سلسبيل
12-07-2005, 01:04 AM
جعلتها المخابرات السورية أرضاً لـ«مقابر جماعية»
الشرق الاوسط تلقي الضوء على تاريخها منذ عهد هشام بن عبد الملك
عنجر (البقاع اللبناني): حسين درويش
أنهت الاجهزة الامنية اللبنانية عصر امس أعمال الحفر والتفتيش عن جثث في حرم تلة «النبي العزير» قرب الموقع السابق للاستخبارات السورية في بلدة عنجر في الجانب الشرقي من سهل البقاع القريب من الحدود السورية، فيما تضاربت المعلومات حول عدد الجثث المنتشلة اذ قيل ان عددها يراوح بين 22 و26 جثة متآكلة وبقايا هياكل عظمية، بالاضافة الى البسة في المقبرة السرية الجماعية التي تعود الى العام 1991 يوم كان العميد السوري يوسف العبدي مسؤولا عن المخابرات في هذه المنطقة، حسب افادة مختار بلدة مجدل عنجر شعبان العجمي.
«الشرق الاوسط» قصدت عجمي في منزله في مجدل عنجر، لدى سؤالنا عنه قالت زوجته إنه غادر منزله من الصباح ولم يعد، فيما افادت مصادر قريبة انه ابتعد عن الانظار وخصوصاً الاعلام». والمختار شعبان العجمي مسؤول عن مقام النبي العزير الذي يقع في خراج بلدة عنجر رغم انه تابع لمجدل عنجر بوصفه مكانا ذا طبيعة دينية.
وكان العجمي قد افاد انه بينما كان بعض العمال المستأجرون لتسوية ارض حرم النبي العزير عام 1999 يقومون بمهمتهم، عثروا على جثتين احداهما باللباس الداخلي متآكلة ومتحللة، والثانية بسروال عسكري، وعندما ابلغ السلطات المحلية في البقاع وبعض الشخصيات بالامر طلب اليه كونه المسؤول عن مقام النبي العزير «اعادة طمر الجثث وكتمان الامر وعدم افشاء السر لاحد». ومنذ ذلك التاريخ بدأ هذا الخبر يتسرب شيئاً فشيئاً الى ان كثر الحديث، ذاع الخبر، حتى اعطيت الاوامر يوم الجمعة الماضي بحفر المكان الذي استمر العمل فيه حتى بعد ظهر امس.
ويعود تاريخ مقام «النبي العزيز» الى العام 651 هـ. وكان مهملاً حتى العام 1999 عندما وضعت الاوقاف الاسلامية برنامجاً لتحسينه بعدما استعادت الاراضي المحيطة به، ثم قامت بتسويتها. وفي العام 2001 تعرض المقام للتفجير لاسباب لا تزال مجهولة ليعاد ترميمه بمباركة الاوقاف الاسلامية ودار الافتاء.
وبقي المقام وحرمه مركزا للقوات السورية حتى العام 1994 قبل ان يعاد بناؤه باشراف دار الفتوى. وهو يمتد على مساحة 3000 متر مربع، على اعلى مجدل عنجر مقابل مركز الاستخبارات السورية السابق الذي يبعد عن المركز مسافة كيلومترين. وللوصول الى المقام يتوجب سلوك طريق دمشق الدولية الذي يبعد عنها مسافة 500 متر الى الشمال الشرقي.
وعنجر مدينة عربية قديمة اشتهرت بتجارتها ايام الخليفة هشام بن عبد الملك الذي بنى فيها قصرا صيفيا لا تزال بعض اثاره ماثلة للعيان، ومنها حمام روماني وحمام عربي وسوق تجاري اسسه الخليفة من 99 محلا تجاريا يربط محوريا صيدا بدمشق من بوابة عنجر وبعلبك بدمشق من البوابة نفسها.
على اثر المجازر الارمنية عام 1915، بدأت الجماعات الارمنية بالنزوح الى سورية ومنها الى لبنان، ونقل الفرنسيون بعض المهجرين الارمن واسكنوهم عنجر، وخصص لكل عائلة منزل على ارض مساحتها (400 متر مربع)، وخصص لكل عائلة 700 متر من الاراضي الزراعية في السهل. وكان كل ذلك تحت اشراف الفرنسيين، وكانت ملكية الاراضي للوالي التركي انذاك درويش باشا. ومع الوقت عاد قسم من الارمن الى الاتحاد السوفياتي ومنهم من هاجر الى الغرب. ولم تعد نسبة الارمن اليوم من سكان عنجر تتجاوز الـ 20 في المائة. وفي العام 1948 وبعد نكبة فلسطين اسكنت الدولة اللبنانية نازحين فلسطينيين في عنجر. وعلى اثر مشاكل بينهم وبين الارمن تم اجلاؤهم الى مخيم في مدينة بعلبك يسمى مخيم الجليل. واليوم اصبحت عنجر مركزا سياحيا لبنانيا بامتياز وفيها اثار رومانية وعربية وهي غنية بالمياه والبوابة الرئيسية لدمشق عن طريق شتورا ـ دمشق.
ويقوم نزاع بين الارمن وسكان الجوار في مجدل عنجر حول ملكية الارض. وكانت الدولة اللبنانية قد جمدت الخلافات خوفا من انعكاسها على تعايش الارمن والمسلمين، ورغم ذلك حصلت بعض الخلافات وطغت على السطح وحصلت احتجاجات واعتصامات من ابناء مجدل عنجر في اوقات متفاوتة.
