لمياء
12-05-2005, 07:27 AM
حين يصبح الاستسلام أسلم قرارا
إعداد: هدى بكر
أحيانا يكون الاعتراف بالهزيمة والاستسلام للأمر الواقع، وقول إنه ليس في الامكان ابدع مما كان، أفضل وسيلة للتقدم في الحياة.
الا اننا تعلمنا جميعا ان المثابرة والدأب هما مفتاح النجاح، واننا لو بذلنا الجهد الكافي سنحقق أي حلم نحلم به.
ولكن هل يمكن ان تتحسن حياتك حين تستسلمين للواقع وتعترفين بهزيمتك امام أي شيء أو أي عمل لم يجلب لك أي سعادة أو رضا؟ أليس البعد عن وظيفة أو هواية أو علاقة صداقة أو حتى نظام غذائي ما أفضل من تعذيب نفسك وجلدها من دون ان تحرزي أي تقدم؟
لا تتحدي الرياح
حين تأذنين لنفسك بالاعتراف بالهزيمة فقد تنتقلين الى مكانة أفضل تمكنك من التعامل بطريقة مختلفة مع تحديات الحياة. فأحيانا تمر على الانسان لحظات يصبح فيها العناد شبيها بوقوف الشجرة في وجه الرياح، مما قد يعرضها للكسر، من دون ان تجني من وراء العناد أي فائدة، فتصبح اعادة المحاولة ضربا من الجنون.
وقرار الاستسلام يحتاج الى معرفة كاملة بالحقائق عن نفسك حتى لا تندمي بعد ذلك.. مثلا: حين يتعرض مشروعك الخاص للخسارة والديون وتمثل ادارتك له ضغطا على اعصابك وتشيع التوتر في حياتك بكل جوانبها يصبح القرار الحكيم في هذه الحالة ترك المشروع والتحول الى شيء آخر يجلب لك المتعة والراحة حتى لو كان عائده المادي أقل.
الأعلى ليس الأفضل
مصارحة النفس بالحقيقة تنبهك إلى ضرورة القيام بشيء مختلف، فتكون الخطوة الأولى هي اعلان الهزيمة ثم الانسحاب من المجال الذي لم تحققي فيه ذاتك، فقد تكونين اصلا معلمة، وجرت ترقيتك إلى وظيفة مهمة بوزارة التربية، حيث الاجتماعات واللقاءات ومواعيد العمل الضاغطة مما يجلب لك مزيدا من المشكلات أو تضطرين للابتعاد عن أبنائك، وهم في أمس الحاجة إلى وجودك في مواعيد منتظمة، فترهقك مسؤوليات العمل الجديد وتشغل وقتك من دون ان تجلب لك في الواقع السعادة التي كنت تجدينها في التعامل المباشر مع الطلاب والطالبات، وهنا يكون الحل في الانسحاب.
فأحيانا نشعر بارتياح وتحرر هائلين حين نقلع عن أمر ما تماما كالتخلص من الملابس القديمة الضيقة.. اذن فالاعتراف بالفشل قد يضعنا على أول الطريق في اتجاه تجربة جديدة حتى ولو كانت هذه التجربة مجهولة تماما لنا في الوقت الحاضر.
المعنى الحقيقي للنجاح
ولكي نشعر بمدى ايجابية الاعتراف بالهزيمة علينا أولا ان نعيد تعريف معنى النجاح والفشل، فلنرجع قليلا الى قصة مصممة الأزياء التي افتتحت مشروعا خاصا ـ أتيليه ـ لم يدر عليها أي أرباح على رغم العروض الهائلة والمغرية التي كانت تقدمها للزبونات. فلو انها تركت العمل لمن يتقنونه واتجهت هي الى مجال آخر تجيده وتسعد به، ربما عاد عليها ذلك بأرباح أكبر على عدة مستويات.
ولكن ما دام الانسحاب مفيد الى هذه الدرجة.. لماذا يكون صعبا جدا في كثير من الأحيان؟
نحن نتمسك بنشاط ما أطول مما ينبغي، انطلاقا من وفائنا لاختياراتنا الأولى ورغبة منا في اثبات ان اختيارنا كان الأصوب أو على الأقل حتى لا تشمت فينا الأخريات.. ولكننا نضطر في النهاية إلى الاستسلام بعد ان نتلقى على الرأس عددا من الضربات الموجعة التي لا يمكن تجاهلها.. وهذا هو الفشل.
البعد عنها غنيمة
حين تستمر صداقتك «المتينة» بفلانة لمدة عشر سنوات تتزايد خلالها سلبيتها تجاهك وسخريتها منك ونقدها الدائم لتصرفاتك، فلماذا تتمسكين بصداقتك لها؟ ولماذا تلتمسين لها العذر دائما.
