هاشم
11-20-2005, 01:34 AM
* قراءة محاضر التحقيقات أقصر طريق لكشف حجم التحول في أفكار المعتقلين
كتب ابراهيم المليفي - القبس
لعل انقسام الرأي العام الكويتي حول قضية المعتقلين في غوانتانامو ليس بالامر الجديد على الكويتيين فهم اعتادوا الجدل والانقسام في كل شيء واي شيء، ويعود الفضل في ذلك الى توفر هامش واسع من الحرية ووجود الديوانيات التي يختلف اليها الكثير من الناس من مختلف المستويات الثقافية والمادية. ويساهم كتاب الرأي في الصحافة المحلية بمختلف مشاربهم في توجيه الرأي العام وتزويده بالحجج والاسانيد التي يتلقفها القراء يوميا لاستخدامها في مساجلاتهم في مقار اعمالهم صباحا وفي المساء داخل الديوانية.
الحديث هذه المرة عن كويتيي غوانتانامو ليس شبيها بأحاديث السنوات الاربع الماضية، فقد اكتسبت هذه القضية مع مرور الوقت ابعادا جديدة وتطورات غير متوقعة ساهمت دون شك في تغيير اراء ومواقف الكثيرين ممن اعتبروا ان ما يحدث في غوانتانامو منسجم مع المثل الشعبي «كل آفة الله مسلط عليها آفة»، ولعل موقف منظمة دولية معتبرة مثل «منظمة العفو الدولية» المعروفة بـ«امنستي» ساهم في ذلك التحول، فقد اعتبرت ان الاوضاع في خليج غوانتانامو «تمثل فضيحة كبرى لحقوق الانسان لها عواقبها التي تشمل العالم بأسره»، وتتعرض هذه الايام الجمعية الكويتية لحقوق الانسان الى سيل من الانتقادات لعدم اعتراضها على ما يحصل من انتهاكات لحقوق الانسان في غوانتانامو ويصف الكاتب الاسلامي عادل القصار موقف جمعية حقوق الانسان بوصمة العار التي ستبقى في الاذهان لفترة طويلة.
وتطرح عودة بعض المعتقلين الكويتيين تساؤلات مهمة حول الاسباب والدوافع الاميركية التي افضت للافراج عنهم، استاذ الفكر السياسي الغربي في جامعة الكويت سابقا والكاتب الصحفي المحسوب على التيار الليبرالي الدكتور احمد البغدادي رتب اسباب اطلاق للمعتقلين الكويتيين من غوانتانامو على النحو التالي قائلا: «لم تعد لديهم معلومات ذات فائدة بعد انقطاعهم عن العالم لفترة طويلة واتساع دائرة الانتقادات الدولية لواشنطن على خلفية الوضع القانوني والانساني للمعتقلين مما حدا بها الى البدء بإطلاق سراح من لم تعد بحاجة لهم بشرط ان تتكفل حكوماتهم «بمراقبتهم» مما مهد الطريق بالنهاية للجهود الدبلوماسية الكويتية كي تتحرك للمطالبة باطلاق معتقليها».
تحليلات متضاربة
لا تزال تحليلات الكثير من المراقبين والكتاب الصحفيين متباينة حول اسباب وجود كويتيين في معتقل غوانتانامو، ويرى الكتاب الليبراليون ان كويتيي القاعدة تم القبض عليهم وسط معارك عسكرية مباشرة او اثناء هروبهم بين جبال تورا بورا، وعلى النقيض منهم يرى الكتاب الاسلاميون انهم ابرياء ذهبوا للقيام باعمال اغاثية وانسانية وليست حربية.
الكاتب الاسلامي المقرب من الحركة الدستورية الاسلامية عادل القصار تحدث لـ«القبس» حول هذا الموضوع قائلا: «تشير بعض المصادر الى ان بعض المعتقلين ثبت انهم كانوا مجرد متطوعين في مؤسسات العمل الخيري التي تعمل في افغانستان في اعمال الاغاثة والتبرعات للفقراء والمحتاجين وقد اكد ذلك رئيس مركز حقوق الانسان في البحرين.. ومع بداية الحملة الاميركية لملاحقة فلول اعضاء القاعدة اصبح ثمن رأس العربي غالياً للمرتزقة الذين سلموهم مقابل حفنة من المال».
