سيبويه محكوم بالإعدام في محاكمة صدام

[سلسبيل]

باريس: إنعام كجه جي


قبل المضي في الإجراءات المتعثرة لمحاكمة صدام حسين ورفاقه، يمكن الجزم بأن حكم الإعدام قد صدر، بتفاهم جميع الأطراف، وجرى تنفيذه علناً أمام الملايين من مشاهدي التلفزيون، في حق المغفور له أبي بشر عمرو بن عثمان، الشهير بسيبويه، تلميذ الخليل بن أحمد، سيد علم النحو العربي.

ومع الاعتراف بأن القاضي كان مهذبا وهادئا وواسع الصدر، إلا انه كان متعسفا في حق سيبويه، وجلده مائة جلدة خلال حديثه، كل ذلك وهو يؤكد ان «اللغة العربية هي لغة المحكمة». وقد اشترك في عملية الجلد، والحق يُقال، كل الذين سمح لهم بالحديث، من ممثلي الادعاء العام والدفاع والمتهمين الذين اختلفوا على كل النقاط واتفقوا على العبث باللغة العربية. ولعل منادي المحكمة، ذا الصوت الزاعق، كان أفصحهم لأنه اكتفى بترديد الأسماء، ولم تتح له الفرصة لكي ينصب الفاعل ويرفع المجرور وينسف القواعد عن بكرة أبيها بلسان مفخخ. أين درس هؤلاء؟ وبأي لغة حصلوا على شهاداتهم العالية؟ ولماذا لا يتم إدخالهم دورة مركزة للغة العربية على يد أصغر مذيعة اخبار من مذيعات الفضائيات؟ كاد القاضي الكريم يفوت علينا فرصة الاستماع الى لغة سليمة حين رفض، في البداية، إفساح المجال للمحامي الأميركي رامزي كلارك، فهو عندما نطق بلسان أعجمي لم يجلد لغته كما فعل الآخرون.