yasmeen
11-24-2005, 08:20 AM
عمار تقي
كاتب كويتي
www.ataqi.com
مازال الظلاميون والارهابيون «من خوارج العصر الحديث»، يواصلون مجازرهم اليومية في العراق بشكل أكثر توحشا وأكثر همجية بعد أن عربدوا وعاثوا في بلاد الرافدين فسادا باستهدافهم المتكرر لأبناء الشعب العراقي دون أي تفريق بين رجل وامرأة أو بين شيخ كبير وطفل صغير، بل انهم لو يتورعوا حتى عن استهداف المساجد ودور العبادة!
فقد استشهد أكثر من ستين عراقيا على اثر العملية الارهابية التي قام بها انتحاري عندما فجَّر نفسه وسط مجلس عزاء في منطقة ديالي يوم الأحد الماضي, وقبل هذا العمل الارهابي الجبان، كانت أحداث مدينة خانقين الدموية التي قام على اثرها اثنان من «المجاهدين» بتفجير نفسيهما في بيت من بيوت الله وقت صلاة الجمعة غير عابئين بحرمة المكان، قتل خلالها أكثر من مئة عراقي! وليس هذا فحسب، فهناك أيضا المجزرة المروعة التي نفذها أحد «أبطال المقاومة العراقية» عندما انسلخ عن انسانيته وقام بفتح نيران أسلحته على حافلة صغيرة في محافظة ديالي وأوقع أكثر من 12 قتيلا من بينهم طفل رضيع لم يبلغ الشهرين من عمره! وقبل هذه العملية البشعة جرت عملية ارهابية أخرى في أحد مطاعم العاصمة بغداد والتي حصدت أرواح ستين عراقيا.
كان هذا موجزاً سريعاً لحصيلة العمليات الارهابية التي شنتها «المقاومة العراقية الشريفة» بقيادة زعيمها «المناضل» المدعو أبو مصعب الزرقاوي والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن عمليات الشحن الطائفي التي سبقتها بأيام معدودة عندما قامت بعض الأحزاب والشخصيات والفضائيات العراقية والعربية ببث سمومهم الطائفية على خلفية أحداث سجن الجادرية، وتصويرهم الأمر على أنها حملة تستهدف النَّيل من السُّنة العراقيين (أفادت التحقيقات الأولية أن مجموعة من عتاة الارهاب العرب ومن قتلة الأطفال تعرضوا في هذا السجن لبعض اللكمات والضربات)! ولا أريد حقيقة الخوض في هذا الموضوع وسبب اثارته في هذا التوقيت بالذات على الأقل الى حين الانتهاء من التحقيقات، الا أن ردة الفعل الهستيرية على أحداث سجن الجادرية كشفت لنا عن حقيقة أولئك الذين يدَّعون الوسطية والاعتدال من الاسلاميين سواء في صحافتنا المحلية أو العربية من الذين هاجوا وماجو «لتعذيب» سبعة ارهابيين من أشقائنا العرب، في حين كانوا يلتزمون الصمت المريب والمخزي تجاه الجرائم الوحشية التي ترتكب يوميا بحق عشرات العراقيين.
في المقابل، يبدو أن العراق لم يكن لوحده على موعد مع العمليات الارهابية، بل امتدت يد الارهاب الآثمة في الأسبوع الماضي، لتصل الى العاصمة الأردنية عمان والتي أوقعت أكثر من ستين قتيلا وأكثر من مئة جريح عبر العمليات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق وسط العاصمة الأردنية والتي أعلن تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» مسؤوليته عن تلك الجريمة البشعة, وعلى الفور سارعت العديد من الدول العربية والمنظمات والهيئات والجمعيات والقوى والأحزاب العربية بادانة قوية وغير مسبوقة لذلك العمل الاجرامي الذي لحق بعمان، وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع الأردن.
