زوربا
11-21-2005, 04:10 PM
في يومه العالمي.. دراسات عالمية توضح أن 80 ـ 90% من مرضاه مصابون بالسمنة
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
مواكبة التطورات الجديدةِ ضرورةُ مُطلقةُ للأطباء الإكلينيكيين، وواجب نحو المرضى.
وتُشيرُ التقديراتُ العالمية الأخيرة بأنّ العددَ الكليَّ للمرضى المصابين بداء السكّرِي اقترب من 190 مليوناً في عام 2004، ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم قد وصل إلى 325 مليوناً بنهاية عام 2025 ـ وهذا يعني أن الزيادة تعدت الـ 70 %. ومن الـ190 مليون مصاب بالسكرِي في العالمِ، هناك أكثر مِنْ 100 مليون مريض يقطنون الدول الناميةِ. ومن المتوقع أن يصبح الوضع أسوأ بوصول عدد المصابين بالمرض أكثر من 325 مليونا بحلول سَنَةِ 2025. بينما الزيادة المتوقعة لهذا المرض في الدول الناميةِ تزيد على 146%، فإن الزيادة سَتَكُونُ فقط 47% تقريباً في البلدانِ المتقدمةِ. هكذا فالدول النامية سَتُساهمُ بـ 77.6% من العدد الكليّ لمرضى السكر في العالمِ بحلول عام 2030.
ويُمْكِنُ لنا، بشكل قاطع أَنْ نطلق على مرض السكّرِ «وباء القرنِ الحادي والعشرين».
مرض السكّري... القاتل الصامت: يقول الدكتور عابد أحمد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري بمركز رعاية مرضى السكر وضغط الدم بجدة، انه في الولايات المتّحدةِ، ثُلث المصابين بالسكري تقريباً مِنْ الـ17 مليون مصاب بمرض السكّريِ لا يدركون أنهم مصابون بهذا المرض، إلا عندما يتعرضون لاحدى المضاعفات الخطيرة، مثل النوبة القلبيةِ، الجلطة الدماغية، أَو أحد أمراض الكلى. وعموماً فإن خطر الموتِ بين الناسِ المصابين بمرض السكّريِ أو هذه المضاعفات الهائلةِ يبلغ حوالي أربع مراتِ عن الناسِ بدون مرض السكّرِي.
وبالإضافة إلى الموت المبكر، فإن مرض السكّرَ يَحْملُ أخطاراً معقدة وجدّيةِ مثل العمى، الحاجة لغسلِ الكلية (43% مِنْ الحالاتِ الجديدةِ) وبتر أحد الأطرافِ. وهناك 85.000 عملية بتر في الولايات المتّحدةِ كُلّ سَنَة، والتي تَساوي 1 كُلّ 10 دقائقِ، و87% بسبب اعتلال عصبي سُكّريِ.
مرض السكّري... أحد أكبر قنوات صرف الموارد البشرية والمالية في مجتمعِنا. وفي الولايات المتّحدةِ، يتأرجح مقدار الخسائر الاقتصادية الكليّ لمرض السكّريِ لوحده لأكثر مِنْ 100 مليار دولار سنوياً. ولتوضيح ذلك المنظورِ، فإن متوسط تُكلفُة الرعاية الصحيةَ لمريض السكر تبلغ تقريباً 12.000 دولار في السنة، بينما تبلغ التكلفُة لغِير مرضى السكري حوالي 3000 دولار. ومرض السكّري مسؤول عن زيارة أكثر مِنْ 30 مليون طبيب في كُلّ سَنَة، وأكثر مِنْ 15 مليون يوم تنويم للعلاج بالمستشفى لحالات متعلقة بِمرض السكّرَي.
إنّ التأثيرَ الماليَ لأمراض شبكية العين السكرية retinopathy في الولايات المتّحدةِ يبلغ 500 مليون دولار بالسّنة.
إن مجموع تكلفة معالجةِ مرضى الفشل الكلويِ ESRD End Stage Renal Disease كَانَ 15.6 مليار دولار في 1997.
والتكلفة السنويةَ الكليّةَ للاعتلال العصبي السُكّريِ في الولايات المتّحدةِ 37$ بليون.
إن عامل الخطرِ الرئيسيِ لانتشار هذا الوباء في مجتمعاتنا من 80 إلى 90% مِنْ المصابين بمرض السكّرِ هو السمنةُ أَو بدقة أكثر زيادة الدهن في الجسمِ.
