن علاج شرايين منطقة ما كالقلب دون الاهتمام بعلاج شرايين الجسم الأخرى لا يعني أننا نجحنا في علاج أصل المرض البته، والثاني أن يعتبر تحسن الانتصاب مؤشراً على تحسن شرايين القلب كما أن وجوده مؤشر على وجود مرض في شرايين القلب، وهو ما يرى بعض المراقبين ضرورة اعتبار النظر إليه من قبل أطباء القلب عند تقييم تحسن أو تدهور حالة مريض شرايين القلب، وأن لا ينظر الى الأمر على أنه رفاهية وترف بل أسوة بقدرات المجهود البدني ومقدار نبض القلب وضغط الدم وغيرها من مؤشرات متابعة المرضى سواء بسواء.
وكانت مجلة الدورة الدموية الصادرة عن رابطة القلب الأميركية قد نشرت الشهر الماضي نتائج دراسة حول تأثير فياغرا على تحسن الحالة الصحية لمرضى فشل أو هبوط القلب وهو ما لم يكن يُعتقد في السابق أنها ذو تأثير عليه. الباحثون من جامعة جون هوبكنز حينما تناولوا الأمر وجدوا أن فياغرا تخفف بمقدار 50% من نسبة هرمونات الضغط والتوتر مما له أثر فعال في تخفيف حدة أعراض هبوط القلب. والبحث الجديد للبروفسور ديفيد كاس يُضاف الى أبحاثه السابقة حول تأثيرات هرمونات الضغط والتوتر في إجهاد القلب عموماً والضعيف القوة خصوصاً، وكيف أن أي وسيلة تقلل منها ستكون ذا أثر طيب ونافع للقلب، وهو إن كان درس الأمر في السابق على الحيوانات وأثبت جدوى فياغرا فيه فإنه في بحثه الحديث هذا أجرى الدراسة على البشر من النساء والرجال.
وكان تعليق البروفسور راكش كيكرجا من المركز الطبي لجامعة فيرجينيا أن البحث يفتح آفاقاً أوسع لاستخدام فياغرا في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب وهبوط القلب، وحسب الدراسات الحديثة فإن فياغرا تعتبر احد الأدوية المصنفة كحامية للقلب.
الجانب الجديد هذا ما يزال محل أخذ ورد نظراً للحاجة الى دراسات توضح التأثير بعيد الأمد لاستخدام فياغرا في حالات هبوط القلب المتنوعة الأسباب كأمراض الشرايين أو الصمامات أو نتيجة التهابات ميكروبية أو علاجات كيميائية وغيرها وهو ما سيكون مجال المستقبل في الأبحاث.
* الحاجة إلى تعريف اضطرابات الجنس > تحديد ما هو طبيعي في مجالات شؤون الجنس يشوبه الكثير من الغموض في الحاضر والمستقبل، فالباحثون هنا في هذه المجالات خليط من أطباء وعلماء في فروع شتى كالفسيولوجية والكيمياء الحيوية والتشريح، ومتخصصون في علم النفس والاجتماع والتربية وغيرهم كثير جداً ممن لهم أو ليس لهم علاقة بها، فالكل يدلي بدلوه فيها. وككل المشاكل التي يواجهها الإنسان في حياته والتي لا بد أن تترك أثراً ما على صحته الجسدية والنفسية فإن مآل الأمر هو الذهاب الى الطبيب لحلها أو على أقل تقدير التخفيف من آثارها. والجنس واحد من هذه المشاكل، فضعف الانتصاب أو القذف المبكر لدى الرجال أو قلة الرغبة في ممارسة الجنس أو البرود الجنسي لدى الرجال أو النساء أو عدم الوصول الى مرحلة النشوة أو ألم ممارسة الجنس لدى النساء هي جزء من قائمة طويلة من الاضطرابات الجنسية التي يعاني منها الكثيرون من الجنسين، والمشكلة هو أن تحديد تعريف واضح لأي منها ما يزال بين أخذ ورد مما يجعل من الصعوبة تحديد من هو طبيعي ومن ليس كذلك.
