زهير
11-26-2005, 01:21 AM
الحكومة تتضامن معه بمواجهة «الاعتداءات الإسرائيلية»
بيروت: ثائر عباس
لم يخفِ الهدوء الحذر الذي لف الحدود اللبنانية امس بعد ايام من المواجهات العنيفة بين «حزب الله» والقوات الاسرائيلية، حقيقة الوضع المتأزم عند الحدود التي شهدت اول انتكاسة فعلية خارج منطقة مزارع شبعا منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، بالاضافة الى انعكاسات هذه المواجهات، لبنانياً، بعد صدور مواقف انحت باللائمة على «حزب الله» لجمتها الى حد كبير مواقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اللذين ابديا تضامنا مع المقاومة، واعتبرا سلاح «حزب الله» امراً داخلياً «يعالج بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية»، علماً ان العلاقة بين الطرفين كانت قد اهتزت قبيل المواجهات الاخيرة في الجنوب ووصلت الى حد التلويح بسحب وزراء «حزب الله» من حكومة السنيورة.
غير ان التطورات الاخيرة عند الحدود كشفت عن «ثغرات أمنية» في الوضع الجنوبي، قد تشير الى وجود معلومات اسرائيلية عن تحركات «حزب الله»، وهو ان صح يعتبر اختراقاً كبيراً لقدرات الحزب الذي اشتهر بـ«مناعته» الداخلية ازاء هذه الخروقات، فالمعلومات الأمنية تشير الى وقوع قوة المقاومة في مكمن اسرائيلي قبل وصولها الى هدفها المنشود الذي يعتقد انه محاولة اسر جنود اسرائيليين، مما ادى الى سقوط اربعة من عناصر الحزب لا تزال اسرائيل تحتفظ بجثث ثلاثة منهم، علماً ان محاولة سابقة للحزب لأسر جنود فشلت قبل اشهر بعدما كانت قوة من «حزب الله» على وشك تحقيق مرادها بسبب اصابة قائد القوة الذي كان متقدماً عن زملائه بهدف تأمين الغطاء الناري لهم فسقط ضحية قذيفة اسرائيلية بعد قتله ضابطاً وجندياً وفقاً للخطة.
وتتقاطع هذه المعلومات مع معلومات اخرى تحدثت عن «انزعاج» الحزب من بعض التعيينات الأمنية الرسمية في جنوب لبنان، بعدما كان «رأيه» محترماً في الفترة السابقة للانسحاب السوري، خصوصاً ان الحزب يعلق اهمية كبيرة على عدم حصول اختراقات أمنية في المنطقة الحدودية.
في غضون ذلك، باشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس مساعيها لاستعادة جثامين المقاومين الثلاثة، بموازاة تحرك لافت لوزير الاتصالات مروان حمادة المقرب من النائب وليد جنبلاط لدى السفير الاميركي جيفري فيلتمان، اذ اشار بيان صدر عن حمادة الى انه بحث مع السفير الاميركي في «العلاقات الثنائية والوضع في الجنوب والضغط لاستعادة رفات المقاومين الثلاثة».
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس انها تلقت طلباً رسمياً للتوسّط من الحكومة اللبنانية و«حزب الله». وكشف المسؤول الاعلامي في اللجنة كريم المفتي «ان اللجنة وفور تلقيها هذا الطلب باشرت اتصالاتها مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تل ابيب وان عملية التنسيق قد بدأت بين اللجنتين للوصول الى الهدف المرجو واستعادة جثامين الشهداء».
وانحى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ باللائمة على اسرائيل في افتعال الاشتباكات، داعياً الذين ينتقدون حزب الله الى ان يعودوا الى ما كان قائما منذ اكثر من اسبوعين من الاستنفارات والتعبئة التي كانت تقوم بها اسرائيل والخروقات التي حذرت الامم المتحدة والدول المعنية اسرائيل من مغبتها. وقال امس: «كنا لفتنا في منتدى المستقبل في البحرين جميع من كان حاضرا من وزراء خارجية حوالي خمسين دولة الى ان اسرائيل تخرق الاجواء اللبنانية وتخرق المياه الاقليمية وتخرق الارض اللبنانية، وهذا سيؤدي الى التحضير لتفجير ما، وقد ترجمت هذه الخروقات في التفجير الذي حدث الاثنين. والاتصالات التي اجريت ادت الى وقف القتال والى عودة الهدوء والاستقرار الى الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، نحن نرجو ان يستمر هذا الهدوء في تلك المنطقة». واعتبر صلوخ في حديث الى راديو «سوا» الاميركي، ان اسرائيل «تلجأ الى تصعيد الاوضاع في الجنوب كلما عانت من ازمة داخلية كي تبعد انظار العالم عما يجري داخلها». واتهم صلوخ اسرائيل بمواصلة انتهاكها للسيادة اللبنانية و«الدليل على ذلك التحليق اليومي لطيرانها الحربي والتحريض في المناشير التي القتها طائرات العدو ضد المقاومة. (وهذا) اعتداء على السيادة وعلى الارض وعلى الشعب الذي يرفض هذا التحريض».
وفي الاطار نفسه استغرب الرئيس السابق للحكومة سليم الحص «بعض التعليقات الصادرة اثر احداث الجنوب الاخيرة والتي استطاعت اسرائيل استغلالها في خداع بعض اللبنانيين الذين انحوا باللائمة في شأنها، ويا للغرابة، على المقاومة اللبنانية، متناسين ان اسرائيل دولة عدوانية، قامت على العدوان واستمرت عليه وكان ما وقع في الجنوب أخيرا آخر اعتداءاتها». وفي المقابل اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان «حزب الله» يحاول «القفز الى الخلف لتوجيه الانظار نحو الخط الازرق والخروقات وتحويلها عن الحوار الداخلي راهنا».
