سياسى
11-23-2005, 09:13 AM
المراقب الصحافي لـ«الواشنطن بوست» ديبرا هويل لـ الشرق الاوسط: ما كنت لأقبل وظيفتي لو كنت أعتقد أن ««البوست»» كاملة الأوصاف
منال لطفي
المراقب الصحافي في ««البوست»» لا يمكن تجنبه، فغرفته هي بالضبط امام مكتب قسم «اوت لوك» في ««البوست»» (الملحق الاسبوعي المعني بتغطية اهم قضايا الاسبوع). غير انه وان كان المحررون يدخلون إلى ستيف لكسمبرج محرر الأوت لوك، إلا أنهم لا يفعلون هذا دائماً مع المراقبة الصحافية الجديدة لـ««البوست»»، أو مع سلفها. فعندما كنت في طريقي من قسم شبكة المعلومات الداخلية في ««البوست»» الى مكتب المراقب الصحافي، رافقتني بردجيت روبرت من شبكة المعلومات الى مكتب ديبرا حتى لا اضل طريقي في غرفة الاخبار الهائلة الاتساع والتي تحتاج الى خريطة للزوار.
وقالت لي بردجيت عند الباب انه لا احد من المحررين يزور المراقب الصحافي كثيرا، وانه ربما يكون معزولا بعض الشيء بحكم عمله، لكن ديبرا التي تولت منصبها منذ نحو شهر واحد فقط خلفا للمراقب الصحافي السابق مايكل جتلر (او مايك كما يطلق عليه الجميع)، قالت لي انها ستمر على المحررين في مكاتبهم اذا دعت الحاجة وانها لا تريد ان تكون معزولة عن غرفة الاخبار.
وفي اول عمود لها في «البوست» بوصفها المراقب الصحافي الجديد قالت ديبرا في المقال الذي عنونته «من انا وما الذي امل في تحقيقه» «انا المراقب الصحافي الجديد. ولدي هدفان، ان اعزز الخدمة الصحافية الجيدة، وان اعمق التفاهم بين «البوست» وبين قرائها».
وتابعت «سبب آخر لقبولي الوظيفة هو انني اهتم بالقراء، كل انواع القراء. فيومياً انا أقرأ على الاقل ثلاث صحف، فلقد بدأت قراءة الصحف وأنا طفلة صغيرة، وأتمنى لو كان لدينا المزيد من القراء الشباب اليوم.
ان «البوست» صحيفة جيدة، ومنطقة واشنطن الكبرى محظوظة لان بها صحيفة مثل «البوست»، ناشروها على استعداد لانفاق كل المال اللازم، في وضع اقتصادي صعب، من اجل تقديم تغطية صحافية عميقة للاخبار المحلية، والقومية، والعالمية، وايضا لتوفير الاستقلالية اللازمة للمراقب الصحافي».
«الشرق الاوسط» التقت المراقبة الصحافية لـ«البوست» في مكتبها بواشنطن وأجرت معها اول حوار.
> مهمة المراقب الصحافي في اي جريدة شاقة تتطلب متابعة دقيقة للعمل اليومي، وللصحف المنافسة، كما تحتم وجود رؤية لمهمة الصحافة في قرن المعلومات التي تنقل عبر وسائط اليكترونية، فكيف ستمارسين عملك؟
ـ اتمنى ان اتناول القضايا الاساسية التي أجدها مؤثرة ويشتكي القراء منها، مثل التحيز السياسي، فقد كانت هناك شكاوى على مر السنوات من ان «البوست» منحازة سياسيا في تغطيتها بطريقة او بأخرى، وهي مسألة سأنظر فيها لنصحح انفسنا. ايضا سأنظر في المعلومات غير الصحيحة، او قصة كان ينبغي تغطيتها، غير أنها لم تغط، اي شيء من هذا القبيل، وستكون متابعتي للقضايا الخارجية والداخلية التي تغطيها «البوست» على حد سواء. ولهذا سأكون منفتحة حيال ما سأتناوله. سأفعل كل ما استطيعه لاجعل هذه الصحيفة أفضل.
> ستسيرين على نهج مختلف في ادائك لعملك؟
ـ «البوست» لديها مراقبون صحافيون منذ 30 عاما، وانا سأسير على النهج العام الذي وضعه طابور طويل من المراقبين الصحافيين في «البوست»، لذا سأستمع للقراء. غير أنني سأؤدي عملي بطريقة مختلفة قليلا لأنني سأركز كثيرا على تغطيتنا للاخبار الداخلية الاميركية.