وعلى سبيل المثال تعريف سرعة القذف كما سبق لي قبل أشهر في ملحق الصحة بالشرق الأوسط الحديث عنه وذكرت دراسة الباحثين من جامعة «ويسترن ريزيرف» في كليفلاند بأوهايو المنشورة في عدد ابريل الماضي من المجلة العلمية الأميركية لطب الجنس، يقول فيها البروفسور «الثوف» المشارك في إعداد الدراسة: «معظم الناس يفكر في البعد الزمني لهذه المشكلة الصحية بينما هذا البحث يؤكد أهمية العناصر الأخرى كالإحساس بالتحكم والرضا النفسي بعد العملية الجنسية إذ هما جانبان هامان يجب وضع الأولية لهما في العلاج وتقويم مدى نجاحه». من هنا كان التعريف المعتمد من رابطة المسالك البولية الأميركية لسرعة القذف هو تلك الحالة التي «يتكرر أو يستمر بصفة مزمنة حدوث القذف بشكل أسرع مما هو مرغوب فيه إما قبل دخول عضو الرجل الى مهبل المرأة أو بعد ذلك بقليل وفي غالب الأحوال يستغرق ذلك دقيقتين أو أقل، وحينما يكون الرجل إما فاقداً للسيطرة أو يملك سيطرة ضعيفة على توقيت القذف».
ومثال آخر هو الدراسة التي نشرت منتصف الشهر الماضي حول ما هو العدد الطبيعي لمرات ممارسة الجنس سنوياً في أنحاء شتى من بقاع العالم ضمن إحصاء ديوركس السنوي التاسع للسلوك والأداء الجنسي، فمن 41 دولة شمل الإحصاء ما يزيد على 320 ألف رجل. النتائج أظهرت أن الرجال من اليابان في ذيل القائمة بممارستهم الجنس 45 مرة في السنة!، وهو ما يُعد متأخراً جداً مقارنة بالمتوسط العالمي المعروف وهو 103 مرة سنوياً، بينما حل على رأس القائمة الرجال من اليونان حيث بلغ عدد المرات لديهم 138 في السنة!.
والغريب في الأمر ليس هذا كله بل أن الرجال من الدول الأسيوية عموماً كانوا ضمن يمارسون الجنس أقل من 100 مرة في السنة، فالدول العشر الأخيرة في الترتيب العالمي كانت من حيث الأقل فالأكثر هي اليابان، سنغافورة، الهند، اندونيسيا، هونغ كونغ، ماليزيا، فيتنام، السويد ثم الصين. والسويد هي الدولة الوحيدة غير الأسيوية التي كانت ضمن الدول العشر الأخيرة. هذه هي حقيقة عدد مرات ممارسة الجنس سنوياً بحسب إحصائيات عالمية قبل بضعة أسابيع!، أي على أفضل تقدير متوسط أكثر الرجال ممارسة للجنس لا يتجاوز مرتين في الأسبوع!.
هناك خلل بين التعريف الطبي وبين التعريف الاجتماعي لاضطرابات الأداء الجنسي، وإن كانت هناك محاولات جادة وضعت تعريفات دقيقة لسرعة القذف، فإن الحاجة ما تزال لوضع أسس أدق في تعريف كثير من الحالات كالبرود الجنسي ومدة عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب وعدد المرات الطبيعية لممارسة العملية الجنسية.
جانب الرجل يستحوذ اهتماماً ملحوظاً لكن الغموض ما يزال يلف حالات الضعف الجنسي أو البرود الجنسي لدى النساء، وهو ما لم تحاول الأبحاث الطبية فهمه أو وضع تعريفات واضحة له ناهيك عن اكتشاف أدوية تعالجه، فهو الجانب المظلم حتى اليوم.
* ضعف الانتصاب.. أسباب متعددة > قد لا يتمكن البعض من تحقيق انتصاب كامل للعضو الذكري أو الاستمرار في المحافظة على ذلك طوال فترة الجماع، وحينها تظهر مشكلة تتميز بأنها تتفاقم بسرعة لمجرد إحساس المرء بها. فضعف الانتصاب مصطلح طبي مزعج للإنسان سماعه أو المعاناة منه برغم أن نسبة من الناس تتوهم ذلك، أو لا تعاني منه نتيجةً لوجود خلل عضوي جسدي بل جوانب نفسية مؤثرة، وهو مقلق أيضاً للطبيب ليس فقط لأن المريض يشكو منه ويطلب علاجاً له بل لأنه إن كان حقيقة موجود فهو مرتبط بمشاكل أخرى في الجسم أهمها الشرايين وأمراضها لدى نسبة من الناس. في الحالة الطبيعية تتحقق عملية الانتصاب ضمن وقت قصير، لكنها عملية ذات آليات معقدة تشترك فيها:
ـ أجزاء من الجهاز العصبي في الدماغ والجهاز العصبي اللاإرادي والأعصاب الطرفية.
