منصور
11-28-2005, 04:00 PM
سجون العراق بين الماضي والحاضر
دبي، الإمارات العربية (cnn) -- تشير قائمة غير رسمية كان قد أعدها المركز الوثائقي لحقوق الإنسان بالعراق إلى أن عدد السجون والمعتقلات إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين المخلوع قد وصل إلى 200 سجنا ومعتقلا. ورغم أن هذه القائمة تظل غير نهائية، فإن المؤكد أن تعذيب السجناء والمعتقلين السياسيين وإساءة معاملتهم وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق الأحكام القضائية كان ممارسة منتظمة للنظام السابق.
لكن وضع حقوق الإنسان في العراق لم يشهد تحسنا جذريا بعد سقوط نظام البعث وانتهاء الحرب حيث رصدت بعض منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومان رايتس واتش" والصليب الأحمر الدولي استمرار الخروقات والانتهاكات في سجون العراق مثل فضحية سجن أبوغريب ومعتقل الجاذرية الذي اكتشفته القوات الأمريكية مؤخرا.
المعتقلات في العراق خلال عهد النظام السابق
أشار التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية عام 2002 بخصوص العراق، قبل الغزو الأمريكي للبلاد، إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
وتناول التقرير إعدام عشرات الأشخاص، والقبض على مشتبه بهم واحتجازهم لفترات طويلة داخل السجون، وتعذيبهم دون محاكمة.
ويؤكد التقرير أن تعذيب السجناء والمعتقلين السياسيين، وإساءة معاملتهم، كان ممارسة منتظمة للنظام العراقي السابق.
وحسب قائمة غير رسمية أعدها المركز الوثائقي لحقوق الإنسان بالعراق، فقد وصل عدد السجون والمعتقلات بالعراق إلى 200 سجنا ومعتقلا. وهي قائمة غير نهائية، وتحتاج إلى تثبيت وتوثيق الأسماء الواردة بها، إذ لا وجود لأسماء السجون والمعتقلات التي كانت قائمة إبان فترة حكم صدام.
المعتقلات الأمريكية في العراق بعد الحرب
تحتجز القوات الأمريكية السجناء العراقيين في ثلاث منشآت رئيسة وهي سجن أبو غريب ومعسكر بوكا ومعسكر كروبر، إضافة إلى سجون ميدانية مؤقتة.
ومن بين السجون الميدانية المؤقتة غير المشهورة سجن يسميه بعض العراقيين "الديسكو" في مدينة الموصل شمال العراق، لأن الجنود الأميركيون يرفعون صوت الموسيقى الصاخبة ويرغمون المعتقلين على الرقص.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن ضابطة سابقة في وحدة 101 التابعة للجيش الأميركي في العراق، كيلي ويليامز، التي كانت تعمل مترجمة بسجن في الموصل، وهو على الأغلب سجن الديسكو المذكور، بأنها كانت تستهزئ من القدرة الجنسية لمعتقل عراقي وتسخر من حجم عضوه التناسلي.
من جانبها، ذكرت منظمة "هيومان رايتس واتش" لحقوق الإنسان، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن الانتهاكات مستمرة في هذه المنشآت المؤقتة، التي هي عبارة عن سلسلة عربات مقطورة تحيط بها أسلاك شائكة.
وأشارت ديبورا بيرلستاين، مديرة برنامج القانون والأمن الأمريكي بالمنظمة، إلى أن معدلات أعداد المعتقلين حاليا في العراق تقارب نظيراتها المسجلة في أواخر عام 2003.
ويذكر أن هنالك الكثير من الادعاءات عن انتهاكات خطرة ترتكب داخل السجون التي تديرها السلطات العراقية.
فقد أكد الدكتور ليث كبة، المتحدث باسم الحكومة العراقية، لـcnn بالعربية عن "إحالة وزير الداخلية مؤخرا أربعة ضباط مسؤولين عن حالات تعذيب وضرب، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم."
من جهته، قال عبد الحسين شندل، وزير العدل العراقي إن السجون العراقية تضم ما يقارب الـ 10 آلاف معتقل عراقي من دون توجيه تهم لهم لفترة قد تمتد إلى أشهر.
وأضاف أن الحكومة العراقية طالبت القوات الأمريكية بإخلاء سبيل جميع هؤلاء المحتجزين، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
أنواع المعتقلين
كثر الحديث عن تصنيف المعتقلين، بعضهم عدّ إرهابيا، وبعضهم صنّف خارجا عن القانون أو متمردا، بينما يدّعي آخرون أنهم مجاهدون.
