المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غريد الشاطئ .. غنى اليا مال الأخير.. وغاب



سلسبيل
11-27-2005, 07:27 AM
بعد أربعين عاماً من العطاء .. والمحبة

كتب - فالح العنزي وفادي عبدالله


فجر أول من أمس الجمعة توفي الفنان الخلوق غريد الشاطئ عن عمر يناهز الحادية والستين, قضاها في خدمة الفن والفنانين.

غريد الشاطئ .. الذي ابتعد في السنوات الأخيرة عن ممارسة نشاطه الفني بعدما رأى الحركة الفنية بصورة عامة والغنائية بصورة خاصة بدأت تنحدر نحو التجارة والماديات وغابت عنها الروح التي تحلق في سماء التراث والفلكلور.

سيرة
ولد غريد الشاطئ, واسمه الحقيقي عيسى خورشيد عوض في العام ,1944 عشق الغناء منذ صغره وكانت موهبته وصوته الجميل حديث الآخرين,في العام 1958 اصطحبه صديقه يعقوب الى مجموعة من الفنانين منهم ابراهيم الصلال ويوسف قاسم وصالح النافع وغيرهم فشاركهم الغناء في تلك الليلة وطلبوا منه عدم الانقطاع عن المسرح الشعبي وضرورة المشاركة في الأنشطة الموسيقية التي تقام فيه, ثم قدموه الى مدير المسرح آنذاك محمد النشمي الذي أشركه في مسرحية (تقاليد) حيث غنى اغنيتين هما »أحب حبيبي« و»حبيبي راح«, وهي من أغاني الفنان شادي الخليج.
غريد الشاطئ في معظم لقاءاته الاذاعية والفنية كان يردد دائما بأن الفضل في بداياته الفنية للكثير من الاشخاص لكنه يخص بالذكر عبدالكريم مراد, مساعد بورسلي وعبدالرزاق العدساني, ثم التقى الفنان غريد الشاطئ بزميله الراحل غازي العطار وتوجها الى مركز الفنون الشعبية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل, والذي كان يحتضن الاغنية الكويتية, وهناك طلبوا منه ان يسمعهم اغنية كويتية فغنى لهم صوت »يامن هوا« للفنان عوض دوخي وبعد عام من التردد على المركز طلب منه الفنان أحمد باقر ان يغني اغنية بعنوان »يامرحبا بالعيد« سجلها عام ,1961 وكانت من كلمات وألحان أبن الصحراء وهي أول اغنية خاصة تسجل بصوته.

الاسم الفني
في لجنة اذاعة الكويت والتي كانت تضم حمد الرجيب ومصطفى ابو غربية ومحمد الصوان, دار حوار حول الاسم الفني للمطرب عيسى خورشيد والذي ستنزل اول غنية خاصة به واستقر الامر بعد اصرار حمد الرجيب على ان يطلق عليه لقب (غريد الشاطئ), وقد تم تسجيل اغنية »جودي ولا تهجريني« التي كتبها الشاعر الراحل منصور الخرقاوي ولحنها حمد الرجيب والتي يعتبرها غريد أقرب اغنياته الى قلبه, وهي التي عرفته بالجماهير, يقول مطلعها:

ايا معشر العشاق بالله خبروا
اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع

ويعتبر الفنان غريد الشاطئ من أبرز الفنانين الذين واصلوا مسيرتهم في خدمة الحركة الفنية والموسيقية في الكويت منذ اوائل الستينيات, ادى خلال مشواره الفني الكثير من الالوان الغنائية الكويتية تفوق بها على نفسه, وكانت له موطئ قدم في الساحة الغنائية ومنحته شخصية مميزة بين زملائه خصوصاً تلك المرتبطة بالتراث والصوت والسامري, ومن اجمل اغانيه (مسموح - ياشوقي - تدلل) وغيرها.

سلسبيل
11-27-2005, 07:33 AM
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200511/fr6-112705.pc.jpg

سلسبيل
11-27-2005, 07:41 AM
في غيبتك كم تأثرت

الموت يفرق بين الغريد والشاطىء


كتب:فيصل العلي


غريد الشاطىء
أحقاً رحلت؟
هل العُذْر خارج إرادتك
لأننا نؤمن بالقضاء والقدر
وبالموت
سنقول لك «مسموح»
كم هو صعب أن يموت عزيز
أظنك تعرف هذا الطعم عندما رحلت زوجتك عنك وأولادك
سيفتقدك الشاطيء الذي كنت تغرد له
رمال الشاطيء تبكي والبحر تملأ عيونه الدموع.. آه كم سيفتقدك الموج الخليجي الذي عشقت زُرقته
ستفتقدك الاذاعة و«دواعيسها»
ستفتقدك جمعية الفنانين
الشعراء والملحنون والمطربون
حتى شوارع منطقة سلوى التي تقطنها
ستفتقدك وسيارتك
حتى الطاولة التي كنت تجلس عليها لتشرب قهوتك في مقهى مركز سلطان ستفتقدك
الناس.. الأطفال.. الشباب.. العاشقون
مدرجات الملاعب التي يهتف جمهورها بأغانيك الرياضية التي صدحت بها
هيدو.. آَوَرْ كامل
زرق الفنايل راكبين جمال
وسط الملاعب غنّوا اليا مال
هيدو يا حلو الاسم
كويتي.. والله والنعم
ونقول معك ونردد مينْشدين مع
المدرب واللاعبين والعشب
يا متكتك
الكاس لك
لك وحدك
ويلامس إحساس العاشقين وعتابهم
الممزوج بأشواقهم المتدفقة
مسموح.. يا للي تعذرت
مسموح.. لو ما تعذرت
في غيبتك كم تأثرت- تأثرت-تأثرت

تاريخ النشر: الاحد 27/11/2005

سلسبيل
11-27-2005, 07:43 AM
ساهم عبر مشوار امتد لأكثر من 40 عاما في الارتقاء بالاغنية الكويتية

غريد الشاطىء.. هوية كويتية معجونة ومطحونة بالأحاسيس

كتب فيصل العلي

فقدت الاوساط الفنية احد نجوم الاغنية الكويتية الفنان غريد الشاطيء الذي ساهم عبر مشواره الفني لاكثر من اربعين عاما بالارتقاء بالاغنية الكويتية والعمل على انتشارها خليجيا وعربيا، وكان الفنان غريد الشاطيء واسمه عيسى خورشيد قد بدأ حياته الفنية حينما التقى بالفنان غازي العطار عام 1961م الذي اخذه الى مركز الفنون الشعبية وغنى اول اغنية له يا مرحبا بالعيد من الحان احمد باقر.

وكانت شهرته سريعة جدا مع قيامه بغناء اغنية جودي لا تهجريني التي كتبها منصور الخرقاوي ولحنها حمد الرجيب وقد نجحت الاغنية نجاحا كبيرا وتوالت بعدها نجاحات عدة من خلال سلسلة من الاغنيات الناجحة مثل عجيبة سلمولي و«مسموح» التي كانت قفزة نوعية لتصبح نموذجا فنيا راقيا للاغنية الكويتية الحديثة وهي من كلمات الشاعر بدر بورسلي والحان الفنان غنام الديكان الذي قدم له مجموعة من الالحان الناجحة. ومن يتابع الانتاج الفني للفنان الراحل فانه سيجده قد غنى السامريات والاصوات والاغنية الوطنية والاغنية العاطفية والاغنية الرياضية ناهيك عن الاوبريتات كما انه كان احد نجوم حفلات مسرح سينما الاندلس خاصة في فترة السبعينات.

والجميل في الفنان غريد الشاطيء انه غنى لشعراء ينتمون لاجيال مختلفة مثل فهد بورسلي ومنصور الخرقاوي وابن الصحراء. وانتقل لمرحلة مع جيل اخر مثل مبارك الحديبي وبدر بورسلي الذي كتب اجمل اغانيه مثل اغنية، «مسموح» وغيرها لينتقل الى مرحلة حديثة وجديدة ومتطورة في الغناء مع حرصه الكبير على المحافظة على هوية الأغنية، فوجد ضالته مع غنام الديكان وابراهيم الصولة وخالد الزايد ويوسف المهنا وهو يصر على هويته الكويتية المعجونة والمطحونة بأحاسيسه فيرفض ان يغني الا بالدشداشة حتى عندما غنى اغنية «بتروح لك مشواراللبنانية».