ـ الجهاز الدوري من القلب والأوعية الدموية وخاصة تلك التي تغذي الأعضاء التناسلية بشقيها من الشرايين التي تحتبس الدم وأيضاً الجهاز التناسلي وأيضاً الأوردة التي تغلق مرور الدم من خلالها كي تسهم في احتباس الدم.
ـ مجموعة من الهرمونات التي تعمل على تنشيط التفاعل عند الرغبة في ممارسة العملية الجنسية.
ـ إضافة الى عوامل نفسية والأهم من ذلك الظروف المحيطة الباعثة على نشوء حالة الانتصاب. فبحصول مثيرات نفسية يتفاعل الدماغ وفي وجود نسبة طبيعية من هرمون الذكورة أي التستوستيرون وفي حال سلامة الشرايين المغذية للعضو يتدفق الدم إليه، ومع قفل الأوردة المسربة للدم من العضو فإن العملية تكتمل باحتقان الدم ودوام انتصاب العضو.
لذا فإن ضعف الانتصاب من الممكن أن يحصل في أي عمر يكون فيه الرجل، والإحصائيات تشير الى أن نسبته تعلو بعد سن الخامسة والستين. بيد أن هذا لا يعني كما تشير الرابطة الأميركية لأطباء الأسرة أنه جزء ومظهر من علامات الشيخوخة، فصحيح أن الرجل بتقدم العمر يحتاج الى مُثيرات أقوى كي يحصل لديه انتصاب، وقد تطول المدة بين تحقيق انتصاب وآخر لكن الرجل المتقدم في السن قادر على تحقيقه في نهاية الأمر والاستمتاع بممارسة العملية الجنسية. وهناك على حسب قول الرابطة المتقدمة مجموعة من الحالات المرضية وغيرها تؤدي لدى البعض الى ضعف تحقيق انتصاب العضو بشكل مرض للرجل أو شريكته، أهمها هو تناول الكحول والتدخين، الإرهاق الجسدي والنفسي والذهني، إصابات الدماغ أو الحبل الشوكي، تدني إفراز هرمون الذكورة «تستوستيرون» نتيجة ضعف نشاط الغدد التناسلية، فشل الكبد أو الكلى، مرض باركنسون العصبي، تعرض الخصيتين لعلاج بالأشعة، جلطات الدماغ، أنواع من عمليات البروستاتا أو المثانة. لكن أهم الأسباب هي مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض تصلب الشرايين. ولذا فمن المهم المحافظة على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي وكذلك ضغط الدم والتحكم في مسببات أمراض تصلب الشرايين الأخرى.
مشاكل العلاقة العاطفية أو مشاكل الشريك الجنسية تؤدي أيضاً الى ضعف الانتصاب لدى الرجل، فحرص الزوجين على إمتاع كل منهما الآخر تحل كثيراً من الضغوط النفسية المسببة له. فالشعور بالتوتر نتيجة لشيء في الماضي أو المعاناة من فترة حصل فيها ضعف في الانتصاب، والمعاناة من ضغوط العمل أو المشاكل الأسرية أو المالية، أو الشعور بالاكتئاب، أو عدم الإحساس بالرضا من تفاعل الشريك أو فقدان الثقة بالنفس كلها مما يزيد الضغوط النفسية ويوتر إتمام اكتمال الانتصاب لدى الرجل.
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
الدراسات والبحوث الطبية في الآونة الأخيرة وتحديداً ما عرض في الفقرات العلمية للقاء مجمع أميركا الشمالية لطب الجنس الذي عقد في 18نوفمبر بمدينة نيويورك حول علاجات الضعف الجنسي خاصة حالة ضعف الانتصاب، تتركز نحو البحث عن الجديد كي تضع أمام المستهلك أياً كان، مريضاً، أو راغباً في زيادة قوة الانتصاب دونما حاجة طبية لديه وهم كُثر اليوم، وكذلك أمام الطبيب المعالج خيارات أوسع في الأدوية المستخدمة من ناحية بدء قوة المفعول ودوام التأثير وقلة الآثار الجانبية إن أمكن.
كما أن محاولات اكتشاف أدوية جديدة غير تلك التي تعمل بنفس طريقة عمل فياغرا وأخواتها من سيالس أو ليفيترا بدأت تلوح في الأفق اليوم بوادر بعض منها، الأمر الذي يجعل الدراسات الطبية تتجه نحو توسيع استخدام الأدوية القديمة نسبياً وخصوصاً فياغرا في علاج حالات لا علاقة لها بالانتصاب بشكل مباشر بل بأمراض الشرايين وغيرها المسببة لضعفه. وفي نفس الوقت تتجه الدراسات نحو فهم أعمق لمشاكل ضعف الانتصاب لوضع حلول لها بناء على معالجة آلية نشوئها في حالات خاصة كمرض السكري أو السمنة. وفي طرح قضية الأسبوع ضمن فقرات ملحق الصحة بالشرق الأوسط سنحاول ربط خيوط الدراسات الطبية الحديثة بعضها ببعض لرسم صورة عن تطور الجوانب المختلفة في البحوث الطبية الجارية حول أدوية ضعف الانتصاب وآفاقها المستقبلية.