دراسات عالمية: ومما يوضح ذلك نَتائِج الدراسةِ المشهورةِ التي أجريتْ مِن قِبل باحثي هارفارد عن صحةِ الأطباءِ، مَع أكثر مِنْ 42.000 طبيب ذكور، قُسّموا إلى مجموعتين غذائيتينِ رئيسيتينِ، أطلق على إحداهما المجموعة «الحكيمة الحذرة» (لأنها تستهلك مقداراً أعلى من الخضارِ، الثمار، السمك، الحبوب الكاملة) وأطلق على الأخرى المجموعة «الغربية» (لأنها تستهلك أكثر من اللحمِ الأحمرِ، اللحم المصنّع، البطاطا المقلية، مُنتَجات ألبان عالية الدسم، حبوب مصفّاة، وحلويات) الحمية الغذائية الغربية وحدها حَملتْ مَعها 50% زيادة خطر لمرض السكّريِ - النوع الثاني. وعندما أضيف إلى النمط الغذائي الغربي عامل النشاطِ الطبيعيِ المنخفضِ، تضاعفت نسبة المرض.
دراسة عالمية أخرى، هي دراسة «الصحةِ الوطنية الثالثة ومسحِ الفحصِ التغذوي» (NHANES III) الذي أوضح جلياً أن مرض السكري هو مرضُ الحميةِ الغذائية وأسلوبِ الحياة. وظهر من هذه الدراسة أن 69% من مرضى السكّريِ - النوع الثاني، لَمْ يُمارسْوا الرياضة مطلقاً، 62% يأَكلَون أقلَ مِنْ خمسة حبات من الثمارِ والخضارِ في اليوم؛ 65% يَستهلكُ أكثر مِنْ 30% من سُعراتهم الحراريةِ اليوميةِ مِنْ الدهنِ، وأكثر مِنْ 10% مِنْ إجمالي السُعرات الحراريةِ تشكل دهوناً مشبعة؛ و82% كَانوا إمّا زائدي الوزن أَو بدينين.
آخر التطورات في مُعَالَجَة هذا المرضِ المُزمنِ:
مرض السكّري ـ النوع الأول.
إن 85% مِنْ المصابين بالسُّكرِ الذين أجريت لهم زراعَة خليةِ بنكرياسية بطريقة نظامِ إدمنتون العالمي المشهور world famous Edmonton Protocol islet-cell transplant (والتي تتضمن حقن خلايا بانكرياسية من متبرع في كبدِ المريض حيث تبدأ هذه الخلايا في تَقليد عملِ البنكرياس) عادوا إلى حُقَنِ الأنسولينِ خلال 5 سَنَواتِ مِنْ عملياتِهم. بالرغم من أنه في السَنَةِ الأولى بعد العمليةِ، تقريباً 70% مِنْ المرضى توقفوا عن الأنسولينِ، وانخفضت هذه النسبة إلى حوالي 50%بعد 3 سَنَوات، و15% بعد 5 سَنَوات.
وطبقاً لأحد الباحثين فإن الخلايا المزروعة كانت تَعْملُ، لَكن ليس بشكل كافٍ يغني عن الأنسولينِ. هذه النَتائِج لا تَعْني أن عملية الزرع كانت عديمة الفائدة. فمن حسنات هذه العملية بالرغم مِنْ العودةِ إلى الأنسولينِ كَانتْ توقف التقلّباتِ الخطرةِ في مستويات سكر الدمِّ التي كَانَوا يعانون منها قبل الزرعِ.
هؤلاء المرضى كَانوا في حالةِ مستميتةِ للسيطرةِ على سُكّرِ الدمِّ غير المستقر جداً «hypoglycemia وخطر انخفاض السكر، ولا يَستطيعونِ أَنْ يَتحمّلوا أسلوبَ حياتهم. الآن، سواء يَأْخذونَ الأنسولينَ أَو لا يأخذونه، فإن السيطرة على مستوى سكر الدم قد تحسّنت حقاً بشكل مثير».
الأنسولين المُسْتَنْشق: «وَعْد،ٌ لكن الأسئلةَ تَبْقى بدون إجابات». وهناك تقارير اعلامية تقول ان مئات الألوف من المصابين بمرض السكّرِي قَدْ يَستفيدُون من «المستنشِق» قريباً والذي يُمْكِنُ أَنْ يَقْلل، بشكل مثير، عددَ الحُقَنِ التي يحتاجونها للسَيْطَرَة على المرضِ. تَقترحُ المحاولات بِأَنَّ مريض السكّرِي ـ 1، الذي يتعاطى الأنسولينِ المُسْتَنْشق لمدة أربع سَنَواتِ مع حقنة يومية أثبتتْ فعّاليتها بدون آثار جانبية خطيرة.
