المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيستاني يرفض دعوات بإصدار فتوى لقتال الأمريكيين



مجاهدون
08-18-2003, 06:22 AM
ومجلس الحكم يرفض دعوة موسى لزيارة الجامعة

عواصم ـ وكالات:

نقلت مصادر مقربة من الحوزة العلمية عن المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني قوله ان الولايات المتحدة «ترفض ان تعترف بانها غير قادرة على السيطرة على الوضع في العراق وعلى اعادة الاعمار» وانه اي السيستاني يتلقى يوميا عشرات الشكاوى من العراقيين تطالبه باصدار فتوى تدعو لقتال الأمريكيين لكنه يرفض ذلك مؤكدا «ان هذا الرفض لن يستمر الى الأبد».
وبثت قناة «العربية» الفضائية الليلة الماضية رسالة منسوبة الى عزة ابراهيم الدوري نائب رئيس ما كان يسمى «مجلس قيادة الثورة» في النظام المخلوع يتوعد فيها الأمريكيين بالثأر لمصرع عدي وقصي.

ومن ناحية ثانية، رفض مجلس الحكم الانتقالي العراقي امس دعوة امين عام الجامعة عمرو موسى لزيارة مقر الجامعة بصفة الاعضاء الشخصية وليس بصفتهم ممثلين عن العراق، وقال عضو المجلس نصير الجادرجي ان «الدعوة يجب ان توجه بشكل رسمي وعلى مستوى رئاسي وان اي شيء غير ذلك مرفوض». وجاء ذلك تزامنا مع تصريحات لرئيس المجلس ابراهيم الجعفري اثناء مؤتمر صحفي في أبوظبي امس أكد خلالها ان زيارته الحالية لدولة الامارات تأتي في سياق حرص المجلس على توطيد العلاقات مع الدول العربية والارتقاء بها وللتعريف بما حدث وما يجري حاليا من تطورات للاستقرار في العراق. وقال «نحن مع كل الدول العربية ونسعى لمد الجسور معها لأننا نتحدث عن قضية عادلة.. ونأمل ان يطور عمرو موسى مواقفه بصورة أكبر» مشيرا الى ان قرار مجلس الأمن رقم 1500 «خطوة إلى الأمام لكنها لا تحقق امال وطموحات العراقيين».

وردا على سؤال حول تضارب المواقف بين التحالف ومجلس الحكم الانتقالي حول تشكيل الحكومة العراقية.. قال الجعفري «نحن نعتقد ان الزمن الذي يتحدث عنه الحلفاء غير الزمن الذي نتحدث عنه ونحن نعمل على الاستجابة لحاجات العراق والتحرك على أربعة محاور الأول وهو مجلس الحكم باعتباره الطرف الأول والثاني الأمم المتحدة التي لعبت دورا جيدا ونأمل مواصلة هذا الدور مع مجلس الحكم والثالث للتنسيق بين مجلس الحكم وقوات التحالف باعتبارها أمرا واقعا والرابع وهو الحالة الوطيدة بين الشعب العراقي ومجلس الحكم.

وأضاف الجعفري ان الحكومة المقبلة لن تشمل أي وزير ارتبط بالنظام المخلوع وان اللجنة الخاصة بالدستور ستجتمع اليوم الاثنين لاعداد ورقة عمل وأشار الى ان مجلس الحكم يولي أهمية قصوى للوضع الأمني وانه شكل لجنة قضائية من 25 شخصية للتحقيق في جرائم صدام حسين ونظامه في قتل الأبرياء والمقابر الجماعية وعمليات التعذيب.

وكان الجعفري وصل إلى أبوظبي في وقت سابق أمس في جولة أكد انها تشمل أيضا... البحرين ودولة الكويت والأردن وانه تلقى دعوات لزيارة إيران وتركيا وروسيا واسبانيا ورومانيا وعقد عقب وصوله الى أبوظبي محادثات مع الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء الذي كان باستقباله في المطار.
وعلى صعيد الوضع الامني في العراق فقد اصيب اربعة جنود امريكيين بجروح في بغداد وبلد فيما تعرض انبوب نفط كركوك تركيا الى عملية تخريب ثانية خلال ثلاثة ايام كما تم تفجير انبوب ماء يغذي زهاء 300 الف شخص في بغداد بقنبلة يدوية.

وكشفت قناة العربية الفضائية مساء امس عن رسالة منسوبة الى «نائب مجلس قيادة الثورة» السابق في العراق عزة ابراهيم الدوري يتوعد فيها بالثأر لعدي وقصي صدام حسين.
وحملت الرسالة المكتوبة بخط اليد تاريخ الثلاثين من شهر يوليو الماضي وهي الاولى المنسوبة الى هذا المسؤول العراقي السابق منذ سقوط النظام العراقي في التاسع من ابريل الماضي.

وجاء في الرسالة «لن تقر لنا عين ولن يهدأ لنا بال حتى نثأر لعدي وقصي».
وبدأ الدوري الرسالة متوجها الى الرئيس المخلوع صدام حسين «القائد المؤمن المجاهد» قائلا «لقد أقسم العراقيون اليوم صغارا وكبارا على الثأر لأميري الجهاد والاستشهاد فنحن وأبناؤنا فداء لك ومن خلالك للوطن العزيز».
ويذكر ان عزة الدوري على لائحة الأشخاص الـ 55 المطلوبين لقوات التحالف على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي وشعوب دول الجوار.
وفي محاولة للكشف عن المخربين من اتباع صدام حسين لجأ الجيش الأمريكي الى «حيلة جديدة» حيث اعد ملصقات تحمل صورة وجه صدام على صور لنجمات ونجوم من هوليوود «لاثارة غضب هؤلاء وكشفهم».

