المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكان في السلط الأردنية: «الانتحارية» ساجدة سألتنا عن منزل شقيقتها وقت التفجيرات



زوربا
11-20-2005, 10:00 AM
السلط (الاردن): جاكي سبينر


توقفت سيارة الاجرة امام محل لبيع التسجيلات الموسيقية يذيع احدث الاغاني العربية ومحل آخر يبيع البطاطس والحلويات. ومن المقعد الخلفي خرجت امرأة ترتدي رداء اسود اللون. كانت تبدو كأنها تسير بطريقة غريبة وعصبية، الا انها لم تلفت انتباه احد في الشارع. وتعرف الرجال الذين كانوا في الشارع على لهجتها العراقية عندما طلبت معرفة مسكن محمد سالم عربيات.

وقالت المرأة ان شقيقتها تزوجت نضال، ابن عربيات، الذي كان توجه الى العراق لمحاربة الاميركيين، كما قال الرجال. وقد قتل نضال في العراق بعد بدء الحرب عام 2003، واعتبره البعض في مدينة السلط «شهيدا». وقال شاب ذكر اسمه الاول فقط، احمد، ان عمه عرض على المرأة العراقية، ايصالها بالسيارة الى مسكن عربيات.

كان ذلك يوم التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وحينها، كان عمال الانقاذ، في عمان، على بعد 30 دقيقة، ينتشلون جثث القتلى والمصابين من حطام الفنادق التي فجرها ثلاثة انتحاريين مما ادى الى مقتل 59 شخصا، معظمهم من الاردنيين. لم تكن المعلومات قد وصلت الى السلط، شمال العاصمة.

وقال الرجال الذين ذكروا هذه القصة انهم لم يروها مرة اخرى بعدما تركتهم في طريقها الى منزل عربيات الى ان ظهرت على التلفزيون الاردني بعد اربعة ايام، تعرض الحزام الناسف الذي ارتدته في طريقها الى فندق راديسون بعمان. وقد تعرف عليها رجال الاستخبارات الاردنية واعلنوا ان اسمها ساجدة ريشاوي، 35 سنة، وهي عراقية من مدينة الفلوجة. وفي اعترفاتها المسجلة، وصفت ساجدة كيف دفعها زوجها خارج قاعة احتفالات فيلادلفيا في فندق راديسون بعدما فشلت هي في تفجير حزامها الناسف وسط حضور حفل الزفاف، ثم فجر هو نفسه.

ومن بين الرجال السبعة الذين تحدثوا عن ظهور المرأة العراقية في السلط، كان احمد الوحيد الذي وافق على ذكر اسمه. وقد اعتقلت قوات الامن عمه الذي اخذ ساجدة الى بيت عربيات منذ القبض عليها في 13 نوفمبر الحالي. كان الرجال يشعرون بالتوتر وهم يتحدثون في الشارع خارج المحلات. وقال احدهم: «رجاء اتركونا في حالنا. لن تجد اكثر من هذا هنا. الكل خائف». وقال عبد الله فلاح سالم الذي رفض ذكر اسم قبيلته، انه شاهد المرأة من على بعد. وعندما سئل اين اختفت المرأة، قفز الى سيارته وقاد المراسلة والمترجمة الى منزل محمد سالم عريبات. وقال سالم «ذكروا ان المخابرات القت القبض عليها. لقد جاءت وقالت انها شقيقة زوجة نضال. هي كاذبة». لم يكن عربيات في المنزل، لكن اسرته دعتنا الى احتساء الشاي والقهوة. وقد رفض الابناء الحديث، وقالوا ان اباهم تحدث باسم الاسرة. الا ان واحدا من الابناء اكد انه شقيقه نضال، كان واحدا من 30 رجلا من السلط قتلوا في المعارك ضد الاميركيين في العراق.

وقالت شقيقة عربيات التي رفضت الكشف عن اسمها، ان الاسرة لم تأو ساجدة، وهو ما يناقض ما اعلنه المسؤولون الحكوميون. وكان رئيس الوزراء الاردني عدنان بدران قد ذكر للصحافيين يوم الاربعاء الماضي انه بعد التفجيرات هربت ساجدة الى شقة في عمان كانت قد استأجرتها مع زوجها والانتحاريين الآخرين، وانها توجهت هي لاحقاً الى السلط. وكان المسؤولون الاردنيون قالوا سابقاً ان ساجدة القي القبض عليها في عمان.

وقال سالم انه متأكد من ان ساجدة اقامت في منزل عربيات او واحد من ابنائه لعدة ايام. وذكر الجيران ان عربيات شخص متدين باعتدال، بالرغم من ان وجهات نظره تعكس وجهات النظر المنتشرة في المدينة، أي مناهضة للاحتلال الاميركي للعراق. وقال اقارب وجيران ان عربيات كان سيعتقل لو اعتقد عملاء الاستخبارات بانه شارك في التفجيرات او استضاف المرأة التي حاولت تفجير نفسها.

وعندما عاد عربيات الى منزله، نفى ان تكون ساجدة اقامت في منزله، وقال: «كان لنا الشرف لو حدث ذلك، لكنه امر غير حقيقي». وادان عربيات تفجيرات عمان وقال: «هذا امر شائن، لا يسمح أي دين به». وقال سالم وهو من اقارب الاسرة: «لو امسكت بالانتحاريين قبل تنفيذهم العمليات لنسفتهم كلهم بنفسي». كما اعترف الرجال بأن العديد من سكان مدينة السلط، يناهضون الاحتلال الاميركي للعراق، الا ان عربيات قال بصوت هادئ ان «كراهيتنا لاميركا متعلقة بالسياسة وليس بالاشخاص».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»