المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمة تحرق اصابع مبدعيها لتنام على الرماد



موالى
11-19-2005, 03:40 PM
سيد ضياء الموسوي

لا أعجب أن أرى محمد الماغوط غريبا اوارى الجواهري متسكعا في محطات الغربة يرتل في وطن :يادجلة الخير ياام البساتيني حييت سفحك عن بعد فحييني وذات يوموقف الجواهري جهة العراق باكيا وهو يعزف حزنه متشوقا لنقيق الضفادع قائلا: أرايتم شاعرا يحن الى نقيق الضفادع انها تذكرني بدجلة والدار.

هذه الامة مأخودة بالشعارات والعواطف والعنتريات السياسية.امة بلاعقل، امة تكرهالابداع ان يتحول الى ذهب لانها تريد ان تعيش في الرماد.اوطان تغتال العقول وهمج رعاع يستثارون نحو اللون الاحمرولوكان مؤذنا بعتمة ليل فيزدادون بؤساعلى البؤس.امة تقودعرباتهاأحصنتها وفرسانها بين نازف تحت مقصلة او مصلوب على جدوع الجهل.امة يقودهاالجهلاء والانكشاريون ومستنيروها مصلوبون على اعواد مشانق التخلف والجهل.

امة تبحث عن من يدجن عليها ليريها السراب ويجمل لها القبح. تستكثر على نفسها ان تكون قائدة في المعرفة والحضارة.كم كاتب حرق اصابعه الجهلاء وكم فنان رشقت لوحاته بالحجارة وكم عبقري حزم امتعته وهاجر لان الوطن تحول له الى منفى والمنفى الى وطن!

يعلمنا التاريخ ان عليا اتخذ له من البئر صديقا يشكو همه وتارة يصرخ في الصحراء لامة كرهت عبقريته ويالروعة العقل يصرخ فيهم :سلوني قبل ان تفقدوني فيقولون:كم شعرة في راسك؟هذه امة الشعرة وسؤال الشعرة. امة اعرابي راح يدعو:اللهم وفقني فقط انا ومحمد.

لاعجب ان يموت الحسين ضامئا وبجواره شط الفرات ايصدق العقل ان يموت انسان ظامئا وبجواره شط الفرات؟ تلك هي الشعوب تبحث عن من يضحك عليها ويسكرها بالاوهام .باسم الخوف على الشعب الاثيني نفي ارسطو الى اسيا الوسطى ، باسم الخوف على الشعب اليهودي ارادوا صلب المسيح فرفعه الله.

امة قتلت الحلاج ضرب 100سوط ثم قطعوا لسانه واطرافه قطعة قطعة.باسم الخوف على الشعب الفرنسي قطع راس افضل الناس (لافوازييه) ابي الكيمياء الحديثة وقتل كوندرسييه ليقال له ...(الثورة لا حاجة لهل بالعلماء). ليس غريبا ذلك فأكثر الحركات يقودها من لا اتصال لهم بالعلم والثقافة لذلك كثرت مآسي الشعوب.

مجتمعات يفكر عنها بالوكالة، الى الان لم تحزم امرها لتقول ماذا هي تريد بالضبط.كل الامم تقدمت ونحن الى تراجع ،كل فئة حسمت امرها ونحن الى تقهقر.. اسرائيل تستوطن العقول ونحن ياعرب نعاني نزيف العقول وهجرة الادمغة الذهبية والمفكر في العالم العربي بين مجتمع يسال عن الشعرة ونظام عربي يفجرالعمالقة.

محمد عبده يقول ...(ان المسلم الجائر اسلامه له وجوره علينا في حين ان الكافر العادل كفره عليه وعدله لنا)..

قتل العقاد وآن للعرب ان يعقدوا (عرس الشهادة) للقتل سواء في الاردن اوغيرها. نعم لتخدير الوعي لصناعة الكراهية.هكذا يسوق للذات !

نعم قتلنا العقاد الذي دافع عن اسلامنا 50 عاما في استوديوهات هوليوود. قتلنا العقاد اذي زرع في قلوبنا بفلم الرسالة عظمة هذا الاسلام الغريب. ذبحنا العقاد الذي ابكانا على عمر المختار.

آه على هذا الزمن الرديئ تعسا لنا كيف نقتل فراشة ارادت ان تطيرلتجمل الكون بألوانها؟

دموعنا نذرفها على انفسنا فلم نقطع الا لحومنا ولم ننهش الا اجسامنا ولم نفرالا ابداننا

في سنة واحده في العراق قتلنا الحكيم فلم يوضع في كفنه الا اصبع واحدة .. وفي لبنان ذبحنا الحريري هذا الحلم الكبير لانه رفض ان يذل.. وفي الاردن مزقنا جسد العقاد وابنته.