yasmeen
11-24-2005, 08:10 AM
روت سيرتها الذاتية في كتاب "المشوهة" عبر 235 صفحة
باريس من- نجاة عبدالنعيم:
/ صدر مؤخرا بباريس كتاب "المشوهة " للإعلامية السعودية رانيا الباز, عن دار نشر"مشيل لافو" الفرنسية.
ويتناول الكتاب من خلال صفحاته ال¯ 235 سيرتها الذاتية وتروي فيه رحلتها الاجتماعية والعملية بداية من نشأتها حتى وصولها آلي حقل العمل لتصل إلى الهدف الأساسي من صدور الكتاب وهو المأساة والحادث المفجع الذي تعرضت له اثر هجوم زوجها عليها بالضرب المبرح حتى تركها في حالة بين الحياة والموت وسبب لها 13 كسرا بالوجه, ونظرا لوقوع الحادث في ساعة متأخرة من الليل, وبالرغم من صراخها طلبا للنجدة لم يسع أحد من الجيران لإغاثتها نظرا لاعتقادهم أنها مشاجرة عادية بين الزوجين خاصة أنهما سكان جدد, أما الشغالة فقد أمرها الزوج بالدخول إلى حجرتها فلم تجرئ على فعل شيء لإنقاذها.
بقيت رانيا في حالة غيبوبة أربعة أيام بعد أن نقلها زوجها إلى المستشفي وهرب, وحسبما كان يتوقع الأطباء أن الأمل في نجاتها كان ضعيفا نظرا لحالتها الحرجة وبالتالي كانت فرصة رجوعها للحياة ضعيفة جدا.
قصدت رانيا الباز من خلال كتابها الصادر بباريس مؤخرا أن توصل رسالة للعالم الغربي بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة أن المرأة السعودية لم تكن مجرد كائن موجود فحسب بل أنها تعلمت ووصلت إلى حقل العمل وتكافح من أجل الحصول على مزيد من الحقوق وإن كانت لم تأخذ كافة حقوقها نظرا لسطوة الفكر المتحجر والعادات والتقاليد التي تحول دون ذلك.
جاءت الباز لباريس بعد هذه المأساة بأربع شهور ولم تكن بعد قد أتمت علاج من حطمه زوجها, وحاولت الكابتة من خلال أسلوب السرد والرصد للأحداث والمعلومات تارة والرواية تارة أخرى أن تبلغ رسالة إلى كل من وقع عليه أعمال العنف أو كانوا ضحية للاعتداء أن يفصحوا ويفتحوا قلوبهم لحب الأخر. اهتمت وسائل الإعلام العربية والفرنسية بالحدث وخصص لها مركز الصحفيين الأجانب بمبني الإذاعة والتليفزيون الفرنسي ندوة عن كتاب "المشوهة" واهتمت بنقلها قنوات عدة.
وفي هذا الصدد كان لنا اللقاء مع الإعلامية والكاتبة رانيا الباظ بباريس لمعرفة المزيد عن الحادث الأليم وأسبابه وماذا تنتظر رانيا في المستقبل القريب خاصة بعد أن تركت عملها بالتليفزيون السعودي نظرا لظروفها الصحية.
\ متى تعرضت للحادث الأليم, ولماذا قام زوجك بمثل هذا العمل الإجرامي?
/ الحادث تم في 4/4/2004, أما عن الأسباب فهي كثيرة ونتيجة تراكمات من غيرة الزوج, نظرا لأني مذيعة ناجحة, لم أكن يوما مغرورة, لكني كنت أول مذيعة شابة - 31 عاما - وجميلة في المملكة وكنت أعمل في القناة الأولي بالتليفزيون السعودي وقناة إقرأ وكانت لي مجموعة من البرامج الهامة في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية خاصة ما يهم المرأة, وبالإضافة إلى ذلك لي نشاط ملحوظ في الساحة الاجتماعية, فانا أتولي عملية تأسيس الجمعيات غير الربحية - وهي جمعيات خيرية - وعملت أبحاثا عديدة عن وضع المرأة وتبنيت قضايا الدفاع عن حقوقها بالمملكة وخارجها وأهم الجمعيات بفرنسا التي أعمل معها هي جمعية "لا خاضعات ولا خانعات" وأنا الناطق الرسمي باسم هذه الجمعية في منطقة الشرق الأوسط.
