مقاتل
08-20-2003, 11:08 AM
خالص جلبي - الشرق الأوسط
70% من المعتقلين السياسيين في العالم مكانهم في السجون العربية. و80 من الإعدامات السياسية والمشنوقين تتم في أرض العروبة مع أن عدد العرب 5% من الأنام. ولكن هذا يعتبر في نظر (رفيق) ثوري أنه الدليل على حيوية الشارع العربي؟ وهو يعني بالتالي أن الدليل على خمول شعب ما قلة المعتقلين فيه. فالاعتقال دليل المقاومة؟ وتحت هذا التعريف (الثوري) يصبح الشعب الألماني سيد الأمم في الكسل لعدم وجود معتقلين ومقاومة؟ وهو يذكر بالقصة التي تروى عن المجنون حينما سئل لماذا عمل الجسر؟ أجاب: كي يمرّ النهر من تحته؟!
ومشكلة المسيح عليه السلام كانت مع طائفتين من الناس: (الكتبة) و(الفريسيين). فأما (الكتبة) فهم المتشددون الذين يقرؤون النصوص بعيون الموتى. وأما الفريسيون فهم (مثقفو السلطة) الخبثاء الذين لا ينقصهم ذكاء ويجيدون تزوير الحقائق باللعب بالكلمات.
ولكن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة.
ولكن بقدر ذكاء الشيطان بقدر اللعنة التي تلبسته. وتاب الله على آدم لاعترافه بالخطأ. فهذا الفرق بين طريق آدم وسبيل الشيطان وساء قرينا.
واليوم هناك من يتقدم للانتخابات للمرة الرابعة في العالم العربي تحت هتاف الشباب الحزبيين بالدم بالروح نفديك يا أبو الجماجم. والنتيجة معروفة. والكل يكذب. والكل يرقص في الاحتفالات. والكل يمارس كوميديا يقودها ساحر كبير في المسرح.
وإذا صدق خبر تعويضات ليبيا عن طائرة لوكربي بـ2.7 مليار دولار والاعتراف بالمسؤولية الجنائية للحادث فهي تأكيد جديد على أيام السحر التي يعيشها العرب.
وفي لبنان هجم الناس على التلفزيون وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا ملحم كما اعتاد العرب الهتاف للديكتاتوريين في بلادهم.
والطبيب يعرف حرارة المريض بميزان الحرارة فيفهم لماذا يهذي من وطأة الحمى؟ وإذا كان المتربعون على عرش التوجيه الرقاصات والطبَّالون فتودع من الأمة.
وصدام هذه الأيام مستباح الدم ويمكن أن نتحدث عنه في الوقت الذي تتطوع محطات عربية بنشر خطاباته الميتة.
والقرآن علمنا قاعدة أن لا نفرق بين أحد منهم فهناك (صداديم) كثر ولكن لا أحد يتكلم عنهم ولا يتجرأ وإن فقد أحدنا عقله وكتب عنه لم ينشر.
والمشكلة أن صدام موجود في قلب كل واحد منا ينتظر فرصته للانقضاض.
وأول سورة نزلت من القرآن عالجت مشكلة الطغيان. وتكررت كلمة (الطاغوت) في المصحف ست مرات. و(الطاغية) مرة واحدة ومشتقات (الطغيان) ثلاثين مرة. وفي مكان مزج الجبت مع الطاغوت أي السياسي مع الديني. وفي مكان اعتبر عبيد السياسة نظراء القردة والخنازير.
واعتبرالقرآن أن المشكلة ليست في صدام ونيرون وهتلر وأشباههم بل هي مشكلة (إنسانية) مختبئة في تضاعيف نفس كل إنسان. لا يختلف في هذا العربي عن الأمريكي.
وكلمة الإنسان في سورة العلق معرّفة (الإنسان) وليست نكرة فتشمل كل إنسان. والطغيان بذلك موجود (كمونيا) في قلب كل واحد. ويجب أن لا نثق بأي إنسان مهما بلغ من الطيبة إذا وضع يده على (القوة) ما لم يفرمل. وهذا لا علاقة له بالفرد بقدر امتلاك الفرد للقوة. ولا يمكن لأي سيارة أن تصنَّع في أي مكان في العالم بدون فرامل إلا في العالم العربي. فكل السيارات السياسية في العالم العربي تمشي بدون فرامل فنحن في سلسلة من الكوارث من بغداد إلى البليدة.
