فاتن
11-25-2005, 08:25 AM
إيلاف
تزداد معدلات انتشار السمنة في المملكة العربية السعودية بنسب عالية وعلى نحو ينذر بالخطورة. حيث وجد أن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن مقابل 27% من النساء . في حين اتضح أن معدلات السمنة بين النساء (24%) ترتفع بدرجة أكبر عـن الرجال (16%) . وهذه النسب تعد من أعلى المعدلات على مستوى العالم لاسيما بين النساء . كما ازدادت معدلات انتشار السمنة بحوالي 30% في المملكة في السنوات العشر الأخيرة.
ومع تزايد انتشار السمنة مع تقدم العمر واعتبار أن معظم المواطنين السعوديين هم في الفئة العمرية أقل من 30 سنة، فإن معدلات انتشار السمنة ستزداد في المستقبل. وإلى جانب ذلك، تشير العديد من التقارير إلى تزايد انتشار السمنة لدى الأطفال حيث تصل هذه النسبة إلى 18% بين من هم في سن المراهقة و15% بين الأطفال قبل سن المدرسة.
لقد حدثت تغيرات كبيرة في المملكة العربية السعودية في العادات الغذائية وأنماط الحياة خلال السنوات الثلاثين الماضية، والتي كان لها تأثير على معدل انتشار السمنة، وبالتالي فقد أصبحت هنالك ضرورة لوضع برامج لرفع مستوى الوعي بين المواطنين حول المخاطر الصحية التي تمثلها السمنة، ووسائل مكافحتها.وهنا الدكتور فؤاد نيازي يحدث "إيلاف" عنها:
1. ما هى العوامل التى تسبب زيادة الوزن وما هو تعريف السمنة؟
تعرف السمنة بشكل عام بأنها زيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي نتيجة تراكم الدهون. و يحدث ذلك نتيجة تناول غذاء يحتوي على سعرات حرارية عالية أكبر من معدل قدرة الجسم على حرق هذه السعرات لتوليد الطاقة اللازمة لقيام الجسم بأنشطته ، فيتم تخزين الطاقة الزائدة على هيئة دهون . وتلعب العوامل الوراثية الجينية والبيئية وحتى النفسية دوراً مؤثراً في الإصابة بالسمنة بالإضافة إلى العادات الغذائية الخاطئة ولعل المثال الأوضح هنا هو المجتمع السعودي حيث يسود نمط حياة يتسم بانعدام الحركة نظراً لزيادة عناصر الراحة فى الحياة (السيارة، المكتب و المصعد) حيث زاد الإعتماد على الوجبات الغذائية عالية القيمة الحرارية والوجبات السريعة الغنية بالدهون.
بالنسبة للمرأة من الطبيعى ان يزداد الوزن بمعدل كيلوغرامين فى السنة و ذلك نتيجة تقدمها فى العمر حيث تنخفض لديها عملية صرف الوحدات الحرارية، بالاضافة الى زيادة الوزن التى تكتسبها خلال الحمل و بعد الولادة و التى يصعب عليها انقاصها أحياناً.
2- ما هى المخاطر المصاحبة للسمنة؟ وكيف ينعكس تخفيف الوزن على الوضع الصحى و المعنوى؟
يؤدي زيادة الوزن إلى مضاعفات كثيرة وخطيرة فالشخص الزائد فى الوزن عرضة أكثر من غيره للتعرض إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثانى ، وإرتفاع ضغط الدم وإلتهاب المفاصل ، وأمراض الشريان التاجي و تصلب الشرايين ، وهبوط القلب بل وزيادة نسبة الاصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستات عند الرجال. أما العواقب النفسية للسمنة فيمكن أن تتراوح من عدم الثقة بالنفس إلى الاكتئاب المرضي.
يعتبر التخفيف من الوزن ولو بمعدل يتراوح بين 5-10% ذا فوائد عميمة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تحسين وضعك الصحي و النفسي بالاضافة الى أن مظهرك الخارجي سيبدو أكثر تناسقاً. كما أنه يساعدك على الشعور بالصحة و النشاط الجسدي و الاستمتاع بحياتك اليومية و يحسن المقدرة على التنفس و النوم.
- تخفيف خطر الإصابة بالأمراض والأعراض المرتبطة بالزيادة في الوزن أو السمنة
- خفض ضغط الدم، وهذا مفيد جدا بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم
- خفض معدلات الجلوكوز في الدم مما يفيد مرضى السكر
- خفض معدلات الكولسترول والدهنيات الثلاثية بالدم، وهذا يفيد المرضى الذين يعانون من اختلال نسبة الدهون بالدم أو تصلب الشرايين أو الذبحة الصدرية
- التخفيف من خطر الموت المبكر بسبب الأمراض المرتبطة بالسمنة.