\ للمرأة أساليب استفزازية في بعض الأحيان ألم تكن رانيا الباز هي السبب في استفزاز زوجها للدرجة التي دفعته للشروع في قتلك? وهل كانت المرة الأولي الذي يتطاول فيها عليك بالضرب?
/ أعترف أن لكل مشكلة أو حادث طرفين مرسل ومستقبل ولم أقل أني كنت ملاكا وربما صدر مني بعض الكلمات التي أدت لتفاقم الوضع لكن المشكلة الأساسية موجودة ودائما ما تثير الشغب بيننا وهي عدم تفهم الرجل للمرأة, فمازال الرجل في العالم العربي يعتبر أن المرأة خلقت من أجل البيت والزوج والأولاد متجاهلين حقها في إثبات الذات والعمل. وبالرغم من أنني قدمت الكثير من التنازلات خاصة وأنني كنت أواصل تعليمي لمراحل عليا وبناء على رغبته تنازلت عن ذلك وهناك أشياء كثيرة أقوم بها فقط من أجل إرضائه وكنت أدرك أنه لا يريد سوي كل ما يعطل مسيرة عملي ومستقبلي لذلك كانت خلافاتي معه باستمرار,ولم تكن المرة الأولي التي تعرضت فيها للضرب والإهانة من زوجي - وإن كان طليقي - لذلك في كل مرة يقع فيها الاعتداء عليّ كنت أطلب الطلاق.
\ هل كان لزواجك مرة سابقة عامل في غيرته,وما سبب الطلاق فتلك المرة?
/ بالطبع كان أحد العوامل التي نغصت عليّ حياتي معه, فمازال الرجل الشرقي لا يتحمل قبول امرأة غير بكر وهذه المشكلة لها جذور في ثقافتنا وعادات لم تقوي الأيام بعد على تصحيحها, أما عن سبب انفصالي من الزوج الأول فكنت صغيرة في السن لم أتعد ال¯ 16 عاما وهو كان رجل كبيرا ولم أكن أعرف معني الزواج الحقيقي لذلك طلقني.
\ هل دخلت الخلافات المادية كعامل في الأسباب التي أدت إلى تفاقم الخلاف بينك وبين زوجك - طليقك - في الزيجة الأخيرة?
/ النواحي المادية كانت من العوامل الأساسية لتفاقم الخلافات بيننا, فهو كان فنانا ولا يعمل تقريبا وكان الاعتماد الأساسي على دخلي!!
\ هل واجهت رانيا ألباز اضطهادا من بعض المسئولين بعد الحادث وهل منعتي من السفر لكونك مطلقة ونشيطة?
/ بالفعل منعت مرتين من السفر للخارج وكان لحضور المؤتمر السنوي بفرنسا لجمعية" لا خاضعات لا خانعات "سابقة الذكر ولا أعرف سبب منعي من السفر, فانا لم أرتكب أي جرم في حق بلدي وأحبه بالرغم من اعتراضي على نظرة المجتمع للمرأة ووضعها, ولكني أعتقد أن سبب منعي كان خطأ من العاملين بالمطار بدليل أنني عندما غيرت المطار تمكنت من الخروج و لم يعترض احد طريقي.
\ أعلم أن السعودية تمنع المرأة من الخروج والسفر بدون اصطحاب رجل -محرم- وأنت مازلت صغيرة كيف تخططين ذلك?
/ كنت احصل على إذن من حاكم المنطقة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز فهو متفهم لوضعي ويعلم أني إعلامية وخروجي لحضور مؤتمرات أو العمل شيء لابد منه, وكذلك تؤازرني زوجته الأميرة سارة العنقري وهي رئيسة لجمعية نسائية لذلك تتبني الموقف.
\ وهل تفكر رانيا الباز في الرجوع مرة أخري للسعودية?
/ نعم فهي بلدي وبها أولادي وأهلي ولابد من الرجوع.
\ وأين هم أولادك الآن ولمن حق حضانتهم?