إنسان ودود ومتواضع

كنت حريصا على اجراء لقاءات مع مجموعة من مطربي الكويت الرواد، وكان لقائي مع الفنان غريد الشاطىء، قد نشر في الوطن بتاريخ 3/6/2005م وكان انسانا ودودا ومتواضعا ولم أكن أتوقع ان القدر قد كتب لي ان التقي بمطرب كنت أردد اغنياته منذ طفولتي ولقد لفت انتباهي بشخصيته المميزة وتلقائيته فعندما سألته عن الفنان حسين عبد الرضا قال لي هو قريبي ونسيبي بنفس الوقت الا انني لم اكن التقي به كثيرا لأنه كان اكبر مني سنا وكنت ازور منزلهم في طفولتي احيانا خاصة عندما كنت ادرس في منطقة الدسمة.
واذكر انه قال لي ان امه لم تصدق ان ابنها قد اصبح مطربا وتذاع اغنياته في الاذاعة وقال انه قام بغناء اغنية «بتروح لك مشوار» بطلب من الشيخ جابر العلي يرحمه الله والذي كان يهتم كثيرا بالفن والثقافة وكان الفنان اللباني «فيلمون وهبي» يزور الكويت فظهر في سهرة تلفزيونية ومعه الفنان احمد باقر اضافة لي وغنيت احدى اغانيه وهي «بتروح لك مشوار» ثم طلب الشيخ جابر العلي ان نغنيها من خلال جلسة شعبية اي تكويت الاغنية علما بأن الفنانين الكويتيين يمتازون بالقدرة على الغناء بجميع اللهجات العربية كاللهجة المصرية او السورية او اللبنانية بينما هم يجدون صعوبة بالغناء باللهجة الكويتية، وتم تكليف الفنان حسين عبد الرضا للتعاون معنا وهو فنان كبير ذو حس فني رفيع واقترح علي ان ارتدي «وزار» لكني لم استحسن الفكرة وغنيت بالدشداشة.
وقال رحمه الله: ان الفنان حمد الرجيبب اطلق عليه لقب غريد الشاطىء وهو يرى ان الاغنية الكويتية فقدت هويتها على مستوى اللحن والمفردة وطالب الملحنين بالحفاظ على الالحان الكويتية الاصيلة كما يفعل الملحن احمد باقر كما انه يرى ان الفيديو كليب لا يخدم الاغنية الشرقية لأنه مستورد من الغرب.

عرباوي

وعندما سألته عن مساهماته المتميزة في الأغنية الرياضية قال لي انه يحب متابعة مباريات كرة القدم واشجع نادي العربي، وفي السابق كانت الكويت مليئة بنجوم كرة القدم مثل جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري وغيرهم اما الآن فلاعبو المنتخب اقل تميزاً. وفي دورة الخليج الرابعة بقطر عملنا على تجهيز اغنية «اوه يا الازرق» من كلمات عبد اللطيف البناي ولحن يوسف المهنا وغنائي مع عبد المحسن المهنا وفازت الكويت بالدورة ونجحت الاغنية نجاحاً كبيراً بين الصغار والكبار. واذكر انه في مباراة النهائي بين العراق والكويت كنت مسافراً الى لندن عن طريق مطار فرانكفورت لإقامة حفلة غنائية لطلبة الكويت وما ان اعلن الطيار فوز الكويت حتى رحنا نغني ونصفق واستغرب الركاب الاجانب وقلنا لهم الخبر ونحن في مطار فرانكفورت وتوالت بعدها بعض الاغنيات مثل «هايدوه» عام 1982 بمناسبة وصول الكويت لكأس العالم.
وقال ان شركات الانتاج لعبت دوراً كبيراً في انتشار الاغنية الكويتية خليجياً وعربياً ومع انني ارى أنّ من حقهم ان يحققوا الربح الا انني اتمنى عليهم تقديم الاصوات الجميلة والكلمات الراقية والالحان العذبة المحافظة على الايقاعات الكويتية الاصيلة وهي مسؤولية الفنانيين والملحنين والشعراء إضافة الى شركات الانتاج والالتزام الفني هو الذي سيحافظ على مكانة الاغنية الكويتية بالمستقبل.
وأشار في اللقاء -يرحمه الله- الى المهرجانات الغنائية التي شارك بها فقال لقد شاركت في مهرجان القرين الاول والثاني والثالث وشاركت ببعض الاسابيع الثقافية لكنهم توقفوا عن الاتصال بي او ببعض الفنانيين من جيلي ومهرجان هلا فبراير لا يتعامل الا مع الجيل الجديد من المطربين.
ولأنه فنان أصيل فإن أغانيه تحمل النكهة الكويتية حتى لو كانت حديثة وهذا دليل على عمق تمسكه بروح الأغنية الكويتية.

عازف الطبلة

ولأنني لم أعرفه إلا وهو نجم لامع بحكم اختلاف الأجيال فسألته عن المراحل الأولى التي سبقت بداياته الفنية وعن بعض الذكريات أو الأحداث التي ربما تكون من ضمن اليوميات إلا أنه فاجأني بأنه يتذكرها وكأنها حدثت بالأمس فقال لي:
كنت أحب الغناء منذ الصغر خاصة مع اصدقائي بالمرحلة المتوسطة داخل المدرسة حيث كنت اردد اغاني محمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وعوض دوخي وعبد الله فضالة وشادي الخليج، وعندما استمع الى الاذاعة كنت اعتقد ان المطرب يغني على الهواء مباشرة وتمنيت رؤيته وهوى يغني وقتها كان عمري خمسة عشر عاماً وانضممت الى فرقة الموسيقى بالمدرسة حيث كنت انقر على الطبلة وكنا نقدم الاغاني في بعض المناسبات حتى اكتشفني مدرس موسيقى اسمه محمد الشرباتي وقال لي ان صوتك جميل يصلح للغناء فلم اصدق ما قاله حتى قدمني في نشاط مدرسي وغنيت اغنية محمد عبد الوهاب فلسطين والتي مطلعها «اخي جاوز الظالمون المدى» وكنت مصراً على اداء تلك الاغنية لأنني كنت ارددها كثيراً وبعدها هنأني ناظر المدرسة والمدرسين والطلبة بعدها بفترة اتجهت نحو فرقة المسرح الشعبي حيث توجد بعض الانشطة الموسيقية الى جانب التمثيل ووجدت ابراهيم الصولة وقدموني للاختبار وجاءني المرحوم محمد النشمي واستمع الي وقرر ان اغني معه في مسرحية «تقاليد» عام 1958 وكان مشهد عرس وانا اغني فيه حيث غنيت اغنيتين للفنان شادي الخليج هما «احب حبيبي» و«حبيبي راح» وكان العرض على مسرح مدرسة الصديق لمدة ثلاثة ايام وحضر العرض المغفور له الشيخ عبد الله المبارك الصباح ثم غنيت في مسرحية اخرى وبعدها اخذني الفنان غازي العطار الذي سبقني بدخول المجال الفني بفترة الى «الوطية» حيث لجنة الفنون الشعبية فوجدت مجموعة كبيرة من الفنانيين وتقدمت للاختبار فغنيت لهم اغنيةعوض دوخي «صوت يا من هواه» ونجحت بالاختبار دون ان اكمل الاغنية وبقيت اتردد عليهم لمدة عام كامل دون ان اغني حتى جاءت الاستعدادات للاحتفال بالعيد الوطني فعرضوا عليّ اغنية وطنية، كتبها ولحنها ابن الصحراء مطلعها «يا مرحبا بالعيد يا محلى ايامه» وجلس معه الفنان احمد باقر وكنت متخوفاً من عملية تسجيل الاغنية باستديو الاذاعة فادركوا ذلك وذهبوا كلهم معي وشجعوني.