وصنف الدكتور ليث كبه السجناء العراقيين على أساس اتهامهم "بجرائم إرهاب أو جرائم عادية".
وأوضح كبه بأن العملية القانونية تسير بثلاث طرق: "إما أن يحال المعتقلون إلى المحاكم، أو يطلق سراحهم، أو ينظر لاحقا في قضاياهم إذا كانت معقدة."
وأضاف بأن القضايا المعقدة تشمل "الذين يعدون خطرين حسب قناعة المحققين، لكن الأدلة ضدهم غير كافية. ونظرا إلى عدم وجود أجهزة أمنية كافية لمتابعتهم، فإن إبقائهم في السجن أفضل من إطلاق سراحهم، لأن الوضع الأمني قد يتفاقم."
وفي تصنيف آخر، يقول اللفتنانت كولونيل غي روديزيل، في تصريح خاص لـcnn بالعربية، إن المعتقلين على ثلاثة أنواع:
1- - المحتجزين الإجراميين الذين اعتقلتهم قوات التحالف لارتكابهم جنحا حسب قانون العقوبات العراقي.
2- المحتجزين الأمنيين المعتقلين في ضوء قرار مجلس الأمن المرقم 1546، لأنهم يعدون تهديدا إلى أمن واستقرار العراق.
3- أسرى الحرب الأعداء وهم الأشخاص الذين تنطبق عليهم المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بحماية أسرى الحرب، والمشتركين بأعمال عدائية بسبب أوامر من حكومتهم، وتم على أثرها اعتقالهم.
ويذكر روديزيل إن هنالك 11 أسير حرب عدو من بين المعتقلين ذوي الأهمية العالية، الذين تحتجزهم القوات الأميركية في معسكر كروبر الواقع قرب مطار بغداد الدولي. وتم اعتقال أسرى الحرب الأعداء هؤلاء "خلال النزاع المسلح الأخير قبل حصول العراق على استقلاله وسيادته، وقبل تأسيس الحكومة العراقية الانتقالية."
ومصطلح أسير حرب عدو "يستخدمه الجيش الأميركي إذا ما اعتقل عدوا، لكن في حال أسر جندي أمريكي، فإننا نصنفه أسير حرب،" حسب تصريح روديزيل.
وفي تصريح خاص لـ Cnn بالعربية، تقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ندى دوماني، بأن "التسمية القانونية لأسير الحرب العدو غير موجودة إطلاقا، لكن هنالك أسرى الحرب في حالة النزاعات الدولية المسلحة، حسب اتفاقية جنيف الثالثة."
ويذكر أن تصنيف أسرى الحرب يندرج ضمن شروط معينة من ضمنها أن يكون أحد "أفراد القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، والمليشيات أو الوحدات المتطوعة التي تشكل جزءاً من هذه القوات المسلحة." أو أن يكون أحد "أفراد المليشيات الأخرى والوحدات المتطوعة الأخرى، بمن فيهم أعضاء حركات المقاومة المنظمة، الذين ينتمون إلى أحد أطراف النزاع ويعملون داخل أو خارج إقليمهم، حتى لو كان هذا الإقليم محتلاً... بما فيها حركات المقاومة المنظمة."
لكن يتحتم وجود بعض الشروط القانونية لأسير الحرب من بينها أن يكون المقاتل مرتديا لباسا مميزا، وان يكون هنالك شخص مسؤول عن المقاتلين الآخرين...الخ.
ولكن، ما هي أبرز السجون حاليا في العراق؟
سجن أبو غريب:
يقع سجن أبو غريب على بعد 32 كيلو متراً غرب بغداد، وهو الذي اشتهر إبان عهد صدام بممارسات التعذيب والتصفية بحق السجناء السياسيين.
وتفجرت في السجن فضيحة مدوية لانتهاكات واسعة النطاق بحق المعتقلين، إثر نشر التقرير الذي قدمه الصليب الأحمر الدولي للإدارة الأميركية، ويحوي وصفا دقيقا لأحوال المعتقلين، وذكر فيه أن معاملة السجناء موازية لدرجة التعذيب.