/ أولادي مع أمي بالسعودية والحمد الله حصلت على حق حضانتهم في مقابل التنازل عن حقوقي والتنازل عن القضية وأفرج عن والدهم, خاصة انه كان مدانا بالشروع في قتلي مما يعرضه للسجن و300 جلدة, وإن كان تنازلي عن القضية نابعا من إيماني بالتسامح وحتى لا يكون لدي عقدة الذنب تجاه وربما ما حدث أنا طرف وسبب فيه وبذلك أكون خلصت ضميري تجاهه.
\ هل تعتقدين أنك امرأة قوية في مواجهة تلك الأحداث?
/ لست قوية لكن الثوابت الموجودة في بلدي هي التي دفعتني أن أكون كذلك وأنا فقط أستمر في الدفاع عن حقوق المرأة ليس في السعودية فحسب إنما في العالم أجمع بالتعاون مع جمعيات عالمية كثيرة. والقوة بنظري هي أن نتنازل عن بعض ما نتعايش معه لتقديم مجتمع أفضل.
\ عن ماذا تنازلت رانيا الباز بكونها شرقية?
/ أشياء كثيرة منها أن أكون مع أولادي اليوم وتنازلت أن يكون لدي حياة خاصة فحياتي كلها "مفضوحة" على الملأ.
\ وهل تعتزم رانيا الزواج مرة أخرى? وهل من الضروري أن يكون سعوديا أم ستفضلين الزواج تلك المرة -والتي ستكون الثالثة -من جنسية أخرى?
/ الزواج مرة ثانية لماذا لا... ومن جهة كونه سعوديا لم لا !! أما لو كان من أي جنسية أخري بالطبع فليس لدي أي مانع لأنني أحترم كل الناس باختلافاتهم وهذا هو أساس تعاوني مع الجمعيات الأوروبية والفرنسية أن يكون هناك هدف واحد للناس يدافعون عنه وهو عدم التمييز بين عربي أو أوروبي امرأة أو رجل كي ندافع عن حقوقنا من منطلق القوة, وبالنسبة للمرة الثالثة أوالعاشرة لا يهمني هذا التعبير! لأنها أفكار وتراكمات ثقافية تجعلنا نهدر الحياة التي وهبها لنا المولي مرة واحدة ولا نستمتع بها تخوفا من الفشل ونظرة المجتمع وإن كان الفشل الحقيقي هو الاستمرار في الفشل.
\ وهل تروق لك الحياة بباريس?
/ الحياة بباريس تروق لي لأني أحبها وأحب أدبها وفنونها,وأحب أدب الشارع الفرنسي, فالشيء الجميل فيها هو احترام الآخر فأنا عندما أمشي في الشارع امشي بكامل حريتي فلا تلاحقني وتراقبني عيون الناس وهذا بالفعل ما ينقصنا في مجتمعاتنا العربية أن نتعامل كمواطن درجة أولي وليس من الدرجة الثانية وينظر إلينا من منطلق الجسد.
\ بماذا تنددين دائما?
/ من الصعب التخيل أنني صاحبة القصة المؤلمة أنادي بالتسامح والحب حتى لا يكون هناك تمييز بين الجنسين خاصة في الوظائف, ولا تقيم الوظائف بالقيم المهنية إنما بقيم الجنس من ذكر أو أنثي خاصة في الدول العربية, كما أندد بإهمال القضايا الخاصة بالعنف والاغتصاب للنساء, وأطالب بتوفير محققات سيدات وشرطيات وسيدات معالجات نفسيات في أقسام الشرطة, لأنه بدون ذلك تتعرض السيدات في مجتمعنا لمزيد من حالات الاغتصاب والعنف وهناك الكثير من المتضررات في هذا الصدد ولا يجرؤن على الإفصاح بذلك نظرا لأن القائمين على الشكاوى رجال!!. كذلك عدم السماح لمشاركة السيدات العربيات في المنتديات والورش الدولية يعظم من النظرة الأجنبية للعربيات بالدونية والجهل, إضافة إلى استخدام جسد المرأة ومهنتها كربة منزل فقط وترويج ذلك في المجتمع من خلال التعليم والتربية والإعلام يشجع الأجيال القادمة لنظرة سوداوية ومختصرة بدور المرأة.