بيروت: ثائر عباس
لم يخفِ الهدوء الحذر الذي لف الحدود اللبنانية امس بعد ايام من المواجهات العنيفة بين «حزب الله» والقوات الاسرائيلية، حقيقة الوضع المتأزم عند الحدود التي شهدت اول انتكاسة فعلية خارج منطقة مزارع شبعا منذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، بالاضافة الى انعكاسات هذه المواجهات، لبنانياً، بعد صدور مواقف انحت باللائمة على «حزب الله» لجمتها الى حد كبير مواقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اللذين ابديا تضامنا مع المقاومة، واعتبرا سلاح «حزب الله» امراً داخلياً «يعالج بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية»، علماً ان العلاقة بين الطرفين كانت قد اهتزت قبيل المواجهات الاخيرة في الجنوب ووصلت الى حد التلويح بسحب وزراء «حزب الله» من حكومة السنيورة.
غير ان التطورات الاخيرة عند الحدود كشفت عن «ثغرات أمنية» في الوضع الجنوبي، قد تشير الى وجود معلومات اسرائيلية عن تحركات «حزب الله»، وهو ان صح يعتبر اختراقاً كبيراً لقدرات الحزب الذي اشتهر بـ«مناعته» الداخلية ازاء هذه الخروقات، فالمعلومات الأمنية تشير الى وقوع قوة المقاومة في مكمن اسرائيلي قبل وصولها الى هدفها المنشود الذي يعتقد انه محاولة اسر جنود اسرائيليين، مما ادى الى سقوط اربعة من عناصر الحزب لا تزال اسرائيل تحتفظ بجثث ثلاثة منهم، علماً ان محاولة سابقة للحزب لأسر جنود فشلت قبل اشهر بعدما كانت قوة من «حزب الله» على وشك تحقيق مرادها بسبب اصابة قائد القوة الذي كان متقدماً عن زملائه بهدف تأمين الغطاء الناري لهم فسقط ضحية قذيفة اسرائيلية بعد قتله ضابطاً وجندياً وفقاً للخطة.
وتتقاطع هذه المعلومات مع معلومات اخرى تحدثت عن «انزعاج» الحزب من بعض التعيينات الأمنية الرسمية في جنوب لبنان، بعدما كان «رأيه» محترماً في الفترة السابقة للانسحاب السوري، خصوصاً ان الحزب يعلق اهمية كبيرة على عدم حصول اختراقات أمنية في المنطقة الحدودية.
في غضون ذلك، باشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس مساعيها لاستعادة جثامين المقاومين الثلاثة، بموازاة تحرك لافت لوزير الاتصالات مروان حمادة المقرب من النائب وليد جنبلاط لدى السفير الاميركي جيفري فيلتمان، اذ اشار بيان صدر عن حمادة الى انه بحث مع السفير الاميركي في «العلاقات الثنائية والوضع في الجنوب والضغط لاستعادة رفات المقاومين الثلاثة».
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس انها تلقت طلباً رسمياً للتوسّط من الحكومة اللبنانية و«حزب الله». وكشف المسؤول الاعلامي في اللجنة كريم المفتي «ان اللجنة وفور تلقيها هذا الطلب باشرت اتصالاتها مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تل ابيب وان عملية التنسيق قد بدأت بين اللجنتين للوصول الى الهدف المرجو واستعادة جثامين الشهداء».
وانحى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ باللائمة على اسرائيل في افتعال الاشتباكات، داعياً الذين ينتقدون حزب الله الى ان يعودوا الى ما كان قائما منذ اكثر من اسبوعين من الاستنفارات والتعبئة التي كانت تقوم بها اسرائيل والخروقات التي حذرت الامم المتحدة والدول المعنية اسرائيل من مغبتها. وقال امس: «كنا لفتنا في منتدى المستقبل في البحرين جميع من كان حاضرا من وزراء خارجية حوالي خمسين دولة الى ان اسرائيل تخرق الاجواء اللبنانية وتخرق المياه الاقليمية وتخرق الارض اللبنانية، وهذا سيؤدي الى التحضير لتفجير ما، وقد ترجمت هذه الخروقات في التفجير الذي حدث الاثنين. والاتصالات التي اجريت ادت الى وقف القتال والى عودة الهدوء والاستقرار الى الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، نحن نرجو ان يستمر هذا الهدوء في تلك المنطقة». واعتبر صلوخ في حديث الى راديو «سوا» الاميركي، ان اسرائيل «تلجأ الى تصعيد الاوضاع في الجنوب كلما عانت من ازمة داخلية كي تبعد انظار العالم عما يجري داخلها». واتهم صلوخ اسرائيل بمواصلة انتهاكها للسيادة اللبنانية و«الدليل على ذلك التحليق اليومي لطيرانها الحربي والتحريض في المناشير التي القتها طائرات العدو ضد المقاومة. (وهذا) اعتداء على السيادة وعلى الارض وعلى الشعب الذي يرفض هذا التحريض».
وفي الاطار نفسه استغرب الرئيس السابق للحكومة سليم الحص «بعض التعليقات الصادرة اثر احداث الجنوب الاخيرة والتي استطاعت اسرائيل استغلالها في خداع بعض اللبنانيين الذين انحوا باللائمة في شأنها، ويا للغرابة، على المقاومة اللبنانية، متناسين ان اسرائيل دولة عدوانية، قامت على العدوان واستمرت عليه وكان ما وقع في الجنوب أخيرا آخر اعتداءاتها». وفي المقابل اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان «حزب الله» يحاول «القفز الى الخلف لتوجيه الانظار نحو الخط الازرق والخروقات وتحويلها عن الحوار الداخلي راهنا».