3- هل هناك وسائل للوقاية من السمنة؟
بالنسبة لوسائل الوقاية والعلاج ، فيعد إتباع نظام غذائي متوازن (تقليل حجم الوجبة الغذائية مع التنوع) وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بمثابة حجر الزاوية في إي برنامج علاجي فعال ثم يأتي دور العقاقير الطبية التي يجب أن يتم تناولها تحت إشراف طبيب متخصص وفقاً لمتطلبات كل حالة على حدة .
4- هى المصاعب التى قد تصادف من يحاولون انقاص وزنهم؟
إن كثيراً من الناس يحملون إنطباعات أو تجارب سيئة مع أنظمة الحمية الغذائية الصارمة ، التي غالباً ما تؤتي نتائج جيدة في بادئ الأمر لكنها ومع مرور الوقت ما تلبث أن تتحول إلى كابوس مزعج قد يؤدي إلى إنتكاسة حيث يرجع الوزن اكثر مما كان عليه بعد الانتهاء من الحمية.
لذلك من المؤكد ان فقدان الوزن على نحو بطئ ومنتظم (من نصف كيلوجرام إلى كيلوجرام واحد أسبوعياً) هو أكثر الطرق فعالية للتخلص من السمنة وأكثرها صحية وإستمرارية . أما الفقدان السريع للوزن فهو - وإن كان يشعر من يعاني من السمنة بشئ من السعادة والسرور - إلا أنه ضار بالجسم ويؤدي إلى ضمور في العضلات بدلاً من التخلص من الشحوم الزائدة ، وهو في النهاية أسلوب غير فعال ، والنتيجة إسترجاع الوزن المفقود في مدة زمنية وجيزة .
5- ما رايك بتناول الادوية المساعدة على تخفيض الوزن؟
قد يتطلب الأمر تناول بعض الأدوية الآمنة التي لا تسبب أضرار جانبية ، إلى جانب إتباع نظام غذائي متوازن و زيادة النشاط اليومى.
الأدوية التي تعمل على تقليل امتصاص الدهون:
تتمثل فى عقار "زينيكال" الذي يعمل على إيقاف عمل إنزيم تكسير الدهون في الأمعاء بنسبة 30% ومن ثم منع إمتصاص ثلث كمية الدهون التي نتناولها فى الأكل. هذا يؤدي الي انقاص عدد السعرات الحرارية التي تدخل جسمك و بالتالى يؤدى الى إنقاص الوزن. ويؤخذ زينيكال عن طريق الفم خلال وجبات الطعام. لا يتفاعل زينيكال مع معظم الأدوية الأخرى بسبب تأثيره الموضعي في الأمعاء فقط. يمكن استخدام زينيكال بأمان لمدة طويلة تصل إلى 4 سنوات إذ انه حالياً الدواء الوحيد المتاح الذي تمت دراسة أمانه وثبتت إمكانية استخدامه لهذه الفترة الطويلة.
يساهم زينيكال ايضاً في منع استعادة الوزن المفقود و تخفيض مستوى الكوليسترول و السكر فى الدم و تحسين ضغط الدم. زينيكال هو دواء إنقاص الوزن الوحيد المعتمد حالياً الذي لا يحظر استخدامه في أي حالة من حالات ارتفاع ضغط الدم. ومن أهم مميزات هذا الدواء أن تأثيره موضعي بمعنى أنه العقار الوحيد حالياً الذي لا يؤثر على المخ على عكس الأدوية التي تقلل الشهية و بالتالي لا يؤدي إلي مضاعفاتها مثل زيادة ضغط الدم و الادمان.
ربما يُلاحظ بعض التأثيرات على الجهاز الهضمي عند تناول زينيكال، وبخاصة عند تناول أطعمة ذات محتوى دهني عالٍ. وهذه التغيرات التي قد تحدث في بداية العلاج تكون معتدلة وعابرة. وتعتبر ميزة من مميزات زينيكال لأنها تُعلم المرضى التفكير حول المحتوى الدهني في الأطعمة التي يتناولونها نتيجة لفهمهم طريقة تأثير زينيكال و بذلك تساعدهم على اختيار أنواع الأكل الصحي عن طريق التحكم فى كمية الدهون فى الاكل بما يفيد ذلك علي اكتساب عادات غذائية صحية.
الأدوية التى تثبط الشهية او تزيد الاحساس بالشبع:
تعمل هذه العقاقير على المخ حيث تقلل من الشهية. و قد تم سحب معظمها من الأسواق بسبب المشاكل القلبية و العصبية و الدمان التى سببتها مثل دواءالامفيتامين و الفينفلورامين. و يوجد حالياً من هذه الأدوية المثبطة للشهية دواء السيبيوترامين) او الريداكتيل(. و يصاحب استعمال هذا الدواء مع بعض المرضى ارتفاع في ضغط الدم و زيادة عدد ضربات القلب لذلك لابد من المراقبة المستمرة لضغط الدم. و لا ينصح باستخدامه للمرضى الذين يعانون من هبوط فى القلب، ارتفاع ضغط الدم او عدم انتظام ضربات القلب. لذلك اوصت وزارة الصحة بضرورة وصف هذا الدواء بحذر عن طريق الطبيب المختص.