الا أن الغريب في الأمر أن ردة الفعل العربية والاستنكار الكبير والواسع لأحداث الأردن لم تكن بحجم ردة فعل الأخوة والأشقاء العرب تجاه المجازر المروعة التي ترتكب يوميا في العراق! فكيف لنا أن نفسر يا ترى هذا التناقض الصارخ في ردود الأفعال العربية على الأعمال الاجرامية التي وقعت في بغداد وعمان؟ أليس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أو الزرقاوي الذي أعلن عن مسؤوليته في تفجيرات الأردن، هو نفسه الذي أعلن عن مسؤوليته لسلسلة التفجيرات الانتحارية التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من العراقيين حتى الآن؟ لماذا اذا تباينت واختلفت ردود الأفعال؟ وهل من باب الانصاف أن يتغاضى العرب عن جرائم الارهابيين في العراق، وينتفضون مذعورين بهذا الشكل عندما يضرب الارهاب الأردن؟!
من جانب آخر، يبدو أن أحداث الأردن تسببت في ردة فعل ايجابية لدى الشارع الأردني، اذ شاهدنا وتابعنا العديد من وسائل الاعلام والصحافة الأردنية والأحزاب القومية والاسلامية وهم يقومون بالتظاهر والتنديد العلني ضد تنظيم القاعدة وضد الزرقاوي، بعد أن كانت تلك التنظيمات والأقلام نفسها قبل أسبوع واحد فقط من تفجيرات عمان تنظر الى ما يقوم به الزرقاوي من عمليات ارهابية ضد أبناء الشعب العراقي، على أنها نوع من أنواع «النضال المشروع» ضد المحتل وأعوانه! فقد كانت العديد من التنظيمات الاسلامية في الأردن ترقص طربا وفرحا على وقع عمليات القاعدة في العراق، ولا أدل على ذلك من الاحتفالات التي أقامتها تلك التنظيمات الاسلامية نفسها تخليدا لذكرى «الشهيد الحي» (كما أطلقوا عليه) وهو الشاب الأردني الذي فجر نفسه وسط مجلس عزاء في بغداد قبل بضعة أشهر وأوقع أكثر من مئة قتيل عراقي! اللطيف بالأمر أن الأصوات نفسها والأقلام الأردنية من محرضي ومسوقي الارهاب في العراق، هم أنفسهم الذين أدانوا تفجيرات عمان بعد أن طالتهم يد الارهاب التي كانوا يدعمونها الى وقت قريب!
وفي المغرب أيضا كانت ردة فعل الشارع المغربي ايجابية تجاه تنظيم القاعدة خصوصا بعد حادثة اعدام اثنين من الديبلوماسيين المغاربة في العراق على يد «اللجنة الشرعية» للتنظيم!، اذ خرجت المظاهرات الشعبية الواسعة وهي تندد بتنظيم القاعدة وبالزرقاوي، وقام بعض علماء الدين في المغرب بنعت الزرقاوي بـ «الكافر» وتنظيمه بـ «الارهابي»! في الوقت الذي كانت القاعدة محل تأييد وتعاطف كبير في أوساط الشارع المغربي، خصوصا اذا ما تتبعنا ردود فعل الكثير من المغاربة وخصوصا علماء الدين منهم وكيف أنهم التزموا الصمت المطبق تجاه الأعمال الارهابية التي تجرى يوميا في العراق، وكيف كانوا يتجاهلون اتهام أو حتى ادانة القاعدة على جرائمهم النكراء بحق العراقيين!
وهنا نود أن نطرح بعض الأسئلة: هل كان علماء المغرب بحاجة الى أن تصل يد الارهاب الى مواطنيهم حتى يقوموا بادانة الأعمال الاجرامية لتنظيم القاعدة ويكتشفوا أن الزرقاوي «كافر» وأن تنظيمه «ارهابي»؟! وهل تحتاج بقية الدول العربية الى حادثة مشابهة كالتي حدثت في المغرب والأردن حتى تؤمن بخطورة القاعدة وتقوم بالتصدي الحقيقي لهم والتنديد العلني بجرائمهم؟!