تاريخ النشر: الاحد 27/11/2005

سلسبيل
11-27-2005, 07:45 AM
سعد الفرج: سهرنا قبل عدة أيام وتواعدنا على اللقاء اليوم الأحد

نبيل شعيل: من أعلام الكويت الذين حملوا لواء الفن


كتب عماد جمعة ويحيى عبدالرحيم وفيصل العلي وغادة عبدالمنعم وياسر العيله

غيب الموت امس الفنان الكبير غريد الشاطئ (عيسى خورشيد) عن عمر يناهز ستين عاما قضى أكثر من اربعين عاما منها في عالم الفن والغناء مسجلا بصمة فنية كويتية مميزة يحق لها ان تخلد في سماء الفن الكويتي.
وقع الوفاة كان كبيرا على الجسد الفني الكويتي، فعبر عدد كبير من فناني الكويت ممن عاصروا الفقيد ومن الجيل الشاب عن مشاعرهم في هذا اليوم، فكانت هذه الكلمات:




أول ألحاني

قال الملحن ابراهيم الصولة: لقد كان الفنان غريد الشاطيء فنانا وفيا لفنه فنذر عمره وأعطى كل ما لديه وعاش يتابع ابداعاته بنفسه وكان الناتج انه اصبح احد اهم الاصوات الغنائية واستطاع ان يصنع لنفسه بصمة غنائية خاصة به.
واضاف الصولة: لقد غنى من الحاني اول لحن قدمته عام 1961 وهي من احدى سامريات فهد بورسلي وغناها ونجحت معه الأغنية وكانت انطلاقتي معه حيث غنى لي مجموعة من الاغاني وهو دائما يبحث عن التميز على مستوى القصيدة والايقاعات باللحن الذي سيؤديه وهذا ما جعله مطربا ناجحا من بين مجموعة من المطربين المميزين في الكويت.

الاتصال الأخير

يقول الفنان شادي الخليج مؤكدا أنه على علاقة وثيقة مع الفنان الراحل الذي اعطى من عمره وجهده الكثير والكثير وهذا ما جعله احد اهم واشهر المطربين في الكويت.
واضاف شادي الخليج انه كان قد اتصل بالفنان الراحل يوم الثلاثاء الماضي وكان قد خرج من المستشفى بعد ان دخله لمدة ثلاثة ايام الا انه كان يحس بأن صحته جيدة وتحدث معه لفترة من الوقت واكد له انه بخير وسوف يتحسن للأفضل وسوف يزوره في مقر جمعية الفنانين.
واكد شادي الخليج ان الفنان غريد الشاطىء كان مطربا متميزا وقد غنى مختلف انواع الاغنيات العاطفية والوطنية والرياضية وغنى فن الصوت وغنى السامريات وله مجموعة كبيرة من الاغنيات الناجحة التي رددها الجمهور الكويتي والخليجي وسوف يبقى اسمه محفورا في ذاكرة الاغنية الكويتية.

موهبة حقيقية

قال الموسيقار غنام الديكان ان الفنان الراحل غريد الشاطىء كان فنانا متميزا لأنه يمتلك موهبة حقيقية استطاع ان يصقلها ويتعاون مع بعض صناع الاغنية ليقدم اجمل الاغنيات الكويتية ولقد تشرفت كملحن بالتعامل مع هذا الفنان العملاق وقدمنا معا مع الشاعر بدر بورسلي مجموعة من الاغنيات مثل اغنية «مسوح» التي نجحت نجاحا كبيرا محليا وخليجيا خاصة بعد ان تم تسجيلها تلفزيونيا.
واضاف الديكان ان هناك اغنيات اخرى ناجحة مثل عجيبة ويا شوق وتدلل وسمرنا وحسبت انك تصونين الامانة وغيرها من الاغنيات الجميلة مثل أغنية ياللي نويت السفر التي لحنها يوسف المهنا واغنية جودي لا تهجرني وبروح لك مشوار التي غناها بطريقة متميزة اضافت الى شهرته الكثير عربيا.
وبين الديكان ان الفنان الراحل كان يمتاز بحنجرة جميلة جدا كما انه دمث الخلق.

نبران حزينة

ونبرات ملؤها الحزن والألم والبكاء كانت الكلمات التي خرجت من شفاه المطرب صالح الحريبي في وفاة زميل دربه الفنان غريد الشاطىء رحمه الله حيث كان بالنسبة له اكثر من زميل واخ فقد جمعتهم العديد من المهرجانات الثقافية التي مثلاها خارج الكويت، واخرها المهرجان الذي اقيم في لبنان بمناسبة وفاة الرئيس رفيق الحريري، وايضا جمعهما أوبريت «هي الكويت وطني» في السبعينات حيث شاركهما الفنان محمد حسن من البحرين، والفنانة المصرية سعاد محمد، ومن اشعار احمد عنبر.
واضاف: «بالفعل لقد فقدنا علماً من اعلام الغناء الكويتي الاصيل، والذي حمل لواءالاغنية الكويتية مع الفنان المخضرم شادي الخليج، والذي جعتهما اغنية «جودي لا تترجيني».. وعندما اختنق الحريبي بالعبرات فقد اكد انه فقد اخاً وزميلاً ورجلاً صاحب خلق.
وتمنى ان يسكنه الله سبحانه فسيح جناته، ولا راد إلا ما الله أراد.

رمز ورائد

المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر: انا واحد من عشاقه قبل ان ادخل الفن الله يرحمه قدم لبلده وأهله الكثير وكان رمزاً من رموز الغناء كان رائداً من رواد الفن الكويتي وأضاف ابو خالد نحن لا نعترض على امر الله ولكن ان شاء الله تكون الجنة مثواه وأضاف ابو خالد بأنه يذكر انه شارك الفنان الراحل في اغنية «هاي دو» قبل عشرين عاماً واختتم عبدالكريم كلامه بأنه شاهد الراحل اخر مرة منذ شهرين حيث كان يحرص على زيارتي في مكتبي من وقت لآخر.

استاذ كبير

الملحن انور عبدالله: هذه الايام قبل مماته كنت قد رشحت اسمه في كتاب موجود الآن داخل وزارة الاعلام ليكون ضمن مجموعة المطربين في الاوبريت الوطني الذي سيتم تقديمه بمناسبة العيد الوطني المقبل وهذا الكتاب موجود الآن عند وكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك وكذلك لدى الاعلامي رضا الفيلي وكان ذلك بهدف ان اتعاون مع استاذ كبير له مكانته ولكن مع الأسف لم يكن هناك نصيب.
ماذا اقول عن هذا الفنان الكبير الذي قدم واعطى الكثير للكويت وعن نفسي فانا انتمي الى الجيل التالي له وهو جيل الثمانينات ونحن جيل معجبون بصوته خاصة في اغانيه الاولى مثل «جودي» و«ما أحلى أيامه» وغيرها من الاغنيات الخالدة ونحن هنا نتمنى له المغفرة والرحمة.
واتذكر ان هناك الكثير من المواقف التي كانت تجمعنا معا سواء في المهرجانات او الندوات او الجلسات الفنية وكذلك عندما كنا نتقابل في قسم الموسيقى بالاذاعة فكانت تجمعنا «دردشة» وكان في احاديثه يشكو من هموم الفن ومن تجاهل الاذاعة الكويتية للمخضرمين وخاصة ان الاذاعة لم يكن بها فرقة موسيقية ولذلك فلم يكن مرتاحا من هذا الوضع، كما انه ابتعد عن شركات الانتاج التي اصبحت تعمل وفق معايير تجارية لا تتفق معه، فهو فنان حقيقي ومبدع كبير له مكانته.