إكسوبيرا: Exubera كما هو مسمّى من قبل شركة أفنتيس - فايزرِ Aventis-Pfizer هو أنسولين سريع المفعول، يعطى بالاستنشاق الفموي قبل وجباتِ الطعام، مع أنسولينِ طويلِ المفعول يعطى مرَّة أو مرَّتين في اليوم للنوعِ الأول أَو النوع الثاني من مرض السكّري. لقد أدى هذا المستنشقExubera لتحسين رضاء المرضى مقَارنَة بعلاجِ الأنسولينِ تحت الجلديِ القياسيِ وأعطى كفاءةً مماثلةً. سلامة الرئتين ظلت طبيعية لمدة أقصاها 4 سَنَواتِ من الاستعمال.
والسؤال الذي ظل ينتظر الإجابة؛ هَلْ استعمال هذا الدواء أمن بالنسبة لمرضى الرئتين؟
وإحدى المسائل الأساسيةِ التي مَنْ الضَّرُوري أَنْ تُسْأَلَ هنا؛ هَلْ يُسيطرُ المستنشِقُ على الجرعةِ بشكل مُرْض؟
فإذا احتاج مريض بالسكري- 2 أنسولينِ، فهل المستنشق سَيَكُونُ كافيَاً لتَخفيض إمكانيةِ المضاعفات؟
حتى الآن، وجد أن Exubera يعطى قبل وجباتِ الطعام مَع حقنة واحدة من الأنسولين طويل المفعول مقُارنَة مَع إنسولين تحت الجلد القياسي يكون فعّالاً سويّةً مع رضاءِ المريض من كلا النوعين 1، 2 للاستعمال قبل الطّعامِ.
مرض السكّر النوع الثاني: في الثمانيناتِ، اكتشفَ الدّكتورَ جون إنج Dr. John Eng المتخصص في علم الغدد الصماء endocrinology هورموناً جديداً في لعابِ/ وسمّ السحليةِ السامّةِ الوحيدة في العالمِ Gila، (في المنطقة الجنوبية الغربيةِ الأميركيةِ وشمال المكسيك) يُسَمّى exendin-4، ووَجدَه مماثلا في التركيبِ إلى peptide- وشبيها إلىglucagon (جي إل بي -1). بينما يُنظّمُ جي إل بي -1 سُكّر الدمِّ والشبع، إلا أن مفعوله قصير المدى ويتطلّبُ حُقَنَا يوميةَ متعدّدةَ. لكن exendin-4 يَعْملُ لـ 12 ساعةِ أَو أكثرِ.
في نوفمبر (تشرين الثّاني) 2003 أعطي لدواء Gila اسم جديد هو exenatide بعد الموافقة عليه مِن قِبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية إف دي أي FDA لمُعَالَجَة مرضى السكّرِي.
* الفرص المستقبلية في العنايةِ بمرضى السكرِي > إن النَتائِج الجديدة التي قُدّمتْ في منظمة السكري الأميركية ِADA American Diabetes Association اقترحت إلغاء حُقَن الأنسولينِ اليوميةِ قريباً.
> كما ان الإنسولين المستنشق قد وصل إلى مستوى من السيطرة على السكري مقارنة بالعلاج بالحقن المتعددة في اليوم الواحد.
> العلاج بالأنسولينِ الفموي قد أُطلقَ وهو الآن في مرحلةِ الاختبار، ويدعى Oralin، ويعطى من خلال أنبوب رفيع إلى الفَمِّ.
> وهناك منتج آخر فموي وقوي يعُودُ إلى Nobex، وهو أنسولينُ فموي في المرحلةِ الثّانية من التجربة وسوف يُطلق للاستعمال في 2006.
> شركة أدوية أخرى تَعْملُ على صياغة منتج مبتكر مِنْ الأنسولينِ على شكل رقعةِ «لصقة» للجلدِ Patch تقوم بتزويد الأنسولين الأساسي، فتعطي الأنسولين بثبات على مدى 12 ساعة، والشركة تَعْملُ الآن على إنتاج نسخة تعمل 24 ساعة.
> بالنسبة إلى الفرصِ المستقبليةِ في زرعِ خلايا جزر لانجرهانز، فإن الباحثين في أدمنتونEdmonton يعْملُون على إنتاج دواء مِنْ اللعابِ يُحسّنُ وظيفةَ خلايا جزر لانجرهانز على ما يبدو. ويَنْظرونَ أيضاً إلى أدوية ضد طرد ولفظ الخلايا المزروعة.