ولو أن أي (معارضة) وضعت يدها على (القوة) ما كان في يد صدام لفعلت ما فعل صدام فهذا قانون وجودي مثل تمدد المعادن بالحرارة وتغير اللون إلى الأحمر مع الحامض في الكيمياء والانشطار النووي في علم الذرة.
ولو حمل صدام إلى فرنسا وحمل شيراك إلى العراق وراقبنا ما يحدث في هذه التجربة المثيرة فسوف نفاجأ بعد زمن ليس بالطويل بصدام مهذب بدون شوارب. وشيراك وقد اعتمر اللباس العراقي وأطلق شاربيه الستالينية. ووضع على جنبه غدارة محشوة بطلقات قاتلة.
وهذا يكشف الغطاء عن المعادلة الاجتماعية والثقافية للإنسان. وأن المجتمع يشكل الإنسان فيمنحه الجينات والدين واللغة ولكن الأخطر هو الثقافة، فبوش لم يخرج من بطن أمه (باربارا) ديموقراطيا بل خرج كما خرج (بيبي الثاني) من رحم امرأة فرعونية استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين.
والثقافة يمكن أن تشكل الإنسان بأشد من مصانع الفولاذ لخام الحديد فتخرج سيارة مرسيدس أو حاوية قمامات.
ومن يخرج عن الثقافة يطحن بأشد من البسكويت. وفي عالم الأرانب والدجاج يعالج المجروح من رفاقه ليس بالضماد والمطهرات بل بالنقر والعض في مكان الدم حتى الموت. ويذكر برتراند راسل عن حماره الذي علق في الزريبة واشتعلت فيه النيران أنهم عجزوا عن إقناعه بالخروج وهو يحترق حتى تم شده بالسلاسل والحبال.
وفي البلدان الثورية يضعون في السجن من يقوم بثرثرة الانترنيت فيتناقل مقالة للمعارضة مع آخرين ويسمى حاقدا على النظام. وهو أمر مضحك لولا أن صاحبها يبكي في أقبية المخابرات.
وأنه أضحك وأبكى وأنه أمات وأحيا.
ويبدو أن العالم الذي نعيش فيه أصبح شمالياً غربيا يضم الأعضاء النبيلة ومراكز الفهم. وجنوبيا سفليا ومنه عالم العرب يضم الأمعاء والأقدام. وتريد المخابرات مكافحة انتشار المعلومات مثل ساحرات العصور الوسطى بمكانس لإسقاط أطباق طائرة تمر فوق رؤوسهم بسرعة الضوء.
وقد يتعجب المرء أحيانا حينما يكتشف الغول المرعب الذي يختبئ في صدر كل واحد منا حينما يتولى مقاليد الأمور حتى لو كانت تربية الأرانب. وفي المدارس يعتبر الأستاذ نفسه ربا على الطلبة المنكوبين لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والقرآن استخدم كلمة (الرب) على لسان يوسف مع السجناء فقال لمن سأله عن تفسير المنام ارجع إلى (ربك؟) ويوسف هنا لم يقصد بهذه الكلمة رب السموات والأرض وما بينهما بل الرب الفعلي في حياة الناس: فرعون.
وهناك من المثقفين من يمارس العهر الفكري فتقف واحدة شيوعية لتمدح أحد الجبارين بقولها أنت رب القلم والسيف؟! فيكافئها (ربها) بإعادة توليها منصبها السياسي في مكتب لا يزيد عن ديكور.
وتشبه الجيوش العربية مدارسها مثل الضابط بالنسبة للجنود والجنرال للضباط والطاغية مقابل الجنرالات. فتختزل إرادة الجماعة بإرادة فرد. ويتم سحب الأبعاد الثلاثية للإنسان (التفكير والإرادة والاستقلالية) لينقلب إلى مسدس أو بوق للقتل أو الهتاف؟ وهل يمكن لجندي أن يفكر أو يستقل أو يعصي الأوامر أو يراجع رئيسه أو يناقشه.