النهر العذب

اما الدكتور عبدالله الرميثان وكيل المعهد العالي للفنون الموسيقية عبر عن هذه المناسبة قائلاً «لقد فقدت الكويت صوتاً عذباً ترنم في غناء الاغنية الكويتية، وأسأل الله ان يعوضنا عن وفاته بمن يحل محله حتى لا ينقطع هذا النهر العذب من الفن الاصيل، وأن يغفر الله له ويسكنه فسيح جناته.
وأشار الرميثان إلى أن الفنان غريد الشاطئ هو هرم الفن الكويتي، ويؤسفني عدم العمل معه نتيجة توقفه عن العمل الفني، وتفرغه للعمل الإذاعي.
وأضاف لقد تقابلنا معا في اكثر من لقاء تلفزيوني حينها لمسنا فيه انه رجل متفهم ومؤيد لما يطرح عليه من اسئلة.

فنان مخلص

الدكتور عامر جعفر: ارجو ان نتذكر كلامه في ضرورة الحفاظ على تطوير الاغنية الكويتية لأنه كان فنانا مخلصا في رسالته الفنية وكان في اخر ايامه يتذمر من الوضع الذي وصلت اليه الاغنية ولذلك فعندما نتذكره الان علينا ان نجتهد في كيفية تحقيق وصيته من اجل الحفاظ على هوية الاغنية الكويتية وان نستمر في هذا الطريق نعم كنت كلما جلست معه المس هذا التذمر منه وكان يرى ان الاغنية الحديثة اصبحت «عبدة» لشركات الانتاج خاصة بعد ان تخلت وزارة الاعلام عن دورها في التوجيه والسيطرة على الاغنية على عكس الحال السابق أيام بدايات غريد الشاطئ نفسه لأنه كان فنانا حقيقيا وصاحب رسالة وإلا ما كان استمر في تقديم ابداعاته حتى وقت وفاته وكذلك فنحن نشعر اننا فقدنا علما غنائياً بوفاته وأصبح مكانه شاغراً الان علينا ان نتذكر كلامه ومسيرته وأقول انه اذا كان قد توفي جسداً الا ان روحه وفنه مازالا باقيين حتى وقت وفاته ولن ننساهما ابداً.

فنان متميز

بالفعل لقد حزنت لفقدان زميل وفنان جميل متميز بصوته وأدائه الفني، وأخلاقه بهذه العبارات وعبرت الفنانة الكبيرة حياة الفهد عن رحيل الفنان غريد الشاطئ، حيث تعثرت كلماتها عن التعبير عن المزيد في هذه المناسبة واكتفت بقول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ويلهم آهله الصبر والسلوان.

فنان ملتزم

الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله: قالت كان الراحل فنانا كبيرا بمعنى الكلمة والله يرحمة ويتغمد روحه الجنة ونحن سنفتقده بالفعل بالرغم من انه كان مقل بأعماله في الفترة الاخيرة وأضافت ان الراحل كان رمزا من رموز الاغنية القديمة وكان من الفنانين الملتزمين بالفعل في كل اماله التي قدمها وإنه استطاع ان يرسخ قواعد الاغنية الكويتية الاصيلة في كل مه.€ذهة0مها قائلة اله ً بالراحل على المستوى الشخصي كثيراً لكن على المستوى الفني لم نعمل معاً.

حمل لواء الفن

المطرب الكبير نبيل شعيل تأثر كثيراً وأشاد بماثر الراحل غريد الشاطئ مؤكداً ان الوسط الفني بشكل عام والغنائي بشكل خاص فجع برحيل هذا المطرب الكبير لأنه يعتبر من اعلام الكويت الذين حملوا لواء الفن لسنوات طويلة وتركوا بصمة، وستظل اعماله خالده في وجدان الشعب الكويتي ولن ينساه ابداً ورغم ان الألم يعتصر قلوبنا إلا اننا لا نقول اللهم ارحم فقيدنا وأسكنه فسيح جناتك يا رب العالمين.

سيرته العطرة ستظل حاضرة

الفنان القدير علي المفيدي اعرب عن شديد اسفه وحزنه مؤكداً ان هذا الرجل لا يعوض كفنان وكانسان مشيرا الى مواقف كثيرة سواء على المستوى الفني او الانساني موضحا ان صدمته كانت شديدة حينما دخل الى الاذاعة ووجد النعي مكتوباً على لوحة الاعلانات وتطرق المفيدي الى مراحل مبكرة من حياته مؤكداً انه كان شابا انيقاً يقطر عذوبة ولم يكن مجرد زميل او صديق بل كان اخاً عزيزاً نجده عند الشدائد، وله مواقف نبيلة فمثلاً عندما كنا في ابو ظبي ونعرض احدى المسرحيات وحدث خلاف بين زميلين وفشلت كل محاولاتنا في الاصلاح بينهما الا ان غريد الشاطىء استطاع بدماثة خلقه واسلوبه الفذ الرقيق ان يذيب الجليد ويعيد المياه الى مجاريها واختفلنا جميعا بهذا الصلح وغير ذلك من المواقف، وحقيقة لقد فقدناه كجسد لكن سيرته العطرة ستظل حاضرة بيننا واذا كنا نعزي اسرته ونطلب له الرحمة ولهم الصبر والسلوان فإننا في الوقت نفسه نعزي انفسنا كفنانين والاسرة الفنية بشكل عام «وإنا لله وإنا إليه راجعون»

لا تمل حديثه وطرافته

الفنان القدير سعد الفرج لم يكن يعلم بالوفاة وعندما أبلغته «الوطن» تأثر كثيرا وطلب منا ان نمهله نصف ساعة حتى يتمالك نفسه، ثم اتصلنا به فأوضح انه بادر بعزاء اسرته واهله فور علمه من «الوطن» مشيرا الى انه كان سهرانا معه قبل عدة ايام وتبادلوا الحديث وكان سعيدا بزيارته للامارات حيث استقبلوه استقبالا حافلا وسجلوا معه سهرة وكأنها كانت سهرة الوداع وكنا متواعدين يوم الاحد المقبل على اللقاء فالمصاب جلل واشعر ان جزءا هاما من تاريخ الفن الكويتي رحل برحيل هذا العملاق واتذكر في عام 1962 كانت الكويت تحتفل بأول عيد وطني ونقدم مسرحية من فصل واحد وقد شارك فيها غريد الشاطيء بصوته العذب الجميل في هذه المسرحية واشار سعد الفرج الى انه من نفس الجيل ويتذكر يوم جاء الى حمد الرجيب وهو شاب قوي البنية يرتدي الغترة بدون العقال ويعجب به حمد الرجيب اعجابا كبيرا، ووصف الفرج غريد الشاطئ بانه كان اسما على مسمى فقد كان غريدا في الغناء وفي الحديث وفي جلساته فلا تمل حديثه وطرافته واستطيع ان اقول انه فنان جسد جيلا كاملا في كل شيء نسأل الله ان يتغمده برحمته ويلهم اهله الصبر والسلوان.

نحن أبناء فريج واحد

الفنان الكبير أحمد الصالح نعى الفقيد الراحل موضحا انهما كانا ابناء فريج واحد وتعود معرفته به الى ما قبل احترافه الغناء وانطلاقته الفنية فعلاقته بغريد الشاطئ تعود الى ايام الصبا الباكرة واكد الصالح ان هذا الخبر هو فاجعة بالنسبة للكويتيين خاصة الفنانين فقد اسهم الراحل مساهمات كبيرة في تطوير الاغنية الكويتية بصوته الشجي العذب واعطى للاغنية ما تستحقه من الاهتمام الذي يليق بها موضحا ان الانسان اذا كان يرحل بجسده الا ان اعماله تبقى خالدة وغريد الشاطئ لعب دورا هاما في تاريخ الاغنية بلمساته الفنية الرائعة علاوة على مكانته كإنسان بين اقرانه فالجميع يعرف مدى طيبة قلبه واخلاصه لاصدقائه وفنه.. رحم الله غريد الشاطئ وألهمنا جميعا الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.