\ قمت بتقديم برامج بقناة "العربية" لمدة أسبوعين فقط لماذا لم تستمري, وهل قطع خط العودة للعمل بوظيفتك الأساسية بالتليفزيون السعودي?
/ عملت مع تليفزيون العربية- بدبي- كمذيعة أخبار وحصص ثقافية - ذلك منذ ثلاثة شهور تقريبا - وكان اتفاقي منذ البداية معهم أن اعمل أسبوعين حتى يتم الاتفاق على العقد, لكنه لم يتم, والتليفزيون السعودي طلب مني العودة للعمل بعد أن توقفت مع العربية.
\ هل تتوقعين أن تكون هناك ضغوط تمت على قناة العربية من السعودية حتى لا تستمري?
/ من الجائز.. لكنه من الممكن أيضا أن يكون هناك رفض من الجمهور للبرنامج التي قمت بتقديمها نظرا لنوعيتها الإخبارية والثقافة والجمهور اليوم مثقل ومحمل بالهموم وربما اتجاهاته للفن بنسبة اكبر.
\ لماذا طرحت كتابك باللغة الفرنسية?
/ صاحبة الفكرة هي دار النشر- مشيل لافو - وهي دعمت فكرتي الأساسية وتتبلور في توصيل رسالتي للعالم الأوروبي لإعطاء صورة خاصة للمجتمع الفرنسي من خلال كتابي عن السيدات بالمملكة خاصة وأن العالم الغربي لديه تخيل عن السعودية بأنها آبار البترول الغنية والصحراء والجمل و المرأة الخاملة المنقبة ولا يعرفون أن هناك امرأة متحضرة تلبس وتفكر وتتعلم مثلهم وتناضل من أجل الوصول لحقوقها وأن لدينا من السيدات اللاتي ناضلن في مجالات عدة منها الطب والأعلام والتدريس والاقتصاد.
\ هل بالفعل هناك تقدم ملحوظ للمرأة في مجال حصولها على العمل مقارنة بالرجل?
/ لا..حقيقية مازالت هناك مجالات محظورة على المرأة كوزيرة مثلا وكل الوظائف الهامة بالمملكة, بالإضافة, إلى انه لم يكن هناك مجال لعمل المرأة في وزارة العمل والصناعة والكهرباء والاتصالات والبترول. وإن صح التعبير لم يكن للمرأة مجال في كل الأماكن التي لم يكن بها حاجة للتعامل مع السيدات, وأنا أعترض على هذا التهميش الذي يفقد المرأة حقها ويحجبها, رغم أن نسبة السيدات بالمجتمع 46 في المائة وهذا يشكل نسبة بطالة كبيرة بالمجتمع لأن كثيرا من الفتيات يكملنا تعليمهن ويجلسن في بيوت آبائهن نظرا لعدم الزواج الذي عليه محظورات كثيرة أو نظرا لأنها تزوجت وفشلت وعادت لبيت أبيها بأولادها وأصبحت مرغمة أن تعول نفسها ويتسبب هذا التهميش في ازدياد نسبة الأمراض النفسية والمشاكل في المجتمع,
\ كيف تتخيل رانيا المستقبل وهل أنت نادمة على ما تم?
/ المستقبل بأيدي الخالق وأنا مؤمنة واعرف ربي وأعمل ما في جهدي لتصحيح ما فات ومازلت لا أعلم أن كنت استمر في فرنسا أم في مكان آخر, ولم أكن نادمة على ما فات إلا على ملامحي التي تغيرت وإن كانت تسبب شرخا كبيرا بداخلي, ومازال هناك ثلاثة كسور في وجهي لم يتم علاجها, ربما تعود إلىَّ رانيا التي شوهتها الرجعية والأفكار المتحجرة والعنف وأستطيع مصالحة نفسي أمام المرآة, و سأستمر في النضال مع الجمعية التي أنضم إليها بباريس - سابقة الذكر- وداخل بلدي لمناهضة العنف بشتى أشكاله.
\ وهل تتبني السعودية الأعباء المادية لعمليات العلاج اللازم حتى تستردى الصور الحقيقية لملامحك?
