سمير
12-07-2005, 07:38 AM
أحمد البغدادي - كاتب كويتي
من الأشياء الجميلة في معرض الكويت العربي للكتاب رؤية كبار السن وصغار السن من الجنسين وهم يسألون عن مضمون الكتب التي يودون شراءها, وعلى رغم كثرة المعروض من كتب صدرت خلال السنوات الاخيرة التي سمحت بها الرقابة, الا أنهم يسألون عن الكتب الممنوعة! وقد سألت أحدهم:
هل قرأت جميع الكتب القيمة المعروضة والتي منها كتاب المفكر الفرنسي- السوري استاذ السوربون البروفسور برهان غليون, وكتب او بالأصح روايات عبد الرحمن منيف رحمه الله, ودراسات الكاتبة الباحثة فاطمة المرنيسي وكثيرا من الكتب الاخرى والروايات? لو أنك قرأت »المسموح« لتكونت لديك ثقافة جيدة حول الكثير من الموضوعات. أنا معك ان منع الكتب من صفة الاستبداد الرسمي, لكن هذا لا يمنع من قراءة كتب كثيرة يمكن الاستفادة منها علمياً وثقافيا, وتمثل استزادة فكرية حقيقية, لكن الحكومة بتسلطها على الثقافة خلقت البحث عن الثقافة الممنوعة, ولو ان الكتب الممنوعة وضعت مع الكتب الأخرى علنا لما نظر اليها احد, وربما لأعرض عنها الكثيرون لعدم قدرتهم على فهم موضوعاتها بيسر, خصوصا تلك المتعلقة بالقضايا الفكرية. لكن الاستبداد الرسمي هو الذي يخلق ثقافة الممنوع. وللعلم.. كثير من الناس يقتني هذه الكتب لعرضها والتباهي بها أمام الناس فقط, لا غير ولا يكلف نفسه قراءتها, ذلك ان القراءة فعل صعب لا يستسيغه العقل العربي, الا اذا كانت قراءة في التراث السالف الذي لا قيمة معرفية له اليوم.
والأمر نفسه يسري على الافلام والسلع الاستهلاكية, هل تذكرون كيف كان الكويتيون يتهافتون على شراء منتجات كادبوري الممنوعة? بل إنني شخصيا شاهدت الكويتيين يتقاتلون عليها يوم سمح بدخولها الكويت, وكانت هدايا المسافرين الى لندن, وكذلك الامر مع الافلام التي تمنع ويسعى الناس اليها. والكل يعلم ان كل ممنوع مرغوب, يوم كانت البيرة السعودية ممنوعة كانت الناس تبحث عنها في الشوارع, ويوم سمح بها ها هي على أرفف الجمعيات مكدسة وانتهى ذلك التهافت, والخمور ممنوعة وآلاف الكراتين تدخل البلد وهلم جرا. لا يمكن لأي حكومة ان تمنع الناس من الحصول على ما تريد, بل والناس مستعدة لتحمل العقوبات في سبيل تلبية رغباتها.
ماذا تستفيد الحكومة من ثقافة الممنوع? هل تحمي المجتمع? من ماذا? من الثقافة?! هذا كلام متهافت, هل فعلا صدور كتاب عن دولة صديقة يمكن ان يسيء الى العلاقات العربية-العربية? اذا كانت الاجابة: نعم, ألا يمكن تحويل الكاتب الى القضاء? وهل توجد دولة عربية او اسلامية لم تسوّد وجهها في مجال الحريات الفكرية? جميع الدول العربية والاسلامية في القائمة السوداء دوليا, يعني بصريح العبارة وجود كتاب لن يزيد الضرر, هذا اذا كان هناك ثمة ضرر. في الحقيقة إنه لا ضرر مطلقا من وجود اي كتاب, حتى الكتب الاباحية او التي تثير الفتن يمكن ان تناقش في العلن او ان يكتب في الصحافة عن سوئها, لكن المنع لا يقدم ولا يؤخر سوى أنه يؤكد الصفة الاستبدادية للدولة الكويتية وإثبات الزيف الديمقراطي, والوهم الذي يعيشه الكويتيون. لكن مع هذا كله نقول: لو ان دور النشر التي تنتقد الوضع الرقابي في الكويت اتخذت موقفا جاداً وقاطعت المعرض سنة واحدة وكشفت هذا الزيف الديمقراطي, لراجعت الحكومة سياستها الخرقاء بمنع الكتب, لكن هناك الكثير من دور النشر من يريد بيع كتب الطبخ والسحر والجن وتفسير الاحلام والدفاتر الملونة ودفاتر المسابقات, فلماذا يقفون مع الحرية وهي تخسرهم الدينار الذي يتحول الى الآلاف من عملتهم الوطنية?!