في أواخر الشهر الماضي تناولت وسائل الإعلام الأميركية مستجدات الدراسات الدائرة حول عقار جديد يُؤخذ عن طريق الاستنشاق من قبل الرجال أو النساء لزيادة الرغبة والنشاط في ممارسة العملية الجنسية لمن لديهم اضطرابات تقلل من الرغبة أو حُسن الأداء فيها. العقار المُسمى حتى اليوم باسم بي تي ـ141 هو في مراحل الدراسة المتقدمة التي تسبق نظر إدارة الغذاء والدواء الأميركية في نتائج استخدامه بغية منح الإذن ببدء إنتاجه واستهلاك لمن هم بحاجة إليه له.
وعلقت لورا بيرمان كاتبة «الوصفة العاطفية» بقولها إن النقطة المهمة هي أن النساء ممن لديهن ضعف جنسي ذو أسباب فسيولوجية سيكون لهن خيار علاجي جديد، لأنه حتى اليوم لا يوجد لهن دواء له مفعول مشابه للفياغرا التي يستخدمها الرجال، وعلاج مشاكلهن الجنسية محدود ضمن جلسات العلاج أو المناقشة مع المختصة في معالجة الضعف الجنسي بطريقة نفسية. وتأمل الشركة المنتجة من نيوجيرسي بالولايات المتحدة أن يتم توفر هذا العلاج في الصيدليات خلال ثلاث سنوات على أقل تقدير.
عقار بي تي ـ141 هو نسخة صناعية من الهرمون الطبيعي الذي يوجد في الجسم ويعمل على مناطق معينة في الدماغ وتحديداً مستقبلات ميلانوسايت التي تلعب دوراً هاماً في حصول ونمو الإثارة الجنسية. وبخلاف فياغرا التي تزيد من تدفق الدم الى شرايين العضو التناسلي لدى الرجل فإن العقار الجديد يعمل في الدماغ مباشرة لدى كلا الجنسين، مما يعني أنه يرفع من مستوى الرغبة وهو ما لا تحققه فياغرا في حال من الأحوال بشكل مباشر.
الدراسات حتى اليوم أثبتت على إناث الحيوانات جدوى العقار، وضمن مجموعة من النساء والرجال تم اختباره أيضاً، وأظهر بحسب تعبير المشمولين في الدراسة تأثيراً واضحاً وشعوراً عارماً في الرغبة بممارسة العملية الجنسية كما تقول الشركة المنتجة وراعية الدراسات حوله.
وتلوح في الأفق الآخر بوادر عقار جديد يعمل بشكل أسرع ويزول تأثيره في مدة زمنية قصيرة كذلك مقارنة بفياغرا وأخواتها وذلك لعلاج ضعف الانتصاب. والعقار الجديد الذي ما يزال حتى اليوم يُدعى «إس إل إكس ـ2101 هو عبارة عن مركب أفانافيل من إنتاج شركة فيفاس في كاليفورنيا. وعرض ضمن الفقرات العلمية للقاء مجمع شمال أميركا لطب الجنس التي عقدت في مدينة نيويورك إذْ تم إلقاء خمس محاضرات حول هذا العقار وتجاربه حتى اليوم. ويعلق الدكتور جول كوفمان طبيب المسالك البولية من جامعة كلورادو الذي أجرى أكبر دراسة على هذا العقار حتى اليوم وألقاها في اللقاء المذكور قائلاً هو عقار من نفس مجموعة فياغرا يعمل على تثبيط إنزيم بي دي إي ـ5، مما يعني أنه يعمل على وقف نشاط البروتين الذي يمنع الشرايين من التوسع وبالتالي يُعطى فرصة كبيرة لتوسيع الشرايين وامتلائها بالدم، الأمر الذي يُقوي آلية الانتصاب وهيئته، ويمتاز بأن مفعوله يكتمل خلال 30 دقيقة ويتخلص منه الجسم بسرعة كبيرة، ونتيجة لهاتين الميزتين فإن مدة الآثار الجانبية له في الجسم أقل، وبالتالي فإن من الممكن استخدامه يومياً بأمان أكبر من غيره على حد قوله.
