المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علماء أميركيون ينجحون في إطالة عمر أحياء بدائية ست مرات



فاطمي
11-20-2005, 12:33 AM
في نجاح ربما سيمهد الطريق لإطالة عمر الانسان، تمكن علماء اميركيون من تسجيل اول حالة في نوعها عالميا لإطالة عمر انواع من الاحياء البدائية لفترة وصلت الى ست مرات من أعمارها الحقيقية. وتمت إطالة عمر الانواع الحية التي تتألف من خلية واحدة بعد ان اجبرت على دخول نحو ما يسمى «مرحلة الوجود من اجل البقاء في ظل أصعب الظروف». وفي هذه المرحلة لا ينمو الجسم الحي بسرعة ولا يُصاب بالشيخوخة بل تزداد مقاومته وتتحسن وظائفه لمقاومة الأضرار التي يتعرض لها. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت ان تقليل تناول الغذاء يزيد من طول العمر بنسبة تصل الى 40 في المائة. ويفترض العلماء ان الجسم يبطئ في هذه الحالة نموه ويتوقف تماما عن التوالد وبذلك تتوقف عمليات الهرم والشيخوخة.

وعلى مستوى الجينات، قلب البحث الجديد نتائج حديثة اكتشفها العلماء على مدى السنوات الماضية، فقد عرف العلماء اخيرا، ان نسخة اضافية من الجين المسمى «اس آي آر2» يمكنها ان تزيد طول العمر للخمائر والديدان وذباب الفاكهة. وأدت هذه الاكتشافات الاخيرة الى وضع شركات الادوية لبرامج تهدف الى تطوير عقار مضاد للهرم والشيخوخة.

إلا أن باحثين في العلوم الجينية الجزيئية بجامعة ساوثرن كاليفورنيا، قدموا في بحثهم الجديد افتراضا مغايرا هو أن جين «اس آي آر 2» نفسه يشجع الجسم على الهرم! وفي مقال نشر امس في مجلة «سيل» (الخلية) تحت عنوان «اس آي آر 2 يوقف اطالة عمر الحياة»، قال فالتر لونغو الاستاذ المساعد بالجامعة، المشرف على البحث ان فريقه، ازال هذا الجين كلية من الخميرة، بدلا من اضافة نسخة منه! وحدثت «المعجزة»، اذ تم اطالة عمر هذا النوع الحي ست مرات عن فترة حياته السابقة، فقد طال عمر الخميرة من اسبوع الى ستة اسابيع. واضاف لونغو ان الدراسات اثبتت ايضا ان خلية الجسم البشري الحية التي احتوت على جين «اس آي آر 2» من النوع المخفض النشاط، تبدو وكأنها تقاوم الهرم والشيخوخة. وبما ان كل الحيوانات اللبونة تتشارك في ما بينها في نفس الجينات، فان البحث يشير الى اتجاهات علمية حديثة في ميدان مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر.

وقال لونغو ان الأحياء التي عاشت لعمر طويل في اختباراته تمتعت بقوة صمود مدهشة «لقد ضربناها بمواد مؤكسدة، وضربناها بالحرارة، إلا انها اثبتت مقاومة شديدة لكل المؤثرات». واضاف ان هذه الاحياء طويلة العمر «تبدو وكأنها تخاطبنا بالقول «ليس بإمكاننا الشيخوخة، لدينا مهمة ولادة الأجيال، الا اننا نفتقد الى الغذاء الكافي». ويتوقع العالم الاميركي بأن يتمكن العلماء في المستقبل من التحكم في الشيخوخة وتصميم عقاقير تمكن الجسم البشري من مقاومة الظروف الصعبة والجوع والإجهاد حتى في ظروف توافر الغذاء.

* الهرم ظاهرة طبيعية والعلماء يعالجون الشيخوخة بالجوع وبدراسة الجينات

* يمتلك الإنسان تريليونات من الخلايا الحية، تتعرض كل واحدة منها، مثل أي خلية في أي نوع حي آخر، الى عمليات الهدم، والهرم والشيخوخة. وتلعب عدة عوامل، مثل الضوء وكذلك السموم التي تدخل الجسم عند تناول الكحول والتدخين والملوثات، دورها في ذلك.

إلا أن العمليات الطبيعية الجارية في كل خلية تقود الى إنتاج النفايات التي تسبب بدورها أضرارا على الخلية وتقود الى هرمها. وتبرمج كل خلية بحيث تموت بنفسها أو «تدمر نفسها» بعد عمليات تكاثر تحدث فيها 50 مرة، وهذه هي آلية السلامة التي تمنع كل خلية من التكاثر من دون توقف. ورغم أن الباحثين عن الخلود يجرون وراء سراب، فقد تفيدهم تجارب لعمليات تجميد الجسم لفترة طويلة ثم «تذويبه». إلا أن العلماء الجادين في هذا المضمار يدققون في إمكانات الجسم على المستوى الجزيئي في مكافحة الشيخوخة، كما يدققون في الجينات ووظائفها وفي آليات تسمح للجسم بمحاربة السموم وإصلاح الأضرار، أي التقليل من عملية الهرم.

وعلى صعيد الوسائل العلاجية لمكافحة الشيخوخة فإن أهمها يتمثل في خفض عدد السعرات الحرارية التي تساعد على إطالة عمر الإنسان. إلا أن العلاج بالجوع ضار جدا للإنسان لأنه شديد الإجهاد له. ولذلك يجري الحديث عن تطوير عقاقير جينية لإطالة العمر.