> ولماذا ستركزين على تغطية «البوست» للاخبار الداخلية في اميركا؟
ـ لان «البوست» صحيفة محلية في واشنطن وميريلاند وفرجينيا، وما فعله المراقب الصحافي السابق هو التركيز على تغطية «البوست» للقضايا العالمية والقومية الاميركية، لهذا اريد تخصيص مزيد من الوقت والاهتمام للقضايا المحلية التي تخص هذه المناطق الثلاث التي تعد سوقنا الاساسي في التوزيع والاشتراكات والاعلانات.
> انت محررة القراء، ويبدو انك منحازة كثيرا للقراء واحتياجاتهم، فهل يمكن ان تتصوري نفسك مستقبلا، تدافعين عن الصحيفة وسياساتها ازاء القراء الذين يتهمونها بالتحيز السياسي او عدم شمول التغطية او دقتها؟
ـ نعم، سأدافع عن سياسة الصحيفة عندما اعتقد اننا على صواب، وسأنتقدها عندما اعتقد اننا على خطأ. >
وما هي المعايير التي ستعتمدين عليها في حكمك على تناول الموضوعات والتغطية؟
ـ انا اعمل في الصحافة منذ كنت في الثامنة عشر من عمري، بل ربما منذ كنت في الرابعة عشر من عمري، فوالدي كان يعمل صحافيا، وعمري الآن 65 عاما، اذا انا في هذه المهنة منذ 50 عاما، وسأعتمد على خبرتي، ومعرفتي المهنية للحكم. ومن خبرتي اعتقد ان المعايير التي يجب ان يعتمدها المراقب الصحافي في الحكم هي الدقة، فالصحافة يجب ان تكون دقيقة ونزيهة وشفافة باقصى قدر ممكن للصحافي. كما يجب ان تساعد القراء على المعرفة والحكم.
وأي أخطاء تقع فيها الصحيفة يجب ان تصحح فورا لتأكيد الثقة بينها وبين القراء. فكل مرة تقرأ فيها «البوست» يجب ان تكون اكثر ذكاء عما كنت قبل قراءتها، فأنا اعتقد بصدق ان الديمقراطية الحقيقية، ليست فقط مجرد التصويت في الانتخابات. فالديمقراطية لا تستطيع ان تعمل بدون الصحافة التي تساهم في تعليم واخبار وتنوير القراء. ولم أكن لأقبل وظيفة المراقب الصحافي في «الواشنطن بوست»، لو كنت أعتقد أن «البوست» كاملة الاوصاف وبلا عيوب. فالصحيفة، أي صحيفة، إما أن تتحسن كل يوم أو تتراجع للوراء. ومهمتي، كما أراها، هي تشجيع التحسن في مستوى الصحيفة والتعامل مع احتياجات القارئ. أريد أن أخلق حواراً بين القراء وغرفة الاخبار في «البوست».
> برغم المعايير الموضوعية التي وضعتيها كأساس لقيادتك في عملك، الا ان الصحافة مهنة الاختلاف بامتياز، فما يمكن ان تريه انت كمراقب صحافي قصة خبرية او تحقيق موضوعي ومتوازن، يمكن للقارئ ان يراه قصة منحازة، وما يمكن ان تريه انت تغطية غير متوازنة يمكن ان يراه المحرر قصة متوازنة، فهل انت على استعداد لتغيير رأيك اذا رأيت انه ليس بالضرورة الرأي الصحيح؟
ـ هذا صحيح. الصحافة تحمل وجهات نظر عديدة جدا، وعندما اقيم الموضوعات سأقيمها بناء على وجهة نظري انا، فـ«البوست» عندما اختارتني للمهمة اختارتني بسبب هذه الخلفية المهنية والخبرة، لكن هذا لا يمنع من اللجوء الى استقصاءات الرأي العام، والابحاث، والاستطلاعات من اجل دعم عملي. وحاليا انا مستغرقة في تعلم النظام الداخلي للبوست، واستخدام نظام الكومبيوتر الجديد، والملفات، وتلقي الرسائل والتليفونات، غير انني اعتقد انني خلال اسبوعين او ثلاثة سيكون لدي تصور افضل حول خبرة عملي القصيرة في «البوست». > وبالاضافة الى رسائل القراء والمحررين، لمن ستقرأين للمساعدة في عملك كمراقب صحافي؟
ـ أقرأ للمراقبين الصحافيين في باقي الصحف، وكنت أقرأ لميك جتلر المراقب الصحافي السابق لـ«البوست»، وأقرأ للمراقب في «نيويورك تايمز»، وللمراقب في صحيفة «بليتمور صن». > كنت اتكلم مع برديجيت من قسم شبكة المعلومات قبل مقابلتنا، فقالت لي ان المراقب الصحافي، عموما، يكون في غرفته اكثر الوقت ولا يشاهد كثيرا في صالة التحرير، فهل ستفعلين هذا؟ ـ لا، لا. اعتزم ان اتفاعل مع المحررين بشكل كامل.
