زوربا
11-26-2005, 03:47 PM
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/11/26/1226171.jpg
الجزائر - رمضان بلعمري - العربية.نت
يعتبر الروائي الطاهر وطار هو واحد من القامات الجزائرية والعربية التي صنعت لنفسها مكانا في سماء الأدب العربي الحديث ، وفي هذا الحوار الذي خص به" العربية. نت" يعود وطار إلى جائزة الشارقة التي منحت له مؤخرا بباريس كما يكشف فيه عن ميوله إلى الثورة على الأنظمة العربية التي لا تنفع معها المسالمة ، فضلا عن أسباب إطلاق لحيتة، قبل أن يقرر التخلص منها على حين غرة.
** بداية كيف تصف أحوالك وأنت تشق طريق الحياة في عقدك السابع ?
- الحمد لله ،مهما كان الأمر فدخول سن السبعين هو نقطة تحول في حياة الإنسان تجعله ينتبه لكل حركة يأتيها ولكل موقف يتخذه ولكل كلمة يقولها كما يبعث هذا السن في النفس التردد.
**ما بال المثقف الجزائري تراجع إلى الصفوف الخلفية ليحتل مكانه السياسي وربما الأمر ينطبق على المثقف العربي عموما
- ربما العكس هو الصحيح ، فظروف المبدع العربي عموما و الجزائري خصوصا هي سياسية منذ مايزيد عن قرنين من الزمان ولقد تفاعل المبدع مع ظروفه إلا أنه في الفترات الأخيرة، وتحديدا في العقد الأخير ظهرت أصوات تدعو للتخلص من السياسة و تدعو إلى نوع من التجريد ، وهذه حالة من حالات اليأس التي تعتري المناضلين.
لايمكن إطلاقا أن نطلب من محمود درويش أوسميح القاسم أوزياد علي أو أي مبدع مبدع فلسطيني أن يتجنب الحديث عن قضيته وظروفه وظروف إخوانه..لقد كانت السياسة وماتزال قدرنا وأعتقد أننا أبدعنا في هذا المجال فقدمنا أجمل النصوص الأدبية.
**حدثنا عن الجائزة التي منحت لك بباريس في الثامن والعشرين سبتمبر الماضي
- أرى أن الأفضل التحدث عن عن مانحي الجائزة وليس عن الجائزة ، وهي هبة من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة تمنح عادة للكاتب العربي ولغير العربي ممن خدم اللغة العربية وتشرف عليها اليونسكو تنظيما وتحكيما ، فهي إذن مساهمة عربية في صميم حل مشكل اللغة العربية لأن إمارة الشارقة كان بإمكانها أن تجعلها داخل الشارقة و تجعلها محصورة فقط على العرب، إلا أن بعد النظر لدى الإخوة المسؤولين جعلهم ينطلقون من خلال المنظمة الأممية للتربية والثقافة .
أعود الآن إلى جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية ..مُنحت لي (فكثر الله خير) من رشحني ،حيث رُشحت من طرف جهات غير جزائرية ثم أتممت ملفي لاحقا عندما طلب مني ذلك وأرسلته إلى اليونسكو عن طريق ديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة الجزائري .
**يعيش اتحاد الكتاب الجزائريين حالة من الغليان "السياسي " تحسبا للمؤتمر الاستثنائي الذي ينعقد نهاية هذا الشهر(نوفمبر) ، وهو منقسم على نفسه بين أنصار رئيسه الحالي الشاعر عزالدين ميهوبي و معارضيه ..هل الأمر له علاقة بالسياسة؟
- يجيب بنوع من (الاستهزاء)..لا شيء و الأمر عادي جدا لأن الصراعات على المناصب و الصراع على السلطة هو من طبائع ما أسميه "البورجوازية الصغيرة".
** لماذا لاتملك الجزائر واحدا من أمثال أحمد مطر وأو نزار قباني أو مظفر النواب ..هل البيئة الثقافية الجزائرية غير قادرة على انجاب مثل هؤلاء
- أعتقد أن عمر الجزائر الثقافي قصير، وهو لايتجاوز أربعة عقود أوخمسة على الأكثر، ومن ذكرتهم نبعوا في بيئات امتدت فيها الإبداعات العربية على مدى أجيال وربما قرون، لكن يكفي أن الجزائر لها كتابا يصنفون ضمن الخمسة العرب الأوائل وهذا مالم يحدث مع تونس أو المغرب مثلا.