ومنه عقم مناهج التدريس في العالم العربي فهي الرحم الذي أوجد الجيش. والمشكلة ليست في تغيير فقرات في المناهج بل في تغيير جو التعليم القاتل برمته؟ ونقله من موات (النقل) إلى حركة (النقد).
وفي أمريكا أجروا تجربة على البشر أعطوا فريقا دور السجانين وآخرين المسجونين فصدمت الرأي العام وتبين أن ثلثي البشر عندهم استعداد أن يتحولوا إلى فراعنة. وتم إيقاف التجربة بعد ستة أيام وكان مقررا لها أن تستمر مدة أسبوعين وحمل البعض في حالة انهيار عصبي إلى المشفى.
وكما قمع الشاه الثورة الإيرانية فإن الجمهورية (الإسلامية) قمعت الطلبة في صيف 2003م كما كان يفعل الشاه من قبل. وتحالفت على نحو استراتيجي مع أنظمة علمانية تكافح حركات إسلامية محلية بأشد من فيروس السارز.
وذهب برتراند راسل الفيلسوف البريطاني في كتابه (السلطان) إلى أن كل واحد منا لا مانع لديه أن يصبح أحد آلهة الأولمب. وأكد هذه الحقيقة أبو (حامد الغزالي) فاعتبر «أن أعظم اللذائذ الحكم». وأن «آخر ما يخرج من قلوب الصالحين متعة الألوهية».
وفي المثل العربي يا حبذا الإمارة ولو كانت على الحجارة. وعندما وصىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر قال له نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها.
ولو جلس الناس يوم تزوير الانتخابات في بيوتهم وقالوا سوف نشرب الشاي هل سيدخل عليهم رجال المخابرات فيقتادونهم بقوة السلاح إلى صناديق التزوير؟
إننا نعيش عصر السحر العربي؟
70% من المعتقلين السياسيين في العالم مكانهم في السجون العربية. و80 من الإعدامات السياسية والمشنوقين تتم في أرض العروبة مع أن عدد العرب 5% من الأنام. ولكن هذا يعتبر في نظر (رفيق) ثوري أنه الدليل على حيوية الشارع العربي؟ وهو يعني بالتالي أن الدليل على خمول شعب ما قلة المعتقلين فيه. فالاعتقال دليل المقاومة؟ وتحت هذا التعريف (الثوري) يصبح الشعب الألماني سيد الأمم في الكسل لعدم وجود معتقلين ومقاومة؟ وهو يذكر بالقصة التي تروى عن المجنون حينما سئل لماذا عمل الجسر؟ أجاب: كي يمرّ النهر من تحته؟!
ومشكلة المسيح عليه السلام كانت مع طائفتين من الناس: (الكتبة) و(الفريسيين). فأما (الكتبة) فهم المتشددون الذين يقرؤون النصوص بعيون الموتى. وأما الفريسيون فهم (مثقفو السلطة) الخبثاء الذين لا ينقصهم ذكاء ويجيدون تزوير الحقائق باللعب بالكلمات.
ولكن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة.
ولكن بقدر ذكاء الشيطان بقدر اللعنة التي تلبسته. وتاب الله على آدم لاعترافه بالخطأ. فهذا الفرق بين طريق آدم وسبيل الشيطان وساء قرينا.
واليوم هناك من يتقدم للانتخابات للمرة الرابعة في العالم العربي تحت هتاف الشباب الحزبيين بالدم بالروح نفديك يا أبو الجماجم. والنتيجة معروفة. والكل يكذب. والكل يرقص في الاحتفالات. والكل يمارس كوميديا يقودها ساحر كبير في المسرح.
وإذا صدق خبر تعويضات ليبيا عن طائرة لوكربي بـ2.7 مليار دولار والاعتراف بالمسؤولية الجنائية للحادث فهي تأكيد جديد على أيام السحر التي يعيشها العرب.