> لكن يبدو ان المراقبين السابقين اختاروا وضع فاصل لضمان عدم التأثير على احكامهم حول الموضوعات الصحافية، ففي النهاية المراقب شخص عادي يمكن ان تتأثر احكامه بميوله الشخصية وعلاقاته؟
ـ لدي شعور كبير بالالتزام نحو الصحافة عموما، وانا ايضا امرأة صعبة المراس وقوية، انوي ان اعبر عن ارائي بصراحة. ومع انني لا اعتقد ان المهمة ستكون سهلة، الا انني اعتقد انني لدي قدرة على الحكم على قصصنا الصحافية. فاذا كنت مراقبا صحافيا يعمل في الصحافة، وهذا يحدث عادة، يجب ان تتوقع المصاعب. فاذا كنت سأنتقد محررا او صحافيا لا اعتقد انه سيكون سهلا مواجهته او مواجهتها صباح اليوم التالي، ولكن خلال السنوات الماضية كان علي مواجهة صحافيين غاضبين او غير راضين عن تحريري لقصصهم الصحافية، والشيء نفسه سيحدث لي كمراقب صحافي. غير انني لن اقتصر على عمودي في الصحيفة، بل ايضا سأقوم بنقد داخلي للصحافيين فقط، اي لن أقوم بنشره، على هيئة رسائل اليكترونية يومية لزملائي تتضمن ما وجدته جيدا وما وجدته جديرا بالنقد، وسأخبرهم بما وصلني من ردود افعال واراء القراء، وهذا ما كان يفعله جتلر ايضا. > ما هي المواصفات التي يجب ان تتوافر في المراقب الصحافي؟ ـ يجب ان يكون ذا خبرة مهنية طويلة ومتواصلة، كبيرا في السن نسبيا.
منال لطفي
المراقب الصحافي في ««البوست»» لا يمكن تجنبه، فغرفته هي بالضبط امام مكتب قسم «اوت لوك» في ««البوست»» (الملحق الاسبوعي المعني بتغطية اهم قضايا الاسبوع). غير انه وان كان المحررون يدخلون إلى ستيف لكسمبرج محرر الأوت لوك، إلا أنهم لا يفعلون هذا دائماً مع المراقبة الصحافية الجديدة لـ««البوست»»، أو مع سلفها. فعندما كنت في طريقي من قسم شبكة المعلومات الداخلية في ««البوست»» الى مكتب المراقب الصحافي، رافقتني بردجيت روبرت من شبكة المعلومات الى مكتب ديبرا حتى لا اضل طريقي في غرفة الاخبار الهائلة الاتساع والتي تحتاج الى خريطة للزوار.
وقالت لي بردجيت عند الباب انه لا احد من المحررين يزور المراقب الصحافي كثيرا، وانه ربما يكون معزولا بعض الشيء بحكم عمله، لكن ديبرا التي تولت منصبها منذ نحو شهر واحد فقط خلفا للمراقب الصحافي السابق مايكل جتلر (او مايك كما يطلق عليه الجميع)، قالت لي انها ستمر على المحررين في مكاتبهم اذا دعت الحاجة وانها لا تريد ان تكون معزولة عن غرفة الاخبار.
وفي اول عمود لها في «البوست» بوصفها المراقب الصحافي الجديد قالت ديبرا في المقال الذي عنونته «من انا وما الذي امل في تحقيقه» «انا المراقب الصحافي الجديد. ولدي هدفان، ان اعزز الخدمة الصحافية الجيدة، وان اعمق التفاهم بين «البوست» وبين قرائها».
وتابعت «سبب آخر لقبولي الوظيفة هو انني اهتم بالقراء، كل انواع القراء. فيومياً انا أقرأ على الاقل ثلاث صحف، فلقد بدأت قراءة الصحف وأنا طفلة صغيرة، وأتمنى لو كان لدينا المزيد من القراء الشباب اليوم.