علامات استفهام
وتثير بعض المعلومات التي حصلت عليها «القبس» من عدة مصادر اكثر من علامة استفهام بشأن طبيعة واسباب وجود بعض الكويتيين في افغانستان، ففي الوقت الذي اعلن فيه بعض اقارب الكويتيين الذين قضوا في عمليات عسكرية ان ابناءهم ذهبوا من اجل الاعمال الاغاثية، نراهم بعد فترة وجيزة ينشرون اعلانات صحفية يزفون فيها للامة الاسلامية نبأ استشهاد ابنهم «المجاهد البطل اثناء نصرته للمستضعفين ودفاعا عن العقيدة وحياض الاسلام في افغانستان!»
ونشر هذا الاعلان في الرأي العام 19/12/2001، كما نجحت الاجهزة الامنية في اعادة العشرات من الشباب الكويتيين الذين كانوا يحاولون الذهاب الى افغانستان من المطار، في الفترة التي سبقت بدء العمليات العسكرية الاميركية ضد نظام طالبان والقاعدة. ولولا تلك الخطوة لتضاعف عدد الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو او لربما زادت حصيلة من قتلوا هناك.
الايمان قبل المال
واسقطت مشاركة الكثيرين من دول الخليج النفطية ومنها الكويت فرضية اقتصار المشاركة في العمليات العسكرية «الارهابية.. الجهادية.. الخ» على ابناء الطبقات المسحوقة، وها هم شباب الخليج العربي يتواجدون اليوم في العراق
وقبل ذلك في افغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وغيرها، ويؤكد الدكتور احمد البغدادي ذلك بالقول: «ليس المال سببا في الابتعاد عن الايمان بقضية او فكرة يترك الانسان كل شيء من اجل تحقيقها، وليس الفقر واليأس هما الدفاع الوحيد للارهاب اذ يأخذ الانحراف اشكالا متنوعة...»، ويذهب الكاتب عادل القصار في نفس الاتجاه: «الغنى والرفاهية ليسا مبررا لعدم التفات الشباب وتحمسهم للروح الجهادية، فهذه قضية مبدأ وعقيدة يشكلان دافعين يغذيان حماس بعض الشباب.. وسط حالة من الانهزام ورخص هدر الدم العربي المسلم في كثير من بقاع العالم» وتساءل «فبن لادن والظواهري ماذا ينقصهما من مال؟.. والبعض يعزو ان اغلب من خرج من الكويتيين للقتال في الخارج خرجوا من اجل النصرة ورد الظلم عن اخوانهم المسلمين وان كان اجتهادهم اجتهادا خاطئا ويدل على قصور فهمهم ونقص علمهم الشرعي الواضح لمستلزمات وواجبات وظروف النصرة الواجب اتباعها».
وطالب القصار من المؤسسات الدينية توضيح حقيقة مفهوم النصرة والجهاد حتى: «لا تتسع دائرة ضحايا التطرف والارهاب. فغياب المرجعية الدينية الموثوق بعمق ودقة علمها الشرعي سبب من اسباب انحراف الشباب لكانتونات الفتاوى المضللة التي اشعلت حماس الشباب ودفعت بهم الى مصير مجهول».
المراقبة الحثيثة
وفي نظرة للمستقبل القريب تطرح عودة كويتيي غوانتانامو سؤالا محيرا على الصعيد الامني في حالة الافراج عن بعضهم وهذا احتمال وارد، فالكويت شهدت قبل عام تقريبا عدة حوادث ارهابية كبيرة فضحت وجود خلايا نائمة مسلحة لا يستهان بخطورتها، وبعض عناصرها لا يزالون هاربين ومطلوبين للعدالة، فما هي الضمانات التي تكفل عدم عودة اي من المعتقلين وبخاصة من لديه سجل امني «منتفخ» الى القيام او المشاركة بالتخطيط لاي عمليات ارهابية؟
.. يقول البغدادي: «اذا ما استمر هؤلاء يترددون على نفس الاماكن التي سبق ان حقنت فيها ادمغتهم بالافكار المتطرفة «فلا طبنا ولا غدا الشر» اذ من المحتمل ان يعودوا الى ما كانوا عليه سواء في الكويت او في اي مكان في العالم.. واذا القضاء اطلق سراحهم فلا احد يستطيع ان يفعل لهم شيئا فيما عدا المراقبة والرصد لتحركاتهم». وشدد القصار على انه لا يمكن التساهل في تلك المسألة ولابد من وضع رقابة حثيثة عليهم طالما توجد على بعضهم علامات استفهام خشية ان تعود بعض الخلايا النائمة الى الاستيقاظ.