** كيف هو حال اللسان العربي و المعربين في الجزائر ، أوبعبارة أخرى:الرئيس بوتفليقة مع من؟
- المسألة ليست مسألة معربين و غير معربين ..هي تتعلق بالشعب الجزائري كله حيث بدأ يفقد ومنذ زمن طويل نصاعة لسانه ؛ فلا هو عربي ولا هو فرنسي بل هو خليط من عربية مكسيرة ومن فرنسية مكسورة أيضا.
أما اللغة العربي فهي عموما بخير في كل مكان إنما استعمال اللغة العربية في الحياة العمومية مثل الإدارة و وسائل الإعلام وخطب المسؤولين و تصريحاتهم هو الذي يضر الشعب الجزائري ولا يضر اللغة في حد ذاتها.
أما فيما يتعلق برئيس الدولة فنحن ثمنّا مبادرته بالدعوة إلى تخليص اللسان العربي من الهجان وذلك في بيان وقعه حوالي 500مثقف، المسألة ليست معربين أوغير معربين غنها متعلقة باستراتيجية شعب وأمة في مواجهة عولمة تأتينا من كل الجوانب حيث لا يوجد جدار و لا سور باب ولا باب يغلق .
** بصراحة هل تنتظر من الرئيس بوتفليقة منصبا يكافئك به على مواقفك الداعمة له في مجال الدفاع على اللسان العربي
- أنا وهبت حياتي للعمل التطوعي خاصة في ميدان الثقافة ولاأنتظر جزاء ولا شكورا من أحد.
**ما رأيك في ميثاق السلم والمصالحة الذي تم التصويت عليه مؤخرا؟
- ابداء رأيي الآن يعتبر متأخرا لأن الميثاق عرض و استفتي عليه والحديث عنه لايقدم ولا يؤخر الآن لكنني من القلائل الذين لا يؤمنون بأي حل سلمي لأي بلد عربي وأؤمن بضرورة التغيير الجذري للنظام ليس من داخله ؛لأن هذا أمر مستحيل ؛ ولكن بالطرق الثورية المعهودة.
**هل لديك إذن وصفة ثقافية لأزمة البلاد؟
- صراحة لاجواب لي على هذا السؤال وإذا أصررت فأرجو الرجوع إلى الجواب السابق
** الروائي الطاهر وطار هل هو في الأصل سياسي أم مثقف؟
- جاء في تقرير هيئة التحكيم لجائزة الشارقة فيما يتعلق بي "أن الطاهر وطار كاتب كرس حياته لخدمة قضية وطنه" واعتقد أن هذا يصنفني في الأساس ككاتب سياسي بحكم النشأة في ظروف الثورة التحريرية والحرب العالمية الثانية، كما لا أرى عيبا في أن يعبر الإنسان عما يشغله سواء كان سياسيا أوغير ذلك ..المهم أن يكون وفيا لنفسه وانشغالاته.
**الذين يقدمونك للرأي العام يقولون أن وطار كان يكتب للاشتراكية أيام الرئيس الراحل بومدين ثم انقلب باتجاه الإسلاميين في سنوات الأزمة ، هل هذا صحيح
- من يقولون أنني كنت مع الاشتراكيين ثم أصبحت مهادنا مع الإسلاميين هؤلاء لم يقرأوا للطاهر وطار و يتقولون عليه عن جهل وكسل ذهني .
** لماذا نزعت اللحية إذن مؤخرا ولماذا تركتها تكبر في وقت سابق؟
- لا، لا.. أنا أصلا معروف بلحيتي منذ الخمسينات ولكن من الحين إلى الآخر أضطر لعوامل صحية لحلقها ..الأمر غير مفلسف وهو عادي جدا بالنسبة لي فعادة ما أترك الحية تكبر في شهر أغسطس ثم أنتبه إلى كثافتها في شهر نوفمبر أو ديسمبر فأنزعها..لحيتي ليست لحية سياسية !!