> إنّ عمليةَ زرعِ خلايا جزر لانجرهانز من متبرعِ حيّ تمت لأول مرة في أدمنتون قبل بضعة شهور فَقَطْ.
> ومن بين الأدواتِ الجديدةِ في العلاج الذاتي من مرض السكّريِ - والتي صادقتْ عليها وكالة الدواء والغذاء الأميركية: FDA «Opticlix» قلم أنسولين قابل للاستعمال ثانية، صمّمَ لحَمْل 3 مليلترِ خراطيشِ مِنْ أنسولينِ glargine يَبْعثُ القلمُ نقرة مسموعة عندما يكمل المستعمل خطوات مهمة في عمليةِ تسليمِ الأنسولين.
> «مساعدة تحميل الأنسولينِ إلى الناسِ من ذوي الرؤية المحدودة أَو المهارة اليدوية. إنها أداة لتكبير الحقنة خلال ارتباطها بأنبوب الانسولين مَع تَكبير العمودِ، وتَحْملُ قارورة الأنسولين بثبات في مكانها، مما يُسهّلُ مهمّة استعمالها لهؤلاء المرضى.
> «عمليات مراقبة مستمرة لمراقبِة جلوكوزِ الدم في مستوى سائل تحت الجلدِ مباشرة لإبْقاء مساراتِ الأنماطِ على مدار اليوم ويُنذرُ المستعمل المريض بالنَتائِجِ الخارجة عن المدى الطبيعي. ويُمْكِنُ للمحسّسsensor أَنْ يُراقبَ محتوى جلوكوزِ السائلِ في الدهنِ تحت الجلديِ مرة كل دقيقة لمدة أقصاها 3 أيامِ، وبعدها يَجِبُ أَنْ يُزالَ. يُرسلُ المحسّسُ القراءة خلال سلك إلى شاشة المراقبة كما يمكن إرسال النتيجة إلى كومبيوتر عن طريق «نظام تَحميل خاصِّ».
> مضخّة أنسولينِ مزودة ببرامجِ ذات مزايا أكثر تحسّناً وتَقدّماً ومنها:
> يُمْكِنُ أَنْ تستوعب المضخة 300 وحدة أنسولين، وهي مفيدة للأفرادِ الذين يَحتاجونَ أكثر مِنْ 50 وحدة أنسولين بِاليوم.
> النظام متصل بمراقبِ جلوكوزِ الدمِّ الذي يُمْكِنُ أَنْ يَتّصلَ بمضخّةِ الأنسولينَ عن طريق التقنيةِ تحت الحمراءِ التي تَتطلّبُ 0.3 - ميكرو لتر منْ عينةِ الدمّ وتَعُطى النتيجة في 5 ثوان.
> المضخّة يُمْكِنُ أَنْ تتكيف مع ثلاثة أنماطِ أساسيةِ مختلفةِ، كل واحدة منها يُمْكِنُ أَنْ تحْملَ 48 نسبةَ أساسيةَ. النِسَب الأساسية يُمْكِنُ أَنْ تُبْدَأَ بازدياد من 0.05 وحدةِ إلى نسبة أقصاها 35.0 وحدةِ/ ساعة.
> تَستعملُ المضخّة المعلومات التي تَستلمها مِنْ مراقبِ جلوكوزِ الدمَّ لاقتراح جُرعات أنسولينِ bolus إلى المستعملِ.
> ولاقتراح توصيةِ عن الجرعات، فإن المضخّة «تأْخذُ في الحسبان كميةَ الأنسولينِ في الداخل ومستوى جلوكوزَ الدمِّ المستهدف، عامل حسّاسيةِ الأنسولينِ، ونسبة الأنسولين إلى نسبة الكربوهيدراتِ».
> تَجيءُ المضخّةَ بعددِ من أجراسِ الإنذار ورسائلِ التذكير الاختياريةِ. فيَدقُّ جرس الإنذار للتَحذير مثل تَعْطيل المضخّةِ أَو البطاريةِ الضعيفةِ، فيَدْفعُ المستعمل للقيام بتَشْكِيلة من الأعمالِ مثل تَدقيق مستويات جلوكوزِ الدمِّ بعد وجبة طعام.
> المعلومات مِنْ المضخّةِ يُمْكِنُ أَنْ تُرسَلَ وتُحلّلُ على كومبيوتر عن طريق مراقبِ وصلةِ جلوكوزِ الدم.
