المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «شلش العراقي» فقير مدينة «الثورة» عريس لفتاة من أسرة برجوازية



زهير
11-26-2005, 01:17 AM
قلمه الساخر كتب عن طفل يتبول نفطا فأدخلت الشركات عدادا في مثانته

باريس: انعام كجه جي


تلقى قراء الشبكة الالكترونية دعوتين لزواج «شلش» العراقي قبل يومين.. واحدة من والد العريس السيد سوادي رحيمة، والثانية من والد العروس السيد دريد رأفت.

ووقع الاختيار على نادي المنصور، اشهر صالات العاصمة العراقية في ايامها الخوالي، لاقامة العرس الذي يجمع بين شاب فقير من مدينة «الثورة» هو شلش، وفتاة من اسرة برجوازية هي رؤى.

لكن هذا العرس المفترض، الذي دفع القراء الى تبادل التهاني وارسال بطاقات التبريك الى موقع «كتابات» الالكتروني، ليس سوى فكاهة خالصة، على الاغلب، مثل غيرها من اقاصيص شلش ودعاباته، التي لا تستثني احدا من الجيران او من المتنفذين في عراق ما بعد الحرب.

ظهر «شلش العراقي» على الموقع منذ ثلاثة اشهر. وسرعان ما تحول هذا الاسم المستعار الى شخصية شهيرة في الاوساط العراقية، يطالع القراء مقالاته الساخرة ويتبادلونها عبر البريد الالكتروني ويفتتحون بها صباحاتهم. وبسرعة البرق، كانت ابتسامات شلش تنطلق من مدينة «الثورة» لتصل الى سيدني وكاليفورنيا ودبي وستوكهولم واوكلاند ودمشق، وكل بقاع الارض التي وصلتها الهجرات العراقية.

ويراهن متابعو شلش العراقي على هوية الشخص الذي يتخفى وراء هذا الاسم. واكد الشاعر البحريني قاسم حداد، اثناء زيارته الاخيرة الى باريس قبل ايام، ان الكاتب هو الروائي المعروف فلان الفلاني. ولما قيل له ان فلانا لا يمكن ان يرتكب الاخطاء النحوية التي يقع فيها شلش احيانا، رد بأنه يفعلها عامدا.. للتمويه! وسواء أكان الاسم حقيقيا او مع بعض التحوير، فانه من الاكيد ان صاحبه ما كان قادرا على نشر سخريته باسمه الصريح في ظل الفوضى الضاربة في بغداد. ولهذا فإن محبي شلش يفضلون ان تبقى هويته مخفية، حفاظا على سلامته واستمرار مقالته اليومية التي تتناول احوال العراق من منظور ضاحك، وبصراحة عز نظيرها. ويشبه شلش، في هذه النظرية، ما قام به الفنان الايطالي روبرتو بنيني، الذي اخرج فيلما كوميديا عن معسكرات الاعتقال النازية، حيث يحافظ الانسان على براءته الطفولية حتى في احلك الظروف.

تدور حكايات شلش على ما يحصل في مدينة «الثورة»، وبالذات في قطاع 43، من سجالات وظواهر افرزتها الحرب، ومن بعدها الاحتلال. وهو يقدم لنا شخصيات تؤثث النصوص الساخرة وتجعل منها رواية متتابعة الفصول. فهناك «خنجر» الذي دفن سلاحه في حفرة داخل بيته، لا لأن الاحتلال لملم قواته وغادر البلد، وانما لأن «المرحلة مرحلة سلم ومفاوضات لدخول الحكومة». وعندما يقول له شلش ان المشاركة في الحكومة حرام، حسب رأي بعضهم، لا يريد خنجر ان يسمع، كما انه يجد حلا لمن مات او اصيب باعاقة وللارامل واليتامى من ضحايا الزمن الجديد فيقول: «الشهداء لهم الجنة. والمعوقون جزاهم الله خير جزاء وسنوزع عليهم عربانات يابانية تك باب. والارامل واليتامى سنبني لهم مجمعات سكنية في طويريج».

ويمضي خنجر بآماله في أن يصبح وزيرا لـ«البيئة والتقفيص المائي» ويقول: «البارحة قعدنا ووزعنا الوزارات بالتساوي. وراح نشتري قوط وربطات وقنادر جديدة ويجوز نتزوج الاسبوع الجاي».

ومع شلش تعرف القراء على «ام دعبول»، التي اكتشفت ان صغيرها يتبول نفطا، فتدخلت شركات عالمية لمراقبة الانتاج وتركيب عدادات على البراميل ودراسة الاحتياطي المخزون في مثانة الولد. كما تعرفوا على جار شاهد شلش يفتح موقع «غوغل ـ الارض» فخرج الى الناس ليزعم ان هذا الاخير يتفرج على نسوانكم وهن نائمات بدون اغطية فوق السطوح».

كما تابعنا كيف تطورت علاقة الحاجة «نوشة» بالتكنولوجيا وصارت خبيرة في انواع الهواتف النقالة، حتى صار اسمها «نوشيا» وانشأت لها موقعا على الانترنت سمته «نوشة دوت كوم» وراحت تتبادل الرسائل مع «راجيش الهندي» و«ميتاساوا البرتغالي» الذي تسميه «شناوة المسودن».

وشلش العراقي يسخر من نفسه ومن اهله ايضا، وهو يتخوف مما سيجري في حفلة عرسه، اذ كيف «سيقنع اخاه واصدقاءه في جيش المهدي بأن قريبات العروس المرتديات ملابس مكشوفة، نوعا ما، هن نساء شريفات وربات بيوت»، وكيف سيحول بين خالته «نصرة» وبين ام العروس، حيث «ستعانقها بقبلة من قبلاتها التي لا تقل مدة الواحدة منها عن سبع واربعين دقيقة وبضع ثوان»، ولا كيف سيمنع عمته «فطّيم» من «الوقوف وسط الحشد، في نادي المنصور، والصراخ بصوتها الاجش: هاهاها.. جبنالك برنو ما ملعوب بسركيها».... أي جئنا لك بعروس مثل البندقية الجديدة لم يمسها احد.

هذا غيض من فيض شلش الذي لا يجرؤ على تريد اقواله احد.