الدراسة التي قام بها الدكتور كوفمان تعتبر من نوع دراسات المرحلة الثانية لمتطلبات إدارة الغذاء والدواء الأميركية قبل إقرار إنتاج وتناول العقار كدواء، وتناقش الشركة في هذه الأيام خطط دراسات المرحلة الثالثة والتي من المتوقع أن تستمر حوالي سنة ونصف، ولذا يتوقع المراقبون الطبيون أن يتم توفره للناس إن أثبتت الدراسات نجاحه ونال موافقة الإدارة في حدود نهاية 2007.
والحقيقة أن الحاجة تُملي اليوم توفر عقار سريع بدء المفعول وسريع الزوال من الجسم، لأن حالات كثير من المرضى كمرضى شرايين القلب تتطلب من باب الحيطة استخدام هذا النوع، والسبب في ذلك هو أنه حين ظهور حالات ألم الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية فإن أحد أهم الأدوية المستخدمة للعلاج حينها هي من مجموعة النترات الموسعة للشرايين، فلو كان في الجسم ما يزال نوع آخر من موسعات الشرايين كفياغرا وأخواتها فإن هبوط ضغط الدم بشكل كبير نتيجة لاستخدام النترات حينها يجعل من المتعذر أو الخطر استخدام هذه العلاجات الضرورية في حالات الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية خاصة لو كانت أدوية التنشيط الجنسي طويلة المفعول كسياليس مثلاً.
ونتيجة للمنافسة التي تعاني منها فياغرا ونظراً لأن مفعولها بالأساس هو توسيع الشرايين إضافة الى آثار أخرى في الجسم فإن الاتجاه الطبي أخذ في توسيع نطاق استخدام فياغرا ليشمل الانتفاع ببعض الفوائد التي لوحظت من استخدامها في علاج ضعف الانتصاب ابتداءً.
وفي لقاء مجمع شمال أميركا لطب الجنس المتقدم عرض الباحثون من جامعة نورثويست في شيكاغو نتائج دراسة حول استخدام فياغرا لتحسين جريان البول لدى من يعانون من تضخم البروستاتا ـ الأمر الشائع لدى الرجال ممن تقدم بهم العمر ـ إضافة الى تحسين الانتصاب عندهم. فالدكتور كيفن ماكفاري يقول معلقاً على دراسته إن فياغرا في الحقيقة أفضل من بعض الأدوية المستخدمة اليوم لهذه الحالات، وتأثيرها ذو مفعول مؤثر بدرجة غير متوقعة.
وكانت الدراسات السابقة قد أشارت الى أن وجود ضعف في الانتصاب يصاحب 70% من حالات التضخم الحميد للبروستاتة الأمر الذي يُملي توفير علاج لكلتا الحالتين إن أمكن، وهو ما أظهرته نتائج متابعة الاستخدام العشوائي لما يربو على 300 شخص لفياغرا لمدة ثلاثة أشهر بشكل يومي مقارنة باستخدام دواء مزيف. وكما كان متوقعاً فإن الانتصاب لديهم تحسن وكذلك النظرة الى الذات والثقة بالقدرة على إتمام العملية الجنسية، كما أن الإحساس بالتوتر والصعوبة أثناء التبول خف بشكل كبير، وهو ما عبر عنه الدكتور ماكفاري أنه ضرب عصفورين بحجر واحد لأن ضعف الانتصاب وصعوبة التبول هما مظهران لحالة مرضية واحدة وهي التضخم الحميد للبروستاتة، واضطراب نفس الأنزيم يؤدي إليهما.
ونتيجة لهذه النتائج المشجعة فإن من المهم إجراء مزيد الدراسات الأوسع حول تضخم البروستاتا الحميد وغيرها من حالات صعوبة التبول لدى الرجال، والأهم كما يقول الدكتور ماكفاري بحث تأثير فياغرا على حالات اضطرابات التبول لدى النساء.
ومن جهة أخرى يتم اليوم استخدام فياغرا في تخفيف حدة ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية سواء لدى الأطفال أو البالغين، والذي ينشأ نتيجة لعدد من الحالات المرضية في الرئة أو القلب أو دونما سبب أيضاً، مما يهدد سلامة حياة المُصاب ويعيق الى حد بالغ قدراته على أداء المجهود البدني بأنواعه. ففي عدد 17نوفمبر من مجلة نيوأنغلند الطبية الأميركية نشرت نتائج دراسة للباحثين من جامعة بلوغنا في إيطاليا حول تحسن قدرات المجهود البدني باستخدام فياغرا ثلاث مرات يومياً لمدة ثلاثة أشهر مقارنة باستخدام دواء مزيف، وكانت النتيجة تحسن في مقدار المسافة التي يقطعها المريض خلال ست دقائق من المشي، والمرضى الذين تناولوها لمدة سنة بلغت المسافة لديهم أكثر من 50 مترا كما قال الدكتور نازارينو غالي في بحثه.