المنتجات العشبية:
لم يتم الموافقة على هذه المستحضرات من قبل هيئة الغذاء و الدواء الامريكية نظراً لقلة أبحاث الكفاءة و الامان لهذه المنتجات. و يمكن تقسيم هذه المستحضرات كلآتى:
مستحضرات تحتوى على مادة الشيتوزان: مثل مغناطيس الدهون و لم تثبت الى الآن الابحاث جدوى هذه المادة فى التاثير على الدهون.
شاى التخسيس: يسبب الاسهال بالتالى يعمل على تقليل الوزن من خلال فقد الماء و المعادن من الجسم و هى طريقة خاطئة لتخفيف الوزن حيث يعود بسرعة بعد ايقاف تناول الشاى.
مستحضرات تحتوى على الافيدرا و هى مادة مستخلصة من عشب ال" ما هوانج" و يدعى انها تخفف الوزن الا ان ظهرت بعض الحالات مؤخراً تتناول مستحضرات تحتوى على افيدرا و عانت من مشاكل فى الجهاز العصبى و ارتفاع فى ضغط الدم و تشنجات الى درجة الموت الفجائى فى بعض الحالات. كما ان مقدار المواد الفعالة الموجودة فى هذه المستحضرات لا يمكن تقديرها.
6- هل هذه الأدوية آمنة للجميع . هل يمكن للمراهقين استخدامها ؟
يعتبر دواء زينيكال فقط هو الذى يتمتع بدرجة أمان عالية نتيجه لعمله الموضعى و تم تغيير النشرة الطبية فى اوروبا لاجازة استخدامه الى فترة 4 سنوات متواصلة مما يؤكد امانه. كذلك اجازت هيئة الاغذية و الدواء العالمية استخدامه للمراهقين فوق سن 12 سنة.
7- وما هى انواع الاكل التى تحتوى على الدهون التى يجب التقليل منها؟
أن تناول كمية زائدة من السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة الغنية بالدهون ـ عن تلك المطلوب إستهلاكها بواسطة الجسم في تأمين الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة الحيوية والبدنية اليومية ـ يعني تخزين هذه الدهون الزائدة في خلايا الجسم ، مسـببة زيادة الوزن والسمنة . كما وجد أن كل جرام من الدهون يولد 9 سعرات حرارية ، وفي المقابل فإن جراماً واحداً من النشويات أو البروتينات ، يولد 4 سعرات حرارية فقط .
بالرغم من أهمية الدور الذي تلعبه الدهون كأحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان للحصول على الطاقة اللازمة للنشاط البدني وتكوين الهرمونات وتوفير الحماية اللازمة للجلد والمحافظة على صحته ، إلا أن تناولها بكميات زائدة عن الحدود المسموح بها ، يؤدي لعواقب ومضاعفات صحية خطيرة . ويجب ألا تزيد نسبة الدهون في الوجبة الغذائية المتوازنة عن 30% بحد أقصى من إجمالي السعرات الحرارية اليومية ، ومن ثم يجب ألا يتجاوز إجمالي ما يتناوله الفرد العادي من الدهون 70 جراماً يومياً . كما يستحسن التقليل من الدهون المشبعة والموجودة في الدهون الحيوانية .
وعن المصادر الغذائية التى تحتوى على الدهون فهى تنقسم إلى نوعين :
مصادر مرئية : مثل الزيوت والزبد والسمن والقشطة والشحوم التي توجد حول العضلات في اللحوم .
مصادر غير مرئية : مثل ما بين التعريق في عضلات اللحوم وصلصات السلطات (مثل المايونيز) والكريم المخفوق والأجبان عالية الدسم والمكسرات والأطعمة المقلية وبعض الحلوى مثل الشيكولاتة . وهذه تعد أكثر خطورة حيث انه لا يمكن إدراكها .
8- ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من السكرى و ارتفاع ضغط الدم بالاضافة الى زيادة الوزن؟
إن تسعة من مجموعة عشرة أشخاص مصابين بمرض السكري من النوع الثاني يعانون من زيادة في الوزن لذلك يعتبر علاج زيادة الوزن الخط الأول لعلاج السكرى من النوع الثاني. و كل خسارة فى الوزن عند هؤلاء الاشخاص تساعدهم على ضبط نسبة السكر فى الدم و انخفاض ضغط الدم.
