جمال
11-30-2005, 01:27 AM
إطلاق "جمعية الإمام الحسين" في أفخر أحياء عمّان
عمّان- قدس برس
لن يبقى مبنى السفارة الأمريكية المتمركز في ضاحية عبدون الراقية جنوب غرب العاصمة الأردنية عمّان، الأكثر فخامة وضخامة في تلك الضاحية الهادئة من العاصمة، فالأنباء تشير إلى أن رجال أعمال عراقيين، ممن جعلوا من الأردن مركزا لأعمالهم بعد انهيار الوضع الأمني في بلادهم، يسعون لدى السلطات الأردنية لتشييد جامع كبير للشيعة ملحق به "حسينية" على مساحة كبيرة من الأرض تقدر قيمتها لوحدها بأكثر من ثلاثة ملايين دولار.
ولم يعرف الأردنيون طوال السنوات التي تلت تأسيس دولتهم مطلع القرن الماضي شيئا عما بات يعرف باسم "التركيبة الطائفية"، فنحو 97 في المائة من سكان الأردن، هم من السنة بما فيهم الأقلية الشركسية والقوقازية التي نزحت إلى البلاد مطلع القرن الماضي، ولم تؤثر الهجرات التي شهدها الأردن قادمة من الغرب، بسبب الأحداث الإقليمية خلال العقود الماضية على "التركيبة الطائفية" في البلاد، إلا أن آخر عمليات النزوح، التي أتت هذه المرة من الشرق، ربما سيكون لها تأثيرا آخر.
وينظر مراقبون إلى تدفق عشرات الألوف من العراقيين إلى الأردن خلال السنوات الثلاث الماضية، بقلق، بالنظر إلى ما جلبه هذا "النزوح" من متغيرات اجتماعية كبيرة على الأردنيين. في الوقت الذي استطاع فيه العراقيون من تحقيق "خروقات" اجتماعية كبيرة، بالنظر إلى مئات الملايين من الدولارات التي أنفقوها في البلاد بسخاء مثير للجدل.
وبحسب رجال أعمال عراقيين، تحدثوا لمراسل "قدس برس"، فإن عددا من العراقيين الشيعة، الذين وصلوا إلى عمّان خلال الفترة الماضية، محمّلين بملايين الدولارات، التي حصلوا عليها من خلال "مشاريع إعادة الأعمار"، تقدموا بطلب لدى وزارة الأوقاف الأردنية، للموافقة على تشييد مسجد للشيعة في ضاحية "عبدون" الراقية، وملحق مع المسجد "حسينية"، وهي أحد أماكن التي يقيم فيها الشيعة شعائرهم الدينية.
وأشار المصدر إلى أن رجال الأعمال العراقيين رصدوا مبلغا كبيرا لهذا المشروع، حيث قرروا إقامته على قطعة أرض تملّكوها مؤخرا تتجاوز قيمتها ثلاثة ملايين دولار أمريكي. وبالرغم من أنه لم يتسنى التأكد من وزارة الأوقاف حول صحة هذا الخبر، إلا أن مؤشرات عديدة في البلاد تجعل منه خبرا "مقبولا".
ورفض مراقب تحدثت معه "قدس برس" فكرة خلو المجتمع الأردني من الشيعة بصورة تامة، مشيرا إلى أن شمال الأردن شهد تواجدا مبكرا لأتباع هذا المذهب الإسلامي، أتى مع بعض المهاجرين الشيعة من الجنوب اللبناني، حيث عرف عن عدد من العوائل التي تسكن محافظة أربد (80 كيلومترا شمال العاصمة) بأنها تنتمي إلى هذا المذهب.
إلا أن مصادر رسمية أشارت إلى أن العدد الأكبر من المستثمرين العراقيين الذين حصلوا على الجنسية الأردنية خلال الفترة الماضية، هم من العراقيين الشيعة.