** بماذا تحب أن يذكرك الناس بعدما ترحل عن هذه الحياة بعد عمر طويل إن شاء الله؟
- أريد أن يذكروني بأني كنت صادقا كالشهداء ...و شكرا لــ"العربية نت"
الجزائر - رمضان بلعمري - العربية.نت
يعتبر الروائي الطاهر وطار هو واحد من القامات الجزائرية والعربية التي صنعت لنفسها مكانا في سماء الأدب العربي الحديث ، وفي هذا الحوار الذي خص به" العربية. نت" يعود وطار إلى جائزة الشارقة التي منحت له مؤخرا بباريس كما يكشف فيه عن ميوله إلى الثورة على الأنظمة العربية التي لا تنفع معها المسالمة ، فضلا عن أسباب إطلاق لحيتة، قبل أن يقرر التخلص منها على حين غرة.
** بداية كيف تصف أحوالك وأنت تشق طريق الحياة في عقدك السابع ?
- الحمد لله ،مهما كان الأمر فدخول سن السبعين هو نقطة تحول في حياة الإنسان تجعله ينتبه لكل حركة يأتيها ولكل موقف يتخذه ولكل كلمة يقولها كما يبعث هذا السن في النفس التردد.
**ما بال المثقف الجزائري تراجع إلى الصفوف الخلفية ليحتل مكانه السياسي وربما الأمر ينطبق على المثقف العربي عموما
- ربما العكس هو الصحيح ، فظروف المبدع العربي عموما و الجزائري خصوصا هي سياسية منذ مايزيد عن قرنين من الزمان ولقد تفاعل المبدع مع ظروفه إلا أنه في الفترات الأخيرة، وتحديدا في العقد الأخير ظهرت أصوات تدعو للتخلص من السياسة و تدعو إلى نوع من التجريد ، وهذه حالة من حالات اليأس التي تعتري المناضلين.
لايمكن إطلاقا أن نطلب من محمود درويش أوسميح القاسم أوزياد علي أو أي مبدع مبدع فلسطيني أن يتجنب الحديث عن قضيته وظروفه وظروف إخوانه..لقد كانت السياسة وماتزال قدرنا وأعتقد أننا أبدعنا في هذا المجال فقدمنا أجمل النصوص الأدبية.
**حدثنا عن الجائزة التي منحت لك بباريس في الثامن والعشرين سبتمبر الماضي
- أرى أن الأفضل التحدث عن عن مانحي الجائزة وليس عن الجائزة ، وهي هبة من إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة تمنح عادة للكاتب العربي ولغير العربي ممن خدم اللغة العربية وتشرف عليها اليونسكو تنظيما وتحكيما ، فهي إذن مساهمة عربية في صميم حل مشكل اللغة العربية لأن إمارة الشارقة كان بإمكانها أن تجعلها داخل الشارقة و تجعلها محصورة فقط على العرب، إلا أن بعد النظر لدى الإخوة المسؤولين جعلهم ينطلقون من خلال المنظمة الأممية للتربية والثقافة .
أعود الآن إلى جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية ..مُنحت لي (فكثر الله خير) من رشحني ،حيث رُشحت من طرف جهات غير جزائرية ثم أتممت ملفي لاحقا عندما طلب مني ذلك وأرسلته إلى اليونسكو عن طريق ديوان حقوق التأليف والحقوق المجاورة الجزائري .
**يعيش اتحاد الكتاب الجزائريين حالة من الغليان "السياسي " تحسبا للمؤتمر الاستثنائي الذي ينعقد نهاية هذا الشهر(نوفمبر) ، وهو منقسم على نفسه بين أنصار رئيسه الحالي الشاعر عزالدين ميهوبي و معارضيه ..هل الأمر له علاقة بالسياسة؟
- يجيب بنوع من (الاستهزاء)..لا شيء و الأمر عادي جدا لأن الصراعات على المناصب و الصراع على السلطة هو من طبائع ما أسميه "البورجوازية الصغيرة".
** لماذا لاتملك الجزائر واحدا من أمثال أحمد مطر وأو نزار قباني أو مظفر النواب ..هل البيئة الثقافية الجزائرية غير قادرة على انجاب مثل هؤلاء
- أعتقد أن عمر الجزائر الثقافي قصير، وهو لايتجاوز أربعة عقود أوخمسة على الأكثر، ومن ذكرتهم نبعوا في بيئات امتدت فيها الإبداعات العربية على مدى أجيال وربما قرون، لكن يكفي أن الجزائر لها كتابا يصنفون ضمن الخمسة العرب الأوائل وهذا مالم يحدث مع تونس أو المغرب مثلا.