و هناك أبحاث جديدة نشرت في مجلة علمية متخصصة بالسكري Diabetes Care Journal) (أثبتت جدوى زينيكال في نقصان الوزن و التحكم في معدل السكر إذا كان المريض يعانى من زيادة في الوزن مصاحباً لمرض السكري. وقد أثبتت هذه الدراسات الطبية أن مرضى السكري الذين يعانون من زيادة في الوزن قادرين على تخفيف أوزانهم باستخدام زينيكال بثلاثة أضعاف عن الذين يحاولون تخفيف أوزانهم بالحمية فقط. استطاع المرضى الذين تناولوا زينيكال في التحكم في مستوى السكر في الدم مقارنةًَ بالذين استعانوا بالحمية فقط. و أثبتت ايضاً دراسة (زيندوس) التى أجريت على 3304 شخصاً يعانون من زيادة الوزن و التى استغرقت اربعة سنوات أن زينيكال يقلل الوزن و يمنع او يؤخر تطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 37% مقارنة بتغيير اسلوب الحياة فقط دون حدوث اى مضاعفات سلبية للعقار طوال هذه المدة من العلاج.
9- ما هى الخطوات التى تتخذها لمساعدة من يعانى من زيادة الوزن؟
• طرح بعض الاسئلة لمعرفة الظروف التى ابتدات فى ظلها الزيادة فى الوزن. يشمل ذلك معرفة طريقة الاكل و نفسية المريض.
• اجراء بعض الفحوصات و القياسات مثل معامل كتلة الجسم و محيط الخصر.
• تحديد النظام الغذائى المتوازن ووصف الدواء الآمن.
10- ما رايك فى التدخل الجراحى؟
إن العلاج الجراحي أي كان له مخاطره ويجب ألا يترك الأمر للمريض ليقرر اللجوء إلى الخيار الجراحي ، بل يتم ذلك من قبل الطبيب وتحت ظروف معينة فالتدخل الجراحي لا يفيد إلا في علاج عدد محدود جداً من حالات السمنة المفرطة (دليل كتلة الجسم اكبر من 40) أو حالات السمنة المصحوبة بأمراض تهدد صحة المريض ولا يتم اللجوء إليه إلا بعد ثبوت فشل الوسائل الأخرى (ولنقل السلمية في علاج هذه الحالات) . ويجب أن يقوم بإجراء هذه العمليات طبيب متمرس جداً ولديه خبرة طويلة في هذا المجال ، بحيث يستطيع إختيار نوع الجراحة المناسبة لكل حالة على حدة ، لتجنب حدوث مضاعفات أو عواقب وخيمة قد تزيد من متاعب المريض . فالأمر ليس مجرد إجراء عملية جراحية تفتح الباب للإنتقال إلى عالم الرشاقة . كما لا يجب أن يكون الهدف من إجراء العملية هو التجميل فقط دون داع حقيقي لذلك .
أما بالنسبة لعملية شفط الدهون ، فهي عملية تجميلية يقررها طبيب التجميل عندما يكون المريض قد نجح بالفعل في التخلص من الوزن الزائد ولم يتبقى سوى منطقة معينة من الجسم تتراكم فيها الدهون ولا يستطيع التخلص منها بكافة الطرق الأخرى هنا يكون قرار أخصائي التجميل بالتدخل الجراحي لإزالة الدهون من هذه المنطقة . ولا تكاد هذه العملية أيضاً تخلو من بعض المضاعفات حيث تكون الدهون موزعة في الجسم داخل محفظة من الخلايا التي تصل إليها أوعية دموية وعليها أربطة وأعصاب وفي النهاية لا يستطيع الجراح أيضاً إزاله الدهون من كل مكان ، ولكن يتم ذلك في حدود لا يمكن تجاوزها . فالقضية إذاً ليست مجرد تسهيل الجراحة أمام المريض بإعتباها الحل الأمثل لعلاج السمنة ، إنما يجب أن يكون المريض على دراية بطبيعة العملية وعواقبها ومضاعفاتها أيضاً .
و هناك أكثر من 20% من الحالات فشلت في التخلص من السمنة بعد إجراء عمليات جراحية لهذا الغرض ، وبالتالي تكون العودة إلى نقطة البداية ، بل أن الأسوأ من ذلك أن هؤلاء الأشخاص يكونوا قد فقدوا الثقة في التخلص من السمنة بعد تجربة فاشلة مع الجراحة .
كيف يمكن الحفاظ على الوزن على المدى البعيد؟
نصيحتى ان نعيش قدر الامكان ضمن المعادلة الطبيعية السليمة بين ما نأكله كماً و نوعاً و ما نقوم به من مجهود عضلي و ذلك بأن نأكل بشكل دون إسراف أو حرمان معتدل فإن أي طعام مهما إشتهته النفس سيبقى في الفم مدة لا تزيد عن ثلاث دقائق بأي حال ، وفي المعدة ثلاث ساعات ، لكن أثره سيبقى في الجسم مدى الحياة و نحافظ على نمط حياتي نشيط.
بهذه الطريقة نستطيع أن نتمتع بصحة جيدة و صورة جمالية مميزة.