لا يتأخر عن الواجب

الفنان محمد المنصور فوجئ بالخبر وأكد ان الراحل غريد الشاطئ كان مطربا من طراز فريد امتعنا بفنه لسنوات طويلة وكان نجما لامعا في سماء الطرب، علاوة على انسانيته فقد كان يتمتع بدماثة الخلق والعفوية والتلقائية وعدم التكلف والتصنع يشارك الجميع في مناسباتهم سواء السعيدة او الحزينة يعرف الواجب دائما ولا يتأخر عنه، وحول المواقف التي يتذكرها أوضح المنصور انه كان زميل دراسة في مدرسة فلسطين بالدسمة وهناك الكثير من المواقف.. وهنا تحشرج صوت المنصور متأثرا وقال: رحم الله «بوعبدالله» كان من الاصوات المتميزة في زمن الستينات والسبعينات ولن ننساه ابدا.

مواليد شرق


الإعلامية أمل عبدالله: انا اعرف المرحوم غريد الشاطئ قبل ان يكون فنانا حيث كنا نسكن في نفس المنطقة وهي منطقة «شرق» وكانت هناك علاقة صداقة تجمع بين والدته ووالدتي لاننا كنا جيرانا، وكان في بداياته يتردد على مركز الفنون الشعبية وخلال هذه الفترة كنت قد كتبت عدة محاولات غنائية واعطيتها لوالدته حتى تفرقت بنا السبل واصبح هو فنانا مشهورا واتجهت انا للعمل في مجال اخر ولكن في كل الاحوال لم تنقطع صلتنا ببعضنا البعض وخلال كل مشواره الفني والانساني عرفته رجلا مخلصا وعلى خُلق وهو انسان بسيط ومحبوب وطوال حياته لم اسمع عنه انه اختلف مع انسان او كان على عداء مع احد وهذا دليل على تمتعه بالخلق العالي ومشاعره السمحاء، حتى عندما كان يشعر بالغبن كان يقول جملة واحدة ولا يزيد على ذلك، حيث كان يقول «حظي جدي» أطلب له الرحمة وعلينا ان نتأسى بما تركه من اثر طيب.

أقوى حنجرة في الكويت

قال الإعلامي صالح الغريب ان اهم ما يميز الفنان غريد الشاطئ انه احد المطربين الكويتيين الذين قدموا الاغنية الكويتية المتطورة مع الحفاظ على اصالة الكلمة واللحن كما ان اهل الموسيقى يتفقون على انه كان صاحب اقوى حنجرة في الكويت ولقد عملت في اعداد برنامج «مسيرة فن» قبل اكثر من عشرة اعوام حيث تحدث عن مشوار حياته وكان يحرص على ذكر جميع اسماء الشعراء والملحنين الذين تعامل معهم حتى الفنانين والشخصيات التي شجعته في بداياته ليشق طريقه الذي اوصله ليصبح احد اشهر المطربين المحبوبين في الكويت.

علاقة أسرية

الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح: من المصادفات الجميلة انني انا ووالدي الراحل الشيخ خليفة العبدالله الصباح تعاونا معه فوالدي تعاون معه في اربع اغنيات هي طبيعي، وانت الحبيب، وارجع لي ويا غلاتي وبالنسبة لي تعاونت معه في عملين الاول «انت الغالي» من الحاني والثاني «حبي الوحيد» من الحان راشد الخضر واضاف الخليفة قائلا تجمعني مع المرحوم عيسى خورشيد «غريد الشاطئ» علاقة اسرية فهو من رواد ديوانية الوالد في قصر دسمان وبدأت معه عام 1993 وبالرغم من صغر سني في هذا الوقت الا انه كان سلسلا جدا في تعامله معي وكان رجلا متواضعا لاقصى حد واختتم الخليفة كلامة قائلا بأننا افتقدنا اليوم غريد الشاطئ جسدا ولكنه سيظل لنا روحا وقلبا ينبض على مدار السنين.

فنان التواصل

وفي كلمات مختصرة عبر بها الشاعر خالد البذال قائلا: ابو عبدالله كان انسانا بمعنى الكلمة، ومع رحيله اقول بان الكويت اجمع فقدت فنانا متميزا، وهو كان من الشخصيات العزيزة على القلب، انه كان من الفنانين دائمي التواصل مع الجيل القديم والحديث.
وانهى البذال كلماته بالدعاء بالرحمة للفنان غريد الشاطئ وهذا قضاء الله وقدره

مسموح


الملحن مشعل العروج: غريد الشاطئ هو استاذنا وقد تشرفت بالدراسة مع ابنائه في مدرسة واحدة ايام المرحلة الثانوية فانا اعرفه جيدا واعرف اهله فهم اناس طيبون واطلب لهم الصبر في فقدانه وكذلك اشعر عندما اصبحت ملحنا فقد تشرفت بثنائه عليَّ في مجال التلحين وكان ذلك من خلال لقاء تلفزيوني جمعه مع الدكتور عبدالله الرميثان وكانت مقدمة اللقاء المذيعة غادة رزوقي وخلال هذا البرنامج قال عني كلام طيب حيث قال انني من الشباب الذين نتوسم فيهم الخير وابناؤه هما عبدالله واحمد وهما في الثلاثينات من عمرهما لا انسى ونحن صغار فقد شدتنا اغانيه وتعلمنا منه الكثير خاصة في اغنياته «مسموح» كلمات بدر بورسلي والحان غنام الديكان و«بتروحلك مشوار» من الحان الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي واغنيات اخرى كثيرة وخلال هذه السطور اوجَّه دعوة الى الدولة ان تكرم هذا الفنان التكريم اللائق به وبمكانته وان يكون التكريم رسميا له ولعائلته كأن يطلق اسمه على شارع او على مسرح وانا اقول انني تلميذ في مدرسة غريد الشاطئ هذا الفنان الكبير في خلقه وفنه وفي انسانيته.

قيادي وطني

وتحدث النجم داود حسين قائلا الفقيد الراحل كان معي في بداياتي عندما كنت في مسرح الفنون مع الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا وكنت دائما الالتقاء به وكان معي في فترة الغزو ايام تقديمنا مسرحية «ازمة وتعدي» بالقاهرة وهي من تأليف محمد الشرود واخراج نجف جمال حيث شارك الراحل معنا في هذا العمل الوطني بأغنية واضاف داود كان بالنسبة لي أخا اكبر بالفعل ولمست منه الجانب الانساني عن قرب ايام القاهرة فكان قيادي وطني من الدرجة الاولى فكان يحرص على الالتزام بالبروفات وكان يشجعنا دائما على الاجادة حيث كان يعتبر هذا العمل ليس عملا فنيا عاديا وانما هو عمل ننقل من خلاله صورة الكويت وازمتها للعالم اجمع واضاف حسين بانه كان عاشقا للكويت وترابها واضاف داود بانه عرف الفنان الراحل بشكل كبير وعن قرب من خلال احدى حملات «الحج» منذ عدة اعوام حيث ادينا مناسك الحج معا وكان الراحل مثالا للانسان الملتزم والمتدين الذي يحب الخير للاخرين الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته.

تاريخ النشر: الاحد 27/11/2005

موالى
11-27-2005, 04:42 PM
الله يرحمه برحمته الواسعة ويغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لن انساه وانا طفل صغير وهو يصلى بالمسجد ويحافظ على الصلوات ، والله ارحم الراحمين .
نعزى عائلته الكريمة بهذا المصاب الجلل
انا لله وانا اليه راجعون

موالى
12-03-2005, 10:51 PM
عبدالحسين عبدالرضا: في موت غريد الشاطئ أشعر بقسوة أكثر من يوم وفاة شقيقتي أم عبدالله

http://www.alraialaam.com/03-12-2005/ie5/spec3.jpg


حوار - ليلى أحمد

في مساء بلغ فيه الزمن الساعة السابعة والنصف، زار النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا منزل الفقيد غريد الشاطئ، وهو يتصل به بصلة قربى، اذ انه ابن عمه، وأيضاً زوج شقيقته الراحلة معصومة عبدالرضا التي انتقلت الى رحمة الله سنة 2000، ويعتبر عبدالحسين الفقيد الراحل رفيق دربه، يكتمل معه في اتجاهه للغناء، وهو اتجه للتمثيل إلا أن التعامل الفني بينهما فيه من تاريخ مشترك.