يوم منعت الحكومة الفرنسية كتاب الحلال والحرام ليوسف القرضاوي, تحدى الناشرون الفرنسيون حكومتهم وقاموا بعرض الكتاب في مكتباتهم لايمانهم بحرية التعبير, وكذلك الأمر مع سلمان رشدي الذي أهدرت فتوى الخميني دمه برغم معارضتهم لما كتبه, لكن هناك رجال حقيقيون يؤمنون فعلا بحرية التعبير حتى ولو أدى الامر إلى مواجهة حكوماتهم.
لذلك كثيراً ما أضحك مع نفسي حين أتذكر نكتة ذلك الأب الذي قال لابنه: عمرك ما راح تصير زلمة. وحين أصبح الابن وزيراً, أحضر أباه للمكتب وقال له: شايف صرت وزير!
رد الاب مبتسماً: انا ما قلت أنك ما بتصير وزير.. انا قلت عمرك ما بتصير زلمة!!
وأرجو أن لا يفهم هذه النكتة متوسطو الذكاء!
يقول حامد بو يابس في جريدة »الشعب« اللي ما يقرأها الشعب, إنني طالبت بمئة ألف دينار »تعويض مدني«! وأسأله: من أي إبط استخرجت هذه المعلومة الكاذبة?!
من الأشياء الجميلة في معرض الكويت العربي للكتاب رؤية كبار السن وصغار السن من الجنسين وهم يسألون عن مضمون الكتب التي يودون شراءها, وعلى رغم كثرة المعروض من كتب صدرت خلال السنوات الاخيرة التي سمحت بها الرقابة, الا أنهم يسألون عن الكتب الممنوعة! وقد سألت أحدهم:
هل قرأت جميع الكتب القيمة المعروضة والتي منها كتاب المفكر الفرنسي- السوري استاذ السوربون البروفسور برهان غليون, وكتب او بالأصح روايات عبد الرحمن منيف رحمه الله, ودراسات الكاتبة الباحثة فاطمة المرنيسي وكثيرا من الكتب الاخرى والروايات? لو أنك قرأت »المسموح« لتكونت لديك ثقافة جيدة حول الكثير من الموضوعات. أنا معك ان منع الكتب من صفة الاستبداد الرسمي, لكن هذا لا يمنع من قراءة كتب كثيرة يمكن الاستفادة منها علمياً وثقافيا, وتمثل استزادة فكرية حقيقية, لكن الحكومة بتسلطها على الثقافة خلقت البحث عن الثقافة الممنوعة, ولو ان الكتب الممنوعة وضعت مع الكتب الأخرى علنا لما نظر اليها احد, وربما لأعرض عنها الكثيرون لعدم قدرتهم على فهم موضوعاتها بيسر, خصوصا تلك المتعلقة بالقضايا الفكرية. لكن الاستبداد الرسمي هو الذي يخلق ثقافة الممنوع. وللعلم.. كثير من الناس يقتني هذه الكتب لعرضها والتباهي بها أمام الناس فقط, لا غير ولا يكلف نفسه قراءتها, ذلك ان القراءة فعل صعب لا يستسيغه العقل العربي, الا اذا كانت قراءة في التراث السالف الذي لا قيمة معرفية له اليوم.
