جمال
08-16-2003, 10:33 AM
اطرح موضوع الزواج والعنوسة فى موضوع منفصل للمعالجة الجادة ، لأن المشكلة كما اراها منتشرة فى الكويت ، وبحاجة إلى آراء الجميع للوصول إلى افضل الحلول !!
____________________
أولا زواج الولد
هل أصبح أبناؤنا وبناتنا في مهب الريح؟
بعد «المصياف».. «زواج الولد» آخر الصرعات
القبس
كتب أحمد ناصر:
بينما لم تهدأ اتصالات القراء المستهجنة والمستحسنة والمستفسرة عما نشرناه قبل ثلاثة أسابيع عن صرعة جديدة راحت تجتاح المجتمع الكويتي اسمها «زواج المصياف»، اكتشفنا ظاهرة أخرى بدأت منذ ثلاث سنوات في المجتمع، واخذت شكل الظاهرة اليوم، ويطلق عليها ذوو العلاقة «زواج الولد». ما «زواج الولد» هذا؟ هل هو صرعة أم أمر واقع؟ وما شكله ومدته ومدى مشروعيته؟ وما أسباب الاقدام عليه من البعض؟ وما مميزاته وعيوبه والمشاكل التي يمكن ان تنجم عن انتشاره؟ ولماذا بدأ ينتشر في المجتمع الكويتي؟ وما رأي رجال الدين فيه؟
في مكتب أحد المحامين الكبار، وفي غمار بحثنا عن مفهوم الصرعة الجديدة، بادرنا أحد المستشارين بأن «زواج الولد» هو عودة الى أيام الجاهلية. وأضاف موضحا:
ـ هذا النوع من الزواج كان منتشرا جدا في الجاهلية قبل الاسلام، ونقلته الينا السيدة عائشة في حديث طويل ذكرت فيه أنواع الزواج وقالت ان بعض النساء كنّ يذهبن الى القادة والأغنياء فيحملن منهم.
ولكن ما «زواج الولد» ومتى بدأ وكيف جرى اكتشافه؟
يجيب على السؤال أحد المحامين رافضا ذكر اسمه بقوله:
ـ انه زواج عادي، يجري باتفاق بين امرأة ورجل، وفي الغالب تعرض المرأة على الرجل ان يتزوجها لتحصل منه على ولد ثم يطلقها بعد ذلك، والهدف منه ان تحقق المرأة حلمها بالحصول على ولد ـ ذكر أو أنثى ـ ثم تنتهي مهمة الرجل عند هذا الحد، ولهذا يسمى عرفا بـ «زواج الولد» لأن المرأة تتزوج رجلا لتحصل على ولد منه فقط، ثم ينتهي الزواج.
وهذا الزواج ظهر في المجتمع منذ نحو ثلاث سنوات، وبدأ يأخذ شكل الظاهرة، وقد اكتشفته لما جاءتني بعض النسوة وحدثنني في أمره مطالبات برفع دعاوى لتعديل اسم الولد أو اضافة اللقب على اسمه.
خراب بيوت
اما الخطابة السارية ام بندر، وهي متخصصة في هذا النوع من الزواج، فتقول:
ـ بدأت العمل في هذا الزواج والخطبة له منذ سنتين ونصف السنة تقريبا، وعلمت من بعض عميلاتي انه منتشر في الكويت منذ أربع سنوات تقريبا، ودرجة الاقبال عليه بدأت تتزايد نسبيا أخيرا.
> وهل يجري هذا الزواج عن طريق الخطابات فقط؟
ـ النساء يثقن بالخاطبة التي يعرفنها أكثر من أي وسيلة أخرى، كما ان التفاوض مع الرجل عن طريقها أسهل وأكثر أمانا.. وكما تعلم هذه الأمور تتطلب سرية تامة.
> ولماذا السرية التامة ما دام انه زواج صحيح مائة في المائة؟
ـ لأن هدف هذا الزواج هو الحصول على الولد فقط، واذا جرى في العلن فربما يؤدي الى «خراب بيوت» وتشتت أسر.. ومن هنا يشترط الرجال دائما السرية التامة فيه، كما ان المرأة تريد ان تعيش في أمان وراحة مع ابنها الذي سعت للحصول عليه، وكل ذلك يتطلب ان يجري كل شيء في سرية تامة، وتؤخذ العهود والمواثيق من الطرفين وتوثق هذه العهود رسميا. هذا ما يرفع أسهم الخطابات في هذا المجال.