وصدق عز و جل من قال : "كلوا وأشربوا ولا تسرفوا" سورة الأنعام - الآية 31
تزداد معدلات انتشار السمنة في المملكة العربية السعودية بنسب عالية وعلى نحو ينذر بالخطورة. حيث وجد أن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن مقابل 27% من النساء . في حين اتضح أن معدلات السمنة بين النساء (24%) ترتفع بدرجة أكبر عـن الرجال (16%) . وهذه النسب تعد من أعلى المعدلات على مستوى العالم لاسيما بين النساء . كما ازدادت معدلات انتشار السمنة بحوالي 30% في المملكة في السنوات العشر الأخيرة.
ومع تزايد انتشار السمنة مع تقدم العمر واعتبار أن معظم المواطنين السعوديين هم في الفئة العمرية أقل من 30 سنة، فإن معدلات انتشار السمنة ستزداد في المستقبل. وإلى جانب ذلك، تشير العديد من التقارير إلى تزايد انتشار السمنة لدى الأطفال حيث تصل هذه النسبة إلى 18% بين من هم في سن المراهقة و15% بين الأطفال قبل سن المدرسة.
لقد حدثت تغيرات كبيرة في المملكة العربية السعودية في العادات الغذائية وأنماط الحياة خلال السنوات الثلاثين الماضية، والتي كان لها تأثير على معدل انتشار السمنة، وبالتالي فقد أصبحت هنالك ضرورة لوضع برامج لرفع مستوى الوعي بين المواطنين حول المخاطر الصحية التي تمثلها السمنة، ووسائل مكافحتها.وهنا الدكتور فؤاد نيازي يحدث "إيلاف" عنها:
1. ما هى العوامل التى تسبب زيادة الوزن وما هو تعريف السمنة؟
تعرف السمنة بشكل عام بأنها زيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي نتيجة تراكم الدهون. و يحدث ذلك نتيجة تناول غذاء يحتوي على سعرات حرارية عالية أكبر من معدل قدرة الجسم على حرق هذه السعرات لتوليد الطاقة اللازمة لقيام الجسم بأنشطته ، فيتم تخزين الطاقة الزائدة على هيئة دهون . وتلعب العوامل الوراثية الجينية والبيئية وحتى النفسية دوراً مؤثراً في الإصابة بالسمنة بالإضافة إلى العادات الغذائية الخاطئة ولعل المثال الأوضح هنا هو المجتمع السعودي حيث يسود نمط حياة يتسم بانعدام الحركة نظراً لزيادة عناصر الراحة فى الحياة (السيارة، المكتب و المصعد) حيث زاد الإعتماد على الوجبات الغذائية عالية القيمة الحرارية والوجبات السريعة الغنية بالدهون.
بالنسبة للمرأة من الطبيعى ان يزداد الوزن بمعدل كيلوغرامين فى السنة و ذلك نتيجة تقدمها فى العمر حيث تنخفض لديها عملية صرف الوحدات الحرارية، بالاضافة الى زيادة الوزن التى تكتسبها خلال الحمل و بعد الولادة و التى يصعب عليها انقاصها أحياناً.
2- ما هى المخاطر المصاحبة للسمنة؟ وكيف ينعكس تخفيف الوزن على الوضع الصحى و المعنوى؟
يؤدي زيادة الوزن إلى مضاعفات كثيرة وخطيرة فالشخص الزائد فى الوزن عرضة أكثر من غيره للتعرض إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثانى ، وإرتفاع ضغط الدم وإلتهاب المفاصل ، وأمراض الشريان التاجي و تصلب الشرايين ، وهبوط القلب بل وزيادة نسبة الاصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستات عند الرجال. أما العواقب النفسية للسمنة فيمكن أن تتراوح من عدم الثقة بالنفس إلى الاكتئاب المرضي.
يعتبر التخفيف من الوزن ولو بمعدل يتراوح بين 5-10% ذا فوائد عميمة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تحسين وضعك الصحي و النفسي بالاضافة الى أن مظهرك الخارجي سيبدو أكثر تناسقاً. كما أنه يساعدك على الشعور بالصحة و النشاط الجسدي و الاستمتاع بحياتك اليومية و يحسن المقدرة على التنفس و النوم.
- تخفيف خطر الإصابة بالأمراض والأعراض المرتبطة بالزيادة في الوزن أو السمنة
- خفض ضغط الدم، وهذا مفيد جدا بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم
- خفض معدلات الجلوكوز في الدم مما يفيد مرضى السكر
- خفض معدلات الكولسترول والدهنيات الثلاثية بالدم، وهذا يفيد المرضى الذين يعانون من اختلال نسبة الدهون بالدم أو تصلب الشرايين أو الذبحة الصدرية
- التخفيف من خطر الموت المبكر بسبب الأمراض المرتبطة بالسمنة.