والأمر نفسه يسري على الافلام والسلع الاستهلاكية, هل تذكرون كيف كان الكويتيون يتهافتون على شراء منتجات كادبوري الممنوعة? بل إنني شخصيا شاهدت الكويتيين يتقاتلون عليها يوم سمح بدخولها الكويت, وكانت هدايا المسافرين الى لندن, وكذلك الامر مع الافلام التي تمنع ويسعى الناس اليها. والكل يعلم ان كل ممنوع مرغوب, يوم كانت البيرة السعودية ممنوعة كانت الناس تبحث عنها في الشوارع, ويوم سمح بها ها هي على أرفف الجمعيات مكدسة وانتهى ذلك التهافت, والخمور ممنوعة وآلاف الكراتين تدخل البلد وهلم جرا. لا يمكن لأي حكومة ان تمنع الناس من الحصول على ما تريد, بل والناس مستعدة لتحمل العقوبات في سبيل تلبية رغباتها.
ماذا تستفيد الحكومة من ثقافة الممنوع? هل تحمي المجتمع? من ماذا? من الثقافة?! هذا كلام متهافت, هل فعلا صدور كتاب عن دولة صديقة يمكن ان يسيء الى العلاقات العربية-العربية? اذا كانت الاجابة: نعم, ألا يمكن تحويل الكاتب الى القضاء? وهل توجد دولة عربية او اسلامية لم تسوّد وجهها في مجال الحريات الفكرية? جميع الدول العربية والاسلامية في القائمة السوداء دوليا, يعني بصريح العبارة وجود كتاب لن يزيد الضرر, هذا اذا كان هناك ثمة ضرر. في الحقيقة إنه لا ضرر مطلقا من وجود اي كتاب, حتى الكتب الاباحية او التي تثير الفتن يمكن ان تناقش في العلن او ان يكتب في الصحافة عن سوئها, لكن المنع لا يقدم ولا يؤخر سوى أنه يؤكد الصفة الاستبدادية للدولة الكويتية وإثبات الزيف الديمقراطي, والوهم الذي يعيشه الكويتيون. لكن مع هذا كله نقول: لو ان دور النشر التي تنتقد الوضع الرقابي في الكويت اتخذت موقفا جاداً وقاطعت المعرض سنة واحدة وكشفت هذا الزيف الديمقراطي, لراجعت الحكومة سياستها الخرقاء بمنع الكتب, لكن هناك الكثير من دور النشر من يريد بيع كتب الطبخ والسحر والجن وتفسير الاحلام والدفاتر الملونة ودفاتر المسابقات, فلماذا يقفون مع الحرية وهي تخسرهم الدينار الذي يتحول الى الآلاف من عملتهم الوطنية?!
يوم منعت الحكومة الفرنسية كتاب الحلال والحرام ليوسف القرضاوي, تحدى الناشرون الفرنسيون حكومتهم وقاموا بعرض الكتاب في مكتباتهم لايمانهم بحرية التعبير, وكذلك الأمر مع سلمان رشدي الذي أهدرت فتوى الخميني دمه برغم معارضتهم لما كتبه, لكن هناك رجال حقيقيون يؤمنون فعلا بحرية التعبير حتى ولو أدى الامر إلى مواجهة حكوماتهم.
لذلك كثيراً ما أضحك مع نفسي حين أتذكر نكتة ذلك الأب الذي قال لابنه: عمرك ما راح تصير زلمة. وحين أصبح الابن وزيراً, أحضر أباه للمكتب وقال له: شايف صرت وزير!
رد الاب مبتسماً: انا ما قلت أنك ما بتصير وزير.. انا قلت عمرك ما بتصير زلمة!!
وأرجو أن لا يفهم هذه النكتة متوسطو الذكاء!
يقول حامد بو يابس في جريدة »الشعب« اللي ما يقرأها الشعب, إنني طالبت بمئة ألف دينار »تعويض مدني«! وأسأله: من أي إبط استخرجت هذه المعلومة الكاذبة?!