الشرق الاوسط تلقي الضوء على تاريخها منذ عهد هشام بن عبد الملك
عنجر (البقاع اللبناني): حسين درويش
أنهت الاجهزة الامنية اللبنانية عصر امس أعمال الحفر والتفتيش عن جثث في حرم تلة «النبي العزير» قرب الموقع السابق للاستخبارات السورية في بلدة عنجر في الجانب الشرقي من سهل البقاع القريب من الحدود السورية، فيما تضاربت المعلومات حول عدد الجثث المنتشلة اذ قيل ان عددها يراوح بين 22 و26 جثة متآكلة وبقايا هياكل عظمية، بالاضافة الى البسة في المقبرة السرية الجماعية التي تعود الى العام 1991 يوم كان العميد السوري يوسف العبدي مسؤولا عن المخابرات في هذه المنطقة، حسب افادة مختار بلدة مجدل عنجر شعبان العجمي.
«الشرق الاوسط» قصدت عجمي في منزله في مجدل عنجر، لدى سؤالنا عنه قالت زوجته إنه غادر منزله من الصباح ولم يعد، فيما افادت مصادر قريبة انه ابتعد عن الانظار وخصوصاً الاعلام». والمختار شعبان العجمي مسؤول عن مقام النبي العزير الذي يقع في خراج بلدة عنجر رغم انه تابع لمجدل عنجر بوصفه مكانا ذا طبيعة دينية.
وكان العجمي قد افاد انه بينما كان بعض العمال المستأجرون لتسوية ارض حرم النبي العزير عام 1999 يقومون بمهمتهم، عثروا على جثتين احداهما باللباس الداخلي متآكلة ومتحللة، والثانية بسروال عسكري، وعندما ابلغ السلطات المحلية في البقاع وبعض الشخصيات بالامر طلب اليه كونه المسؤول عن مقام النبي العزير «اعادة طمر الجثث وكتمان الامر وعدم افشاء السر لاحد». ومنذ ذلك التاريخ بدأ هذا الخبر يتسرب شيئاً فشيئاً الى ان كثر الحديث، ذاع الخبر، حتى اعطيت الاوامر يوم الجمعة الماضي بحفر المكان الذي استمر العمل فيه حتى بعد ظهر امس.
ويعود تاريخ مقام «النبي العزيز» الى العام 651 هـ. وكان مهملاً حتى العام 1999 عندما وضعت الاوقاف الاسلامية برنامجاً لتحسينه بعدما استعادت الاراضي المحيطة به، ثم قامت بتسويتها. وفي العام 2001 تعرض المقام للتفجير لاسباب لا تزال مجهولة ليعاد ترميمه بمباركة الاوقاف الاسلامية ودار الافتاء.
وبقي المقام وحرمه مركزا للقوات السورية حتى العام 1994 قبل ان يعاد بناؤه باشراف دار الفتوى. وهو يمتد على مساحة 3000 متر مربع، على اعلى مجدل عنجر مقابل مركز الاستخبارات السورية السابق الذي يبعد عن المركز مسافة كيلومترين. وللوصول الى المقام يتوجب سلوك طريق دمشق الدولية الذي يبعد عنها مسافة 500 متر الى الشمال الشرقي.
وعنجر مدينة عربية قديمة اشتهرت بتجارتها ايام الخليفة هشام بن عبد الملك الذي بنى فيها قصرا صيفيا لا تزال بعض اثاره ماثلة للعيان، ومنها حمام روماني وحمام عربي وسوق تجاري اسسه الخليفة من 99 محلا تجاريا يربط محوريا صيدا بدمشق من بوابة عنجر وبعلبك بدمشق من البوابة نفسها.
على اثر المجازر الارمنية عام 1915، بدأت الجماعات الارمنية بالنزوح الى سورية ومنها الى لبنان، ونقل الفرنسيون بعض المهجرين الارمن واسكنوهم عنجر، وخصص لكل عائلة منزل على ارض مساحتها (400 متر مربع)، وخصص لكل عائلة 700 متر من الاراضي الزراعية في السهل. وكان كل ذلك تحت اشراف الفرنسيين، وكانت ملكية الاراضي للوالي التركي انذاك درويش باشا. ومع الوقت عاد قسم من الارمن الى الاتحاد السوفياتي ومنهم من هاجر الى الغرب. ولم تعد نسبة الارمن اليوم من سكان عنجر تتجاوز الـ 20 في المائة. وفي العام 1948 وبعد نكبة فلسطين اسكنت الدولة اللبنانية نازحين فلسطينيين في عنجر. وعلى اثر مشاكل بينهم وبين الارمن تم اجلاؤهم الى مخيم في مدينة بعلبك يسمى مخيم الجليل. واليوم اصبحت عنجر مركزا سياحيا لبنانيا بامتياز وفيها اثار رومانية وعربية وهي غنية بالمياه والبوابة الرئيسية لدمشق عن طريق شتورا ـ دمشق.
ويقوم نزاع بين الارمن وسكان الجوار في مجدل عنجر حول ملكية الارض. وكانت الدولة اللبنانية قد جمدت الخلافات خوفا من انعكاسها على تعايش الارمن والمسلمين، ورغم ذلك حصلت بعض الخلافات وطغت على السطح وحصلت احتجاجات واعتصامات من ابناء مجدل عنجر في اوقات متفاوتة.