واشار الدكتور احمد البغدادي الى اهمية قراءة محاضر التحقيقات مع المتهمين للتأكد من مدى تركهم لافكارهم القديمة وبعد الانتهاء من الشق القضائي واتضاح الصورة فعلى الدولة والمجتمع مسؤولية تصحيح الافكار المتطرفة والمغلوطة التي يحملها المتهمون. وعلى الجهات المتخصصة وعلماء النفس والاجتماع التصدي لتلك المهمة رغم قناعتي بان «القطو العود ما يتعلم». وحول نفس الموضوع اعتبر الكاتب الاسلامي عادل القصار الدولة بمؤسساتها التعليمية والتربوية والدينية: «هي اللاعب المفترض ان يحتضن الشباب ويصقل شخصيتهم وسلوكياتهم، ويبعدهم عن المزالق والتيارات المنحرفة وهذا الامر لا يتعارض اذا قلنا ان التطرف والغلو في فهم الدين مسؤولية يتحمل تبعاتها «البيت ـ المدرسة ـ المسجد ـ رجال الدين» ومن الخطأ الحكم على الشباب المعتقلين في غوانتانامو على انهم ضحية فكر جهادي متطرف فهذا الامر سابق لاوانه قبل ان يبدأ معهم التحقيق ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
سواء خرجوا ابرياء او صدرت احكام بالسجن على بعضهم فينبغي على المؤسسات المتخصصة في الجوانب النفسية والاجتماعية والشرعية ان تتصدى لعملية غربلة المعتقلين لدمجهم في المجتمع لان 4 سنوات من الاعتقال والتعذيب النفسي والبدني تحتاج الى بذل الكثير من الرعاية والاهتمام».
كتب ابراهيم المليفي - القبس
لعل انقسام الرأي العام الكويتي حول قضية المعتقلين في غوانتانامو ليس بالامر الجديد على الكويتيين فهم اعتادوا الجدل والانقسام في كل شيء واي شيء، ويعود الفضل في ذلك الى توفر هامش واسع من الحرية ووجود الديوانيات التي يختلف اليها الكثير من الناس من مختلف المستويات الثقافية والمادية. ويساهم كتاب الرأي في الصحافة المحلية بمختلف مشاربهم في توجيه الرأي العام وتزويده بالحجج والاسانيد التي يتلقفها القراء يوميا لاستخدامها في مساجلاتهم في مقار اعمالهم صباحا وفي المساء داخل الديوانية.
الحديث هذه المرة عن كويتيي غوانتانامو ليس شبيها بأحاديث السنوات الاربع الماضية، فقد اكتسبت هذه القضية مع مرور الوقت ابعادا جديدة وتطورات غير متوقعة ساهمت دون شك في تغيير اراء ومواقف الكثيرين ممن اعتبروا ان ما يحدث في غوانتانامو منسجم مع المثل الشعبي «كل آفة الله مسلط عليها آفة»، ولعل موقف منظمة دولية معتبرة مثل «منظمة العفو الدولية» المعروفة بـ«امنستي» ساهم في ذلك التحول، فقد اعتبرت ان الاوضاع في خليج غوانتانامو «تمثل فضيحة كبرى لحقوق الانسان لها عواقبها التي تشمل العالم بأسره»، وتتعرض هذه الايام الجمعية الكويتية لحقوق الانسان الى سيل من الانتقادات لعدم اعتراضها على ما يحصل من انتهاكات لحقوق الانسان في غوانتانامو ويصف الكاتب الاسلامي عادل القصار موقف جمعية حقوق الانسان بوصمة العار التي ستبقى في الاذهان لفترة طويلة.