ونشر بعدها تقرير أعده اللواء الأمريكي، أنطونيو تاغوبا، الذي تناول "عدة حوادث من الممارسات السادية والوقحة وجرائم الاستغلال الفاسقة" لعراقيين معتقلين في أبو غريب، و"خروقات خطيرة للقانون الدولي"، بحسب ما جاء في التقرير.
ونُشرت التحقيقات للمرة الأولى في مجلة نيويوركر. (ملحق خاص عن فضيحة "أبو غريب)
وأشار تقرير "تاغوبا" لانتهاكات حدثت في سجن أبو غريب في الفترة ما بين منتصف 2003 وبداية 2004.
وشملت الانتهاكات بحق المعتقلين من العراقيين، الممارسات الجنسية والضرب والتهديد، وسكب الماء البارد على أجسامهم العارية، وربط أطرافهم، وإجبارهم على المثول في أوضاع غير لائقة، وغيرها من الانتهاكات التي وثقتها صور التقطها أفراد الجيش الأمريكي للسجناء، وتكشفت تباعا.
وقد صنف "تاغوبا" ممارسات التعذيب المستخدمة إلى عدة أصناف، مثل تسجيل وتصوير السجناء عراة، سواء أكانوا نساء أم رجالا، وإرغام المعتقلين من الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والاعتراف بأن أحد مسؤولي الحراس اغتصب معتقلة، إضافة إلى وصف الضرب والصفع والقفز في بعض الأحيان على أقدام المعتقلين الحافية.
وأعلن الجيش الأمريكي عن عدة إصلاحات في سجن أبو غريب بعد كشف فضيحة الانتهاكات، ومنها حظر تغطية رؤوس المعتقلين، وحرمانهم من النوم أو بقائهم في أوضاع غير مريحة، إضافة إلى منع التماس الجسدي معهم، وتحديد مدة الاستجواب بما لا يزيد عن ست ساعات، وتقليل عدد المسجونين.
وأجرى الجيش الأمريكي عددا من المحاكمات العسكرية لعناصره المتورطة في الفضيحة، انتهى بعضها إلى عقوبات جنائية وتأديبية.
وقرر الجيش الأمريكي تسريح 17 عسكريا أمريكيا من الخدمة في فبراير/ شباط 2004.
وفي وقت لاحق، صدرت أحكام قضائية بالسجن ثماني سنوات ضد السيرجنت إيفان فريدريك، وبالسجن عشر سنوات للجندي الأمريكي تشارلز غرانز، وبالسجن عاما للجندي جيريمي سيفتس.
كما وجه الجيش الأمريكي تأنيبا لستة من جنوده، وخطاب لوم إلى زميل آخر، إضافة إلى مواصلة محاكمة عناصر أخرى.
وفي 23 أبريل/ نيسان الماضي، برّأ الجيش الأمريكي ساحة أربعة من كبار قادته، من بينهم الفريق "ريكاردو سانشيز" من ارتكاب أخطاء في فضيحة انتهاكات سجن أبو غريب.
وقال مسؤول، رفض الكشف عن هويته، إن التحقيق خلص إلى " ثبوت صحة اتهامات الإهمال في أداء الواجب"، بقضية العميد "غنيس كاربنسكي" التي كانت تقود اللواء 800 في الشرطة العسكرية حيث ارتبط اسمها بفضيحة أبو غريب.
وأضاف المسؤول أن كاربنسكي لن تواجه اتهامات جنائية، ولكنها تلقت خطاب تأنيب رسميا من جنرال كبير بالجيش، وأعفيت من مهامها القيادية.
ولكن بعد الفضيحة، لا يزال سجن أبو غريب هدفا لهجمات المسلحين بالعراق، كما تنشب به أعمال شغب مستمرة بين المعتقلين والجنود الأمريكيين.
وكان أحدث فصل في مسلسل انتهاكات وخروقات حقوق الإنسان التي ما زال يشهدها العراق هو اكتشاف القوات الأمريكية نحو 175 معتقلا في ظروف صحية مزرية في مركز اعتقال تابع لوزارة الداخلية العراقية بضاحية الجاذرية جنوب بغداد يوم الأحد 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005.
وعلى صعيد متصل، صرح ريئس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي لصحيفة بريطانية يوم الأحد 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 أن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لا تقل اليوم سوءا عما كانت عليه أيام حكم صدام حسين، إن لم تكن أسوأ.