مطلقاً
باريس من- نجاة عبدالنعيم:
/ صدر مؤخرا بباريس كتاب "المشوهة " للإعلامية السعودية رانيا الباز, عن دار نشر"مشيل لافو" الفرنسية.
ويتناول الكتاب من خلال صفحاته ال¯ 235 سيرتها الذاتية وتروي فيه رحلتها الاجتماعية والعملية بداية من نشأتها حتى وصولها آلي حقل العمل لتصل إلى الهدف الأساسي من صدور الكتاب وهو المأساة والحادث المفجع الذي تعرضت له اثر هجوم زوجها عليها بالضرب المبرح حتى تركها في حالة بين الحياة والموت وسبب لها 13 كسرا بالوجه, ونظرا لوقوع الحادث في ساعة متأخرة من الليل, وبالرغم من صراخها طلبا للنجدة لم يسع أحد من الجيران لإغاثتها نظرا لاعتقادهم أنها مشاجرة عادية بين الزوجين خاصة أنهما سكان جدد, أما الشغالة فقد أمرها الزوج بالدخول إلى حجرتها فلم تجرئ على فعل شيء لإنقاذها.
بقيت رانيا في حالة غيبوبة أربعة أيام بعد أن نقلها زوجها إلى المستشفي وهرب, وحسبما كان يتوقع الأطباء أن الأمل في نجاتها كان ضعيفا نظرا لحالتها الحرجة وبالتالي كانت فرصة رجوعها للحياة ضعيفة جدا.
قصدت رانيا الباز من خلال كتابها الصادر بباريس مؤخرا أن توصل رسالة للعالم الغربي بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة أن المرأة السعودية لم تكن مجرد كائن موجود فحسب بل أنها تعلمت ووصلت إلى حقل العمل وتكافح من أجل الحصول على مزيد من الحقوق وإن كانت لم تأخذ كافة حقوقها نظرا لسطوة الفكر المتحجر والعادات والتقاليد التي تحول دون ذلك.
جاءت الباز لباريس بعد هذه المأساة بأربع شهور ولم تكن بعد قد أتمت علاج من حطمه زوجها, وحاولت الكابتة من خلال أسلوب السرد والرصد للأحداث والمعلومات تارة والرواية تارة أخرى أن تبلغ رسالة إلى كل من وقع عليه أعمال العنف أو كانوا ضحية للاعتداء أن يفصحوا ويفتحوا قلوبهم لحب الأخر. اهتمت وسائل الإعلام العربية والفرنسية بالحدث وخصص لها مركز الصحفيين الأجانب بمبني الإذاعة والتليفزيون الفرنسي ندوة عن كتاب "المشوهة" واهتمت بنقلها قنوات عدة.
وفي هذا الصدد كان لنا اللقاء مع الإعلامية والكاتبة رانيا الباظ بباريس لمعرفة المزيد عن الحادث الأليم وأسبابه وماذا تنتظر رانيا في المستقبل القريب خاصة بعد أن تركت عملها بالتليفزيون السعودي نظرا لظروفها الصحية.
\ متى تعرضت للحادث الأليم, ولماذا قام زوجك بمثل هذا العمل الإجرامي?
/ الحادث تم في 4/4/2004, أما عن الأسباب فهي كثيرة ونتيجة تراكمات من غيرة الزوج, نظرا لأني مذيعة ناجحة, لم أكن يوما مغرورة, لكني كنت أول مذيعة شابة - 31 عاما - وجميلة في المملكة وكنت أعمل في القناة الأولي بالتليفزيون السعودي وقناة إقرأ وكانت لي مجموعة من البرامج الهامة في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية خاصة ما يهم المرأة, وبالإضافة إلى ذلك لي نشاط ملحوظ في الساحة الاجتماعية, فانا أتولي عملية تأسيس الجمعيات غير الربحية - وهي جمعيات خيرية - وعملت أبحاثا عديدة عن وضع المرأة وتبنيت قضايا الدفاع عن حقوقها بالمملكة وخارجها وأهم الجمعيات بفرنسا التي أعمل معها هي جمعية "لا خاضعات ولا خانعات" وأنا الناطق الرسمي باسم هذه الجمعية في منطقة الشرق الأوسط.