> وما أعمار الفتيات اللاتي يقبلن على هذا الزواج؟
ـ أولا يعتمد هذا الزواج على طلب المرأة الزواج وليس الرجل، ومن هنا بدأت الخاطبات الاحتفاظ بقائمة بأسماء الرجال الموافقين على هذا الزواج بدلا من قائمة النساء، كما هي العادة عندهن. وتتراوح أعمار الفتيات بين 35 ـ 40 سنة، وغالبيتهن ممن يخشين سن اليأس وتوقف «الطمث».
العنوسة السبب
> هل هناك أسباب أخرى للاقبال على «زواج الولد»؟
أجابت مناير وكانت تجلس في مكتب الخاطبة السارية أم بندر بعد ان اطمأنت الى عدم وجود كاميرا وجهاز تسجيل معي بقولها:
ـ دفعني شبح سن الأربعين الى الاقبال على هذا النوع من الزواج بعد ان نصحتني به زميلتي، فأنا وحيدة بين اخواني وأخواتي المتزوجات ووالدتي كبيرة في السن ووالدي متوف، وأعيش وحيدة على الرغم من وجود الجميع حولي، وعمري الآن 37 عاما، ففضلت ان احصل على ولد، أو بنت، يقف معي في سنوات عمري القادمة، الأوضاع الآن لا تشجع أبدا، كل انسان «بحاله» لا يعلم عن الآخر أي شيء.
> وكم دفعت في الزواج؟
ـ دفعت 1500 دينار لأحد الرياضيين، والحمد لله أنا الآن «ام حسن».
> كم عمر الزوج؟
ـ بين 33 ـ 35 عاما، وهو متزوج، واتفقت معه على ان يذهب كل منا في طريقه بعد الولادة، وابني الآن عمره سنة ونصف السنة.
> هل هناك أسباب اخرى للاقبال على هذا الزواج؟
ترد مناير: هناك عدة أسباب، ولكن الهدف واحد وهو الحصول على الولد، فهناك من تتزوج خوفا من الوحدة، وهناك من تقبل عليه خوفا من العنوسة أو بحثا عن الأمومة.
هروب من المسؤولية
لكن مريم (30 سنة) تطرح سببا آخر لهذا الزواج حيث تقول:
ـ لجأت الى هذا النوع من الزواج هربا من مسؤوليات الزوج والزواج، انا مطلقة ولقيت من زواجي الأول مشاكل لا حصر لها، ولذلك فكرت ان أتزوج رجلا لأحصل على ولد أعيش معه «بلاش مشاكل»، وها أنا الآن أعيش حرة مع ابني (9 أشهر).
> ألا تحتاجين الى الاستقرار تحت مظلة رجل؟
ـ بلى.. احتاج هذا الموضوع بشدة، فالمرأة لا تستغني عن الرجل أبدا، ولكنني أخاف منه بعد تجربتي الأولى.
> وكيف أقنعت أهلك بالموضوع؟
ـ اتفقت مع والد ابني على ان يكون الزواج طبيعيا، ولم أخبر أهلي بنيتي الطلاق بعد حصولي على الولد.
اما سليمة (39 سنة) وهذا ليس اسمها الحقيقي، فقالت:
ـ موافقة ورضا الأهل أمر ضروري للغاية، ولا يمكن ان تتزوج البنت من دونه وشرعا لا يجوز، ولم اعتد الكذب عليهم أو خداعهم، ولذلك ظللت سنتين أقنع والدتي وأختي أن أتزوج، حيث أصبحت حالتي يرثى لها كلما شاهدت طفلا مع أمه، والحمد لله اقتنعت والدتي ووافقت على زواجي من رجل يحفظ السر، وأنا الآن انتظر مولودي بفارغ الصبر.
مكسب مريح
وعن كيفية الوصول الى «زواج الولد» قالت الخاطبة السارية أم بندر:
ـ تلعب الخاطبة دورا كبيرا في هذا الجانب وتحصل على مكافأة مقدارها 700 دينار غالبا، وبعد الولد تأخذ هدية مقدارها 150 دينارا. وأحيانا تلجأ الفتاة الى صديقاتها لتبتعد عن دفع فلوس للخاطبة، وأحيانا كما سمعت تذهب الفتاة مباشرة الى الرجل وتطلب منه الزواج اذا وثقت به، واعتقد ان هذا قليل جدا، وكل ذلك يجري تحت غطاء كثيف من السرية.