كان الفنان عبدالحسين عبدالرضا في زيارة يقدم العزاء لنساء العائلة من بنات الراحل وزوجات الابناء والمقربات من بنات العمومة والخالات,, وهو يلتقيهم بعد انتهاء ايام العزاء الثلاثة التي وقف فيها يتلقى واجب العزاء مع ابناء الراحل في حسينية معرفي بمنطقة مشرف.
جميع سكان البيت أقبلوا على عميد العائلة ليتلقوا منه العزاء وقبلوه على وجنتيه ورأسه فقدم لهم مشاعر المواساة في عزائهم بمصابهم الجلل.

«الرأي العام» انفردت بالنجم عبدالحسين عبدالرضا الذي تحدث عن ذكرياته مع الراحل ابن عمه، وجعلناه يسترسل في شريط ذكرياته ولم نقاطعه الا حينما استدعت ضرورات المهنة ذلك,, بدأ في سرد ما جمعهما عائلياً وفنياً,, وقال:

كنا في بداية الستينات نجتمع في بيتنا بمنطقة القادسية مع أخي أمير - رحمه الله - الذي كان عازفاً قديراً على العود، وأنا ألزم له، وعيسى (غريد الشاطئ) يغني أغاني عبدالوهاب - بيتنا فني ابتداء من الوالد - رحمه الله - الذي كان يملك فرقة من البحارة يغنون ويستخدمون الطبل كإيقاع، كان عيسى يملك صوتاً جميلاً، وحساسية طربية عالية في الاداء,,, فنقدم في تلك الفترة وكانت بداية حركة الفنون والثقافة بالبلاد، وتقدم الى لجنة الاستماع بالاذاعة، لتمنحه تصريحاً بالغناء كان عيسى ينسف الغترة ولم يكن قد ارتبط بشقيقتي - رحمها الله.

ايامها - أكمل عبدالحسين - كان نجم شادي الخليج قد برز في أغنيته «لي خليل حسين» وهذا ما شجع عيسى ليتقدم للجنة الاستماع، وكان - رحمه الله - يشعر ان اسمه غير فني,,, عيسى خورشيد عوض، بينما لدى مطرب نفتخر به هو شادي الخليج، اذكر,, ان اسمه الفني غريد الشاطئ كان من اقتراح الراحل - حمد الرجيب.

,, ليس نبتاً عشوائياً,, قال عبدالحسين، كانت له سمرات في فريق الكشافة عدا عن سهرات بيتنا بالقادسية,,.
وعما يختلف بشخصيته عن شخصية نجمنا الكبير قال النجم عبدالحسين,, شخصياً نختلف كلية عن بعض، فهو جداً مسالم، يحب الفن للفن، حتى من يؤذيه لا يرد على الأذى بالمثل مع انه ايضاً يتمتع بخفة دم، فقد كان يشكل مع شقيقتي ام عبدالله «كوبل» ثنائي ويقدمان في جلسات العائلة حوارات كوميدية.
أذكر انك، قلت لي عن والديك كذلك,, اذ كان يشكلان ثنائياً منسجماً,,, وكوميدياً,.
- صح,,, عيسى وزوجته كان كذلك، وقد افتقدها كثيراً حيث رحلت عن دنيانا سنة 2000.

هو مسالم وهادئ,, وأنت,.
- أنا نار وشرار,, عكسه تماماً,,, والدتي رحمها الله بعد وفاة والدي، تكفلت بتربية 14 أخا وأختا,, وكلنا «كثران» وامي تربيتها عسكرية,, ابوي كان عصبيا ايضاً، بينما عمي والد عيسى هادئ جداً وهو ما ورثه المرحوم غريد,, بينما اسرتنا,, أمي وابوي واخواني وكل اللي بالبيت كباريت,, «أنا ابق بسرعة,, كلش ماني مثله».

كانت لك فرصة التعامل معه في اعادة توزيع الأغنية اللبنانية «بتروحلك مشوار» للكبير وديع الصافي,,, وقد ضربت الأغنية جداً,, حدثني عن ظروف نشأة الأغنية وحتى نجاحها الصاعق.
- الشيخ جابر العلي - رحمه الله - حينما كان وزيراً للإعلام طلب مني توزيع أغنية «بتروحلك مشوار»,, وهذا الرجل لم أكن أعرف ان أرد له طلباً، فكرت بالاستعانة بإيقاعات فرقة المعيوف البحرية، وبالاستوديو (يبتسم للمرة الأولى)، كنت بالاشارة والحركات أشير للعازفين، وعيسى كان يضحك لكنه ادى الأغنية وضربت بشكل غير عادي.

افتقده جداً,.
يشعر الفنان عبدالحسين بافتقاد كبير للراحل الفريد قال: هو فنان ذو صوت فذ وله تراث جميل، ولا أخفيك أن اشعر بالحزن لوفاته اكثر مما شعرت ابان وفاة اختي ام عبدالله، ذلك لأن غريد كان يلازمني بالحياة والفن.
ماذا تعتقد كان ينقص الغريد الراحل، ليكون متواصلاً مع أجيال عدة,, بدلاً من انزوائه بعد تجاربه الناجحة في الستينات والسبعينات,.

- «تنهد»: عيسى كان فناناً فقط، يحب الفن للفن، وتعلمين,,, اكو تاجر واكو فنان، الفن اليوم تجارة فنية ويحتاج الى تمويل، وقد عرضت عليه أكثر من مرة تمويلاً ليشتري الاشعار ويتفق مع الملحنين «علق»,,, شفتي الفن كله فلوس وتجارة!!,,, وهو لا يجيد فن ادارة نفسه، لا يعرف ان يبروز نفسه، وكنت اضرب له مثلاً بالفنانين عبدالكريم عبدالقادر ونبيل شعيل وعبدالله رويشد هم تعبوا على أنفسهم عملوا في ظروف شحيحة الأهم انهم عملوا ولم يتوقفوا,, لذا استمروا وحصدوا النجاح,.
اذن,,, رفض تمويلك له؟

- طبعاً,, أولاً هو خجول جداً، ولا يعرف ان يبحث عن الشعراء المميزين، ويختار الملحنين الجيدين,, هذه تركيبة شخصيته.

اغني فيسلطن
في حوار ذات مساء على مسرح الدسمة، كنت أسأل الراحل عن غيابه فقال لي: انا ما أعرف اعرض نفسي على شركات الانتاج
- صح,, نفسه عزيزة جداً,, مع انه لو وافق على تمويلي له، فسيكون الموضوع في مصلحته كنت أشركه في المقدمة الغنائية «قاصد خير»,, وأضاف له,, لم يقل يوماً لي: شغلني وياك,, مع انه صوته مميز,, بس ما يعرف يعطي نفسه قيمة فنية,, هل تصدقين.
اسمعك,.
- في جمعاتنا العائلية في بيتي بمنطقة سلوى، لو ما أتحرش به، ما يتحرك,.
كيف تحرشت به؟
- تعرفين اني «ماني» مطرب,, أتحرش به بالغناء وأكيد لا أؤدي مثله فأغني أغنية الحلوة «مسموح»,,, فمن غيرته يسلطن ويغني,,, ولدي تسجيل نادر يغني به هو وحسين جاسم وأنا,, تغني مجموعة من الأغنيات وهي مازالت عندي، سأسمعك اياها ذات يوم,,, وأيضاً لا تنسى,.
ماذا لا أنسى,,,؟
- ان الجيل السابق مثل سعود الراشد، عوض الدوخي، عثمان السيد، عبدالحميد السيد، مصطفى أحمد,، حسين جاسم كلهم فنانون فقط، لا حس تجاريا لديهم، لذا انزوا بعيداً,, ولا أحد يسمع بهم الا من يبحث عن أغنياتهم القديمة.
حار وبارد,,.
أنت ايضاً كافحت حتى أصبحت نجم النجوم؟
- انا تركيبة شخصيتي مختلفة، ففي الوقت الذي يتسم الراحل بالوداعة,,, ولا يملك قدرة على اتخاذ موقف مهما أسيء اليه، أن عكسه,,, مواجه,, و«أبق»,,,, مومثله,.