وبحسب اعتقاد المراقب، فإن اتصالا سريعا تم بين عوائل شمال الأردن مع القادمين من العراق، أسفر عن تنشيط "شيعة الأردن". وكانت محاولات سابقة قام بها أكاديميون أردنيون مطلع التسعينيات من القرن الماضي للفت النظر إلى التواجد الشيعي، باءت بالفشل لأسباب تتعلق برفض المجتمع الأردني للفكرة من جهة، واعتقاد الجهات الأمنية الأردنية أن هذه المحاولات مدفوعة من الخارج من جهة أخرى.
وعلى الصعيد ذاته، أكدت مصادر إعلامية في الأردن، على أن عدداً من أتباع المذهب الشيعي يبذلون مجهودات من أجل تأسيس جمعية تمثل أنشطتهم تحت اسم "جمعية الإمام الحسين".
يشار إلى أن الحكومة الأردنية، قامت خلال السنوات الماضية، بتشييد مسجد كبير عند مرقد الصحابي جعفر بن أبى طالب، الذي استشهد في معركة مؤتة، التي تعتبر من أهم معارك بداية العهد النبوي. وتم تشييد المسجد بتمويل من الحكومة الإيرانية، في فترة شهدت فيها السياحة الدينية الشيعية إلى الأردن ازدهارا، حيث لم يكن بمقدور الزوّار الإيرانيين زيارة المراقد المقدسة في النجف وكربلاء خلال العقد الأخير من فترة حكم النظام العراقي السابق.
كما ساهمت طموحات بعض أعضاء العائلة الهاشمية في الأردن، بسد الفراغ السياسي الذي كان متوقعا حدوثه في العراق وإعادة حكم الهاشميين إلى هناك، في قيام عدد من المؤسسات التي أسهمت في إبراز مفكرين شيعة وأكاديميين إيرانيين، حيث تمكن هؤلاء الأكاديميون أواسط التسعينيات من القرن الماضي، لأول مرة من التدريس في جامعة "آل البيت" الحكومية في الأردن، وهي الأكاديمية التي تقربت من الفكر الشيعي بصورة كبيرة.
عمّان- قدس برس
لن يبقى مبنى السفارة الأمريكية المتمركز في ضاحية عبدون الراقية جنوب غرب العاصمة الأردنية عمّان، الأكثر فخامة وضخامة في تلك الضاحية الهادئة من العاصمة، فالأنباء تشير إلى أن رجال أعمال عراقيين، ممن جعلوا من الأردن مركزا لأعمالهم بعد انهيار الوضع الأمني في بلادهم، يسعون لدى السلطات الأردنية لتشييد جامع كبير للشيعة ملحق به "حسينية" على مساحة كبيرة من الأرض تقدر قيمتها لوحدها بأكثر من ثلاثة ملايين دولار.
ولم يعرف الأردنيون طوال السنوات التي تلت تأسيس دولتهم مطلع القرن الماضي شيئا عما بات يعرف باسم "التركيبة الطائفية"، فنحو 97 في المائة من سكان الأردن، هم من السنة بما فيهم الأقلية الشركسية والقوقازية التي نزحت إلى البلاد مطلع القرن الماضي، ولم تؤثر الهجرات التي شهدها الأردن قادمة من الغرب، بسبب الأحداث الإقليمية خلال العقود الماضية على "التركيبة الطائفية" في البلاد، إلا أن آخر عمليات النزوح، التي أتت هذه المرة من الشرق، ربما سيكون لها تأثيرا آخر.
وينظر مراقبون إلى تدفق عشرات الألوف من العراقيين إلى الأردن خلال السنوات الثلاث الماضية، بقلق، بالنظر إلى ما جلبه هذا "النزوح" من متغيرات اجتماعية كبيرة على الأردنيين. في الوقت الذي استطاع فيه العراقيون من تحقيق "خروقات" اجتماعية كبيرة، بالنظر إلى مئات الملايين من الدولارات التي أنفقوها في البلاد بسخاء مثير للجدل.