> هل تطلب الفتاة نوعا معينا من الرجال؟
ـ نعم، وهذه من تفاعلات هذا النوع من الزواج، هناك من تأتي وتطلب فئة محددة كاستاذ جامعي أو طبيب، وهناك من تطلب مواصفات معينة كاللون أو الطول أو الشعر، وهناك من تطلب متدينا. وآخر موضة في الطالبات جاءتني فتاة تطلب زوجا من مواليد الولايات المتحدة الأميركية.
بورصة أسعار
> هذا يعني ان هناك بورصة للرجال؟
ـ نعم هناك بورصة للرجال وترتفع الأسعار وتنخفض حسب الصفات: 1500 دينار للاستاذ الجامعي والطبيب والرياضي ونجوم الفن والغناء، و1000 دينار للصحافي والأديب والشاعر والمتدين، ومن 500 ـ 800 دينار لبقية الرجال.
لكن ما مدى تقبل الرجال لهذا النوع من الزواج؟ وما شروطهم؟
يجيب محمد (بوراشد ـ 42 سنة ـ متزوج):
ـ تزوجت مرتين والثالثة أفاوض من أجلها حاليا، ما المانع من هذا الزواج اذا وافقت المرأة على شروطي؟ قبضت من الأولى 600 دينار وأنجبت بنتا ومن الثانية 700 دينار وأنجبت بنتا كذلك، لم أرهما الا حين الولادة فقط.
> ألا تحنّ وتشتاق اليهما؟
ـ أبدا، بل لا أعتبرهما بناتي، هذه عملية بيع وشراء ومن حقي ان «استثمر» طاقتي ورجولتي ما دمت فشلت في التجارة، وهذا مكسب جيد بالنسبة الي.
جربت ولم اقتنع
اما يعقوب (بويوسف ـ 40 سنة) وهو متزوج، فله رأي آخر، اذ يقول:
ـ تزوجت مرة وأنجبت الزوجة ولدا اسمته ضاري، قدمت لي «أم ضاري» ألف دينار، ولكنني بصراحة رددتها اليها عندما ولدت مع هدية 300 دينار للولد، وقلت لها بكل صراحة اذا أردت أي مساعدة فأنا موجود في الحياة وأنا والده، وأتمنى لكما حياة سعيدة، وليس لدي أي مانع أن يتعرف على اخوته اذا أردت ذلك.
وعن كيفية وصول الرجل الى المرأة في هذا الزواج يقول «بوقتيبة»:
ـ اتصلت باحدى الخاطبات (رفض ان يعطينا معلومات عنها أو يدلنا عليها) طالبا منها مساعدتي في الزواج الثاني لي، فعرضت علي هذا النوع من الزواج، بصراحة لم أقتنع به في البداية، ولكن عندما جلست مع الزوجة وتحدثنا بصراحة وافقت عليه، وأدرجت الخاطبة اسمي ضمن اللائحة عندها.
وحتى أكون صريحا أكثر عرضت علي الخاطبة عدة زواجات، ولكنني كنت أتردد وأعتذر لها، لأنني غير مقتنع به تماما، والأبناء ليسوا كرات تلقى في الشارع.
> هل تشاهد ابنك الجديد؟
ـ لا طبعا.. الابن عند والدته وشرطها معي ان أنساه الى الأبد.
> هل تنصح الرجال بهذا الزواج؟
ـ لا أعلم، كما قلت لك فأنا متردد ولست مقتنعا به تماما.
تعهدات الزوج والزوجة
1 ـ عدم المطالبة بأي حق أو نفقة.
2 ـ عدم الزام الوالد بأي حال من الأحوال بالرعاية.
3 ـ التنازل عن حق السكن.
4 ـ التعهد بحسن التربية والتعليم.
5 ـ السرية التامة حسب رغبة الرجل.
6 ـ التعهد بعدم المطالبة بالولد مهما كانت الظروف.
7 ـ يتكفل الزوج بالسكن والرعاية حتى انتهاء الأربعين.
8 ـ شهادات حديثة بخلو الرجل والمرأة من الأمراض.
زواج بالأسود والأبيض
من الغرائب التي واجهتنا في هذا التحقيق هو زواج فتاة عمرها 26 سنة تزوجت مرتين، الأول أبيض البشرة ورزقت منه بولد أبيض، والثاني أسود شديد السواد ورزقت منه بولد آخر كأبيه، ورفضت الحديث معنا على رغم الواسطات وكل ما قالته هو: أردت ان أحصل على ولد أبيض وآخر أسود، وحقق الله لي هذه الأمنية فالحمد لله.