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
مواكبة التطورات الجديدةِ ضرورةُ مُطلقةُ للأطباء الإكلينيكيين، وواجب نحو المرضى.
وتُشيرُ التقديراتُ العالمية الأخيرة بأنّ العددَ الكليَّ للمرضى المصابين بداء السكّرِي اقترب من 190 مليوناً في عام 2004، ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم قد وصل إلى 325 مليوناً بنهاية عام 2025 ـ وهذا يعني أن الزيادة تعدت الـ 70 %. ومن الـ190 مليون مصاب بالسكرِي في العالمِ، هناك أكثر مِنْ 100 مليون مريض يقطنون الدول الناميةِ. ومن المتوقع أن يصبح الوضع أسوأ بوصول عدد المصابين بالمرض أكثر من 325 مليونا بحلول سَنَةِ 2025. بينما الزيادة المتوقعة لهذا المرض في الدول الناميةِ تزيد على 146%، فإن الزيادة سَتَكُونُ فقط 47% تقريباً في البلدانِ المتقدمةِ. هكذا فالدول النامية سَتُساهمُ بـ 77.6% من العدد الكليّ لمرضى السكر في العالمِ بحلول عام 2030.
ويُمْكِنُ لنا، بشكل قاطع أَنْ نطلق على مرض السكّرِ «وباء القرنِ الحادي والعشرين».
مرض السكّري... القاتل الصامت: يقول الدكتور عابد أحمد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري بمركز رعاية مرضى السكر وضغط الدم بجدة، انه في الولايات المتّحدةِ، ثُلث المصابين بالسكري تقريباً مِنْ الـ17 مليون مصاب بمرض السكّريِ لا يدركون أنهم مصابون بهذا المرض، إلا عندما يتعرضون لاحدى المضاعفات الخطيرة، مثل النوبة القلبيةِ، الجلطة الدماغية، أَو أحد أمراض الكلى. وعموماً فإن خطر الموتِ بين الناسِ المصابين بمرض السكّريِ أو هذه المضاعفات الهائلةِ يبلغ حوالي أربع مراتِ عن الناسِ بدون مرض السكّرِي.
وبالإضافة إلى الموت المبكر، فإن مرض السكّرَ يَحْملُ أخطاراً معقدة وجدّيةِ مثل العمى، الحاجة لغسلِ الكلية (43% مِنْ الحالاتِ الجديدةِ) وبتر أحد الأطرافِ. وهناك 85.000 عملية بتر في الولايات المتّحدةِ كُلّ سَنَة، والتي تَساوي 1 كُلّ 10 دقائقِ، و87% بسبب اعتلال عصبي سُكّريِ.
مرض السكّري... أحد أكبر قنوات صرف الموارد البشرية والمالية في مجتمعِنا. وفي الولايات المتّحدةِ، يتأرجح مقدار الخسائر الاقتصادية الكليّ لمرض السكّريِ لوحده لأكثر مِنْ 100 مليار دولار سنوياً. ولتوضيح ذلك المنظورِ، فإن متوسط تُكلفُة الرعاية الصحيةَ لمريض السكر تبلغ تقريباً 12.000 دولار في السنة، بينما تبلغ التكلفُة لغِير مرضى السكري حوالي 3000 دولار. ومرض السكّري مسؤول عن زيارة أكثر مِنْ 30 مليون طبيب في كُلّ سَنَة، وأكثر مِنْ 15 مليون يوم تنويم للعلاج بالمستشفى لحالات متعلقة بِمرض السكّرَي.
إنّ التأثيرَ الماليَ لأمراض شبكية العين السكرية retinopathy في الولايات المتّحدةِ يبلغ 500 مليون دولار بالسّنة.
إن مجموع تكلفة معالجةِ مرضى الفشل الكلويِ ESRD End Stage Renal Disease كَانَ 15.6 مليار دولار في 1997.
والتكلفة السنويةَ الكليّةَ للاعتلال العصبي السُكّريِ في الولايات المتّحدةِ 37$ بليون.
إن عامل الخطرِ الرئيسيِ لانتشار هذا الوباء في مجتمعاتنا من 80 إلى 90% مِنْ المصابين بمرض السكّرِ هو السمنةُ أَو بدقة أكثر زيادة الدهن في الجسمِ.