3- هل هناك وسائل للوقاية من السمنة؟
بالنسبة لوسائل الوقاية والعلاج ، فيعد إتباع نظام غذائي متوازن (تقليل حجم الوجبة الغذائية مع التنوع) وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بمثابة حجر الزاوية في إي برنامج علاجي فعال ثم يأتي دور العقاقير الطبية التي يجب أن يتم تناولها تحت إشراف طبيب متخصص وفقاً لمتطلبات كل حالة على حدة .
4- هى المصاعب التى قد تصادف من يحاولون انقاص وزنهم؟
إن كثيراً من الناس يحملون إنطباعات أو تجارب سيئة مع أنظمة الحمية الغذائية الصارمة ، التي غالباً ما تؤتي نتائج جيدة في بادئ الأمر لكنها ومع مرور الوقت ما تلبث أن تتحول إلى كابوس مزعج قد يؤدي إلى إنتكاسة حيث يرجع الوزن اكثر مما كان عليه بعد الانتهاء من الحمية.
لذلك من المؤكد ان فقدان الوزن على نحو بطئ ومنتظم (من نصف كيلوجرام إلى كيلوجرام واحد أسبوعياً) هو أكثر الطرق فعالية للتخلص من السمنة وأكثرها صحية وإستمرارية . أما الفقدان السريع للوزن فهو - وإن كان يشعر من يعاني من السمنة بشئ من السعادة والسرور - إلا أنه ضار بالجسم ويؤدي إلى ضمور في العضلات بدلاً من التخلص من الشحوم الزائدة ، وهو في النهاية أسلوب غير فعال ، والنتيجة إسترجاع الوزن المفقود في مدة زمنية وجيزة .
5- ما رايك بتناول الادوية المساعدة على تخفيض الوزن؟
قد يتطلب الأمر تناول بعض الأدوية الآمنة التي لا تسبب أضرار جانبية ، إلى جانب إتباع نظام غذائي متوازن و زيادة النشاط اليومى.
الأدوية التي تعمل على تقليل امتصاص الدهون:
تتمثل فى عقار "زينيكال" الذي يعمل على إيقاف عمل إنزيم تكسير الدهون في الأمعاء بنسبة 30% ومن ثم منع إمتصاص ثلث كمية الدهون التي نتناولها فى الأكل. هذا يؤدي الي انقاص عدد السعرات الحرارية التي تدخل جسمك و بالتالى يؤدى الى إنقاص الوزن. ويؤخذ زينيكال عن طريق الفم خلال وجبات الطعام. لا يتفاعل زينيكال مع معظم الأدوية الأخرى بسبب تأثيره الموضعي في الأمعاء فقط. يمكن استخدام زينيكال بأمان لمدة طويلة تصل إلى 4 سنوات إذ انه حالياً الدواء الوحيد المتاح الذي تمت دراسة أمانه وثبتت إمكانية استخدامه لهذه الفترة الطويلة.
يساهم زينيكال ايضاً في منع استعادة الوزن المفقود و تخفيض مستوى الكوليسترول و السكر فى الدم و تحسين ضغط الدم. زينيكال هو دواء إنقاص الوزن الوحيد المعتمد حالياً الذي لا يحظر استخدامه في أي حالة من حالات ارتفاع ضغط الدم. ومن أهم مميزات هذا الدواء أن تأثيره موضعي بمعنى أنه العقار الوحيد حالياً الذي لا يؤثر على المخ على عكس الأدوية التي تقلل الشهية و بالتالي لا يؤدي إلي مضاعفاتها مثل زيادة ضغط الدم و الادمان.
ربما يُلاحظ بعض التأثيرات على الجهاز الهضمي عند تناول زينيكال، وبخاصة عند تناول أطعمة ذات محتوى دهني عالٍ. وهذه التغيرات التي قد تحدث في بداية العلاج تكون معتدلة وعابرة. وتعتبر ميزة من مميزات زينيكال لأنها تُعلم المرضى التفكير حول المحتوى الدهني في الأطعمة التي يتناولونها نتيجة لفهمهم طريقة تأثير زينيكال و بذلك تساعدهم على اختيار أنواع الأكل الصحي عن طريق التحكم فى كمية الدهون فى الاكل بما يفيد ذلك علي اكتساب عادات غذائية صحية.
الأدوية التى تثبط الشهية او تزيد الاحساس بالشبع:
تعمل هذه العقاقير على المخ حيث تقلل من الشهية. و قد تم سحب معظمها من الأسواق بسبب المشاكل القلبية و العصبية و الدمان التى سببتها مثل دواءالامفيتامين و الفينفلورامين. و يوجد حالياً من هذه الأدوية المثبطة للشهية دواء السيبيوترامين) او الريداكتيل(. و يصاحب استعمال هذا الدواء مع بعض المرضى ارتفاع في ضغط الدم و زيادة عدد ضربات القلب لذلك لابد من المراقبة المستمرة لضغط الدم. و لا ينصح باستخدامه للمرضى الذين يعانون من هبوط فى القلب، ارتفاع ضغط الدم او عدم انتظام ضربات القلب. لذلك اوصت وزارة الصحة بضرورة وصف هذا الدواء بحذر عن طريق الطبيب المختص.