معسكر بوكا:
أقامت القوات الأمريكية معسكر اعتقال "بوكا" في جنوب العراق بعد فترة قصيرة من الغزو الأمريكي للعراق في مارس/ آذار 2003، لإيواء الأسرى من القوت العراقية في المراحل المبكرة من الحرب.
ويقع المعسكر- الذي يضم في إحصاء غير رسمي نقلا عن تقارير صحفية استشهدت بمسؤولين أمريكيين، حوالي ستة آلاف معتقل - في البصرة قرب الحدود الكويتية.
وأكد متحدث عسكري أمريكي مؤخرا أن المعتقل يأوي حاليا "معتقلين أمنيين" أكثر من مجرمين اعتياديين.
وتؤثر أحداث العنف والشغب على الانتهاكات التي تلحق بالمعتقلين في المعسكر، حيث شهد المعسكر في 16 أبريل/ نيسان الماضي أحداث شغب أسفرت عن إصابة أربعة من الحرس و12 سجينا، قبل السيطرة على الاضطرابات.
وفي مارس/ آذار الماضي، اكتشفت القوات الأمريكية نفقا بطول 600 قدم في المعسكر يمتد من الداخل إلى الخارج، شقه المعتقلون في محاولة للهروب.
وقد أشار تقرير "تاغوبا" أن هنالك أكثر من 26 حالة هروب أو محاولة هروب من السجون التي تديرها القوات الأميركية، خاصة في سجن أبو غريب ومعسكر بوكا، اللذين وصفهما "بأنهما يعملان فوق طاقتهما، في الوقت الذي لا يكفي عدد الحراس لتوفير الحماية المطلوبة لهما."
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أدى شغب بذات المعتقل إلى مصرع أربعة سجناء، وجرح ستة عناصر من القوات الأمريكية.
ويذكر أن الجيش الأميركي تلقى أوامر مؤخرا بإرسال 700 مظلي من الكتيبة 82 ، من أجل توفير الحماية والأمن داخل وحول سجن أبو غريب.
وفي ظل التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن بقاء القوات الأميركية لأربعة أعوام قادمة، ستستمر هذه السجون والمعسكرات على الأغلب في العمل، في خضم التقارير الكثيرة التي تفيد بإنشاء سجون جديدة في العراق.
--------------------------------------------------------------------------------
دبي، الإمارات العربية (cnn) -- تشير قائمة غير رسمية كان قد أعدها المركز الوثائقي لحقوق الإنسان بالعراق إلى أن عدد السجون والمعتقلات إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين المخلوع قد وصل إلى 200 سجنا ومعتقلا. ورغم أن هذه القائمة تظل غير نهائية، فإن المؤكد أن تعذيب السجناء والمعتقلين السياسيين وإساءة معاملتهم وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق الأحكام القضائية كان ممارسة منتظمة للنظام السابق.
لكن وضع حقوق الإنسان في العراق لم يشهد تحسنا جذريا بعد سقوط نظام البعث وانتهاء الحرب حيث رصدت بعض منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومان رايتس واتش" والصليب الأحمر الدولي استمرار الخروقات والانتهاكات في سجون العراق مثل فضحية سجن أبوغريب ومعتقل الجاذرية الذي اكتشفته القوات الأمريكية مؤخرا.
المعتقلات في العراق خلال عهد النظام السابق
أشار التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية عام 2002 بخصوص العراق، قبل الغزو الأمريكي للبلاد، إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
وتناول التقرير إعدام عشرات الأشخاص، والقبض على مشتبه بهم واحتجازهم لفترات طويلة داخل السجون، وتعذيبهم دون محاكمة.
ويؤكد التقرير أن تعذيب السجناء والمعتقلين السياسيين، وإساءة معاملتهم، كان ممارسة منتظمة للنظام العراقي السابق.
وحسب قائمة غير رسمية أعدها المركز الوثائقي لحقوق الإنسان بالعراق، فقد وصل عدد السجون والمعتقلات بالعراق إلى 200 سجنا ومعتقلا. وهي قائمة غير نهائية، وتحتاج إلى تثبيت وتوثيق الأسماء الواردة بها، إذ لا وجود لأسماء السجون والمعتقلات التي كانت قائمة إبان فترة حكم صدام.
المعتقلات الأمريكية في العراق بعد الحرب
تحتجز القوات الأمريكية السجناء العراقيين في ثلاث منشآت رئيسة وهي سجن أبو غريب ومعسكر بوكا ومعسكر كروبر، إضافة إلى سجون ميدانية مؤقتة.
