لمياء
11-29-2005, 02:02 PM
احمد فدعم
شقيقان يتعلمان الحياة بعدما اختبآ 23 عاما خوفا من نظام صدام حسين
حين غادر سعد وابراهيم القيسي منزلهما في حي الكرادة ببغداد للمرة الاولى منذ 23 عاما بعيد سقوط نظام صدام حسين، ضلا الطريق المؤدية الى بيتهما ومنذ ذلك الحين يسعيان الى تعلم الحياة مجددا.
فطوال كل تلك الاعوام، عاش الشقيقان مختبأين في غرفة صغيرة خشية ان يقعا في قبضة استخبارات النظام السابق بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الشيعي المحظور.
ويقول سعد (47 عاما) الذي سخر اناس صادفوه في الطريق من ملابسه التي تعود الى السبعينات "كان محرجا بالنسبة الينا، انا وشقيقي، ان نطلب ارشادنا الى الطريق المؤدية الى منزلنا".
ويقول شقيقه ابراهيم (45 عاما) "كان يتوجب علينا ان نكون حذرين في التعامل مع المجتمع عندما تحررنا، وكان لابد من التاكد اذا كان الناس على ما تركناهم من مبادىء واخلاق ام تغيروا بفعل الظروف الصعبة التي عاشها البلد بسبب الحروب الكثيرة والحصار".
وياسف سعد لعدم الاستقرار الذي يعانيه العراق حاليا، علما انه عانى طوال عشرين عاما الخوف من اجهزة الاستخبارات التي كانت تحكم العراق بقبضة حديدية.
وقرر الشقيقان "السجن الطوعي" بعد اعتقال شقيقتهما صبيحة عام 1980 بذريعة ان زوجها عضو مفترض في حزب الدعوة الشيعي الذي اصبح رئيسه ابراهيم الجعفري اليوم رئيسا لوزراء العراق.
ثم اعتقل والدهما وشقيقهما محمد بالتهمة نفسها، فتولد اقتناع لدى الشقيقين بضرورة ان يتوارا.
ويقول سعد "حينها كنت موظفا في مصفاة الدورة فانقطعت عن العمل وابلغت والدتي بالموضوع ولم يكن هناك حل سوى الجلوس في البيت وترتيب الامور".
ويضيف "اغلب وقتنا امضيناه في غرفة تحتوي ثلاثة اسرة، سريري وسرير ابراهيم وسرير محمد وكانت الشبابيك مغلقة ومنزلة عليها الستائر".
احيانا كان الشقيقان يصابان بنوبة كآبة شديدة، "لكننا مع ذلك تجاوزنا هذه المراحل لاننا اعتبرنا ان ما نعيشه هو الحياة التي وضعنا انفسنا فيها مضطرين لانه لم يكن هناك خيار".
ويتابع سعد "كنا دائما نتبع المشي في الغرف لساعة او اكثر ونصعد وننزل السلالم كي نحرك اجسامنا قليلا هذه هي الرياضة التي مارسناها".
ويؤكد انهم واجهوا هذه الظروف الاستثنائية بالقراءة، على اساس ان الكتاب هو افضل صديق في اي لحظة.
وفي هذا السياق، كان الشقيقان يلجآن الى كتب الطب حين يمرضان، وعام 1996 تحسنت حالهما مع نمو الاشجار في حديقة المنزل بحيث باتا قادرين على الخروج ليلا "لان الليل يستر".
وطوال كل تلك الاعوام، تولت امهما زهرة البدري الاعتناء بهما.
وتوضح الام التي عملت في الخياطة لتامين حاجات عائلتها انها قالت للناس ان ابنها سعد غادر المنزل بحثا عن والده المعتقل ولم يعد، في حين ان ابراهيم لم يرجع ابدا من المدرسة.
وعام 1984، ابلغها مسؤولون امنيون ان زوجها وابنتها واولادها بمن فيهم سعد وابراهيم تم اعدامهم.
ورغم ذلك ظل عناصر الاستخبارات يترددون الى المنزل الذي توارى فيه الشقيقان.
ويقول ابراهيم "استمرت التحقيقات مع الوالدة من قبل رجال الامن او المخابرات والمنظمات الحزبية في الكرادة، كانوا يزوروننا مرة او مرتين في الاسبوع ثم اصبحت مرة او مرتين في الشهر واستمرت الى ما قبل سقوط النظام بنحو شهر".
واثر سقوط نظام صدام، لم تجد زهرة بدا من خروج ابنيها من سجنهما الطوعي.
لكن الخوف عليهما لا يفارق الام التي تقول "انا قلقة عليهم بسبب الانفجارات، فعندما يخرجان لا اعلم اذا كانا سيعودان".
واليوم، يحاول الشقيقان استعادة ايقاع حياتهما الطبيعي في بلد لا يفارقه شبح العنف.
سعد استأنف عمله في مصفاة الدورة جنوب بغداد، فيما عاود شقيقه دراسة الهندسة، ويحاولان قدر الامكان الاستفادة من اوقات الفراغ.
ويعلق سعد "الكثير من الناس يسمعون بالحرية ويتكلمون بها، لكن طعم الحرية لايستطيع تذوقه الا من فقده".