** كيف هو حال اللسان العربي و المعربين في الجزائر ، أوبعبارة أخرى:الرئيس بوتفليقة مع من؟
- المسألة ليست مسألة معربين و غير معربين ..هي تتعلق بالشعب الجزائري كله حيث بدأ يفقد ومنذ زمن طويل نصاعة لسانه ؛ فلا هو عربي ولا هو فرنسي بل هو خليط من عربية مكسيرة ومن فرنسية مكسورة أيضا.
أما اللغة العربي فهي عموما بخير في كل مكان إنما استعمال اللغة العربية في الحياة العمومية مثل الإدارة و وسائل الإعلام وخطب المسؤولين و تصريحاتهم هو الذي يضر الشعب الجزائري ولا يضر اللغة في حد ذاتها.
أما فيما يتعلق برئيس الدولة فنحن ثمنّا مبادرته بالدعوة إلى تخليص اللسان العربي من الهجان وذلك في بيان وقعه حوالي 500مثقف، المسألة ليست معربين أوغير معربين غنها متعلقة باستراتيجية شعب وأمة في مواجهة عولمة تأتينا من كل الجوانب حيث لا يوجد جدار و لا سور باب ولا باب يغلق .
** بصراحة هل تنتظر من الرئيس بوتفليقة منصبا يكافئك به على مواقفك الداعمة له في مجال الدفاع على اللسان العربي
- أنا وهبت حياتي للعمل التطوعي خاصة في ميدان الثقافة ولاأنتظر جزاء ولا شكورا من أحد.
**ما رأيك في ميثاق السلم والمصالحة الذي تم التصويت عليه مؤخرا؟
- ابداء رأيي الآن يعتبر متأخرا لأن الميثاق عرض و استفتي عليه والحديث عنه لايقدم ولا يؤخر الآن لكنني من القلائل الذين لا يؤمنون بأي حل سلمي لأي بلد عربي وأؤمن بضرورة التغيير الجذري للنظام ليس من داخله ؛لأن هذا أمر مستحيل ؛ ولكن بالطرق الثورية المعهودة.
**هل لديك إذن وصفة ثقافية لأزمة البلاد؟
- صراحة لاجواب لي على هذا السؤال وإذا أصررت فأرجو الرجوع إلى الجواب السابق
** الروائي الطاهر وطار هل هو في الأصل سياسي أم مثقف؟
- جاء في تقرير هيئة التحكيم لجائزة الشارقة فيما يتعلق بي "أن الطاهر وطار كاتب كرس حياته لخدمة قضية وطنه" واعتقد أن هذا يصنفني في الأساس ككاتب سياسي بحكم النشأة في ظروف الثورة التحريرية والحرب العالمية الثانية، كما لا أرى عيبا في أن يعبر الإنسان عما يشغله سواء كان سياسيا أوغير ذلك ..المهم أن يكون وفيا لنفسه وانشغالاته.
**الذين يقدمونك للرأي العام يقولون أن وطار كان يكتب للاشتراكية أيام الرئيس الراحل بومدين ثم انقلب باتجاه الإسلاميين في سنوات الأزمة ، هل هذا صحيح
- من يقولون أنني كنت مع الاشتراكيين ثم أصبحت مهادنا مع الإسلاميين هؤلاء لم يقرأوا للطاهر وطار و يتقولون عليه عن جهل وكسل ذهني .
** لماذا نزعت اللحية إذن مؤخرا ولماذا تركتها تكبر في وقت سابق؟
- لا، لا.. أنا أصلا معروف بلحيتي منذ الخمسينات ولكن من الحين إلى الآخر أضطر لعوامل صحية لحلقها ..الأمر غير مفلسف وهو عادي جدا بالنسبة لي فعادة ما أترك الحية تكبر في شهر أغسطس ثم أنتبه إلى كثافتها في شهر نوفمبر أو ديسمبر فأنزعها..لحيتي ليست لحية سياسية !!
** بماذا تحب أن يذكرك الناس بعدما ترحل عن هذه الحياة بعد عمر طويل إن شاء الله؟
- أريد أن يذكروني بأني كنت صادقا كالشهداء ...و شكرا لــ"العربية نت"