ومن بين السجون الميدانية المؤقتة غير المشهورة سجن يسميه بعض العراقيين "الديسكو" في مدينة الموصل شمال العراق، لأن الجنود الأميركيون يرفعون صوت الموسيقى الصاخبة ويرغمون المعتقلين على الرقص.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن ضابطة سابقة في وحدة 101 التابعة للجيش الأميركي في العراق، كيلي ويليامز، التي كانت تعمل مترجمة بسجن في الموصل، وهو على الأغلب سجن الديسكو المذكور، بأنها كانت تستهزئ من القدرة الجنسية لمعتقل عراقي وتسخر من حجم عضوه التناسلي.
من جانبها، ذكرت منظمة "هيومان رايتس واتش" لحقوق الإنسان، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن الانتهاكات مستمرة في هذه المنشآت المؤقتة، التي هي عبارة عن سلسلة عربات مقطورة تحيط بها أسلاك شائكة.
وأشارت ديبورا بيرلستاين، مديرة برنامج القانون والأمن الأمريكي بالمنظمة، إلى أن معدلات أعداد المعتقلين حاليا في العراق تقارب نظيراتها المسجلة في أواخر عام 2003.
ويذكر أن هنالك الكثير من الادعاءات عن انتهاكات خطرة ترتكب داخل السجون التي تديرها السلطات العراقية.
فقد أكد الدكتور ليث كبة، المتحدث باسم الحكومة العراقية، لـcnn بالعربية عن "إحالة وزير الداخلية مؤخرا أربعة ضباط مسؤولين عن حالات تعذيب وضرب، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم."
من جهته، قال عبد الحسين شندل، وزير العدل العراقي إن السجون العراقية تضم ما يقارب الـ 10 آلاف معتقل عراقي من دون توجيه تهم لهم لفترة قد تمتد إلى أشهر.
وأضاف أن الحكومة العراقية طالبت القوات الأمريكية بإخلاء سبيل جميع هؤلاء المحتجزين، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
أنواع المعتقلين
كثر الحديث عن تصنيف المعتقلين، بعضهم عدّ إرهابيا، وبعضهم صنّف خارجا عن القانون أو متمردا، بينما يدّعي آخرون أنهم مجاهدون.
وصنف الدكتور ليث كبه السجناء العراقيين على أساس اتهامهم "بجرائم إرهاب أو جرائم عادية".
وأوضح كبه بأن العملية القانونية تسير بثلاث طرق: "إما أن يحال المعتقلون إلى المحاكم، أو يطلق سراحهم، أو ينظر لاحقا في قضاياهم إذا كانت معقدة."
وأضاف بأن القضايا المعقدة تشمل "الذين يعدون خطرين حسب قناعة المحققين، لكن الأدلة ضدهم غير كافية. ونظرا إلى عدم وجود أجهزة أمنية كافية لمتابعتهم، فإن إبقائهم في السجن أفضل من إطلاق سراحهم، لأن الوضع الأمني قد يتفاقم."
وفي تصنيف آخر، يقول اللفتنانت كولونيل غي روديزيل، في تصريح خاص لـcnn بالعربية، إن المعتقلين على ثلاثة أنواع:
1- - المحتجزين الإجراميين الذين اعتقلتهم قوات التحالف لارتكابهم جنحا حسب قانون العقوبات العراقي.
2- المحتجزين الأمنيين المعتقلين في ضوء قرار مجلس الأمن المرقم 1546، لأنهم يعدون تهديدا إلى أمن واستقرار العراق.
3- أسرى الحرب الأعداء وهم الأشخاص الذين تنطبق عليهم المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بحماية أسرى الحرب، والمشتركين بأعمال عدائية بسبب أوامر من حكومتهم، وتم على أثرها اعتقالهم.
ويذكر روديزيل إن هنالك 11 أسير حرب عدو من بين المعتقلين ذوي الأهمية العالية، الذين تحتجزهم القوات الأميركية في معسكر كروبر الواقع قرب مطار بغداد الدولي. وتم اعتقال أسرى الحرب الأعداء هؤلاء "خلال النزاع المسلح الأخير قبل حصول العراق على استقلاله وسيادته، وقبل تأسيس الحكومة العراقية الانتقالية."