والى جانب تركيب صورة لوحة صدام على صورة للممثلة زازا جابور هناك ملصق لوجه صدام على صورة للنجمة ريتا هايورث واخر على هيئة نجم الروك الامريكي الفيس بريسلي ورابع له على هيئة نجم الروك البريطاني المولد بيلي ايدول.
وقال الليفتنانت كولونيل ستيف راسل ضاحكا بينما كان يستخرج مجموعة من صور صدام ساخرة من على موقع على الانترنت «سنفعل شيئا مخادعا بهذه (الملصقات).. معظم الاهالي سيحبون هذه الملصقات وستضحكهم. لكنها ستثير ضيق الاشرار مما يجعل من السهل علينا معرفتهم».

وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها امس ان العراق يشهد حاليا نوعا من التنسيق بين العناصر المناوئة للتحالف من الاقلية السنية والاغلبية الشيعية يتمثل فيما يقدمه رجل الدين السني احمد قبيسي من دعم مالي ومساعدات الى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر «الامر الذي يسبب قلقا للمسؤولين الامريكيين».
واوضحت الصحيفة انه على الرغم من ان مدى هذا التعاون يتسم بدرجة من الغموض الا انه من الناحية الايديولوجية والعملية يمثل التقاء في المصالح بين الشخصيتين اللتين لم يتم اختيارهما ضمن اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق.

وتعبر الحوزة العلمية في النجف المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق بشكل يزداد وضوحا عن نفاد صبرها مع التظاهرات الشيعية ضد قوات الاحتلال في بغداد وجنوب العراق. غير انها لا تزال تدعو الى التهدئة.
وقال ابرز المراجع الدينية الشيعية في العراق واحد المرجعيات الاربع في مدينة النجف المقدسة اية الله علي السيستاني لوكالة فرانس برس ان «امريكا لا تريد ان تعترف بأنها غير قادرة على السيطرة على الوضع وعلى اعادة اعمار العراق».
واوضح اكرم الزبيدي (42 سنة) ان «السيستاني قال ان (عشرات الشكاوى تصلنا كل يوم من العراقيين تطالبنا باصدار فتوى تدعو الى قتال الامريكيين ونحن نرفض، غير ان هذا الرفض لن يستمر الى الابد)».

من جهته دعا مرجع آخر هو آية الله محمد سعيد الحكيم الى الحفاظ على الهدوء.
وقال نجله محمد حسين الحكيم (43 سنة) «ننصح عموما بالتحلي بالصبر وان كانت قوات الاحتلال لم تف بوعودها».
واعرب عن اسفه لمقتل عراقيين في مظاهرات الجنوب وفي مدينة الصدر في بغداد.
اما مقتدى الصدر نجل اية الله محمد صادق الصدر والذي يلقي خطبا متشددة اللهجة في مسجد الامام علي بن ابي طالب في الكوفة المحاذية للنجف فانه يحتج على سلطة الحوزة العلمية التي يعتبرها تقليدية.

غير ان الحكيم اوضح ان «المرجعية تتكون من علي السيستاني ومحمد اسحق فياض ومحمد سعيد الحكيم وبشير النجفي». واشار الى «تنسيق بين هذه السلطات حتى لا تتعارض الآراء(...) بدأ مع انطلاق الحرب ولا يزال مستمرا حتى الآن».
من جهته دعا نجل اية الله بشير النجفي، علي النجفي الى رحيل القوات الامريكية لكن من دون عنف. وقال «لقد جاءوا لاحتلال العراق وليس لتحريره وعليهم سحب قواتهم والرحيل بشكل سلمي».

غير ان المراجع الاساسية في الحوزة العلمية رفضت الدعوات لتولي حكم البلاد بعد تبين عجز الادارة الامريكية البريطانية.
وكان مقتدى الصدر قال في خطبة الجمعة «الآن وبعد ان تبين عجز القوات الامريكية يجب على الحوزة ان تتولى مقاليد الحكم».
ورد الزبيدي بالاشارة الى ان «الامام السيستاني قال اننا لا نريد ان تتولى المرجعية مباشرة تسيير شؤون البلاد كما وقع عقب الثورة الايرانية».
ورفض ممثلا الحكيم والنجفي بشدة الفكرة.

وقال محمد حسين الحكيم «المرجعية لا تريد ان تتولى السلطة السياسية في البلاد بل فقط السلطة الروحية والدينية والمرجعية هي التي تنير درب الطائفة الشيعية وليست الطائفة الشيعية التي تصدر لها تعليمات».
وقال علي النجفي من جانبه «حان الوقت ليتبع الشعب المرجعية وليس لمطالبتها بقيادته».

غير ان ممثلا لمقتدى الصدر هو رياض النوري (32 سنة) اكد اهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به السلطة الدينية. وقال ان «الشارع العراقي يتبع اوامر الحوزة التي يمثلها مقتدى الصدر»، مؤكدا ان «الاوامر يجب ان تنبع من الحوزة».
غير ان النوري دعا بدوره الى استخدام «الوسائل السلمية» لانهاء الاحتلال.
واشار الى مواجهات الاربعاء في مدينة الصدر ببغداد، قائلا ان الامريكيين «حاولوا نزع علم المهدي وشاهدوا الارض تشتعل تحت اقدامهم».