المنتجات العشبية:
لم يتم الموافقة على هذه المستحضرات من قبل هيئة الغذاء و الدواء الامريكية نظراً لقلة أبحاث الكفاءة و الامان لهذه المنتجات. و يمكن تقسيم هذه المستحضرات كلآتى:
مستحضرات تحتوى على مادة الشيتوزان: مثل مغناطيس الدهون و لم تثبت الى الآن الابحاث جدوى هذه المادة فى التاثير على الدهون.
شاى التخسيس: يسبب الاسهال بالتالى يعمل على تقليل الوزن من خلال فقد الماء و المعادن من الجسم و هى طريقة خاطئة لتخفيف الوزن حيث يعود بسرعة بعد ايقاف تناول الشاى.
مستحضرات تحتوى على الافيدرا و هى مادة مستخلصة من عشب ال" ما هوانج" و يدعى انها تخفف الوزن الا ان ظهرت بعض الحالات مؤخراً تتناول مستحضرات تحتوى على افيدرا و عانت من مشاكل فى الجهاز العصبى و ارتفاع فى ضغط الدم و تشنجات الى درجة الموت الفجائى فى بعض الحالات. كما ان مقدار المواد الفعالة الموجودة فى هذه المستحضرات لا يمكن تقديرها.
6- هل هذه الأدوية آمنة للجميع . هل يمكن للمراهقين استخدامها ؟
يعتبر دواء زينيكال فقط هو الذى يتمتع بدرجة أمان عالية نتيجه لعمله الموضعى و تم تغيير النشرة الطبية فى اوروبا لاجازة استخدامه الى فترة 4 سنوات متواصلة مما يؤكد امانه. كذلك اجازت هيئة الاغذية و الدواء العالمية استخدامه للمراهقين فوق سن 12 سنة.
7- وما هى انواع الاكل التى تحتوى على الدهون التى يجب التقليل منها؟
أن تناول كمية زائدة من السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة الغنية بالدهون ـ عن تلك المطلوب إستهلاكها بواسطة الجسم في تأمين الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة الحيوية والبدنية اليومية ـ يعني تخزين هذه الدهون الزائدة في خلايا الجسم ، مسـببة زيادة الوزن والسمنة . كما وجد أن كل جرام من الدهون يولد 9 سعرات حرارية ، وفي المقابل فإن جراماً واحداً من النشويات أو البروتينات ، يولد 4 سعرات حرارية فقط .
بالرغم من أهمية الدور الذي تلعبه الدهون كأحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان للحصول على الطاقة اللازمة للنشاط البدني وتكوين الهرمونات وتوفير الحماية اللازمة للجلد والمحافظة على صحته ، إلا أن تناولها بكميات زائدة عن الحدود المسموح بها ، يؤدي لعواقب ومضاعفات صحية خطيرة . ويجب ألا تزيد نسبة الدهون في الوجبة الغذائية المتوازنة عن 30% بحد أقصى من إجمالي السعرات الحرارية اليومية ، ومن ثم يجب ألا يتجاوز إجمالي ما يتناوله الفرد العادي من الدهون 70 جراماً يومياً . كما يستحسن التقليل من الدهون المشبعة والموجودة في الدهون الحيوانية .
وعن المصادر الغذائية التى تحتوى على الدهون فهى تنقسم إلى نوعين :
مصادر مرئية : مثل الزيوت والزبد والسمن والقشطة والشحوم التي توجد حول العضلات في اللحوم .
مصادر غير مرئية : مثل ما بين التعريق في عضلات اللحوم وصلصات السلطات (مثل المايونيز) والكريم المخفوق والأجبان عالية الدسم والمكسرات والأطعمة المقلية وبعض الحلوى مثل الشيكولاتة . وهذه تعد أكثر خطورة حيث انه لا يمكن إدراكها .
8- ماذا عن الأشخاص الذين يعانون من السكرى و ارتفاع ضغط الدم بالاضافة الى زيادة الوزن؟
إن تسعة من مجموعة عشرة أشخاص مصابين بمرض السكري من النوع الثاني يعانون من زيادة في الوزن لذلك يعتبر علاج زيادة الوزن الخط الأول لعلاج السكرى من النوع الثاني. و كل خسارة فى الوزن عند هؤلاء الاشخاص تساعدهم على ضبط نسبة السكر فى الدم و انخفاض ضغط الدم.