\ للمرأة أساليب استفزازية في بعض الأحيان ألم تكن رانيا الباز هي السبب في استفزاز زوجها للدرجة التي دفعته للشروع في قتلك? وهل كانت المرة الأولي الذي يتطاول فيها عليك بالضرب?
/ أعترف أن لكل مشكلة أو حادث طرفين مرسل ومستقبل ولم أقل أني كنت ملاكا وربما صدر مني بعض الكلمات التي أدت لتفاقم الوضع لكن المشكلة الأساسية موجودة ودائما ما تثير الشغب بيننا وهي عدم تفهم الرجل للمرأة, فمازال الرجل في العالم العربي يعتبر أن المرأة خلقت من أجل البيت والزوج والأولاد متجاهلين حقها في إثبات الذات والعمل. وبالرغم من أنني قدمت الكثير من التنازلات خاصة وأنني كنت أواصل تعليمي لمراحل عليا وبناء على رغبته تنازلت عن ذلك وهناك أشياء كثيرة أقوم بها فقط من أجل إرضائه وكنت أدرك أنه لا يريد سوي كل ما يعطل مسيرة عملي ومستقبلي لذلك كانت خلافاتي معه باستمرار,ولم تكن المرة الأولي التي تعرضت فيها للضرب والإهانة من زوجي - وإن كان طليقي - لذلك في كل مرة يقع فيها الاعتداء عليّ كنت أطلب الطلاق.
\ هل كان لزواجك مرة سابقة عامل في غيرته,وما سبب الطلاق فتلك المرة?
/ بالطبع كان أحد العوامل التي نغصت عليّ حياتي معه, فمازال الرجل الشرقي لا يتحمل قبول امرأة غير بكر وهذه المشكلة لها جذور في ثقافتنا وعادات لم تقوي الأيام بعد على تصحيحها, أما عن سبب انفصالي من الزوج الأول فكنت صغيرة في السن لم أتعد ال¯ 16 عاما وهو كان رجل كبيرا ولم أكن أعرف معني الزواج الحقيقي لذلك طلقني.
\ هل دخلت الخلافات المادية كعامل في الأسباب التي أدت إلى تفاقم الخلاف بينك وبين زوجك - طليقك - في الزيجة الأخيرة?
/ النواحي المادية كانت من العوامل الأساسية لتفاقم الخلافات بيننا, فهو كان فنانا ولا يعمل تقريبا وكان الاعتماد الأساسي على دخلي!!
\ هل واجهت رانيا ألباز اضطهادا من بعض المسئولين بعد الحادث وهل منعتي من السفر لكونك مطلقة ونشيطة?
/ بالفعل منعت مرتين من السفر للخارج وكان لحضور المؤتمر السنوي بفرنسا لجمعية" لا خاضعات لا خانعات "سابقة الذكر ولا أعرف سبب منعي من السفر, فانا لم أرتكب أي جرم في حق بلدي وأحبه بالرغم من اعتراضي على نظرة المجتمع للمرأة ووضعها, ولكني أعتقد أن سبب منعي كان خطأ من العاملين بالمطار بدليل أنني عندما غيرت المطار تمكنت من الخروج و لم يعترض احد طريقي.
\ أعلم أن السعودية تمنع المرأة من الخروج والسفر بدون اصطحاب رجل -محرم- وأنت مازلت صغيرة كيف تخططين ذلك?
/ كنت احصل على إذن من حاكم المنطقة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز فهو متفهم لوضعي ويعلم أني إعلامية وخروجي لحضور مؤتمرات أو العمل شيء لابد منه, وكذلك تؤازرني زوجته الأميرة سارة العنقري وهي رئيسة لجمعية نسائية لذلك تتبني الموقف.
\ وهل تفكر رانيا الباز في الرجوع مرة أخري للسعودية?
/ نعم فهي بلدي وبها أولادي وأهلي ولابد من الرجوع.
\ وأين هم أولادك الآن ولمن حق حضانتهم?