وبحسب رجال أعمال عراقيين، تحدثوا لمراسل "قدس برس"، فإن عددا من العراقيين الشيعة، الذين وصلوا إلى عمّان خلال الفترة الماضية، محمّلين بملايين الدولارات، التي حصلوا عليها من خلال "مشاريع إعادة الأعمار"، تقدموا بطلب لدى وزارة الأوقاف الأردنية، للموافقة على تشييد مسجد للشيعة في ضاحية "عبدون" الراقية، وملحق مع المسجد "حسينية"، وهي أحد أماكن التي يقيم فيها الشيعة شعائرهم الدينية.
وأشار المصدر إلى أن رجال الأعمال العراقيين رصدوا مبلغا كبيرا لهذا المشروع، حيث قرروا إقامته على قطعة أرض تملّكوها مؤخرا تتجاوز قيمتها ثلاثة ملايين دولار أمريكي. وبالرغم من أنه لم يتسنى التأكد من وزارة الأوقاف حول صحة هذا الخبر، إلا أن مؤشرات عديدة في البلاد تجعل منه خبرا "مقبولا".
ورفض مراقب تحدثت معه "قدس برس" فكرة خلو المجتمع الأردني من الشيعة بصورة تامة، مشيرا إلى أن شمال الأردن شهد تواجدا مبكرا لأتباع هذا المذهب الإسلامي، أتى مع بعض المهاجرين الشيعة من الجنوب اللبناني، حيث عرف عن عدد من العوائل التي تسكن محافظة أربد (80 كيلومترا شمال العاصمة) بأنها تنتمي إلى هذا المذهب.
إلا أن مصادر رسمية أشارت إلى أن العدد الأكبر من المستثمرين العراقيين الذين حصلوا على الجنسية الأردنية خلال الفترة الماضية، هم من العراقيين الشيعة.
وبحسب اعتقاد المراقب، فإن اتصالا سريعا تم بين عوائل شمال الأردن مع القادمين من العراق، أسفر عن تنشيط "شيعة الأردن". وكانت محاولات سابقة قام بها أكاديميون أردنيون مطلع التسعينيات من القرن الماضي للفت النظر إلى التواجد الشيعي، باءت بالفشل لأسباب تتعلق برفض المجتمع الأردني للفكرة من جهة، واعتقاد الجهات الأمنية الأردنية أن هذه المحاولات مدفوعة من الخارج من جهة أخرى.
وعلى الصعيد ذاته، أكدت مصادر إعلامية في الأردن، على أن عدداً من أتباع المذهب الشيعي يبذلون مجهودات من أجل تأسيس جمعية تمثل أنشطتهم تحت اسم "جمعية الإمام الحسين".
يشار إلى أن الحكومة الأردنية، قامت خلال السنوات الماضية، بتشييد مسجد كبير عند مرقد الصحابي جعفر بن أبى طالب، الذي استشهد في معركة مؤتة، التي تعتبر من أهم معارك بداية العهد النبوي. وتم تشييد المسجد بتمويل من الحكومة الإيرانية، في فترة شهدت فيها السياحة الدينية الشيعية إلى الأردن ازدهارا، حيث لم يكن بمقدور الزوّار الإيرانيين زيارة المراقد المقدسة في النجف وكربلاء خلال العقد الأخير من فترة حكم النظام العراقي السابق.
كما ساهمت طموحات بعض أعضاء العائلة الهاشمية في الأردن، بسد الفراغ السياسي الذي كان متوقعا حدوثه في العراق وإعادة حكم الهاشميين إلى هناك، في قيام عدد من المؤسسات التي أسهمت في إبراز مفكرين شيعة وأكاديميين إيرانيين، حيث تمكن هؤلاء الأكاديميون أواسط التسعينيات من القرن الماضي، لأول مرة من التدريس في جامعة "آل البيت" الحكومية في الأردن، وهي الأكاديمية التي تقربت من الفكر الشيعي بصورة كبيرة.