موالى
12-03-2005, 10:52 PM
آخر نقطة بالحياة

احمد 30 عاما الابن الثاني للراحل غريد الشاطئ قال عن اخر لقطات الحياة لوالده الراحل، في العاشرة قلت له سأخرج لملاقاة اصدقائي على القهوة ابتسم لي وقال: الله وياك,,, بعد ساعتين عدت وذهبت لاطل عليه، وكانت عادته ألا يغلق باب غرفته إلا حين نومه، وهو لا ينام الليل، «قطيت» اذني على باب الغرفة فسمعت القرآن عبر الإذاعة فذهبت لغرفتي وجلست على الكمبيوتر، بعد ربع ساعة فتح الباب، كان يتنفس بصعوبة، ويصرخ من ألم في صدره، دعوت اخوتي لتحضير السيارة ولاصطحاب والدي لمستشفى مبارك، في السيارة كان يجلس قربي وفي المقعد الخلفي شقيقي علي، فتحت الشبابيك لكي يتمكن من التنفس اكثر، بين بيتنا في اول منطقة سلوى ومستشفى مبارك مسافة قليلة، كان يشعر باختناق اكثر، ويصرخ ويضرب «الطابلون» بيده، كنت امسك بيده واطلب منه ألا يتركنا,,, ضرب الطابلون بقوة اكثر وانحنى ثم عاد للخلف,,, لم اكن قادرا على قيادة السيارة,,, شيء خيالي، والدي حبيبي في النزع الاخير من الحياة اخر كلمة قالها:

يا الله,,, واغلق فمه كان علي شقيقي يمسح على صدره، ولم يكن امامي إلا دقائق واصل لمستشفى مبارك إلا اني رأيت رجله اليمنى تهتز بعنف وقوة,,, ثم سكت للأبد,,.


يقول احمد: ابوي مات بيدي!!,,وصلنا الى المستشفى فحملوه على السرير النقال حتى غرفة الانعاش، كان عندي القليل من الامل حين وضعوا له اجهزة تنفس اصطناعي بس,,, للاسف,,, خانه قلبه,,, وتوفي بعد ان رفعوا اجهزة التنفس «واشرطة قياس القلب، تسربت البرودة لجسده اقل من نصف ساعة فصلت حياة والدي الحبيب امام عيني وحتى مماته,,.

موالى
12-03-2005, 10:55 PM
«الرأي العام» في منزل الفقيد ... حاضر في حسرة الغياب

http://www.alraialaam.com/03-12-2005/ie5/spec4.jpg

ما انطباعات الأبناء عن الراحل الغالي,,, كيف يرونه,,, وما الذي لا ينسى أثناء حياتهم معه,,, وفي لحظاته الأخيرة؟
اتفق جميع الابناء والبنات ان بابا عيسى كان مظلة حنان على رؤوسهم، خصوصاً بعد وفاة والدتهم أم عبدالله,,, وكان لديه حس كبرياء وكرامة عالية، لا يريد ان ينشغل اي احد به، لذا,,, كان نادر الشكوى.
الراحل لديه سبعة من الابناء، اربعة بنات هن: ذكريات، ايمان، امل ثم رابعة,,, وثلاثة من الأولاد هم: عبدالله، احمد وعلي.

ذكريات الاستاذة التربوية في رياض الاطفال هي باكورة العائلة تقول: جل اهتمامي ان اكون مع زوجي ابوعلي واسرتي الصغيرة نموذج، كما تربيت عليه في بيت اسرتي، فعلاقة والدي بوالدتي كانت مثالية من حيث التوافق وتوزيع ادوار الحياة فيما بينهما,,, كانا شخصين تتولى امي ادارة الحياة مع الاولاد والبيت، ولم تكن تغضبه في شيء، وتهتم بهندامه وأناقته اثناء رغبته في الخروج من البيت.
أنا مثل امي، ادير شؤون اسرتي الصغيرة، من اهتمام بكل التفاصيل,,, الآن أتذكرهم واشعر بالحزن لأن غيابهما هما الاثنان من حياتنا يشعرني باليتم.

تكمل ذكريات ذكرياتها: ما زلت اتذكر كيف تحمل والدي اعباء حياتنا بعد وفاة الوالدة,,, واذكر انه كان يسهر طوال الليل، يخاف ان ينام، يصلي ويقرأ القرآن أو يشاهد التلفزيون حتى ىحين موعد صلاة الفجر فينام.

قبل وفاة الوالد الغالي شعرت بأكثر من علامة تنبئ بقرب رحيله، ومنها ان والدي يعطي في كل عيد لجميع الاحفاد مبلغ 5 دنانير كويتية كعيدية، هذا العيد منح الجميع 10 دنانير، كأنه يمنحهم عن عيدي الفطر والاضحى الذي لم يحن موعده بعد.
الاشارة الثانية ـ تستطرد ذكريات حديثها ـ اني حلمت بأمي وشاهدتها وهي تمسك بيد والدي وتذهب في طريق بعيد.

كان أبي حنوناً بلا حد، ويكتم في قلبه، حضوره خفيف على قلوبنا جميعاً، وكان كثير التوصية بأن نبقى كاخوة واخوات ملمومين على بعض، في الايام الاخيرة اكثر من هذه التي اعتبرتها اشارة، توصية! الاكيد اننا جميعاً سنفتقد بابا عيسى الذي كثيراً ما كان يزورنا و«يبات» عندنا في بيتنا بمنطقة السرة.
كانت ابنتي انفال تموت فيه، فعندما يحضر الى البيت، كانت تدعو جميع اخوتها لاستقبال بابا عيسى والاستماع الى قفشاته وحلو حديثه,,, ختمت ذكريات حديثها بالقول انها حتى هذه اللحظة وبعد مرور اربعة ايام على وفاته لا اصدق انه تركنا ورحل.

حديث الحفيدات
فاطمة (18 عاماً) حفيدة الراحل من ابنته ذكريات تستعد للدراسة في المعهد التجاري قالت عن جدها: انه شخصية كوميدية ـ رحمة الله عليه ـ سمعت فهد الزايد وهو يغني اغنيته مسموح، حلو,,, بس مو احلى من صوت جدي، زميلاتي بالمدرسة الثانوية كانوا يعرفون انه جدي ويحبون صوته، يحب جدي اختي الكبيرة انوار، كان بالمستشفى قبل اسبوعين من وفاته وعليه كمام الاكسجين ومع هذا يسأل عنها وكان يحب ابنها عبدالله، بنت انوار الجديدة اسمها فاطمة,,, رحمه الله كان كثير السؤال عن دراستي.
الحفيدة مريم (14 عاماً) ابنة ذكريات ايضاً في التاسع المتوسط قالت: حين ولدت كان اسمي «عائشة» إلا انه أسماني مريم تيمناً باسم والدته الراحلة.

اثناء مرافقته لنا الى الشاليه، يقعد معانا بالحديقة ويحكي لنا مواقف تضحكنا, اخذنا مرة الى المركز العلمي ولدينا تصوير فيديو لهذا اليوم, وكنت في طفولتي انام في العطلات الاسبوعية في بيت جدي، فكان يصطحبني مع جدتي الراحلة للاسواق.