/ أولادي مع أمي بالسعودية والحمد الله حصلت على حق حضانتهم في مقابل التنازل عن حقوقي والتنازل عن القضية وأفرج عن والدهم, خاصة انه كان مدانا بالشروع في قتلي مما يعرضه للسجن و300 جلدة, وإن كان تنازلي عن القضية نابعا من إيماني بالتسامح وحتى لا يكون لدي عقدة الذنب تجاه وربما ما حدث أنا طرف وسبب فيه وبذلك أكون خلصت ضميري تجاهه.
\ هل تعتقدين أنك امرأة قوية في مواجهة تلك الأحداث?
/ لست قوية لكن الثوابت الموجودة في بلدي هي التي دفعتني أن أكون كذلك وأنا فقط أستمر في الدفاع عن حقوق المرأة ليس في السعودية فحسب إنما في العالم أجمع بالتعاون مع جمعيات عالمية كثيرة. والقوة بنظري هي أن نتنازل عن بعض ما نتعايش معه لتقديم مجتمع أفضل.
\ عن ماذا تنازلت رانيا الباز بكونها شرقية?
/ أشياء كثيرة منها أن أكون مع أولادي اليوم وتنازلت أن يكون لدي حياة خاصة فحياتي كلها "مفضوحة" على الملأ.
\ وهل تعتزم رانيا الزواج مرة أخرى? وهل من الضروري أن يكون سعوديا أم ستفضلين الزواج تلك المرة -والتي ستكون الثالثة -من جنسية أخرى?
/ الزواج مرة ثانية لماذا لا... ومن جهة كونه سعوديا لم لا !! أما لو كان من أي جنسية أخري بالطبع فليس لدي أي مانع لأنني أحترم كل الناس باختلافاتهم وهذا هو أساس تعاوني مع الجمعيات الأوروبية والفرنسية أن يكون هناك هدف واحد للناس يدافعون عنه وهو عدم التمييز بين عربي أو أوروبي امرأة أو رجل كي ندافع عن حقوقنا من منطلق القوة, وبالنسبة للمرة الثالثة أوالعاشرة لا يهمني هذا التعبير! لأنها أفكار وتراكمات ثقافية تجعلنا نهدر الحياة التي وهبها لنا المولي مرة واحدة ولا نستمتع بها تخوفا من الفشل ونظرة المجتمع وإن كان الفشل الحقيقي هو الاستمرار في الفشل.
\ وهل تروق لك الحياة بباريس?
/ الحياة بباريس تروق لي لأني أحبها وأحب أدبها وفنونها,وأحب أدب الشارع الفرنسي, فالشيء الجميل فيها هو احترام الآخر فأنا عندما أمشي في الشارع امشي بكامل حريتي فلا تلاحقني وتراقبني عيون الناس وهذا بالفعل ما ينقصنا في مجتمعاتنا العربية أن نتعامل كمواطن درجة أولي وليس من الدرجة الثانية وينظر إلينا من منطلق الجسد.
\ بماذا تنددين دائما?
/ من الصعب التخيل أنني صاحبة القصة المؤلمة أنادي بالتسامح والحب حتى لا يكون هناك تمييز بين الجنسين خاصة في الوظائف, ولا تقيم الوظائف بالقيم المهنية إنما بقيم الجنس من ذكر أو أنثي خاصة في الدول العربية, كما أندد بإهمال القضايا الخاصة بالعنف والاغتصاب للنساء, وأطالب بتوفير محققات سيدات وشرطيات وسيدات معالجات نفسيات في أقسام الشرطة, لأنه بدون ذلك تتعرض السيدات في مجتمعنا لمزيد من حالات الاغتصاب والعنف وهناك الكثير من المتضررات في هذا الصدد ولا يجرؤن على الإفصاح بذلك نظرا لأن القائمين على الشكاوى رجال!!. كذلك عدم السماح لمشاركة السيدات العربيات في المنتديات والورش الدولية يعظم من النظرة الأجنبية للعربيات بالدونية والجهل, إضافة إلى استخدام جسد المرأة ومهنتها كربة منزل فقط وترويج ذلك في المجتمع من خلال التعليم والتربية والإعلام يشجع الأجيال القادمة لنظرة سوداوية ومختصرة بدور المرأة.