ومادمنا قد أشرنا الى «التحول الايجابي» الذي أصاب (بعض) علماء المغرب والأردن تجاه تنظيم القاعدة، فلا بد هنا من الاشادة أيضا بموقف شيخ الجامع الأزهر «محمد سيد طنطاوي» الذي قال بعيد تفجيرات الأردن، بأن «الزرقاوي مجرم ومنافق وفاجر، وأن كل من يؤيده مجرم مثله»! ورغم أن هذا التصريح الشجاع لرئيس الأزهر جاء متأخرا، وكنا نأمل سماعه بعد الحوادث الارهابية التي تعصف يوميا بالعراق الجريح، الا أنه بلا شك يعتبر خطوة ايجابية على الطريق الصحيح.
ان الاستنكارات والتنديدات والفتاوى كلها التي صدرت في الأردن والمغرب والأزهر ضد الزرقاوي وتنظيمه الارهابي هي فتاوى واجراءات صحيحة، ولكنها غير كافية ولن تؤدي الى النتيجة المرجوة منها بالشكل السليم مادام الكثيرون من علماء الأمة مصرين على تبرير الارهاب واتباع سياسة الكيل بمكيالين,,,فحلال هنا وحرام هناك! ان عملية تبرير الارهاب والتزام الصمت تجاه العمليات الارهابية في العراق (والذي يعد قبولا ضمنيا لما يقوم به الزرقاوي) هي مسألة لا تقل خطورة عن العمليات الانتحارية التي يقوم بها خوارج العصر! ان التبرير والصمت يوفر لأصحاب هذا الفكر المنحرف المناخ الثقافي الملائم لتنامي فكرهم الذي يقوم على أساس رفض واقصاء ومحاربة وتكفير الآخر أيا كان! لذا لم يعد من المقبول السكوت بعد اليوم على استمرار هذه الجرائم الوحشية ولا على المواقف السلبية لعلماء الأمة، فما يحدث في العراق لم يعد شأنا عراقيا خصوصا بعد أن أثبتت أحداث الأردن وما جرى في العديد من الدول العربية وفي غيرها أن العالم لم يعد بمنأى عن تسلل الارهاب اليه.
كاتب كويتي
www.ataqi.com
مازال الظلاميون والارهابيون «من خوارج العصر الحديث»، يواصلون مجازرهم اليومية في العراق بشكل أكثر توحشا وأكثر همجية بعد أن عربدوا وعاثوا في بلاد الرافدين فسادا باستهدافهم المتكرر لأبناء الشعب العراقي دون أي تفريق بين رجل وامرأة أو بين شيخ كبير وطفل صغير، بل انهم لو يتورعوا حتى عن استهداف المساجد ودور العبادة!
فقد استشهد أكثر من ستين عراقيا على اثر العملية الارهابية التي قام بها انتحاري عندما فجَّر نفسه وسط مجلس عزاء في منطقة ديالي يوم الأحد الماضي, وقبل هذا العمل الارهابي الجبان، كانت أحداث مدينة خانقين الدموية التي قام على اثرها اثنان من «المجاهدين» بتفجير نفسيهما في بيت من بيوت الله وقت صلاة الجمعة غير عابئين بحرمة المكان، قتل خلالها أكثر من مئة عراقي! وليس هذا فحسب، فهناك أيضا المجزرة المروعة التي نفذها أحد «أبطال المقاومة العراقية» عندما انسلخ عن انسانيته وقام بفتح نيران أسلحته على حافلة صغيرة في محافظة ديالي وأوقع أكثر من 12 قتيلا من بينهم طفل رضيع لم يبلغ الشهرين من عمره! وقبل هذه العملية البشعة جرت عملية ارهابية أخرى في أحد مطاعم العاصمة بغداد والتي حصدت أرواح ستين عراقيا.