زينب (16 عاماً) ابنة ايمان تدرس في الصف الثاني الثانوي, تقول عن ذكرياتها مع جدها انها كثيراً ما كانت تطلب منه ان يغني لها اغنية «مسموح» واتذكر علاقة جدي بجدتي دائماً الغشمرة بينهما دايرة.
حسين كمال هو زوج الابنة الكبرى ذكريات، يعمل في مكتب النائب عبدالواحد العوضي وهو من المقربين جداً لقلب عمه الراحل,,, قال: بدأت علاقتي بعمي عندما طلبت يد ابنته الكبرى في سنة 1989، واكتشفت ان لديه قلب طفل يستشيرني في كل شيء وفي يوم قبل وفاته اعلن لي عن رغبته في ان اصطحبه الى البحرين وتحديداً لشارع الشيخ عبدالله,,, وقال بوعلي انه يتمنى ان يختصر اقواله في مواقف عدة عن عمه الراحل عيسى خورشيد.

كنت حين ازوره في البيت ونجلس في الصالة الكبيرة الموجودة بالسرداب اطلب منه ان ينادي على أي احد,,, عندما ينادي اتمتع بالقرب الصوتية عنده، ومع الصدى في السرداب تطلع اصالة خامة صوته، عندما يكون احد قريباً يعطي صوته منادي واطي، وإذا أحد بعيد يعطي عالي، اريد ان اقول ان صوته عذب وقوي بالفطرة واشعر بخشوع غير عادي عندما يؤذن لصلاة الفجر,,, اشعر ان صوته يخرج من اعماقه السحيقة فيؤثر بالمستمعين.

صارع عمي خمس سنوات في الحياة بعد وفاة عمتي ام عبدالله التي تركت عليه حملاً ثقيلاً، وهو الذي كان يعتمد عليها، اغنيته مسموح تعبر عن عاطفته الجياشة,,, كلمات الاغنية «مسموح لو انك علي زليت,,, واللي يحب يتأثر»,,, هو فعلاً يتأثر بكل شيء,,, وأقول له: هنيئاً لك (بكى) وبعد صمت قال بوعلي: عمل لدينه ولآخرته بتوازن دقيق,,, رجل صادق ونظيف وموفي دينه كل التزاماته.
موقف آخر اذكره في اغنية «يا بنت روحي» التي تم تصويرها في بيت شعر، كانت الموديل ترتدي البرقع قالت له زوجته: اكيد هذه تعرفها وما تبيني اعرفها من جذيه لبستها برقع,,! كذلك عملت الراحلة عمتي خلافاً بسيطاً في اغنية «يا حلوة يا قمرية» لغنائه لموديل تقف في البلكونة.

موقف حزين

ختم بوعلي ذكرياته بأنه كان في الشاليه مع زوجته والأولاد وأراد عمه الراحل مفاجأته بزيارة مفاجئة مع عمتي، وقد اعدت لي «جدر مربين»,,, وكنت جائعاً الا ان ام علي تصبرني ان والديها في الطريق، وكانوا على الهاتف مع زوجتي ذكريات، وبعد اقل من نصف ساعة جاءنا اتصال والا الخبر عن عمتي التي فاضت روحها الى بارئها,,, كانت صدمة كبرى، عدنا في الشاليه وجدت استعداداتها والجدر ملفوف بقطعة قماش وعمتي ـ رحمها الله ـ توفت,,, كانت صدمة شديدة، فقبل اقل من ساعة كانت معنا على الهاتف.

قتلوه
عبدالله عيسى خورشيد (34 عاماً) صورة طبق الاصل عن والده شكلاً وسلوكاً وايضاً اناقة,,, قال عن والده: كنت أول الابناء الذكور، وكان يخاف علي جداً، وحريص جداً على مواعيد خروجي وعودتي الى البيت، كان أكثر من صديق لي,,, وكان يقول لصديق له: إذا تبي تشوف عيسى في شبابه ايام السبعينات طالع ولدي عبدالله,,, أنا وأبي نفهم بعضنا من دون كلام,,, يقرأني من عيوني! وحين تزوجت اصر ان اعيش معه بالبيت وكذلك حرص على ان تكون شقيقتي رابعة معنا، وايضاً أمل وزوجها.

قال عبدالله: والدي كان «مركب» دعامات لقلبه مثل خالي عبدالحسين، وكان يفترض ان يجري عملية قسطرة لأن شرايينه مسكرة، بس مع الأسف اعطوه موعداً لعملية القسطرة في 6/12 ولأن الموعد بعيد طلبت ان اسافر به الى اميركا الا انه رفض وقال: اريد ان اكون بينكم إذا حصل لي شيء!
أنا اعتبر انه بعد موعد العملية على الرغم من ان ازمة ضيق النفس تأتيه في كل وقت، جعلت والدي يتوفى دون ان يحين الموعد,,, كم انسان يموت بسبب هذه المواعيد المتأخرة، وحججهم انه لا توجد اسرة كافية، هل نحن في دولة الكويت التي وصل برميل النفط بها الى مستوى لم يحصل قبلها أم في دولة فقيرة يموت مواطنوها ببلاش!

بعد صمت
هدأ عبدالله بعد فترة وقال اشكر الشيخ احمد العبدالله وزير الصحة الذي طلب إعداد أوراق والدي لأخذه الى اميركا وكان شخصياً يتابع الموضوع,,, الا ان والدي هو الذي ربما شعر بقرب منيته وأراد الموت بين أولاده.

في ليلة وفاته شعرت بانهيار تام,,, ذهب بسهولة لم أتوقع ان يتوفى بهذه السهولة، هذا بوعبدالله حبيب الكويتيين، قدم الكثير في حياته ودليل محبة العالم له، يوم التشييع في جنازته وحتى حضور الجميع لمجلس العزاء.
مؤذن المسجد
الجانب الآخر الذي لا يعرفه الكثيرون كما قال عبدالله ان شيخ مسجد معرفي في منطقتنا طلب من والدي ان يؤذن بالمسجد قال له: صوتك قوي,,, ومنذ خمس سنوات.

في النهاية اراد عبدالله ان يشكر سمو الشيخ سعد العبدالله ولي العهد، وسمو الشيخ صباح الاحمد وسمو الشيخ سالم العلي ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وجميع السادة الشيوخ والوزراء والفنانين والمواطنين الذين لم يتخلوا عنه في لحظة واحدة.
رابعة هي الابنة الصغرى موظفة في شركة الاتصالات قالت: اكثر ما سأفتقده بغياب الوالد هو حنانه وسؤاله الدائم عن احوالي,,, وأنا كنت في العمل أو النادي فهو دائم الاتصال بي إذا تخانقت مع ابني فيصل كان ابني يلجأ له وأنا لا رفض لوالدي ـ رحمة الله عليه ـ طلباً.

تقول رابعة: أنا اكثر اخوتي شبهاً بوالدتي شكلاً وموضوعاً حتى في مشيتي وطريقة ادارتي للبيت، وكان كثيراً ما ينظر اليّ ويشرد,,, وعندما انبهه بوجودي يقول اني اذكره بأمي,,, تكمل رابعة ان جو والدي ووالدتي كان كوميدياً, لدينا في البيت شريط مسجل يغنيان دويتو لأم كلثوم، كان صوت امي جميلاً في السنتين الأخيرتين وصل لحد الزهد وكان يقول لي: عقب عين معصومة (امي) ماكو شي يسوى.
والصراحة ـ كما تقول رابعة ـ ان اخي عبدالله وأنا كنا نقول له تزوج لكي يخفف احساسه بالوحدة، فيرفض تماماً الفكرة من اساسها.

وتكمل رابعة ان والدها الراحل كان يحب احدث اجهزة الموبايلات وانا اتولى شراءها له، واسمعه احدث الرنات، يهز رأسه ويطلب اعادة الرنة ويدندن معها,,, هاتفه الأخير ـ كما تستطرد رابعة ـ في غرفته، قررنا ترك الغرفة كما تركه,,, الراديو ما زال على اذاعة القرآن الكريم، ساعة يده,,, موبايله على الكوميدينة عند سريره,,, ولن انسى في حياتي منظره وهو في غرفة الانعاش بمستشفى مبارك وهم يحاولون إفاقته ولن أنسى ما حييت منظره وهم يغطونه تعبيراً عن نهايته في هذه الحياة.