ومصطلح أسير حرب عدو "يستخدمه الجيش الأميركي إذا ما اعتقل عدوا، لكن في حال أسر جندي أمريكي، فإننا نصنفه أسير حرب،" حسب تصريح روديزيل.
وفي تصريح خاص لـ Cnn بالعربية، تقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ندى دوماني، بأن "التسمية القانونية لأسير الحرب العدو غير موجودة إطلاقا، لكن هنالك أسرى الحرب في حالة النزاعات الدولية المسلحة، حسب اتفاقية جنيف الثالثة."
ويذكر أن تصنيف أسرى الحرب يندرج ضمن شروط معينة من ضمنها أن يكون أحد "أفراد القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، والمليشيات أو الوحدات المتطوعة التي تشكل جزءاً من هذه القوات المسلحة." أو أن يكون أحد "أفراد المليشيات الأخرى والوحدات المتطوعة الأخرى، بمن فيهم أعضاء حركات المقاومة المنظمة، الذين ينتمون إلى أحد أطراف النزاع ويعملون داخل أو خارج إقليمهم، حتى لو كان هذا الإقليم محتلاً... بما فيها حركات المقاومة المنظمة."
لكن يتحتم وجود بعض الشروط القانونية لأسير الحرب من بينها أن يكون المقاتل مرتديا لباسا مميزا، وان يكون هنالك شخص مسؤول عن المقاتلين الآخرين...الخ.
ولكن، ما هي أبرز السجون حاليا في العراق؟
سجن أبو غريب:
يقع سجن أبو غريب على بعد 32 كيلو متراً غرب بغداد، وهو الذي اشتهر إبان عهد صدام بممارسات التعذيب والتصفية بحق السجناء السياسيين.
وتفجرت في السجن فضيحة مدوية لانتهاكات واسعة النطاق بحق المعتقلين، إثر نشر التقرير الذي قدمه الصليب الأحمر الدولي للإدارة الأميركية، ويحوي وصفا دقيقا لأحوال المعتقلين، وذكر فيه أن معاملة السجناء موازية لدرجة التعذيب.
ونشر بعدها تقرير أعده اللواء الأمريكي، أنطونيو تاغوبا، الذي تناول "عدة حوادث من الممارسات السادية والوقحة وجرائم الاستغلال الفاسقة" لعراقيين معتقلين في أبو غريب، و"خروقات خطيرة للقانون الدولي"، بحسب ما جاء في التقرير.
ونُشرت التحقيقات للمرة الأولى في مجلة نيويوركر. (ملحق خاص عن فضيحة "أبو غريب)
وأشار تقرير "تاغوبا" لانتهاكات حدثت في سجن أبو غريب في الفترة ما بين منتصف 2003 وبداية 2004.
وشملت الانتهاكات بحق المعتقلين من العراقيين، الممارسات الجنسية والضرب والتهديد، وسكب الماء البارد على أجسامهم العارية، وربط أطرافهم، وإجبارهم على المثول في أوضاع غير لائقة، وغيرها من الانتهاكات التي وثقتها صور التقطها أفراد الجيش الأمريكي للسجناء، وتكشفت تباعا.
وقد صنف "تاغوبا" ممارسات التعذيب المستخدمة إلى عدة أصناف، مثل تسجيل وتصوير السجناء عراة، سواء أكانوا نساء أم رجالا، وإرغام المعتقلين من الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والاعتراف بأن أحد مسؤولي الحراس اغتصب معتقلة، إضافة إلى وصف الضرب والصفع والقفز في بعض الأحيان على أقدام المعتقلين الحافية.
وأعلن الجيش الأمريكي عن عدة إصلاحات في سجن أبو غريب بعد كشف فضيحة الانتهاكات، ومنها حظر تغطية رؤوس المعتقلين، وحرمانهم من النوم أو بقائهم في أوضاع غير مريحة، إضافة إلى منع التماس الجسدي معهم، وتحديد مدة الاستجواب بما لا يزيد عن ست ساعات، وتقليل عدد المسجونين.
وأجرى الجيش الأمريكي عددا من المحاكمات العسكرية لعناصره المتورطة في الفضيحة، انتهى بعضها إلى عقوبات جنائية وتأديبية.
وقرر الجيش الأمريكي تسريح 17 عسكريا أمريكيا من الخدمة في فبراير/ شباط 2004.