وتطرح عودة بعض المعتقلين الكويتيين تساؤلات مهمة حول الاسباب والدوافع الاميركية التي افضت للافراج عنهم، استاذ الفكر السياسي الغربي في جامعة الكويت سابقا والكاتب الصحفي المحسوب على التيار الليبرالي الدكتور احمد البغدادي رتب اسباب اطلاق للمعتقلين الكويتيين من غوانتانامو على النحو التالي قائلا: «لم تعد لديهم معلومات ذات فائدة بعد انقطاعهم عن العالم لفترة طويلة واتساع دائرة الانتقادات الدولية لواشنطن على خلفية الوضع القانوني والانساني للمعتقلين مما حدا بها الى البدء بإطلاق سراح من لم تعد بحاجة لهم بشرط ان تتكفل حكوماتهم «بمراقبتهم» مما مهد الطريق بالنهاية للجهود الدبلوماسية الكويتية كي تتحرك للمطالبة باطلاق معتقليها».
تحليلات متضاربة
لا تزال تحليلات الكثير من المراقبين والكتاب الصحفيين متباينة حول اسباب وجود كويتيين في معتقل غوانتانامو، ويرى الكتاب الليبراليون ان كويتيي القاعدة تم القبض عليهم وسط معارك عسكرية مباشرة او اثناء هروبهم بين جبال تورا بورا، وعلى النقيض منهم يرى الكتاب الاسلاميون انهم ابرياء ذهبوا للقيام باعمال اغاثية وانسانية وليست حربية.
الكاتب الاسلامي المقرب من الحركة الدستورية الاسلامية عادل القصار تحدث لـ«القبس» حول هذا الموضوع قائلا: «تشير بعض المصادر الى ان بعض المعتقلين ثبت انهم كانوا مجرد متطوعين في مؤسسات العمل الخيري التي تعمل في افغانستان في اعمال الاغاثة والتبرعات للفقراء والمحتاجين وقد اكد ذلك رئيس مركز حقوق الانسان في البحرين.. ومع بداية الحملة الاميركية لملاحقة فلول اعضاء القاعدة اصبح ثمن رأس العربي غالياً للمرتزقة الذين سلموهم مقابل حفنة من المال».
علامات استفهام
وتثير بعض المعلومات التي حصلت عليها «القبس» من عدة مصادر اكثر من علامة استفهام بشأن طبيعة واسباب وجود بعض الكويتيين في افغانستان، ففي الوقت الذي اعلن فيه بعض اقارب الكويتيين الذين قضوا في عمليات عسكرية ان ابناءهم ذهبوا من اجل الاعمال الاغاثية، نراهم بعد فترة وجيزة ينشرون اعلانات صحفية يزفون فيها للامة الاسلامية نبأ استشهاد ابنهم «المجاهد البطل اثناء نصرته للمستضعفين ودفاعا عن العقيدة وحياض الاسلام في افغانستان!»
ونشر هذا الاعلان في الرأي العام 19/12/2001، كما نجحت الاجهزة الامنية في اعادة العشرات من الشباب الكويتيين الذين كانوا يحاولون الذهاب الى افغانستان من المطار، في الفترة التي سبقت بدء العمليات العسكرية الاميركية ضد نظام طالبان والقاعدة. ولولا تلك الخطوة لتضاعف عدد الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو او لربما زادت حصيلة من قتلوا هناك.
الايمان قبل المال
واسقطت مشاركة الكثيرين من دول الخليج النفطية ومنها الكويت فرضية اقتصار المشاركة في العمليات العسكرية «الارهابية.. الجهادية.. الخ» على ابناء الطبقات المسحوقة، وها هم شباب الخليج العربي يتواجدون اليوم في العراق
وقبل ذلك في افغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وغيرها، ويؤكد الدكتور احمد البغدادي ذلك بالقول: «ليس المال سببا في الابتعاد عن الايمان بقضية او فكرة يترك الانسان كل شيء من اجل تحقيقها، وليس الفقر واليأس هما الدفاع الوحيد للارهاب اذ يأخذ الانحراف اشكالا متنوعة...»، ويذهب الكاتب عادل القصار في نفس الاتجاه: «الغنى والرفاهية ليسا مبررا لعدم التفات الشباب وتحمسهم للروح الجهادية، فهذه قضية مبدأ وعقيدة يشكلان دافعين يغذيان حماس بعض الشباب.. وسط حالة من الانهزام ورخص هدر الدم العربي المسلم في كثير من بقاع العالم» وتساءل «فبن لادن والظواهري ماذا ينقصهما من مال؟.. والبعض يعزو ان اغلب من خرج من الكويتيين للقتال في الخارج خرجوا من اجل النصرة ورد الظلم عن اخوانهم المسلمين وان كان اجتهادهم اجتهادا خاطئا ويدل على قصور فهمهم ونقص علمهم الشرعي الواضح لمستلزمات وواجبات وظروف النصرة الواجب اتباعها».