وفي لبنان هجم الناس على التلفزيون وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا ملحم كما اعتاد العرب الهتاف للديكتاتوريين في بلادهم.
والطبيب يعرف حرارة المريض بميزان الحرارة فيفهم لماذا يهذي من وطأة الحمى؟ وإذا كان المتربعون على عرش التوجيه الرقاصات والطبَّالون فتودع من الأمة.
وصدام هذه الأيام مستباح الدم ويمكن أن نتحدث عنه في الوقت الذي تتطوع محطات عربية بنشر خطاباته الميتة.
والقرآن علمنا قاعدة أن لا نفرق بين أحد منهم فهناك (صداديم) كثر ولكن لا أحد يتكلم عنهم ولا يتجرأ وإن فقد أحدنا عقله وكتب عنه لم ينشر.
والمشكلة أن صدام موجود في قلب كل واحد منا ينتظر فرصته للانقضاض.
وأول سورة نزلت من القرآن عالجت مشكلة الطغيان. وتكررت كلمة (الطاغوت) في المصحف ست مرات. و(الطاغية) مرة واحدة ومشتقات (الطغيان) ثلاثين مرة. وفي مكان مزج الجبت مع الطاغوت أي السياسي مع الديني. وفي مكان اعتبر عبيد السياسة نظراء القردة والخنازير.
واعتبرالقرآن أن المشكلة ليست في صدام ونيرون وهتلر وأشباههم بل هي مشكلة (إنسانية) مختبئة في تضاعيف نفس كل إنسان. لا يختلف في هذا العربي عن الأمريكي.
وكلمة الإنسان في سورة العلق معرّفة (الإنسان) وليست نكرة فتشمل كل إنسان. والطغيان بذلك موجود (كمونيا) في قلب كل واحد. ويجب أن لا نثق بأي إنسان مهما بلغ من الطيبة إذا وضع يده على (القوة) ما لم يفرمل. وهذا لا علاقة له بالفرد بقدر امتلاك الفرد للقوة. ولا يمكن لأي سيارة أن تصنَّع في أي مكان في العالم بدون فرامل إلا في العالم العربي. فكل السيارات السياسية في العالم العربي تمشي بدون فرامل فنحن في سلسلة من الكوارث من بغداد إلى البليدة.
ولو أن أي (معارضة) وضعت يدها على (القوة) ما كان في يد صدام لفعلت ما فعل صدام فهذا قانون وجودي مثل تمدد المعادن بالحرارة وتغير اللون إلى الأحمر مع الحامض في الكيمياء والانشطار النووي في علم الذرة.
ولو حمل صدام إلى فرنسا وحمل شيراك إلى العراق وراقبنا ما يحدث في هذه التجربة المثيرة فسوف نفاجأ بعد زمن ليس بالطويل بصدام مهذب بدون شوارب. وشيراك وقد اعتمر اللباس العراقي وأطلق شاربيه الستالينية. ووضع على جنبه غدارة محشوة بطلقات قاتلة.
وهذا يكشف الغطاء عن المعادلة الاجتماعية والثقافية للإنسان. وأن المجتمع يشكل الإنسان فيمنحه الجينات والدين واللغة ولكن الأخطر هو الثقافة، فبوش لم يخرج من بطن أمه (باربارا) ديموقراطيا بل خرج كما خرج (بيبي الثاني) من رحم امرأة فرعونية استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين.
والثقافة يمكن أن تشكل الإنسان بأشد من مصانع الفولاذ لخام الحديد فتخرج سيارة مرسيدس أو حاوية قمامات.
ومن يخرج عن الثقافة يطحن بأشد من البسكويت. وفي عالم الأرانب والدجاج يعالج المجروح من رفاقه ليس بالضماد والمطهرات بل بالنقر والعض في مكان الدم حتى الموت. ويذكر برتراند راسل عن حماره الذي علق في الزريبة واشتعلت فيه النيران أنهم عجزوا عن إقناعه بالخروج وهو يحترق حتى تم شده بالسلاسل والحبال.