وما يزال من الضروري كما يرى المراقبون الطبيون أن يتم فحص تأثيرها على نسبة الوفيات بينهم وهو الأهم لأنها عالية نتيجة هذا المرض في شرايين الرئة.
إن المنطق يقول زوال عرض أو مظهر من مظاهر مرض معين أو تحسنه وتخفيف حدته على أقل تقدير نتيجة لاستخدام دواء ما هو علامة على تحسن حالة المرض ككل والتحكم بآلية تطور المرض، فحينما يقال أن ضعف الانتصاب يحصل نتيجة مرض في الشرايين بشكل عام في الجسم وعدم قدرتها على التوسع الطبيعي حين الحاجة الى ذلك فمن المنطقي أمران، الأول علامة تحسن المرض تخفيف حدة أعراضه، وضعف الانتصاب أحدها لأن علاج شرايين منطقة ما كالقلب دون الاهتمام بعلاج شرايين الجسم الأخرى لا يعني أننا نجحنا في علاج أصل المرض البته، والثاني أن يعتبر تحسن الانتصاب مؤشراً على تحسن شرايين القلب كما أن وجوده مؤشر على وجود مرض في شرايين القلب، وهو ما يرى بعض المراقبين ضرورة اعتبار النظر إليه من قبل أطباء القلب عند تقييم تحسن أو تدهور حالة مريض شرايين القلب، وأن لا ينظر الى الأمر على أنه رفاهية وترف بل أسوة بقدرات المجهود البدني ومقدار نبض القلب وضغط الدم وغيرها من مؤشرات متابعة المرضى سواء بسواء.
وكانت مجلة الدورة الدموية الصادرة عن رابطة القلب الأميركية قد نشرت الشهر الماضي نتائج دراسة حول تأثير فياغرا على تحسن الحالة الصحية لمرضى فشل أو هبوط القلب وهو ما لم يكن يُعتقد في السابق أنها ذو تأثير عليه. الباحثون من جامعة جون هوبكنز حينما تناولوا الأمر وجدوا أن فياغرا تخفف بمقدار 50% من نسبة هرمونات الضغط والتوتر مما له أثر فعال في تخفيف حدة أعراض هبوط القلب. والبحث الجديد للبروفسور ديفيد كاس يُضاف الى أبحاثه السابقة حول تأثيرات هرمونات الضغط والتوتر في إجهاد القلب عموماً والضعيف القوة خصوصاً، وكيف أن أي وسيلة تقلل منها ستكون ذا أثر طيب ونافع للقلب، وهو إن كان درس الأمر في السابق على الحيوانات وأثبت جدوى فياغرا فيه فإنه في بحثه الحديث هذا أجرى الدراسة على البشر من النساء والرجال.
وكان تعليق البروفسور راكش كيكرجا من المركز الطبي لجامعة فيرجينيا أن البحث يفتح آفاقاً أوسع لاستخدام فياغرا في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب وهبوط القلب، وحسب الدراسات الحديثة فإن فياغرا تعتبر احد الأدوية المصنفة كحامية للقلب.
الجانب الجديد هذا ما يزال محل أخذ ورد نظراً للحاجة الى دراسات توضح التأثير بعيد الأمد لاستخدام فياغرا في حالات هبوط القلب المتنوعة الأسباب كأمراض الشرايين أو الصمامات أو نتيجة التهابات ميكروبية أو علاجات كيميائية وغيرها وهو ما سيكون مجال المستقبل في الأبحاث.