ان «البوست» صحيفة جيدة، ومنطقة واشنطن الكبرى محظوظة لان بها صحيفة مثل «البوست»، ناشروها على استعداد لانفاق كل المال اللازم، في وضع اقتصادي صعب، من اجل تقديم تغطية صحافية عميقة للاخبار المحلية، والقومية، والعالمية، وايضا لتوفير الاستقلالية اللازمة للمراقب الصحافي».
«الشرق الاوسط» التقت المراقبة الصحافية لـ«البوست» في مكتبها بواشنطن وأجرت معها اول حوار.
> مهمة المراقب الصحافي في اي جريدة شاقة تتطلب متابعة دقيقة للعمل اليومي، وللصحف المنافسة، كما تحتم وجود رؤية لمهمة الصحافة في قرن المعلومات التي تنقل عبر وسائط اليكترونية، فكيف ستمارسين عملك؟
ـ اتمنى ان اتناول القضايا الاساسية التي أجدها مؤثرة ويشتكي القراء منها، مثل التحيز السياسي، فقد كانت هناك شكاوى على مر السنوات من ان «البوست» منحازة سياسيا في تغطيتها بطريقة او بأخرى، وهي مسألة سأنظر فيها لنصحح انفسنا. ايضا سأنظر في المعلومات غير الصحيحة، او قصة كان ينبغي تغطيتها، غير أنها لم تغط، اي شيء من هذا القبيل، وستكون متابعتي للقضايا الخارجية والداخلية التي تغطيها «البوست» على حد سواء. ولهذا سأكون منفتحة حيال ما سأتناوله. سأفعل كل ما استطيعه لاجعل هذه الصحيفة أفضل.
> ستسيرين على نهج مختلف في ادائك لعملك؟
ـ «البوست» لديها مراقبون صحافيون منذ 30 عاما، وانا سأسير على النهج العام الذي وضعه طابور طويل من المراقبين الصحافيين في «البوست»، لذا سأستمع للقراء. غير أنني سأؤدي عملي بطريقة مختلفة قليلا لأنني سأركز كثيرا على تغطيتنا للاخبار الداخلية الاميركية.
> ولماذا ستركزين على تغطية «البوست» للاخبار الداخلية في اميركا؟
ـ لان «البوست» صحيفة محلية في واشنطن وميريلاند وفرجينيا، وما فعله المراقب الصحافي السابق هو التركيز على تغطية «البوست» للقضايا العالمية والقومية الاميركية، لهذا اريد تخصيص مزيد من الوقت والاهتمام للقضايا المحلية التي تخص هذه المناطق الثلاث التي تعد سوقنا الاساسي في التوزيع والاشتراكات والاعلانات.
> انت محررة القراء، ويبدو انك منحازة كثيرا للقراء واحتياجاتهم، فهل يمكن ان تتصوري نفسك مستقبلا، تدافعين عن الصحيفة وسياساتها ازاء القراء الذين يتهمونها بالتحيز السياسي او عدم شمول التغطية او دقتها؟
ـ نعم، سأدافع عن سياسة الصحيفة عندما اعتقد اننا على صواب، وسأنتقدها عندما اعتقد اننا على خطأ. >
وما هي المعايير التي ستعتمدين عليها في حكمك على تناول الموضوعات والتغطية؟
ـ انا اعمل في الصحافة منذ كنت في الثامنة عشر من عمري، بل ربما منذ كنت في الرابعة عشر من عمري، فوالدي كان يعمل صحافيا، وعمري الآن 65 عاما، اذا انا في هذه المهنة منذ 50 عاما، وسأعتمد على خبرتي، ومعرفتي المهنية للحكم. ومن خبرتي اعتقد ان المعايير التي يجب ان يعتمدها المراقب الصحافي في الحكم هي الدقة، فالصحافة يجب ان تكون دقيقة ونزيهة وشفافة باقصى قدر ممكن للصحافي. كما يجب ان تساعد القراء على المعرفة والحكم.