كان هذا موجزاً سريعاً لحصيلة العمليات الارهابية التي شنتها «المقاومة العراقية الشريفة» بقيادة زعيمها «المناضل» المدعو أبو مصعب الزرقاوي والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن عمليات الشحن الطائفي التي سبقتها بأيام معدودة عندما قامت بعض الأحزاب والشخصيات والفضائيات العراقية والعربية ببث سمومهم الطائفية على خلفية أحداث سجن الجادرية، وتصويرهم الأمر على أنها حملة تستهدف النَّيل من السُّنة العراقيين (أفادت التحقيقات الأولية أن مجموعة من عتاة الارهاب العرب ومن قتلة الأطفال تعرضوا في هذا السجن لبعض اللكمات والضربات)! ولا أريد حقيقة الخوض في هذا الموضوع وسبب اثارته في هذا التوقيت بالذات على الأقل الى حين الانتهاء من التحقيقات، الا أن ردة الفعل الهستيرية على أحداث سجن الجادرية كشفت لنا عن حقيقة أولئك الذين يدَّعون الوسطية والاعتدال من الاسلاميين سواء في صحافتنا المحلية أو العربية من الذين هاجوا وماجو «لتعذيب» سبعة ارهابيين من أشقائنا العرب، في حين كانوا يلتزمون الصمت المريب والمخزي تجاه الجرائم الوحشية التي ترتكب يوميا بحق عشرات العراقيين.
في المقابل، يبدو أن العراق لم يكن لوحده على موعد مع العمليات الارهابية، بل امتدت يد الارهاب الآثمة في الأسبوع الماضي، لتصل الى العاصمة الأردنية عمان والتي أوقعت أكثر من ستين قتيلا وأكثر من مئة جريح عبر العمليات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق وسط العاصمة الأردنية والتي أعلن تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» مسؤوليته عن تلك الجريمة البشعة, وعلى الفور سارعت العديد من الدول العربية والمنظمات والهيئات والجمعيات والقوى والأحزاب العربية بادانة قوية وغير مسبوقة لذلك العمل الاجرامي الذي لحق بعمان، وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع الأردن.
الا أن الغريب في الأمر أن ردة الفعل العربية والاستنكار الكبير والواسع لأحداث الأردن لم تكن بحجم ردة فعل الأخوة والأشقاء العرب تجاه المجازر المروعة التي ترتكب يوميا في العراق! فكيف لنا أن نفسر يا ترى هذا التناقض الصارخ في ردود الأفعال العربية على الأعمال الاجرامية التي وقعت في بغداد وعمان؟ أليس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أو الزرقاوي الذي أعلن عن مسؤوليته في تفجيرات الأردن، هو نفسه الذي أعلن عن مسؤوليته لسلسلة التفجيرات الانتحارية التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من العراقيين حتى الآن؟ لماذا اذا تباينت واختلفت ردود الأفعال؟ وهل من باب الانصاف أن يتغاضى العرب عن جرائم الارهابيين في العراق، وينتفضون مذعورين بهذا الشكل عندما يضرب الارهاب الأردن؟!
من جانب آخر، يبدو أن أحداث الأردن تسببت في ردة فعل ايجابية لدى الشارع الأردني، اذ شاهدنا وتابعنا العديد من وسائل الاعلام والصحافة الأردنية والأحزاب القومية والاسلامية وهم يقومون بالتظاهر والتنديد العلني ضد تنظيم القاعدة وضد الزرقاوي، بعد أن كانت تلك التنظيمات والأقلام نفسها قبل أسبوع واحد فقط من تفجيرات عمان تنظر الى ما يقوم به الزرقاوي من عمليات ارهابية ضد أبناء الشعب العراقي، على أنها نوع من أنواع «النضال المشروع» ضد المحتل وأعوانه! فقد كانت العديد من التنظيمات الاسلامية في الأردن ترقص طربا وفرحا على وقع عمليات القاعدة في العراق، ولا أدل على ذلك من الاحتفالات التي أقامتها تلك التنظيمات الاسلامية نفسها تخليدا لذكرى «الشهيد الحي» (كما أطلقوا عليه) وهو الشاب الأردني الذي فجر نفسه وسط مجلس عزاء في بغداد قبل بضعة أشهر وأوقع أكثر من مئة قتيل عراقي! اللطيف بالأمر أن الأصوات نفسها والأقلام الأردنية من محرضي ومسوقي الارهاب في العراق، هم أنفسهم الذين أدانوا تفجيرات عمان بعد أن طالتهم يد الارهاب التي كانوا يدعمونها الى وقت قريب!