* الحاجة إلى تعريف اضطرابات الجنس > تحديد ما هو طبيعي في مجالات شؤون الجنس يشوبه الكثير من الغموض في الحاضر والمستقبل، فالباحثون هنا في هذه المجالات خليط من أطباء وعلماء في فروع شتى كالفسيولوجية والكيمياء الحيوية والتشريح، ومتخصصون في علم النفس والاجتماع والتربية وغيرهم كثير جداً ممن لهم أو ليس لهم علاقة بها، فالكل يدلي بدلوه فيها. وككل المشاكل التي يواجهها الإنسان في حياته والتي لا بد أن تترك أثراً ما على صحته الجسدية والنفسية فإن مآل الأمر هو الذهاب الى الطبيب لحلها أو على أقل تقدير التخفيف من آثارها. والجنس واحد من هذه المشاكل، فضعف الانتصاب أو القذف المبكر لدى الرجال أو قلة الرغبة في ممارسة الجنس أو البرود الجنسي لدى الرجال أو النساء أو عدم الوصول الى مرحلة النشوة أو ألم ممارسة الجنس لدى النساء هي جزء من قائمة طويلة من الاضطرابات الجنسية التي يعاني منها الكثيرون من الجنسين، والمشكلة هو أن تحديد تعريف واضح لأي منها ما يزال بين أخذ ورد مما يجعل من الصعوبة تحديد من هو طبيعي ومن ليس كذلك.
وعلى سبيل المثال تعريف سرعة القذف كما سبق لي قبل أشهر في ملحق الصحة بالشرق الأوسط الحديث عنه وذكرت دراسة الباحثين من جامعة «ويسترن ريزيرف» في كليفلاند بأوهايو المنشورة في عدد ابريل الماضي من المجلة العلمية الأميركية لطب الجنس، يقول فيها البروفسور «الثوف» المشارك في إعداد الدراسة: «معظم الناس يفكر في البعد الزمني لهذه المشكلة الصحية بينما هذا البحث يؤكد أهمية العناصر الأخرى كالإحساس بالتحكم والرضا النفسي بعد العملية الجنسية إذ هما جانبان هامان يجب وضع الأولية لهما في العلاج وتقويم مدى نجاحه». من هنا كان التعريف المعتمد من رابطة المسالك البولية الأميركية لسرعة القذف هو تلك الحالة التي «يتكرر أو يستمر بصفة مزمنة حدوث القذف بشكل أسرع مما هو مرغوب فيه إما قبل دخول عضو الرجل الى مهبل المرأة أو بعد ذلك بقليل وفي غالب الأحوال يستغرق ذلك دقيقتين أو أقل، وحينما يكون الرجل إما فاقداً للسيطرة أو يملك سيطرة ضعيفة على توقيت القذف».
ومثال آخر هو الدراسة التي نشرت منتصف الشهر الماضي حول ما هو العدد الطبيعي لمرات ممارسة الجنس سنوياً في أنحاء شتى من بقاع العالم ضمن إحصاء ديوركس السنوي التاسع للسلوك والأداء الجنسي، فمن 41 دولة شمل الإحصاء ما يزيد على 320 ألف رجل. النتائج أظهرت أن الرجال من اليابان في ذيل القائمة بممارستهم الجنس 45 مرة في السنة!، وهو ما يُعد متأخراً جداً مقارنة بالمتوسط العالمي المعروف وهو 103 مرة سنوياً، بينما حل على رأس القائمة الرجال من اليونان حيث بلغ عدد المرات لديهم 138 في السنة!.
والغريب في الأمر ليس هذا كله بل أن الرجال من الدول الأسيوية عموماً كانوا ضمن يمارسون الجنس أقل من 100 مرة في السنة، فالدول العشر الأخيرة في الترتيب العالمي كانت من حيث الأقل فالأكثر هي اليابان، سنغافورة، الهند، اندونيسيا، هونغ كونغ، ماليزيا، فيتنام، السويد ثم الصين. والسويد هي الدولة الوحيدة غير الأسيوية التي كانت ضمن الدول العشر الأخيرة. هذه هي حقيقة عدد مرات ممارسة الجنس سنوياً بحسب إحصائيات عالمية قبل بضعة أسابيع!، أي على أفضل تقدير متوسط أكثر الرجال ممارسة للجنس لا يتجاوز مرتين في الأسبوع!.
هناك خلل بين التعريف الطبي وبين التعريف الاجتماعي لاضطرابات الأداء الجنسي، وإن كانت هناك محاولات جادة وضعت تعريفات دقيقة لسرعة القذف، فإن الحاجة ما تزال لوضع أسس أدق في تعريف كثير من الحالات كالبرود الجنسي ومدة عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب وعدد المرات الطبيعية لممارسة العملية الجنسية.
جانب الرجل يستحوذ اهتماماً ملحوظاً لكن الغموض ما يزال يلف حالات الضعف الجنسي أو البرود الجنسي لدى النساء، وهو ما لم تحاول الأبحاث الطبية فهمه أو وضع تعريفات واضحة له ناهيك عن اكتشاف أدوية تعالجه، فهو الجانب المظلم حتى اليوم.