(انها تمر بفترة عصيبة بعد طلاقها، أو انها تحتاج الى من يرفع معنوياتها ويمنحها الثقة بالنفس؟)
عندما تدركين ان افكار صديقتك السلبية ستؤثر فيك وحين تمتنعين عن لقائها والحديث معها ستشعرين كأن حملا قد ازيل من فوق كتفيك، مما سيفتح لك الحياة بشكلها الايجابي فتشعرين بالثقة والراحة ويتوافر لك الوقت لإقامة علاقة صداقة أجدى وأكثر ايناسا.
كيف تحددين وقت الاستسلام؟
حين تفكرين مليا في ضرورة الاقلاع عن أمر ما.. اسألي نفسك بعض الأسئلة لكي تحكمي من خلالها ما اذا كان الوقت قد حان فعلا لاعلان الهزيمة ومن ثم الانسحاب؟ ام ان الأمر يحتاج الى بذل جهد أكبر أو توفير وقت أطول.. فالمهم هو ان تدركي قدراتك فأنت الوحيدة التي تستطيعين الحكم على نفسك بنفسك. اعقدي مجلس حرب تقررين خلاله ـ بحكمتك الدفينة ـ ما اذا كان الأمر يقتضي اعلان الهزيمة والانسحاب أم يحتاج الأمر الى مزيد من الصمود والبقاء في أرض المعركة.
ولاتخاذ القرار الصائب في مثل هذه الحالات اليك بعض الطرق التي قد تساعدك:
حددي مسبقا موعدا نهائيا
قولي لنفسك سألتحق بفصول تعليم الموسيقى لمدة ستة أشهر ثم اعيد تقييم الموقف، وهل يستحق الأمر ان استمر أم لا.
طبّقي القاعدة الثلاثية
اذا لم يطرأ أي تغيير ايجابي أو لم يحدث أي تقدم في الموقف بعد ثلاث محاولات فقد حان الوقت للانسحاب وترك هذا الأمر.
ابحثي عن مؤشرات الاحباط
اذا بدأت مشاعر الاستياء تجتاحك بسبب ما أنت بصدده فقد حان الوقت ربما للاستعانة بمن هم أكثر منك خبرة طلبا للنصيحة.
تخيلي جانبي الأمر
لاحظي مشاعرك الداخلية وردود فعلك الجسدية حينما تتخيلين الانسحاب أو الاستمرار.. فهل حقا تندمين اذا لم تستمري في محاولاتك والتزامك بالمشروع؟ أم انك تشعرين سرا بالارتياح، واذا أتيحت لك فرصة الانسحاب بلا ندم أو تبعات سلبية فهل ستنسحبين؟
استشيري صديقة
اعرضي مشاعرك على صديقة عاقلة أو ناصح أمين واسأليها ماذا ستفعل لو ان لها ظروفك نفسها.
ولكن ما الأشياء التي ترغب النساء عادة في الاقلاع عنها؟
ـ الشعور بالذنب حين لا تكملي قراءة كتاب ما.. اذا وصلت الى الصفحة رقم 100 من دون ان تجدي ما يجذبك للاستمرار فاتركيه لكتاب آخر.
ـ الاقلاع عن ارتداء الأحذية الضيقة لمجرد ملاءمتها لملابس العمل الأنيقة في حين انها تسبب لك آلاما مبرحة وتوترا، فان كانت الأحذية الرياضية تريحك فلا تترددي.
ـ الاقلاع عن طي ملابس الأولاد النظيفة فقد تستمرين في القيام بهذا العمل لسنوات طويلة اذا لم تدربيهم على القيام بذلك بأنفسهم.
ـ الاقلاع عن الاستمتاع بكل جديد وتأجيل ذلك الى مناسبة ما، فاذا اعجبتك شمعة ملونة أضيئيها الليلة ولا تنتظري المناسبة الاجتماعية القادمة، واذا اشتريت رداء جديدا فلا تنتظري للعيد بل احتفلي بنفسك كل يوم.
ـ اقلعي عن الوصول مبكرا بـ 20 دقيقة فلن يفوتك شيء، واستغلي الوقت في عمل شيء ترغبين حقا في فعله كقراءة كتاب أو تصفح مجلة.
ـ اقلعي عن التفكير في انك سترتدين ـ في يوم من الأيام ـ تلك الملابس التي لم تعد تناسب مقاسك الحالي، فاذا لم تتمكني من قفل سحاب الرداء، فلن تستطيعي ـ في المستقبل القريب ـ سحبه. فوزعيها على قريباتك أو صديقاتك أو على الجمعيات الخيرية.