____________________
أولا زواج الولد
هل أصبح أبناؤنا وبناتنا في مهب الريح؟
بعد «المصياف».. «زواج الولد» آخر الصرعات
القبس
كتب أحمد ناصر:
بينما لم تهدأ اتصالات القراء المستهجنة والمستحسنة والمستفسرة عما نشرناه قبل ثلاثة أسابيع عن صرعة جديدة راحت تجتاح المجتمع الكويتي اسمها «زواج المصياف»، اكتشفنا ظاهرة أخرى بدأت منذ ثلاث سنوات في المجتمع، واخذت شكل الظاهرة اليوم، ويطلق عليها ذوو العلاقة «زواج الولد». ما «زواج الولد» هذا؟ هل هو صرعة أم أمر واقع؟ وما شكله ومدته ومدى مشروعيته؟ وما أسباب الاقدام عليه من البعض؟ وما مميزاته وعيوبه والمشاكل التي يمكن ان تنجم عن انتشاره؟ ولماذا بدأ ينتشر في المجتمع الكويتي؟ وما رأي رجال الدين فيه؟
في مكتب أحد المحامين الكبار، وفي غمار بحثنا عن مفهوم الصرعة الجديدة، بادرنا أحد المستشارين بأن «زواج الولد» هو عودة الى أيام الجاهلية. وأضاف موضحا:
ـ هذا النوع من الزواج كان منتشرا جدا في الجاهلية قبل الاسلام، ونقلته الينا السيدة عائشة في حديث طويل ذكرت فيه أنواع الزواج وقالت ان بعض النساء كنّ يذهبن الى القادة والأغنياء فيحملن منهم.
ولكن ما «زواج الولد» ومتى بدأ وكيف جرى اكتشافه؟
يجيب على السؤال أحد المحامين رافضا ذكر اسمه بقوله:
ـ انه زواج عادي، يجري باتفاق بين امرأة ورجل، وفي الغالب تعرض المرأة على الرجل ان يتزوجها لتحصل منه على ولد ثم يطلقها بعد ذلك، والهدف منه ان تحقق المرأة حلمها بالحصول على ولد ـ ذكر أو أنثى ـ ثم تنتهي مهمة الرجل عند هذا الحد، ولهذا يسمى عرفا بـ «زواج الولد» لأن المرأة تتزوج رجلا لتحصل على ولد منه فقط، ثم ينتهي الزواج.
وهذا الزواج ظهر في المجتمع منذ نحو ثلاث سنوات، وبدأ يأخذ شكل الظاهرة، وقد اكتشفته لما جاءتني بعض النسوة وحدثنني في أمره مطالبات برفع دعاوى لتعديل اسم الولد أو اضافة اللقب على اسمه.
خراب بيوت
اما الخطابة السارية ام بندر، وهي متخصصة في هذا النوع من الزواج، فتقول:
ـ بدأت العمل في هذا الزواج والخطبة له منذ سنتين ونصف السنة تقريبا، وعلمت من بعض عميلاتي انه منتشر في الكويت منذ أربع سنوات تقريبا، ودرجة الاقبال عليه بدأت تتزايد نسبيا أخيرا.
> وهل يجري هذا الزواج عن طريق الخطابات فقط؟
ـ النساء يثقن بالخاطبة التي يعرفنها أكثر من أي وسيلة أخرى، كما ان التفاوض مع الرجل عن طريقها أسهل وأكثر أمانا.. وكما تعلم هذه الأمور تتطلب سرية تامة.
> ولماذا السرية التامة ما دام انه زواج صحيح مائة في المائة؟
ـ لأن هدف هذا الزواج هو الحصول على الولد فقط، واذا جرى في العلن فربما يؤدي الى «خراب بيوت» وتشتت أسر.. ومن هنا يشترط الرجال دائما السرية التامة فيه، كما ان المرأة تريد ان تعيش في أمان وراحة مع ابنها الذي سعت للحصول عليه، وكل ذلك يتطلب ان يجري كل شيء في سرية تامة، وتؤخذ العهود والمواثيق من الطرفين وتوثق هذه العهود رسميا. هذا ما يرفع أسهم الخطابات في هذا المجال.