دراسات عالمية: ومما يوضح ذلك نَتائِج الدراسةِ المشهورةِ التي أجريتْ مِن قِبل باحثي هارفارد عن صحةِ الأطباءِ، مَع أكثر مِنْ 42.000 طبيب ذكور، قُسّموا إلى مجموعتين غذائيتينِ رئيسيتينِ، أطلق على إحداهما المجموعة «الحكيمة الحذرة» (لأنها تستهلك مقداراً أعلى من الخضارِ، الثمار، السمك، الحبوب الكاملة) وأطلق على الأخرى المجموعة «الغربية» (لأنها تستهلك أكثر من اللحمِ الأحمرِ، اللحم المصنّع، البطاطا المقلية، مُنتَجات ألبان عالية الدسم، حبوب مصفّاة، وحلويات) الحمية الغذائية الغربية وحدها حَملتْ مَعها 50% زيادة خطر لمرض السكّريِ - النوع الثاني. وعندما أضيف إلى النمط الغذائي الغربي عامل النشاطِ الطبيعيِ المنخفضِ، تضاعفت نسبة المرض.
دراسة عالمية أخرى، هي دراسة «الصحةِ الوطنية الثالثة ومسحِ الفحصِ التغذوي» (NHANES III) الذي أوضح جلياً أن مرض السكري هو مرضُ الحميةِ الغذائية وأسلوبِ الحياة. وظهر من هذه الدراسة أن 69% من مرضى السكّريِ - النوع الثاني، لَمْ يُمارسْوا الرياضة مطلقاً، 62% يأَكلَون أقلَ مِنْ خمسة حبات من الثمارِ والخضارِ في اليوم؛ 65% يَستهلكُ أكثر مِنْ 30% من سُعراتهم الحراريةِ اليوميةِ مِنْ الدهنِ، وأكثر مِنْ 10% مِنْ إجمالي السُعرات الحراريةِ تشكل دهوناً مشبعة؛ و82% كَانوا إمّا زائدي الوزن أَو بدينين.
آخر التطورات في مُعَالَجَة هذا المرضِ المُزمنِ:
مرض السكّري ـ النوع الأول.
إن 85% مِنْ المصابين بالسُّكرِ الذين أجريت لهم زراعَة خليةِ بنكرياسية بطريقة نظامِ إدمنتون العالمي المشهور world famous Edmonton Protocol islet-cell transplant (والتي تتضمن حقن خلايا بانكرياسية من متبرع في كبدِ المريض حيث تبدأ هذه الخلايا في تَقليد عملِ البنكرياس) عادوا إلى حُقَنِ الأنسولينِ خلال 5 سَنَواتِ مِنْ عملياتِهم. بالرغم من أنه في السَنَةِ الأولى بعد العمليةِ، تقريباً 70% مِنْ المرضى توقفوا عن الأنسولينِ، وانخفضت هذه النسبة إلى حوالي 50%بعد 3 سَنَوات، و15% بعد 5 سَنَوات.
وطبقاً لأحد الباحثين فإن الخلايا المزروعة كانت تَعْملُ، لَكن ليس بشكل كافٍ يغني عن الأنسولينِ. هذه النَتائِج لا تَعْني أن عملية الزرع كانت عديمة الفائدة. فمن حسنات هذه العملية بالرغم مِنْ العودةِ إلى الأنسولينِ كَانتْ توقف التقلّباتِ الخطرةِ في مستويات سكر الدمِّ التي كَانَوا يعانون منها قبل الزرعِ.
هؤلاء المرضى كَانوا في حالةِ مستميتةِ للسيطرةِ على سُكّرِ الدمِّ غير المستقر جداً «hypoglycemia وخطر انخفاض السكر، ولا يَستطيعونِ أَنْ يَتحمّلوا أسلوبَ حياتهم. الآن، سواء يَأْخذونَ الأنسولينَ أَو لا يأخذونه، فإن السيطرة على مستوى سكر الدم قد تحسّنت حقاً بشكل مثير».
الأنسولين المُسْتَنْشق: «وَعْد،ٌ لكن الأسئلةَ تَبْقى بدون إجابات». وهناك تقارير اعلامية تقول ان مئات الألوف من المصابين بمرض السكّرِي قَدْ يَستفيدُون من «المستنشِق» قريباً والذي يُمْكِنُ أَنْ يَقْلل، بشكل مثير، عددَ الحُقَنِ التي يحتاجونها للسَيْطَرَة على المرضِ. تَقترحُ المحاولات بِأَنَّ مريض السكّرِي ـ 1، الذي يتعاطى الأنسولينِ المُسْتَنْشق لمدة أربع سَنَواتِ مع حقنة يومية أثبتتْ فعّاليتها بدون آثار جانبية خطيرة.