وفي وقت لاحق، صدرت أحكام قضائية بالسجن ثماني سنوات ضد السيرجنت إيفان فريدريك، وبالسجن عشر سنوات للجندي الأمريكي تشارلز غرانز، وبالسجن عاما للجندي جيريمي سيفتس.
كما وجه الجيش الأمريكي تأنيبا لستة من جنوده، وخطاب لوم إلى زميل آخر، إضافة إلى مواصلة محاكمة عناصر أخرى.
وفي 23 أبريل/ نيسان الماضي، برّأ الجيش الأمريكي ساحة أربعة من كبار قادته، من بينهم الفريق "ريكاردو سانشيز" من ارتكاب أخطاء في فضيحة انتهاكات سجن أبو غريب.
وقال مسؤول، رفض الكشف عن هويته، إن التحقيق خلص إلى " ثبوت صحة اتهامات الإهمال في أداء الواجب"، بقضية العميد "غنيس كاربنسكي" التي كانت تقود اللواء 800 في الشرطة العسكرية حيث ارتبط اسمها بفضيحة أبو غريب.
وأضاف المسؤول أن كاربنسكي لن تواجه اتهامات جنائية، ولكنها تلقت خطاب تأنيب رسميا من جنرال كبير بالجيش، وأعفيت من مهامها القيادية.
ولكن بعد الفضيحة، لا يزال سجن أبو غريب هدفا لهجمات المسلحين بالعراق، كما تنشب به أعمال شغب مستمرة بين المعتقلين والجنود الأمريكيين.
وكان أحدث فصل في مسلسل انتهاكات وخروقات حقوق الإنسان التي ما زال يشهدها العراق هو اكتشاف القوات الأمريكية نحو 175 معتقلا في ظروف صحية مزرية في مركز اعتقال تابع لوزارة الداخلية العراقية بضاحية الجاذرية جنوب بغداد يوم الأحد 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005.
وعلى صعيد متصل، صرح ريئس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي لصحيفة بريطانية يوم الأحد 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 أن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق لا تقل اليوم سوءا عما كانت عليه أيام حكم صدام حسين، إن لم تكن أسوأ.
معسكر بوكا:
أقامت القوات الأمريكية معسكر اعتقال "بوكا" في جنوب العراق بعد فترة قصيرة من الغزو الأمريكي للعراق في مارس/ آذار 2003، لإيواء الأسرى من القوت العراقية في المراحل المبكرة من الحرب.
ويقع المعسكر- الذي يضم في إحصاء غير رسمي نقلا عن تقارير صحفية استشهدت بمسؤولين أمريكيين، حوالي ستة آلاف معتقل - في البصرة قرب الحدود الكويتية.
وأكد متحدث عسكري أمريكي مؤخرا أن المعتقل يأوي حاليا "معتقلين أمنيين" أكثر من مجرمين اعتياديين.
وتؤثر أحداث العنف والشغب على الانتهاكات التي تلحق بالمعتقلين في المعسكر، حيث شهد المعسكر في 16 أبريل/ نيسان الماضي أحداث شغب أسفرت عن إصابة أربعة من الحرس و12 سجينا، قبل السيطرة على الاضطرابات.
وفي مارس/ آذار الماضي، اكتشفت القوات الأمريكية نفقا بطول 600 قدم في المعسكر يمتد من الداخل إلى الخارج، شقه المعتقلون في محاولة للهروب.
وقد أشار تقرير "تاغوبا" أن هنالك أكثر من 26 حالة هروب أو محاولة هروب من السجون التي تديرها القوات الأميركية، خاصة في سجن أبو غريب ومعسكر بوكا، اللذين وصفهما "بأنهما يعملان فوق طاقتهما، في الوقت الذي لا يكفي عدد الحراس لتوفير الحماية المطلوبة لهما."
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أدى شغب بذات المعتقل إلى مصرع أربعة سجناء، وجرح ستة عناصر من القوات الأمريكية.
ويذكر أن الجيش الأميركي تلقى أوامر مؤخرا بإرسال 700 مظلي من الكتيبة 82 ، من أجل توفير الحماية والأمن داخل وحول سجن أبو غريب.
وفي ظل التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن بقاء القوات الأميركية لأربعة أعوام قادمة، ستستمر هذه السجون والمعسكرات على الأغلب في العمل، في خضم التقارير الكثيرة التي تفيد بإنشاء سجون جديدة في العراق.
--------------------------------------------------------------------------------