وأي أخطاء تقع فيها الصحيفة يجب ان تصحح فورا لتأكيد الثقة بينها وبين القراء. فكل مرة تقرأ فيها «البوست» يجب ان تكون اكثر ذكاء عما كنت قبل قراءتها، فأنا اعتقد بصدق ان الديمقراطية الحقيقية، ليست فقط مجرد التصويت في الانتخابات. فالديمقراطية لا تستطيع ان تعمل بدون الصحافة التي تساهم في تعليم واخبار وتنوير القراء. ولم أكن لأقبل وظيفة المراقب الصحافي في «الواشنطن بوست»، لو كنت أعتقد أن «البوست» كاملة الاوصاف وبلا عيوب. فالصحيفة، أي صحيفة، إما أن تتحسن كل يوم أو تتراجع للوراء. ومهمتي، كما أراها، هي تشجيع التحسن في مستوى الصحيفة والتعامل مع احتياجات القارئ. أريد أن أخلق حواراً بين القراء وغرفة الاخبار في «البوست».
> برغم المعايير الموضوعية التي وضعتيها كأساس لقيادتك في عملك، الا ان الصحافة مهنة الاختلاف بامتياز، فما يمكن ان تريه انت كمراقب صحافي قصة خبرية او تحقيق موضوعي ومتوازن، يمكن للقارئ ان يراه قصة منحازة، وما يمكن ان تريه انت تغطية غير متوازنة يمكن ان يراه المحرر قصة متوازنة، فهل انت على استعداد لتغيير رأيك اذا رأيت انه ليس بالضرورة الرأي الصحيح؟
ـ هذا صحيح. الصحافة تحمل وجهات نظر عديدة جدا، وعندما اقيم الموضوعات سأقيمها بناء على وجهة نظري انا، فـ«البوست» عندما اختارتني للمهمة اختارتني بسبب هذه الخلفية المهنية والخبرة، لكن هذا لا يمنع من اللجوء الى استقصاءات الرأي العام، والابحاث، والاستطلاعات من اجل دعم عملي. وحاليا انا مستغرقة في تعلم النظام الداخلي للبوست، واستخدام نظام الكومبيوتر الجديد، والملفات، وتلقي الرسائل والتليفونات، غير انني اعتقد انني خلال اسبوعين او ثلاثة سيكون لدي تصور افضل حول خبرة عملي القصيرة في «البوست». > وبالاضافة الى رسائل القراء والمحررين، لمن ستقرأين للمساعدة في عملك كمراقب صحافي؟
ـ أقرأ للمراقبين الصحافيين في باقي الصحف، وكنت أقرأ لميك جتلر المراقب الصحافي السابق لـ«البوست»، وأقرأ للمراقب في «نيويورك تايمز»، وللمراقب في صحيفة «بليتمور صن». > كنت اتكلم مع برديجيت من قسم شبكة المعلومات قبل مقابلتنا، فقالت لي ان المراقب الصحافي، عموما، يكون في غرفته اكثر الوقت ولا يشاهد كثيرا في صالة التحرير، فهل ستفعلين هذا؟ ـ لا، لا. اعتزم ان اتفاعل مع المحررين بشكل كامل.
> لكن يبدو ان المراقبين السابقين اختاروا وضع فاصل لضمان عدم التأثير على احكامهم حول الموضوعات الصحافية، ففي النهاية المراقب شخص عادي يمكن ان تتأثر احكامه بميوله الشخصية وعلاقاته؟
ـ لدي شعور كبير بالالتزام نحو الصحافة عموما، وانا ايضا امرأة صعبة المراس وقوية، انوي ان اعبر عن ارائي بصراحة. ومع انني لا اعتقد ان المهمة ستكون سهلة، الا انني اعتقد انني لدي قدرة على الحكم على قصصنا الصحافية. فاذا كنت مراقبا صحافيا يعمل في الصحافة، وهذا يحدث عادة، يجب ان تتوقع المصاعب. فاذا كنت سأنتقد محررا او صحافيا لا اعتقد انه سيكون سهلا مواجهته او مواجهتها صباح اليوم التالي، ولكن خلال السنوات الماضية كان علي مواجهة صحافيين غاضبين او غير راضين عن تحريري لقصصهم الصحافية، والشيء نفسه سيحدث لي كمراقب صحافي. غير انني لن اقتصر على عمودي في الصحيفة، بل ايضا سأقوم بنقد داخلي للصحافيين فقط، اي لن أقوم بنشره، على هيئة رسائل اليكترونية يومية لزملائي تتضمن ما وجدته جيدا وما وجدته جديرا بالنقد، وسأخبرهم بما وصلني من ردود افعال واراء القراء، وهذا ما كان يفعله جتلر ايضا. > ما هي المواصفات التي يجب ان تتوافر في المراقب الصحافي؟ ـ يجب ان يكون ذا خبرة مهنية طويلة ومتواصلة، كبيرا في السن نسبيا.