> وما أعمار الفتيات اللاتي يقبلن على هذا الزواج؟
ـ أولا يعتمد هذا الزواج على طلب المرأة الزواج وليس الرجل، ومن هنا بدأت الخاطبات الاحتفاظ بقائمة بأسماء الرجال الموافقين على هذا الزواج بدلا من قائمة النساء، كما هي العادة عندهن. وتتراوح أعمار الفتيات بين 35 ـ 40 سنة، وغالبيتهن ممن يخشين سن اليأس وتوقف «الطمث».
العنوسة السبب
> هل هناك أسباب أخرى للاقبال على «زواج الولد»؟
أجابت مناير وكانت تجلس في مكتب الخاطبة السارية أم بندر بعد ان اطمأنت الى عدم وجود كاميرا وجهاز تسجيل معي بقولها:
ـ دفعني شبح سن الأربعين الى الاقبال على هذا النوع من الزواج بعد ان نصحتني به زميلتي، فأنا وحيدة بين اخواني وأخواتي المتزوجات ووالدتي كبيرة في السن ووالدي متوف، وأعيش وحيدة على الرغم من وجود الجميع حولي، وعمري الآن 37 عاما، ففضلت ان احصل على ولد، أو بنت، يقف معي في سنوات عمري القادمة، الأوضاع الآن لا تشجع أبدا، كل انسان «بحاله» لا يعلم عن الآخر أي شيء.
> وكم دفعت في الزواج؟
ـ دفعت 1500 دينار لأحد الرياضيين، والحمد لله أنا الآن «ام حسن».
> كم عمر الزوج؟
ـ بين 33 ـ 35 عاما، وهو متزوج، واتفقت معه على ان يذهب كل منا في طريقه بعد الولادة، وابني الآن عمره سنة ونصف السنة.
> هل هناك أسباب اخرى للاقبال على هذا الزواج؟
ترد مناير: هناك عدة أسباب، ولكن الهدف واحد وهو الحصول على الولد، فهناك من تتزوج خوفا من الوحدة، وهناك من تقبل عليه خوفا من العنوسة أو بحثا عن الأمومة.
هروب من المسؤولية
لكن مريم (30 سنة) تطرح سببا آخر لهذا الزواج حيث تقول:
ـ لجأت الى هذا النوع من الزواج هربا من مسؤوليات الزوج والزواج، انا مطلقة ولقيت من زواجي الأول مشاكل لا حصر لها، ولذلك فكرت ان أتزوج رجلا لأحصل على ولد أعيش معه «بلاش مشاكل»، وها أنا الآن أعيش حرة مع ابني (9 أشهر).
> ألا تحتاجين الى الاستقرار تحت مظلة رجل؟
ـ بلى.. احتاج هذا الموضوع بشدة، فالمرأة لا تستغني عن الرجل أبدا، ولكنني أخاف منه بعد تجربتي الأولى.
> وكيف أقنعت أهلك بالموضوع؟
ـ اتفقت مع والد ابني على ان يكون الزواج طبيعيا، ولم أخبر أهلي بنيتي الطلاق بعد حصولي على الولد.
اما سليمة (39 سنة) وهذا ليس اسمها الحقيقي، فقالت:
ـ موافقة ورضا الأهل أمر ضروري للغاية، ولا يمكن ان تتزوج البنت من دونه وشرعا لا يجوز، ولم اعتد الكذب عليهم أو خداعهم، ولذلك ظللت سنتين أقنع والدتي وأختي أن أتزوج، حيث أصبحت حالتي يرثى لها كلما شاهدت طفلا مع أمه، والحمد لله اقتنعت والدتي ووافقت على زواجي من رجل يحفظ السر، وأنا الآن انتظر مولودي بفارغ الصبر.
مكسب مريح
وعن كيفية الوصول الى «زواج الولد» قالت الخاطبة السارية أم بندر:
ـ تلعب الخاطبة دورا كبيرا في هذا الجانب وتحصل على مكافأة مقدارها 700 دينار غالبا، وبعد الولد تأخذ هدية مقدارها 150 دينارا. وأحيانا تلجأ الفتاة الى صديقاتها لتبتعد عن دفع فلوس للخاطبة، وأحيانا كما سمعت تذهب الفتاة مباشرة الى الرجل وتطلب منه الزواج اذا وثقت به، واعتقد ان هذا قليل جدا، وكل ذلك يجري تحت غطاء كثيف من السرية.