وفي البلدان الثورية يضعون في السجن من يقوم بثرثرة الانترنيت فيتناقل مقالة للمعارضة مع آخرين ويسمى حاقدا على النظام. وهو أمر مضحك لولا أن صاحبها يبكي في أقبية المخابرات.
وأنه أضحك وأبكى وأنه أمات وأحيا.
ويبدو أن العالم الذي نعيش فيه أصبح شمالياً غربيا يضم الأعضاء النبيلة ومراكز الفهم. وجنوبيا سفليا ومنه عالم العرب يضم الأمعاء والأقدام. وتريد المخابرات مكافحة انتشار المعلومات مثل ساحرات العصور الوسطى بمكانس لإسقاط أطباق طائرة تمر فوق رؤوسهم بسرعة الضوء.
وقد يتعجب المرء أحيانا حينما يكتشف الغول المرعب الذي يختبئ في صدر كل واحد منا حينما يتولى مقاليد الأمور حتى لو كانت تربية الأرانب. وفي المدارس يعتبر الأستاذ نفسه ربا على الطلبة المنكوبين لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والقرآن استخدم كلمة (الرب) على لسان يوسف مع السجناء فقال لمن سأله عن تفسير المنام ارجع إلى (ربك؟) ويوسف هنا لم يقصد بهذه الكلمة رب السموات والأرض وما بينهما بل الرب الفعلي في حياة الناس: فرعون.
وهناك من المثقفين من يمارس العهر الفكري فتقف واحدة شيوعية لتمدح أحد الجبارين بقولها أنت رب القلم والسيف؟! فيكافئها (ربها) بإعادة توليها منصبها السياسي في مكتب لا يزيد عن ديكور.
وتشبه الجيوش العربية مدارسها مثل الضابط بالنسبة للجنود والجنرال للضباط والطاغية مقابل الجنرالات. فتختزل إرادة الجماعة بإرادة فرد. ويتم سحب الأبعاد الثلاثية للإنسان (التفكير والإرادة والاستقلالية) لينقلب إلى مسدس أو بوق للقتل أو الهتاف؟ وهل يمكن لجندي أن يفكر أو يستقل أو يعصي الأوامر أو يراجع رئيسه أو يناقشه.
ومنه عقم مناهج التدريس في العالم العربي فهي الرحم الذي أوجد الجيش. والمشكلة ليست في تغيير فقرات في المناهج بل في تغيير جو التعليم القاتل برمته؟ ونقله من موات (النقل) إلى حركة (النقد).
وفي أمريكا أجروا تجربة على البشر أعطوا فريقا دور السجانين وآخرين المسجونين فصدمت الرأي العام وتبين أن ثلثي البشر عندهم استعداد أن يتحولوا إلى فراعنة. وتم إيقاف التجربة بعد ستة أيام وكان مقررا لها أن تستمر مدة أسبوعين وحمل البعض في حالة انهيار عصبي إلى المشفى.
وكما قمع الشاه الثورة الإيرانية فإن الجمهورية (الإسلامية) قمعت الطلبة في صيف 2003م كما كان يفعل الشاه من قبل. وتحالفت على نحو استراتيجي مع أنظمة علمانية تكافح حركات إسلامية محلية بأشد من فيروس السارز.
وذهب برتراند راسل الفيلسوف البريطاني في كتابه (السلطان) إلى أن كل واحد منا لا مانع لديه أن يصبح أحد آلهة الأولمب. وأكد هذه الحقيقة أبو (حامد الغزالي) فاعتبر «أن أعظم اللذائذ الحكم». وأن «آخر ما يخرج من قلوب الصالحين متعة الألوهية».
وفي المثل العربي يا حبذا الإمارة ولو كانت على الحجارة. وعندما وصىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر قال له نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها.
ولو جلس الناس يوم تزوير الانتخابات في بيوتهم وقالوا سوف نشرب الشاي هل سيدخل عليهم رجال المخابرات فيقتادونهم بقوة السلاح إلى صناديق التزوير؟
إننا نعيش عصر السحر العربي؟