وطالب القصار من المؤسسات الدينية توضيح حقيقة مفهوم النصرة والجهاد حتى: «لا تتسع دائرة ضحايا التطرف والارهاب. فغياب المرجعية الدينية الموثوق بعمق ودقة علمها الشرعي سبب من اسباب انحراف الشباب لكانتونات الفتاوى المضللة التي اشعلت حماس الشباب ودفعت بهم الى مصير مجهول».
المراقبة الحثيثة
وفي نظرة للمستقبل القريب تطرح عودة كويتيي غوانتانامو سؤالا محيرا على الصعيد الامني في حالة الافراج عن بعضهم وهذا احتمال وارد، فالكويت شهدت قبل عام تقريبا عدة حوادث ارهابية كبيرة فضحت وجود خلايا نائمة مسلحة لا يستهان بخطورتها، وبعض عناصرها لا يزالون هاربين ومطلوبين للعدالة، فما هي الضمانات التي تكفل عدم عودة اي من المعتقلين وبخاصة من لديه سجل امني «منتفخ» الى القيام او المشاركة بالتخطيط لاي عمليات ارهابية؟
.. يقول البغدادي: «اذا ما استمر هؤلاء يترددون على نفس الاماكن التي سبق ان حقنت فيها ادمغتهم بالافكار المتطرفة «فلا طبنا ولا غدا الشر» اذ من المحتمل ان يعودوا الى ما كانوا عليه سواء في الكويت او في اي مكان في العالم.. واذا القضاء اطلق سراحهم فلا احد يستطيع ان يفعل لهم شيئا فيما عدا المراقبة والرصد لتحركاتهم». وشدد القصار على انه لا يمكن التساهل في تلك المسألة ولابد من وضع رقابة حثيثة عليهم طالما توجد على بعضهم علامات استفهام خشية ان تعود بعض الخلايا النائمة الى الاستيقاظ.
واشار الدكتور احمد البغدادي الى اهمية قراءة محاضر التحقيقات مع المتهمين للتأكد من مدى تركهم لافكارهم القديمة وبعد الانتهاء من الشق القضائي واتضاح الصورة فعلى الدولة والمجتمع مسؤولية تصحيح الافكار المتطرفة والمغلوطة التي يحملها المتهمون. وعلى الجهات المتخصصة وعلماء النفس والاجتماع التصدي لتلك المهمة رغم قناعتي بان «القطو العود ما يتعلم». وحول نفس الموضوع اعتبر الكاتب الاسلامي عادل القصار الدولة بمؤسساتها التعليمية والتربوية والدينية: «هي اللاعب المفترض ان يحتضن الشباب ويصقل شخصيتهم وسلوكياتهم، ويبعدهم عن المزالق والتيارات المنحرفة وهذا الامر لا يتعارض اذا قلنا ان التطرف والغلو في فهم الدين مسؤولية يتحمل تبعاتها «البيت ـ المدرسة ـ المسجد ـ رجال الدين» ومن الخطأ الحكم على الشباب المعتقلين في غوانتانامو على انهم ضحية فكر جهادي متطرف فهذا الامر سابق لاوانه قبل ان يبدأ معهم التحقيق ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
سواء خرجوا ابرياء او صدرت احكام بالسجن على بعضهم فينبغي على المؤسسات المتخصصة في الجوانب النفسية والاجتماعية والشرعية ان تتصدى لعملية غربلة المعتقلين لدمجهم في المجتمع لان 4 سنوات من الاعتقال والتعذيب النفسي والبدني تحتاج الى بذل الكثير من الرعاية والاهتمام».