> هل تطلب الفتاة نوعا معينا من الرجال؟
ـ نعم، وهذه من تفاعلات هذا النوع من الزواج، هناك من تأتي وتطلب فئة محددة كاستاذ جامعي أو طبيب، وهناك من تطلب مواصفات معينة كاللون أو الطول أو الشعر، وهناك من تطلب متدينا. وآخر موضة في الطالبات جاءتني فتاة تطلب زوجا من مواليد الولايات المتحدة الأميركية.
بورصة أسعار
> هذا يعني ان هناك بورصة للرجال؟
ـ نعم هناك بورصة للرجال وترتفع الأسعار وتنخفض حسب الصفات: 1500 دينار للاستاذ الجامعي والطبيب والرياضي ونجوم الفن والغناء، و1000 دينار للصحافي والأديب والشاعر والمتدين، ومن 500 ـ 800 دينار لبقية الرجال.
لكن ما مدى تقبل الرجال لهذا النوع من الزواج؟ وما شروطهم؟
يجيب محمد (بوراشد ـ 42 سنة ـ متزوج):
ـ تزوجت مرتين والثالثة أفاوض من أجلها حاليا، ما المانع من هذا الزواج اذا وافقت المرأة على شروطي؟ قبضت من الأولى 600 دينار وأنجبت بنتا ومن الثانية 700 دينار وأنجبت بنتا كذلك، لم أرهما الا حين الولادة فقط.
> ألا تحنّ وتشتاق اليهما؟
ـ أبدا، بل لا أعتبرهما بناتي، هذه عملية بيع وشراء ومن حقي ان «استثمر» طاقتي ورجولتي ما دمت فشلت في التجارة، وهذا مكسب جيد بالنسبة الي.
جربت ولم اقتنع
اما يعقوب (بويوسف ـ 40 سنة) وهو متزوج، فله رأي آخر، اذ يقول:
ـ تزوجت مرة وأنجبت الزوجة ولدا اسمته ضاري، قدمت لي «أم ضاري» ألف دينار، ولكنني بصراحة رددتها اليها عندما ولدت مع هدية 300 دينار للولد، وقلت لها بكل صراحة اذا أردت أي مساعدة فأنا موجود في الحياة وأنا والده، وأتمنى لكما حياة سعيدة، وليس لدي أي مانع أن يتعرف على اخوته اذا أردت ذلك.
وعن كيفية وصول الرجل الى المرأة في هذا الزواج يقول «بوقتيبة»:
ـ اتصلت باحدى الخاطبات (رفض ان يعطينا معلومات عنها أو يدلنا عليها) طالبا منها مساعدتي في الزواج الثاني لي، فعرضت علي هذا النوع من الزواج، بصراحة لم أقتنع به في البداية، ولكن عندما جلست مع الزوجة وتحدثنا بصراحة وافقت عليه، وأدرجت الخاطبة اسمي ضمن اللائحة عندها.
وحتى أكون صريحا أكثر عرضت علي الخاطبة عدة زواجات، ولكنني كنت أتردد وأعتذر لها، لأنني غير مقتنع به تماما، والأبناء ليسوا كرات تلقى في الشارع.
> هل تشاهد ابنك الجديد؟
ـ لا طبعا.. الابن عند والدته وشرطها معي ان أنساه الى الأبد.
> هل تنصح الرجال بهذا الزواج؟
ـ لا أعلم، كما قلت لك فأنا متردد ولست مقتنعا به تماما.
تعهدات الزوج والزوجة
1 ـ عدم المطالبة بأي حق أو نفقة.
2 ـ عدم الزام الوالد بأي حال من الأحوال بالرعاية.
3 ـ التنازل عن حق السكن.
4 ـ التعهد بحسن التربية والتعليم.
5 ـ السرية التامة حسب رغبة الرجل.
6 ـ التعهد بعدم المطالبة بالولد مهما كانت الظروف.
7 ـ يتكفل الزوج بالسكن والرعاية حتى انتهاء الأربعين.
8 ـ شهادات حديثة بخلو الرجل والمرأة من الأمراض.
زواج بالأسود والأبيض
من الغرائب التي واجهتنا في هذا التحقيق هو زواج فتاة عمرها 26 سنة تزوجت مرتين، الأول أبيض البشرة ورزقت منه بولد أبيض، والثاني أسود شديد السواد ورزقت منه بولد آخر كأبيه، ورفضت الحديث معنا على رغم الواسطات وكل ما قالته هو: أردت ان أحصل على ولد أبيض وآخر أسود، وحقق الله لي هذه الأمنية فالحمد لله.