Hoda 3993 @ yahoo.com
إعداد: هدى بكر
أحيانا يكون الاعتراف بالهزيمة والاستسلام للأمر الواقع، وقول إنه ليس في الامكان ابدع مما كان، أفضل وسيلة للتقدم في الحياة.
الا اننا تعلمنا جميعا ان المثابرة والدأب هما مفتاح النجاح، واننا لو بذلنا الجهد الكافي سنحقق أي حلم نحلم به.
ولكن هل يمكن ان تتحسن حياتك حين تستسلمين للواقع وتعترفين بهزيمتك امام أي شيء أو أي عمل لم يجلب لك أي سعادة أو رضا؟ أليس البعد عن وظيفة أو هواية أو علاقة صداقة أو حتى نظام غذائي ما أفضل من تعذيب نفسك وجلدها من دون ان تحرزي أي تقدم؟
لا تتحدي الرياح
حين تأذنين لنفسك بالاعتراف بالهزيمة فقد تنتقلين الى مكانة أفضل تمكنك من التعامل بطريقة مختلفة مع تحديات الحياة. فأحيانا تمر على الانسان لحظات يصبح فيها العناد شبيها بوقوف الشجرة في وجه الرياح، مما قد يعرضها للكسر، من دون ان تجني من وراء العناد أي فائدة، فتصبح اعادة المحاولة ضربا من الجنون.
وقرار الاستسلام يحتاج الى معرفة كاملة بالحقائق عن نفسك حتى لا تندمي بعد ذلك.. مثلا: حين يتعرض مشروعك الخاص للخسارة والديون وتمثل ادارتك له ضغطا على اعصابك وتشيع التوتر في حياتك بكل جوانبها يصبح القرار الحكيم في هذه الحالة ترك المشروع والتحول الى شيء آخر يجلب لك المتعة والراحة حتى لو كان عائده المادي أقل.
الأعلى ليس الأفضل
مصارحة النفس بالحقيقة تنبهك إلى ضرورة القيام بشيء مختلف، فتكون الخطوة الأولى هي اعلان الهزيمة ثم الانسحاب من المجال الذي لم تحققي فيه ذاتك، فقد تكونين اصلا معلمة، وجرت ترقيتك إلى وظيفة مهمة بوزارة التربية، حيث الاجتماعات واللقاءات ومواعيد العمل الضاغطة مما يجلب لك مزيدا من المشكلات أو تضطرين للابتعاد عن أبنائك، وهم في أمس الحاجة إلى وجودك في مواعيد منتظمة، فترهقك مسؤوليات العمل الجديد وتشغل وقتك من دون ان تجلب لك في الواقع السعادة التي كنت تجدينها في التعامل المباشر مع الطلاب والطالبات، وهنا يكون الحل في الانسحاب.
فأحيانا نشعر بارتياح وتحرر هائلين حين نقلع عن أمر ما تماما كالتخلص من الملابس القديمة الضيقة.. اذن فالاعتراف بالفشل قد يضعنا على أول الطريق في اتجاه تجربة جديدة حتى ولو كانت هذه التجربة مجهولة تماما لنا في الوقت الحاضر.
المعنى الحقيقي للنجاح
ولكي نشعر بمدى ايجابية الاعتراف بالهزيمة علينا أولا ان نعيد تعريف معنى النجاح والفشل، فلنرجع قليلا الى قصة مصممة الأزياء التي افتتحت مشروعا خاصا ـ أتيليه ـ لم يدر عليها أي أرباح على رغم العروض الهائلة والمغرية التي كانت تقدمها للزبونات. فلو انها تركت العمل لمن يتقنونه واتجهت هي الى مجال آخر تجيده وتسعد به، ربما عاد عليها ذلك بأرباح أكبر على عدة مستويات.
ولكن ما دام الانسحاب مفيد الى هذه الدرجة.. لماذا يكون صعبا جدا في كثير من الأحيان؟
نحن نتمسك بنشاط ما أطول مما ينبغي، انطلاقا من وفائنا لاختياراتنا الأولى ورغبة منا في اثبات ان اختيارنا كان الأصوب أو على الأقل حتى لا تشمت فينا الأخريات.. ولكننا نضطر في النهاية إلى الاستسلام بعد ان نتلقى على الرأس عددا من الضربات الموجعة التي لا يمكن تجاهلها.. وهذا هو الفشل.
البعد عنها غنيمة
حين تستمر صداقتك «المتينة» بفلانة لمدة عشر سنوات تتزايد خلالها سلبيتها تجاهك وسخريتها منك ونقدها الدائم لتصرفاتك، فلماذا تتمسكين بصداقتك لها؟ ولماذا تلتمسين لها العذر دائما.