إكسوبيرا: Exubera كما هو مسمّى من قبل شركة أفنتيس - فايزرِ Aventis-Pfizer هو أنسولين سريع المفعول، يعطى بالاستنشاق الفموي قبل وجباتِ الطعام، مع أنسولينِ طويلِ المفعول يعطى مرَّة أو مرَّتين في اليوم للنوعِ الأول أَو النوع الثاني من مرض السكّري. لقد أدى هذا المستنشقExubera لتحسين رضاء المرضى مقَارنَة بعلاجِ الأنسولينِ تحت الجلديِ القياسيِ وأعطى كفاءةً مماثلةً. سلامة الرئتين ظلت طبيعية لمدة أقصاها 4 سَنَواتِ من الاستعمال.
والسؤال الذي ظل ينتظر الإجابة؛ هَلْ استعمال هذا الدواء أمن بالنسبة لمرضى الرئتين؟
وإحدى المسائل الأساسيةِ التي مَنْ الضَّرُوري أَنْ تُسْأَلَ هنا؛ هَلْ يُسيطرُ المستنشِقُ على الجرعةِ بشكل مُرْض؟
فإذا احتاج مريض بالسكري- 2 أنسولينِ، فهل المستنشق سَيَكُونُ كافيَاً لتَخفيض إمكانيةِ المضاعفات؟
حتى الآن، وجد أن Exubera يعطى قبل وجباتِ الطعام مَع حقنة واحدة من الأنسولين طويل المفعول مقُارنَة مَع إنسولين تحت الجلد القياسي يكون فعّالاً سويّةً مع رضاءِ المريض من كلا النوعين 1، 2 للاستعمال قبل الطّعامِ.
مرض السكّر النوع الثاني: في الثمانيناتِ، اكتشفَ الدّكتورَ جون إنج Dr. John Eng المتخصص في علم الغدد الصماء endocrinology هورموناً جديداً في لعابِ/ وسمّ السحليةِ السامّةِ الوحيدة في العالمِ Gila، (في المنطقة الجنوبية الغربيةِ الأميركيةِ وشمال المكسيك) يُسَمّى exendin-4، ووَجدَه مماثلا في التركيبِ إلى peptide- وشبيها إلىglucagon (جي إل بي -1). بينما يُنظّمُ جي إل بي -1 سُكّر الدمِّ والشبع، إلا أن مفعوله قصير المدى ويتطلّبُ حُقَنَا يوميةَ متعدّدةَ. لكن exendin-4 يَعْملُ لـ 12 ساعةِ أَو أكثرِ.
في نوفمبر (تشرين الثّاني) 2003 أعطي لدواء Gila اسم جديد هو exenatide بعد الموافقة عليه مِن قِبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية إف دي أي FDA لمُعَالَجَة مرضى السكّرِي.
* الفرص المستقبلية في العنايةِ بمرضى السكرِي > إن النَتائِج الجديدة التي قُدّمتْ في منظمة السكري الأميركية ِADA American Diabetes Association اقترحت إلغاء حُقَن الأنسولينِ اليوميةِ قريباً.
> كما ان الإنسولين المستنشق قد وصل إلى مستوى من السيطرة على السكري مقارنة بالعلاج بالحقن المتعددة في اليوم الواحد.
> العلاج بالأنسولينِ الفموي قد أُطلقَ وهو الآن في مرحلةِ الاختبار، ويدعى Oralin، ويعطى من خلال أنبوب رفيع إلى الفَمِّ.
> وهناك منتج آخر فموي وقوي يعُودُ إلى Nobex، وهو أنسولينُ فموي في المرحلةِ الثّانية من التجربة وسوف يُطلق للاستعمال في 2006.
> شركة أدوية أخرى تَعْملُ على صياغة منتج مبتكر مِنْ الأنسولينِ على شكل رقعةِ «لصقة» للجلدِ Patch تقوم بتزويد الأنسولين الأساسي، فتعطي الأنسولين بثبات على مدى 12 ساعة، والشركة تَعْملُ الآن على إنتاج نسخة تعمل 24 ساعة.
> بالنسبة إلى الفرصِ المستقبليةِ في زرعِ خلايا جزر لانجرهانز، فإن الباحثين في أدمنتونEdmonton يعْملُون على إنتاج دواء مِنْ اللعابِ يُحسّنُ وظيفةَ خلايا جزر لانجرهانز على ما يبدو. ويَنْظرونَ أيضاً إلى أدوية ضد طرد ولفظ الخلايا المزروعة.