وفي المغرب أيضا كانت ردة فعل الشارع المغربي ايجابية تجاه تنظيم القاعدة خصوصا بعد حادثة اعدام اثنين من الديبلوماسيين المغاربة في العراق على يد «اللجنة الشرعية» للتنظيم!، اذ خرجت المظاهرات الشعبية الواسعة وهي تندد بتنظيم القاعدة وبالزرقاوي، وقام بعض علماء الدين في المغرب بنعت الزرقاوي بـ «الكافر» وتنظيمه بـ «الارهابي»! في الوقت الذي كانت القاعدة محل تأييد وتعاطف كبير في أوساط الشارع المغربي، خصوصا اذا ما تتبعنا ردود فعل الكثير من المغاربة وخصوصا علماء الدين منهم وكيف أنهم التزموا الصمت المطبق تجاه الأعمال الارهابية التي تجرى يوميا في العراق، وكيف كانوا يتجاهلون اتهام أو حتى ادانة القاعدة على جرائمهم النكراء بحق العراقيين!
وهنا نود أن نطرح بعض الأسئلة: هل كان علماء المغرب بحاجة الى أن تصل يد الارهاب الى مواطنيهم حتى يقوموا بادانة الأعمال الاجرامية لتنظيم القاعدة ويكتشفوا أن الزرقاوي «كافر» وأن تنظيمه «ارهابي»؟! وهل تحتاج بقية الدول العربية الى حادثة مشابهة كالتي حدثت في المغرب والأردن حتى تؤمن بخطورة القاعدة وتقوم بالتصدي الحقيقي لهم والتنديد العلني بجرائمهم؟!
ومادمنا قد أشرنا الى «التحول الايجابي» الذي أصاب (بعض) علماء المغرب والأردن تجاه تنظيم القاعدة، فلا بد هنا من الاشادة أيضا بموقف شيخ الجامع الأزهر «محمد سيد طنطاوي» الذي قال بعيد تفجيرات الأردن، بأن «الزرقاوي مجرم ومنافق وفاجر، وأن كل من يؤيده مجرم مثله»! ورغم أن هذا التصريح الشجاع لرئيس الأزهر جاء متأخرا، وكنا نأمل سماعه بعد الحوادث الارهابية التي تعصف يوميا بالعراق الجريح، الا أنه بلا شك يعتبر خطوة ايجابية على الطريق الصحيح.
ان الاستنكارات والتنديدات والفتاوى كلها التي صدرت في الأردن والمغرب والأزهر ضد الزرقاوي وتنظيمه الارهابي هي فتاوى واجراءات صحيحة، ولكنها غير كافية ولن تؤدي الى النتيجة المرجوة منها بالشكل السليم مادام الكثيرون من علماء الأمة مصرين على تبرير الارهاب واتباع سياسة الكيل بمكيالين,,,فحلال هنا وحرام هناك! ان عملية تبرير الارهاب والتزام الصمت تجاه العمليات الارهابية في العراق (والذي يعد قبولا ضمنيا لما يقوم به الزرقاوي) هي مسألة لا تقل خطورة عن العمليات الانتحارية التي يقوم بها خوارج العصر! ان التبرير والصمت يوفر لأصحاب هذا الفكر المنحرف المناخ الثقافي الملائم لتنامي فكرهم الذي يقوم على أساس رفض واقصاء ومحاربة وتكفير الآخر أيا كان! لذا لم يعد من المقبول السكوت بعد اليوم على استمرار هذه الجرائم الوحشية ولا على المواقف السلبية لعلماء الأمة، فما يحدث في العراق لم يعد شأنا عراقيا خصوصا بعد أن أثبتت أحداث الأردن وما جرى في العديد من الدول العربية وفي غيرها أن العالم لم يعد بمنأى عن تسلل الارهاب اليه.