\ قمت بتقديم برامج بقناة "العربية" لمدة أسبوعين فقط لماذا لم تستمري, وهل قطع خط العودة للعمل بوظيفتك الأساسية بالتليفزيون السعودي?
/ عملت مع تليفزيون العربية- بدبي- كمذيعة أخبار وحصص ثقافية - ذلك منذ ثلاثة شهور تقريبا - وكان اتفاقي منذ البداية معهم أن اعمل أسبوعين حتى يتم الاتفاق على العقد, لكنه لم يتم, والتليفزيون السعودي طلب مني العودة للعمل بعد أن توقفت مع العربية.
\ هل تتوقعين أن تكون هناك ضغوط تمت على قناة العربية من السعودية حتى لا تستمري?
/ من الجائز.. لكنه من الممكن أيضا أن يكون هناك رفض من الجمهور للبرنامج التي قمت بتقديمها نظرا لنوعيتها الإخبارية والثقافة والجمهور اليوم مثقل ومحمل بالهموم وربما اتجاهاته للفن بنسبة اكبر.
\ لماذا طرحت كتابك باللغة الفرنسية?
/ صاحبة الفكرة هي دار النشر- مشيل لافو - وهي دعمت فكرتي الأساسية وتتبلور في توصيل رسالتي للعالم الأوروبي لإعطاء صورة خاصة للمجتمع الفرنسي من خلال كتابي عن السيدات بالمملكة خاصة وأن العالم الغربي لديه تخيل عن السعودية بأنها آبار البترول الغنية والصحراء والجمل و المرأة الخاملة المنقبة ولا يعرفون أن هناك امرأة متحضرة تلبس وتفكر وتتعلم مثلهم وتناضل من أجل الوصول لحقوقها وأن لدينا من السيدات اللاتي ناضلن في مجالات عدة منها الطب والأعلام والتدريس والاقتصاد.
\ هل بالفعل هناك تقدم ملحوظ للمرأة في مجال حصولها على العمل مقارنة بالرجل?
/ لا..حقيقية مازالت هناك مجالات محظورة على المرأة كوزيرة مثلا وكل الوظائف الهامة بالمملكة, بالإضافة, إلى انه لم يكن هناك مجال لعمل المرأة في وزارة العمل والصناعة والكهرباء والاتصالات والبترول. وإن صح التعبير لم يكن للمرأة مجال في كل الأماكن التي لم يكن بها حاجة للتعامل مع السيدات, وأنا أعترض على هذا التهميش الذي يفقد المرأة حقها ويحجبها, رغم أن نسبة السيدات بالمجتمع 46 في المائة وهذا يشكل نسبة بطالة كبيرة بالمجتمع لأن كثيرا من الفتيات يكملنا تعليمهن ويجلسن في بيوت آبائهن نظرا لعدم الزواج الذي عليه محظورات كثيرة أو نظرا لأنها تزوجت وفشلت وعادت لبيت أبيها بأولادها وأصبحت مرغمة أن تعول نفسها ويتسبب هذا التهميش في ازدياد نسبة الأمراض النفسية والمشاكل في المجتمع,
\ كيف تتخيل رانيا المستقبل وهل أنت نادمة على ما تم?
/ المستقبل بأيدي الخالق وأنا مؤمنة واعرف ربي وأعمل ما في جهدي لتصحيح ما فات ومازلت لا أعلم أن كنت استمر في فرنسا أم في مكان آخر, ولم أكن نادمة على ما فات إلا على ملامحي التي تغيرت وإن كانت تسبب شرخا كبيرا بداخلي, ومازال هناك ثلاثة كسور في وجهي لم يتم علاجها, ربما تعود إلىَّ رانيا التي شوهتها الرجعية والأفكار المتحجرة والعنف وأستطيع مصالحة نفسي أمام المرآة, و سأستمر في النضال مع الجمعية التي أنضم إليها بباريس - سابقة الذكر- وداخل بلدي لمناهضة العنف بشتى أشكاله.
\ وهل تتبني السعودية الأعباء المادية لعمليات العلاج اللازم حتى تستردى الصور الحقيقية لملامحك?
مطلقاً