> إنّ عمليةَ زرعِ خلايا جزر لانجرهانز من متبرعِ حيّ تمت لأول مرة في أدمنتون قبل بضعة شهور فَقَطْ.
> ومن بين الأدواتِ الجديدةِ في العلاج الذاتي من مرض السكّريِ - والتي صادقتْ عليها وكالة الدواء والغذاء الأميركية: FDA «Opticlix» قلم أنسولين قابل للاستعمال ثانية، صمّمَ لحَمْل 3 مليلترِ خراطيشِ مِنْ أنسولينِ glargine يَبْعثُ القلمُ نقرة مسموعة عندما يكمل المستعمل خطوات مهمة في عمليةِ تسليمِ الأنسولين.
> «مساعدة تحميل الأنسولينِ إلى الناسِ من ذوي الرؤية المحدودة أَو المهارة اليدوية. إنها أداة لتكبير الحقنة خلال ارتباطها بأنبوب الانسولين مَع تَكبير العمودِ، وتَحْملُ قارورة الأنسولين بثبات في مكانها، مما يُسهّلُ مهمّة استعمالها لهؤلاء المرضى.
> «عمليات مراقبة مستمرة لمراقبِة جلوكوزِ الدم في مستوى سائل تحت الجلدِ مباشرة لإبْقاء مساراتِ الأنماطِ على مدار اليوم ويُنذرُ المستعمل المريض بالنَتائِجِ الخارجة عن المدى الطبيعي. ويُمْكِنُ للمحسّسsensor أَنْ يُراقبَ محتوى جلوكوزِ السائلِ في الدهنِ تحت الجلديِ مرة كل دقيقة لمدة أقصاها 3 أيامِ، وبعدها يَجِبُ أَنْ يُزالَ. يُرسلُ المحسّسُ القراءة خلال سلك إلى شاشة المراقبة كما يمكن إرسال النتيجة إلى كومبيوتر عن طريق «نظام تَحميل خاصِّ».
> مضخّة أنسولينِ مزودة ببرامجِ ذات مزايا أكثر تحسّناً وتَقدّماً ومنها:
> يُمْكِنُ أَنْ تستوعب المضخة 300 وحدة أنسولين، وهي مفيدة للأفرادِ الذين يَحتاجونَ أكثر مِنْ 50 وحدة أنسولين بِاليوم.
> النظام متصل بمراقبِ جلوكوزِ الدمِّ الذي يُمْكِنُ أَنْ يَتّصلَ بمضخّةِ الأنسولينَ عن طريق التقنيةِ تحت الحمراءِ التي تَتطلّبُ 0.3 - ميكرو لتر منْ عينةِ الدمّ وتَعُطى النتيجة في 5 ثوان.
> المضخّة يُمْكِنُ أَنْ تتكيف مع ثلاثة أنماطِ أساسيةِ مختلفةِ، كل واحدة منها يُمْكِنُ أَنْ تحْملَ 48 نسبةَ أساسيةَ. النِسَب الأساسية يُمْكِنُ أَنْ تُبْدَأَ بازدياد من 0.05 وحدةِ إلى نسبة أقصاها 35.0 وحدةِ/ ساعة.
> تَستعملُ المضخّة المعلومات التي تَستلمها مِنْ مراقبِ جلوكوزِ الدمَّ لاقتراح جُرعات أنسولينِ bolus إلى المستعملِ.
> ولاقتراح توصيةِ عن الجرعات، فإن المضخّة «تأْخذُ في الحسبان كميةَ الأنسولينِ في الداخل ومستوى جلوكوزَ الدمِّ المستهدف، عامل حسّاسيةِ الأنسولينِ، ونسبة الأنسولين إلى نسبة الكربوهيدراتِ».
> تَجيءُ المضخّةَ بعددِ من أجراسِ الإنذار ورسائلِ التذكير الاختياريةِ. فيَدقُّ جرس الإنذار للتَحذير مثل تَعْطيل المضخّةِ أَو البطاريةِ الضعيفةِ، فيَدْفعُ المستعمل للقيام بتَشْكِيلة من الأعمالِ مثل تَدقيق مستويات جلوكوزِ الدمِّ بعد وجبة طعام.
> المعلومات مِنْ المضخّةِ يُمْكِنُ أَنْ تُرسَلَ وتُحلّلُ على كومبيوتر عن طريق مراقبِ وصلةِ جلوكوزِ الدم.