(انها تمر بفترة عصيبة بعد طلاقها، أو انها تحتاج الى من يرفع معنوياتها ويمنحها الثقة بالنفس؟)
عندما تدركين ان افكار صديقتك السلبية ستؤثر فيك وحين تمتنعين عن لقائها والحديث معها ستشعرين كأن حملا قد ازيل من فوق كتفيك، مما سيفتح لك الحياة بشكلها الايجابي فتشعرين بالثقة والراحة ويتوافر لك الوقت لإقامة علاقة صداقة أجدى وأكثر ايناسا.
كيف تحددين وقت الاستسلام؟
حين تفكرين مليا في ضرورة الاقلاع عن أمر ما.. اسألي نفسك بعض الأسئلة لكي تحكمي من خلالها ما اذا كان الوقت قد حان فعلا لاعلان الهزيمة ومن ثم الانسحاب؟ ام ان الأمر يحتاج الى بذل جهد أكبر أو توفير وقت أطول.. فالمهم هو ان تدركي قدراتك فأنت الوحيدة التي تستطيعين الحكم على نفسك بنفسك. اعقدي مجلس حرب تقررين خلاله ـ بحكمتك الدفينة ـ ما اذا كان الأمر يقتضي اعلان الهزيمة والانسحاب أم يحتاج الأمر الى مزيد من الصمود والبقاء في أرض المعركة.
ولاتخاذ القرار الصائب في مثل هذه الحالات اليك بعض الطرق التي قد تساعدك:
حددي مسبقا موعدا نهائيا
قولي لنفسك سألتحق بفصول تعليم الموسيقى لمدة ستة أشهر ثم اعيد تقييم الموقف، وهل يستحق الأمر ان استمر أم لا.
طبّقي القاعدة الثلاثية
اذا لم يطرأ أي تغيير ايجابي أو لم يحدث أي تقدم في الموقف بعد ثلاث محاولات فقد حان الوقت للانسحاب وترك هذا الأمر.
ابحثي عن مؤشرات الاحباط
اذا بدأت مشاعر الاستياء تجتاحك بسبب ما أنت بصدده فقد حان الوقت ربما للاستعانة بمن هم أكثر منك خبرة طلبا للنصيحة.
تخيلي جانبي الأمر
لاحظي مشاعرك الداخلية وردود فعلك الجسدية حينما تتخيلين الانسحاب أو الاستمرار.. فهل حقا تندمين اذا لم تستمري في محاولاتك والتزامك بالمشروع؟ أم انك تشعرين سرا بالارتياح، واذا أتيحت لك فرصة الانسحاب بلا ندم أو تبعات سلبية فهل ستنسحبين؟
استشيري صديقة
اعرضي مشاعرك على صديقة عاقلة أو ناصح أمين واسأليها ماذا ستفعل لو ان لها ظروفك نفسها.
ولكن ما الأشياء التي ترغب النساء عادة في الاقلاع عنها؟
ـ الشعور بالذنب حين لا تكملي قراءة كتاب ما.. اذا وصلت الى الصفحة رقم 100 من دون ان تجدي ما يجذبك للاستمرار فاتركيه لكتاب آخر.
ـ الاقلاع عن ارتداء الأحذية الضيقة لمجرد ملاءمتها لملابس العمل الأنيقة في حين انها تسبب لك آلاما مبرحة وتوترا، فان كانت الأحذية الرياضية تريحك فلا تترددي.
ـ الاقلاع عن طي ملابس الأولاد النظيفة فقد تستمرين في القيام بهذا العمل لسنوات طويلة اذا لم تدربيهم على القيام بذلك بأنفسهم.
ـ الاقلاع عن الاستمتاع بكل جديد وتأجيل ذلك الى مناسبة ما، فاذا اعجبتك شمعة ملونة أضيئيها الليلة ولا تنتظري المناسبة الاجتماعية القادمة، واذا اشتريت رداء جديدا فلا تنتظري للعيد بل احتفلي بنفسك كل يوم.
ـ اقلعي عن الوصول مبكرا بـ 20 دقيقة فلن يفوتك شيء، واستغلي الوقت في عمل شيء ترغبين حقا في فعله كقراءة كتاب أو تصفح مجلة.
ـ اقلعي عن التفكير في انك سترتدين ـ في يوم من الأيام ـ تلك الملابس التي لم تعد تناسب مقاسك الحالي، فاذا لم تتمكني من قفل سحاب الرداء، فلن تستطيعي ـ في المستقبل القريب ـ سحبه. فوزعيها على قريباتك أو صديقاتك أو على الجمعيات الخيرية.
Hoda 3993 @ yahoo.com