* ضعف الانتصاب.. أسباب متعددة > قد لا يتمكن البعض من تحقيق انتصاب كامل للعضو الذكري أو الاستمرار في المحافظة على ذلك طوال فترة الجماع، وحينها تظهر مشكلة تتميز بأنها تتفاقم بسرعة لمجرد إحساس المرء بها. فضعف الانتصاب مصطلح طبي مزعج للإنسان سماعه أو المعاناة منه برغم أن نسبة من الناس تتوهم ذلك، أو لا تعاني منه نتيجةً لوجود خلل عضوي جسدي بل جوانب نفسية مؤثرة، وهو مقلق أيضاً للطبيب ليس فقط لأن المريض يشكو منه ويطلب علاجاً له بل لأنه إن كان حقيقة موجود فهو مرتبط بمشاكل أخرى في الجسم أهمها الشرايين وأمراضها لدى نسبة من الناس. في الحالة الطبيعية تتحقق عملية الانتصاب ضمن وقت قصير، لكنها عملية ذات آليات معقدة تشترك فيها:
ـ أجزاء من الجهاز العصبي في الدماغ والجهاز العصبي اللاإرادي والأعصاب الطرفية.
ـ الجهاز الدوري من القلب والأوعية الدموية وخاصة تلك التي تغذي الأعضاء التناسلية بشقيها من الشرايين التي تحتبس الدم وأيضاً الجهاز التناسلي وأيضاً الأوردة التي تغلق مرور الدم من خلالها كي تسهم في احتباس الدم.
ـ مجموعة من الهرمونات التي تعمل على تنشيط التفاعل عند الرغبة في ممارسة العملية الجنسية.
ـ إضافة الى عوامل نفسية والأهم من ذلك الظروف المحيطة الباعثة على نشوء حالة الانتصاب. فبحصول مثيرات نفسية يتفاعل الدماغ وفي وجود نسبة طبيعية من هرمون الذكورة أي التستوستيرون وفي حال سلامة الشرايين المغذية للعضو يتدفق الدم إليه، ومع قفل الأوردة المسربة للدم من العضو فإن العملية تكتمل باحتقان الدم ودوام انتصاب العضو.
لذا فإن ضعف الانتصاب من الممكن أن يحصل في أي عمر يكون فيه الرجل، والإحصائيات تشير الى أن نسبته تعلو بعد سن الخامسة والستين. بيد أن هذا لا يعني كما تشير الرابطة الأميركية لأطباء الأسرة أنه جزء ومظهر من علامات الشيخوخة، فصحيح أن الرجل بتقدم العمر يحتاج الى مُثيرات أقوى كي يحصل لديه انتصاب، وقد تطول المدة بين تحقيق انتصاب وآخر لكن الرجل المتقدم في السن قادر على تحقيقه في نهاية الأمر والاستمتاع بممارسة العملية الجنسية. وهناك على حسب قول الرابطة المتقدمة مجموعة من الحالات المرضية وغيرها تؤدي لدى البعض الى ضعف تحقيق انتصاب العضو بشكل مرض للرجل أو شريكته، أهمها هو تناول الكحول والتدخين، الإرهاق الجسدي والنفسي والذهني، إصابات الدماغ أو الحبل الشوكي، تدني إفراز هرمون الذكورة «تستوستيرون» نتيجة ضعف نشاط الغدد التناسلية، فشل الكبد أو الكلى، مرض باركنسون العصبي، تعرض الخصيتين لعلاج بالأشعة، جلطات الدماغ، أنواع من عمليات البروستاتا أو المثانة. لكن أهم الأسباب هي مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض تصلب الشرايين. ولذا فمن المهم المحافظة على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي وكذلك ضغط الدم والتحكم في مسببات أمراض تصلب الشرايين الأخرى.
مشاكل العلاقة العاطفية أو مشاكل الشريك الجنسية تؤدي أيضاً الى ضعف الانتصاب لدى الرجل، فحرص الزوجين على إمتاع كل منهما الآخر تحل كثيراً من الضغوط النفسية المسببة له. فالشعور بالتوتر نتيجة لشيء في الماضي أو المعاناة من فترة حصل فيها ضعف في الانتصاب، والمعاناة من ضغوط العمل أو المشاكل الأسرية أو المالية، أو الشعور بالاكتئاب، أو عدم الإحساس بالرضا من تفاعل الشريك أو فقدان الثقة بالنفس كلها مما يزيد الضغوط النفسية ويوتر إتمام اكتمال الانتصاب لدى الرجل.