yasmeen
11-22-2005, 11:35 AM
علي ابراهيم
الانتخابات المصرية الحالية التي ما زالت في نصف الطريق قبل ان تتبلور ملامح البرلمان المقبل، حملت مفاجأتين حتى الآن، الاولى هي ان الحكومة المصرية يبدو انها كانت جادة بنسبة كبيرة في القول بأنها ستكون محايدة فيها، والثانية هي جماعة الاخوان المسلمين التي كرست نفسها كقوة معارضة رئيسية وفاجأت نفسها وخصومها من الحكومة والمعارضة الاخرى.
وحسب النتائج التي ظهرت حتى الآن في المرحلتين الاولى والثانية للانتخابات، فإن التوقعات ان تحصد الجماعة ما قد يصل الى 100 مقعد، أي ربع البرلمان المقبل. وهو ما يجعلها اذا حصلت على ترخيص حزب سياسي، سواء باسمها او باسم آخر، تستطيع ان تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشح من جانبها حسب التعديل الدستوري الاخير الذي فتح الباب لأول انتخابات رئاسية تعددية. اما بقية احزاب المعارضة الشرعية المرخصة منذ تحويل الرئيس السادات المنابر الى احزاب، فيبدو انها لن تتجاوز 20 مقعدا، ويظل المستقلون الذين يتوقع ان ينضم عدد كبير منهم الى الحزب الحاكم هم العنصر المرجح.
والمؤكد ان هذا الصعود السياسي للاخوان سيطرح، أو بدأ بالفعل في طرح، اشكاليات بالنسبة للحكم في مصر والقوى السياسية الاخرى الداخلية، والطريقة التي سيدار بها البرلمان المقبل الذي سيضم لأول مرة كتلة كبيرة مؤدلجة معارضة ستجعل اغلبية الحزب الحاكم تواجه منافسا شرسا.
واذا كان الحزب الوطني لديه اسبابه السياسية للقلق بعد البرلمانات السابقة المريحة بالنسبة له، فإنه ليس خافيا ان هناك قلقا بين قطاعات اخرى في المجتمع المصري، خاصة المثقفين الذين يشكلون ضمير المجتمع، من ان يكون صعود الاخوان بداية الى عصر آيات الله في مصر، وذلك على الطريقة الايرانية.
والحقيقة ان تجربة الانتخابات الحالية في مصر تظل رغم ما صاحبها من عنف واحتكاكات واتهامات متبادلة بالرشاوى وشراء الاصوات وسطوة المال الى آخره، ايجابية بالنسبة الى الحياة السياسية في البلاد، ولا يستطيع احد ان ينكر ان المكاسب التي حققتها جماعة الاخوان في المرحلتين الاولى والثانية استحقتها نتيجة سنوات من التراكمات من العمل السياسي والاجتماعي مع الناس او رغبة بعض الناخبين في التصويت للمعارضة، ولم يجدوا سوى الاخوان.
فالمعارضة الاخرى، خاصة الليبرالية، نخبوية واتصالها بالجماهير ضعيف وتعاني من مشاكل هيكلية في بنيتها منذ تحويل الرئيس السادات الاحزاب الى منابر، وكذلك عانت من تضييق السلطات عليها في العقود الماضية خوفا من ان تشكل بديلا حقيقيا.
وحتى جماعة الاخوان نفسها، فإنها ستواجه إشكالية من نوع جديد، فهي لم تطرح سوى شعار فضفاض «الإسلام هو الحل»، بينما تجربة الدخول في البرلمان كقوة معارضة رئيسية ستضعها امام المجهر، ويتعين الانتظار لرؤية ما إذا ستكون قوة سياسية رشيدة تتعامل بمنطق العصر، ام ستستعمل خطاب آيات الله في ترهيب الاخرين والسعي لتقنين التشدد.
وفي كل الأحوال، فإن البرلمان المقبل بعد هذه الانتخابات سيؤدي الى تحريك وتسخين في الخريطة السياسية في مصر، وقد يحفز بقية المعارضة وقطاعات كبيرة من المجتمع تتعامل بسلبية مع الانتخابات على التفاعل بإيجابية مع العملية السياسية وتطوير أدائها.