و هناك أبحاث جديدة نشرت في مجلة علمية متخصصة بالسكري Diabetes Care Journal) (أثبتت جدوى زينيكال في نقصان الوزن و التحكم في معدل السكر إذا كان المريض يعانى من زيادة في الوزن مصاحباً لمرض السكري. وقد أثبتت هذه الدراسات الطبية أن مرضى السكري الذين يعانون من زيادة في الوزن قادرين على تخفيف أوزانهم باستخدام زينيكال بثلاثة أضعاف عن الذين يحاولون تخفيف أوزانهم بالحمية فقط. استطاع المرضى الذين تناولوا زينيكال في التحكم في مستوى السكر في الدم مقارنةًَ بالذين استعانوا بالحمية فقط. و أثبتت ايضاً دراسة (زيندوس) التى أجريت على 3304 شخصاً يعانون من زيادة الوزن و التى استغرقت اربعة سنوات أن زينيكال يقلل الوزن و يمنع او يؤخر تطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 37% مقارنة بتغيير اسلوب الحياة فقط دون حدوث اى مضاعفات سلبية للعقار طوال هذه المدة من العلاج.
9- ما هى الخطوات التى تتخذها لمساعدة من يعانى من زيادة الوزن؟
• طرح بعض الاسئلة لمعرفة الظروف التى ابتدات فى ظلها الزيادة فى الوزن. يشمل ذلك معرفة طريقة الاكل و نفسية المريض.
• اجراء بعض الفحوصات و القياسات مثل معامل كتلة الجسم و محيط الخصر.
• تحديد النظام الغذائى المتوازن ووصف الدواء الآمن.
10- ما رايك فى التدخل الجراحى؟
إن العلاج الجراحي أي كان له مخاطره ويجب ألا يترك الأمر للمريض ليقرر اللجوء إلى الخيار الجراحي ، بل يتم ذلك من قبل الطبيب وتحت ظروف معينة فالتدخل الجراحي لا يفيد إلا في علاج عدد محدود جداً من حالات السمنة المفرطة (دليل كتلة الجسم اكبر من 40) أو حالات السمنة المصحوبة بأمراض تهدد صحة المريض ولا يتم اللجوء إليه إلا بعد ثبوت فشل الوسائل الأخرى (ولنقل السلمية في علاج هذه الحالات) . ويجب أن يقوم بإجراء هذه العمليات طبيب متمرس جداً ولديه خبرة طويلة في هذا المجال ، بحيث يستطيع إختيار نوع الجراحة المناسبة لكل حالة على حدة ، لتجنب حدوث مضاعفات أو عواقب وخيمة قد تزيد من متاعب المريض . فالأمر ليس مجرد إجراء عملية جراحية تفتح الباب للإنتقال إلى عالم الرشاقة . كما لا يجب أن يكون الهدف من إجراء العملية هو التجميل فقط دون داع حقيقي لذلك .
أما بالنسبة لعملية شفط الدهون ، فهي عملية تجميلية يقررها طبيب التجميل عندما يكون المريض قد نجح بالفعل في التخلص من الوزن الزائد ولم يتبقى سوى منطقة معينة من الجسم تتراكم فيها الدهون ولا يستطيع التخلص منها بكافة الطرق الأخرى هنا يكون قرار أخصائي التجميل بالتدخل الجراحي لإزالة الدهون من هذه المنطقة . ولا تكاد هذه العملية أيضاً تخلو من بعض المضاعفات حيث تكون الدهون موزعة في الجسم داخل محفظة من الخلايا التي تصل إليها أوعية دموية وعليها أربطة وأعصاب وفي النهاية لا يستطيع الجراح أيضاً إزاله الدهون من كل مكان ، ولكن يتم ذلك في حدود لا يمكن تجاوزها . فالقضية إذاً ليست مجرد تسهيل الجراحة أمام المريض بإعتباها الحل الأمثل لعلاج السمنة ، إنما يجب أن يكون المريض على دراية بطبيعة العملية وعواقبها ومضاعفاتها أيضاً .
و هناك أكثر من 20% من الحالات فشلت في التخلص من السمنة بعد إجراء عمليات جراحية لهذا الغرض ، وبالتالي تكون العودة إلى نقطة البداية ، بل أن الأسوأ من ذلك أن هؤلاء الأشخاص يكونوا قد فقدوا الثقة في التخلص من السمنة بعد تجربة فاشلة مع الجراحة .
كيف يمكن الحفاظ على الوزن على المدى البعيد؟
نصيحتى ان نعيش قدر الامكان ضمن المعادلة الطبيعية السليمة بين ما نأكله كماً و نوعاً و ما نقوم به من مجهود عضلي و ذلك بأن نأكل بشكل دون إسراف أو حرمان معتدل فإن أي طعام مهما إشتهته النفس سيبقى في الفم مدة لا تزيد عن ثلاث دقائق بأي حال ، وفي المعدة ثلاث ساعات ، لكن أثره سيبقى في الجسم مدى الحياة و نحافظ على نمط حياتي نشيط.
بهذه الطريقة نستطيع أن نتمتع بصحة جيدة و صورة جمالية مميزة.
وصدق عز و جل من قال : "كلوا وأشربوا ولا تسرفوا" سورة الأنعام - الآية 31