شقيقان يتعلمان الحياة بعدما اختبآ 23 عاما خوفا من نظام صدام حسين
حين غادر سعد وابراهيم القيسي منزلهما في حي الكرادة ببغداد للمرة الاولى منذ 23 عاما بعيد سقوط نظام صدام حسين، ضلا الطريق المؤدية الى بيتهما ومنذ ذلك الحين يسعيان الى تعلم الحياة مجددا.
فطوال كل تلك الاعوام، عاش الشقيقان مختبأين في غرفة صغيرة خشية ان يقعا في قبضة استخبارات النظام السابق بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الشيعي المحظور.
ويقول سعد (47 عاما) الذي سخر اناس صادفوه في الطريق من ملابسه التي تعود الى السبعينات "كان محرجا بالنسبة الينا، انا وشقيقي، ان نطلب ارشادنا الى الطريق المؤدية الى منزلنا".
ويقول شقيقه ابراهيم (45 عاما) "كان يتوجب علينا ان نكون حذرين في التعامل مع المجتمع عندما تحررنا، وكان لابد من التاكد اذا كان الناس على ما تركناهم من مبادىء واخلاق ام تغيروا بفعل الظروف الصعبة التي عاشها البلد بسبب الحروب الكثيرة والحصار".
وياسف سعد لعدم الاستقرار الذي يعانيه العراق حاليا، علما انه عانى طوال عشرين عاما الخوف من اجهزة الاستخبارات التي كانت تحكم العراق بقبضة حديدية.
وقرر الشقيقان "السجن الطوعي" بعد اعتقال شقيقتهما صبيحة عام 1980 بذريعة ان زوجها عضو مفترض في حزب الدعوة الشيعي الذي اصبح رئيسه ابراهيم الجعفري اليوم رئيسا لوزراء العراق.
ثم اعتقل والدهما وشقيقهما محمد بالتهمة نفسها، فتولد اقتناع لدى الشقيقين بضرورة ان يتوارا.
ويقول سعد "حينها كنت موظفا في مصفاة الدورة فانقطعت عن العمل وابلغت والدتي بالموضوع ولم يكن هناك حل سوى الجلوس في البيت وترتيب الامور".
ويضيف "اغلب وقتنا امضيناه في غرفة تحتوي ثلاثة اسرة، سريري وسرير ابراهيم وسرير محمد وكانت الشبابيك مغلقة ومنزلة عليها الستائر".
احيانا كان الشقيقان يصابان بنوبة كآبة شديدة، "لكننا مع ذلك تجاوزنا هذه المراحل لاننا اعتبرنا ان ما نعيشه هو الحياة التي وضعنا انفسنا فيها مضطرين لانه لم يكن هناك خيار".
ويتابع سعد "كنا دائما نتبع المشي في الغرف لساعة او اكثر ونصعد وننزل السلالم كي نحرك اجسامنا قليلا هذه هي الرياضة التي مارسناها".
ويؤكد انهم واجهوا هذه الظروف الاستثنائية بالقراءة، على اساس ان الكتاب هو افضل صديق في اي لحظة.
وفي هذا السياق، كان الشقيقان يلجآن الى كتب الطب حين يمرضان، وعام 1996 تحسنت حالهما مع نمو الاشجار في حديقة المنزل بحيث باتا قادرين على الخروج ليلا "لان الليل يستر".
وطوال كل تلك الاعوام، تولت امهما زهرة البدري الاعتناء بهما.
وتوضح الام التي عملت في الخياطة لتامين حاجات عائلتها انها قالت للناس ان ابنها سعد غادر المنزل بحثا عن والده المعتقل ولم يعد، في حين ان ابراهيم لم يرجع ابدا من المدرسة.
وعام 1984، ابلغها مسؤولون امنيون ان زوجها وابنتها واولادها بمن فيهم سعد وابراهيم تم اعدامهم.
ورغم ذلك ظل عناصر الاستخبارات يترددون الى المنزل الذي توارى فيه الشقيقان.
ويقول ابراهيم "استمرت التحقيقات مع الوالدة من قبل رجال الامن او المخابرات والمنظمات الحزبية في الكرادة، كانوا يزوروننا مرة او مرتين في الاسبوع ثم اصبحت مرة او مرتين في الشهر واستمرت الى ما قبل سقوط النظام بنحو شهر".
واثر سقوط نظام صدام، لم تجد زهرة بدا من خروج ابنيها من سجنهما الطوعي.
لكن الخوف عليهما لا يفارق الام التي تقول "انا قلقة عليهم بسبب الانفجارات، فعندما يخرجان لا اعلم اذا كانا سيعودان".
واليوم، يحاول الشقيقان استعادة ايقاع حياتهما الطبيعي في بلد لا يفارقه شبح العنف.
سعد استأنف عمله في مصفاة الدورة جنوب بغداد، فيما عاود شقيقه دراسة الهندسة، ويحاولان قدر الامكان الاستفادة من اوقات الفراغ.
ويعلق سعد "الكثير من الناس يسمعون بالحرية ويتكلمون بها، لكن طعم الحرية لايستطيع تذوقه الا من فقده".