الانتخابات المصرية الحالية التي ما زالت في نصف الطريق قبل ان تتبلور ملامح البرلمان المقبل، حملت مفاجأتين حتى الآن، الاولى هي ان الحكومة المصرية يبدو انها كانت جادة بنسبة كبيرة في القول بأنها ستكون محايدة فيها، والثانية هي جماعة الاخوان المسلمين التي كرست نفسها كقوة معارضة رئيسية وفاجأت نفسها وخصومها من الحكومة والمعارضة الاخرى.
وحسب النتائج التي ظهرت حتى الآن في المرحلتين الاولى والثانية للانتخابات، فإن التوقعات ان تحصد الجماعة ما قد يصل الى 100 مقعد، أي ربع البرلمان المقبل. وهو ما يجعلها اذا حصلت على ترخيص حزب سياسي، سواء باسمها او باسم آخر، تستطيع ان تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشح من جانبها حسب التعديل الدستوري الاخير الذي فتح الباب لأول انتخابات رئاسية تعددية. اما بقية احزاب المعارضة الشرعية المرخصة منذ تحويل الرئيس السادات المنابر الى احزاب، فيبدو انها لن تتجاوز 20 مقعدا، ويظل المستقلون الذين يتوقع ان ينضم عدد كبير منهم الى الحزب الحاكم هم العنصر المرجح.
والمؤكد ان هذا الصعود السياسي للاخوان سيطرح، أو بدأ بالفعل في طرح، اشكاليات بالنسبة للحكم في مصر والقوى السياسية الاخرى الداخلية، والطريقة التي سيدار بها البرلمان المقبل الذي سيضم لأول مرة كتلة كبيرة مؤدلجة معارضة ستجعل اغلبية الحزب الحاكم تواجه منافسا شرسا.
واذا كان الحزب الوطني لديه اسبابه السياسية للقلق بعد البرلمانات السابقة المريحة بالنسبة له، فإنه ليس خافيا ان هناك قلقا بين قطاعات اخرى في المجتمع المصري، خاصة المثقفين الذين يشكلون ضمير المجتمع، من ان يكون صعود الاخوان بداية الى عصر آيات الله في مصر، وذلك على الطريقة الايرانية.
والحقيقة ان تجربة الانتخابات الحالية في مصر تظل رغم ما صاحبها من عنف واحتكاكات واتهامات متبادلة بالرشاوى وشراء الاصوات وسطوة المال الى آخره، ايجابية بالنسبة الى الحياة السياسية في البلاد، ولا يستطيع احد ان ينكر ان المكاسب التي حققتها جماعة الاخوان في المرحلتين الاولى والثانية استحقتها نتيجة سنوات من التراكمات من العمل السياسي والاجتماعي مع الناس او رغبة بعض الناخبين في التصويت للمعارضة، ولم يجدوا سوى الاخوان.
فالمعارضة الاخرى، خاصة الليبرالية، نخبوية واتصالها بالجماهير ضعيف وتعاني من مشاكل هيكلية في بنيتها منذ تحويل الرئيس السادات الاحزاب الى منابر، وكذلك عانت من تضييق السلطات عليها في العقود الماضية خوفا من ان تشكل بديلا حقيقيا.
وحتى جماعة الاخوان نفسها، فإنها ستواجه إشكالية من نوع جديد، فهي لم تطرح سوى شعار فضفاض «الإسلام هو الحل»، بينما تجربة الدخول في البرلمان كقوة معارضة رئيسية ستضعها امام المجهر، ويتعين الانتظار لرؤية ما إذا ستكون قوة سياسية رشيدة تتعامل بمنطق العصر، ام ستستعمل خطاب آيات الله في ترهيب الاخرين والسعي لتقنين التشدد.
وفي كل الأحوال، فإن البرلمان المقبل بعد هذه الانتخابات سيؤدي الى تحريك وتسخين في الخريطة السياسية في مصر، وقد يحفز بقية المعارضة وقطاعات كبيرة من المجتمع تتعامل بسلبية مع الانتخابات على التفاعل بإيجابية مع العملية السياسية وتطوير أدائها.